روايات

رواية غرامة غدر الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم شاهندة

رواية غرامة غدر الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم شاهندة

رواية غرامة غدر الجزء الثالث والثلاثون

رواية غرامة غدر البارت الثالث والثلاثون

غرامة غدر
غرامة غدر

رواية غرامة غدر الحلقة الثالثة والثلاثون

___الجميع فى عيني.. قمر ____
كانت تجلس على الأرض تستند بظهرها إلى الحائط تضم ركبتيها إلى صدرها تخفى وجهها الباكى،يرتعش جسدها بقوة ..بينما وقف هو عاجزا عن مواساتها وكيف يواسيها وهو أعلم بجُرح الغدر وخيبة الأمل عندما يعتمد المرء على نبضاته فى الحُكم على البشر يركض إلى أحبته بأذرع مفتوحة فتصدمه جدران أقاموها من غدر وظلم وقسوة..وقتها يُصاب بالعجز فلا يستطيع سوى الصمت وتمنى الردى،فالخذلان أقوى خنجر قد يُطعن به المرء..يتركه جرحه على مشارف الموت يلفظ أنفاسه الأخيرة.
-قمر !
قالها وهو يمد يده إليها فزادت إرتعاشة جسدها دون أن تنظر إليه.
-وغلاوتى عندك..طب وغلاوة تيام بصيلى.
لم تجبه مجددا ولكن شهقاتها التى زادت كانت بمثابة طعنة لقلبه أدمته على الفور،لم يستطع الاحتمال أكثر فتقدم تجاهها وركع أمامها يسحبها من ذراعها إلى صدره ويضمها بقوة قائلا بلوعة:
-مصممة تضعفى وتنهارى يبقى تنهارى جوة حضنى.
زاد نشيجها فصار أنينا يُدمى القلب ..أغمض عيناه قائلا بألم:
-ماهى لو كانت كويسة كنت قلت تستاهل دموعك الغالية دى لكنها شيطانة ومن رحمة ربنا علينا انها مقدرتش تإذينا.
خرجت من حضنه قائلة بمرارة:
-مقدرتش تإذينا؟!!كل السنين اللى ضاعت من عمرنا واحنا بُعاد عن بعض ده مش أذو لينا؟!قتلها لماما حنان وماما فاطمة وبابا ده مش أذو لينا؟!كان ناقص تعمل إيه كمان ياأكرم؟
طالع عيونها بحزم قائلا:
-كان ممكن تاخد روحنا لما تقتل ابننا ياقمر.
شحب وجهها وهى تتخيل ما كان ليحدث ان استطاعت تلك الحية أن تقتل طفلها،ليمسك (اكرم)بيديها بين يديه قائلا:
-ربنا كان أرحم بينا من البشر ،جمعنا من تانى وحفظلنا ابننا من كل شر والمجرمة خدت جزائها وأكيد هتتعدم..هنعوز ايه تانى؟
اغروقت عيناها بالدموع وهي تقول:
-أنا اللى سبتها من غير عقاب وساعدتها تإذى كمان وكمان لما داريت عليها ..أنا السبب فى انها كانت لغاية النهاردة حُرة ..تظلم وتإذى وتدمر..أنا يااكرم شريكتها فى كل حاجة عملتها لانى سكت على بلاويها.
قال(أكرم)بألم:
-اتصرفتى بطيبة قلبك وده مش عيب فيكِ ياحبيبتى ..العيب فى البشر اللى بيستغلوا طيبة الناس اللى زيك ويإذوهم .
تركت يديه وهى تمسح دموعها ليردف هو قائلا :
– تعرفى ايه اللى محيرنى بجد؟
طالعته بعيون عاجزة حائرة حزينة فأردف قائلا:
– تصرفك انتِ ياقمر.
-تصرفي؟!قصدك إيه؟
-انتِ ليه فضلتى ساكتة وأنا بعذبك وباجى عليك؟ِ مع انك عارفة ان ملكيش ذنب فى موت عمتى فاطمة.
أطرقت برأسها قائلة بألم:
-لإن من جوايا كنت عارفة انى مذنبة..مكنش ينفع اسيبها تسوق وهى فى الحالة دى ..ولما نزلت واتاكدت ان ماما ماتت مكنش ينفع أسيب اللى خبطتها متاخدش جزاءها حتى لو مكنتش تقصد زي ماكنت فاكرة،ومكنش ينفع أسيبها وأمشى كان لازم أستنى لغاية الاسعاف ماتيجى وتاخدها وافضل معاها لغاية ماتندفن..دى أقل حاجة كنت أعملهالها بعد كل اللى عشته معاها..وعملته عشانى.
عادت للبكاء بحرقة فضمها إلى صدره مجددا وهي تردف:
-مش هقدر أسامحها لإنها حرمتنى من أمى وحرمتنى حتى أكرمها لمثواها الأخير بحجة ان عندها انهيار عصبي وطبعا فى حالتها مقدرتش أسيبها لوحدها لحد ماعرفت انهم قيدوا القضية ضد مجهول ودفنوا ماما فى مقابر الصدقة.
ربت على ظهرها قائلا بحزن :
-اهدى ياقمر ومتقلبيش فى اللى فات ..كفايانا وجع.
خرجت من حضنه قائلة بألم امتزج بالحزم:
-لا ههدى ولا هرتاح غير لما أشوفها .
عقد حاجبيه قائلا:
-تشوفى مين؟!
قالت بكره:
-رجاء..لازم أشوفها ياأكرم وأتكلم معاها.
لم يستطع الجدال معها وهى فى تلك الحالة فصمت حتى تهدأ فتغير رأيها …أو هكذا يأمل.
______________
الجمال ليس جمال الملامح قدر ماهو جمال الروح والسريرة،فما الجمال إلا غلاف يضم قلباً إما طاهراً أو خبيثاً..قد يزهو المرء بالحسن والمال والقوة ولكن كل هؤلاء إلى زوال محتوم إن إستند على قلب خبيث خلا من الحب و الرحمة وتشبع بالغدر والخيانة.
تقدمت بأقدام مرتعشة إلى تلك الحجرة التى ستلتقى فيها بمن كانت فى يوم من الأيام احدى كنوزها فظهر زيف الكنز وأضحى أحجارا بالية تُلقى فى الأرض وتُطاء بالأقدام.
ما إن رأتها (رجاء)حتى هرعت إليها تمسك بيدها قائلة بدموع مزيفة صارت(قمر) تُدرك زيفها اخيراً:
-شُفتى ياقمر،شفتى اكرم عمل فية إيه؟عملى فخ ورمانى فى السجن مع المجرمين ..خالتك ياقمر..أمك التانية قاعدة فى تخشيبة قذرة مع ناس مش قادرة أوصفلك مناظرهم ولا ريحتهم….
نفضت (قمر)يدها عنها فطالعتها (رجاء)بصدمة بينما طالعتها (قمر)بقسوة غريبة عنها شعرت بها تغزو كيانها بالكامل ما ان لمستها تلك الحية فتراءى لها كل أفعالها الشنعاء بعائلتها..لتقول ببرود قاس:
-اتعودى على التخشيبة القذرة دى يامدام رجاء وياريت متشتميش زمايلك ولا تعيبى فيهم عشان لو عرفوا أكيد هيزعلوا ومش بعيد يإذوكى.
شحب وجه (رجاء)وهي تقول:
-معقولة انتى قمر؟معقولة بتكلمينى أنا بالشكل ده وبتهددينى كمان؟
قالت(قمر)بكره:
-مستنية منى ايه بعد ماطعنتينى فى ضهرى وخطفتى ابنى وكنتِ عايزة تموتيه؟مستنية منى ايه بعد ماقتلتى كل حد عزيز علية ؟انتِ ايه ..شيطانة؟!ازاي طاوعك قلبك تعملى كل ده؟
قالت(رجاء)بغل :
-لو كنت شيطانة فالسبب أبوكِ..أبوكِ هو اللى ورا كل عمايلى دى.
لوت شفتيها بمرارة مردفة:
-متتصدميش قوى كدة..أبوكِ ده كان حب عمري كله..الراجل الوحيد اللى اتمنيته بس هو محبش غير حنان ..اتجوزها وسابنى أنا..شلت حسرتى جوة قلبى وحاولت اكمل حياتي بس اكتشفت ان قلبي مات فى اليوم اللى اتجوز فيه منير واحدة غيرى حتى لو كانت أختي،حاولت احب من تانى وفعلا قربت من حافظ وقرب منى لكن برضه مشافنيش وحب صاحبتي وكأنى مستاهلش اكتر من انى اكون صاحبة لكن زوجة أحب وأتحب مينفعش..شلت كسرتي جوايا من تانى واتجوزت ..جوزى كان حيوان بس ربنا رحمنى وخلصنى منه ..وقتها الكره فى قلبي بقى جحيم لازم أطفيه ..ومش هيطفى ناري غير انى آخد حقي وحقي كان منير..موت أختي بإيدي واتجوزته بس فضل مش شايفنى وعايش على أطلالها وكأنه مش شايف غيرها،الكره قاد فى قلبي نار من تانى..وخصوصا انى عرفت انه كان متجوز الخدامة عشان يخلف منها ..طب ماانا كنت قدامه ..فضلها علية ليه؟
اتسعت عينا(قمر)بإستنكار قائلة:
-ازاي يتجوزك وهو متجوز أختك؟ده حرام اساسا وحتى لو مش حرام ازاي تقبلى تقاسمى اختك فى جوزها.
قالت(رجاء)بمرارة :
-عشان بحبه..كنت مستعدة حتى أكون له عشيقة بس أحس انه ملكي وانه بيحبنى..كنت مستعدة أعمل أي حاجة بس يكون معايا.
قالت(قمر)بذهول:
-انتِ أكيد مجنونة!!
قالت(رجاء)بجنون:
-انتِ بالذات متتكلميش مش كنتى عشيقة اكرم ..الحب بيخلينا ضُعاف قوى،وبنعمل عشانه اللى عمرنا مانتخيل فى يوم اننا نعمله.
قالت(قمر):
-لما الحب بيضعف صاحبه مبيكونش حب .. الحب الحقيقى مبيضعفش ..انا عمرى ماكنت عشيقة لأكرم،هي لحظة ضعف واحدة دفعنا تمنها عمر بحاله عشناه فى فراق وعذاب ومرار..غلطة فرقتنا عن بعض هفضل أندم عليها العمر كله..عقاب ربنا لينا بسببها كان كبير قوى..لو مكناش غلطناها لا هو كان افتكر انى اتسليت بيه ولا انا كنت افتكرت انه اتخلى عنى بعد ماوصلى..كنا بقينا لبعض رغم مكرك وغدرك..لكن ربنا جزانا على غلطتنا.. ويمكن عشان طلبنا رحمته اللى وسعت كل شيء رجعّنا لبعض وكان ممكن ميرجعناش ويفضل معاقبنا ..يمكن عشان عارف طيبة قلبي سامحنى.. لا روحت زيك وانتقمت ولا قتلت ولا غدرت..بس لجأتله بالصلاة والدعاء والبكا فاستجاب..و هفضل أشكره على فضله ورحمته بية لغاية ماأموت..فرق كبير بينا يامدام رجاء،فرق بين حد غلط غصب عنه وطلب السماح فاستجاب له ربه بعد ماعاقبه فى الدنيا وحد غلط عن قصد ولسة بيكابر وعقابه هيكون دنيا وآخرة..جهنم وبئس المصير.
قالت(رجاء)بغل:
-متفرحيش قوى كدة ..ومتفتكريش انى هسيبك ترتاحى معاه ..قبل مااموت هقتلك وأحرمه منك.
قرنت كلماتها الأخيرة بإنقضاضة قوية على( قمر )تمسك بتلابيب عنقها ،تحاول أن تخنقها بينما تقاوم(قمر)بكل قوتها تنفض عنها صدمتها،ليقتحم(اكرم) الحجرة فى تلك اللحظة مع الضابط المُكلف بالقضية والعسكري،يخلصا(قمر) من يد مجنونة بدا وكأن مس أصابها عندما لم تستطع قتل(قمر)لتصرخ بجنون:
-سيبونى أموتها ..مش هسيبك تتهنى معاه ياقمر..هقتلك وأقتله وأقتل تيام..انتوا اللى موتوا ابنى بحسرته..والله ماسيباكم.
دفنت (قمر)وجهها فى صدر (أكرم)تبكى بقوة بينما يحاول الضابط والعسكري السيطرة على هياج تلك المرأة،ليشير الضابط ل(أكرم )بالخروج فضم (قمر)إلى جانبه يسحبها للخارج ..يحمد الله انه طلب من الضابط مراقبة الحجرة ومتابعة اللقاء بينهما من الحجرة المجاورة وإلا ضاعت منه (قمره)…إلى الأبد.
__________________
كانا يجذبانها كل من يد،يُصران على أن تغمض عيناها كي لا تفسد مااعدا لها من مفاجأة بينما هى تصر على معرفة السبب وراء مايفعلانه..حتى وصلوا إلى المكان المنشود وهناك طلبا منها ان تفتح عيناها وإذا بحوض زهور البنفسج وقد تفتحت أزهاره الجميلة لتسر الناظرين،اتسعت عيناها بسعادة بينما همس صوته جوار أذنها قائلا:
-جميلة قوى.
هلل الصغيران بينما ابتسمت وهو يتقدم خطوة ليصير جوارها متطلعا إلى الزهور فطالعتهم بدورها قائلة:
-مكنتش متخيلة يطلعوا بالجمال ده،فرق كبير قوى بين احساسي وأنا بزرعهم واحساسي دلوقتى وأنا شايفاهم قدامى وكأن عمر بحاله مرّ .
مال تجاهها قائلا بندم:
-آسف لانى أجبرتك تزرعيهم وقتها ،أكيد كان الموضوع صعب عليكِ، وآسف لانى ظلمتك كتير وجيت عليكِ..أنا كنت بموت كل مابإلمك بس غصب عنى..كانت جوايا نار افتكرت انى بطفيها بأذيتك بس اكتشفت انى بأذى نفسي معاكِ.
نظرت إليه قائلة:
-اللى فات لازم ننساه بكل جراحه وألامه ونعيش السعادة اللى استنيناها كتير.
لتمسك يده بحب مردفة :
-أنا ماصدقت لقيتك ..انت متعرفش حياتي من غيرك كانت عاملة ازاي.
ضم أنامله على كفها الرقيق قائلا:
-أنا من غيرك مكنتش عايش أساسا..روحى كانت مفارقانى ورديتلى يوم مارجعت وشفتك..ورغم كل الوجع كان كفاية علية وجودك جنبى يحسسنى انى خلاص بقيت بالوطن.
اطرقت رأسها بخجل ثم رفعت وجهها إليه قائلة:
-أكرم ..فيه سؤال محيرنى.
طالعها بإستفهام فاردفت:
-انت ازاي عرفت ان خالتى هي اللى ورا خطف تيام وازاى وصلتلها.
قال(اكرم)وقد قست ملامحه عند الحديث عن تلك المراة اللعينة:
-من البداية وانا مش مرتاحلها ..ولما قريت جواب باباكِ عرفت قد ايه شرها من غير حدود..وبعد مااتخطف تيام ولانى عارف انها بتعتبره حفيدها وبتحبه ومستحيل تإذيه مشكتش فيها فى البداية بس رد فعلها وثباتها الانفعالى رغم ان اللى اتخطف حد بتحبه شككنى فى الموضوع وحبيت اقول جملة كدة وأختبر رد فعلها واول ماقلتها شحوب ملامحها وخوفها اللى بان على عنيها قالى حاجة واحدة وبس ..ان هى اللى ورا الموضوع ده.
قالت (قمر)بحيرة:
-جملة ايه دى؟
-لما قلت ان المجرمين اكيد هيقتلوه عشان ميشهدش عليهم..هى عارفة ان تيام بيرسم كويس وطبعا غاب عن بالها وجملتي فكرتها وخوفتها ماهو حتى لو مشافهاش ورسم المجرمين وقبضوا عليهم هيشهدوا عليها وتروح فى داهية..المهم راقبتها وماخيبتش ظني..فى نفس اليوم راحتلهم عشان تتفق معاهم اتفاق جديد ينقتل فيه تيام بعيد الشر عنه.
قالت(قمر)بحب:
-مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه وأتصرف إزاي .
-هو انتوا هتفضلوا واقفين كدة كتير ؟مش سمعنا كلامك ياسى بابا وجبنا ماما تتفرج على الورد،إسمعوا بقى انتوا كلامنا وودونا لفارس وسارة أصل وحشونا قوى.
تبادل كل من (اكرم)و(قمر)نظرات دهشة مالبثت ان تحولت لضحكات من القلب بينما مال (تيام)على أذن (شمس)قائلا بلهجة ذات مغزى:
-انتِ مش قلتى ان فارس اللى وحشك وعايزة تشوفيه.
وكزته فى جانبه قائلة:
-لأ ..أنا قلت فارس وسارة.
فرك رأسه بحيرة قبل أن يهز كتفيه ويتطلع إلى وجه والدته الذى شع بالسعادة فقط فى حضرة هذا الرجل ….أكرم…أباه.
________________
تشبهين القمر إسماً وفعلاً فبينما ينير القمر عتمة السماء تنيرين أنتِ… عتمة قلبي.
تزينت الحديقة بالزهور والأضواء وحُمّل الهواء بنسمة منعشة صافحت الوجوه وحملت ابتسامة إلى الشفاه تزامنا مع مرأى العروسين يرقصان على نغمات أغنية رومانسية رقيقة يحيط بهما ملاكين صغيرين ينثران الورود عليهما.لم يكن الملاكين سوى (تيام و شمس)اللذان بدت السعادة على وجهيهما وانضم إليهما بعد قليل (فارس و سارة)ينثران الورود بدورهما.
ابتسمت (قمر)وهي تلقى بنظرة حانية تجاه الأطفال ،لتسمع(اكرم)يصدر صوتا يدل على الرفض..طالعته بحيرة فقال بحب:
-النهاردة مفيش مجال لحد تانى فى حياتك يجذب انتباهك غيرى..متهتميش بغيرى ومتضحكيش لغيري واوعاكِ عنيكى الحلوين دول يبصوا لحد غيري أنا..حبيبك أكرم.
طالعته بحب قائلة:
-النهاردة بس؟
ابتسم قائلا:
-لو علية هقولك طول العمر بس عارفك..الأطفال حبهم بيجرى فى دمك وأنا راضى أشاركهم فيكِ بس خدى بالك لو زودوها هنسى انى أبوهم وأخدك وأروح فى مكان ميبقاش فيه حد معاكِ غيري.
قالت بخجل:
-زي الكوخ اللى صممت نقضى فيه ليلتنا.
شاب صوته الحنين وهو يقول:
-الكوخ ده مش بس بيت ليه سقف وجدران..الكوخ ده حكاية طويلة عشناها فيه..ضم كل لحظة حلوة كانت بينا ..تعرفى لما رجعت وخليتك تسكنى فيه..مكنش عقاب ليكِ قد ما كان محاولة منى بحاول افكرك بيها باللى كان بينا..قلت جايز ذكرياتنا تعرفك قد إيه حبيتك ووقتها قلبك يلين وتحبينى انتِ كمان زي مابحبك.
-عمرى مانسيت ولو للحظة حبى ليك ولا قدرت أكرهك ..الكوخ صحيح كان برد بس كل ذكرى لينا فيه كانت بتدفينى وكأنى كنت حابة أعيش قصة حبنا من جديد حتى لو وهم.
ابتسم بحب قائلا:
-أهو كان لازم الكوخ يخلص قبل الفرح عشان حبيبتي مرة قالتلى زمان انها نفسها نتجوز فى المكان ده بعد مانجدده ونصممه على مزاجنا..وقتها قالتلى هنخليه زي كوخ من الأحلام او القصص الخيالية اللى بتقراها..شبابيكه من الإزاز اللى بتطل على مساحة كبيرة من النبات الأخضر والورود ومن جواه هيكون بسيط زي ماهو سرير وكنبة وطرابيزة ودفاية..وكأنه حضن دافى يضمنا فى ليلة العمر وده اللى عملته ..وضبته زي ماحبيبتي حلمت ..حققتلها حلمها زي ماحققتلي حلمي وبقت مراتى وحبيبتي وأم إبني.
قالت (قمر)بعيون شعت بالحب:
-انت حققت كل أحلامي لما خليتنى حبيبتك ياأكرم .
قال(أكرم):
-أنا بقول كفاية عليهم كدة ونروح الكوخ..الجو برد وانا عايز أشغل الدفاية.
-لأ طبعا ..أنا ماصدقت يتعملى فرح وبعدين انت بتشتغلنى يااكرم برد ايه اللى فى أغسطس؟
ضمها إليه أكثر وهو يضع وجنته على وجنتها يهمس بأذنها بأنفاس حارة لفحتها:
-قلبي اللى بردان فى عز الحر مش هيدفيه ولا هيريحه غير حضنك ياقمري.
أغمضت عيناها تقاوم مشاعر ثارت بكيانها هامسة بدورها:
-عشان خاطر قلبك نكمل الرقصة ونروح على الكوخ ياقلب قمرك.
أغمض عيونه بدوره يدفن رأسه فى عنقها ..يتنعم بحضور محى آهات الغياب.
بينما قال(صادق):
-اكرم إتجنن،أخدها فى حضنه قدام الناس ومش صابر يجمعهم اوضة.
قالت(امنية):
-هييح..الحب ياصادق مخليهم فى دنيا تانية مفيهاش غيرهم،لا شايفين حد ولا حاسين بحد.
لتطالعه قائلة بنبرة ذات مغزى:
-عقبالنا ياأخويا..مش ناوى نرقص مرة كدة قدام الناس.
قال(صادق):
-اهو طول ما انتِ بتنادينى أخوكِ هيكون آخرنا نمسك ايد بعض قدامهم.
قالت بحنق:
-طب واللى عايزة ترقص دلوقتى تعمل ايه؟
كاد (صادق )ان يقول شيئا ولكن وصول (فارس) إليهما قاطعه وهو يقول:
-يلا يابابا تعالوا ارقصوا مع طنط قمر وعمي اكرم.
ليمسك يد(امنية)قائلا:
-يلا ياماما.
توقف خافقها واحتبست أنفاسها وهي تطالعه بعيون مصدومة تردد كلمته بصوت مرتعش النبرات:
-ماما !
ضم كفها بقبضته الصغيرة وهو يقول بحب:
-اللى تدى حنان بالشكل ده نبوس التراب اللى تمشى عليه..مش هم بيقولوها كدة؟
أغرورقت عيونها بالدموع وهي تقول:
-لا كدة كتير علية .
لتضمه بقوة قائلة:
-أنا بحبك يافارس.
ضمها بدوره قائلا:
-وانا بحبك ياماما.
انضمت إليهم (سارة)فى تلك اللحظة تضمهم بدورها قائلة:
-وأنا كمان بحبكم.
حانت من (أمنية)نظرة إلى زوجها الذى دمعت عيناه وهو يطالعهم ليقول بحنان:
-أنا بقول نروح نرقص قبل ما أعيط وألم عليكوا الناس.
ضحك الجميع وساد الجو مرح وحب محى كل ألم الماضي وترك الحاضر سعيدا يخبرهم أن المستقبل مشرق وسماءه صافية كضحكاتهم …تماماً.
_____________________
فى فرح (هند)و(عبد الله)..
أهو جالك يا بت
ريح بالك يا بت
اهو جالك من بعيد
جايبلك فستان جديد
اهو جالك يا بت
ريح بالك يا بت
إعملى له حلة محشى
يسقط فيها ما يطلعشى
مالت (امنية)على أذن (قمر)قائلة:
-هو مين اللى يسقط فى حلة المحشى وميطلعشى.
وكزتها (قمر)قائلة:
-اسمعى وانتِ ساكتة.
اهو جالك يا بت
اهو جالك يا بت
ريح بالك يابت
بكرة يأستك الاساتك
بالدهب يملى دراعاتك
ويعوض كل اللى فات
واهو جالك يا بت
ريح بالك يا بت
خدى بالك منه وهنيه
واللى يعوزه قوام اديه
واما يموت هاتورثيه
واهو جالك يا بت
ريح بالك يا بت
مالت(أمنية)قائلة:
-كدة الموضوع مايتسكتش عليه أبدا..يأستك الاساتك واما يموت هتورثه دى داخلة على طمع بقى.
طالعتها (قمر)قائلة :
-دى أغنية ياحاجة..هزاااار..ألطم يانااااس.
ضحكت (أمنية)فطالعتها بعض النسوة بحنق لتضع يدها على فاهها بينما يقلن..
اطبخيله الصبح بطة
واطبخيله العصر بطة
كترى يا بت الشطة واهو جالك يا بت..ريح بالك يا بت
نظرت (أمنية)إلى (قمر)التى تحدتها بعينيها ان تقول كلمة واحدة.
هلل الجميع حين أشار (عبد الله)لعروسه ان تنظر إلى النيل..فرأت هي والحضور كلمة (بحبك) على ضفاف النيل بعد ان طلب (عبد الله)من احدى الشركات تنفيذ الفكرة باستخدام مركب شراعي ولمبات إضاءة ليفاجئ عروسه بها وقد فاجأها بالفعل لتغشى عيونها دموع السعادة بينما تحسدها النسوة على زوج مثل(عبد الله)يفعل جلّ مافى وسعه لإسعادها لترسم هي قلب وتهمس قائلة:
-انا كمان بحبك.
ابتسم (عبد الله )وكاد ان يقول شيئا ولكن بعض الرجال اخذوا بيده ليرقص معهم رقصة التحطيب.
قال(صادق)ل(أكرم):
-الفرح حلو قوى مكنتش اتخيل ان الافراح فى الصعيد بالجمال ده.
قال (أكرم):
-الصعيد له سحره وجماله واصالته اللى بتبان فى كل حتة فيه..حتى ناسه وعاداته وتقاليده..بتحس ان انت حقيقي فى وطنك وسط أهلك وناسك.
قال(صادق):
-كان نفسى آجى هنا من زمان ولما الحاج فاضل عزمنا على فرح بنته مترددتش ثانية واحدة.
قال(اكرم):
-من اول ماشفت عبد الله وأنا قلت انه الوحيد اللى هيقدر يوصل لقلب هند واهو حصل..شوف فرحانين ازاي.
قال(صادق):
-الحمد لله يااخويا انه وصل لقلبها والا كنت هتلاقيها كل يوم والتانى عندك لغاية ماتخليها زوجة تانية وياويلك بقى .
ابتسم (أكرم) وهو يطالع التى جلست بعيدا بعض الشيء عنهم وسط النسوة تصفق معهم وتغنى بسعادة فيرف قلبه لسعادتها..قبل ان يقول بحب:
-الستات كلهم فى عيني قمر وبس والحب فى عيني قمر وبس والجواز فى عيني…
-قمر وبس..عرفنا ياسيدي،ربنا يهنيكم ببعض.
كاد (أكرم)ان يتحدث ولكن قاطعه (عبد الله)وهو يدعوه لآداء رقصة التحطيب معه فاعتذر (أكرم)قائلا:
-خد صادق ..أستاذ فى التحطيب.
ابتسم (عبد الله)ساحبا (صادق)إلى الدائرة التى اجتمع حولها الجميع ليقول (صادق)بغيظ:
-بتسلمنى تسليم أهالى ياكيمو
..مردودالك.
اتسعت ابتسامة (أكرم)بينما منح (عبد الله)ل( صادق)العصا وبدأ فى الضرب عليها،بادله (صادق )بعض الضربات بحنكة تعجب لها (أكرم)فزالت بسمته وفغر فاهه بدهشة ثم سأله بعينيه (من اين لك بهذا؟) فاجابه بمرح وهو يتفادى ضربة(عبد الله):
-من المسلسلات ياجدع.
ضحك (أكرم) بقوة..بينما قالت النسوة:
-الرجالة عيحطبوا .
استدارت (امنية)برأسها تجاههم فوجدت زوجها يمسك العصا أمام(عبد الله)لتقول بجزع:
-إلحقى ياقمر بينهم هيضربوا صادق.
كتمت (قمر)ضحكتها وهى تقول:
-هيضربوه إيه بس دول بيرقصوا بالعصيان..رقصة التحطيب،وبعدين يضربوا مين ده الظاهر جوزك كان صعيدى متخفى واحنا مش عارفين.
قالت(أمنية)بعيون لمعت اعجابا:
-تصدقى معاكى حق،ده الراجل طلع عنده مواهب مستخبية ولازم يشاركها معايا النهاردة.
قطبت (قمر)جبينها فى حيرة قائلة:
-يشاركها معاكِ ازاي يعنى؟
أفاقت من تاملها له قائلة بإرتباك خجول:
-متعلقيش على كلامى ياقمر،الظاهر خدت ضربة شمس أصل الصعيد نار يااختى نااااار.
طالعتها (قمر)بدهشة فالصعيد قد يكون حارا جدا بالفعل ولكن ليس فى تلك الايام مطلقا،وقبل ان تقول شيئا قالت (امنية)وهى تنهض :
-أنا هروح أغسل وشى بشوية مية.
ثم أسرعت بالمغادرة،لتتابعها (قمر)بعينيها قبل ان تبتسم قائلة:
-مجنونة.
حانت منها نظرة لزوجها فوجدته يتأملها بعشق،قال لها دون صوت:
-وحشتينى قوى.
فابتسمت بخجل قائلة:
-وانت كمان.
أشار لها بالهرب ومغادرة المكان فاتسعت ابتسامتها خجلا وهى تهز رأسها نافية قبل أن تقول بهمس:
-بحبك يااكرم.
ليقول بهمس مماثل:
-وانا بعشقك ياروح أكرم.
تمت بحمد الله

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غرامة غدر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى