رواية غرورها جن جنوني الفصل الرابع عشر 14 بقلم ابتسام محمود
رواية غرورها جن جنوني البارت الرابع عشر
رواية غرورها جن جنوني الجزء الرابع عشر
رواية غرورها جن جنوني الحلقة الرابعة عشر
رمقتهم بنظرات حقد وغل، تعلم أنهم لم يحبوها من أول يوم دخلت منزلهم، فهي أذكى من أن تتنازل عن حقها في خطيبها، ابتسمت بسخرية وهي تعلن الحرب، وستحارب بكل أسلحة الأنثى التي تجعل الشيطان يقف ويضرب ويهديها تحية وتعظيمًا، وقتها ستجعلهم هم من يرغبون في تقديم ميعاد زواجهما أكثر منها، وأخيرًا ردت بأنف مرفوعة وغرور:
– عندكم حق، فعلًا هسرق نظر كل المعازيم منك يا توتا؛ لأن مش هيبقى فيه برنسس غيري في المكان كله.
– معلومة بس لحضرتك، توتا برنسس أي مكان. ويكفي شرف وجودها اللي بيبهر الكل بطلتها وخفة دمها اللي بتجنن الناس.
تفوَّه بها “حازم” عندما شعر بالدخان الذي يخرج من عين حبيبته، أشعل نار قلبه على ضيقها، وكان يتطلع بها بحب صادق وهو يتحدث.
انضم إليهم “مهيمن” الذي وضع يده على كتف زوجته بعد أن صافح الجميع وأخذ زوجته بعيدًا عنهم يحدثها:
– عندي شغل وممكن ارجع على بكرة، عايزك تخلي بالك من نفسك.
دخلت داخل أحضانه واضعة رأسها على صدره العريض:
– ما تقلقش عليا عيالك بقوا ما شاء الله رجالة وغير الأمن اللي بره، خلي بالك أنت من نفسك.
– علشان عيونك الجميلة دي.
بعد انصراف الأب أمسك “وجود” يد خطيبته ومشى بها بعيًدا يحدثها من بين أسنانه:
– إزاي تقولي كده لتوتا.
– حياتي أنت ما شوفتش إزاي كانت بتكلمني، واعتراضها على إن فرحنا يكون سوى.
قالتها بدلع، وهي تمرر أناملها على وجنته بإغراء.
– والله مش شايف إنها قالت حاجة غلط، ومن حقها زي أي بنت يكون يومها لوحدها.
أجابها بحدة وضيق، فردت عليه بدلال ماكر وهي تمسك ذقنه:
– خلاص حياتي، الموضوع انتهى ممكن ما تبقاش زعول.
أنزل يدها بهدوء مصطنع وأبلغها:
– أنا مصدع جدًّا، بعد إذنك هطلع آخد دش وأنام.
– ماشي يا روحي، أنا هروح لما تصحى كلمني.
– إن شاء الله، سلام.
مالت عليه قبلته على وجنته مرددة:
– باي باي يا بيبي.
وفي الوقت ذاته، نظرت “توتا” يسارًا ويمينًا وهي ترجع خصلات شعرها خلف أذنها بارتباك، بعد رحيل الجميع من حولها إلا “حازم”:
– أنت إزاي تكسف خطيبة أخويا كده؟!
– أنا قلت الحقيقة.
توترت من نظراته التي تتفحصها بشدة، أخفضت بصرها وهي تعطي له ظهرها تبلع ريقها وتخبره وهي تنصرف:
– شكرًا بس أنا عندي لسان.
علم في هذه اللحظة أنه سوف يبذل جهدًا حتى يخترق قلبها الذي يشبه الصخر.
★★★★
عندما صدح المؤذن بصلاة المغرب ذهبت “توتا” لوالدتها تطلب بنبرة ترجٍ:
– ماما القمر بزيادة، عايزة أروح خطوبة صاحبتي.
– بنتي المصلحجية بزيادة، ممنوع الخروج إلا بعلم بابا.
ردت عليها بأسلوبها نفسه، فتقول ابنتها بحماس:
– أشطا اتصلي بيه.
اخذت هاتفها وضغطت على زر الاتصال، أتاها صوته فتخبره:
– حبيبي توتا عايزة تروح خطوبة صاحبتها.
رد عليها باقتضاب:
– شوفي إخواتها، لو حد فاضي يروح معاها.
– طيب لو…
كانت تتفوه بتلعثم، قاطعها بحدة:
– مش محتاجة سؤال مفيش خروج.
أغلقت الهاتف ونظرت لها وهي ترفع يدها باستسلام:
– أديكى سمعتي بودنك.
– إخواتى مش فاضين وكل واحد فيهم نزل من شوية.
– أعمل أنا إيه بقى؟
قالتها بقلة حيلة، فترد عليها بضيق:
– يا ماما دي خطوبة صاحبتي وما ينفعش ما احضرش.
– تبقى احضري الجواز، وبطلى رغي كتير.
– يا ما…
– ما تحاوليش.
نزلت “توتا” بفستانها الأزرق كالسماء بلمسات خفيفة من أدوات التجميل جعلتها كالبدر الذي يضيء الكون بأكمله في ليلة من أجمل الليالي، فبعد إلحاح استطاعت أن تقنعها أنها لن تتأخر.
★★★★
بعد ساعه قام “حازم” من مجلسه كالذي لدغه ثعبان، حاول الاتصال عليها أكثر من مرة ولم تجِبه، أبدل ثيابه وتوجه لها بعد أن ردت عليه “نايا” وأخبرته عن مكانها، حينما وصلت “توتا” أغلقت هاتفها من كثرة اتصال “حازم” الذي لا يكل ولا يمل، ونسيت نفسها مع أصدقائها.
★★★★★
وفي تمام الساعة الحادية عشر حاولت والدتها الاتصال بها، لكن كان هاتفها ما زال مغلقًا، أصبحت كالبندول تمشي في أرجاء الفيلا، تلعن نفسها على موافقة فتاتها الطائشة، سمعت صوت سيارة “مهيمن” تدخل الفيلا، انتفض جسدها وتلألأت حبيبات العرق جلية على جبهتها وتصاعد صدرها يعلو ويهبط من شدة خوفها من مصيرها الذي تتوقعه قبل حدوثه، فتح باب المنزل تصلبت قدميها بالأرض ولا تستطيع تحريكهما، ابتلعت ريقها بصعوبة فهي أكثر شخص يعلم حالة ثورانه، اقترب منها يصافحها شعر جسدها كالثلج، فقال باستغراب:
– مالك؟!
تجمد صوتها ولم ترد عليه إلا بغير:
– ما.. ما.
فصاح بخفوت مخيف بتكرار سؤاله، فأجابته بنبرة ارتباك:
– أصل توتا راحت الخط…
قاطعها بأفظع الجمل والألفاظ، وأنها لا تتحمل أي مسؤلية ولا تصلح للتربية.
★★★★★
وبعد وقت عثر “حازم” على مكانها، وكانت تقف وسط بنات وشباب يرقصون، توجه إليها وهو متشنج وازداد بوجهه علامات الغضب، قبض على معصمها بقوة جاذبًا إياها وهو يهدر بغضب:
– طبعًا ما ليها حق الهانم ولا تسمع ولا تركز في أم التليفون!
سحبت يدها من قبضته بهدوء مميت، وظلت تأخذ أنفاسها رويدًا رويدًا، وهي تتطلع إليه بتعالٍ، حتى أعلنت بتريث وهي تحرك إصبعها السبابة أمام عينه:
– تؤ تؤ تؤ، كل مكالماتك شوفتها وكنت قاصدة ما اردش.
ثم هزت رأسها بتأكيد وعلى شفتيها ابتسامة تشبه جليدًا من الثلج:
– وسبب قفل تليفوني، إني ما اشوفش وشك قدامي.. فبحذرك ما تكلمنيش ولا ليك دعوة بيا.
كان يسمعها وبركان في داخل عقله يفور من كثرة الغليان وعندما انتهت، جاء عليه الدور ليبلغها:
– إيه يا بت البرود اللي فيكي دا؟!
كان يقترب منها بعيون بها شر، رجعت خطوات للخلف تخبره بتحذير:
– ما تقربليش.
ظل يقترب ولا يبالي لحديثها، فقالت بصراخ وهو يلمسها:
– ما تلمسنيش.
أمسك ذراعيها الاثنين بقوة وهو يصك على أسنانه حتى يفرغ شحنة غضبه:
– إيه كمية نيش اللي ضربت في بقك دي. اخلصي امشي قدامي أحسن اديكي كشاف يلوحك.
– إيه اللي بتقوله دا وسع من وشي.
– مش حذرتك الصبح إنك ولا تقفي ولا تتكلمي مع شباب، ولا رجلك الحلوة دي تخطي الشارع لوحدك؟
قالها وهو يرمق قدمها العارية بتفحص، ازدردت ريقها بإحراج وإشارة لرجال الأمن اللذين يقفون خلفها:
– إيه مش عاجبك كل الرجالة دي.
– لا مش عاجبني؛ لأنهم مش هيمنعوا حد إنه يبصلك، ومش بطمن عليكي غير وأنتي في وسط أهلك يا قدام عيني، يا ريت يكون وصلك قصدي.
– مش علشان حضرتك مقضيها بص على ركب البنات تفتكر كل الشباب شبهك، يا معدوم الأخلاق والإنسانية.
أشار على نفسه وهو يفتح فاه باستغراب، فترد عليه وهي تمشى بعيدًا عنه تفتح هاتفها:
– أيوه أنت، أمال أنا!
فتح الهاتف وأعلن عن رسائل كثيرة بمكالمات اتصلت بها، ومن ضمنهم رسالة نصية من والدتها التي ملت من كثرة الاتصال، عندما قرأتها شهقت بأعلى صوت وهي تضرب صدرها بهلع، تحاول بلع ريقها لكن الصدمة ألجمتها، أعلن المحمول بصدور مكالمة من “نايا”، رفعته بيد مرتعشة وهي تضغط على زر الإجابة قائلة:
– احلفي إن اللي مكتوب في الرسالة دا حصل؟!
– مش محتاجة احلف، اسمعي بودنك.
سمعت أشياء تتكسر وصوته كاليث الذي وقع في شباك الصيادين للتو، ردت وهي تقضم أظافرها برعب:
– اقفلي اقفلي خلاص اقتنعت من غير حلفان.
فتحت “نايا” باب الغرفة التي تحتمي بها تنظر يسارًا ويمينًا وهي تقول بهمس:
– تقفلي الزفت وألقيكي قدامي قبل ما يقتلني.
– هو لازم نموت في يوم واحد، أقصد إخواتي نسيبهم كده من غير حنان حد فينا.
– أنتي قاعدة هنا ولا على بالك، وأنا شايط تحت.
قالها “مهيمن” وهو يمسك المقبض بقوة، فردت بتلعثم:
– لا أبدًا اوعى تقول كده، حالًا هكون وراك تطلع غلبك فيا.
تفوهت بها وهي تنكمش داخل نفسها برعب، فأردف باستفهام:
– بتكلمي مين؟
– بكلم توتا أصلها فتحت الموب.
ردت عليه بدون تفكير حتى تحمي نفسها من غضبه، فصرخت “توتا” ببكاء:
– أحيه بتسلميني ياما لأبويا تسليم أهالي.
عندما سمعت صوت أبيها أغلقت الهاتف من هلعها وتوترها، ثم استدارت جحظت عيناها على من يقف يستند على العربة بهيبته ويضع يده بجيب بنطاله، فتحمحمت تقترب منه مرددة ببراءة ثعلب ماكر:
– حازم.
رفع حاجبه بدون أن يتكلم سامحًا لها أن تكمل حديثها:
– أنا عمر ما حد زعقلي كده ولا اتعصب عليا، بعتذر ليك لو انفعلت عليك شوية.
– وعمر ما حد حبك قدي يا توتا.
– أحممم تمام أووي، عايزك زي الشطور في خلال خمس دقائق نروح البيت.
زوى ما بين حاجبيه واعتلى وجهه ملامح استفهام ثم استطرد قائلًا:
– بيت إيه! هو أنتي طلعتي سهلة أووي كده، وأنا اللي كنت فاكر هعافر كتير.
– أنت بتقول إيه يا حيوان.
رمقها بحدة، فنطقت بسرعة تلطف الجو ما بينهما من جديد؛ فهي محتاجة أن يخرجها من الورطة التي أوقعت نفسها بها:
– سوري يا حزووم، أقصد بيت أبويا اللي بينفخ أمي وهينفخني وراها أول ما اوصل، وانجز قبل ما يطلع روحها المسكينة اللي في البيت.
حك ذقنه بتفهم، ثم رد بتهكم وهو يعقد ذراعيه:
– آه هي فيها حزوم ونفخ، ما تقولي عايزاني احميكي منه واكذب وأقول إنك معايا.
– يا ما شاء الله لماح وذكي جدًّا، يلعن أبو شكلك.
– أنتي بتقولي إيه؟!
– سوري سوري يا حزووم، ولا أصلًا فتحت شفايفي، اتفضل.
تحرك ودخل العربة وهو يبصرها بخبث، وبعد أن تحرك:
– ما كنتش أعرف إنك بتحبيني أووي كده.
في تلك اللحظة كانت تعتصر باب السيارة أسفل يدها بادلته بابتسامة، وهي تحاول أن تلجم لسانها، لكنه انتهز الفرصة وأكمل:
– يا ترى نفسك نقضي شهر العسل فين؟
– تقضي لوحدك في جهنم.
قالتها بسرها، وهي ما زالت تبتسم بغيظ له، وترغم نفسها على الصمت، حتى تأخذ مرادها، فأكمل حديثه:
– جسمك يجنن بالفستان، وبشرتك حلوة مع اللون الزهري.
انكمشت ملامحها بغضب لفظاظة كلماته، وردت بهدوء مخادع:
– دي عيونك.. أحمم اللي جميلة.
فحينما تطلع إليها رأى وجنتيها حمراوان، فظن أنها احمرت خجلًا، لكنه لا يعلم أنه من شدة الغضب تدفقت الدماء بوجنتيها بشدة.
وصلا إلى الفيلا، ترجل “حازم” ونزلت هي ووقفت خلف ظهره ممسكة بيدها سترته بقوة. تحجر مكانه حينما شعر بحرارة أنفاسها اللاهثة على جسده، فدفعته للأمام ليتحرك وحينها انتبه فمسح وجهه المتشنج ونزع سترته حتى يغطي كتفيها العاريتين؛ لأنه يعلم أباها جيدًا، لا يحب ارتداء الملابس العارية، وبما أنها خرجت بدون علمه فهو لا يراها وهي تخرج. دلفا للداخل، فتح لهما “مهيمن” كالثور، لكن عندما شاهد معها “حازم” هدأ وأصبح كالعصفور ونظر لـ”نايا” قائلًا بلطف عكس ما كان عليه منذ قليل:
– مش تقولي إنها مع حازم.
فتجيبه بصوت مرتفع:
– هو أنت…
ثم أخفضت صوتها وهي ترجع للوراء بعد أن حدقها، لتكمل بصوت واهن:
– هو أنت اديتني فرصة حتى أتنفس.
وضع يده على كتفها وهو يأخذها بعيدًا عنهما يصالحها بكلماته التي تعزف على أوتار قلبها.
تبعد “توتا” عن “حازم”، وتجلس على المقعد تأخذ أنفاسها المتقطعة، فاقترب منها مرددًا:
– ها فكرتي هنعمل شهر العسل فين؟!
أجابته بعنف وبكل غضبها المشحون التي كانت تكتمه بشق الأنفس تنفجر في وجهه:
– مش ناقص غيرك يا دون يا مبصبصاتي اللي أحدد معاه مستقبلي هيكون إزاي.
ضحك بقوة حتى برزت أسنانه كلها:
– ماشي يا مصلحجية، هنروح من بعض فين! بس افتكري المرة الجاية إن الدنيا هات وخد، مش هات بس.
– امشي غور، ولا أقولك استنى.
حدقها بسعادة، فرمت عليه سترته:
– كده ما يبقاش ليك حاجة عندي، امشي.
– طيب فكري لترجعي في كلامك تاني.
جزت على أسنانها بغيظ وهي تركض تضربه، لكنه سابقها وأغلق باب المنزل فور خروجه.
في الصباح الساطع تسير “كارما” و”زينة” بالنادي، وعقلها يصيبه الجنون، محاولة أن تتصل “بمستقبل”، لكنه لا يستجيب للرد. وفجأة تجمدت مكانها، بدأ انفجار نيران الغيرة بقلبها والغضب يستحوذ على عقلها، وقبل أن تركض تمسك كف يدها “زينة”:
– استني بس نفهم منه.
كان “مستقبل” يجلس على أريكة وبنت تجلس جانبه مستندة برأسها على كتفه، وهو يضع يده على ظهرها.
تعالى صوت “كارما” وهي تجذب يدها بقوة من يد “زينة” التي تشبثت بها بكل قوتها حتى لا تتركها، التفت “مستقبل” برأسه وهو ينزع نظارته الشمسية، فنهض مسرعًا حين رآها. اقترب منها قال بوجه خالٍ من الفكاهة:
– أنتي فاهمة غلط.
– أحسنلكم سيبوني امشي أحسن جنان الدنيا اللي فيا يطلع عليكم كلكم في النادي.
قالتها بعصبية مفرطة، فردت عليها “زينة” بنبرة هادئة:
– كاري مش هينفع اسيبك وأنتي كد…
قاطعتها بصرخة قوية وقبل أن تكمل، أبعد “مستقبل” “زينة” من أمامها وهو يرفع كفه لـ”كارما” حتى تهدأ، فتركتهما وانصرفت ودموعها تنحدر من شلال عيونها بقوة.
وقفت “زينة” قبالته تعقد ذراعيها ناطقة بوجوم:
– ليه يا مستقبل تجرحها وتوجع قلبها، وكل مرة وجع أكتر من اللي قبله، اوعى تفتكر علشان كل مرة بتسامح وبترجع وبتتنازل يعني هتكمل.. حافظ عليها؛ لأن مش هتلاقي في الدنيا دي كلها حد يقدر يستحملك زي كاري.
– والله أنتوا فاهمين غلط، دي صاحبتي.
قالها وهو يشير إلى صديقته التي نهضت وهي تمسح بقايا عبراتها، فانضمت إليهما قائلة بنبرة ضعف وانكسار:
– دي خطيبتك يا مينو.
– لا، واحمدي ربنا إنها مشيت قبل ما تسمع مينو دي
قالتها “زينة” بحدة وضيق، فقال بصدق:
– يا زينة دي صاحبتي من أيام الابتدائي، وباباها عمل حادثة ومات، وخطيبها أول ما عرف إن كل الفلوس اللي عندهم محجور عليها سابها، فهمتي بقى.
تلألأت الدموع مرة ثانية في عينيها:
– بعتذر لو سببت ليك مشاكل.
– لا أبدًا، كارما هي عصبية بس بتصفى بسرعة. البقاء لله، ربنا يقويكي ويصبرك.
قالتها “زينة” وهي تبسط يدها تصافحها، صافحتها الفتاة ثم قالت لـ”مستقبل”:
– لو تحب أكلمها أفهمها ما عنديش مشكلة.
– لا روحي ارتاحي أنتي واعملي زي ما قولتلك، وأنا زي أخوكي وتحت أمرك في أي وقت.
– ميرسي لذوقك يا مينو، بااي.
ذهبت الفتاة وعلى وجهها الانكسار، فقالت “زينة” بشفقة:
– يا حرام البنت دي صعبانة عليا أووي.
– بنت طول عمرها لوحدها ويوم ما جت تتسند على راجل طلع فردة شبشب، المهم هروح لكاري.
– طيب خليني أفهمها أنا الأول.
هز رأسه بنفي وهو يجلس على أقرب مقعد يسند رأسه على يده من كثرة الصداع، ويقول بمزاح عكس ما بداخله:
– لا بلاش لتناولك شلوت تطيرك، احنا مش ناقصين.
أومأت رأسها بتفهم وقاما معًا يوصلها، طول الطريق كان صوت الصمت يستحوذ على العربة، فهو ذهنه مشغول بتحضير كلام يلقيه على حبيبته حتى تسامحه، وهي اشتاقت للذي سلب روحها وعقلها من سنين.
★*****★
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غرورها جن جنوني)