رواية غصن الرمان الفصل الأول 1 بقلم Lehcen Tetouani
رواية غصن الرمان الجزء الأول
رواية غصن الرمان البارت الأول
رواية غصن الرمان الحلقة الأولى
.. يحكى في قديم الزمان عن سلطان عاش في بلاد بعيدة وكانت مملكته مترامية الأطراف كثيرة الخيرات ولم يكن يقلقه سوى أن إبنه الأمير فرحان لا يريد الزواج ويفضل صحبة الجواري وكلما كلمه أبوه عن واحدة من بنات السلاطين وجد فيها ألف عيب
ذات يوم مرض الأب ولم يعرف الأطباء له علاجا فمات وفي قلبه لوعة على إبنه الذي سيتولى العرش من بعده دون أن يتزوج كما جاء في أعراف المملكة وفي أحد الأيام انتاب فرحان الضجر من البقاء في القصر وإدارة شؤون المملكة
قال في نفسه : كنت أظن أن عمل السّلطان سهل لكنه أعقد مما كنت أتوقع وقرر أن يخرج في رحلة كي يروح عن نفسه فدعا وزير أبيه الشيخ محمد وحدّثه بما عزم عليه
أجابه : ليعلم مولاي أنه لو أحس أهل القصر بغيابك عنهم لاجترأوا على ملكك
قال فرحان :لقد فكرت في الأمر ولكي يظل رحيلنا مجهولا سأبحث عن رجل يشبهني وأجلسه على العرش لحين عودتي وسأوصيه بأن لا يفعل شيئا ومقابل ذلك يأكل ويشرب مثلما يشاء وتغني له الجواري
قال الوزير:أرجو فقط أن لا يقوم بخطيئة تندم عليها
رد السلطان: ويله إن لم يسمع كلامي لحسن التطواني ثم تنكرا وخرجا يتجولان في المدينة وهما يتفرسان في وجوه الناس دون أن يجدا ضالتهما وحين هما بالرجوع إقترب منهما فتى وعلى رأسه طبق فطائر وصار يمدح بضاعته لكن فرحان لم يجبه وبقي ينظر إليه بتعجب
قال الفتي: كأنك لم تر بائعا متجولا من قبل لكن الوزير فهم سبب إهتمام السلطان به فقال له: يا فتى طب نفسا سنشتري منك بضاعتك بضعف ثمنها لكن ما رأيك أن تعيش أسبوعا كاملا مثل السلاطين تأكل طعامهم وتبيت في فراشهم
ضحك البائع وقال: و ينادونني أيضا مولاي إسمع أيها الشيخ الخرف هل ستشتري الفطائر وتريحني من هرائك ؟
أحس فرحان بالضيق وقال له :لا تضيع وقتنا ثم كلمه عن حيلته فخاف البائع وهمس بصوت ضعيف هل حقا أنت السلطان ؟
فأراه فرحان خاتم الملك الذي في بإصبعه وهو من زمردة خضراء وسأله: هل أنت موافق على ما طلبته منك ؟
أومأ البائع برأسه وهو غير مصدق نفسه وتأكد من كلام السلطان حين أدخله للقصر وقاده العبيد للحمام وقص الحلاق شعره ولما لبس البائع ثياب فرحان ووضع على رأسه عمامة كبيرة لم يكن أحد يقدر عن تفريقه عن السلطان
حتى عاداته علمها له وقال له فرحان: كما إتفقنا سأغيب سبعة أيام وأنت إستمتع بحياتك وأوصيك أن لا تتدخل فيما يعنيك وهذا السر يبقى بيننا هل فهمت lehcen Tetouani
أحنى البائع رأسه ورد :وكيف لي أن أعصي أمر مولاي الذي غمرني بلطفه
غدا صباحا لبس فرحان والوزير ملابس الخدم وخرجا من الباب دون أن يفطن لهما الحرس وفي أحد الأركان وجدا حصانين في إنتظارهما عليهما ما يكفي من الزاد والماء لرحلة طويلة
سار السلطان ووزيره بين البراري حتى وصلا إلى جدول صغير وتوقفا عنده ليستريحا ويطبخا طعامهما وفجأة إلتفت فرحان حوله فرأى وشاحا مطرزا ولما قربه من أنفه أسكرته رائحة العطر الشذي الذي كان فيه
نظر له الوزير بحدة وقال له :لقد أتينا للفسحة وليس للعشق !تعال ساعدني فأنا كما ترى شيخ ليس لي حول ولا قوة
لكن فرحان بدأ منشغلا بصاحبة ذلك الوشاح إلى درجة أنه لم يسمع كلام الوزير وظل يتحسس الطريزة بأنامله وهو يعجب لجمالها ونعومة ملمسها ويحاول أن يتخيل صاحبته
ولم يفق من شروده إلا والوزير يضع أمامه صحن طعامه وسأله ما بك لك عشرات الجواري وتفسد رحلتك لأجل وشاح لا تعرف صاحبته ومن يدريك أنها ليست غامقة اللون ومجعدة الشعر هيا كل طعامك ودعنا نذهب للصيد فهذا المكان مليئ بالأرانب والحجل وأصناف الطيور
رد السلطان :لقد إنتابني شعور غريب لما أمسكت بذلك الوشاح ومعك حق فهلم بنا إلى الصيد فلقد إشتهيت اللحم المشوي
شرع الرجلان في مطاردة الأرانب لكنها كانت سريعة وتختفي بسرعة بين الأشجار وغضب فرحان من نفسه فقد مضت الساعات ولم يصد شيئا فيما أمسك ذلك الشيخ ثلاثة
وقال :لقد تعودت على حياة الدعة والترف ولم أعد أصلح لا للصيد أو الحرب وبينما هو غارق في أفكاره سمع من بعيد صوت ناي يأسر القلوب فهتف: يا له من عزف جميل ثم بدأ يتبع مصدر الصوت حتى رآى راعية تجلس تحت شجرة وحولها عنزاتها ،وهي تعزف على ناي من قصب ورائحة الشّاي تصعد من براد فوق الحطب
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غصن الرمان)