رواية غرام العنقاء الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم داليا أحمد
رواية غرام العنقاء البارت الثالث والعشرون
رواية غرام العنقاء الجزء الثالث والعشرون
رواية غرام العنقاء الحلقة الثالثة والعشرون
قمة النضج هي أن تضع نفسك في أعلى مرتبة,, عندما تدرك ان اللوم والنقاشات والضجيج والحساسية المفرطة الزائدة عن الحد؛ تُحرمك من كل الطاقة الإيجابية التي تستمع بها, اذا تمتنع عن كل شيئ سلبي يستنزفها
– ده لو كده انا هطربقها على دماغهم !
احتدت عيناه بظلام قائلا:
هزت شقيقته رأسها قائلة بحسم:
– ما احنا برضو بالذوق نطلب منهم تحليل DNA
ردت امه بنبرة شيطانية :
-والله بقى وافقت زي الشاطرة وأثبتت براءتها خير وبركة
موافقتش تبقى هي اللي جابته لنفسها !
سميحة بابتسامة صفراء :
-وساعتها بقى انا هقولك ازاي تطربقها على دماغهم كلهم
صرخ سامح بوعيد :
– وحياة امها ما هسيبها لو طلعت مش بنتي !
هفضحها وهبهدلها.. وتبقى توريني بقى هتتجوزه ازاي
وكعادته لم يتغير !
يصدق شقيقته و أمه ويأخذ كلامهم وكأنه قرآن !
يصدقهم بشدة
يتركهم يخربوا حياته ويدمرها بحجة أنهم يحبونه
بحق الله هو لم يتغير
لم يتغير ابدا .. حتى بعد ما حدث وحرمانه من الإنجاب
بينما كانت أخته ووالدته ينظران إلى بعضهما البعض بالخبث والمكر
لقد حققوا ما أرادوا
ابنة كاميليا مثلها بالتأكيد .. سامح سيحبها أكثر منهم
لا يريدون أيًا منها
لو كانت صبيا!
لو كانت ولدا لأخذوه منها
إنها عادة قديمة أنهم يحبون الأولاد أكثر
حتى أنها سمعت أن كاميليا كانت تعلمها في حضانة باهظة الثمن
وسوف تتعلمه منذ الصغر
بينما والدته تخاف على مال ابنها
إنها في الأساس ضد تعليم الفتيات
ابنتها سميحة لم تكمل تعليمها.. فقد وصلت إلى المرحلة الثانوي التجاري الفني فقط
ورفضت امها تعليمها أو دخولها اي معهد أو كلية
بينما أكمل سامح وسامح تعليمهما الجامعي حتى النهاية, كلاهما حصل على درجة البكالوريوس
_____________
في صباح اليوم التالي
رن جرس البيت لتفتح كاميليا الباب فكانت دانا مع جارتها جهاد تلعب مع أطفالها..
فوجدت سامح أمامها لتزفر بغيظ وكره :
– عايز ايه انت ايه معندكش دم ولا كرامة… انت ملكش بنات عندنا قولنا…
ما أن سمعت أمها صوت كاميليا العال لتتجه نحو الباب
رد سامح بنبرة ساخطة :
– مش لما تكون بنتي الاول !
– نعم؟
استغل سامح ذهول كلا من كاميليا و امها ليدخل إلى الشقة وهو يغلق الباب خلفه
نظر سامح الى صفاء قائلا :
– معلش اصل حماتي متعرفش اللي فيها ! ولا الحقيقة
صرخت به كاميليا بغضب :
– حقيقة ايه يا متخلف انت
رد سامح بتمالك اعصاب :
– بلاش تغلطي عشان انا ماسك نفسي بالعافية من اني امد ايدي عليكي
كاميليا بشراسة:
– متقدرش اصلا …. كنت اقطعهالك
صاحت امها بضيق :
– انت ايه اللي بتقوله ده يا سامح ! ايه الهبل ده مش بنتك ازاي … ده اتهام جديد لبنتي كمان ؟
ابتسم سامح بشيطنة وهو يناولها هاتفه:
– بس اتهام بدليل قوي .. شوفي حضرتك الصورة وانتي تتأكدي
– صورة ايه
صرخ بهم بغضب :
– صورة البيه خطيب بنتك وبنتها دانا … الاتنين شبه بعض بالمللي … دي البنت شبهه اكتر مني انا و كاميليا
لم تعطيه صفاء اهتمام
فصرخت به كاميليا وهي تأخذ الهاتف من امها وتناوله لسامح بعنف :
– انت تخرس خالص … انت كل مرة بتفاجئني اكرهك ازاي اكتر .. كل مرة بتتكلم بتخليني استحقرك
ابتسم سامح باشمئزاز:
– مين فينا اللي يستحقر مين !!
طردته بقرف :
– امشي يا سامح … بعد اذنك كفاية كده مفيش حد في البيت
همس سامح بصرامة:
– انا عايز اعمل تحليل للبنت أتأكد أن انا ابوها ولا هو
هزت كاميليا رأسها بنفي بقوة :
– انت ازاي بالحقارة دي !!! ازاي انت كده ؟؟؟
هو في ناس كده !
في ناس بالظلم والجبروت بتاعك انت واهلك
لتجده يطالعها بنظرات باردة مظلمة…
فصرخت به بحدة :
– عايز تتأكد من البنت !!!
اللي زيك يتأكد ليه؟؟؟؟
اللي زيك اصلا مينفعش يبقى اب ولا يستاهل
ده انت حرمانك من الخلفة نجاة مش بس عقاب
زفر سامح ببرود:
– كاميليا اسمعي الكلام وهاتي البنت ونروح نعملها تحليل
صاحت امها باعتراض :
– انت تخرس خاااالص … حفيدتي مش هنعرضها لموقف زي كده معاك يا حيوان ولا تفرقلنا اصلا..
لتفتح كاميليا الباب معلنة إنهاء الحديث بينهم :
– بررررره … اطلع بره حالا
هز رأسه بتفهم قائلا بوعيد قبل أن يخرج :
– والله ما هسكت …
ليلتفت إلى صفاء قائلا بنبرة شيطانية :
– لو انتي هتسكتي على كلام بنتك انا مش هسكت
– بني ادم مقرف
بعد أن خرج سامح.. التفتت كاميليا إلى امها قائلة بنبرة باكية ضعيفة تشكو لها:
– شايفة يا ماما سامح .. شايفة وصلت بيه الحقارة ل ايه يتهمني بكده كمان !!
صاحت امها بوجع غير مصدقة:
– حسبي الله ونعم الوكيل فيه…هيحصله ايه اكتر من اللي حصله بس
– اللي حصله ده ولا هزه اصلا ولا غيره
هي بعد صدمتها كانت متوقعة الخذلان من اي شخص
ولكن ليس بتلك الحقارة والجبروت
أيعقل أن تصل به الدرجة من الحقارة إلى هذا الحد !
حسناً هي كانت تتوقع الخذلان من الجميع حتي لا تقتلها الصدمة عند وقوعها !
_______________
دلف سامح إلى مكتب منصور والد نديم.. قائلا بنبرة غامضة:
– سامح.. طليق كاميليا وخطيبة ابنك حالياً
نظر له منصور بفضول :
– أيوة كنت عايزني في حاجة !
– والله يا باشا انا ما كنت هجيلك لولا أني حسيت انك مخدوع زيي
سأله باستغراب :
– مخدوع زيك ازاي يعني !!
ناوله سامح الهاتف وهو يفتح الصور أمامه:
– شوف حضرتك كده الأول الصورتين دول .. وابن حضرتك في سن بنتي .. قصدي اللي مش متأكد انها بنتي وركز في ملامحهم
جلس الرجل على مقعده وهو يرمق سامح والهاتف بنظرات ثابتة .. هو لاحظ أيضا الشبه لكن نديم في ذلك العمر كان يشبه الطفلة بشدة… ولكن هذا شيء أسعده
هو لم يشك في ذلك إطلاقاً
من هذا الرجل الغريب الذي يصدق كلام تافه لا معنى له من الصحة
ليرفع رأسه وهو يناوله هاتفه قائلا بجدية:
– مش حقيقي
اتسعت حدقتي سامح بصدمة :
– نعم ؟
– اللي انت بتقوله ده مش حقيقي … تخاريف
ابني مين ده اللي يعمل حاجة زي كده
نديم عمره في حياته ما يعمل كده
نديم راجل متربي…هو اصلا مش محتاج يعمل حاجة حرام ولا غلط
هو لو عايز يتجوز في لحظة يشاور وكل حاجة تتعمله
صاح سامح بنبرة متأثرة..فخططته باتت بالفشل:
– انا برضو كنت مصدوم زيك ومش مصدق… بس اتاكدت بنفسي خصوصا أن انا طلقت كاميليا بسبب انها خانتني !!
واخيرا عرفت خانتني مع مين
– خانتك !
– أيوة يا باشمهندس منصور…
ليقص عليه سريعاً ما حدث منها :
هز كتفه بلا مبالاة:
– والله برضو دي حاجة تخص ابني وهو خاطب بنت محترمة … المهم التخاريف بتاعتك دي متهمنيش ومتشغلنيش وياريت تتفضل عشان عندي Meeting مهم
– هااه
هتف منصور بصرامة :
– اتفضل بره يا استاذ وقتك خلص
ليضيف بعدها بتذكر :
– اه قبل ما انسى… معظم الأطفال وهما صغيرين بيكونوا شبه بعض … ده مش سبب تشك فيه بنسب بنتك…وبعدين ابني عرفها ازاي .. ابني لسه عارف كاميليا من كام شهر بس !
البنت عندها 4 سنين اصلا
________
بعد مرور عدة ساعات
ذهب منصور إلى شركة ابنه وبالتحديد مكتب نديم وطلب من السكرتيرة عدم السماح لدخول اي شخص عليهم واغلق الباب خلفهم
همس منصور بضيق:
– طليق كاميليا كان عندي و وراني صورة بيقول فيها أن دانا شبهك وان انت ابوها وان كاميليا طلقها عشان خانته
صاح نديم بغضب محاولا الدفاع عن كاميليا :
ـ بابا… الكلام ده هبل مش حقيقي !!!
قطع والده كلامه بحدة يهتف به:
ـ انا واثق فيك وكذبته… لكن مش واثق فيها هي !!
بيقول خانته
اشتدت ملامحه بضيق واضح .. بينما تكورت قبضته بغضب:
ـ بابا..
قاطعه والده بصراخ:
ـ أنا مش عايز أسمع كلام فارغ
وخبط على المكتب بعنف:
ـ كنت بقعد اقولك اتجوز يا حبيبي … امتى هفرح بك، لكن مش لدرجة تروح تتجوز واحدة اتطلقت عشان هي خاينة
هتف نديم بقوة محاولاً الدفاع عنها:
ـ بابا… كاميليا مش كده
قاطعه والده:
ـ ذنبها إيه الطفلة اللي بينهم اللي دمروا حياتها !
ذنبها ايه الطفلة .. ذنبها ايه حياتها تتدمر بسببهم .. وكمان بيشك في نسبها هي حصلت!
صرخ به نديم وقد فلت غضبه:
ـ بلاش تتكلم انت عن ظلم الاطفال
ـ قصدك إيه
– قصدي ان انت كمان دمرتني .. دمرتني زمان ولسه عايز تدمرني دلوقتي ! مش مصدق كاميليا.. ومصدق حتة واحد واطي
قاطعه والده بذهول:
– انا ؟؟؟ انا اللي دمرتك ؟ ده جزاتي!
ده انا اللي ربيت بعد ما أمك ر…
قاطعه بانفعال :
– رميتني… عااارف عارف ان امي رميتني.. بقالك 23 سنة بتقول نفس الجملة انت ايه مبتزهقش !
مصعبتش عليك في مرة !
كنت بتعاقبني زي الناس الغريبة
بتعاقب ابنك.. ولا كنت عايز ترميني زيها
ياريتك رميتني كلامك المؤذي ليا من صغري
هي على الأقل ظلمتني مرة … لكن انت كنت بتظلمني كل مرة
توسعت عينا منصور بذهول وهو يهتف بعتاب:
– انا يا نديم ؟ انا يابني ؟
هتف نديم بعنف:
– انا تعبت .. تعبت من كل حاجة … حتى كاميليا اللي معملتلكش حاجة شكيت فيها شكيت انها واحدة خاينة !!!
لم يلتفت منصور إلى حزن ابنه وواصل اتهامه له:
– طليقها قالي انها خانته وطلقها عشان كده…
– قسما بالله انا حبيت كاميليا عشان هي واحدة محافظة على نفسها كويس اوي .. ده انا خطيبها ومش بتخليني حتى امسك ايديها !
سخر والده بعنف:
– ما يمكن…
صاح نديم بانفعال :
– لااا شك في أي حد زي ما انت عايز لكن الا كاميليا…كاميليا مفيش واحدة زيها ولا هي بالحقارة دي.. يا بابا ده واحد بيشك في نسب بنته لمجرد صورة واحد شبهها وهو طفل .. هو في هبل للدرجة دي !
في حد غبي وحقير اوي كده!
ما معظم الأطفال شبه بعض وهما صغيرين
وحتى لو انا اللي كنت بخونه مثلا
هعرفها منين .. الكلام ده ما ٤ سنين..انا لسه عارف كاميليا بقالي يدوب كام شهر
صمت والده للحظات.. ثم قال:
– ما أنا قولتله الكلام ده
– اومال في ايه بقى ؟
– انا بس خوفت عليك .. خوفت أن كاميليا دي تكون فعلا خانت جوزها وسابته وتعمل فيك كده..
– لا متقلقش … كاميليا مش كده يا بابا…و ياريت الكلام ده ينتهي هنا..عشان لو طلع بره كاميليا عمرها ما هتكمل معايا وكده هبقى خسرتها للأبد ولو خسرتها يبقى تنسى اني ممكن اتجوز حد غيرها
– لا يا نديم .. انا عمري ما هروح اقولها الكلام ده يابني مستحيل
___________
جلس إلى جانبها على مقعد الصالون فهو أتى إليها بعد حديثه مع والده..خاصة أنها لم تأتي للعمل اليوم…فهو سمح لها اليوم بإجازة عندها سمع صوتها كأنه مرهق .. فحاول التحدث معها مرة أخرى فوجدها تبكي.. ليأتي لها سريعاً
– كاميليا ممكن تهدي بقى عشان نشوف هنتصرف ازاي
– انا زعلانة أوي..هو ازاي يشك فيّ كده … ازاي اصلا يشك في حاجة زي كده
نديم برقة محاولا تهدئتها:
– طب اهدي بس يا حبيبتي..
كانت قد توقفت عن البكاء قليلا :
– مش قادرة اصدق أنه بيتهمني تاني اني خونته
رد بإستغراب متذكرا:
– انا مقصدش بس … هو سامح بيتهمك انك خونتيه.. هو ليه قال كده
قاطعته بغضب :
– كذاااب … ده بني ادم واطي وكذاب .. انت مش عارف عمل فيا ايه هو واخته وأمه
لتقص عليه كل ما حدث لها من طليقها وعائلته:
– ده مش راجل يا كاميليا … اوعي تزعلي ولا تضايقي ده مش راجل اللي يعمل كده … ما يروح يتأكد في 100 حل .. كان ممكن يروح الجامعة ويتأكد من زمايلك من الدكاترة نفسهم… أي حل الا كده
صاحت بغيظ :
– دمرولي حياتي منهم لله .. العيلة كلها قرف هو و اخته سميحة وأخوه سميح وأمه سماح
اتسعت عينا نديم بدهشة :
– سامح وسميح وسميحة وسماح !
ليردف باستنكار ساخر:
-ده ايه العيلة اللي اسمها عكس نيتها دي !
قهقت كاميليا ضاحكة بشدة
فابتسم نديم برقة :
– أيوة كده اضحكي .. و انسي .. صدقيني يا كاميليا كل اللي فات ده خلاص راح .. ورا ضهرك
أشاحت بوجهها وقد عادت دموعها تتدفق بغزارة فوق وجنتيها عندما تذكرت ما قاله لها:
– طب هعمل ايه دلوقتي .. ده بيهددني يتأكد ومش هيسكت…واللي هيجنني أنه في نفس الوقت قال ايه عايز يشوفها لو طلعت بنته
نديم من بين أسنانه :
– انا مش عارف الحيوان ده عايز ايه تاني .. بصي هو في حل انا عارف يا حبيبتي انك هترفضي وتضايقي بس متبصيلهاش كده .. بصيلها أنك بتخرسيه هو وعيلته كلهم و نقطع لسان سامح ده عشان يغور بعيد عننا
هزت رأسها باستنكار:
– حل ايه ؟؟؟ قصدك التحليل !
نعمل تحليل لسامح !! انت بتهزر..
نديم بإصرار:
– لا يا كاميليا… انا كده كده ميفرقش معايا في حاجة قسماً بالله… بس انا كل اللي فارق معايا انتي .. عايزك تاخدي حقك منهم كلهم وانتي زي ما انتي مش عاملة حاجة غلط.. عايز نحط آخر نقطة في حوار سامح ده عشان نخلص منه .. وقتها سامح ده ما هيقدر يتعرضلك تاني لانه شك فيكي بطريقة بشعة… ولأني هعمل حاجة اخليه يتكتم خالص وهو وقتها اللي هيترجى يشوف بنته وهيندم على كل حرف قاله
اعتصر قلبها بأنين:
– بكرهه بكرهه أوي نفسي تحصله اي حاجة بجد.. اي حاجة تخرسه وتبعده عني.. انا بقيت خايفة
وعدها برقة:
– متخافيش ابدا طول مانا جنبك ومعاكي.. المهم نخلص من حوار التحليل ده وبعدين نحدد ميعاد فرحنا
أخفضت عينيها بتردد وهمست:
ـ تفتكر اللي هنعمله ده صح
…
تفتكره نديم ناوي على ايه مع ؟
وكاميليا هتوافق تعمل التحليل ولا لأ ؟
ايه رأيكم في موقف منصور تجاه سامح ؟
ايه رأيكم في موقف منصور مع نديم؟
*****
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غرام العنقاء)