روايات

رواية غفران هزمه العشق الفصل الثالث 3 بقلم نور زيزو

موقع كتابك في سطور

رواية غفران هزمه العشق الفصل الثالث 3 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الجزء الثالث

رواية غفران هزمه العشق البارت الثالث

غفران هزمه العشق
غفران هزمه العشق

رواية غفران هزمه العشق الحلقة الثالثة

___ بعنــــوان ” عقــل رجــل ” ___
ظلت “قُسم” جالسة بالحديقة المليئة بالألعاب فى الروضة مع الأطفال شاردة فيما حدث سابقًا وعقلها يطرح سؤالًا واحدًا هل جاء “غفران” للروضة صدفة؟ أم بحث عنها؟ خصيصًا بعد أن علمت بعمله وأن شخص يملك مكانة ومن طبقة عالية، فاقت من شرودها على صوت شجار مع الأطفال فهرعت إليهم بسرعة تفصل بين الطفلين حتى انتبهت إلى “نالا” التي تجلس وحدها بعيدًا على المقعد ولا تلعب بالألعاب مع الأطفال، تنحنحت بلطف ثم وقفت لكي تذهب إليها، طفلة جميلة لكنها هادئة على عكس الأطفال بسنها، أقتربت “قُسم” من الطفلة بوجهها العفوي وبسمتها المُشرقة التى جعلت الأطفال يحبونها بسرعة، جلست قُربها ثم قالت ببسمة مُشرقة:-
_ ما لكِ يا حبيبتي؟ مبتلعبيش مع أصحابك ليه؟
أجابتها “نالا” بنبرة خافتة طفولية وعينيها فى الأرض بحزن:-
_ أنا معنديش أصحاب هنا؟ أصحاب كلهم مش هنا كانوا فى السكول التانية
فهمت “قُسم” أن “نالا” ذهبت إلى مدرسة أخرى، حاولت الأهتمام بالطفلة طيلة اليوم حتى أنهت من عملها فى الساعة السابعة مساءٍ ، خرجت “قُسم” من الروضة وتحمل حقيبتها على كتفها ويدها تبحث عن هاتفها الذي يدق بداخلها بتعب من أرهاق اليوم، رأت المُتصل “حازم” فأجابت عليه وهي تصعد بالأتوبيس:-
_ أيوا يا حازم
_ خلصتي شغل ولا لسه؟
قالها “حازم” بصوت خافت عبر الهاتف لتُجيب عليه مُنهكة وهى تتكأ برأسها على النافذة قائلة :-
_ اه، خلصت أنت عامل أي؟ يومك كان عامل أزاى
بدأ يحكي لها عن تفاصيل يومه المعتادة ولم يحدث بها شيء استثنائي، وهى تستمع وتقصي له أحداثها مع الأطفال لكنها تعمدت ألا تخبره عن الموقف الذي جمعها بـ “غفران” من أيام وتكرر اليوم، لم تنتبه إلى سيارته التى تسير بجوار الأتوبيس و”غفران” يحدق بها من خلف نافذته فتمتم “عُمر” بهدوء أثناء قيادته للسيارة:-
_ أنا اتفقت مع مديرة المكان أنها تستقبل نالا فى الفترة المسائية بحكم وجودها فى المدرسة الصبح
أومأ إليه بنعم وعينيه لم تفارق وجه “قُسم” حتى ألتف الأتوبيس فى مفترق الطرق يسرقها من عينيه فتنهد “غفران” بتعب وعقله لا يستوعب حتى الآن سبب رؤيته لوجهها ولا يملك سبب لهذا سوى أنه القدر، تمتم بنبرة خافتة خائفٍ من القادم وبحثه وراء فتاة غير زوجته:-
_ أنا مش خائن يا عُمر، صح؟ ، أنا مبخونش كندا .. أنا بس بدور على علاج لمرضي وسبب رؤيتي لها فى حين أن عيني مريضة بقالها فوق الـ 12 سنة بسبب الحادثة إياها
أومأ “عُمر” إليه بنعم يوافقه على الحديث ثم قال:-
_ أكيد دا ميندرجش تحت مُسمي الخيانة بأى صفة، وخصوصًا أن حضرتك بتحب مدام كندا جدًا
نظر “غفران” إلى الطريق بعد أن صعدت السيارة على كوبري ففتح النافذة حتى يضرب الهواء القوي وجهه فتحدث بضيق:-
_ أنا مش قادر ألمس مراتي يا عُمر، مش قادر أقرب منها ولا حتى أقعد أفضفض معاها بالكلام، كندا لو عرفت أني مريض هتسيبني وتمشي وتطلب الطلاق، وقتها هيكون حقها ومش هقدر أخليها معايا غصب عنها، لا رجولتي ولا كبريائي يسمحوا لي أنى أعيش مع ست مش عايزاني
_ أكيد مدام كندا حاسة بالحُب دا ودا اللى مخليها لحد النهار دا مفكرتش تطلب الطلاق خصوصًا فى حالتكم دى
قالها “عُمر” بهدوء، أخذ شهيق قوي بين ضلوعه وأكبر مخاوفه الآن أن تفارقه “كندا” أو تطلب منه الأنفصال بعد حديثها القاسي معه أمس، ورغبتها بالخيانة بسبب تجاهله مما أصاب قلبه وعقله بالخوف مذعورٍ أن تجمع شجاعتها وتغادر قصره حقًا هذه المرة، نظر “عُمر” فى المرآة الأمامية ؛ليرى رئيسه مهمومًا وخائفًا لأول مرة فى حياته يرى “عُمر” الخوف فى عيني هذا الوحش لطالما كان “غفران” شاب عفوى مرح من قبل حتى أصابته تلك الحادثة التى سرق عينيه ومعها سُرقت عفويته وبسمته وبات باردًا كالجليد من حذره الدائم فى التعامل مع الأشخاص، أكمل “عُمر” طريقه بقيادة السيارة حتى وصلوا إلى القصر وعبر بوابته حتى رأى “تيا” أخته الصغري تسير فى الحديقة تهتم بورودها فتحدثت “عُمر” بهدوء :-
_ مدام تيا هناك
نظر “غفران” إلى أخته التى تجلس فى الحديقة تمارس هوايتها المفضلة فى الأهتمام بزهور حديقتها لذا سُمي قصرها بقصر الحديقة فحديقته أهم شيء به ومليئة بالزهور جميع الألوان والأنواع ، قال بهدوء:-
_ وقف العربية يا عُمر
أومأ إليه بنعم وأوقف سيارته أمام “تيا” امرأة تبلغ من العُمر 28 سنة تملك جسد نحيف ببشرة متوسطة البياض وعيني بنية وشعر رأسها الأسود مُصفف على الجانبين متوسط الطول، ترجل “غفران” من سيارته لتبتسم “تيا” بسعادة من رؤية وجه أخاها الوسيم فقالت بعفوية:-
_ أي دا؟ أنت بتزيد وسامة كل ما تسافر ولا أى؟
تبسم لأجلها بخفة على مداعبتها لوسامته وهو نفسه لا يعرف إذا كان وسيم بهذا القدر أم لا؟ لطالما نظر إلى المرآة ووجد إنعكاسه ضبابي، قال بلطف:-
_ أنتِ أكتر، أخبارك أي؟ جوزك جه ولا لسه؟
قهقهت ضاحكة على حديث ثم قالت بلطف:-
_ ههه طول عمرك كلامك حلو، لسه أنس مجاش أنت عارف شغل قبضان فى البحرية دا شيء مهلك جدًا ليا أنا كزوجة لكن بالنسبة له أهم حاجة فى حياته، نفسي يقتنع ويجي يتشغل معاك فى الشركة أو مع ماما، دى كل إجازة تعرض عليه وظائف مختلفة فى شركة الأدوية بتاعتها ومفيش فائدة يا غفران
أومأ إليها بنعم ثم قال بجدية ويديه تربت على كتفها:-
_ ولا يهمك، أنا ممكن أكلمه تاني لما يرجع إجازة
هزت رأسها بلا فاقدة الأمل فى تغيير رأي زوجها وتركه للبحرية فهو عاشقًا لهذا العمل، وقالت بعفوية:-
_ تؤ متشغلش بالك، كمان أنا أتعودت وحياتنا ماشية
وافقها الرأي بصمت ثم نظر إلى الزخور الجميل وقال:-
_ أنا عايز بوكيه ورد أحمر، محبتش أشتري من برا
تبسمت “تيا” بحماس وبدأت تجمع له باقة من الورود الحمراء و”غفران” ينتظرها مُتحمسًا لأعطاء زوجته هذه الباقة تعويضًا عن بكاء الأمس وحزنها الكامن بداخلها بسبب تجاهله، أخذ الباقة من أخته وسار مُتجه إلى قصر، دلف إلى الداخل وأستقبلته “فاتن” رئيسة الخدم، أخذت عن أكتافه سترته فسأل بهدوء:-
_ مدام كندا فين؟
أجابته “فاتن” بهدوء وعينيها تحدق بوجهه تقول:-
_ خرجت من ساعة قالت عندها تصوير
تأفف “غفران” وتذكر تلك الصور ليُنادي على “عُمر” بغضب:-
_ عُمر
أتاه “عُمر” فزعًا من نبرته العالية التى تحمل بباطنها لهجة الغضب وتأكد من ذلك حين رأى وجهه ليقول:-
_ تحت أمرك
_ شوفي ليا كندا فين؟ وبتصور فين ومع مين؟
قالها “غفران” بنبرة قوية يُحذره من معرفة أين زوجته وماذا تفعل قبل أن يقتل رجاله، ألقي بباقة الورود الحمراء فى وجه “فاتن” حين أقتحم عقله الأفكار الخبيثة بعد رؤية الصور التى جلبتها والدته إليه عن الخيانة ثم ولج إلى غرفة المكتب ويتصل على زوجته مما أثر غضبه أكثر حينما وجد الهاتف مُغلق نهائيًا…..
__________________________
فى شقة “جميل” فتحت “صفية” باب غرفة “قُسم” تقول بعفوية:-
_ العشاء جاهز…
توقفت عن الحديث عندما رأت فتاتها الصغيرة جالسة على الفراش مُرتدية عباءة بيتي بنصف كم وشعرها مرفوع للأعلى، شاردة ودموعها تحتل وجنتيها الحزينتين فقالت بقلق:-
_ أنتِ بتعيطي يا قُسم؟!! حصل أي يا حبيبتي
قالتها وهى تجلس أمام “قُسم” على السرير، نظرت “قُسم” إلى والدتها بحزن ويديها تجفف دموعها بلطف:-
_ مفيش حاجة يا ماما، يلا نتعشي
كادت أن تترجل من فراشها لكن أستوقفها يد “صفية” تمسك بيدي ابنتها تمنعها من المغادرة ثم قالت بهدوء:-
_ حصل أي يا قُسم؟ هتخبي على أمك! طب لو خبيتي عليا هتحكي لمين؟…
_ يا ماما
قالتها الفتاة بنبرة خافتة حزينة فتابعت والدتها الحديث بجدية وعينيها ترمق عيني فتاتها مباشرة هاتفة:-
_ حازم مزعلك مش كدة؟!
شبكت “قُسم” أصابع يديها ببعضهما وأخذت تنهيدة قوية بين ضلوعها ثم قالت بضيق يحتل صدرها ويقبض قلبها:-
_ حازم صعب أوى يا ماما، أنا بحبه ومن يوم ما وعيت على الدُنيا دى وأنا معرفش راجل غيره وزى ما بتقولوا كلكم أنا أتربيت على أيده، من يوم ما عرفت كلمة حُب وأنا معرفهاش غير لحازم، لكن حازم يا ماما بقي صعب أوى طول فترة الخطوبة، يمكن أنا مأخدتش بالي من تحمل المسئوليّة قبل الخطوبة ودا اللى كان مخلينا متفقين ومفيش مشاكل بينا لأن حياتنا عبارة عن كلام حلو وهو شاطر أوى فى دا، لكن لما بدأنا تجهيزات الفرح أكتشفت حاجة جديدة فيه، حازم رامي كل المسئوليّة عليا، أنا تعبانة يا ماما
ذرفت دموعها بحزن شديد من الوجع الكامن بداخلها وعبء المسئولية، مُتابعة الحديث لوالدتها وسط شهقاتها:-
_ أنا بقيت عاملة زى الست اللى عندها ستين سنة، بصحي الصبح أروح المدرسة ومنها على الحضانة والساعتين الفاصل بينهم بيقعد أدى درس فيهم، أرجع الساعة 7 بليل ألف على العفش والنجف والمطبخ وغيره من تجهيزات الجواز، أوصل بيتي ميتة حرفيًا مش قادرة أحرك فيا أصبع واحد، هتجوز أزاى وأنا معنديش وقت أستشور شعري حتى، حازم رامي كل حاجة عليا ودا تاعبني ومخليني مش متحمسة لفرحي ولا جوازي زى باقي البنات، أنا مش حاسة أنى عروسة يا ماما
ضمتها “صفية” بحزن إلى صدرها تربت على كتفها بهدوء ثم قالت:-
_ خلاص يا حبيبتي، ما دام تاعبك أوى كدة بلاها دى جوازة ، أنا مش مستغنية عنك ولا هستني تجيلي مطلقة من عمايله
_ أسيبه!!
قالتها بصدمة ألجمته وفزع عقلها من تخيل الفكرة فوقفت تسير داخل الغرفة وتحدثت بدهشة:-
_ أنا معرفش أكون مع راجل تاني غير حازم، أنا أتربيت على أيده ومعرفتش يعنى أى راجل غير حازم
وقفت “صفية” من مكانها مُستديرة إلى ابنتها تقول بحدة صارمة:-
_ أسمعي يا قُسم، أنا هقولك كلمتين عشان أنا أمك وواجب عليا أنصح، حازم ابن أخويا اه ويعز عليا الخلاف اللى هيحصل بيني وبين أخويا وخصوصًا مع مراته الحرباية لو الجوازة دى أتفشكلت لكن مش هيكون أعز عندي منكِ، حازم بالأسلوب دا هيتعبك والحُب يا بنتي مش كل حاجة فى الجوازة، الحُب أكيد ضروري يكون موجود لكن الأهم المودة والرحمة اللى أنا شايفة من كلامك أن حازم مبيرحمكش أبدًا بالعكس دا ضاغط عليكِ أكتر، المثل بيقولك اللى ميشوفش من الغربال يبقي أعمي، دا بدل ما هو اللى يلف على الشقة والتجهيزات وهو شايفاك طالع عينيك عشان تجمعي مصاريف العلاج لأبوكِ أو دورس الثانوية العامة اللى تقصف العمر عشان أخوكِ، فكري يا قُسم عشان الجوازة مش لعبة وخسارة قريبة يا حبيبتي أحسن ألف مرة من مكسب بعيد
نظرت “قُسم” إلى والدتها وتبسمت بلطف لعل يطمئن قلبها قليلًا، خرجوا معًا لتناول العشاء وكان “قاسم” يتناول الكثير بشراهة فقال:-
_ ساعة مستنيكم يعني
ضربت “قُسم” مؤخرة رأسه وهى تسير بعبوس وقالت:-
_ كل دا ومستنينا، ما تيجي تأكلني بالمرة
_ والله يا بنتي لو طعمك حلو كنت أكلتك
قالها بعفوية لتقرص وجنته أخته فتبسمت “صفية” وجلسوا معًا يتناولوا العشاء ثم دلفت “قُسم” إلى الشرفة بكوب الشاي وجلست تنظر فى هاتفها ولا تعلم سبب تذكرها لـ “غفران” فبحثت عن أسمه على جوجل لتجد الكثير من المعلومات والصور أكثر التي نُشرت بواسطة زوجته “كندا” الممثلة المشهورة فى هذه البلد والوجه الإعلاني للكثير من شركات المجوهرات ومساحيق التجميل، ظلت تقرأ عنه وعن تجارة فى السيارات وأنه يملك أكبر شركة مستوردة للسيارات من الخارج، رن هاتفها باسم “حازم” فتنحنحت بلطف ثم استقبلت الأتصال …….
___________________________
فى موقع التصوير دا حديقة و”كندا” تلعب دور العشيقة التى تسرق الزوج من زوجته العقيمة، بينهما الكثير من العشق، أنهت التصوير ودلفت إلى عربتها المخصصة لتغيير الملابس، جلست وحدها على الأريكة وأشعلت سيجارة بقداحتها لتضعها بين شفتيها، نفثت دخانها مع فتح باب السيارة ودلف المخرج “عفيفي” رجل فى الأربعينات من العمر ليقول:-
_ برافو عليكِ يا كندا، كُنتِ هايلة النهار دا وخصوصًا فى المشهد الأخير
أجابته وسيجارتها بين أناملها بهدوء:-
_ كويسة يعنى مش هنحتاج نعيد المشهد، عايزة أروح بدري
وقفت من مكانها ليقف “عفيفي” أمامها يقاطع طريقها للخارج وحدق بوجهها الملاكي ثم قال:-
_ لا ، تروحي أي؟ أنا عازم فريق العمل على عشاء فندقي فاخر هيعجبك، دا أنا أختارت الفندق اللى بيقدم أكل أسيوي عشان عارف أنك بتحبيه
صمتت تفكر قليلًا فى عرضه مُترددة من التأخير فى العودة للمنزل وهذا سيغضب زوجها جدًا، رن هاتفها الذي فتحته بعد دخولها للسيارة مُعلن عن أستلام رسالة، ألتفت تحصل على هاتفها مما جعل “عفيفي” يفهم فعلها رفض لعرضه فأستدار لكي يغادر حتى أستوقفه صوتها ..
حدقت بالرسالة وكانت تهديد من “غفران” محتواها ( إياك تفكري تخونيني يا كندا مع المخرج الزبالة دا) مرفق برسالته الصورة التى حصل عليها من والدته، شعر بالظلم يقتلها وهى لم تجرأ على خيانته لمرة واحدة فقالت بعناد وضيق من تهديده:-
_ موافقة!! أستنوني هغير هدومي
أومأ “عفيفي” لها ببسمة وحماس يقتله ثم خرج من السيارة…..
___________________________
بـــ “قصــــــــــــر الحــديـــــــدي”
وصل “عُمر” إلى غرفة المكتب بعد أن علم بمكان وجودها ليقول:-
_ مدام كندا فى مطعم بفندق نايس هاوس، مع فريق العمل كله مش المخرج لوحده
أستشاط “غفران” غيظًا من تصرف زوجته رغم رسالته التهديدية له فوقف من مكانه تاركًا مقعد مكتبه وأنطلق للخارج بقميصه الأسود وبنطلون الرمادي يقول:-
_ تعال ودينى
أستقل سيارته مع “عُمر” وأنطلق به خارجًا، تحدث “غفران” فى طريقه قائلًا:-
_ بكرة تجيب رقم قُسم من الحضانة وتتصل بيها تطلب منها تيجي تدي نالا درس خصوصي وتعرض ثمن الحصة الواحدة 2000 جنيه
أتسعت عيني “عُمر” على مصراعيها بصدمة ألجمته من المبلغ الذي يعرضه “غفران”، كأن “غفران” بدأ يشق طريقه إلى “قُسم” بأكثر شيء تحتاجه هذه الفتاة من أجل الحياة الشاقة ليخفف عليها أعباء الحياة ويفتح الباب حتى يتمكن من رؤيتها كما يريد فى آنٍ واحدٍ ، تحدث “عُمر” بهدوء خائف من غضب هذا الرجل:-
_ بس دا مش كتير، دا مرتبها فى المدرسة كله 1900 بس
حدق “غفران” بـ “عُمر” بوجه غاضب من معارضة “عُمر” لحديثه فقال بضيق:-
_ أعمل اللى أقولك عليه يا عُمر بس
صمت “عُمر” مُلتزمًا بالقيادة مما جعل “غفران” يُدرك قسوته على مساعده ولولا “عُمر” لفضح أمره أمام العالم أجمع ولن يتحمله شخص أخر كـ “عُمر”، تحدث بهدوء شديد:-
_ قُلتلي أن مصاريف المستشفي وحجز الأوضة 15000 ألف جنيه و8 حصص فى الشهر بمبلغ 2000 يخلوها تدفع مصاريف المستشفي من ساعة واحدة فى اليوم بدل المرمطة دي
أومأ “عُمر” إليه مُتفهم أن هذا مجرد عذر من أجل اللقاء الذي سيجمعه بـ “قُسم”
وصل “غفران ” إلى الفندق وبحث عن زوجته حتى رآها “عُمر” وأشار إليه عليها يقول:-
_ مدام كندا هناك أهي، لابسة فستان أحمر
نظر “غفران” وتقدم فى سيره ناظرٍ على زوجته التى ترتدي الفستان الأحمر، تبتسم إلى هذا الرجل مع بقية الفتيات ليقول بضيق:-
_ كندا
فزعت عندما سمعت صوته وحدقت به كما حدق الجميع تجاه الصوت، همست صديقتها بأذنها:-
_ وووااااو جوزك طلع أحلى بكتير من الصور يا كوكي
أبتلعت لعابها بتوتر شديد ثم وقفت من مكانها تتقدم نحوه وهمست فى أذنه:-
_ أي اللى جابك هنا؟
وقف “عفيفي” من مكانه مبتسمٍ ومد يديه إلى “غفران” ليصافحه ثم قال:-
_ أهلا يا غفران بيه، أتفضل أتعشي معانا
نظر “غفران” إلى يده المُمدودة بكبرياء وتجاهلها بغيظ مما جعل “كندا” تُحرج من تصرف زوجها وقالت بلطف:-
_ أنا هستأذن ، هنقعد على ترابيزة تانية
أخذته من ذراعه بضيق من وجوده ونظراته الباردة إلى الجميع فهمست بنبرة غليظة بينما تسير به بعيدًا:-
_ أنت بتراقبني يا غفران ها؟ مش كفاية القرف اللى بعته… أنا بخونك صح؟ وحياة نالا بنتي لأدفعك ثمن كلامك وقسوتك عليا غالي
تمتم بضيق شديد قائلًا:-
_ أفتكري أن أنتِ يا كندا اللى بتقفلي أى بابا أنا بفتحه
لم تفهم كلماته بينما تقدم “غفران” فى السير أمامها وعاد إلى المنزل بزوجته ولم يملك شيء على خيانتها بعد وجود زملائها فى العمل معها فى الفندق، وصل “غفران” بها إلى القصر فصعدت أولًا غاضبة ويحتلها نار الغيظ من “غفران” ليقول:-
_ أعملي حسابك المُدرسة بتاعت نالا أنا هغيريها
وقفت بمنتصف الدرج بدهشة مُستديرة إليه وترجلت الدرج من جديد حتى وصلت أمامه ووضعت يدها على جبينه ليدق قلبه كالمجنون من لمستها إليه لطالما كان يذوب هذا الأحمق بحُبها، تحدثت بدهشة ونبرة قوية:-
_ أنت عيان يا غفران؟!، أول مرة تتدخل فى شئون نالا دا أنتِ حتى متعرفش بنتك فى سنة كام لدرجة أنك أخذتها توديها لحضانة وبنتك فى تانية أبتدائي ومُقيدة بمدرسة أنترنشونال
تنحنح بحرج ثم قال بلطف:-
_ وعشان كدة هتقعد من الحضانة وهجبلها مُدرسة رياضيات مخصوص فى البيت، مهم جدًا أن بنتي تتعلم صح
أنهى حديثه ثم أبعد يدها عن جبينه وقال بهدوء يعاقبها على أفعالها وعصيانها لأمره:-
_ أطلعي أرتاحي يا كندا فى أوضتك
غادرت “كندا” بغيظ شديد من إشاحته ليديها وصعدت تتأفف بضيق لكنها صُدمت عندما وجدت فراشها به باقة ورود حمراء وصندوق هدايا صغير، أقتربت لتفتحه وكان به قميص نوم أسود اللون وبطاقة ورقية محتواها جملة واحدة ( لطالما كانت جميلتي تليق بالأسود ، بحبك)
رق قلبها بسعادة تغمرها وهديته كمناداة منه إليها وشعرت أن هذا القلب يكاد ينفجر بداخلها من الفرحة ودمعت عينيها فرحًا ، دلفت للمرحاض مُسرعة وأخذت حمام دافيء وأرتدت قميصها بروبه وخرجت إلى غرفته لكنها لم تجد أثر له فنولت للأسفل وهى تغلق رابطة روبها تقول:-
_ غفران … غفران
أتتها الخادمة مُبتسمة تقول:-
_ غفران بيه خرج بعربيته
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة لجمت قلبها الذي كان يرفرف، قُتل فرحتها وتوقفت نبضة هذا القلب العاشق وتذكرت جملته فى الفندق حين أخبرها أنها من تغلق الأبواب التى يفتحها، شعرت بغصة فى قلبها وخذلان أصاب عقلها فعادت إلى غرفتها غاضبة وألقت بباقة الورود فى السلة وجهشت دموعها بأنكسار شديد حتى سقطت على الأرض تبكي بأنهيار وعقلها لا يحمل هذا الوجع وقدميها لا تملك القوة على حملها أكثر ……
_________________________
رن هاتف “قُسم” برقم مجهول فخرجت من غرفة المدرسين تُجيب وكان “عُمر” الذي أخبرها عن الدرس الخاص لـ “نالا” فقالت بهدوء:-
_ بس أنا معنديش مواعيد فاضية، بعتذر جدًا لحضرتك
_ إحنا هندفع لحضرتك زى باقي مدرسين نالا، 2000 جنيه فى الحصة وفى عربية هتجيب العربية وتروحك عشان المكان هنا صعب تلاقي فيه تاكسي
قالها بهدوء لتتسع عيني “قُسم” من المبلغ وهى تحصل على شهر كامل 150جنيه ومرتبها فى المبلغ أقل من هذا المبلغ، شعرت بالغيرة من هذه الطبقة التي تعيش فى حياة غير حياتها، ترددت كثيرًا فى الرفض وهذا المبلغ سيكفى لأموال المستشفي ويوقف والدتها عن العمل والتوصيل للبيوت ومحطات القطار، أجابته بهدوء قائلة:-
_ هحاول أشوف ميعاد لو ينفع هكلم حضرتك
أغلقت الخط معه بحيرة وظلت تفكر طيلة اليوم فى هذا العرض، وصلت للمنزل ورأت “قاسم” جالس على الأريكة يلعب بالهاتف فقالت بضيق:-
_ دى المذاكرة يا قاسم… ها
سحبت الهاتف منه ليقول بتذمر:-
_ هاتي يا قُسم ومتتدخليش فى حياتي
دُهشت “قُسم” من صراخ أخيها مما جعلها تقلق لسبب الغضب فنظرت بالهاتف لتراه يبحث عن عمل فأتسعت عينيها على مصراعيها بغضب سافر وقالت:-
_ اي دا؟ شغل؟!! والمُذاكرة أروح أذاكر أنا؟
خرجت “صفية” على صوت صراخها بدهشة، سمعت “قاسم” يقول:-
_ اه بدور على شغل عشان أخفف عنك شوية، عشان سمعت كلامك مع ماما امبارح وأنا راجل، لو حد فينا المفروض يتعب يبقي أنا، لا أنتِ ولا ماما
تأففت “قُسم” بغيظ ومسكته من ذراعه غاضبة تقول:-
_ مفيش الكلام دا، أنت هتذاكر وهتدخل هندسة اللى نفسك فيها حتى لو غصب عنك، والشغل دا مسئوليّتي أنا لحد ما تتخرج من جامعتك أو بابا يقوم لنا بالسلامة إيهما أقرب
دلفت إلى غرفتها غاضبة مما وصل إليه الحال وأخاها الذي يفكر فى التخلى عن دراسته لتتذكر عرض “عُمر” فأتصلت به وقالت بهدوء:-
_ انا عندي ميعاد فاضي الأحد الساعة 5 والأربعاء الساعة 3 لو يناسب حضرتك
_ أكيد، يبقي هبعد لحضرتك العربية بعد بكرة الساعة 3 قصاد المدرسة
قالها “عُمر” بنبرة دافئة فأغلقت معه مُستسلمة لقدرها الشاق…
_________________________
ألتف “عُمر” بعد أن أغلق الهاتف ينظر إلى “غفران” الذي يجلس على مقعده فى الشركة وقال:-
_ كله تمام هتبدأ الدرس بعد بكرة
تمتم “غفران” بحيرة مُتلهفٍ لرؤية وجهها:-
_ لسه بعد بكرة بس معلش نستني

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى