روايات

رواية غرام في المترو الفصل الثالث عشر 13 بقلم ولاء رفعت علي

رواية غرام في المترو الفصل الثالث عشر 13 بقلم ولاء رفعت علي

رواية غرام في المترو الجزء الثالث عشر

رواية غرام في المترو البارت الثالث عشر

غرام في المترو
غرام في المترو

رواية غرام في المترو الحلقة الثالثة عشر

دروس الحياة ليست مثل النصائح الإرشادية المدونة خلف الكتب الدراسية، بل هي تجارب نعيش داخلها ونمر بها إجبارياً.
في حي قريب داخل قاعة لإقامة حفلات الأعراس، يصدح صوت الأغاني يتراقص عليها الشباب والفتيات، كما يتراقص قلب هند التي يمسك بيدها جمال غير مصدق أنه ظفر أخيراً بحب حياته لكن هناك ما يقلق دواخله، يخبره حدسه أن سكون والدته وترحابها للعيش معهما هو وزوجته لن يمر هكذا كمرور الكرام، يخشي ما تضمره والدته تجاه هند، سيقع حينها داخل بوتقة من المعاناة، لذا يدعو ربه أن يخيب ظنه.
توقفت هند عن الرقص قليلاً واقتربت منه تسأله
“مالك يا حبيبي، سرحان في إيه؟”
ابتسم وأخذ يحدق في عينيها ذات النظرة التي سلبت لبه بسحرها فأخبرها
“مش مصدق نفسي، أخيراً أنا وأنتي هنعيش مع بعض بعد ليالي سهر وشوق و نعد الأيام وكنت أقولك امتي بقي نتجوز”
توقفت الأغاني الصاخبة وبدأت موسيقي هادئة، ابتعد كل من علي ساحة الرقص ليتثني للعروسين الرقص بمفردهما، صوت صفير وتهليل، وضعت يديها أعلي كتفيه بينما هو أحاط خصرها بين يديه، مالت برأسها نحو كتفه وواصلت حديثهما
“أنا اللي حاسة أني في حلم”
عقب بالقرب من أذنها
“يخلص الفرح و أخدك ونروح ولما يتقفل علينا باب واحد، هخلي لك الحلم يبقي حقيقة”
و بعد إدراكها مرمي حديثه أصابها الخجل ولكزته في كتفه ودفنت رأسها بين كتفه وعنقه
وعلي بُعد أمتار قليلة يجلس شقيقاته الثلاث حول المائدة، يتابعن بل يراقبن العروسين، علقت احداهن بحقد ينضح من عينيها
“شوف البت وبجاحتها، عماله تحضن في أخويا قدام المعازيم من غير خشىّ ولا حياء”
ردت شقيقتها
“ما تحضنه و لا تبوسه يا دلال، ما هو بقي جوزها حلالها”
“ليهم أوضة هتلمهم لما يروحوا، و لا لازم شوية المُحن دول يتعملوا قدام الناس!”
“ما تبطلي بقي نفسنة وحقد يا دلال، و لا عشان جوزك منكد عليكي عيشتك فهطلعي عقدك علي غيرك؟!”
هنا تفوهت والدتهما وتنظر لهما بغضب
“ما تتلمي منك ليها، عايزين تفضحونا في وسط المعازيم؟!”
“يعني عاجبك كلام دلال ياماه؟”
“خلاص، خلص الكلام”
ثم عادت بنظرها نحو ابنها وعروسه مازال يرقصان فاخفضت صوتها وتخبر ابنتها دلال
“و انتي بطلي برطمة، لحماة أخوكي و لا حد من قرايبهم يسمعوكي”
“يعني حرام أتكلم ياماه؟”
“لاء يا قلب أمك، قولي اللي نفسك فيه بس لما بابنا يكون مقفول علينا، هنا أهلها و قرايبها متراشقين في كل حتة، وأنا مش ناقصة مشاكل خلي ليلة أخوكي تعدي علي خير”
اقتربت من ابنتها أكثر لتخبرها ظناً منها أنه لا يوجد أحد يسمعها غيرها، أكملت
“مش هي اختارت أنها تعيش معايا، تستحمل بقي اللي هاعمله فيها بنت رمضان وخيرية”
ألتقي حاجبي ابنتها وعلامة استفهام يشوبها فضول تتخلله ابتسامة شر مدقع
“ناوية علي إيه ياماه؟”
ابتسامة شيطانية تجلت علي ثغرها
“هاتعرفي كل حاجة في أوانها”
انسحبت غرام من خلف حزب الشيطان هذا دون أن تلفت الأنظار، يضرب الخوف فؤادها علي صديقة دربها، تريد أن تحذرها لكن تخشي تعكير صفو تلك الليلة ما بين صديقتها وزوجها و بين أهله.
اقترب الحفل علي الانتهاء، و بدأ الجميع في المغادرة واحد تلو الأخر، ولدي هند وجمال
“مش هوصيك علي هند يا جمال، شيلها في عينيك أوعي تزعلها و لا تسمح لحد يجي جمبها”
“ما تقلقيش يا غرام، هنوده جوه عينيا و علي راسي ومحدش يقدر يجي جمبها طول ما أنا موجود”
و امسك يد عروسه وقام بتقبيلها أمامهم، جزت والدته علي اسنانها وحاولت إخفاء ما تكنه من كراهية لزوجة ابنها، بينما غرام رأت تلك النيران المندلعة داخل عينين هذه الشمطاء وابنتها الحاقدة
اقتربت غرام من صديقتها وعانقتها، تلقي بالنصائح الأقرب إلي التحذير
“ربنا يتتملكم علي خير يا حبيبتي، و لو حصل أي حاجة أوعي تيجي علي نفسك و لا تتهاوني في حقك”
قد فهمت هند مغذي تحذير صديقتها لها
“ما تقلقيش علىّ، صاحبتك قدها وقدود”
※ ※ ※
شعور بالاختناق يكاد يقرب إلي الشعور بالسحق بين المطرقة والسندان، هي التي سلكت أول خطوة من خطوات إبليس دون رادع، لن تعلم قانون الكارما ينص علي لكل فعل ردة فعل يضاهيه في القوة، زرعت فحصدت ثمار الفسق وعليها أن تجنيها….
اهتزاز هاتفها يعلن عن استقبال رسالة واردة، امسكت بالهاتف وقرأت فحواها ما بين تهديد ووعيد هذا المدعو عوني القرني
«أتأخرتي ليه عن الميعاد يا موحة؟… التأخير مش في مصلحتك خالص… و لا تحبي امسي عليكي بمشهد من فيلمك اللي منور شاشة اللاب قدامي دلوقتي»
ما أن انتهت من قراءة الرسالة وجدت مقطع مرئي صغير، قامت بتشغيله و يا ليتها ما قامت بمشاهدته، أغلقت شاشة الهاتف علي الفور وركضت إلي الخارج متجهة نحو الحمام، أغلقت الباب بعد أن ولجت وأطلقت لعبراتها العنان، وقعت عينيها علي علبة صغيرة موضوعة فوق الرف الزجاجي المرتفع أعلي الحوض، يحتوي علي شفرات حادة الخاصة بالحلاقة، تنظر إليها تارة و إلي صورتها في المرآة تارة أخري، تحاول العودة عن ما يوسوس به لها الشيطان، تمد يدها بتردد لتمسك بالعلبة و مرت الثوان كالساعة، شهقت وكأنها استيقظت للتو من تأثير التنويم، ألقت ما بيدها في الحوض وتراجعت للوراء، تضع كفها علي فمها، تمنت أن تستطيع العودة عن ما هي مُجبرة عليه كما تراجعت عن فكرة الإنتحار بملء إرادتها!
بعد قليل…
انتهت من وضع المساحيق، ارتدت قناع الخلاعة خوفاً من الفضيحة لتستمر في خطأ أكبر، عُذر أقبح من كبيرة من أضل الكبائر.
تسللت كالعادة من المنزل بعد منتصف الليل، ترتدي عباءة سوداء تخفي ما ترتديه أسفلها من ثياب فاضحة، تلك تعليمات الشيطان الذي ينتظرها في وكره، خرجت من الفناء تتلفت يميناً ويساراً، اطمأنت أن سكان الحارة نيام ولم يراها أحد، لا تعلم هناك زوج من العيون تتربص لها في الظلام، تحرك صاحبها حينما رآها تسرع من خطواتها نحو الطريق، لم يأبه لرفضها له أو جرح كرامته عندما قامت بمعايرته بفقره المماثل لها و بعمل والداته بائعة الخضروات الورقية.
لن يهتم إلي كل هذا، فهدفه الآن هو معرفة ماذا تفعل أو ماذا تعمل في ذلك البناء الذي ذهبت إليه في السابق، ورغم تعرضه للأذي والضرب من حراس الأمن حينها، مازال علي إصرار معرفة ما تقترفه سماح ومواجهتها إذا ثُبت له شكوكه الصحيحة.
توقفت علي قارعة الطريق تقرأ رسالة أخرى، يخبرها هذا الخنزير القرني، بوجود سيارة قادمة إليها، أغلقت شاشة الهاتف وكادت تضعه داخل حقيبتها، وجدت يد تقبض علي ذراعها ليجعلها في مواجهته يسألها بغضب مستطير
“رايحة علي فين يا سماح؟”
حاولت نزع ذراعها من قبضته
“ملكش دعوة بيا يا عاطف، وخليك في حالك أحسن لك”
“مش هخليني في حالي غير لما أعرف رايحة فين، و كنتِ بتعملي إيه المرة اللي فاتت فوق في البرج”
شعرت بألم أثر غرز أنامله في ذراعها
“سيب إيدي بدل ما أصوت و ألم عليك الناس”
“صوتي عشان يشوفوكي في ساعة زي دي و بمنظرك اللي شبه البنات اللي لا مؤاخذة بيشتغلوا في الشقق إياها”
كلماته في المقام الصحيح و بدلاً من إنكارها أو الدفاع عن نفسها ولو كذباً، قامت بالغير متوقع بالنسبة إليه
“و هما مالهم بيا، أيوه بشتغل في شقة زفت، و اللي ليه حاجة عندي يجي ياخدها، و أنت لو اتعرضت ليا تاني مش هيحصلك كويس”
كانت عينيه علي وشك مغادرة محجريهما من شدة ما يشعر به من صدمة ما قد أُلقىّ علي مسامعه الآن، ترك ذراعها وحاول تكرار كلماتها داخل رأسه حتي وصلت سيارة سوداء توقفت وهبط منها حارس شخصي يرتدي بدلة سوداء ذو بنية جسدية ضخمة، قبل أن تستقل السيارة تابعت
“و إياك حسك عينك تمشي ورايا تاني، المرة دي هاسيبك ترجع الحارة علي رجليك، المرة الجاية ممكن ما ترجعش تاني”
وأشارت له نحو الحارس ذو المظهر المخيف، تركته في حالة يرثي لها وصعدت إلي داخل السيارة ذات الدفع الرباعي وصعد خلفها الحارس.
※ ※ ※
انتهت للتو من تبديل ثوب الزفاف خاصتها بثوب من الحرير الأبيض، خصلات شعرها الغجري تنسدل بحرية علي ظهرها، تمسك زجاجة العطر وتضغط علي المكبس، تتناثر ذرات العطر الأخاذ في أرجاء الغرفة، طرق علي الباب يتبعها صوت زوجها الأجش
“هنودي حبيبتي، ممكن أدخل؟”
“اتفضل”
فتح الباب فنهضت و ألتفت إليه، وقف متسمراً في مكانه، يتأمل ملاكه الذي أسر فؤاده منذ سنوات.
ابتسمت علي مظهره وملامحه الثابتة وكأنه تمثالاً
“مالك يا چيمي واقف عندك كدة ليه يا حبيبي؟”
تحرك نحوها ومع كل خطوة ترتفع دقات قلبه، توقف أمامها مباشرة، أمسك يديها
“اللهم صلِّ علي النبي، اللهم بارك، معقولة القمر ده بقي ملكي و بين إيديا!”
ابتسمت ونظرت إلي أسفل بخجل
“بس بقي أنا بتكسف”
جعل يديها بين كفيه
“لاء كسوف إيه في ليلة زي دي، أنتي خلاص بقيتي حلالي وأنا حلالك و ملكك، أنتي كمان من النهاردة بقيتي كل حاجة بالنسبة ليا، مراتي وحبيبتي وبنتي وكل أهلي وناسي”
زفر ثم ألتقط انفاسه وتابع
“ما تتصوريش يا هند بعد موافقتك أننا نتجوز في شقة أهلي، الموضوع ده فرق بالنسبة لي قد إيه، كنت خلاص فاقد الأمل و أنتي رجعتهولي من جديد”
رفعت إحدى يديها ووضعتها علي وجنته
“طول ما إحنا مع بعض وأنت بتحبني و بتخاف علىّ، مستعدة أتحمل أي حاجة عشانك”
“و أنا يا حبيبتي بوعدك للمرة التانية، طول ما أنا فىّ نفس هاسعدك و مش هخلي نفسك في أي حاجة”
تصاعدت انفاسها النابعة من جوف قلبها الذي يعشقه، ظلت تحدق إليه بتيم ووله فافترقت شفتيها لتخرج كلمات بأعذب ألحان الهيام
“أنا بحبك أوي يا چيمي”
تراقص فؤاده علي لحن عزفها فجذبها بين يديه
“و أنا عاشق وبموت فيكي يا قلب و عقل وروح چيمي”
هنا توقف الحديث كما توقفت الأنفاس و ساد الهدوء، فغير مسموح بالتحدث سوي لصوت الحب، و بدأ أول ليلة تجمع ما بين قلبين اضناهما الشوق بعد ليالٍ عديدة.
※ ※ ※
في الصباح الباكر حيث رائحة نسمات الهواء النقية التي تنعش الصدور، و هنا لدي غرام كانت تنعم بالعطلة الأسبوعية، لا تعلم لماذا كلما تتذكر التي تدعو ماهي وهي برفقة يوسف، تشعر بالضيق والاختناق، أطلقت زفرة عميقة وصوت عقلها يتحدث لا يسمعه سواها
“جري إيه يا غرام، معقول لحقتي تتعلقي بيه؟!، لاء فوقي لنفسك هو ابن الأكابر و أنتي بنت الحارة، و لو علي وقوفه جمبك دي جدعنة وشهامة منه مش أكتر، ما تخليش خيالك يسرح لبعيد”
فاقت من حديث النفس هذا علي اهتزاز هاتفها للمرة الثلاثون دون أن تجيب، و كان المتصل يوسف وهناك رقم مجهول لاتعلم من صاحبه لكنها تجاهلته أيضاً.
※ ※ ※
العودة إلي عصفورين الحب، مازال يغط كليهما في النوم بعد ليلة من آلاف ليالي العشاق، تتقلب يميناً ويساراً بضجر، كيف لها أن تنعم بنوم هادئ وصوت شخير زوجها المزعج يدوي صداه في أرجاء الغرفة، ابتعدت قليلاً عنه و أخذت وسادة صغيرة لتضعها فوق رأسها وتستطيع النوم في سلام، و من أين يأتي السلام وهناك زوار قد أتوا للتو و صوت بكاء وعويل، انتفضت ظناً منها الضوضاء تلك آتية من الشارع، بينما الحقيقة مصدر الصوت من قلب ردهة المنزل.
نهضت سريعاً تبحث عن مأزر الحريري الطويل، ترتديه سريعاً فوق غلالتها العارية، تحكم ربطة المأزر جيداً وتلملم خصلات شعرها المبعثرة
“جمال، أصحي يا جمال فيه حد برة في الصالة عمال يعيط”
تلكزه في كتفه لكي يستيقظ، همهم بعدم الرغبة في الاستيقاظ وصوت يغلب عليه النعاس
“بس حرام عليكي، سيبيني أنام”
“بقولك فيه حد بره في الصالة، يمكن مامتك ومعاها حد”
نهض بجذعه يتثائب
“و إيه اللي هايجيب أمي وأختي علي الصبح، أمي قالتلي أنها هاتقعد عند دلال كام يوم”
انتهي من حديثه فسمع صوت والدته
“كفاية يا بنتي عياط، أهو غار في داهية بكره هيجيلك سيد سيده”
نهض جمال وبحث عن قميصه القطني ليرتديه حيث كان عاري الجذع
“خليكي هنا هاخرج أشوف إيه اللي بيحصل”
و في الخارج، دلال تبكي و تنوح وتردد
“أنا؟!، أنا يعمل فىّ كده بعد ما وقفت جمبه؟!”
خرج جمال يحاول إدراك ما يحدث
“خير يا أمي فيه إيه؟”
و ما أن رأته والدته لتبدأ في ملحمة العويل
“تعالي يا جمال شوف اللي حصل لأختك، تعالي يا بني ياللي ملناش غيرك”
اقترب من شقيقته وجلس جوارها
“حصل إيه يا دلال؟”
أجابت من بين دموعها
“جوزي الندل الجبان، بعد ما استحملت ظروفه وفقره سنين، طلع طفشان عشان متجوز علىّ وبلغ صاحب العمارة إنه مش هيدفع إيجار تاني لأنه مسافر وأتجوز ومش راجع دلوقتي”
كان يستمع إليها وغير مصدق
“إزاي؟!، هو اتجنن و لا إيه؟، فاكرها سايبة؟”
نهض وجموح الغضب تملكت من زمام صبره
“وربنا لأروح لأهله وههد الدنيا فوق دماغهم”
أمسكت والدته يده ترجوه
“بلاش يا ضنايا، إحنا خلاص مش عايزين منهم حاجة، و لو هو مش عايز أختك قيراط إحنا كمان مش عايزينه فدان”
وألتفت إلي ابنتها تخبرها
“وأنتي بطلي عياط وفوقي لنفسك هو اللي خسران”
“خلاص ياماه مابقاش ليا حد”
صاحت والدتها تنهرها وعينيها نحو باب الغرفة الذي فُتح الآن وخرجت منه هند
“ما بقاش ليكي إزاي يا قلب أمك، بيت أبوكي مفتوح و لو مشالتكيش الأرض أنا وأخوكي نشيلك جوه عنينا، و لا إيه يا جمال يا بني؟”
أومأ بالموافقة مُعقباً
“أيوه يا أمي بيتها ومطرحها، و مش هاسيب الحيوان ده غير لما يجيلها راكع قدامها”
“ربنا يخليك لينا يا بني، ومعلش إننا جينا وقلقنا منامكم، أديك شايف مابقاش لأختك مكان غير هنا”
“يا أمي ده بيتك ومطرحك و إحنا اللي ضيوف فيه”
ألتفت فوجد هند تقف تري وتسمع ما يحدث في صمت ومحاولة إدراك أن ما ينتظرها من معاناة وصراع قد بدء للتو!
※ ※ ※
وبالعودة إلي غرام، يتجمعون هي ووالدتها واشقائها الثلاث حول مائدة الإفطار
“ما بتاكليش ليه يا احلام؟”
ألتفت أحلام إلي والدتها بوهن
“مليش نفس يا ماما”
سألتها غرام بقلق
“حاسة بتعب و لا إيه؟”
“لاء مصدعة شوية ومليش نفس”
قامت الأخرى بصنع شطيرة فلافل وخضروات واعطته لها
“لازم تاكلي عشان تخلصي جرعة العلاج، لو مكنش عشانك، يبقي عشان ابنك”
نهضت أحلام
“معلش يا غرام مش قادرة أؤكل، أنا هاقوم أخد علاجي وهنام ولما هاصحي هاكل مع ابني”
كادت الأخرى توقفها فمنعتها والدتها
“سبيها يا بنتي براحتها، أنتي عارفاها طالما نفسها مسدودة لو عملتي إيه مش بتاكل، اللهي يسد نفسه اللي كان السبب”
كانت أحلام قد ولجت إلي داخل أحد الغرف، عقبت غرام بصوت خافت
“خلاص يا ماما قفلي علي سيرة الزفت ده، ما تشيلنيش ذنوب بسببه علي الصبح”
“الحمدلله، هاقوم أغسل إيدي وألحق طابور المدرسة قبل ما يخلص، المديرة بقت تذنب اللي يجي متأخر و تخليه واقف لمدة حصتين و يتاخد غياب كمان”
عقب سعيد شقيقهم الصغير
“ما تخافيش خطيبك مش هيخليهم يعملولك حاجة”
ضربته بخفة علي خلف رأسه
“خليك في حالك يا سوسة”
و قبل أن تغادر أوقفتها غرام
“خدي بالك من نفسك، كل اللي ما بينك و ما بين مستر حسن مجرد خطوبة، أظن أنتي فهماني”
“ما تقلقيش علىّ، أنا بعرف أحط حدود كويس ما بيني و ما بين أي حد حتي لو كان خطيبي”
ربتت غرام علي ذراع شقيقتها
“جدعة، يلا روحي و ما تتأخريش و خدي معاكي سعيد في سكتك و ماتمشيش غير لما تشوفيه دخل جوه حوش المدرسة”
غادرت ابتسام المنزل برفقة شقيقها ونهضت عزيزة لتنخرط في مهمام المنزل اليومية، بينما غرام تنظر في هاتفها الذي مازال يهتز والمتصل مجهول، كادت تجيب فأوقفها صوت رنين جرس المنزل
“شوفي يا غرام مين علي الباب، شكله أخوكي هتلاقيه نسي السندوتشات بتاعته”
ذهبت غرام لتفعل ما أمرتها به والدتها ظناً منها أن الطارق شقيقها، لذا كانت لا ترتدي وشاحاً علي رأسها
“استني يا…
توقفت الحروف علي لسانها عندما رأت أن الزائر هو رامي الذي وقف يحدق إليها
“ممكن أدخل؟”
شهقت حين أدركت أنها تقف دون حجاب أمامه، صفقت الباب في وجهه!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غرام في المترو)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى