رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم رحمة سيد
رواية غزالة في صحراء الذئاب الجزء الرابع والعشرون
رواية غزالة في صحراء الذئاب البارت الرابع والعشرون
رواية غزالة في صحراء الذئاب الحلقة الرابعة والعشرون
دقات قلبها لا يُعلى عليها في هذه اللحظـات، عقل يتهمـه بالكذب وقلـب يتهمـه بالتأخير للأعتـراف ..
وإن كان إعتـراف غير كامـل حتى الان !!
ويطـوف بين جنبـات قلبـها الذي اصبحت تتراقـص دقاته تزامنًا مع نبرة صوتـه الهامسة الرومانسيـة ..
حاولـت التملص من ذاك – الحضن – الذي طال عن وقتـه، والذي تخشي هي أن يتطـور لأمور هي غير مُهيئـة لها نهائيًا وخاصة معه .. هو الذي مفترض أنها تكرهه..
لتجده يشدد من احتضانهـا، إبتعـد عنها بعد دقائـق، لتجـده ينظـر في عيناهـا برومانسية لم تعهدها منه، فحاولت النطق ولو متلعثمة :
_ مالك لو سمحـت
نظـر في عينيها الرماديـة التي أصبح يعشقها دون أن يلحـظ، نظـرات أذابت جليدها الذي حاولت بناءه بينهمـا، فإبتلعت ريقهـا بازدراء وفجأة شعـرت بملمس أصابعه الخشنـة وهو يتحسس شفتاهـا الورديـة بحالميـة مرددًا بخبث :
_ هو أنا أسمي حلوو كدة ولا عشان منك أنتِ
ومشاعـر تعصـف بكيانهـا، مشاعر لأول مرة تغمرهـا، لأول مرة لا تجـد رد فعل مناسب لما يحـدث … !!
حركـات وكلمـات غير معهودة، وكأنه قاصد إرتباكها حرفيًا !؟
حاولت أن تبتعد عنه وهي تنظر للأرض – هاربـة – من تلك النظرات التي تؤثر عليها بشكل مُقلق ..
لتسمعـه يقول بهدوء :
_ عايزة تروحـي فين ؟!
لم تـرد عليه ، وبعد ثواني اخيرًا ألهمـها القدر فرصة لتـرد بارتباك :
_ عايـزة آآ عايزة أغير هدومـي
أبتسـم بخبث لا يجـد، ليقول بنبرة ذات مغزى :
_ أنا بقول كدة بردو، يلا نغير هدومنـا
إتسعـت حدقتـا عيناها وهي تردد ببلاهة :
_ نعم !!!!
رفـع حاجبه الأيسـر وهو يقـول بعدم فهم مصطنع :
_ الله !! مش أنتِ عايزة تغيري هدومك
نظـرت له بجديـة واجابت :
_ قولت أنا عايزة أغير هدومي، مش احنا وهدومنـا !!!!
ضيق عيناه وهو يقول باندهاش مصطنع :
_ اووه بجد !؟
كـزت على أسنانها بغيظ وقالت :
_ أيوة بجـد
ومن دون مقدمـات احتضنها مرة اخرى، ولكن هذه المرة بشكل اذابها حرفيًا !!!
كانت رأسها بجـوار قلبه، تسمـع دقاته التي ازدادت والتي يتجاهلها مالك ..
ترتبك هي أكثر مع كل دقـة !!!
وأين تلك الجديـة ؟!
ذهبت أدراج الريـاح، بمجرد فعل مفاجئ منه يفقدها سيطرتها على نفسها !!!
وبعد ثواني سمعته يقول بنبرة سقطت بغرابة على اذنيهـا :
_ أنتِ مكانك .. هنا وبس
تلك الحروف وتلك النبرة لم تكن خبيثة .. لم تكن راغبـة .. ولم تكن غير مفهومة …
بل كانت تملكيـة مُشددة !!!
اخيرًا استطاعت لملمة شتات نفسها المبعثـرة لتدفعه بقبضتيها مرددة بغضب غير مفهوم :
_ أبعد عنـي
نظراتـها كانت كفيلـة بأن تفيقـه من تلك الغيبوبـة ..
من تلك المشاعـر التي أقسم ألا يجعلها تجتاحه مرة أخرى ..
ليبتعد عنها مسافة واضحة وهو يقول بنفس جمـوده المعتاد :
_ أنا مكنتش اقصد اللي قولته
إرتسـم على فاهها ابتسامـة ساخـرة وهي تقول :
_ أكيـد ده كان جزء من اللي انت بتعمله من ساعة ماشوفتني وعشان ابقى مستسلمة ليك بأرادتي وتثبت لنفسك إن مفيش حد يقدر يقف ادامك ولا يقدر يرفض مالك بجلالة قدره
ظـل ينظـر لها مطولاً ثم هتف بوجه واجم :
_ اعتبري زي ما تعتبري، أنا مش مضطر أبرر لحـد ابدًا
ظلت تنظـر له بسخريـة، بينما هو ..
كان يلوم نفسه وبشـدة ، هو تزوجهـا ليجعلها تستسلم له بأرادتهـا .. ولأنها مجـرد ” عاهـرة ” !!!!
الان يغـار و…
لا لا هو لا يغـار من الأساس، سيعود لقناع الجمود والقسوة الذي تلبسهم وهو يعطيها ظهره قائلاً :
_ جهزي نفسك عشان هنسيب الشقة دي فورًا
سألهـا وهي قاطبة جبينهـا :
_ لية
اجابها دون أن ينظـر لها :
_ مش من حقك أشرحلك أي حاجة
هـزت رأسها نافية وقد لمعت عيناها بدمـوع الحزن على ” والدهـا الراحل” ووالدتها التي ابتعدت عنها .. وربما للأبعـد .. ولكن بقيت تلك الدموع متحجـرة كصخرة لن تذوب لتقول بقوة :
_ لا، انا مش هبعـد عن المكان ده، على الاقل ابقى قريبة من امي واعرف اتطمن عليها
نظـر لها بحدة مرة اخرى ومن ثم زمجـر فيها منفعلاً :
_ بلاش غباء، هما اكيد هيرجعوا هنا تاني عشان يجيبونـا مش هيسيبونا بسهولة كدة
ظلت تهـز رأسها بأصرار مرددة:
_ لا، روح أنت وانا هنزل لأمي، انت كدة كدة اساسًا حققت اللي اتجوزتني عشانه !!!!
********
توقـفت دقـات القلوب مع ذاك النـداء وانقطعـت انفاس ” مراد ” وهو يرى خلود تقتـرب ببطئ من حسـام لتقول بعدها بجديـة :
_ نورتنـا .. أبقى كررهـا اديك عرفت العنوان
اومـأ ومازال الذهول صاحبه ليرد بحروف لم تتخط شفتاه :
_ أكيد إن شاء الله
بادلته الابتسامة الصفراء المتوتـرة، ليلقي التحية ثم يغادر بكل هـدوء …
وبعد دقائق كانت تجـلس بجـوار مراد على الأريكــة، تتنهـد بهدوء يشبه هدوء ما قبل العاصفة ..
لتنظـر له قائلة بفتـور :
_ هو ممكن اسألك على حاجة ؟
عقد حاجبيه متساءلاً :
_ حاجة أية ؟
دون أن تنظـر له ردت مغمغمة بما اشبه الضيق :
_ عايزاك تحكي لي عن ليلى
ظـل ينظـر لها بعدم فهم ..
عله يفهم تلك الرغبة – الخفية – للحديث عن زوجتـه الراحلة، والتي مازالت تعتقد هي أنه يحمل لها شيئً ما ..
ليسألها بهدوء حذر :
_ لية ؟
رفعت كتفيهـا لتقول بلامبالاة مصطنعة :
_ عايزة اعرف عنها مش اكتر
اومأ وهو ينظر لها بريبة :
_ امممم يمكن
نظـر امامه وظهرت شبح ابتسامة حانية وهو يبدء السرد :
_ ليلى اساسًا ملهاش أخـوات، حاجة كدة فريدة من نوعهـا، طيبة أوى وتجذبك ليها بسرعة، اتعرفت عليها صدفة بردو، وحبيتهـا، لحد ما جه يوم اضطريت إني اخسرهـا
اقتربت منه بهدوء تسأله بفضول برغم الضيق الذي بدء يفرض سيطرته على كيانها كليًا عند ذكر حبه لها لتقول :
_ اية اللي حصل احكي لي ؟
هـز رأسه نافيًا وهو يتابع بألم :
_ مش حابب افتكر اليوم ده، حابب افتكر الذكريات الحلوة بس
كـزت على أسنانهـا بغيظ، يقـص عليها درجات ومدى عشقه لزوجته الراحلة، وما يثير السخرية ..
هي من طلبت منه ذلك، هي من طلبت أن يبدء العزف على اوتار تخنقها رويدًا رويدًا وبلا سبب معتـرف ..
وفجأة شعرت بيداه الخشنة تمسك بيدهـا بطريقة – حميمية – جعلتها ترتعش قليلاً من تلك اللمسات المفاجئة ..
ومن ثم بدء يحرك يده بحركة دائرية على يدهـا وهو يهمس بحب صادق شعرت بمدى صدقه يخترق اذنيها :
_ بس دلوقتِ مفيش غير واحدة بس هي اللي في قلبي
فتحت عينـاه ليظهر ذاك البريق الذي أسعده وهي تسأله :
_ مين دي ان شاء الله !!!
اقتـرب منها حد الالتصـاق، اقتـراب جعل دقاتها تبطئ …
وأنفاسهـا تتضطرب لتكاد تنعدم من ذاك الأقتراب – الخطـر – والحمرة تزحف تلقائيًا لوجهها الذي حاولت اخفاؤوه ..
ليقول ووجهه امام وجهها تمامًا :
_ أنتِ
همس بها وهو يتحسس وجنتاها ليشعر بسخونتهمـا ..
ولم يستطع كبح رغبته في أن يتلمسهم بشفتـاه، واقترب يفعلها ليربكها اكثر ..
يربكهـا ؟؟!
وهل مازالت في مرحلة الأرتبـاك !!
هي اصبحت في مرحلة ابعد من ذلك بكثرة ..
مرحلة هي نفسها لا تعرف نفسها بها !!!
وحاولت ابعاده وهي تقول متلعثمة :
_ طـ طب ممكن تــ تبعد شوية ؟
بعـد !!!
هو اصبح لا يعرف للبعد معنى بعد ذاك القـرب .. لا يعترف به من الأساس ..
واقترب اكثر ليلتهم شفتاهـا في قبلة دامية .. صكت ملكيته على شفتاها ليقول بعدها بأنفاس لاهثـة :
_ أنا بحبك .. أنا عايـزك !!
*********
كانـت زينـة حبيسـة غرفتهـا حرفيًا، لا تخرج منها منذ اخر مرة ..
واحيانًا تشعر بالمـوت على اعتاب بابها من شدة الألم ..
وكلما كانت تكاد تستسلم حتى عادت مرة اخرى لتقنع نفسها بواجب الصبر والأحتمال …
وإن لم يكن من اجل شخصهـا، سيبقى من اجل طابع كبرياؤوها الذي تلطخ بالذل مؤخرًا !!!
وبكل مرة تشعر أن الألم يزداد ليحاربهـا حرفيًا !!!
ستمـوت، وإن كان ؟!
تموت بكبرياؤوها افضل من الموت قهرًا امام ذاك الأحمق – زياد – …
ولكن الان وصلت لأقصى درجات الاحتمال، تود الصراخ ولكن من هنـا ليسمعهـا ويساعدهـا ؟!
والدتهـا التي لا تراها إلا – صدفة –
اما والدها واخيها الذي لا تعرف عنهم ولو أين هما بالأساس ؟!!!!
نهضـت وقد نفذ ذاك الصبـر، لتمسك بهاتفهـا تتصل بـزياد ..
ليرد عليها بعد ثواني بصوته الأجش :
_ زينتي وحشتيني
اجابته على مضض :
_ زياد انا مش قادرة هموت
اجابها مشاكسًا :
_ كنت عارف إنك هترجعيلي تاني
صرخت فيه بنفاذ صبر :
_ انا عايزة اي حاجة ارجوك هموت
سألها متوجسًا :
_ انتِ فين ؟
لتجيبه بسرعة دون تفكير :
_ انا ف البيت وجيالك حالاً في شقتك
ليبادلها نفس السرعة التي خرجت دون تفكير :
_ ماشي مستنيكِ
أغلقت على الفور وهي ممسكـة برأسها وقد اشتد الألم وتشنجت ملامحهـا ..
ولكن لفت نظرها شيئ اخر
لم يشترط .. لم يطلب .. لم يتمتع بألامهـا !!!؟
بل وافق مسرعًا دون أي شيئ ؟؟؟!!!
وياخوفها من ذاك التسرع !!!!!
**********
نظـر لها مالك بحـدة، حدة حقيقية من كلامها الذي كان لا يتوقعه على الأطلاق !!!؟
وعلى ما يبدو أن – فعليًا – موت والدها أخرج الشراسة من داخلها لتقف في مواجهته وتطالبه بالأبتعاد !!
ولكن أي ابتعاد هذا ..
هو لن يبتعد عنها ولو حتى بأحلامهـا !!!
وإن كان السبب مجهول له حتى الان
ولكن الاصرار على ذلك مازال موجود !!
وزمجـر في وجهها بغضب :
_ أنتِ قولتي أية ؟
رفعت كتفيها لتقول بلامبالاة مصطنعة برغم خوفها من رد فعله :
_ قولت اللي أنت سمعته، عايزاك تديني سراحي يا مالك
رفع حاجبه وهو يسألها بهدوء ما قبل العاصفة :
_ ولو قولت لأ ؟
هـزت رأسها نافيـة وهي تقول بغلاف بارد اتقنت وضعه :
_ ده مش اختياري، لأنك لو رفضت هرفع قضية
قطب جبينه بتعجب حقيقي، ليستطرد بسخرية جارحة لم يقصدها :
_ لا والله وده مين اللي هيقف معاكِ، امك اللي خايفة مني ولا ابن خالتك الواطي
وزاد من جرحها الم حقيقي …
لو كان ابيها معها لمَا كانت معه الان وتطالبه بأطلاق سراحها !!!
شعرت فعليًا وكأن ظهـرها لم يعد له أمان، ذاك الشعور بالأمان الفطري افتقدته وانتهى الامـر…
وجسدت عيناها ما تشعر به وفضحتهت كالعادة لتتلقلق الدموع في لؤلؤتيها ..
كانت تحاول تناسي الأمر حتى لا تنهار امامه، ولكن بالطبع فشلت !!!
ما شعر به جعله يتراجع بأسف ؛
_ مكنتش أقصد على فكرة
هزت رأسها وهي تقول بسخرية مختنقة :
_ ولا تقصد، انت عندك حق
وحاول ان يقاوم تلك الرغبة المميتة في احتضانها ..
في تخبأتها داخله للأبد وٱن كان الجرح منه …
ليعطيها ظهره قائلاً بهدوء :
_ خلصي حاجتك وتعالي قوليلي في الاوضة … !
*لاوعاوزين تخشو الجروب الروايات علي الواتساب كلموني علي الرقم ده*
*https://wa.me/+201288715026?text=ممكن-ادخل-جروب-الروايات-
_ يعني ايييييية، اختفوا راحوا فين ؟
قالها جمال بصـراخ وهو ينظـر لسمر التي كانت تجلس امامه على كرسي خشبي بهدوء تام في نفس المصنع المهجور الذي كانوا به، لتلوح له بيدها مغمغمة بلامبالاة :
_ ما خلاص يا جمال بيه التمثيلية خلصت
بدءت ابتسامته تظهـر على ثغره الاسمر لتتسع رويدًا رويدًا ..
لتصبح قهقهات عالية تموج بها الفرحة بتحقيق ما أراده ..
لينظـر لها مشيرًا بغمزة بعينه :
_ بس أنتِ معلمة
عدلت من وضعية التيشرت الخاص بها لتقول بغرور لا تتصنعه :
_ عيب عليك ده أنا سمـر
اومـأ وهو يعتـرف بتحية :
_ صح بس انتِ تعبانة مش سمر، اللي يشوفك ساعتها مايشوفكيش دلوقتِ
نظـرت له بفخـر ..
لا تصدق أن ما سعت له سيتحقق، نفذت مخططهم ونجح بالفعـل !!!
اجتازت اول عقبة في ذاك المخطط ؟!
تنهـدت بارتياح وهي تقول له :
_ بس بجد كنت قلقانة لـ مايسمعش كلامي ومايصدقنيش
هز رأسه وهو يقـول بجدية :
_ بس اهو صدقك، واكيد صدق إنك اتغيرتِ، مايعرفش إنك متقدريش تعملي كدة ولو بأحلامك وتخونيني
اومأت مؤكدة :
_ طبعًا يا جمال بيه
بينما سار وهو يقول بتعجب مما اصبح فيه :
_ لحد دلوقتِ مش مصدق ازاي طاوعتك وسيبته يمشي من غير ما امضيه على الورق
هـزت رأسهـا وهي تشرح له بخبث :
_ يا جمال بيه مالك عمره ما هيسكت لو مضيته وسبتهم، هيعمل المستحيل عشان يرجع كل حاجة ليه، لكن كدة .. العابدة لله هي اللي هتتصرف ومن غير مايعرف اي حاجة، يمكن اللي يعرفه ان القطة بتاعته هي اللي اخدت الفلوس ومضيته ع الورق !!!!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غزالة في صحراء الذئاب)