رواية غرورها جن جنوني الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم ابتسام محمود
رواية غرورها جن جنوني البارت الثامن والعشرون
رواية غرورها جن جنوني الجزء الثامن والعشرون
رواية غرورها جن جنوني الحلقة الثامنة والعشرون
وأتى الصباح بضيائه الصافي من جديد، وتربعت الشمس في قلب السـماء، وأرسلت للعالم أشعتها الذهبية الجميلة الدافئة ممتزجة بخيوط من السعادة حتى تصل لأعين البشر، ثم تفترش داخل قلوبهم وهم يسمعون صوت تغريد كل الطيور من حولهم. كان الأحباب يجتمعون بحديقة فيلا “مهيمن”، يجلس كل منهم محاوطًا زوجته بتملك، فتتساءل “كارما” وتقول:
– وجود قولي هو أخوك لسه شقيط؟!
يمسك “مستقبل” يدها مبتعدًا عن الحبيبين وهو يقول:
– سيبك منها يا شق.
– والله.
– ما أنا هقولك.
– والله.
– أصل أنا ماشي بمبدأ، اتكلم على نفسك أحسن ما حد يتكلم عليك.
رمقته بنظرات نارية وهي ترفع حاجبيها، فيقول بابتسامة تحمل اللامبالاة:
– يعني سكتي.
تمثل الخوف بملامح وجهها، وهي تخبره:
– أصل لساني بيخاف أووى وبيفضل مكلبش في سقف بُقي من الرعب.
ثم تتحول نبرتها لصوت عالٍ شرس:
– يا حبيبي سكوتي دا بدل ما ارد عليك افحمك مطرحك.
– الطيب أحسن يا زمل، أنا نفسي أفهم عايزة توصلي لإيه؟
– عايزة أعرف أكتر حاجة بتحبها، وإياك والكذب.
قهقه بقوة وأرف بهدوء:
– قولي حاجات وأنا هقولك، وخمني أنتي الإجابة.
فكرت لثوانٍ وقالت:
– لو فاكهة؟
– كمثرى.
كزت على أسنانها وهي تقول من بين أسنانها:
– ولو جماد؟
– ساعة رملية.
تغضن جبينها بعلامات الضيق وهي تتأكد من شكوكها، فألقت آخر كارت سيوضح كل شيء:
– ولو عدد؟
– 6 ستات.
صرخت وهي تنقض عليه تعنفه:
– ما عمر ديل الكلب ما هيتعدل أبدًا.
أمسك يديها وأرجعهما وراء ظهرها قائلًا بعين بها حب:
– أنتي كمثرة قلبي، والساعة الرملية اللي في عقلي، اللي بتوجهني دايمًا للطريق الصح، وأنتي بالنسبة ليا ست ستات؛ لأنك مطلعة عيني وهلكاني.
بعدما كانت تبتسم، قالت:
– تؤتؤتؤ، لازم تختمها بصل، بس مش إشكال.. أعيش وأهدك علشان ما تفكرش تبربش بعيد عني.
★★★★★
نهضت “زينة” بعد أن قامت بنفخ عدد من البلالين، قامت بعقدههم جميعهم داخل خيط سميك، وربطتهم على خصرها وظلت تجري كالفراشة الطليقة، ركض خلفها “وجود” وهو يقول؟
– ممكن أفهم بتجري بسرعة ليه، ورابطة البلالين دي في وسطك؟
توقفت وهي تقول بفرحة وتمني:
– نفسي أطير.
ابتسم لها وهو ينحني، ويرفعها من خصرها وتنام في الهواء وتحلق كالطيور بسعادة، وبعد وقت أنزلها يعانقها وهو يشكر الله على التي زينت حياته بجمالها الرقيق، وهدوئها الذي يجعله يغوص في خضرة عينيها.
★★★★★
كانت “توتا” تجلس على الحشائش، تسند ظهرها على صدر زوجها فتقول باستغراب:
– حازم أنت كنت بتعرف مكاني إزاي؟
ضحك وهو يضع يده يحيطها، ويسند رأسه على كتفيها ويخبرها بصوته الأجش:
– كنت حاطط على تليفونك برنامج تتبع، ومنه أقدر أوصل ليكي.
سعدت جدًّا أنه كان يحاول حمايتها حتى من نفسها.. برغم كل قسوتها، فتقول:
– يا خطر أنت، بس إزاي يوم فرح صاحبتي، لما لاقيتني فضلت تزعق وتقول كنت بدور عليكي؟
– لأن البرنامج دا متوقف على البطارية، وطول ما البطارية في التليفون حتى لو مقفول أو فاصل شحن يبعتلي لوكيشن بمكانك، إنما حضرتك اليوم دا شيلتي البطارية.
خجلت من نفسها فقالت بتبرير:
– لا هو وقع وأنا بقفله واتفك من بعضه.
اقترب أكثر من أذنها يخبرها بهمس:
– والله عصبيتي وحدتي اللي كانت عليكي دي خوف مش أكتر.
رفعت رأسها وأصبحت في مقابلة وجهة، تبلغه بحب:
– عرفت يا حبيبي كل حاجة، وكمان حسيت بيك أكتر لما حازم ابنك نور دنيتي.
التقط آخر حروفها في قبلة رقيقة، حتى يطفئ ناره التي لم تهدأ مطلقًا؛ بل تزيد اشتعالًا حين ينظر لبريق عينيها.
★★★★★
كان من يتابعهم عبر النافذة “مهيمن” و”نايا” الجالسين مع أطفالهم، الذين ورثوا جميعهم الجنون والتهور، ويضاف على ابن مستقبل الوقاحة.
فيخبر “مهيمن” “نايا” التي أصبحت منشغلة باختراعاتها:
– ارحمي نفسك أنتي بتتعبي أوي. تجيبه بعقلانية وحب:
– لازم أوصل يا مهيمن، أنت مش متخيل اللي بعمله دا ممكن يحقق إنجاز ويغيير في البلد إزاي، كل ما أقول خلاص ألاقي نفسي بتعمق أكتر، العلم ملوش آخر.
ظل يطالعها بحب يفوق الحدود، فهي الشمس التي تنير حياته بمجرد النظر إليها، والنظرة في عيونها تفقد عقله الوعي؛ فهي مثل النبيذ الذي يسكره من سحر جمال عينيها العسليتين، التي تتدفق منهما أنهار العسل، فيقول بهمس وهو يبتسم ابتسامة جانبية حتى لا يسمعوا الأطفال:
– ما وحشكيش البيسين؟
ضحكت من قلبها على زوجها الذي يشعرها دائمًا أنها ما زالت صغيرة، فهي تعشقه كل يوم أكثر من ذي قبل، فتردف بمكر:
– تقدر تشيلني زي زمان وتوصلني عنده.
مال في التو وحملها من على الأرض بين ذراعيه متوجهًا ناحية حمام السباحة، شعرت أنها وصلت لعنان السماء من فرط سعادتها.
همس ابن مستقبل بخبث:
– الحقوا يا عيال آنه وجدو هينزلوا البيسين.
– أنت إزاي تتصنت على كلام الكبار.
قالتها ابنة وجود برقة.
فرد عليها أخو ابن مستقبل:
– سيبكم منها البت دي هبلة، يلا بينا هجوووم على جدووو.
فاقترب ابن حازم يربت عليها، متفوهًا:
– ما تزعليش منهم، هتيجى معانا ولا هتعومي لوحدك في ريالتك.
ابتسمت وهي تقف تمسك يده وركضًا معًا، لكن ابن مستقبل الأول جعلهم يكونون دائرة وأبلغهم بشيء ثم هرولوا جميعهم ينفذون ما قاله، وكل منهم اتجه نحو والديه المنغمسين مع بعضهما، وسكبوا عليهم ماء ثم ركضوا نحو حمام السباحة وقفزوا جميعًا داخل المسبح بلا استثناء. تقدم نحوهما الدلافين، في جو مليء بالمرح والسعادة والجنون.
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غرورها جن جنوني)