روايات

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل السابع عشر 17 بقلم رحمة سيد

موقع كتابك في سطور

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل السابع عشر 17 بقلم رحمة سيد

رواية غزالة في صحراء الذئاب الجزء السابع عشر

رواية غزالة في صحراء الذئاب البارت السابع عشر

غزالة في صحراء الذئاب
غزالة في صحراء الذئاب

رواية غزالة في صحراء الذئاب الحلقة السابعة عشر

صـدمة .. كلمة تجسـد معناها أمامه بكل مراحله منذ قدومها بهيئتها تلك .. واحتضانهـا، وظهـورها المفاجئ الذى سيقلب كل الموازيـن في حياته رأسًا على عقب !!! لتزيـد الصدمة ألونًا صادمة عند حضور شمس وهمسها المصعوق :
_ انا خلصـ !!!!!
والمشهد وهي تحتضنه كان كفيل لمنع الحروف من الخروج من فاههـا ! ..
نظـرت للأرضية بخجل واخراج .. وداخليًا تحترق فعليًا !! .. والسبب مجهول ؟!
ثم تنحنحت :
_ انا آآ
قاطعتهـا سمـر التى ابتعـدت عن مالك لتقف تنظر لها من اعلاها الي امحص قدميها نظرة جعلتها تتبعثر داخليًا من كم الاستحقار الذى لمحته !! والاهم سؤالها المفاجئ :
_ مين دى ؟!
كيف تجيبها وهي اساسًا لم تعتاد تلك الاجابـة ” انا زوجته ” !!!
زاح عنها مالك الحرج عندما جذب سمر من ذراعها يسألها بحدة :
_ انتِ اللي اية اللي جابك هنا ؟
حاولت ابعاد يده وهي تجيبه بدلع غير محبب :
_ اية يا بيبي منا قولتلك وحشتنى
صرخ فيها بحدة :
_ اخرسي، الشويتين بتوعك دول بقوا حمضانين اوى
عقدت حاجبيها بحزن مصطنع :
_ تؤ تؤ اخص عليك يا مالك، ده انا مراتك بردو
واتـتهم شهقة شمس المفزوعة !!!! وعيناها تسأله ألف سؤال .. زوجته !؟ كـيف !؟ متى ؟! لما تزوجتنى اذًا !!!
نظـر لسمر مرة اخرى ثم قال وهو يجز على أسنانه بغيظ :
_ قصدك طليقتى ويلا غورى من هنا
نظـرت لشمس بتحدى وسألت مرة اخرى ببجاحة :
_ طب مييين دى ؟
إحتـدت عينا مالك وقبل أن يجيبها كانت تلقي سمومها في روح شمس :
_ اه اكيد دى واحدة من اياهم بتروقلك مزاجك صح
جـرح أخـر يُضـاف لقائمة جروحها السوداء، اما يكفيها ألامـه لها لتأتى هى وتزيدها ؟!
نظـرت له بجزع وقالت :
_ لا انا مش كدة ولا عمرى هكون كدة
أمسكهـا مالك من ذراعها بقوة ألمتها ثم قال أمرًا :
_ سمر لمى الدور وغورى أحسن لك
نظرت لشمس بغيظ مكبوت وقالت :
_ مش قبل ما اعرف مين الزبالة دى
كادت شمس تصـرخ بها لتدافـع عن نفسها، إلا أن مالك وكأنه اصر أن يدافع هو عنها هذه المرة فاستطرد بحدة موجهًا حديثه لسمر :
_ دى مش زبالة، الزبالة اللي بيبقوا أمثالك
لم تصـدق أذنيهـا .. كلماتـه رنت عليها كالموسيقي الهادئة التى لم تسمعها من قبل !!!!
بينما نظـرت له سمر بحدة ثم قالت بتهديد واضح :
_ صدقنى هتندم يا مالك
اومـأ وهو يرد ببرود ثلجي :
_ سمعت الكلمة دى كتيير، بس هندم فعلاً لو سمحتلك تبقي ف حياتى
أبعدت يده ثم اتجهت للخارج وهي تغمغم غاضبة من هزيمتها .. ولكن الحالية :
_ مش هستسلم بسهولة كدة يا حبيبي .. باى باى يا ملوكى
زفـر بضيـق وهو يمسح على شعره الأسود هامسًا :
_ داهية تاخد المعفن
وما إن نظر لشمس التى لم يسمـع صوتها حتى الان حتى وجدهـا تتقـدم منه هادئـة ومن ثم هتفت :
_ انا عايزة أتطلق يا مالك !!!
*********
ركـض ليجـدهـا مُـلقـاه على الأرض فاقدة الوعي، لم يعرف كيف ركض صوبها ليحملها مسرعًا ودقاته تتعالي بقلق، وضعها على الأريكة في الصالون ثم ظل يدور حول نفسه بحيرة مرددًا :
_ اعمل اييية اعمل اييية
خبط رأسه بطرف إصبعه متأففًا :
_ صح هفوقها هفوقها
ركض باتجـاه المطبـخ ثم جلب زجاجة من الميـاة، يجهل سبب خوفـه وقلقـه !!!؟
خـوف من فقدانهـا بشكـل عام وينحدر هو في جوف مظلم !!؟ أم خـوف من نوع اخر ؟؟
لا لا هو فقط خوف لفقدانها في منزله ..
هز رأسه وكأنه يقنع نفسه بتلك الاجابة، ثم اقتـرب منها و رش قطـرات من المياة على وجهها الأبيض الذى شحب مؤخرًا ..
وبدءت هى تستعيـد وعيها تدريجيًا، تحاول فتح جفنيها بتثاقل ولكن كأن عيناها لا ترغب بذاك النور الذى يهدمها !!!
وما إن رأته حتى حاولت النهوض مفزوعة وهي تسأله :
_ أنت عملت اية ؟
عاد لقناعه البارد عندما وجدها بخيـر، فهتف بهدوء مستفز :
_ عملت اية يعنى يا زينتى، ما أنتِ كنتِ ادامى لو عايز اعمل كنتِ حسيتى
نظـرت له من اعلاه الى اسفل قدميه نظرة ود لو يخلعها من عينيها … وهمست :
_ هتفضل طول عمرك حقير
بادلها الهمس ببرود :
_ ومنك نتعلم يا حبيبتى
حاولـت النهـوض وهي تقول :
_ انا همشي
ولكن ترنجت مكانها وسقطت مرة اخرى على الأريكـة ليتابع هو بجدية :
_ اهدى انا هطلب الدكتور
هـزت رأسها نافية وهي تستطرد بألم سيطر على قسمات وجهها بأريحية :
_ لا لا انا كويسة، ماما هتلاحظ غيابي
وكانه لم يستمع لها نهض واخرج هاتفـه من جيبـه ثم اتصل بالطبيب المعرفة الذى يلجأ له في هذه الحالات الطارئـة :
_ الووو دكتور
_ ايوة يا استاذ زياد ازيك
_ بخيـر، حضرتك فاضي تيجي البيت عندى معلش
_ خير مين تعبان
_ لا دى آآ يعنى واحدة قريبتى تعبانة شوية قولنا نتطمـن
_ تمام ان شاء الله نص ساعة وتلاقينى عندك
_ في انتظارك شكراً
_ الشكر لله مع السلامة
_ سلام
أغلق الهاتف وهو ينظـر لها ليجدها تتنهـد اكثر من مـرة بالثانية !!
هو يعذرها .. بالرغم مما يفعله بها يعذرها فهى تتخطي كل المراحل التى حاولت شقيقته تخطيها مسبقًا … !!
جلسـا النصف ساعة كلاً منهم ينظر للأخر كل دقيقة .. كل منهم تموج افكاره بضعف، زينـة تحاول تخيل صورة شقيقها عندما يعلم .. وهو يصارع الشعوران بداخله، شعور يؤنبه على ظلمه لتلك الفتـاة، وشعـور يزيده نشوة ورغبة في الانتقـام .. مضت النصف ساعة سريعًا وبالفعل سمعوا طرقات على الباب فنهض هو بهدوء يهندم ملابسـه ثم اتجه للباب وفتحه ليرحب بالطبيب الذى يعادل عمر والده :
_ اهلاً يا دكتور هاشم اتفضل
اومأ الطبيب بابتسامة هادئـة، وجدوا زينـة جالسة بهـدوء لينظر لزياد متساءلاً :
_ خير اية المشكلة ؟
تنحنح زياد بجدية :
_ كانت واقفة عادى وفجأة اغمي عليها
اومأ الطبيب ثم اقترب ليفحصها وبعد دقائق انتهى لينظـر لزياد بابتسامة هادئة :
_ مفيش حاجة تقلق
سأله زياد مستفهمًا :
_ الاغماء كان بسبب اية يا دكتور ؟
هز رأسه ثم نظر لزينة مكملاً :
_ أنا شاكك إن المدام حامل، هنعمل تحاليل ونتأكد !!!!!!
*********
كـانت تجـلس وحيدة على فراشهـا، منذ خروجها من تلك المستشفي وهي تقيم بالمنزل امتثال لأوامر الطبيب، حتى كادت تشعر انها بالسجن حقـــًا .. !
وما يجعلهـا داخليًا تحـترق هو تجاهل ولديها لها ؟! .. او حتى السؤال منهم !!
وكيف تنتظـر منهم الاهتمام وهي من جعلتهم يعتادوا على التجاهل !!
هى الان تحصد ما جنـته فقط !!!!
وجـدت ” جمال ” يدلف الي الغرفـة، تنحنحت بضيق وكأن الهواء انقطع من الغرفـة ..
لتجده يقتـرب ليجلس بجوارهـا ويقول بابتسامة باتت تكرهها :
_ ازيك يا ام العيال ؟ عاملة اية ؟
اجابته مقتضبة :
_ كويسة .. خير ؟
رفـع حاجبه الأيسر متابعًا بتهكم :
_ في واحدة تقابل جوزها حبيبها كدة
غمغمت بضيق :
_ قول المصلحة اللي جاى عشانها على طول ياريت
اومـأ مبتسمًا باستفزاز :
_ عندك حق، ندخل مباشـر
اومـأت لتنظر له باهتمـام لتجده يهتف ببجاحة غير مفاجئة عنه :
_ عايزك تكتبي كل حصتك فـ الشركة بأسمى
حدقـت به غير مصدقة .. انتهت كل محاولاتها للصبر مع وصل حد جشعـه لأولاده !!! غلي الدم بعروقها وهي تصرخ فيه بجزع :
_ انت مجنون، انت عارف انى كتبته باسم مالك
رفـع كتفيـه بلامبالاة مجيبًا :
_ عارف، عشان كدة أفضل إنك انتِ اللي تقنعيه، دى مليارات مش لعب عيال
هـزت راسهـا نافيـة بأصرار :
_ ماتنساش انها كانت شركة والدى، يعنى انا حرة التصرف فيها زيي زيك
وحلق في سمـاء الغيظ والكـره، ولم يعد يرى امامه سوى شياطين تزين له تلك الأموال، نهض بغضب ليسألها بتحذير :
_ متأكدة من اللي أنتِ بتقوليه ده !!؟
اومـأت بتأكيد :
_ طبعًا متأكدة
هـز رأسه وهو يتجـه للخارج :
_ تمام، ماترجعيش تقولى إنى ما حذرتكيش بقاا !!!
*لاوعاوزين تخشو الجروب الروايات علي الواتساب كلموني علي الرقم ده*
‏*https://wa.me/+201288715026?text=ممكن-ادخل-جروب-الروايات-
بمجـرد أن دلـف ” مراد ” الي الغرفـة حتى فاجئتـه بسؤالهـا الغير متوقع تمامًا بالنسبة لهـا، لا بل تدخلها في حياته من الأساس غير متوقـع، انحرافها لطريق مبتعد عنه هو الشيئ الصحيح .. :
_ كنت بتكلم مين عشان كدة خرجت ؟
ضيق عينيه مجيبًا باستغراب :
_ وانتِ مالك ؟
زفـرت بغضب قبل أن تزمجـر فيه :
_ لا مالي ع فكرة
سألها ببرود وهو يعقد ساعديه مستمتعًا بذاك النقاش :
_ مالك أزاى بقي ؟
نظـرت له بتحدى، وتفوه لسانها بما تجيب به اى زوجه طبيعية تعيش حياتها بكل مراحلها وليس جزءً وجزء :
_ انا مراتك ماتنساش
عضـت على شفتـاها بنـدم حقيقـي، اعتراها الضيق مع انه حقهـا !!
ولكن حق لم يعطيها صاحبه مفتاحه !!!
بينما هو .. لم يعرف يحزن ام يبتسم، يبتسم لما قرأه بين سطور عيناها من .. غيرة نسائية فطرية !!!
ام يحـزن لأنهـا دلفت وفرضت سيطرتها على قلبه .. او بدءت تمسك مقاليد حكم ذاك القلب الذى يقـرع كلما اقترب منها !!
همست بارتباك :
_ أنا آآ مــ
قاطعهـا بسؤاله الجـاد :
_ من امتى اكتشفتِ انك مراتى
كادت تجيب بحزن :
_ لا أنا بس كـنـ آآ
قاطعها مرة اخـرى بنفاذ صبر :
_ عمرك ما كنتِ ولا هتكونى مراتى فعلاً، دى مجرد ورقة بينا لا راحت ولا جات
اومـأت وهى تبتلع تلك الغصة المريرة في حلقهـا .. هى من تسبب في فك القيود التى بنتها بينهم، لتأخذ المقابل اذًا !!!
رفـع اصبعه في وجههـا بتحذيـر :
_ اوعى تدخلى في حياتى مرة تانية
اومأت وقد ترقرت الدموع في عينيها بلمعة غريبة :
_ أسفة
أولاهـا ظهـره متجهًا للخـارج بخطوات هادئة دون أن يرد عليهـا، ليجـد الباب يطـرق، اقترب منه ليفتح حتى وجدها تأتى خلفه، نظر له بطرف عينيه وقال أمرًا :
_ ادخلى جوة ماتطلعيش غير لما أقولك
اومـأت بهمس قلق :
_ حاضر
دلفت هي فأكمل هو سيـره وفتح الباب، حتى صـدم من ……..
*********
كـانـت شمس تجـلس في الصالـون، من المفتـرض أنها تشاهـد التلفـاز، ولكن يبدو أن التلفاز هو من يشاهدها وانقلبت الأية !!!
نظراتها هائمة تحدق بلاشيئ، وقفزت لذاكرتها ما حدث وزاد من تعجبها ..
فلاش بــاك
_ أنا أسف
قالهـا بهمس رقيق، ولكنه سقط على اذنيها كالصاعقة الرعدية التى زلزلتها داخليًا، الكثير من المشاعر المختلطة اجتاحها عند تلك اللحظة !!!
لقد تحقق المستحيل، جبلها الشامخ الذى منذ ان عرفته لا يهتز، اليوم اهتز وليست هزة عادية .. بل لها هي !؟
وكأنها لم تستوعب فقالت ببلاهة :
_ أية !؟؟؟
والأغرب فعليًا تكراره لأسفه :
_ أسف .. أسف
أغمضـت عينيها تحاول السيطرة على رفرفة اجنحتها ثم استطردت :
_ على اية ولا اية
تنهـد وكأن شخصية اخرى هي من تسيطر عليه الان واجاب :
_ على كل حاجة، بس صدقينى فعلاً انا مش عارف اية اللي بيحصلى وانا معاكِ
ونظـر لها نظـرات ادهشتها .. نظرات ممتلئة بالحنـان .. الهدوء .. الأسف .. والاعجاب !!!
ام انها فسرتها خاطئـة ؟؟! اكيد نعم !،
مد يده يتحسس وجهها مرة اخرى برقة وهو يهمس بالأخيرة :
_ تعبتينى معاكِ يا … شمـسي
لا لا من المؤكـد أنها تحلـم، شعرت وكأنه جوف من الحنان فُتحت ابوابه الان فقط !!
ابتلعت ريقها بتوجس وقالت بما لا يتناسب مع ذلك الموقف :
_ انا خايفة
ضيق ما بين حاجبيه وسألها :
_ من اية ؟
اجابت بلا تردد بطفولة محببة :
_ منك، أنت بتتحـول
ضحـك بقوة على جملتهـا، للحظات شعر أنها طفلته وليست زوجتـه !!،
تحمل من البراءة ما يكفي لأعوام، بينما هي سرحـت في ضحكته الجذابـة، كيف لم تلحظ وسامته تلك من قبل !!!
استفاقت لنفسها على صوته الخبيث :
_ اول مرة ألاحظ انى حلوو كدة
احمرت وجنتاها بخجل، لقد شرح ما عليه حالها، ولكنها تصنعت عدم الفهم وهي تقول :
_ مش فاهمة !!
اجابها وهو يقتـرب من عينيها الرمادية :
_ ده اللي ظاهر في عينيكِ
نظـرت للجهه الأخرى لتهرب من اختراق عينيه ثم نهضت مسرعة تقول بتوتر :
_ الاكل اتحـرق
بــاك
تسللت الأبتسامة لثغرها بمجرد أن تذكرت ما حدث تلقائيًا.. قطع شرودها صوت طرق الباب الذى باتت تكرهه، لتنهض بهدوء متجه له، فتحت فلم تجد اى شخص نظرت يمينًا ويسارًا ثم اتكأت واخذت الظرف الذى لمحته على طرف الباب تتساءل بتعجب :
_ ده اية ده !
اغلقت الباب ثم بدءت تفتحه بهدوء لترى ما به، لتجحظ عينيها بصدمة من هول ما ترى وكأن الصدمة حليفتها فقط !!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غزالة في صحراء الذئاب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى