روايات

رواية غفران هزمه العشق الفصل الثامن عشر 18 بقلم نور زيزو

موقع كتابك في سطور

رواية غفران هزمه العشق الفصل الثامن عشر 18 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الجزء الثامن عشر

رواية غفران هزمه العشق البارت الثامن عشر

غفران هزمه العشق
غفران هزمه العشق

رواية غفران هزمه العشق الحلقة الثامنة عشر

رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الثــامن عشـــر ( 18 )
___ بعنــــوان ” زواج بالإكراه ” ___
[[ شقة جميل]]
دقت الساعة التاسعة مساءً ولم تعود “قُسم” وبدأ الجميع فى حال من الذعر عليها ليقول “جميل” بتعب:-
_ هى ما قالتش قصادكِ هى رايحة فين يا ملك؟
أجابته “ملك” بقلق على صديقتها المُتغيبة من العصر :-
_ والله أبدًا يا عم جميل، أنا أول ما قُلتلها أنكم حددتوا الفرح بعد أسبوعين قالت إنها خارجة لكن مجبتش سيرة هى رايحة فين؟
حاول “قاسم” أن يتصل بها مرة أخرى وهاتفها مُغلق ليقول بذعر:-
_ برضو تليفونها مقفول
وقف “حازم” من مقعده بقلق وقال:-
_ أنا لازم أنزل أدور عليها مش خفضل قاعد كدة ومش عارف حصلها حاجة ولا لا
تحدث “قاسم” بقلق على أختاه قائلًا:-
_ خدنى معاك يا حازم
سألتهما “صفية” بنبرة واهنة وعينيها تبكى بقلق على أبنتها تقول:-
_ هتدوروا فين بس؟
_ فى أي حتة يا عمتي المهم أوصلها، هسأل عند صحابها فى الحضانة اللى بتشتغل فيها فى أى مكان
قالها بقلق شديد على محبوبته المُختفية لأول مرة على عكس عادتها وخرج من الشقة مع “قاسم” …..
_________________________
دلفت للقصــر بصحبته وهو يسحبها من ذراعها معه بينما “قُسم” تصرخ به بعناد وتحاول الإفلات من يديه القوية قائلة:-
_ سيبنى أنت مجنون، اللى بتعمله دا أسم خطف وأنا مش هسكت وهوديك فى ستين داهية
_ فاتن
قالها بحدة صارمة لتأتي إليه مهرولة بذعر من نبرته فرأته يمسك “قُسم” وخلفه “عُمر” ورجلين من رجال الأمن الخاص بالقصر ليدفع إليها “قُسم” بقوة وقال:-
_ تطلعيها فوق الأوضة ومتطلعش منها ألا بأمر مني وأنتوا لو رجلها خطت برا باب القصر يُفضل تضربوها بالنار بدل ما أنا اللى أضربهمك بالنار
أقتربت “قُسم” منه رغم محاولة “فاتن” من منعها لتدفع يدها بقوة، أقتربت منه حتى وقفت أمامه وقالت بعنادٍ وتحدٍ:-
_ اللى بتعمله دا جريمة
وضع يديه فى جيوب بنطلونه بكبرياء هو الأخر وقال:-
_ أول ما تطلعي من هنا حية أبقي عدي على أقرب قسم وبلغي عني أنى خطفتكِ
تأففت بعناد وصرخت مرة أخرى بجنون يكاد يفقدها عقلها:-
_ أنت عبيط ، أنا ليا أهل برا وشغلي وحياتي
ضحك “غفران” بسخرية على كلماتها وقال بينما يده تمسك ذقنها بإذلال:-
_ أنسيهم، لأن أهلك لا هتشوفهم تاني ولا شغلك هتروحيه، إنتِ هنا يا قُسم بتاعتي أنا وبس، حياتكِ من اللحظة دى بقيت عبارة كونكِ سجيبنة فى القصر دا فحاولى تتأقلمي عليه بسرعة عشان حياتك تبقي أسهل مع أنى عارف أن اللى زيكِ مش هيتأقلم وهيفضل يعاند ودا اللى بحبه فيكِ
ضربه على صدره بقوة بقبضتيها الأثنتين صارخة بوجهه أمام الجميع:-
_ أنت فاكر نفسك بتشتري جارية من سوق العبيد، أنت متخلف
نزلت “كندا” من الأعلى ومعها طفلتها على صوت الصراخ لتُصدم من رؤية “قُسم” وكونها هى الفتاة التى سرقت زوجها منها حتى سمعت الشجار القائم بينهما، ذهل الجميع من ضربها إلى “غفران” وسبها له ولأول مرة يتجرأ أحد على فعل ذلك فحتى زوجته “كندا” تأخذ الأذن قبل الحديث معه، تبسم “غفران” في وجهها يُثر أعصابها وجنونها أكثر ببسمته ثم قال بصراخ:-
_ أنا مُتخلف ، فاتن
أقتربت من “قُسم” ليقول بجدية حادة حادقًا بهذه الفتاة:-
_ تتحبس فى أوضتها من غير أكل أو شرب لحد ما أنا أمر، أصل اللى يغلط لازم يتعاقب عشان يتعلم الأدب وأنا شكلى اللى هعلمك الأدب يا قُسم وأعلمك أزاى تتكلمي مع جوزك
دفعت “فاتن” بعيدًا عنها بعنادٍ وأقتربت خطوة منه بتحدٍ ثم قالت:-
_ ومن قالك أنى ممكن أكل حاجة من بيتك حتى لو كان قصادي وليمة، أنا بكرهك يا غفران، بكرهك زى ما أنا بكره اليوم اللى جمعنى بيك وبكره أى حاجة من ناحيتك حتى الأكل فى بيتك بكرهه، أنا بقرف منك ومستحيل أتجوزك
رفع حاجبه بقوة بأغتياظ من غلاظتها وعنادها معه ليُسحبها فى يده للدرج عوضًا عن “فاتن” وهى تصرخ به بجنون، رمقته “كندا” الذي فهمت من الحديث أنه يجبر “قُسم” على العيش معه والزواج به ولا تفهم إلى أى درجة وصلت قسوته وجبروته حتى يخطف فتاة من أهلها ويجبرها على الزواج منه والعيش معه، لتشفق على “قُسم” رغم أنها ستأخذ محلها هنا لكن حياتها ستكون مُرعبة فى هذا القصر بعد أن باتت سجينته، لم تقبل “قٍُم” بالأمر الواقع وسحبه إليه لتقاومه بقوتها وتحاول الإفلات منه وهى تدفعه بقوة فى صدره ليسقط “غفران” عن الدرج معها حتى وصلوا للأسفل، رأت الدماء تسيل من رأسه على الأرض وهى بين ذراعيه يحتضنها بقوة حتى لا تُصاب ، هرع الجميع نحوهما فأخذتها “فاتن” من يده وساعده رجاله فى الوقوف وقال أحدهما:-
_ أطلب الدكتور
لم يبالي بجرح رأسه وتحذير طبيبه له بأذي رأسه حتى لا يصبح الأمر أكثر خطورة، أقترب من “قُسم” بذعر يفحصها بعينيه ويديه تمسك أكتافها بقلق ويقول:-
_ إنتِ كويسة؟ ، أجبلك الدكتور
نظرت له بصدمة من رد فعله التلقائي فى حين أن رأسه ينزف وهى تعلم أنه يشتكي كثيرًا من هذا الرأس وخصوصًا فترة سفرهما إلى فرنسا لكنه لا يبالي بنفسه وسلامته ويقلق عليها، كان القلق واضحًا فى عينيه ونبرته التى تخلت عن العناد والكبرياء بدأت أكثر دفئًا وقلقًا، هزت رأسها بالنفي متنازلة هى الأخرى عن عنادها وتمردها، وضع يده على رأسه من الألم والصداع الشديد الذي أصابه فشعرت “قُسم” بيده المُمسكة بأكتافها تزداد قوة وضغط عليها، أقتربت خطوة منه بقلق وقالت بنبرة هادئة:-
_أنت كويس؟
_قُسم …
قالها وسقط فاقدًا للوعي لتتشبث به بقوة بين ذراعيها وثقلت رأسه على كتفها حتى أوشكت على السقوط به من ثُقل جسده الضخم على جسدها النحيل ليقترب رجاله ويأخذه منه وأتصل أحدهما بالطبيب لأجله بينما أخذتها “فاتن” إلى الغرفة حسب أمر “غفران” حتى يأمر بخروجها …..
_________________________
عاد “حازم” مع “قاسم” الساعة الثانية بعد منتصف الليل إلى المنزل فهرعت “صفية” إليهما وقالت:-
_ها، عملتوا أي لاقيتوها؟
هز “حازم” رأسه بالنفي والقلق قد تمكن منه حتى فقد أعصابه من الخوف عليها والوقت قد تأخر، أجاب “قاسم” على والدته بحزن شديد:-
_ لا، سألنا فى الحضانة وعدينا على القسم والمستشفيات اللى جنبنا كلها ومحدش يعرف عنها حاجة
جهشت “صفية” فى البكاء بخوف على طفلتها وألتفت إلى زوجها المريض وقالت بانفعال:-
_ خلى بالك لو بنتي عملت فى نفسها حاجة ولا جرالها حاجة بسبب قرارك، أنا عمري ما هسامحك
دُهش “جميل” من كلماتها وقال بجدية:-
_ أنا!!
_اه أنت، بنتي خرجت من البيت لما قررت تجوزها لواحد هانها ووجعها وبتكرهه
قالتها بغيظ شديد من قرار “جميل” للزواج الخاص بأبنته ودلفت للغرفة بقلق يجتاحها ولا تعرف ماذا تفعل ولا أين يجب أن تذهب للبحث عن ابنتها؟، صرخ “جميل” بغضب يقول:-
_ أنا اللى غلطان عشان حبيت أحميها من حُبها لراجل متجوز….
قاطع كلماته من التعب وهو يضع يده على قلبه ليذهب “قاسم” نحوه يساعده فى الجلوس على المقعد، حدق “حازم” به بعد أن سمع كلماته عن حُب “قُسم” لرجل غيره مُصدومًا وقال بتلعثم:-
_ قصدك أي يا جوز عمتي، قُسم بتحبه صح؟
لم يُجيب عليه فهز رأسه بجنون مُنفعلًا وقال بأغتياظ:-
_ يبقي هى راحت له تتحامي فيه، بنتك هربت من بيتك قبل فرحها وراحت لراجل تاني عاشقاه، بس أنا هعرف أجيبها أزاى
غادر الشقة بغضب ناري يحرقه من الداخل متواعدٍ بالإنتقام من “قُسم” على ما فعلته بقلبه وإهانتها لكرامته ورجولته أمام الجميع…..
_________________________
[[ قصــــــــر الحـــديــــدي ]]
فحصه الطبيب وكان الجرح سطحي ليضمده وقال بنبرة هادئة:-
_ مفيش داعي للقلق يا غفران بيه، ممكن الدوخة تكون أثر الوقعة بس
أومأ “غفران” إليه بنعم وهو يقف من فراشه ليقول الطبيب بجدية:-
_ حضرتك لازم ترتاح
_أنا كدة مرتاح
قالها “غفران” بهدوء وأغلق أزرار قميصه الملوث بقطرات الدماء وخرج من الغرفة قبل مغادرة الطبيب ليسأله “عُمر” بقلق:-
_ حضرتك قومت من السرير ليه؟
_ هطمن على قُسم، أنا واثق أنها هتكون زى المجنونة فى الحبسة دى
قالها بقلق على فتاته المُتمردة، نظر إلى “كندا” الواقفة بعيني دامعة من الحسرة وترمقه بأشمئزاز وتقزز وتحتضن طفلتها أمامها، تجاهل وجودها ومر من أمامها لتقول بأشئمزاز من الألم:-
_ وصلك بيك الأمر لإنك تخطف بنت وتجبرها على الجواز منك، كل دا ليه عشان تقهر قلبي؟
ألتف إليها ببرود شديد مُستمرًا فى دهس قلبها العاشق له وقال بغلاظة:-
_ عشان بحبها، قلبك دا يا كندا ولا يساوى فردة جزمة عندي عشان أتعب نفسي وأفكر أزاى أقهره، إنتِ متستاهليش حتى دقيقة واحدة فى وقتي عشان أفكرها فيكِ
أقترب “عُمر” منه قليلًا وهمس فى أذنيه قائلًا:-
_ مسيو غفران مش قصاد نالا ، البنت خايفة وبتبكي ،بلاش القسوة على مامتها قدامها
نظر إلى “نالا” الحزينة جاهلًا عن ملامحها الباكية وغادر من أمامهم إلى غرفة “قُسم” التى كان يقف أمامها رجل من الأمن ليأخذ منه المُفتاح وفتح الباب ثم وجل، رآها جالسة على الأريكة تضم قدميها إلى صدرها وتبكي من الحزن والوحدة، رأته يدخل من الباب فهرعت من مكانها نحوه وقالت:-
_ أنت حابسني هنا بجد
كان مصدومًا وهو يحدق بها لا يشعر بشيء ولا يهتم بكلماتها، لا يُصدق ما تراه عينيه المريضة الآن كانت “كندا” أمامه ضابابي ولم يتمكن من رؤية دموع طفلته وحزنها فى نفس اللحظة التى تقف “قُسم” أمامه بعينيها الخضراء الباكيتين ووجهها الأحمر من شدة بكاءها وشفتيها المجروحة من أسنانها فى سقوطهما، لا يصدق أن عينينه تمكنت من رؤية “قُسم” مرة اخرى ومن جديد فقال بتلعثم من الصدمة:-
_ قُسم
رمقته بأستغراب ونظرته الحادقة بها غريبة ومُختلفة ليست غاضبة أو سعيدة ،بل يحتلها الشوق كأنه لم يراها من زمن رغم أنها كانت معه من دقائق، رفع يده إلى وجهها خائفًا أن تكن هذه تخيلات أو وهم حتى لمس وجنتها الحارة بأنامله الباردة وقال بحنان:-
_إنتِ قُسم بجد؟
لم تفهم سؤاله فأبتلعت لعابها بخوف أن يكن أصاب رأسه حقًا وقالت بذعر:-
_فى أي؟ أنت كويس، حد قالك أنى أتغيرت ما أنا قدامك أهو قُسم
لم يتمالك أعصابه أكثر ليُسحبها نحوه يضمها بقوةً من هول الصدمة وبدأت أنفاسه تعلو شيء فى شيء فظلت ساكنة من الصدمة وسؤاله عنها جعلها ترتجف خوفًا حتى سمعت صوت أنفاسه وتنهيدته القوية بأريحية كأنه وصل لبرا الأمن الآن بعد شقاء كبير فى طريقه، دفعته بقوة بعيدًا عنها وعادت للعناد والصراخ تقول:-
_ أنت مجنون إياك تفكر تلمسني مرة تانية، لتكون صدقت فعلًا أنى مراتك دا نجوم السماء أقربلك يا غفران……
أسكتها حين جذبها بقوة من جديد لا يبالي بتهديدها يضمها فى صدره ويشعر بنبضات قلبها ودفء جسدها، شعرت بيديه تحيط رأسها كاملة كأنه يدفن رأسها بين ضلوعه ويهمس فى أذنها بخفة:-
_ هنتخانق يا قُسم، هنتخانق بس دلوقت خليكِ معايا ثواني بس
لا تفهم ماذا يدور معه لكن الشيء الوحيد الذي تعرفه أنه بحاجة إلى هذا العناق أكثر من أى شيء الآن، رغم أنها لم تقبل بحقيقة الأمر وما فعله معها لكن فى النهاية وحقيقة الأمر هى زوجته المتمردة مهما صرخت وجن جنونها، أغمض عينيه مُستلمًا للسكون بها وقد باتت فتاته هى سكنه ومسكنه الوحيد، همست بلطف بصوت مبحوح من رأسها المدفونة فى صدره:-
_ ممكن كفاية كدة
أبتعد عنها مُلبي طلبها ورغبتها ليحدق بهذا الوجه الملاكي الذي حُرم منه طويلًا فقالت:-
_ ممكن تمشيني بقي وترجعني لأهلها وبيتي
تبدل حنانها إلى غلاظة وقال بعناد:-
_ لا، لأن دا بيتكِ يا قُسم، الست مكانها مكان ما يكون جوزها وقُلتلكِ أنسي أهلك دا لو عايزاني أفضل معاكِ غفران اللى تعرفيه لأني وحش أوى يا قُسم وزى ما أمرتهم يقتلوكِ لو طلعتي من القصر لو فضلتي تزني على أهلكِ أنا ممكن أقتلهم عشان أخلص من صداعك
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألحقت بقلبها وعقلها وهو يتحدث عن القتل كأنه شُرب ماء بسهولة فقالت:-
_ تقتل مين؟ أنت مجنون، أنت فاكر أنى مراتك بجد، فوق يا غفران أنا مش مراتك والعقد دا مزور، أنا موافقتش على الجواز منك ولا كنت أعرف أن فى جواز، أنت غشتني ومكنتش صريح معايا ، الجوازة دى باطل من كل الجوانب
هز رأسه بنعم موافقها الرأي وقال بكبرياء وغطرسة:-
_ عندك حق
أخرج من جيبه عقد الزواج العرفي ليضعه أمام أعينها ثم مزقه بمكر شديد وقال:-
_ كدة مبقتيش مراتي، لكن بكرة هجيب المأذون ولو مبقتيش مراتي رسمي يا قُسم أنا هقتل حبايبك كلهم وأحول حياتكِ لجحيم ملهوش نهائي، جحيم يخليكِ تتمني الموت عشان تترحمي مني
لم تصدق إصراره على الزواج منها وتمزقه للعقد دون خوف كأنه واثقًا من موافقتها على الزواج الشرعي منه ليغادر الغرفة ويغلق الباب بالمُفتاح والآن بعد أن تمكن رؤيتها أصبح أمر زواجه منها أكثر إلحاحًا وبمثابة الحياة والموت له…..
_________________________
[[ شركة اللؤلؤ للتجميل ]]
دلفت “رزان” إلى مكتب “نورهان” التى تباشر عملها وفى يدها فنجان القهوة السادة فوقفت حتى تأذن “نورهان” لها بالحديث وقالت:-
_ اى يا رزان؟
_ القطة اللى حضرتك طلبتها عشان نالا وصلت الصباح
قالتها “رزان” وهى تفتح التابلت الخاص بها وتقدم لها فيديو للقطة ذات عمر شهرين فنظرت “نورهان” على القطة وقالت:-
_ جميلة، كشفتي عليها وطعمتيها كويس عشان نالا
_ أكيد وطلبت خادمة جديدة لرعاية القطة
قالتها بهدوء فوافقت “نورهان” بجدية قائلة:-
_ كويس أبعتيها للقصر، فى حاجة تانية
قدمت “رزان” فيديو مُسجل من كاميرات المراقبة فى القصر وقالت:-
_ الفيديو دا بعته مؤظف الأمن قصر اللؤلؤ، غفران بيه أمبارح وصل للقصر معاه قسم ومخرجتش ولما سألت الخادمة بتاعتنا هناك، قالت أن فاتن أتصل بيها الصباح عشان طاقم الخدم هيرجع للقصر
تركت “نورهان” ما تفعله ونظرت للتابلت تشاهد الفيديو المُسجلة لـ “غفران” وهو يترجل من سيارته ويسحب “قُسم” التى تدفعه رافضة ما يفعله ودخلوا للقصر فقالت بخبث شديد:-
_ قُلتي أنها مخرجتش من القصر
_ أيوة
تبسمت “نورهان” بمكر وذكاء امرأة حادة لتقول بجدية:-
_ متبعتيش القطة، أنا هوديها بنفسي
أومأت “رزان” إليها بهدوء وقالت:-
_ هبلغ فاتن أن حضرتك هتمري على القصر بعد الشغل
رفضت “نورهان” بخباثة أكبر قائلة:-
_ لا متتصليش بيهم خليها مفاجأة
أتسعت عيني “رزان” بدهشة ألجمتها وحدقت مُطولًا بـ “نورهان” ثم قالت:-
_ بس غفران بيه مش هيقبل بدا وهنعمل مشكلة معاه حضرتك عارفة أنه مبيسمحش لحد يدخل القصر بدون أذن مُسبق وبسبب الأمر دا حصل مشكلة قبل كدة وبسببه حضرتكِ رفضتي أن يدخل القصر عندك بدون موعد سابق
عادت “نورهان” بظهرها للخلف بأسترخاء ثم قالت:-
_ دا سبب طلبي يا رزان، قُسم من يوم ما ظهرت وغفران ابني اللى أعرفه كسر الكثير من قواعده أولها أقتحامه لقصري لمجرد علمه بوجودها هناك، خيانته لكندا اللى مهما قُلتله أنها خاينة وعلى علاقة بعفيفي غريبة مكنش بيصدق لكن مع ظهور قُسم، مسك فى كام صورة حجة له عشان يبعد عن كندا ويخونها، سفره من هنا لفرنسا عشان والدها وإنتِ أكثر واحدة عارفة الوقت مهم قد أي عند غفران، دا لما دخلت المستشفي من سنتين جالي تانية يوم عشان كان عنده أجتماع وأنا امه، عايزة أعرف رد فعله أي لما أدخل قصره من غير أذن، عايزة أعرف اي تاني أتغير فى أبني
أومأت “رزان” بنعم بينما تُتمتم بصوت خافت:-
_ ربنا يستر، ما علينا بالنسبة لموضوع أنس، أتصالاته كلها بزملاءه فى البحرية لكن اتصالات كثير زيادة عن اللازم برقم محمود صاحبه
_صاحب السوء، وتحركاته؟
قالتها “نورهان” بضيق لتتابع “رزان” الحديث:-
_اليومين اللى فاتوا مخرجش من القصر غير مرة راح كافي مع محمود برضو
تأففت “نورهان” بأغتياظ ثم قالت:-
_ ماشي خليكِ وراه برضو
__________________________
[[ قصـــر الحـــديــدي]]
دق باب المكتب بهدوء ثم دلفت “فاتن” إليه وقالت:-
_صباح الخير يا مسيو غفران
_ صباح النور يا فاتن
قالها وهو مندمجًا فى أوراق عمله المنثورة على المكتب واللاب المفتوح أمامه، بدأت الحديث بهدوء قائلة:-
_ طاقم الخدم كله وصل زى ما حضرتك أمرت ومُستعدين لبدء العمل، كمان صابر السواق الخاص وصل من الشركة بعربية جديدة زى ما أمرت لمرافقة أنسة قُسم فى مشاويرها و…..
رفع “غفران” رأسه بحدة ونظرة ثاقبة أرعبتها جعلتها تبتلع الكلمات وتتوقف عن التفوه بشيء ليقول بحدة ويده تنزع نظارة النظر عن عينيه:-
_ قُسم هانم، أسمها قُسم هانم يا فاتن
أومأت إليه بنعم ثم قالت بندم:-
_ قُسم هانم عُذرًا يا مسيو غفران أتمني تسامحني على زلة لساني
أومأ إليها بنعم وعاد للنظر إلى اللاب لتتابع بقية الحديث عن أحوال القصر، هاتفة:-
_ وأستاذ عمر وصل على البوابة الرئيسية بالمأذون، ومدام كندا قافلة على نفسها من أمبارح هى ونالا ومبتفتحش ورافضة الأكل حتى لنالا
ترك القلم من يده بضيق من تصرف زوجته وقال بتمتم:-
_ لو على الأكل هى متستاهلوش لكن بنتي ذنبها أي، هتموتها من الجوع
غادر مكتبه بصحبة “فاتن” ليرى “عُمر” يدخل من الباب مع المأذون فصعد للأعلى ليطرق الباب بهدوء فصرخت “كندا” من الداخل بأنفعال:-
_ قُلتلكِ مليون مرة غورى فى داهية يا فاتن
تنحنح بهدوء شديد ثم قال:-
_ أنا غفران
أبتلعت لعابها بخوف منه وأقتربت من الباب مُرتجفة لتفتحها وهى لا تقوى على عصيانه أو التمرد عليه، فحدق بها ثم أبعد نظره إلى الغرفة وكانت “نالا” غارقة فى نومها بالفراش ليقول بحدة:-
_ أدخلى هاتي نالا يا فاتن
_ ممكن مالكش دعوة بيا أنا وبنتي، مش كفاية عليك العروسة الجديدة
قالتها بعناد وهى تمنع “فاتن” من الدخول ليسحبها “غفران” من ذراعها نحوه بغضب سافر وقال بتهديد:-
_ إياكِ يا كندا تفكري إنكِ تمسكني من أيدي اللى بتوجعني ببنتي، لأن أنا اللى يمسك أيدي ويفكر يوجعني بقطع أيده، ومن اللحظة دى إنتِ ممنوع منعًا باتًا إنك تقربي من نالا أو تفكري تشوفيها …. أدخلى يا فاتن
صرخت “كندا” بذعر شديد بينما هو دفعها بقوة وقالت:-
_ أنت متقدرش تحرمني من بنتي
أستدار إليها بنظرة مُرعبة لتبتلع لعابها وتصمت حتى خرجت “فاتن” من الغرفة بطفلته وأغلقت الباب من جديد لتنهار “كندا” بجنون من الوجع والألم الذي يمزجها ……
نظر إلى غرفة “قُسم” وهندم ملابسه ثم سار نحوها وقال بهدوء للحارس:-
_ أنزل تحت
أعطاه الحارس المُفتاح وترجل ليُفتح “غفران” الباب ودلف ليرأها نائمة فى الفراش من التعب فتبسم بخفة وسار نحوها حتى جلس على الفراش وتأمل ملامحها كم كانت جميلة وهى هادئة وشعرها فوضوي بجانبها وتضع ذراعيها الأثنين أسفل رأسها، رفع يده إلى جبينها يداعب خصلات شعرها مما جعلها تفزع من نومها أمامه وقالت:-
_ جيت ليه؟
_وحشتيني
قالها بدلال يُثر أستفزازها وأعصابها فتنهدت بضيق من برود هذا الرجل وهو يتحدث عن الشوق فى حين أنه يسجنها هنا بالإكراه ويهددها بقتل أهلها، فقالت بضيق:-
_ أنت مريض بجد، يكنش الخبط الكثير فى رأسك أثر على عقلك، أنا لازم أمشي من هنا
خرجت من الغرفة وهى مُستغرب أنه لم يمنعها أو ينادي على رجاله فرأت أمامها الخدم يحملوا الكثير من الأغراض وأحدهن تحمل فستان زفاف وقبل أن تعترض سمعت صوته من الخلف:-
_ قُسم
ألتفت إليه لتراه يقترب منها واضعًا يديه فى جيوب بنطلونه بغرور شديد حتى وصل أمامها وقال:-
_ المأذون تحت، أدخلي ألبس وأجهزي
_ مش بقولك عبيط، أنت فاكر أنك تقدر تتجوزني بالغصب، المأذون دا أنا لو نزلت له هقوله إنك خاطفني ومش موافقة على الجوازة
قالتها بتحدٍ وكبرياء واثقة من هزيمته مهما كانت قوته فلم يتمكن من ترويضها أو أخذها بالقوة رغمًا عنها فقال بهدوء شديد يجنها أكثر:-
_ يبقي نسيتي تهديدي أمبارح
_ أنت طلعت ليا منين يا أخي؟!، دمرت كل حاجة حلوة فى حياتي، خطوبتي وشغلي وناسي وكل حاجة، سرقت مني حُريتي وفرحتي وعفويتي وبرائتي وخفة دمي، حولتني من بنت حرة لسجينة فى قصرك الملعون دا، أنت أي يا أخي؟
صرخت “قُسم” بنهاية حديثها فى وجهه، لم تكن تعلم شيء عن مرضه وأن وجودها هو سبيل نجاته الوحيد، ربما حبسها هنا فى أرضه بالإكراه لكنه مثلها تمامًا يصارع من أجل الحياة، أحتدت عينيه غضبًا من حديثها معه بلا خوف وجراءة، تُحدثها عن براءتها التى سلبها إياها بينما هو مُسلوب الرؤية كاملًا، أقترب خطوة واحدة للأمام أرعبتها وجعلتها تعود للخلف تلقائيٍ فأزدردت لعابها الجاف فى حلقها ثم قالت بتلعثم شديد:-
_ اي هتعاقبني تاني؟ هتأمرهم بجَلدي المرة دي ولا يخلعوا أظافري
تبسم “غفران” بخبث شديد على خوفها فرغم ما تتحلى به من شجاعة وتحدي لكي تصرخ بوجهه لكنها ترتجف حين يرمقها بنظرة أو يتحدث بكلمة فقال بلهجة قوية وصوت جهوري خَشن:-
_ أكيد هتتعاقبي على كل حرف نطقتي به يا قُسم، بس دلوقت لو عايزاني منفذش تهديدي ليكِ اللى أنا واثق أنكِ منستهوش تدخلي معاهم دلوقت حالًا وتغيري هدومك وتلبسي الفستان وتحصليني على تحت من غير ولا كلمة
نظرت بعينيه الباردة الخالية من أى مشاعر، لا تفهم سبب رغبته القوية فى الزواج منها بالإكراه والعاجل دون أي تخطيط، رأت زوجته وابنته وتعلم أنه يملك عائلة ويحبهم كما يحبوه لكن قرار زواجه منها الآن أمر لا يسمح بالنقاش فيه، تنفست بصعوبة من نظرتهما الطويلة وعينيها تبوح بالعجز عن الفهم، الخوف، الضعف، الوجع وغيرهم من المشاعر المتداولة بداخلها ثم تحدثت بنبرة أكثر هدوءًا لعلها تتمكن من ترويض شراسته وحدته معها قائلة:-
_ غُفران بيه، مسيو غفران، أى حاجة بس أنت بتدمر حياتي، بص ليا أنا واحدة بتشمئز من رؤيتك أزاى هتجوز وتعيش مع واحدة كارهاك ورافضة العيشة معاك
أقترب أكثر نحوها حتى أصبح أمامها مباشرة ويشعر بأنفاسها المتسارعة ورمق عينيها الباكيتين رغم أسرها لهذه الدموع بجفنيها ثم قال بنبرة خافتة هامسًا إليها:-
_ متأكدة أنك كارهاني يا قُسم، عينيكِ بتقول غير كدة، أنفاسك ودقات قلبك اللى واصلة لحد عندي هنا وكل حتة فيكِ بتقول غير اللى لسانك بيقوله، عينيكِ اللى عمري ما شوفت زيهم فى حياتي كلها بيقولوا أنك عاشقاني يا قُسم، صوت قلبك واصل لحد عندي بيصرخ أن غفران حبيبه وساكنه
_ أنت بتوهم نفسك، لو عينيك شايفة دا تبقي عينيك عمية
قالتها بتحدٍ وقسوةٍ دون أن تدرك أن كلماتها الأخيرة كالنار التي مسكت به للتو وبدأت تحرقه، أنتفض جسده غضبًا مما تفوهت به عن العمي وحقيقة أنه مريض بعمي الوجوه ولم يتمكن من رؤية وجه أحد من قبل كانت كالخنجر الحاد الملأ بالسم وقد غرسته “قُسم” بمنتصف قلبه أوقفته عن النبض كأنها قتلت أخر بذرة للرحمة بداخل هذا الوحش؛ ليمسك ذراعها بقوة جاذبٍ إياها تجاهه أكثر حتى ارتطمت بصدره وقال بنبرة باردة غليظة أرعبتها مع نظرته الثاقبة:-
_ الوهم دا أنا اللى هحرقك به يا قُسم، وأقسم لكِ برب الكون لو ما دخلتي حالًا تنفيذي أمري لأقتل لكِ واحد من حبايبك كل نص ساعة هتمر وأنتِ مش مراتي فيها……. عُمـــر
صرخ باسم مُساعده ليأتي مهرولٍ إليه وما زالت عينيه تحدق بها، فضغط “عُمر” على زر الشاشة وفُتحت أمامها لتجدها مُقسمة إلى أجزاء بكل جزء منها شخص عزيز عليها وخلفه قناص يصوب نحوه مما جعلها تنتفض ذعرًا بين ذراعيه من فظاعة ما وصل “غفران” إليه الآن حتى يروض عنادها ويتزوجها بالإكراه، تمتم بنبرة أكثر رعبًا:-
_ أول نص ساعة بدأت يا عروسة، ومترهنيش علي صبري معاكِ لأنه نفد من دقائق وأوعي تنسي للحظة أنكِ هنا سجينتي أنا غفران الحديدي وبس……..
ذرفت دموعها من الخوف على أهلها وهى الآن عالقة بين السماء الأرض أم أن تتزوجه وتنقذ أهلها من رجاله أو ترفض ويقتلهما لكن زواجها سيقتل أهلها بالبطيء ويجلب العار لهما، تمتمت بضعف ولهجة واهنة:-
_ أنت فاهم إنك كدة بتكسبنى وهبقي مراتك، أنت بتخسرني يا غفران وبتقتل كل حاجة حلوة كانت بينا، أنت مبتسبليش غير الوحش اللى منك
_ حُبي ليكِ يا قُسم هيصلح أى حاجة لكن الحاجة الوحيدة اللى مش هتتصلح أنى أرجعك لأهلك وتتزوجي راجل مبتحبوش وأخسرك عمري كله، أى حاجة هتهون وهتتصلح ما دام أنتِ معايا لكن البُعد مش هيتصلح
أقترب منها ليضع قبلة على جبينها لكنه توقف ساكنًا ثم قال:-
_ مقدرش أعملها وأنتِ مش مراتي ، حصلني على تحت
غادر من أمامها قبل أن تلمس شفتيه جبينها، نظرت إلى الشاشة الذي أظهرت “قاسم” وحده وهو يسير فى الشارع والضوء الأحمر على رأسه من الخلف وقد أختار “عُمر” أخاها كضحية أولي على تأخيرها فأخذت الفستان من الخادمة بتعجل ودلفت إلى الداخل بسرعة حتى تنقذ أخاها من الموت والوقت بدأ يقل فى الشاشة………..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى