رواية غفران هزمه العشق الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم نور زيزو
رواية غفران هزمه العشق الجزء الثالث والعشرون
رواية غفران هزمه العشق البارت الثالث والعشرون
رواية غفران هزمه العشق الحلقة الثالثة والعشرون
رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الثـــالــث والعشـــــــرون ( 23 )
___ بعنــــوان ” كشف الحقــــائــق ” __
ترجلت “قُسم” من الأعلى صباحًا مُرتدية بيجامة وردية بنصف كم وتمطي جسدها بتكاسل وقدميها العارية تشعر ببرودة الأرض الرخامية أسفلها، سمعت صوت “نورهان” تتحدث بصراخ مُنفعلة جدًا قائلة:-
_ وسفرت كدة من دماغها، طول الوقت وأنت واقف بيني وبينها وتقولي متتدخليش فى حياتها وسيبيها فى حالها، أنت يا غفران اللى قوتها عليا وخلتها تطلع من قصرى وبنيت لها قصر لوحدها تعيش فيه ودلوقت سافرت هى من وراكِ
كان صامتًا جدًا ويتناول إفطاره فى صمت غير مبالي بأنفعال والدته لتقول “نورهان” بغيظ شديد:-
_ أنا بكلمك يا غفران، أنت راضي وقابل بتصرفاتها
صرخ “غفران” وقد فاض به الأمر من صراخ والدته قائلًا:-
_ سفر أى اللى مزعلك أنها سافرت من وراكِ ، بنتكِ خططت وقتلت وهربت بمعلمة أحسن من أجدع مجرم وأنتِ كل اللى شاغل عقلك أنها سافرت
أتسعت عيني “نورهان” على مصراعيها بهول الصدمة التى لحقت بها من حديثه عن ابنتها البريئة لتقول بصدمة:-
_ أى ، أنت بتقول أى؟
_ بقول أن بنتك لعبتها صح أوى، راقبت جوزها وعرفت بجوازه وخطط تلبسه الجريمة وتهرب هى بالعيل اللى فى بطنها بعد ما تحرق قلبه على أبنه اللى مات كذب فى بطنها
قالها “غفران” بضيق مما أفزع “نورهان” من عقل ابنتها الشيطاني، رأى “غفران” زوجته تترجل الدرج حافية القدمين بعفوية على عكس “كندا” التى تجلس على الأريكة فى الصالون مُرتدية بنطلون جينز وقميص نسائي أحمر اللون وتضعه من الأسفل داخل البنطلون وتضع قدم على الأخري لتظهر حذاءها الفرو ذو الكعب العالي وتصفف شعرها المموج، عاد بنظر إلى “قُسم” التى تقدمت فى سيرها نحوه ليتنحنح بحرج محاولًا كبح غضبه من تصرف أخته وشجار والدته معاه حتى وصلت “قُسم” وقالت:-
_ صباح الخير
_ صباح النور
قالها بلطف مما أزعج والدته جدًا لتغادر القصر دون أن تُجيب على “قُسم”، خرجت من القصر وكانت سيارتها تقف أمام الباب و “رزان” جوارها فقالت بغضب وهى تفتح باب السيارة:-
_ أنس لازم يشيل القضية دى يا رزان، تابعي مع المحامى من تحت لتحت وتفهميه أن سيرة تيا متجيش أبدًا فى القضية دى فاهمة يا رزان
أومأت إليه بنعم خائفة من غضب “نورهان” ونبرتها الحادة وحاجبيها اللاتي عقدتهما بغلاظة، صعدت بسيارتها وأنطلقت فى خوف شديد على أبنتها ولا تصدق من أين جاءت ابنتها بالجراءة لتفعل هذا، هى بنفسها رغم قوتها وسلطتها وما تملكه لم تفكر فى القتل حين خانها زوجها فى الماضي، لكن طفلتها البريئة الضعيفة التى لطالما كانت تختبي من الناس فى قصرها وتحتمي فى ظهر أخاها كيف تحولت إلى هذا الحال؟ وهل الخيانة وألمها الحادة كافية لقتل براءة وتحوليها إلى وحش بهذا القدر؟
جلست “قُسم” مع “غفران” على السفرة وقالت بلطف:-
_ ماما أتصلت بيا صحتني بتقولي أن هي هتيجي تقعد معايا النهار دا تطمن عليا
أجابها “غفران” وهو يضع المربي على الخبر بالسكين الصغير قائلًا:-
_ ما تيجي يا قُسم ، دا بيتك يا حبيبتي واللى عايز يجيلك يجي، بلغي سليم وهو هيعرف الأمن أو فاتن، عرفيها بأى حاجة وهى هتنفذ كل اللى أنتِ عايزاه
قدم الخبز بالمربي إليها لتتناوله فتبسمت بعفوية على دلاله ورفعت يدها الأخرى تضع خصلات شعرها خلف أذنها بخجل من نظراته المُسلطة على وجهها البريء، قالت بلطف والطعام فى فمها :-
_ برضو لازم أستئذان منك على الأقل لحد الفرح
أقترب منها بخفة ليهمس فى أذنيها بلطف:-
_ أنا هكلم باباكِ وأتفق على الفرح يبقي أخر الأسبوع عشان بس تفرحي لكن أنا مش محتاج الفرح وقُسم بتنام فى سريرى
خجلت جدًا من كلماته وأحمرت وجنتها حتى أنها لم تجيب عليه بالموافقة أو الأعتراض ليقف وهو يقرص وجنتها الحمراء وقال بخفة:-
_ أنا همشي عشان متأخرش
قالها بلطف ووضع قبلة على جبينها ثم ذهب من أمامها ليرى “كندا” تنظر نحوهما بالرغم من أنه لم يقرأ تعابيرها ولم يرى ملامحها بسبب مرضه لكنه كان واثقًا أن نظراتها ستقتلهما محلها، غادر من القصر لتقف “قُسم” من مكانها وهى تأخذ سندوتش المُربي فى يدها فرأت “كندا” تشتعل من الغضب وعينيها تكاد تلتهمها بنيران قلبها المُحترق، أقتربت “قُسم” منها بلطف وعفوية تتسم بهما وقالت:-
_ أنا ممكن اتكلم معاكِ شوية؟
نظرت “كندا” إليها بجدية وقالت:-
_ بصفتك أى؟ البنت اللى سرقت جوزى منى ولا مرات جوزي اللى شايفاني خاينة
تنهدت “قُسم” بهدوء وجلست على المقعد المقابل لها ثم قالت:-
_ أنا مبحكمش على حد، فأتمني أنتِ كمان متحكميش عليا أنى سرقت جوزك منك
_ عادي مش فارقة أنا عارفة أنكِ مخدوعة فيه زى ما أنا كنت مخدوعة فيه، أصل غفران الحديدي بجلالة قدره مفيش واحدة ست تقدر تخطفه من مراته ولا تهز فيه شعرة، وكلامي دا من ثقة ومن عشرة بقالها 10 سنين ، أنا لما غفران مكنش له مزاج ليا مهما أعمل مكنتش أقدر أهز فيه شعرة واحدة
قالتها “كندا” بملل وقد أعتادت على المعاناة داخل هذا القصر، فأصبح قلبها متجمدًا مع الوقت لتسأل “قُسم” بصراحة:-
_ مش وقاحة منى لكن الفضول قاتلني، ما دام بتقولي أنكِ مخونتهوش ليه هو مُصر أنك خاينة … أنا آسفة فى الكلمة
ضحكت “كندا” بسخرية وصوت ضحكاتها العالي ملأ المكان ثم قالت بتهكم شديد:-
_ عشان يحبك
عقدت “قُسم” حاجبيها بأستغراب وقال باستفهام:-
_ مش فاهمة؟
_ عشان يقنع نفسه أنى وحشة ويحبك؟، أصل الفجوة اللى بينه وبين والدته وسبب خروج والدته من القصر الرئيسي وبناء قصر اللؤلؤ هو خيانة باباه لدكتورة نورهان، والخيانة بالنسبة له شيء قذر وكره باباه من يومها فأزاى يعمل اللى هو عارض باباه عليه، فوهم نفسه أني بخونه عشان يحلل لقلبه خيانتي وجوازه التاني
كانت تتحدث بحزن شديد وعبوس حاد فى نبرتها حتى أن عينيها التى تلألأت ببريق دموعها أوشكت على البكاء، كادت “قُسم” أن تصدق حديثها لكن قاطعها “فاتن” تأتي من الخلف وتقول :-
_ والدة حضرتك وصلت
وقفت “قُسم” معها لكى تغادر فألتفت فجأة لترى “كندا” تبتسم بخفة وعينيها تنظر إلى الهاتف فتبسمت “قُسم” بمكر وقالت:-
_ تعرفي أني كنت قربت أنسي أنك مُمثلة، بس بحق الله تمثيلك رائع كنت هصدقك
رفعت “كندا” نظرها إلى “قُسم” ورأت بسمتها فلم تفهم منذ قليل كانت تشبه الملاك البرئ والآن ماكرة تدافع وبقوة عن “غفران”، هذه الفتاة الهادئة تحولت لحادة ونظراتها قاتلة تمزق الواقف أمامها، ألتفت “قُسم” تنظر إلى الباب فرأت والدتها تدخل من باب القصر تحملق فى المكان بذهول ولم تتخيل ثراء “غفران” أو كيف يكون قصره وهو يشبه قصر ملكي، تشعر وأنها دخلت قصر لأحد ملوك الدولة أو سلاطين التاريخ، الحراسة المشددة والخدم فى كل مكان والأثاث الفاحش، تبسمت “قُسم” على والدتها لكن سرعان ما تلاشت بسمتها العفوية حين تحدثت “كندا” بغرور متغطرس من دافع “قُسم” عن “غفران” هكذا قائلة:-
_ أتفضلي، بكرة تتعودي على دخول القصور
كزت “قُسم” على أسنانها ثم أستدارت إلى “كندا” لترد لها الإهانة بإهانة أكبر تمزق قلبها وروحها لإشلاء حين قالت:-
_ طبيعي الإنسان يتعود على الجديد زى ما أنتِ كمان بكرة هتتعودي تشوفي غفران فى حضن واحدة غيرك ..
رفعت “قُسم” حاجبها بمكر شديد ثم تابعت بخباثة:-
_ولا هو عادي أكمنه مكنش فى حضنك
وقفت “كندا” من مكانها بأنفعال تنتفض غاضبة من حديثها المُهين و تكز على أسنانها فقالت بحدة:-
_ هقول أى ما أنتِ بجحة، اللى تقبل تأخد راجل من مراته وبنته وتُحبه وهى مخطوبة لراجل تاني تبقي أى غير بجحة ومشافتش رباية
أقتربت “قُسم” منها بغضب واضح فى نظراتها الحادة وصوت أنفاسها يعلو شيئًا فشيء حتى وصلت أمامها وقالت بهدوء:-
_ أنتِ فعلا لازم اللى يتعامل معاكِ يبقي مشافش رباية زى كدة مثلًا
مسكتها من شعرها بقوة وتجذبها نحوها لتنحني “كندا” مع جذبها بصدمة وذهول من غضب “قُسم” التى تجذبها من شعرها فصرخت بغضب:-
_ أنتِ أتجننتي، ااااه أبعد عني يا متخلفة أنتِ
تحدثت “قُسم” بأنفعال شديد وهى تشد على شعرها بقوة حتى تتألم “كندا” أكثر كما ألم حديثها قلب “قُسم” قائلة:-
_ لا، دا أنا لسه مورتكيش التخلف بيبقي عامل أزاى
دفعت “كندا” على الأريكة بقوة وصعدت فوقها ليبدأ الشجار بينهما و”كندا” بدأت تهجمها بالضرب هى الأخري فدفعت “قُسم” بقوة للخلف مما جعلها تسقط أرضًا من فوق الأريكة وأرتطمت بحافة الطاولة فى جبينها وقبل أن تكمل “قُسم” جنونها أقتربت والدتها وهكذا “فاتن” التى جن جنونها من هذا الشجار وهى تعلم أن اليوم سيجن جنون رئيسها حين يعود ويعلم بما حدث، أخذوا “قُسم” بعيدًا عنها وقالت “فاتن” بجدية:-
_ أرجوكِ يا مدام كندا أطلعي أوضتك وكفاية كدة
لم يتحرك لـ “كندا” ساكنًا فتابعت “فاتن” بحدة أكثر:-
_ أرجوكِ إحنا فى غني تمامًا عن اللى ممكن يحصل من مسيو غفران
لوهلة تذكر “غفران” الذي سيجن جنونه حين يعلم أن مدللته الجديدة ضُربت ودخلت فى شجار مع “كندا” فمرت “كندا” بخوف من “غفران” أمامها كي تصعد للأعلي وهى تُتمتم بضيق:-
_ ما هو برضو اللى جابلي الأشكال الزبالة دى فى بيتي
_ الزبالة دى اللى بتخون جوزها وتروح فنادق مع رجالة غيره
قالتها “قُسم” بجراءة لتصدم حين فقدت “كندا” اعصابها ولطمت وجهها بقوة من كلماتها المُهينة فُصدم الجميع من اللطمة ووضعت “قُسم” يدها على وجنتها بصدمة وألم من قوتها حادقة بـ “كندا” التى تقف أمامها بقوة ثم قالت بحدة صارمة:-
_ دا عشان يفكرك أزاى تتكلمي معايا من هنا وجاي، ويعلمك أن حتى لو كان غفران بنفسه ساندك وفى ضهرك دا ميسمحلكش أبدًا تتطاولي عليا بكلمة لأانك روحتي ولا جيتي أنتِ مجرد واحدة رخيصة باعت خطيبها عشان الرجل الغني الغرقان فلوس
صعدت “كندا” إلى الأعلى بأنتصار وفرحة تغمرها من صفعها إلى “قُسم” وهى تشعر بأنها أخرجت القليل من نيرانها التى نشبها “غفران” حين جلب فتاة أخرى إلى قصرها، لكن رغم فرحتها وسعادتها بأنها أنتقمت قليلًا ألا أن الخوف مما سيفعله “غفران” حين يعرف بما حدث يجعل قلبها يرتجف من محله ….
________________________
دلفت والدة “ملك” مع والدها إلى مكتب الطبيب المسئول عن ابنتهما ليقول الطبيب:-
_ أتفضلوا أرتاحوا
جلسوا أمامه على المقاعد المقابلة إلى المكتب فتحدث الطبيب بهدوء قائلًا:-
_ نتيجة التحاليل طلعت واللى كنا شكين فيه طلع صح ، ومدام ملك حامل فى 6 أسابيع
وضع والدها يده على وجهه من الصدمة والعار الذي يشعر به من فعل ابنته لم تكتفي بالزوج السري، بل تحمل فى أحشائها جنين والأسوء أن زوجها فى السجن، نظرت والدتها إلى زوجها بصدمة ولا تعلم ماذا تفعل ليشعر الطبيب بشيء غريب فى تصرفهما وقال:-
_ هو فى حاجة؟
لم يجيبه أحد بل وقف الرجل يغادر الغرفة من الإنكسار وابنته وضعت رأسه فى الحضيض بتصرفها فقالت المرأة بهدوء:-
_ عن أذنك يا دكتور
خرجت وراء زوجها لتراه يقف أمام المكتب مُتكئ بذراعيه على الحائط لا يقوى على السير من الحزن والضعف فقالت:-
_ روق يا أبو ملك وكله هيتحل لكن صحتك…
نظر إلى زوجته بعيني دامعة على وشك البكاتء ثم قال بلهجة واهنة وضعف:-
_ صحتي !! صحتي أى يا أم البنات، ما بنتك جبلتي العار وحطت رأسي فى الطين ، بنتك كسرت ضهرى وعرتني وسط الناس، هقول للناس أى؟ ولا هعمل أى فى المصيبة اللى فى بطنها … العيل دا لازم ينزل أنا مش ناقص فضائح
أنتفضت زوجته بفزع وقالت بهلع:-
_ تف من بوقك يا أبو ملك، أنت هتكفر ولا أى أه بنتك اتجوزت من ورانا لكن الولد اللى فى بطنها دا ابن حلال من جوزها شرعًا، هتقتل روح مالهش ذنب
كاد أن يلطم وجهه بكفيه من العجز وقال:-
_ اعمل أي؟ أعمل أي؟ حتى المحروس اللى المفروض يستر عليها مشرف فى السجن
ربتت زوجته على كتفه بلطف ثم قالت بحزن شديد يحتل قلبها وعينيها:-
_ ربنا يسترها معانا ويحلها من عنده
جلس على المقعد مُنكسرًا وطأطأ رأسه للأسفل بحزن فجلست زوجته بجواره بحزن تشاركه فى مصيبتهما….
________________________
[[ شركة الحديدي ]]
خرج “غفران” من غرفة الأجتماعات مُنهكًا من اجتماع مجلس الإدارة الذي طال مدته فى نقاش الأعمال ليسمع “ليلي” تتحدث بغضب شديد قائلة:-
_ أتصرف يا عُمر، دا رابع مرة تدي بابا ميعاد وتلغيه بسبب الشغل ، شكلك بقي وحش أوي قصاد بابا
_ أعمل أي يا ليلي عندي شغل ما هو على يدك أهو
قالها “عُمر” بنبرة حادة وقد فاض به الأمر من الغيظ من إطالتها فى الحديث بهذا الأمر، تنهد “غفران” بهدوء فتقدم بلا مبالاة إلى باب مكتبه فأنهي “عُمر” الحديث ودلف معه إلى المكتب فتحدث “غفران” بنبرة هادئة يقول:-
_ براحة يا عُمر، العلاقات مبتجيش بالزعيق والعناد
تنحنح “عُمر” بلطف ثم قال بهدوء:-
_ اعمل أي طيب والله بحاول جدًا معاها
جلس “غفران” على مقعده بلطف وهو يفتح زر سترته بأريحية فقال بخفوت:-
_ شوف اليوم اللى عايز تروح تخطب فيه وخدوه إجازة، متشلش همي
أتسعت عيني “عُمر” على مصراعيها من تقديم “غفران” لإجازة له لأول مرة مُنذ أن عمل معه من 10 سنوات، وقال بتلعثم شديد:-
_ بس
_ مبسش، دا حقك يا عُمر، أنت من حقك تخطب وتتجوز وتشوف حياتك مش معقول هتقضي حياتك كلها جنبي عشان مرضي، وعمرك أنت اللى يضيع
قالها “غفران” بهدوء شديد ونظر إلى الأوراق الموجودة امامه بأهتمام ثم قال:-
_ يلا روح شوف اليوم اللى عايزاه إجازة وخلي ليلي تلغي مواعيدي يومها هأخده إجازة وراضيها يا عُمر متزعلهاش
أومأ إليه بنعم فتبسم “غفران” وبدأ يباشر عمله بينما خرج “عُمر” بسعادة رغم قلقه على “غفران” فإذا علم أحد بمرضه أو شك بأمره سينتهي “غفران الحديدى” وكل ما وصل إليه فى سوق العمل سيدمروه من منافسيه، جلس “غفران” وحده يباشر عمله فى هدوء حتى رن هاتفه باسم “فاتن”، ترك القلم من يده بهدوء وألتقط هاتفه على من فوق المكتب ليجيب عليها فتحدثت “فاتن” بنبرة هادئة تقول:-
_ والدة مدام قُسم وصلت
أكمل “غفران” عمله بلا مبالاة من حديثها الملل وقال ببرود شديد:-
– عارف يا فاتن
تنحنحت “فاتن” بهدوء شديد خائفة من أخباره بما حدث من شجار بين “كندا” و “قُسم” وقلب هذا الرجل عالق مع أحدهما فى العشق والأخرى عالق فى كرهها والآن لكن يحكم عقله، بل أى كانت المُخطئة فسيكون الجرم بأكمله على “كندا”، خصيصًا ضربها إلى “قُسم” فظلت “فاتن” صامتة بحيرة حتى قاطعها بنبرته الخشنة بقوة يقول:-
_ فى حاجة يا فاتن ولا متصلة تعرفيني أن مامتها جت
أبتلعت “فاتن” لعابها بقلق شديد من حدته وقالت بتوتر:-
_ بصراحة حصل حاجة كدة عايزة أبلغ حضرتك بيها
ترك القلم من جديد ونزع نظارة النظر الخاصة بيه بأهتمام واضح وهو يركز فى كلماتها قائلًا بجدية:-
_ قولي
تنهدت بلطف ثم قالت بهدوء:-
_ حصل مشدة فى الكلام بين مدام قُسم وكندا و….
قاطعها “غفران” بعد أن أحتدت عينيه من الغضب وعقله سرعان ما ترجم ما حدث قائلًا:-
_ دخلى كندا اوضتها وأنا جاي
_ بس
حاولت أن تبرر موقف “كندا” وأن “قُسم” من أتهمت بالكذب والتمثيل أولًا لكن أحتدت بنبرة لدرجة أرعبت “فاتن” وهو يقول قاطعًا أياها:-
_ سمعتني يا فاتن، أقفلى دلوقت ومتحاوليش تبررى لـكندا ، أنا تحذيري ليها كان واضح
أغلق الخط مُنهي حديثه معها ليغلق ثم وقف من مكانه يغادر الشركة فكان “عُمر” بالخارج مع “ليلي” فمر “غفران” بتعجل نحو المصعد وهو يقول:-
_ هاتلى الورق اللى على المكتب البيت يا عُمر وحصلني
تمتم “عُمر” بفزع من وجهه المُلتهب كجمر ناري يحترق وسرعة خطواته قائلًا:-
_ ربنا يستر
وقفت “ليلي” بفزع من شدة غضبه وقالت بذعر:-
_ هو حصل أى؟ ربنا يستر
جمع “عُمر” الأوراق من الداخل وخرج ثم قال:-
_ سلام يا ليلي هبقي أكلمك، أدعيلي
أسرع خلفه ليراه يدخل المصعد فدخل معه فى صمت، تنحنح بلطف وقال:-
_ حصل حاجة ؟!
لم يجيب عليه وكانت قبضته مُغلقة بأحكام شديد كأنه يعتصر عظامه من الغيظ بسبب عيصان “كندا” إلى أمره وكأن كلمته يحق لها رفضها أو عصيانها، كاد أن يجن جنونه من تمردها وكأنها الآن تملك القوة على تحديه أو مواجهته بتصرفاتها …..
_______________________
[[ قصــــــــر الحديــــدي ]]
ترجلت “كندا” من الأعلى بحقيبة ملابسها الكبيرة وقد حسمت أمرها فى المغادرة ومعها “نالا” طفلتها الجميلة التى تقول بفضول:-
_ مامي إحنا رايحين فين؟
نظرت “صفية” وهكذا “قُسم” نحو الصوت لترى “كندا” بدلت ملابسها ببدلة نسائية زرقاء وتمسك يد طفلتها معها والخادمة تنزل أمامها تحمل الحقائب مما أفزع “فاتن” التى جاءت مُسرعة بعد أن أخبرتها الخادمة برحيل “كندا” تقول بجدية:-
_ أنتِ رايحة فين؟
_ رايحة بيت أهلها ما دام هنا بتهان حتى خادمة زيك بقيت تتكلم معايا بدون أحرتام ورفعت الألقاب
قالتها بحدة صارمة، أقتربت “فاتن” تربت على كتفها بلطف وقالت بهدوء:-
_ أرجوكِ أنتِ أكثر واحدة عارفة غضبه بيكون أزاى، مسيو غفران مش هيعديها بالساهل… دا ممكن توصل لدفني حية أرجوكِ يا مدام كندا يا هانم
_ أسفة أنا مش من الشارع عشان يدوس عليا ومكمل، مش كفاية رباية الشوارع اللى جابها تعيش معايا
قالتها بغضب شديد ونبرة حادة فتأففت “قُسم” من جديد وهى تترك كيس الثلج عن جبينها المتورمة وقالت بضيق:-
_ مش هتسكت، مش هتسكت غير لما أوريها رباية الشوارع بتكون عاملة أزاى؟
وقفت “قُسم” من محلها غاضبة فمسكت “صفية” يدها بهدوء وقالت بحدة:-
_ أهدئي يا قُسم مش عايزين مشاكل وعلى رأي المثل يا بنتى إذا نطق السفهاء فلا تجب
حدقت “قُسم” بعيني “كندا” بغضب سافر وما زال عقلها لا يستوعب أن هذه المرأة الغليظة التى تحدثت دومًا عن برائتها وجحود “غفران” معها وظلمه الشديد لها، تبسمت “كندا” لها بمطكر وقالت:-
_ وعشان كدة يا طنط أنا سايبة السفهاء يشبعوا بالقصر لأنه مبقاش يليق بيا
صرخت “قُسم” بأنفعال شديد فى وجهها وقالت:-
_ لا الصبر له حدود وأنتِ حدك زاد معايا كدة
أقتربت منها لتستدير “كندا” إليها بغضب شديد وقالت بحدة:-
_ قربي خطوة كمان وأنا أعرفك أنتِ واقفة قصاد مين؟
أقتربت “قُسم” بجراءة منها وقالت بتحدٍ وعنادٍ:-
_ لتكوني فاكرة أنى هخاف منك، أنتِ ولا حاجة بس جراءتك وبجاحتك دى من خيانتك لجوزك ما هى اللى تجيب جراءة تخون راجلها مش هتستحي مني
رفعت “كندا” يدها بقوة لكي تلطمها مرة أخرى لكنها صُدمت حين مسك “غفران” يدها الذي دلف للتو على جنونها فنظرت نحوها لتفزع من وجوده بينما عينيه كان يتطاير منها الغضب بجنون وكأنه على وشك ألتهام “كندا”، نظر “عٌمر” بصدمة ألجمته وهكذا “فاتن”، رمقته “قُسم” بدهشة من وصوله لتبتلع لعابها بخوف بعد أن سمع حديثها مع “كندا” لكنها دُهشت من يده الأخرى التى لطمت وجه “كندا” بقوة قاتل أفرغ بها غضبه النارية حتى نزفت أنفها ويقول:-
_ دا اللى كنتِ عايزة تعمليه، السؤال جتلك الجراءة منين تعمليها ؟
رمقته “كندا” بصدمة ألجمتها، لا تقل صدمتها شيء عن الجميع الذين وقفوا مصدومين رغم كلمات “قُسم” الحادة لها لكنه وضع الذنب بأكمله على “كندا”، سحبها من عنقها بقوة رغم دموعها التى تسيل بغزارة من هول الصدمة والألم من شدة ضربته:-
_ حذرتك بوضوح إياكِ تقربي منها، قوتي لدرجة عصياني ؟
أقتربت “نالا” منه تمسك يده الأخرى بذعر وعينيها تبكي بعد أن رأت والدتها تبكي وتُضرب أمامها وقالت ببكاء:-
_ بابا أرجوكِ متضربهاش
دفع طفلته بقوة دون أن ينظر عليها وعينيه تحملق بـ “كندا” فقط لتسقط “نالا” أرضًا بعد أن أرتطم ظهرها بحافة الدرج حتى فقدت وعيها من قوة دفعه، صرخت “فاتن” بذعر على الطفلة لتسرع نحوها فنظر الجميع نحوها ليهرع الجميع وترك “كندا” التى ركضت إلى طفلتها بفزع محاولة إفاقتها وهى تقول:-
_ نالا… نالا حبيبتي ردي عليا…. أنت عملت أي؟ أنت مجنون؟ نالا
جهشت فى البكاء بذعر شديد وحملت طفلتها الصغيرة على ذراعيها لكي تذهب إلى المستشفي وركض معها “عُمر” و”غفران” و”قُسم” لحقت به، عادت “صفية” إلى منزلها خائفة مما رأته يحدث فى القصر وكيف لأبنتها أن تعيش بهذا المكان المُرعب وضرب “غفران” لزوجته أرعبها أكثر….
خرج الطبيب من الفحص وقال بجدية صارمة والحزن على وجهه:-
_ ممكن أتكلم مع حضرتك شوية؟
نظر “غفران” إليه بحيرة ثم تقدم للأمام وخلفه “كندا” التى تبكي بجنون على طفلتها حتى وصلوا إلى مكتب الطبيب الذي بدأ بالحديث بنبرة خافتة:-
_ للأسف بنت حضرتك عندها فقر دم منجلي ومحتاجة لزراعة خلايا جذعية ضرورى
تنحنح “غفران” بهدوء وهو لا يفهم مرض ابنته وقال بتعجب:-
_ فقر دم منجلي، بس نالا مشتكتش من حاجة قبل كدة ؟ دا جالها كدة فجأة
تحدث الطبيب بهدوء شديد قائلًا:-
_ لا طبعًا، مش فجأة دا مرض وراثي يعنى موجود عند حضرتك أو المدام
أتسعت عيني “غفران” على مصراعيها فأنتفضت “كندا” ذعرًا وتحول خوفها على ابنتها الآن إلى خوف من “غفران”، نظر “غفران” إلى زوجته بفضول وهو واثقًا أنه لم يملك هذا المرض خصيصًا أنه يجري الكثير من التحاليل والفحوصات بسبب مرض عمي الوجوه وواثقًا من سلامته فقال:-
_ أنا معنديش أى أمراض، أنا بعمل فحوصات شهرية
نظر الطبيب إلى “كندا” وقال بقلق:-
_ يبقي أكيد حضرتك، أصلًا المفروض أن حضرتك تكوني عارفة بمرض البنت لأن الطبيعي أنك بتتعالجي منه وبتأخدي أدوية للمرض دا
نظرت “كندا” إلى الطبيب وهكذا “غفران” بحيرة وخوف ويديها ترتجف ذعرًا مما جعل “غفران” يبدأ الشك يضرب قلبه بقوة فقال بهدوء:-
_ نعملها تحليل هى كمان عشان نطمن، وياريت بسرعة عشان أطمن على مراتي كمان
قالها ووقف من محله يسحبها من ذراعها إلى الخارج بقوة، فسألت “قُسم” بقلق:-
_ طمني يا غفران
لم يُجيب عليها أو ينظر إلى وجهها، بل سحب زوجته إلى معمل التحاليل بقوة وهو يتمتم قائلًا:-
_ حتى المرض بتخبيه عليا لدرجة دى مكنتيش واثقة فيا كزوج
كان خائفة لوهلة على “كندا” رغم كل ما حدث لكنها زوجته ومدللته الأولى، أدخلها للمعمل بورقة التحليل المطلوب وأعطاها للطبيبة الموجودة حتى سحبت العينة منها وخرج مع “كندا” لتجلس على المقعد تستريح بخوف وهى تعلم أنها لا تملك هذا المرض والأكثر رعبًا أن “غفران” يجلس جوارها منتظر النتيجة بتعجل شديد وإذا أخبرته الطبيبة أنها لا تملك المرض سيتحول خوفه إلى بركان ناري حين تفضح حقيقة أن “نالا” ليست طفلته، ظل يلازمها لساعات منتظر الجواب فقال بهدوء:-
_ أنا هخلى الدكتور يحدد ميعاد لعملية نالا، هتبرع ليها بالنخاع كفاية عليكي المرض وعلاجه مع أن كله بسببك لو كنتِ عرفتني من البداية كان زماني عالجتك ولحقت بنتي
ظلت تفرك يدييها ببعضهما بخوف حتى فُتح الباب فتنفست برعب حين وقف “غفران” مذعورًا عليها لتبتسم الطبيبة بهدوء وقالت:-
_ الأم سليمة مفيش حاجة، أكيد المرض منقول من الأب بكل ثقة
حدقت بالطبيبة لدقائق يحاول أستيعاب الأمر وقال بتلعثم شديد:-
_ أنتِ متأكدة
أومأت إليه بنعم فنظر “غفران” للخلف على “كندا” التى وقفت بخوف متكأة بظهرها على الحائط بعيدًا عنه ليقول:-
_ ولو الأب سليم
أجابته الطبيبة بلا مبالاة وهى تضع التحليل فى الظرف:-
_ يبقي البنت مش بنته بلا شك
ألتف إلى الطبيبة بصدمة ألجمته وعينيه مُتسعة على مصراعيها من هول الصدمة التى لحقت به وهى تخبره بخيانة زوجته له منذ زوجه ونسبت له بنت ليست بنته، دمعت عينيه بسرعة البرق من فزعه وظل يحملق بالطبيبة غير مُصدقًا ما سمعه ……..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)