روايات

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم رحمة سيد

موقع كتابك في سطور

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم رحمة سيد

رواية غزالة في صحراء الذئاب الجزء الثاني والثلاثون

رواية غزالة في صحراء الذئاب البارت الثاني والثلاثون

غزالة في صحراء الذئاب
غزالة في صحراء الذئاب

رواية غزالة في صحراء الذئاب الحلقة الثانية والثلاثون

_ حصل إية ؟؟
سألها بهلع وقد إزدادت ضـربات قلبـه الذي بدء القلق ينهش فيه دون إرادة منه !!
وألف سؤالاً وسؤال يتزاحمـوا برأسه، وأولهم بالطبع ” ماذا حدث ؟ ”
شعـور فطري بداخله يخبره أنها ليسـت بخيـر … واخر يضاده يحثه على الإكمال فيما كان فيه !!!!
ويتخـذ اللامبالاة طريقًا مظلمًا يسلكه !!
وبالطـبع في هذه الحالات التي تنتهي بمحاذاة لصالح القلب تحت خانة – الاجبـاري – ..
فنظـر لتلك التي تقف مترقبة بجواره، ليقول بصوت حاول اخراجه ثابتًا :
_ أنا هامشي دلوقتي ونبقى نتقابل بعدين
سألته بضيق يشوبه الغيظ :
_ لية يا مالك رايـح فين ؟
اجابها وقد بدء بالتحرك بالفعل ؛
_ واحد صاحبي اتصل بيا عاوزني ضروري
اومـأت وهي تؤكد عليه :
_ هاشوفك تاني هه ؟
اومأ بسرعة وهو يكاد يركض وقال بصوت عالي يصلها :
_ ماشي يلا سلام
وركض ركضًا يوازي دقاتـه التي كادت تتوقـف …
بينما تنهـدت وهي تنظر للبحر قبل أن تهمس :
_ ماشي يا مالك اما نشوف إية اخرتها معاك ومع الست شمس دي
بينما هو اخيرًا وصل امام المنـزل، فركض مسرعًا يطـرق الباب متناسيًا أنه يحمل المفتـاح ..
فأخرجه مسرعًا ليفتح البـاب وهو يدلف مناديًا اياها ؛
_ شمس، شمس إنتِ فين ؟
وسمـع صوتها في المرحـاض تخـرج ما في جوفهـا وهي تصـرخ ..
فركض لها مسرعًا ليجدها تجلس على الأرضية والدمـوع تغرق وجهها، فهبط لمستواها يمسك وجهها بين يديـه وهو يسألها متلهفًا :
_ مالك يا حبيبتي، فيكِ إية
هبطت دموعها وهي تهمس قبل أن تفقد الوعي :
_ مش قادرة .. بطني بتتقـطع !
وظـل يهـزها بهـلع وهو يصيح :
_ شمس، شمس فوقي
ولكن ما من مستجيب .. حملهـا مسرعًا ليخرج بها، ولم يشعـر لثانيـة بالتقزز من مظهرها او منها ابدًا، بل احتضنها بحنان وقلبه يكاد يختلع خوفًا !!
وضعهـا على الأريكة ليخـرج هاتفه ليتصل بمروان بسرعة، فأتاه صوت مروان الهادئ :
_ ايووة يا مالك
_ مروان تعالى بسرعة وهات أي دكتـور معاك
_ لية مين تعبان ؟
_ شمس تعبانة واغمى عليها وبترجع، يلا متتأخرش
_ متقلقش ان شاء الله هاجيبه بسرعة وأجي
_ ماشي سلام
_ مع السلامـة
اغلق وهو ينظـر لشمس، فركض مسرعًا للمطبخ ليجلب زجاجـة من المـاء، وجلس بجوار شمس ليبدء بـرش قطـرات المـاء عليهـا .. ولكن لم تستجـيب في البداية، فاستمر وهو يترجاها بقلق :
_ شمس فوقي بقاا يلاا ارجووكِ
وبعد ثواني اخرى بدءت تفتح عيناها بتثاقل، وسرعـان ما تأوهت وكادت تبكِ وهي تضـع يدها على بطنها :
_ آآه مش قادرة هموت
واحتضنهـا هو على الفـور، وكأنه يطمأن انها اصبحت معه وله للأبد !!!
وهمس بصوت سمعه هو فقط متوجس :
_ ياريت اللي أنا بفكر فيه مايطلعش صح يا شمس !!!!!
************
وهـل تتوقـع بعدما قدمـت له اقـوى سببًا للرفـض أن يتغاضى عنه وهو يرضـخ لرغبتها الغبية !!!
بالطـبع لا .. والله لن يفعلها !
سببهـا ورغبتها القـوية امام نفس السبب الذي سيجعله يتمسك بالرفض !!!
وكأنه سلاح ذو حديـن !؟
وأمسكهـا من ذراعها بقوة وقد عادت له قسـوته عند تلك النقطة ليسألها بحدة :
_ إنتِ قولتِ إية يا زينة ؟
إبتلعت ريقها وقد ادركت مدى حماقتها في اخبـاره، لتحاول الفكاك من قبصته وهي ترد متلعثمة :
_ قولت آآ قولت إية يعني يا زياد !؟
شدد من قبضته وهو يعيد كلامهـا الذي جعلها تود لو قطعت لسانها ذاك :
_ قولتِ إنك عاوزانا نتطلق عشان تتجـوزي تاني صح
اومـأت مسرعة، لتحاول التبرير بسببًا اخر احمق :
_ قصدي يعني، مسيرنا هننفصل وهاتجوز تاني، فأنا قررت ننفصل من دلوقتِ
هـز رأسه نافيًا :
_ كدابة أنا متأكد إن في حاجة تانيـة
تأففت وهي تبتعد عنه لتزمجـر فيه بغضب حقيقي :
_ أنا حره، ملكش دعـووة بيا، وملكش حق تسأل اصلاً، ماتنساش إن دي مجرد غلطة بنصلحها ومن حقي اعيش حياتي براحتي تاني
ولكن بالنسبة له لم تكـن مجرد – غلطة –
بل كـانت كسلسلة أحكمـت قبضتها عليهم معًا، لتمزجهم سويًا تحت شعار الزواج !!!
هو لن يتركهـا ..
لن يتركها بعدما ادرك أنه انجذب لها .. وهذا يكفي ليدافع عن حقه فيها !!
وامسكها بهدوء ليعيدها جالسة بجواره قبل أن يتنحنح متابعًا :
_ الاول ممكن تهدي
رفـعت حاجبها الأيسر مستنكرة :
_ أنا اللي اهدى بردو !؟
وظهرت شبح ابتسامة صغيرة، ليزفـر بقوة وهو يقـول :
_ زينة أنا مانكرش إن الاول كان كل قربي منك انتقام، لكن دلوقتي لا، دلوقتي اقسملك بالله اني بخاف عليكِ اكتر من نفسي، افهميني واديني فرصة بقا، ماتخلينيش عايش طول عمري ندمان على ضياعك مني
وبالرغم أن كلامـه مس روحها – قليلاً – إلا انها لن تستسلم له ..
لن يكـون الاستسلام رد فعل ضعيف لها بعد كل ما حـدث !!!
كلامـه كان كمرطب يحاول إزالة الاتربة الابدية التي شوهت صورته داخلها !!!!!
ولكنها أبت فردت ببرود :
_ أسفة وانا مش قادرة اتقبلك، لو انا نسيت الالم اللي بقا مابيسبنيش ده عمره ما هيخليني انسى يا زياد
وسألها بتوجس :
_ يعني إية ؟
رفعـت كتفيها تجيب بوجوم :
_ يعني كلامي واضح جدًا، هنطلق
كـز على أسنانه بغيظ مستطردًا :
_ ولو أنا رفضـت ؟
مـطت شفتيها لتـرد بجمود ؛
_ تأكد إني هخرج من هنا على مالك يرفع لي قضية خلع اكيد
وتزيـن ثغره بابتسامة عابثة وهو يسألها مقتربًا منها :
_ وافرضي انا مخرجتكيش بقاا ؟
نظـرت له بقوة مرددة :
_ تأكد بردو إن في حد مستنيني ولو منزلتش هيبلغ البوليس إنك خاطفني !!!!!!!!!
************
وقفت ” خلود ” تطالـعه بنظرات مصدومة فعليًا قبل أن تسأله بعدم فهم حقيقي :
_ يعني إية يا مراد، مش فاهمة !!؟
غـرز اصابـعه بين خصلات شعـره ليتنهـد تنهيدة قوية وحارة تحمل بين طياتها الكثيـر والكثير ليرد بعدها جادًا :
_ يعني اكيد لاحظتي الشبه اللي ما بينكم يا خلود
اومـأت مؤكدة :
_ ايوة بس ده إية علاقته ؟
استمـر في غموضه وهو يقـول دون أن ينظر لها :
_ وشوفتِ صورة ليلى واللي هي شبهك بردو
اومـأت بشـرود وهي تفكر قليلاً :
_ ايوة بس بردو مش فاهمة
و تحوم بعقلها فكرة تدعو الله أن لا تكـون صحيحة !!!
علقت بين تلابيب عقلها وهي تؤكـد أنها صحيحـة .. وستدمر تلك العلاقة حتمًا !!
فسألته مصدومة :
_ قصدك إن دي آآ
قاطعها مؤكدًا بصوت شارد :
_ ايوة .. ليلى مراتي !!!!
وضعـت يدها على فاهها من عشقًا اعتقدته ذبل والان تراه يُعيد ترميم نفسه
فصاحت فيه متعجبة :
_ طيب أزاي !!!؟
تنهـد قبل أن يجيب بحيرة :
_ والله ما عارف
سألته مستفسرًا بحزن كسى نبرتها :
_ وعرفت منين إنها هي ؟
نظـر للجهة الاخرى وقال بصوته الأجش :
_ طريقة كلامها، وفي علامـة وحمة على إيدها اليمين، نفس العلامة اللي كانت في ايد ليلى
إبتلعت ريقها بتوجس لتسأله :
_ وهي عملت إية او قالتلك اية ؟
رفـع كتفيه ليرد هادئًا :
_ احنا ماتكلمناش اصلاً، ومش عارف هي عايشة دور اللي ماتعرفنيش كدة لية
جلـست على الفراش بهمدان .. وفعليًا الخلفية الوحيدة لوضعهما الان – الضياع – !!!!
فسألته بهمس جازع :
_ وإية اللي هيحصل دلوقتي يا مراد
جلس بجوارها ليسألها :
_ من حيث اية
ردت بجمود :
_ انا وانت .. وكل حاجة ؟
ومن دون تردد نظر امامه واخبرهـا بما كان يأكلها قلقًا :
_ معرفش، بس اللي اعرفه اني اكيد عمري ما هاسيبها تاني .. ابدًا !!!!!
*لاوعاوزين تخشو الجروب الروايات علي الواتساب كلموني علي الرقم ده*
‏*https://wa.me/+201288715026?text=ممكن-ادخل-جروب-الروايات-
واخيرًا وصل مروان مع الطبيب الى منزلهم، وشمس لم تكف عن التأوه بألم حقيقي، وشعور بالدوران يلازمهـا، وبالطبـع مالك لم يبعدها عن احضانه لحظة وهو يحاول تهدأته .. لا يستطع فعل اكثر من ذلك !!!
فاتجه مالك نحو الباب الذي طرق يفتحه مسرعًا بعدما تأكد أن شمس احكمت حجابها ..
ليدلفا جميعهم، فأقترب الطبيب من شمس متساءلاً بجدية :
_ حاسه بأية يا مدام ؟
اجابت بصوت واهن متألم :
_ بطني .. ومعدتي مقلوبة وحاسه إني دايخة اوي
اومـأ وهو يقترب منها ليبدء في فحصه المعتاد ..
وربت مروان على كتف مالك مهدئًا :
_ خير ان شاء الله
فيما كان مالك يرمقه بنظرات حانقة من ذاك القرب .. لا يدري ما الذي يحرقه داخليًا من اقتراب طبيعي وامامهم !!!
ولكن يشعـر بفتيلاً اشتعل بداخلـه الان من مجرد اقتراب رجلاً – كبيرًا – من جنسه لها !!!!!
وانتهى اخيرًا ليبتعد وهو يلملم اشياؤوه، فاقترب مالك منه يسأله متلهفًا :
_ خير يا دكتور مالها ؟ دور برد صح !؟
اجابه بابتسامة دبلوماسية مطمئنة :
_ متقلقش يا حضرت، تقريبًا كدة 85٪ المدام حامـل بس !!!!!!!!!!

وفعليًا دقاتـه تتراقـص على جملـة الطبيب التي كانت كموسيقي سعيدة يعشقها، ولم يصدق اذنيـه .. هي تحمل طفله !!!
تحمل بين احشاءها من سيجمعهـم للأبد برابط متين لا ينتهي !!!!
سيصبـح ابًا لأطفالها هي .. والابتسـامة لم تنتظر الاذن لتعلو ثغـره العابـث ..
والتعليل العقلي لسعادته بداخله؛ هي لم تكـن تحاول الأنتحـار !!
لم يكـن شكـه صحيح عندما ترجاها ألا يكون شكـه صحيح !!!!
بينمـا هي في حالة غريبة ووحيدة من أمواج المشاعر تحـوم حول دقاتها
الحـزن لأعتقـاد خاطئ من حزن مالك على ذلك الطفل .. والفـرح لشعور فطري من الحنان والأنتعاش نبـع بداخلها !!
وغالبًا الفرح يفرض سيطرته بجدارة ..
ولم تشعـر سوى بالطبيب يغادر ومروان يهنئ مالك بابتسامة :
_ عيشت وشوفت ملوكي الصايع هيبقى أب
ونـال زجـرة خفيفة من مالك الحانق :
_ بس ياض، هتشوه سمعتي أكتر ما هي متشوهه !
ضحـك مروان ليستأذن بخفـوت للمغادرة :
_ طب عايز مني حاجة، هامشي انا وهبقى اكلمك او هاجيلك في وقت تاني
اومأ مالك بابتسامة هادئة :
_ تمام، على مكالمات
استـدار مروان ليذهـب بهدوء خلف الطبيب، لينظـر مالك لشمـس مسرعًا وهو يجلس لجـوارها، وسرعان ما أمسك يداها يقبلهـم، لتشعر هي بشفتـاه الساختين من فرط المشاعر التي عصفت به …
بجـوار همسه الذي شعرت به يرفرف فوق سمـاء السعادة الحقيقية :
_ مبروووك يا شمسي، ربنا يخليكوا ليا وميحرمنيش منكم
إبتلعـت ريقها بازدراء قبل أن تسأله بنصف عين :
_ يعني أنت مش متضايق ؟!
هـز رأسه نافيًا بلا تردد، ليحتوي وجهها بين يـداه وهو يكمـل بصوت عابث مهلل :
_ متضايق اييية بس، ده انا من كتر الفرحة حاسس إني مش هقدر اشيلها لوحدي عايز أوزع فرحة على الناس
وشق وجهها ابتسامة سعيدة ومنكسرة في آنٍ واحد، ولكن سرعـان ما اختفت والفضل لذاكرتها التي اطرقت عليها ما حدث، لتبعد يداه عن وجهها بعبوس مرددة :
_ كداب، ويلا ابعد عني
تنهـد بقوة قبل أن يقترب اكثر هذه المرة حتى بات ملاصقًا لها، ثم غمـز لها بطرف عيناه قائلاً :
_ لا، دي أملاك خاصة بيا، أعمل فيها اللي أنا عاوزه، إن شاء الله حتى أكلها
وخجـلت كعادتها من مغازلتـه الواضحـة، والتي خففت ولو قليلاً من كومـة غضبها اللانهائي منه !!
لتنهـض وهي تقول بجدية أتقنتها :
_ أنت ملكش دعوة بينا، خليك في حياتك الفاسدة
نهض مسرعًا وهو يمسكها هاتفًا ببلاهه :
_ يعني إية ؟
اجابته ببرود وهي ترفـع كتفيها ثم أحاطت بطنها بامتلاك حنون :
_ يعني ده أبني لوحدي، أنت ملكش دعوة بيه، عشان كل ما أفتكـر إنه ابنك بفتكر إنه ممكن يطلع زيك بيبقى هاين عليا اقول يارب مايجيش
بالـرغم من أن كلامهـا لمس وترًا حساسًا داخلـه، إلا انه حاول التغاضي عنه بخبثه المعتاد :
_ أبنك لوحدك ازاي يعني، امال أنا بعمل إية حضرتك، ده انا طالـع قايم شارب قاعد وإنتِ في حضني يا قمر
وانهى جملته بغمزتـه التي اصبحت تحفظها عن ظهـر قلب .. لتتوتر من مسار خبثه الذي لا تستطع سلوكه، ثم قالت :
_ مالك لو سمحت، أنا قولتلك رغبتي وياريت تحققها
ثم إلتفتت له زافـرة بغيظ :
_ عشان أنا بيئة وأنت ماينفعش تبقى قريب من واحدة زيي
وأيقـن من رد فعل متوقـع، فنهض ليقف جوارها، وفجأة جذبها لأحضانـه بقوة، وكأنه يطالبه باستشفاف مدى عشقه الذي يظهر على اضطراب دقاتـه بوضوح، ليربت على شعرها الذي ظهر عندما ازال حجابها برفق، وهتف :
_ ما عاش ولا كان اللي يقول عليكِ كدة، شمس عايزك تتأكدي إني وحياة ربنا بعشقك، كل ذرة فيا بتعشقك، وإني مهما عملت بيكون عشان سبب أقوى، مش عشان أنا كداب او عندي شيزوفرينيا زي ما قولتِ، وأنا عمري ما هيملى عيني غيرك .. يا روحي
وبالفعل كلامـه كان كأنه واقي من الحصون فاخترق قلبها بلا تـردد، ووقفت هي عالقة بين كلامه الذي يدمر ثم يعيد لها حياتها !!!
لتسأله بعدم فهم مصطنع من اعتذار توارى خلف كلماته :
_ قصدك إية وضح اكتر ؟
هـز رأسه نافيًا بابتسامة بسيطة وغامضة :
_ صدقيني في الوقت المناسب هاجي احكِ لك كل حاجة لوحدي
أمسكـت يـداه لترمقه بنظرة رجاء وهي تـردف :
_ مالك لو في حاجة قولي، صدقني هفهمك
لمس على وجنتاها بحنان ليقترب ببطئ مقبلاً جبينها بقبلة عميقة ثم أبتعد ليغادر، فسألتع هي مسرعة :
_ رايح فين ؟
رفـع كتفيه واجاب دون أن ينظر لها :
_ خارج
ثم غادر دون أن ينتظر تعليقها او سؤالها القـادم، مما دفعها للتأكد من انه يعاني من مرض ” الشيزوفرينيا ” !!!

***********

لم تعـد حاسـة فيها تتواصل بالدنيا سوى عيناها التي كانت معلقة بعيناه ترجـوه أن ينفي ما يدور بعقلها مسرعًا !!!
بينما هو هادئًا تمامًا وكأنه لم يفجر قنبلة مدمرة عصفت بكيانها !!!
فأمسك ” مراد ” بيداهـا هاتفًا بصوته الأجش :
_ اسمعيني يا خلود، أنا ماينفعش أتخلى عن ليلى، بما انها لسة عايشة ده معناه انها مراتي لسة
فنظرت له متساءلة بسذاجة :
_ يعني إية يا مراد ؟
اجابهـا برزانـة دون تردد :
_ مش هاتخلى عن ليلى بس مش بالمعنى اللي إنتِ فهمتيه، قصدي هسمع منها اللي حصل وهفهم وهساعدها لو احتاجت
وشدد على قبضتـه بأحتواء طمئنها ليتـابـع بعشقًا لم تخفى خيوطه من جحور عيناه :
_ لكن عمرها ما هترجع زوجة وحبيبة، إنتِ الزوجة وإنتِ الحبيبة يا خلود
وكادت تبتسم بفرح وهي تسأله بغيرة اكتسحت كلماتها :
_ امال مش هتطلقها لية !!؟
و رد بجديـة معهودة في تلك المواقف :
_ تقريبًا ليلى كل اللي عانيتـه كان بسببي، تتوقعي بعد ده كله أجي اقولها سوري اصلي لقيت حب حياتي الوحيد فمش هينفع أقف جمبك ويلا اخرجي من حياتي
ثم صمت برهه واستطرد بخشونة :
_ ده مايمنعش إننا اكيد هنتطلق، بس اما افهم منها كل حاجة الاول
فسألته مرة اخرى بتردد :
_ ولما تفهم ؟
اجابها بلا تردد رافعًا كتفيه :
_ اكيد ساعتها هتصرف بس بعقل
اومـأت بهـدوء جاد :
_ وانا واثقة فيك يا مـراد، واثقة فيك جدًا
ابتسم فرح ليقول :
_ وأنا مش عاوز أكتر من الثقة دي صدقيني
اومـأت قبل أن تسأله بقلق لا يليق سوى بعاشقة :
_ مش هاتتخلى عني ابدًا صح ؟
اومأ مؤكدًا :
_ عمري
وتابعت سؤالها :
_ مش هتكرهني في يوم
واجابته دون تردد :
_ ده انا اموت قبل ما اعملها
وضعـت اصابعه على شفتـاه بتلقائية مرددة :
_ بعيد الشر حرام عليك ماتقولش كدة
ابتسـم بفرحة قبل أن يسألها هو هذه المرة :
_ أنا إية بنسبالك يا خلود ؟
نظـرت للأرضية بخجل وهمست :
_ معرفش، أنت شايف اية ؟
سألها بأصرار مرة اخرى :
_ لا انا عايزك إنتِ تجاوبي
ولم تجـد مفر من أعتراف طال انتظاره المشتاق لتقول متلعثمة :
_ لما نروح نشوفها ونيجي هبقى أقولك
ابتسم مداعبًا :
_ ماشي يا جميلتي، ولسة الليل ادامنا طووييييل
ثم نهـض وهو ممسـك بيدهـا متجهيـن للخـارج، ليروا نوارة وهي ….

***********

وظـل ” زيـاد ” ينظر لها مطولاً .. وكأنه يحاول استيعاب تلك القوة التي اخترقتها فجأة لتدفعها لقول هذا !!!!
بينمـا هي فعليًا تشعر بالأرتيـاح لكونهـا استطاعت حل ما هي به ولو قليلاً ..
ليجـذب يدهـا بقوة مرددًا بتساؤل حاد بعض الشيئ :
_ هو مين ده يا زينة ؟
رفعـت كتفيها وهي تجيب بتوجس :
_ مش لازم تعـرف
هـز رأسـه نافيًا ليتـابع :
_ لا لازم، ولازم جدًا كمان
تحدتـه وهي ترفـع حاجبها الأيسر قائلة بعناد :
_ ولو مقولتلكش هتعمل اية، ولا حاجة
ضغط على ذراعها ليقول بعدها بجدية حادة متملكة :
_ لا يا زينة تبقي لسة متعرفنيش، لو اضطريت إني احبسك هنا عشان ماتبعديش عني هاعملها
لوت شفتيها بتهكم واضح وهمست :
_ للأسف بقيت اعرفك كويس جدًا
وخفف من قبضتـه قليلاً وهو يقول بصوت حازم وحاد في آنٍ واحد :
_ انا هروح اتكلم مع مالك في اقرب وقت
هـزت رأسها نافية :
_ لا مش هينفع
ثم لانـت نبراتها بعض الشيئ وهي تردف متوسلة :
_ زياد لو سمحت، ماتخلينيش اكرهك أكتر من كدة
جملتها اثـرت فيه بالطبـع .. احكمت كلماتها حول مقر تأثـره اللعيـن !!!
ليرد بنفس الليـن :
_ طب إنتِ حسي بيا، اعرفي إن انا بقيت عاشق مينفعش يستغنى عن معشوقته خلاااص
وكانت الصدمة اول من ارتسمت على ملامحها الذابـلة .. وهي تتساءل في سماء صدمتها التي يبدو انها لن تنتهي
” اي عاشق هذا يدمر معشوقته !؟ ”
فهمست ببلاهه :
_ عاشق !!!
ورد مسرعًا بقوة :
_ ايوة يا زينة، انا حبيتك حتى من غير ما احس، حبيتك اوووي
وهي الاخرى بنفس السرعـة ردت :
_ تبقى بتحلم لو فكـرت إني ممكن ابادلك نفس الشعور الكداب ده
هـز رأسه نافيًا :
_ مش كداب للأسف
نهـضت دون كلمة اخرى، لتتجه للباب، وقبل أن تفتحه قالت ساخرة :
_ انا ماشية يا زياد، ولما تطلقني ابقى قولي عشان اقول لأهلي
ثم استدارت لها متابعة بتحذير قوي :
_ بس افتكر إني مش هاستنى كتير هه
نهض هو الاخر مقتربًا منها ليمسكها من يدها يدفعها للداخل متساءلاً بتهكم :
_ إنتِ مين قالك إنك هتمشي اصلاً
رفعت كتفيه مجيبة بلامبالاة :
_ انا اكيد
هـز رأسه نافيًا وهو يوصد الباب بالمفتـاح، وكأنه تأكد من احتباسها بقفص عشقه للأبد، فعقد ذراعيه ثم قال :
_ انسي انك تمشي من هنا يا حبيبتي !!!!!!!!!

*لاوعاوزين تخشو الجروب الروايات علي الواتساب كلموني علي الرقم ده*
‏*https://wa.me/+201288715026?text=ممكن-ادخل-جروب-الروايات-

” والمضطـر يركب الصعب ”
جملـة شعبية ترددت بكثـرة من اجباريات تكون اسهـل واخـف من اشياء اخرى تكون كالدمار !!
واحيانًا تُطـبق عليك فتضطر للمجازفة !!!
كـان مالك يسيـر بجـوارها، عقلـه مع تلك التي تركها وخرج، وبذرة حبهم التي تنمو بداخلها، وإنما جسـده مع تلك التي تسير بجواره ببـرود …
شعـور يخبـره برفـض تـام
” لا تفعل ” وبالطبع ذاك نابع من صميم القلب العاشق
واخر يخبـره بتلك الجملة الشهيرة ليبرر
” المضطر يركب الصعب ”
فتنهـد بقوة وهو يسمعها تقول :
_ مالك لو هسبب مشكلة خلاص
تقـوس فمه بابتسامة ساخـرة وهو يهمـس بغيظ مكبوت :
_ إنتِ اُس المشاكل اصلاً منك لله
سألته بتركيز :
_ بتقول حاجة يا مالك ؟
هـز رأسه نافيًا بسرعة ليستدرك نفسـه مرتديًا قناع الود :
_ لا طبعًا، بقول حتى لو هتعملي مشكلة مش فارقة معايا اكيد
اومـأت بابتسامة لم تختفي، وبداخلها يهتف مهللاً
” اتمنى ذلك ” !!!
وسـرعان ما وصلوا للمنزل الذي يقطن به كلاً من ” مالك ” وشمس .. فابتلع مالك ريقـه قبل أن يتجه ليفتح البـاب فدلف متنحنحًا ينادي على شمس :
_ شمس، إنتِ فين !؟
ولم يأتيـه رد ليتجه للغرفة خاصتهـم، ليجـدها تقف بمظهرها الذي يراه بها ولأول مرة في حياتـه !!!
ترتـدي قميص من اللون الاحمر يصل عند ما قبل ركبتيها بقليل، وذو فاتحة واسعة الى حدًا ما عند الصـدر ومطرز برقة ..
ففغـر فاهه بصدمة هامسًا :
_ اية ده ؟!
لتـرد هي عليه بغضب غيرة اتضحت من نبراتـها :
_ ده قميص نوم كان جديد وفي كيسه محطوط في الدولاب
وكاد يضعـف امام هيئتها التي كانت اول مرة يلقاها فيذهب ليعتصرها في رحلة عشق مشتاقـة ..
ولكنه تمالك نفسه وهو يقول بصوته الاجش بجدية حاول التمسك بها :
_ البسي زي الناس بسرعة وتعالي برة هوريكِ حد لازم تشوفيه
سألته متوجسة :
_ حد مين ؟
كـز على أسنانه بغيظ مرددًا :
_ يلا يا شمس وهاتشوفي
اومـأت موافقة ليخرج هو بهدوء في حين ابدلت هي ملابسها بسرعة ..
لتخـرج مسرعة لترى من القادم، فكانت الصدمة من نصيبها …… !!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غزالة في صحراء الذئاب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى