رواية غصن الرمان الفصل التاسع 9 بقلم Lehcen Tetouani
رواية غصن الرمان الجزء التاسع
رواية غصن الرمان البارت التاسع
رواية غصن الرمان الحلقة التاسعة
…… جاء الشيج جابر وقد ظهر البشر على وجهه وقال للسلطان : لقد حققنا اليوم إنتصارا عظيما والفضل يرجع إلى شجاعتك أحسى فرحان بالزهو لهذا الإطراء فلقد كانت هذه أوّل معركة يشارك فيها لكنه لا ينكر أن أباه قد دربه على الحرب منذ صغره ولم يكن من الصعب عليه القضاء على عدوه دون خسارة رجل واحد
قالت غصن الرمان لأبيها : إنها فقط الطليعة وجيشهم لم يصل بعد نظر إليها جابر بشرود وأجاب : الموقف صعب يا إبنتي فهم الآن يعلمون بالدويبات الذهبية و أخشى أن يلجأوا إلى السحر أحس السلطان بالقلق من كلام الشيخ
فالجيش يمكن التغلب عليه بالحيلة و ما يخيفه حقا هي الساحرة التي مع صفية ثم فكر هنيهة ،وقال: لماذا لا نتلف الكتاب ونستريح أو على الأقل ندسه في مكان آخر لا يعرفه أحد ؟
رد جابر : ألم أقل لك أن المؤلف حصنه ضد عناصر الطبيعة الأربعة فلا يحترق ولا يبتل أو تأكله الأرض أو تذروه الرياح ولا أحد يعرف ماذا يحصل لو أخرجناه من مكانه كل ما يتعلق بهذا الكتاب شديد الغموض وقد نصح الراهب يوحنا بإبقاءه في مكانه
قالت غصن الرمان : ورغم ذلك توجد ترتيلة كتبها المؤلف نفسه تجعله رمادا إذ لزم الأمر لكن لا أحد يعرف مكانها أو شكلها يمكنها أن تكون كل شيئ :ورقة مكتوبة أو نقشا على حجر أو حتى كلمات مسجوعة وفي البادية هناك أهازيج بلغة قديمة نتعلمها ونحن صغار ولا أحد يعرف معناها وقبل أن تتم كلامها رأوا أعمدة الدخان تتصاعد من الغابة والحيوانات من أرانب وغزلان تهرب وسمعوا دبيبا قويا على الأرض
وكانت تلك الدويبات الذهبية ،ولبطئها الشديد فقد إحترق الكثير منها كان جابر ينظر إليها بأسى و جرى لفأسه وبدأ يقطع الجذوع المشتعلة وساعده أهل العشيرة وفي النهاية مهدوا لها مسربا لتخرج منه
قال فرحان للقوم: لقد كانت حيلة بارعة من الساحرة ولم يبق لنا سوى أن نركب خيولنا ونخوض المعركة وليكن الله في عوننا فعلت التكبيرات وأشرع الرجال بسيوفهم ووقفوا في صفّ طويل ومن بعيد سمعوا قرع الطبول وبرزت الخيول ترفرف فوقها البنود والأعلام
سار فرحان بفرسه نحوهم، ولمّا إقترب نزع قناعه ورماه على الأرض وصاح ألم تعرفوني يا معشر اللئام أنا سلطانكم فرحان و كما ترون لا أزال على قيد الحياة أين جعفر قائد الجيش؟
إن كان يسمعني فليخرج للقائي
نظر الفرسان لبعضهم وتعجبوا فمن أين يعرف هذا البدوي القائد جعفر ثم خرج إليه رجل وقال له: لقد عزلت السّلطانة جعفر وأنا شمس الدين فمن أنت؟
أدرك السلطان أنّ صفية خلعت كل أعوانه وربما قتلتهم وأنه لن ينجح في إستمالة الجيش لصفه فقال له: هذه الأرض ملعونة فارجع أنت ورجالك
ضحك شمس الدين حتى بانت أسنانه المعوجة وقال: لا أخاف من تهديدك وسنحرق كل شيئ فضربه فرحان بسيفه، وألقى به من فرسه فطاردته الخيل حتى إبتعدت في البرية
كانت غصن الرمان تنظر من فوق جبل وصاحت : الآن وانقضت هي وقومها على الخيل وأبادوها بالسيوف والسهام وفر المنهزمون وهم يتعوذون من شدة بأس هؤلاء البدو
سمعت الساحرة نسيمة بما حصل للجيش فاشتد غضبها وتمتمت يا لهم من حمقى لقد وقعوا في كمين محكم ولم أفهم كيف إهتدى قوم من البدو الأجلاف إلى هذه الحيلة
حين علمت أن أحدهم سأل عن القائد جعفر أخذت تفكر فأهل البادية لا تعرف أخبار القصر وهذا الرجل قلما يخرج للمدينة ثم خاطبت نفسها :التفسير الوحيد أن يكون ذلك الفارس هو فرحان ذاته لكن ما شأنه بهؤلاء وفجأة ضربت رأسها وقالت : آه الخيمة التي سرقت منها الرضيع لا تبعد كثيرا عن هنا
إذن هو أحد الحراس ولهذا السبب يقودهم في المعركة يالها من صدفة غريبة أما أنا فقد كنت أبحث عن الكتاب في تلك البريّة ولم أكن أعلم أنه في متناول يدي ثم إبتسمت وقالت : لو قبضت عليه حيا فستتوقف مقاومتهم وأعلم منهم أين اخفى الكهنة الكتاب
نادت نسيمة رجلا ضئيل الجسم قزم كان يخدم في القصر وأعطته قصبة وأسهم غمستها في في سائل أييض ثم قالت له سهم واحد يجعل فيلا ينام ملئ جفونه فإياك أن تخطئ قائدهم فرحان فما حصل لنا اليوم من خسارة هى بسببه
أجابها بدهشة : ألم تقولوا أنه قد مات ؟
قالت له :ومنذ متى تعنيك هذه الأمور أيها القزم ثم هزت صرّة دراهم في يدها وقالت له : لو نجحت فهذا المال من نصيبك وبإمكانك الزواج من جارية جميلة
سارالرجل بخفة ولشدة ضعفه كان لا يظهر بين الأشجار والنباتات ثم إختار شقا وسط صخرة وكمن فيه بعد قليل رأى فرحان على جواده مع الشيخ جابر وابنته وقد خرجوا للصيد فقال في نفسه : السلطان حي ،وتلك الساحرة قالت الحقيقة وتردد لحظة ففرحان كان كريما معه وأهل القصر يحبونه
لكن الطّمع أعماه ،والمكافئة كبيرة ،فانتظر حتى إبتعد السّلطان ،ثمّ تسلل وراءه بصمت حتى صار وراءه ثم أطلق سهما فأصابه في رقبته وأحس فرحان أن الدنيا تدور به ثم سقط على الأرض
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غصن الرمان)