رواية غرام العز الفصل الرابع عشر 14 بقلم فرح وائل
رواية غرام العز الجزء الرابع عشر
رواية غرام العز البارت الرابع عشر
رواية غرام العز الفصل الحلقة الرابعة عشر
~ متفرحيش اوي كده يا حبيبتي عشان خلاص انا وعز هنتجوز اصلًا…
= بس يا يبت يا عبيطه انتِ اسرحي
~ والله لو مش مصدقاني اهو عز جمبك اهو اسأليه
*صاح عز بغضب*
_ سيلين اخرسي، انا قولتلك اي
= قولتلها اي يا عز؟
_ كارما انتِ مش فاهمه حاجه، الحوار كبير، اديني فرصه افهمك بس
= ماشي فهمني، انا قاعده سامعه اهو
*قص لها ادهم كل شئ منذ بدايه مجئ خالتهُ وحتي اتصاله بصديقه ليتأكد من هويه ذلك المنحط القذر، فأردفت كارما بحده*
= والله؟ ولو صحبك قالك ان كلامها صح فعلا، كنت هتعمل اي؟ هتتجوزها وتسيبني؟
_ لا والله مكنتش هسيبك، احنا كنا هنكمل خطوبتنا عادي، وهي هطلقها او ما المشكله تتحل
= اخرس يا عز مش طايقه اسمع كلامك المقرف دا، هو احنا فراخ هتبدل فينا، عايز تتجوزها وتُخطبني، دا بأماره اي ان شاء الله، الحمد لله اني لسه ع البر
_ اي الحمد لله انك لسه ع البر دي؟ يعني اي مش فاهم؟
= يعني الحمد لله اني عرفت قبل الخطوبه، ولا انتَ مستني لما نتخطب ونتجوز واعرف بعدها انك متجوز عليا؟ انتَ اي القرف اللي انتَ فيه دا يا عز، انا مش متخيله لحد دلوقتي انك كنت بتخرج معايا وبنتكلم في التليفون، وانتَ واعد واحده تانيه بالجواز
_ انا موعدتش حد
= والله؟ اومال فكره الجواز اللي طقت في دماغها دي طلعت منين؟ بص يا عز، انتَ تنسي ان كان في كارما في حياتك، انا مش عايزه اشوف خلقتك ولو صدفه بس
*قالتها وهي تحاول ان تفتح الباب لكي تترجل من السياره، ف اغلق عز الباب وتحرك بالسياره، فصاحت بهِ في غضب*
= افتح الباب ونزلني يا عز بدل ما اصوت والم عليك امه محمد كلها
_ اعملي اللي تعمليه، انا مش هنزلك من هنا غير لما تسمعيني.
= نزلني يا عز بدل ما افتح الباب وانزل والعربيه ماشيه
*لم يُجيب عز وظل يسير بالسياره حتي وجد كارما الباب بالفعل وتحاول النزول والسياره تسير، اوقف السياره سريعًا وصاح بها في غضب*
_ انتِ مجنونه، عايزه تنزلي والعربيه بتمشي؟
*لم تُجيبه كارما ونزلت من السياره، نزل خلفها عز وهو يحاول ان يمسك يديها ليوقفها ف سحبت يديها بعنف وصاحت فيه بحده*
= اياك تلمسني انتَ سامع؟
_ طيب اركبي العربيه
= مش راكبه الزفت، انا عندي ارمي نفسي قدام عربيه دلوقتي ولا اني اركب العربيه بتاعتك
_ كارما بطلي جنان، واركبي
= لا انا مجنونه بقا، ملكش دعوه بيا، روح للعاقله اللي قاعده عندك في العربيه
_ يا كارما انا مش عايز زفته، انا عايزك انتِ والله
= وانا مش عايزاك يا عز، امشي وسيبني في حالي بقا
_ هو اي اللي امشي وسيبني؟ هي بالسهوله دي يا كارما
= اه سهله، زي ما عرفت تضحك عليا كده
_ والله يا كارما ما ضحكت عليكِ، انا كنت هقو..
تركته كارما يتحدث، بينما هي اوقفت تاكسي وركبته قبل ان يلحق بها عز، ف سب عز في سره، وذهب الي السياره، وركب دون انا ينطق بأي حرف، وكذلك سيلين التي تعلم انهُ غاضب بشده الآن ف فضلت ان تصمت لكي لا ينفجر بوجهها، استمر هذا الصمت حتي دق هاتف عز بأسم صديقه الذي اخبره ان لا يوجد شخص ب هذا الاسم في مدينتهم بالاضافه الي عدم وجود اي شئ يثبت ان خالته تُدين لأحد بالمال بل حسابها البنكي يتخطي ال نص مليون دولار، اغلق عز الهاتف وهو يضرب مقود السياره بعنف حتي كاد ان يُصيب ب حادث*
= في اي يا عز، انت اتجننت، العربيه كانت هتتقلب
_ انتِ كُنتي بتضحكي عليا انتِ وامك؟ مفيش حد عايز منكم فلوس ومفيش حد اسمه كده اصلا، انتم فاكرني مغفل يا سيلين، عايزين تلبسوني جوازه وانا شبه العبيط هقولكم ماشي، كنتم بتفكروا في اي وانتم بتعملوا كده ردي عليا
*بدأت الدموع تتجمع في مقلتيها واردفت ببكاء*
= عز والله العظيم انا بحبك، وانتَ عارف اني بحبك، ومن ساعه ما سبنا بعض وانا بتعالج، وممكن اجيبلك الورق بتاع الدكاتره لو مش مصدقني، والله يا عز انا نفسيتي وحياتي ادمروا بعدك ومكنتش متخيله انك تتجوز حد تاني غيري، عملت كده عشان بحبك صدقني
_ بتحبيني؟ حب اي يا سيلين اللي يخليكي تعملي فيا كده، يشيخه روحي ربنا ينتقم منك علي حياتي اللي جيتي بوظتيها دي، دا انا محبتش حد في الدنيا قد كارما، وما صدقت ان علاقتنا بقت كويسه، تيجي انتِ بتفكريك المريض دا وتبوظي الدنيا، بس انا غلطان برضه، مكنش المفروض افتح بيتي لناس زيكم
*كادت ان تُجيبه سيلين ولكنه سبقها صارخًا بأن تصمت، ف استمرت هي في البكاء والنواح بينما هو اكمل قياده السياره في صمت، حتي وصل الي المنزل فقال لها في حده*
_ عايز اروح البيت مشوفش خلقتك ولا انتِ ولا امك فيه، عشان لو جيت ولاقيتكوا، متزعليش من اللي هعمله
= يا عز وال..
_ مش عايز اسمع صوتك بقولك، انزلي يلا لمي حجاتك وغوري من هنا
*قالها عز بصوت جهوري غاضب، مما جعلها تنتفض من مكانها وتنزل مسرعه، وما ان ترجلت من السياره حتي اكمل هو سيره لا يعلم الي اين يذهب، فقط يظهر امامه وجه كارما الباكي ونظراتها اللائمه، ظل يؤنب نفسه وهو يكرر انه اسوأ شخص بالعالم، ظل يدور بالسياره حتي الساعه ال 4 فجرًا ثُم قرر العوده الي منزله اخيرًا وهو متعب، منهك لا يريد ان يُحادث احد، صعد الي غرفته غير مُبالي لنداء ابيه لهُ، واغلق باب غرفته، وهو يقسم ان تلك الليله هي اصعب ليله تمُر عليه، ظل يتذكر المواقف التي جمعت بينه وبين كارما، تذكر خوفها منه في البدايه، تذكر الاوقات التي كانت تأتي له فيها ك مُحاميه، وتترافع بشكل خاطئ ك كل مره، تذكر خفه ظلها وتذكر كل شئ، ظل علي هذا الحال دون ان ينام، حتي اصبحت الساعه السابعه صباحًا ارتدي ملابسه وذهب الي منزل كارما، وهو يتمني ان تسامحه تلك المره، وقبل ان يخرج من السياره وجد كارما تخرج من بيتها هي و والدتها متجهه الي الطريق، فنزل لها و وقف امامها*
_ انتِ رايحه فين
*كانت كارما بحاله مزريه، عيناها منتفخه من شده البكاء، ووجها باهت، لم تُجيب ولكن اجابتهُ والدتها بحده قائله*
~ رايحه اقيسلها الضغط
_ ليه مالها
*اردف عز بقلق، ولكن اجابته والدتها بسخريه قائله*
~ مش عارف مالها؟ علي اساس مش انتَ السبب في اللي هي فيه دا، دا البت مبطلتش عياط من امبارح، يا اخي دي بنتي بقالها سنين وعمري ما شوفتها بتعيط بقهره زي امبارح كده، روح منك لله يا عز ع اللي عملته في بنتي
_ يا طنط اسمعيني والله انا معملت…
*قاطعته كارما وهي تسير وتسحب يد والدتها لكي تسير هي الاخري مبتعده عنه، ولكنه ذهب اليها و وقف امامها مره اخري وهو يقول بأسف*
_ كارما انا اسف والله، انا عارف اني كان لازم اقولك، وعارف اني غلطت، عشان خاطري اخر مره، سامحيني المرادي بس يا كارما
= ملكش خاطر عندي يا عز، ولو عندك كرامه روح شوف حياتك، وسيبني انا كمان اشوف حياتي
*قالتها كارما بحده ثم تركته وغادرت بينما الاخر عاد الي سيارتهُ والحزن يتملك منهُ عائدًا الي بيتهُ مره اخري وهو يسوده الندم*
*ظل عز يذهب الي منزل كارما يوميًا ليعتذر لها بينما هي ترفض اعتذاره حتي وبختهُ اخر مره بشده امام والدها قائله لهُ ان يحفظ كرامته ولا يأتي لها مره اخري، غضب عز كثيرًا منها، وقرر انه لن يذهب اليها مره اخري، وحبهُ لها لا يعني ان يُقلل من شأنهُ وكرامته من اجلها، غادر عز ذلك اليوم منزلها وهو يقسم انهُ لن يذهب لها او يهاتفها مره اخري*
____________________________
“بعد سته اشهر”
_ مهاب انا سمعت عن القضيه الكبيره اللي كارما اترافعت وكسبتها امبارح؟
= الله؟ ما انتَ متابع وبتحن اهو، اومال في اي بقا
_ انجز يا مهاب وقول اخلص
= انتَ عرفت منين طيب
_ كنت قاعد مع بابا الصبح وهو بيقرأ الجرايد وشوفتها
= العبي يا كرميلا يبت خالتي يا مشهوره
_ هتخلص ولا اقوم افتحلك نفوخك
= يعم اهدي هقولك، اصل حصل حاجات كتير اوي في الست شهور اللي انتَ سافرتهم دول
_ يارب تنطق وتنجز
= كارما رجعت تذاكر تاني كُتب الحقوق بتاعتها، وريهام ورؤوف ساعدوها جامد يعني الامانه تتقال، المهم انها في 3 شهور خلصت كل الكتب، ورؤوف بقي يديها القضايا اللي عليها القيمه، وقضيه في التانيه اتعرفت بقا وبقت تتطلب بالاسم في القواضي الكبيره، واخرهم قضيه سالم اللي اترافعت عنها وكسبتها دي
_ كارما؟ كارما عملت كل دا؟
= لا متستقلش كده ب بنت خالتي، دي لما بتحط حاجه في دماغها مش بتسيبها غير لما تعملها دي كارما وانا عارفها وحافظها
_ طيب هي عامله اي دلوقتي
= كويسه، بس مش بتطيق تسمع اسمك
*نظر له عز بغضب بينما دافع الاخر عن نفسه قائلًا*
= متبصليش كده يعم انا بقولك الصراحه، دي شتمت فيك لما شبعت شتيمه، دي بطلت تاخد اي قضيه ليها علاقه بالقسم هنا عشان متشوفش خلقتك، حتي لما عرفت ان انتَ سافرت في مؤموريه 6 شهور
_ خلاص يا مهاب عرفنا انها مش طايقاني و لو شافتني هتدلق في وشي مايه نار، خلاص
= بُص هو زعل كارما وحش انا عارفه، بس حاسس انها ممكن ترجعلك بصراحه
*اعتدل عز في كرسيه بأنتباه، وهو يستمع لما سوف يقوله بتمعن قائلًا*
_ اي اللي خلاك حاسس كده
= اصل كارما لما بتزعل من حد وتقفل منه، بتطنشه ومش بتجيب سيرته، بتردم عليه يعني من الاخر اكنه مكنش في حياتها، بس انتَ سيرتك علي لسانها طول النهار، هي اينعم بتشتم وبتلعن في سلسفينك، بس احنا صاحيين نامين علي سيرتك، ف اعتقد انها لسه منستكش يعني، ما تحاول تاني يا عز هتخسر اي
_ احاول اي بعد اللي عملته فيا دا يا مهاب، دي فضحتني قدامكم كلكم اخر مره
= هي خشيمه فعلا لما بتبقي زعلانه، بس هي كان عندها حق في كل كلمه، خصوصًا انها كانت بدأت تحبك واتجرحت لما حست انك بتلعب بيها
_ انتَ هتقولي كده انتَ كمان، علي اساس انك مش عارفني يعني يا مهاب، دا انا عز صاحبك، دا محبتش في حياتي كلها حد قد ما حبيت كارما، انا عُمري ما كنت اتخيل اني انا اللي اقعد اجري ورا واحده واتمنالها الرضا كده زي كارما، كارما الوحيده اللي اول ما شوفتها اتمنيت اني اتجوزها واعيش معاها في بيت واحد، هلعب بيها ازاي بقا بالله عليك، وانا لو بلعب بيها اي اللي هيخليني اروحلها كل يوم اتحايل عليها تسامحني؟
= انا عارف والله يا عز، بس حاول تاني معلش، يمكن تكون حنت بعد الشهور دي كلها، وانا ليك عليا يا سيدي هحاول اهديها شويه من ناحيتك
_ ماشي يا مهاب، انتَ عارف اتجوزها بس، ومش هحلها بنت المجانين دي، ع اللي هي عملاه فيا دا
= طب اتكلم علي قدك يا اخويا عشان انتَ قدامها بتبقي عامل شبه الكتكوت
*ابتسم عز وهو يحك مؤخره رأسه بأحراج قائلًا*
_ هو بيبقي باين عليا اوي كده؟
= اه والله يغالي، بتبقي مفضوح
_ طب اطلع بره يا مهاب، اطلع بدل ما اطلع عليك اللي بنت خالتك عملاه فيا، اطلع
= ايوا يا اخويا سيبها وتعالي اتشطر عليا انا
*قالها مهاب وهو يخرج بينما اسند عز ظهره علي الكرسي يأريحيه وهو يفكر فيما سوف يفعله لكي تُسامحه تلك الفتاه الغبيه الذي يحبها وبشده، ابتسم عندما تذكر وجهها وضحكتها ومنادتها لهُ ب “الولا عزوز” يُقسم انه اشتاق لكل ذلك واشتاق اليها بشده*
___________________________
= بصراحه كده يا استاذ رؤوف انا عايزه اجازه وضع
_ وضع؟؟
= اه عايزه اضع ضهري شويه ع السرير دا انتَ واخدني سلخ زي الدبيحه كده لمواخذه من ساعه ما بقيت محاميه بريفكتو، الواحد كان مرتاح من عمايلك دي والله
_ شوفي يا كارما انتِ بقيتي محاميه شاطره، بس لسه لسانك عامل زي المبرد
= والله يا استاذ رؤوف ضهري قافش عليا والفقرات العصعصيه عصعصت خالص ، الله يباركلك اديني اجازه اسبوعين ولا حاجه اسافر دهب والبس البوركيني واروق علي نفسي عشان ارجع المكتب تاني واروق عليكم هنا
_ لا اسبوعين كتير، يومين بس كويسين
= يومين؟ يا استاذ رؤوف اتقي شري انا جوايا كميه الفاظ خارجه دخلتها وقولتلها عيب دا المدير بتاعنا برضه وليه احترامه، دا انا مأخدتش اجازه بقالي شهرين حرام عليك
_ كارما انتِ عارفه انتِ بقيتي مهمه هنا في المكتب قد اي، مينفعش تغيبي الفتره دي كلها.
= يوه بقا، دا كان يوم اسود يوم ما فكرت ابقي محاميه عدله، منكم لله اخدتوني لحم ورمتوني عضم
*قالتها كارما وهي تذهب الي مكتبها قبل ان يُمسك بقا رؤوف ويخصم لها علي طوله لسانها تلك، وما ان دخلت الي المكتب حتي وجدت تجلس علي الكرسي بتعب ف جلست بجانبها*
= مالك يا رهوم؟
_ بطني وجعاني شويه، بقولك اي ما تاخدي الملف دا وتروحي القضيه دي بدالي، عشان تعبانه مش قادره
= ماشي هاتيها، اروح مكانك عادي
_ حبيبتي يا كرميلا، كنت عارفه والله انك جدعه وهتروحي
*اخدت كارما الملف وبدأت تقرأ ما فيه، ووجدت انها قضيه سرقه، اصبحت قضيه سهله بالنسبه لها، ولكن ما لفت انتباهها هو اسم القسم التي سوف تذهب اليه*
= دا القسم بتاع هوبا، لا لا مش رايحه معلش يا ريهام انتِ عارفه رأي في الحوار دا
_ يبنتي انتِ مش قولتيلي انه مسافر، هتشوفيه فين بس، دي يدوبك قضيه قد كده هتخلصيها وترجعي، والله تعبانه ومش قادره خالص
= ماشي يا ريهام، بس متتعوديش علي كده، هي المرادي بس
*قالتها كارما واخذت الملف وذهبت، وما ان خرجت كارما، حتي اتصلت ريهام علي مهاب وهي تقول لهُ في حذر*
= انا عملت نفسي تعبانه زي ما انتَ قولتلي اهو، بس هي مش هتدخل مكتب عز عشان تبقي عارف
_ متقلقيش انا جبت عز مكتبي وقولتله اني رايح مشوار بسرعه كده وجاي
= تفتكر ممكن يتصالحوا
_ هُما وشطارتهم بقا، المهم بما اني عندي ساعه فاضيه ومش هعرف ارجع المكتب وقضيتك كارما اخدتها ما تيجي ننزل نشرب حاجه؟
= ماشي، بس متاخدش علي كده
_ اه يا كارما يا فيروس الكلب انتِ، الدنيا كلها بقت تتكلم زيها
*ضحك كلا منها ونزلت ريهام لكي تُقابل مهاب، ف علاقتهما تطورت كثيرًا في الست شهور الاخيره واعترف كلا منهما بحبه للآخر وذهب مهاب للتحدث الي والدها بشأن خطبتهم، ولكنه ينتظر ان عوده اخيها من جيشه لكي تتم خُطبتهم*
_________________________
*وصلت كارما الي قسم الشرطه وذهبت الي مكتب مهاب وما ان دخلت حتي وجدت عز يجلس علي الكرسي ويسند ظهري الي الخلف ويمسك بيده بعض الاوراق يقرأها بتمعن وما ان سمع صوت الباب يفتح دون طرق، رفع رأسه ليوبخ من فعل ذلك ولكنه صُدم بوقوف كارما امامه، ظلا هكذا صامتين ينظرون لبعضهم البعض، وقد اكتشف عز ان كارما قد تغيرت قليلًا عن ذي قبل، فقد كانت ترتدي فُستان ابيض رقيق وطرحه زرقاء وتضع بعض مساحيق التجميل الخفيفه فقد كانت جميله جدًا، قطع تأملهُ فيها صوتها وهي تخرج وتقول بتوتر*
= انا،اا انا شكلي دخلت غلط، هروح ل مهاب
_ لا استني دا مكتب مهاب فعلًا بس هو راح مشوار وسابني هنا مكانه، تعالي يا كارما
*دخلت كارما وجلست علي الكرسي الذي امامه وهي تضع الملف علي المكتب وتقول بمهنيه لم يعهدها عز*
= طيب دا ملف المتهم ابراهيم زيدان، جاي في قضيه سرقه
*ركن عز الملف جانبًا وقال لها في نبره حنين*
_ عامله اي؟ وحشتيني اوي يا كارما
= وحشك عقرب
_ انتِ لسه لسانك زي المبرد كده يا كارما، مفيش فايده
= ان كان عجبك
_ عجبني واللهِ
= بقولك اي، اهدي علي نفسك شويه، وانجزني عشان ورايا قضايا تانيه انا مش فضيالك
_ اه بمناسبه القضايا، الف مبروك علي قضيه امبارح، كسىرتي الدنيا ماشاء الله
= الله يبارك فيك
_ مش كان زمانا بنحتفل سوا دلوقتي بالقضيه
*قالها وهو يغمز وظن انها ستجيبهُ بلامبالاه ك كل مره ولكنه تفاجأ بها وهي تصرخ في وجهه بغضب*
= انتَ تخرس خالص، قعدت تصيح وتقولي بحبك بحبك ،حبك برص يا بعيد، وانتَ لو بتحبني فعلًا كنت عملت عملتك دي وسافرت؟
_ عملت اي الله يخربيتك انتِ هتلبسيني تهمه؟ وبعدين هو انا سافرت هربان منك؟ انا كنت مسافر في مؤموريه
= والله؟ مؤموريه اي دي اللي تخليك ست شهور متعرفش عني حاجه؟ لا وجاي دلوقتي تقولي مبروك، يخربيت بجاحتك
_ هعرف عنك حاجه ازاي وانتِ عملالي بلوك من كل حته؟
= عز انتَ لو عايز تعرف حاجه هتعرفها، ف متحورش
_ كارما انتِ مش قولتيلي لو عندك كرامه متكلمنيش تاني
= وانتَ الكلمه مسكت فيك اوي يعني؟
_ حسيت انك مش عيزاني
= جتك ستين نيله فيك وفي احساسك، خلصني بقا وخليني اغور من وش امك دا
*لم يستوعب عز لما هي غاضبه ولكن هو يعلم انها غاضبه منه الآن ف قال*
_ اطلبلك لمون طيب
= لا هاتلي عصير فراوله
*قالتها وهي تضع يديها علي رأسها دليل علي الارهاق، بينما هو ابتسم من عادتها التي لم ولن تغيرها، وهي الاكل، طلب عز العصير واتي سريعًا بدأت كارما في تناوله بتلذذ وكان هو يراقبها بصمت وهو يبتسم ف قالت*
= انتَ هتفضل باصصلي كده كتير، خدتني كام صوره؟
_ كارما وحياه امك وابوكي وعيلتك كلها لنرجع، خلاص بقا كفايه كده
= خلصت روحك يا بعيد، انا اعرف منين كنت بتهبب اي الست شهور اللي فاتوا دول؟ تلاقيك اتجوزت تعبان البحر دي وكنتم في شهر عسل ولا حاجه
_ اتجوز مين؟ دا انا كرشتها هي وامها وقولتلهم متجوش عندي تاني
*نظر لها عز وجدها تبتسم وتستمع الي الحديث بأهتمام ف بالغ في الحديث قائلًا*
_ وقولتلهم مش هتجوز غير كارما وشوحت بأيدي كده، وقولتلهم كارما دي اللي انضف منكم ميت مره، لا مسكتش يا كارما والله دا انا فضحتهم، وبعدين عيب عليكي والله، انا قولتلك قبل كده انا مش هتجوز حد غيرك، انشالله حتي اعنس انا وانتِ
= لا يا اخويا عنس لوحدك انتَ انا مالي، انا هدور علي واحد ابن حلال مش بتاع بنات واتجوزه
_ اه اعمليها، عشان اولع فيكي وفيه
= طب اتكلم علي قدك بس، عشان انتَ اخرك فاضي، ويارب نخلص ام القضيه، عشان عايزه اروح
*بدأ عز في فتح الملف وبدأت كارما في الحديث واندهش عز من ذلك التطور العظيم الذي طرأ عليها، وما ان انتهي نقاشهم ب اخلاء سبيل المتهم، حتي قال لها في ابتسامه*
_ هفضل مبسوط طول يوم عشان شوفتك النهارده
= طيب شوف حاجه تانيه تبسطك يا نحنوح عشان مش هتشوفني كتير بعد كده
_ مفيش حاجه هتبسطي زيك
*قالها وهو يغمز بينما هي لم تُعقب وغادرت المكان، ظل ينظر اليها حتي خرجت، ثم استند علي الكرسي بظهره وهو يبتسم، قد تغيرت تلك الكارما كثيرًا ولكن هذا يروق له بشده، وفي حين آخر كانت كارما في المكتب تقص علي ريهام ما حدث في المكتب*
_ وانتِ لما شوفتيه بقا حسيتي ب اي؟
= اكذب لو قولتلك موحشنيش، وحشني اوي بصراحه يا ريهام، وبصراحه حسيته لسه باقي عليا، انا كنت فكراه نسيني وشاف بنت تانيه
_ طيب نقنعك ازاي ان هو بيحبك بجد وان دي كانت غلطه منه، عادي يا كارما ما الانسان بيغلط وبيحتاج فرصه تانيه
= ما انا كنت مجروحه منه يا ريهام وكان اول خازوق برضه، ف اتصرفت بغشوميه انا عارفه
_ يعني لو رجع واتأسف هترجعيله
= هو انا ليا بركه الا عزوز برضه
_ يختي الله يرحم، ايام ما كانت سيرته مبتجيش علي لسانك غير عشان تهزأيه بس، دلوقتي بقا عزوز
= ما انا كنت فاكراه اتجوز البت الصفرا دي بصراحه لما سافر فجأه كده ، بس روح قلبي طلع مخلص شاريني
*ابتسمت ريهام علي صدقيتها التي تعلم انها تُحب عز، هي لم تقول لأحد ابدًا انها تُحبه ولكن الجميع يعرف ذلك، مر باقي اليوم بسلام حتي غادرت منزلها و وجدت رقم غير معروف يدق علي هاتفها، ف اجابت كارما علي الهاتف*
= الو، السلام عليكم
_ وعليكم السلام يا كرميلا
*وما ان وجدته صوت عز حتي اغلقت الهاتف مسرعًا في توتر لا تعلم سببه ولكنها هدأت قليلًا بعدها و وبخت نفسها علي ما فعلته، قطع تفكريها صوت رنه الهاتف مره اخري*
_ بقا بتقفلي في وشي يا كارما الكلب انتِ، انتِ عشان بقيتي محاميه مهمه خلاص هتتكبري علينا
= انتَ بترن من رقم غريب ليه
_ علي اساس انك مش عملالي بلوك علي رقمي؟
= ما انتَ تستاهل ميت بلوك، مش بلوك واحد بس
_ ما خلاص بقا يا كارما عدي الحوار دا وحياه ابوكي، كانت غلطه وندمتيني عليها 6 شهور كفايه بقا كده
= مش كفايه، دا انتَ عملتك دي المفروض تندم عليها عمرك كله، مش ست شهور بس
*اغلقت كارما الهاتف في وجهه، هي كانت تنوي قبل قليل ان تُلين له قليلًا ولكن كلما تذكرت ما فعله تستشاط غضبًا منه، بعدما اغلقت وجدت رساله علي الهاتف برقمه يقول فيها*
_ والله لاتجوزك يا كارما وغصب عن عينك وعين اهلك كمان، وابقي وريني هتقولي لا ازاي
*ما ان رأتها حتي غضبت بشده ف أرسلت لهُ رساله صوتيه وهي تصرخ قائله*
= وانتَ لو اخر راجل في الدنيا يا ابن عبد البارئ من هتجوزك
_________________________
~بعد شهرين~
= انتَ اتأخرت كده ليه يا عز الكلب انتَ، بقالي ساعه لابسه وقاعده والفستان خنقني
_ خلاص والله انا طالع اهو
*قالها عز وهو يصعد السلم المؤدي الي صالون التحميل للسيدات والتي تجلس بداخله كارما بفستان خُطبتها تنتظر قدوم عز وفي يدها طبق ارز باللبن وما ان دخل عز حتي ذهبت اليه وناولته ملعقه من الرز في فمه*
= هو دا الفيرست لوك التمام
*ضحك عز ثم امسك يديها وهو يبتسم ويقول في سعاده*
_ اي الحلاوه دي، نضفتي امتي كده
= حلاوه امك يا عز، انا طول عمري نضيفه يحبيبي
_ لا بس شكلك زي العسل بجد
= وانتَ شكلك مُز اوي علي فكره وهتخطف البنات حواليك وساعتها مش هسمي عليك يا عز يبن عبد البارئ
_ انتي بتعاكسيني ولا بتهدديني يا كارما
= بحذرك يا عزوز، خاف مني بقا
*ضحك عز ولم يُعقب ولكن عندما نظر لها وجدها قد ازدادت طولًا عن ذي قبل فقال*
_ انتِ ربنا نفخ في صورتك كده امتي.
= دا كعب يا اخويا، قولت البس حاجه تخلي طولنا قريب من بعض شويه، بدل يعني ما يجيلك انزلاق غضروفي علي آخر الفرح، بس مش عارفه امشي بيه يا عز وخايفه اتقلب علي وشي
_ لا متخافيش هسندك، بس استني عايزه اسمعك حاجه
*اخرج لها عز الرساله الصوتيه الذي ارسلتها له منذ شهرين وهي تُقسم فيها انه اذا كان اخر رجل علي الارض لن تتزوج به، نظرت له كارما بغضب*
= والله؟ انا ممكن اخد فستاني واروح بيتنا عادي، انت حر
_ لا والله خلاص، دا انا ما صدقت
*قالها عز وهو يضحك بينما اردفت كارما وهي تقول بغرور*
= دا انا وافقت بس عشان صعبت عليا من كتر ما انتَ عمال تتحايل وتتمايل وتعيط و واء واء واء وبتاع، قولت ريحي دماغك يبت يا كارما من الصداع دا و وافقي بقا وخلاص
_ ماشي يستي مقبوله منك، يلا بقا عشان هنتأخر
= عز انتَ اكدت علي الدي جي اننا هندخل علي اغنيه سالكه؟
_ قولتله اننا هندخل علي اغنيه زفت، كان مالها طُلي بالابيض يعني
= لا يا اخويا طُل بيه انتَ انا عاوزه حاجه مهيبره كده ادخل عليها
_ طيب يلا بينا يا كارما قبل ما ارجع في كلامي واسيبك و اروح بيتنا
= عز عايزه اقولك علي حاجه بصراحه
_ قولي يختي
= بصراحه انا بعترف ان انتَ اتدبست فيا خلاص كده، واني هطلع عين اللي جايبين اهلك، بس انا بحبك والله
_ اخيرًا، يا فرج الله، دا كنت يأست اني اسمعها منك يشيخه
= خلاص بقا متظيطش
_ طيب علي فكره بقا انا كمان بحبك
= طب ما انا عارفه، دا انت بقالك شهرين بتغرد بيها
_ وانتِ بقالك شهرين بتقولي نفس الكلام، بس انا مش مصدق والله اننا بنتخطب خلاص والله يا كارما
= يعني خلاص كده هسجل اسمك علي التليفون، ابو لهب اللي لبسني الدهب؟
_ بطلي بقا الحركات الناقصه دي يا كارما، خليني الولا عزوز زي ما انا
= خلاص يعم عزوز يا ملك الحظوظ يلا بقا قبل ما البوفيه يقفل وملحقوش
_ يلا يا كارما ربنا يهديكي عشان مش هستحمل كل دا والله
= اللي يشوفك وانتَ مش طايقني كده ميقولش انك كاتب ع الدعوه من برا حضور خُطبه عز وغرامه، كان عقلك فين وانتَ بتكتب كده والله
*ابتسم وهو يقول لها*
_ اي اكذب يعني طب ما انتِ غرام العز فعلًا.
“أُحِبُ ما لَا تُحبيهِ فيكِ ، فأطمئني 🖤!”
#النهايه.🦋
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غرام العز)