روايات

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل السادس والعشرون 26 بقلم رحمة سيد

موقع كتابك في سطور

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل السادس والعشرون 26 بقلم رحمة سيد

رواية غزالة في صحراء الذئاب الجزء السادس والعشرون

رواية غزالة في صحراء الذئاب البارت السادس والعشرون

غزالة في صحراء الذئاب
غزالة في صحراء الذئاب

رواية غزالة في صحراء الذئاب الحلقة السادسة والعشرون

صُـدم مالك من تواجـد ” سمـر ” أمامـه، بهيئة تثير الشفقة حرفيًا !!
شعرها مفكـوك ووجهها يظهر علامـات العنف الشديد بجوار هيئتها المرزيـة !!
وكان الذهـول التعبير الوحيد المصاحب لوجه كلاً من مالك وشمس، وخاصةً مالك الذي سألها بصدمة :
_ اية اللي حصـلك ؟
ومن دون مقـدمـات إرتمـت بحضنـه، لتبدء بشهقاتهـا التي زيفتها بمهارة !!
لم يعتـرض وهو يراهـا في هذه الحالة، ولكن لم يحتضنهـا برضـا ..
جهر قلبه باعتراض شديد من هذا القرب المقـزز، تركها علها تخرج شحناتهـا السلبية التي اعتقدهـا حقيقية !!!!
بينمـا كانت شمس تقف لتشاهدهم بغيظ كأنها تشاهد احدى الأفلام الرومانسية، ولكن البطل زوجهـا !!
ياللسخريـة .. في قانـون الفطري للأنثى – المصريـة –
” اللي تقـرب من جوزي تبقى لعبت في عداد عمرهـا ” !!!
فماذا إن كانت قُيـدت يدهـا ولم تقوى على فعل شيئ ؟!
واخيرًا أبعدها مالك عنه ليسألها بجدية مناسبة :
_ اية اللي حصل يا سمر
استمرت في البكاء وهي تجيبه بألم مصطنع :
_ أنا اتبهدلت يا مالك، اتبهدلت
للحظـة تذكر كلماتها قبل أن تلقي بوجه الصدمة التالية التي تعد اعتداءهم عليها
” أنا اتدمرت يا مالك اتدمـرت ”
ارتجـف قلبه من خبرًا قد يسبب حزن عميق يتوغل روحه شفقةً على من ساعدتـه ..
وسألها بثبات مزيف :
_ انطقي يا سمر حصل اية ؟
وضعـت يدها على وجهها لتتابع بحرقـة مبالغـة :
_ أبوك بهدلني ضرب وإهانـة وتعذيب عشان هربتكـم وهربت منهم بالعافية
جحـظت عينـاه بصدمـة !!
ألهـذه الدرجة يكرهه !!!! الان إن اثبتت كل الدلائـل أنه ابنه فعليًا لن يصدقهم ..
وراح يهزي بانفعال :
_ لا لا مستحيل .. مستحيل يعمل فيكِ كدة عشان ساعدتيني، اكيد ماصدق إني عرفت اهرب
هـزت رأسها نافية لتجيبه بعنف :
_ لا ده ممكن يعمل أي حاجة عشان الفلوس
وعند هذه النقطة لم تكن كاذبة ابدًا .. نطقت بالصدق وسط عمقًا من الكذب !
وتابـع مالك بصوت مهزوز :
_ هربتِ إزاي ؟
رفـعت كتفيهـا لتجيبه متلعثمة :
_ ماصدقت مشيوا وآآ وضربت الراجل على دماغه وطلعت اجري لحد ما لاقيت واحد إبن حلال جابني لحد هنا
همس مالك بشرود :
_ ملعون أبو الفلوس اللي تخلي الأب يبهدل ابنه كدة
اومـأت لتقـول بلهفة مصطنعة :
_ اهرب يا مالك، الحقوا امشوا لانهم في الساعة خلصوا تدوير هناك وهيجوا على هنا يشوفوكوا
سألها مرة اخرى بوجه واجم :
_ إنتِ بتعملي كدة لية ؟
اقتـربت منه لتتلمس لحيته الخفيفة وهي تهمس امام شفتـيه :
_ عشان بحبك ومستعدة اضحي بحياتي عشانك
نظـر لها نظـرة لم تفهـم معناهـا ..
جعلتها ترتد للخلف بقلق، بالفعل زرعت تلك النظرة الشكوك حول عدم ثقة مالك بها الى الان !!!
أمسـك بيد شمس ليسأل سمر بجمود :
_ هتروحي فين ؟
واجابتها كانت بحزن اتقنـته :
_ في واحدة قريبتي هروحلها وربنا يستر ميلاقونيـش
اومـأ ليسيـر هو شمس للامام تاركًا اياها، ولكن إلتفت قبل أن يذهـب ليقترب منها مقبلاً وجنتاها وهو يقـول بهمس :
_ خلي بالك من نفسـك
إنفرج ثغرها بابتسامة سعيدة لتسألها بخبث :
_ طيب انتم رايحين فين ؟
ابتعد وهو يجيبها بغموض :
_ لسة مش عارف
اومأت وهي تمسك يده بحميمية مرددة :
_ ابقى طمني عليك يا مالك
ابتسم ابتسامة صفراء ليستطرد بحروف لم تتخطى شفتيه :
_ أكيد يا سمر مش عايزك تقلقي، لا يلدغ المؤمن من عقرب مرتيـن !!!!
وحروفـه كانت مُلغمة بالخبث والغموض !!!!
وشعرت في هذه اللحظة أن تلك الجملة موجها لها تحديدًا وليس المقصود أبيه !!!؟ .. وبرغم ارتعاشة جسدها بخوف من رد فعل مالك الغير متوقع قالت :
_ ماشي مع السلامة
اغلـق مالك البـاب وسار هو وشمس التي كانت تردد بلا توقف مغمضة عينيها :
_ اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين !!!!

*********

كان ” زيـاد ” يجلس بجوار زينـة التي كانت مسطحة على فراشـه فاقدةً الوعي ..
ينظر لملامح وجهها التي كانت كالزهرة التي خرجت – خطأ – في فصل لا يناسبها فذبلـت وانتهى الامـر !!!
وبالفعـل أيقـن زياد أن ذاك الأنتقام لم يكن من المفترض أن يوجه لزينـة !!
كان مفترض أن يوجه لمن تسبب في موت شقيقته فقط ؟!
وماذا يفعل الان .. لقد اُهلكت زهرته المتفتحة حرفيًا، فلا يعتقد أن تسامحه او تُأمـن له مرة اخرى !!!!
بدءت تفتح جفنيهـا بتثاقل لتبعدهم عن بعضهم فتظهر عيناها الحمراء المنتفخة من كثرة البكاء والنحيب ..
لتشهـق بمجرد ان رأت زياد مقترب منها فصاحت فيه :
_ أنتَ عملت أية ؟
هـز رأسه نافيًا ليقول مهدئًا اياها :
_ اهدي يا زينتي انا معملتش حاجة
صرخـت فيه منفعلة وهي تضـع يدها على أذنيهـا :
_ متقوليش زينتي انا مش بتاعت حد انا اسمي زينة وبس
اومـأ وهو يحتضن كف يدهـا بحنان :
_ حاضر حاضر حقك عليا أرجوكِ بس تهدي
كـزت على أسنانها لتقول بعصبية :
_ ملكش دعوة بيا أهدى ولا اغور في داهية
أمسـك وجهها بين كفيـه ليقول بصوت هادئ ورقيق لا يناسب الموقف :
_ ممكن افهم إنتِ لية لسة متعصبة اوي كدة ؟
أبعدت يده عنها بسرعة كأنها وباء معدي، لتقـول بعدهـا بحرقة لو كانت لها رائحة لفاحت منذ زمن :
_ أقولك متعصبة لية ولا لية ولا لية، لإني بقيت مدمنة الحمدلله ومابشوفش ادامي لما الألم يسيطر عليا، ولا لإني بترجي واحد كل يوم والتاني عشان يديني المخدرات، ولا لإني بقيت مدام زينة العاهرة !!! اقولك متنرفزة لية تاني ولا كفاية كدة يا استاذ يا منتقم يا محترم، أقولك إني بشيل ذنب مليش فيه لمجرد أن اخويا مكنش حاطط في دماغه إن كما تدين تدان
كـان ينظـر لها وقلبه يعتصـر ألمًا على صغيرته التي تحملت ما يفوق طاقة أي بشـر !!!
اغمض عيناه بحزن حقيقي ليسمعها تتابع بنبرة على وشك الانهيار :
_ بس تعرف، أنا مش زعلانة من مالك خالص ولا حتى كرهته، على الأقل مالك يادوب ماحبهاش وهي اللي قتلت نفسها
ثم نظـرت له بحقد لتضربه بقبضتها الصغيرة على صدره مرددة :
_ لكن أنتَ .. أنتَ قتلتني بنفسك
همس بعدم تصديق :
_ أنا قتلتك !!
اومأت وهي تردف ساخرة :
_ اه، أنتَ مـوت روحي خلاص، دبحتها بسكينة باردة، ناقص بس انا اللي هخلص على جسمي عشان انا ميتة فعليًا !!!
وضع يده على فاهها ليقول مسرعًا :
_ لا بعيد الشر اوعي تقولي كدة تاني يا زينـة عمري ما هسامح نفسي
رفعت حاجبها الأيسر وقالت متهكمة :
_ مش شايف إن الجملة دي جات متأخر شوية ؟
اطرق رأسه للأسفل بخـزي ليهمس بعدها بنـدم غُلفت به نبرته :
_ عارف، سامحيني
هنـا إنهـارت فعليًا !!!!
تسامحـه ؟
وهل مازالت روحها موجودة لتسامحه على خطأ ما !!
هي زُهقت روحها .. لم تعد بها قدرة على التسامح حتى !!
ظلت تبكِ وتنحـب .. على حق أخذه هو ولم يكن من حقـه وعلى كبرياء دمسه في الأرض بعنف !!!
وعلى طلب جاء متأخر … جدًا !
فأجابته من بين شهقاتها :
_ انا حتى مبقتش قادرة أسامح !!!
وسقطت على الفراش مرة اخرى فاقدةً الوعي، وجفنيها ينضما لبعضهما مرة اخرى، لتسمع صوته المتألم يقول :
_ هنتجوز يا زينتي وهنعمل اشهار وهنصلح كل اللي خرب، وهتتعالجي !!!!

*********

سقطـت اشعـة الشمـس على شعرها الذهبـي، لتعطيه لمعان مميـز، وازعجت نومتها القصيرة ..
لتبدء ” خلود ” في فتح عيناها رويدًا رويدًا، ولكن شيئً ما يطبق على خصرها بقـوة !
فتحت عيناها لتنظر بجوارها لتجد مراد يده هي من تحيط خصرها بطريقة تملكية، وكأنه يخشى هربها اثناء نومـه !!
نهضـت بفـزع وهي تبتعد عنه صارخة :
_ أنت عملت فيا اييييية ؟
نهض الاخر بهلع من صراخها بجوار اذنه ومازال النوم مسيطر عليه ليسألها مرتعدًا :
_ مالك فيكِ اية حصلك ايية
ضربـته في صدره وهي تقول حانقة :
_ أنت لية عملت كدة
بدء يفهم كل شيئ الان ..
ليمسك يداها وهو يقتـرب منها بغيظ :
_ عملت اية
إبتلعت ريقها وهي تقول متوترة :
_ يعني كدة
كـز على أسنانه كاملة بغيظ ليقول بعدها متهكمًا :
_ خلود يا حبيبتي ياريت لما تكوني لسة صاحية من النوم ماتفقديش الذاكرة
خبطـت جبينهـا بحـرج لتهمس بعدها :
_ سوري اصلي لسة صاحية ومش متعودة اصحى الاقيني في حضن واحد
اقترب منها اكثر ليبادلها الهمس الناعم :
_ وهو انا واحد !!!
عضـت على شفتاهـا السفلية بحرج قبل أن تجيبه وهي تفرك يدها من فرط التوتر :
_ لأ
سألها مداعبًا :
_ طب انا مين ؟
نظرت للأسفل بخجل لترد :
_ أنت جوزي
نظـر على شفتاهـا التي تعضهـا ليستطرد بخبث دفين :
_ طب اية، لو مش فاكرة انا ممكن افكرك
رفعت رأسها لتقابل نظراتـه التي اخترقتهـا فقالت ببلاهة :
_ تفكرني اية !
شدها في لمح البصـر لتصبـح هي أسفله، يطل عليها بقامته العريضة ..
فلم يعطيها فرصة الاعتراض وإلتهم شفتاها بنهم .. قبلة أسكتتها وجعلتها تبتلع باقي حروفها المعترضة !!
تحولت قبلته لقبلات متتالية على كل جزء من جسدها تطوله شفتاه ..
ليشعر بها تحاول التملص منه وهي تعترض بخجل :
_ كفاية
هـز رأسه نافيًا ليجيبها مشاكسًا بخبث :
_ تؤ تؤ، أنا عمري ما اكتفي منك إنتِ
واستسلمت ليده التي كانت تغـوص في ملابسها الخفيفة …
واستسلمت لزوجها الغالي .. الذي شعرت انها بدءت تكن له مشاعر بالفعل !!!!!!

*لاوعاوزين تخشو الجروب الروايات علي الواتساب كلموني علي الرقم ده*
‏*https://wa.me/+201288715026?text=ممكن-ادخل-جروب-الروايات-

كانت ” كريمـة ” تجلس بجوار يحيى في منزلهـا على الأريكـة ..
وجهها ممتعـض ويظهر الغضب جلي على قسماتهـا !
نظـرت ليحيى الذي كان يجلس بهدوء تام، هدوء لا يعتريه إلا عندمـا يكن أتم نصب خيوطه الشيطانية وفي إنتظار سقوط فريستـه !!!
فقالت بحنق وهي تشير له :
_ لا يا يحيى بردو مش قادرة افهم إزاي عايزني اصبر واسكت وانا سايبة بنتي مع واحد كدة اسمه جوزهـا
مـط شفتاه ليجيبها بملل :
_ مش اسمه، ده جوزها فعلاً يا خالتي
اشارت له مكملة بغضب :
_ ما علينـا وإن كان، اكيد اجبرها على الجواز
تنهـد يحيى قبل أن يتابع بضيق :
_ ولية ماتكونش بنتك إتجوزتـه بأرادتهـا ؟
هـزت رأسها نافية بسرعة وتشدقت بــ :
_ لا طبعًا إزاي هتعمل كدة
رفع كتفيه ليقول بلامبالاة خبيثة :
_ زي ما إنتِ سيبتي بنتك في إيد نفس الواحد ده، وحتى قبل ماتعرفي إنه بقا جوزهـا
لأول مرة تشعـر بيحيى مـحق !!
كلماتـه تلك المرة لم تكن من شيطانـه بل كانت من إنسان يفكر برزانة
ولكن ماذا عساها تفعـل .. خوفها من سيطر عليها امام ذاك الغني !!!
هو من جعلها تتخلى عن أبنتها ببساطة ولكن – مؤقتًا – لم تكن أمًا حقيقية لتترك ابنتها للأبد له بلا محاولات لرجوعها !!
نظرت ليحيى ثم قالت بأسف :
_ أنا بعتـرف إني مش أم مثالية، انا ام جبانة خافت من واحد وخافت على السمعة اكتر ما خافت من بنتهـا، بس أنا كنت مرعوبة، ده واحد هددني صريحة وأنا مليش في الدنيا سند خلاص، مين هيوقفله !!! قولت مسيري هرجع بنتي بس بطرق تانية
هـز رأسه نافية ليستطرد بجدية :
_ غلط، غلط جدًا مفيش اي ام ممكن تعمل كدة، ولا كان ينفع، بس خلاص إنتِ خيرتي بنتك وهي اختارته يبقى اكيد عايزاه، متجيش تغصبيها دلوقتِ بعد ما سبتيها
جهرت باعتراض :
_ مقدرش يا يحيى صدقني مقدرش اسيبها كدة
إرتسمت ابتسامة خبيثة غير مطمئنة على ثغره ليهمس :
_ مش هتسيبيها، هترجعيها بس بأرادتها مش غصب عنها، وبعدين هي اكيد مضايقة ومخنوقة منك عشان كدة بعدت عنك كام يوم بس
رمقته بنظرات متأملة :
_ تفتكر يا يحيى
اومأ بنبرة تشبه فحيح الأفعى :
_ اكيييد يا خالتي !!!!!

********

وصلا الي منـزل ما بالساحل الشمالي مسجـل بأسم مالك يملكه منذ زمن ليقضي به وقته الممتـع ..
كانت شمس تسير معه كالعروس اللعبة يحركها اينما ووقتما شاء !!
لم تتحدث قط سوى عندما حاول أن يقربها منه وهما بالسيـارة
او يمسك يداها التي كانت ترتجف من لمستـه وتحاول الاعتراض فيكتم اعتراضها بقبلة حاسمة تُسكتها على الفور من الخجل والتوتر معًا !!!!
أمسك بيدها وهما يدلفان الي المنزل الصغيـر وقبل أن يخطـو خطوة اخرى كان يحملها بين يداه الصلبة
لتشهق هي من الصدمة بتوتر :
_ أنت بتعمل اية
اجابها بلامبالاة خبيثة :
_ بشيلك زي اى واحد مابيشيل واحدة
سألته ببلاهة :
_ لية انا بعرف امشي
هـز رأسه نافيًا ليغمز لها بعيناه مرددًا بخبث :
_ أصل ماينفعش تدخلي مشي، ده الليلة ليلتك يا عروسة !!!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غزالة في صحراء الذئاب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى