روايات

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم رحمة سيد

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم رحمة سيد

رواية غزالة في صحراء الذئاب الجزء الثالث والعشرون

رواية غزالة في صحراء الذئاب البارت الثالث والعشرون

غزالة في صحراء الذئاب
غزالة في صحراء الذئاب

رواية غزالة في صحراء الذئاب الحلقة الثالثة والعشرون

لحظـات مـرت وهو لا يستـوعب ما يحـدث، يـد العـون الممدودة من سمـر تلك حقيقيـة .. ام مجرد وسيلة لتجذبه نحوهـا في لمح البصـر ؟!
ولا يملـك حريـة الأختيـار بالطبـع ..
حدق بها ببلاهـة فاغرًا شفتاه :
_ نعم !!!
وكأنه استوعـب ضـرورة الإسراع في تلك اللحظـات فـنهـض مسرعًا وهو ممسك بيـد شمس التي سألت بتوجس :
_ هنخرج أزاي بـس
سـارت سمر امامهـم بسرعة الي حدًا ما وهي تهمـس بجدية لم تتكلفها :
_ أنا اتصرفت مع الحرس، يلا هطلعكم من الناحية التانية عشان محدش يشوفكم
مسـاعدة !!!!!
شيئ كان يفعله هو دومًا ..
ولكن ماذا إن كان الان يُقـدم له !؟؟
ومن شخـص لم يتكن يتوقع المساعدة منه ابدًا !!!
تعجـب فعليًا، والسؤال الوحيـد الذي يرتكـز في سمـاء صدمتـه الحالية
” ماذا حدث لها لتفعل ذلك ؟! ”
خـرجـوا بالفعل ليجـدوا الممر فارغ !!
ساروا مسرعيـن للخارج راكضيـن، تتبعهم سمر التي اخرجت بعض الأموال من جيبهـا لتعطيهـا لمالك مرددة بسرعة :
_ خدوا أركبوا أي مواصلة من ادام شوية، أنتم مش بعيد اوي عن المعادي
اومـأ مالك ليشدد على يد شمـس ثم استدار وكاد يسيـر إلا أن سمر فجأة جذبتـه من ياقه قميصـه لتقتنص قبلة قصيرة من شفتـاه قبل أن تبتعد قليلاً لتقول هامسة :
_ هتوحشني أوي يا مالك
وعينـا ” شمس ” الرماديـة التي لمعت ببريـق ” الغيـرة ” فضحتهـا بالفعل !!!؟
وحالـة غريبة .. تكـره لتغـار ؟!!
حالة بقوانـين وقواعـد جديدة اساسهـا أنها تكـره ..
واخرهـا أنها تغـار عليه وتحتـرق رويدًا رويدًا من مجـرد اقتراب حارق من أنثي تجاهه !!
وتلقائيًا ضغطت بيدهـا على يد مالك ليستدرك مالك نفسـه قائلاً لسمر :
_ سمر أنتِ آآ ..
قاطعتـه سمـر وهي تشير لهم مسرعة :
_ مفيش وقت يلا بسرعة امشـوا ممكن يرجعوا بسرعة
سحـب شمس راكضـين ..
شمس التي كانت كل خلايـاه ملغمة بالقلق، قلق حقيقي لا تعرف من أين وأين !؟
ودقاتهـا التي لم تهدء للحظـة ..
وصمتها هذا الذي كان أصعب من الصراخ والحدة …
وبعد ركض طويل وصلوا إلى الطريق العام، ظل مالك يلهث، ورغم عقله المشتت من كل شيئ إلا انه سألها :
_ شمس أنتِ كويسة ؟
لا تعـرف لهذا السؤال جـواب .. هي مشتتـة .. تحترق .. تتأكل داخليًا .. ولكنها بخير تمامًا !!!
اومأت وهي تهمس له :
_ ايوة أنا كويسة
بعد قليل كانت سيارة كبيرة تقترب منهم اشار له مالك ليقف ثم سأله بنزق :
_ اية واقف ادام العربية لية
اسرع مالك بالاجابة :
_ عايزين نوصل المعادي ضروري يا ريس
وزع الرجل نظراته بين مالك وشمس التي تشبثت بقميصه بخوف ليومأ موافقًا :
_ ماشي أركبوا
ركـب مالك اولاً ثم امسك بيد شمس ليعاونهـا على الطلـوع، لتلتصق به تمامًا خشيةً من نظرات ذاك الرجـل ..
تنحنح الرجل ثم سأله بخشونـة :
_ اي خدمـة
نظر له مالك بابتسامة صفـراء ثم قال :
_ متشكرين
وأخـرج الأموال من جيبـه ليعطيـه، فأخذهم الرجل بصمت ..
وبعد دقائـق عاد يقـول بمغازلة لشمس :
_ عينك دي ولا لينزز يا أنسة ؟
نظـرت له شمس فاغرةً فاهها، لتهمس بعدها ببلاهـة :
_ لينزز !!!!! .. أسمه لينسـز
بينمـا كان الغضب يسيطـر على مالك كليًا، ولاحـت في عيناه نظرة جعلت شمس تصمت تمامًا عن الحماقة التي كانت تتفوه بها ..
ليقول بعدها للرجـل بحدة :
_ دي مراتي يا ريس، وياريت تبص ادامك أحسن من عينيها عشان مانعملش حادثة في ليلتك اللي مش فايته
نظر له الرجل بضيق ثم غمغم :
_ منا باصص اهو، مكنش سؤال، أنا ملاحظتش انها مدام لانها مش باين عليها من حلاوتهـا
كتمـت شمس سعادتهـا بصعوبة من تلك الغيرة التي ظهرت دون مقدمـات ..
نعم كلاهمـا يغير على الأخـر ..
ولكن غيرة غير معترف بها في قانون حياتهم – العنيـدة – ..
بعد ما يقـرب من ساعة وصلـوا للشارع الرئيسي، فنزلوا مسرعيـن ..
وقبل أن يسيـر مالك أستـدار ليوليه لكمـة قوية نبعت فجأة من غيظه الذي حاول كتمه حتى يصلوا ..
ثم زمجـر فيه حادًا :
_ دي عشان تفتكر إنك لازم دايمًا ماتبص لحاجة مش بتاعتك
ثم سـار هو وشمس التي لم تختفي الابتسامة من ثغرهـا بخطى سريعة ..
تناقضًا للحالة التي كانت تجتاحها بلا منازع منذ قليل !!!!!

*********

نظـر ” مراد ” لــحسام بتدقيق للحظات متفحصًا قسمات وجهه قبل أن يزفـر وهو يهتف بضيق :
_ ما أنت عارف يا حسام إني بعمل كدة عشان أشوف رد فعلها مش اكتر
وكانت نظرة حسام بلا معنى .. غامضة وكأنها طلاسم يصعب فكها ..
فأردف بصوته الأجـش :
_ عشان شاكك إنها ممكن تكون لسة بتحبني مش كدة ؟
هـز الأخـر رأسه نافيًا وراح يبرر بهدوء :
_ عشان أعرف هي تستحـق مشاعري اللي أنا حاسس بيها ولا لا، عشان أعرف هي زي ليلى فــ الأخلاص والوفاء ولا زيها فـ الشكل وبس !!
تـأفف حسام ثم سأله بشكل مفاجئ :
_ وأفرض حنت للقديـم، وأهو بالمرة ترجع لأمها بدال ما انت مهددهـا ؟
وشعـر أن صوت ضـربات قلبه العالية قد تكون مسموعة لحسـام !!
صوتها القلق الذي يرفض هذا الأحتمال رفضًا باتًا ..
ليست مشكلته أنها اعطى لعقله فرصة واستجاب لنداءه الغبي !!!
هي له ومعه .. وستظل هكذا لطالما كان على قيد الحياة …
نظـر لحسام بحدة واضحة قبل أن يستطرد بنبرة تماثل نظرة عيناه السوداء في الحدة :
_ أنت عايز أية يا حسام ؟
رفـع حسام كتفيه ثم اجابه ببراءة :
_ صدقني أنا مش عاوز حاجة، أنا هنا مجرد نفسك اللي بتتكلم بصوت عالي، بتناقش معاك فـ كل الجوانب، مش سايبك تشوف جانب أنت عايزه وجانب تاني بعدت عنه النور !!
نظـر مراد امامـه بشـرود ..
كلام حسام صحيح مليون بالمائـة !!
ولكن .. ما باليـد حيلة ….
هو سقـط في تلك الفجوة بين القلب والعقل ليس إلا !!
وفجـأة تردد في اذنـه قول حسام الجاد :
_ ولا أنت بتقول إنك حابب خلود عشان هي شبه ليلى بس !!!؟
واجابـه مراد دون تردد بنفس الجدية والأتـزان .. و بقلب يتحدث على لسان بشـر :
_ يمكن لو كنت سألتني من يومين السؤال ده كنت قولتلك أه كدة او انا كنت مفكر إنه كدة، لكن لأ، أنا حبيت خلود مش ليلى، أنا دلوقتِ شايف خلود، وعايز خلود، أنا لما ساعدتهـا من طغيان اخوهـا كان لأني متعاطف معاها، مش لأنها شبه ليلى، ليلى أنا اتأكدت إنها خلاص ماضي وراح لما عاشرت خلود
ابتسم حسام تلقائيًا على كلام مراد الذي شعر بكل خيط صدق وحقيقة ينسدل منه، فهتف بنبرة عاديـة :
_ ربنا يقربها منك أكتر لو فيكوا الخيـر لبعض
اومـأ مراد مرددًا بابتسامة :
_ امييين يارب
وكانت خلود بالداخل تقف شاردة .. تائهـة بين شـارع الحب ورصيف العقل !!
بين ذاك الرصيف الذي يحاول جذبها مرددًا بتلك الحجة
” إن طلبتِ المساعدة من حسام ستعودين لأهلك فورًا ” !!!
وشيئ ما يرد عليه بحجـة اخرى – كاذبة –
” سيجلبنـي إن أراد، هذا حقـه .. هو زوجـي فعليًا امام القانـون ” !!!
افاقـت من شرودهـا على صوت الغلايـة، لتعد كوبان من القهـوة ..
وخرجـت بهـدوء لتضع امامهم الكـوب بابتسامة صفراء ضغطت على نفسها لتظهرها امامهم ..
ليقول مراد بابتسامة هادئة :
_ تسلم ايديكِ يا حبيبتي
” حبيبتـي ” !!!!!
هل هي حقًا حبيبتـه !؟
أم تلك حـروف خرجت بشكل عادي غير المسار الذي وصلها من تلك النبرة ؟!
ولكن .. هو اعترف لها فعليًا !!
ما المانع إذاً لتصـدقه ؟؟
قطـع شرودها القليل صوت حسام وهو ينهض بهدوء قائلاً :
_ عن اذنكم بقا هتأخر لازم امشي
اومـأ مراد بهدوء، وبعد السلامات العاديـة كاد يلتفت حسام ليخرج إلا انه سمع صوت خلود التي نادته بهدوء متوتر :
_ حسـام !!!!

*********

وكان ” يحيى ” الأسم يلتمـع بذهنـه !!!
عالق بين حبـال افكاره الشيطانيـة التي لم يسلم منها اي شخص ..
ظل ناظرًا امامـه بشـرود، في البداية كانت مجرد فريسة ممتعة ولكن الان اصبحت اكثر بكثير مما اعتقد ..
اصبحت فريسة بنكهـة الأنتقـام الموجع !!
فريسة سيُمتـع بها نفسه اولاً ثم يستمتع بقهـر ” اخيهـا ”
سيسلب منه سيطرته على شقيقته كما سلب منه سيطرته على ” شمـس ” !!
ولكن ماذا إن كانت تلك الفريسة نالت قدرًا كافيًا من الأنتقـام حد الجنون ؟؟!
قطـع افكاره صوت هاتفـه الذي بدء يرن فزفر وهو يخـرجه من جيبه بهدوء ليجيب :
_ ايووة يا غريب
_ اية يا يحيى عامل اية ؟
_ تمام كويس
_ سمعت إنك طلبت عنواني واخدته بقالك شوية ولسة ماجتش
_ اممم لا ده كان عادي
_ اية طب كان في حاجة ولا اية ؟
_ لا كنت عايزك في مصلحة كدة بس غيرتها خلاص
_ مصلحـة تاني !!!!
_ لا لا المصلحة دي ملهاش علاقة بشمس خالص
_ اومال مين ؟
_ متقلقش هي حاجة سهلة جدًا، أنا عارف أنك معاك المكنة بتاعتك ف هتساعدنا
_ وضح اكتر مش فاهم
_ يعني انت كل اللي هتعمله إنك هتراقب واحدة كدة وهتجبلي كل حاجة عنها
_ اممممم حلوو
_ ومع ذلك هاجيلك عشان نظبط كل حاجة _ تمام فـ الانتظار
_ سلام
_ مع السلامة

أغلق وهو يتنهـد تنهيدة طويلة وحارة حملت الكثير في طياتهـا ..
ليبتسم ابتسامة عادية إتسعت مع مرور اللحظـات لتصبح ضحكة طويلة تتقافز بينها السعادة الحقيقية !!
ليهمـس لنفسه بانتصار :
_ هييييح، حظي حلو أوي، فريستي جت لحد عندي عشان أنتقم، في اية احلى من كدة عشان الواحد يفرح وينبسط ؟!
ولم يكـن يعلم أن الحـظ يأخذ كما يُعطي !!!

*لاوعاوزين تخشو الجروب الروايات علي الواتساب كلموني علي الرقم ده*
‏*https://wa.me/+201288715026?text=ممكن-ادخل-جروب-الروايات-

كـانت ” كريمـة ” تجلس على الأريكة امام الشـرفة كعادتهـا ..
ولكن تلك المرة ليست كأي مرة، تلك المرة هي تتأكل داخليًا كالصدئ في الحديـد .. منذ ما حـدث وهي لم تكـف عن السب واللعـن فـي ” مالك ” ..
اختطـف منها ابنتهـا ولم تستطـع فعل اي شيئ ..
نعم أختطفها، هي تعرف أبنتها جيدًا، لم تكن معه برضاها ابدًا !!
والحجة قاهـرة ” فهو زوجهـا ”
لا تعـرف كيف حدث هذا الزواج ولا متى تم من الأسـاس ..
وللحظات كانت ستطالبـه بتلك القسيمـة التي يتحدث عنها ..
تلك القسيمة التي تعطيها كامل السلطة للسيطرة على غزالتها المسكينـة ..
ولكنها تتذكر جملته جيدًا
” لما تطلب البوليس أوعدك إني اوريهالك ادامه ” ..
لم يكن كاذب وإلا لن يتحدث بهذه الثقة !!
وإن تدخلت الشرطة بالفعل لن يصبح اي شخص خاسر سواهـا ..
فهي امام القانون
” امرأة تُبعد زوجة عن زوجهـا ” !!!!
نهضت وهي تهـز رأسها بأصرار :
_ لا منا مش هستسلم وأسيب بنتي كدة تروح مني، لازم اعمل حاجة
ثم عادت تتساءل بقلة حيلة :
_ بس هعمل اية طب ياربي
وفجأة صمتت لتنظر امامها بشرود مخيف مرددة :
_ الحقيقة والصراحة مش هيرجعولي بنتي، لكن اكيد في طرق تانية ارجعها بيها
ومن اكثر معرفة بتلك الطرق الخبيثة وتلك الخيوط المميتة
بالطبع لم يكن سوى ” يحيى ”
الذي ذهبت للاتصال به، لتطلب منه المساعدة الفوريـة !!!!!

*********

منذ دخولهم وهم صامتيـن، لم يتحدث ايً من ” مالك ” او ” شمـس ” ..
وكأن الصمت رُسم لهم اليوم بمهارة ..
الصمت …..
تلك الكلمة التي تحمل الكثير والكثير بين طياتهـا ..
كلاً منها يدور بداخله شيئ ..
ولكنه قد يكون شيئ متشابـه بعض الشيئ ..
ونظـر لها مالك بجديـة ليفتتح الحديث بغيرته التي اسعدتها فعليًا :
_ عجبك كلام الزفت ده، لأ وكمان بتصححيله كلمته
رفعـت حاجبها وهي ترد ببراءة لم تدعيها :
_ طب ماهو كان بيقولها غلط !!
كـز مالك على أسنانـه بغيظ حقيقي ليقول بعدها :
_ يعني كل اللي لفت نظـرك الكلمة دي بس !!!؟؟؟
عضـت على شفاهها السفلية وهي تنظـر للأسفل بحـرج ..
فيما ظل هو محدقًا بها لسبب لم يعترف به حتى الان !!
لتردف بعدها بصوت بدء يختنق مع التذكار :
_ مش أحسن ما أقعد اعيط كل ما افتكر اللي حصل
ومن دون قصدًا منها فكت قيـود غضبه وألمـه وحنانه .. وخوفه معًا !
فرغت الطريق لكل تلك المشاعر التي كان يحاول كتمها بكل الطرق ..
ومن دون مقدمـات جذبهـا لأحضانـه ..
وكأن ذاك الدفئ الذي عرفه بين احضانها لم يعد إلا ويسيطر عليه !!!
ظل محتضنهـا بقوة، حتى كادت تتألم ولكنها صمتت فشددت على قبضتها على ظهـره ..
وكأن ذاك – الحضن – كان كأمتزاج لقلوب وقعت اسيـرة تحت مرض العشق
ليقول هامسًا بجوار أذنها بشكل اثار قشعرية جسدها :
_ متعرفيش أنا كنت همـوت أزاي من خوفي عليكِ !!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غزالة في صحراء الذئاب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى