روايات

رواية غابت شمسها الفصل السابع 7 بقلم مايسة ريان

رواية غابت شمسها الفصل السابع 7 بقلم مايسة ريان

رواية غابت شمسها الجزء السابع

رواية غابت شمسها البارت السابع

غابت شمسها
غابت شمسها

رواية غابت شمسها الحلقة السابعة

قضت مرام طوال الليل تراقب الرسالة لترى ان كان فودة قد فتحها أم لا وعندما أستيقظت فى الصباح كانت اثار قلة النوم بادية على وجهها .
جلست على مائدة الأفطار مع صالح ووالدها وقد أرتدت كامل ملابسها أستعدادا للسفر بعد الأفطار مباشرة فى حين ظلت زوجة أبيها فى حجرتها وقد تناولت أفطارها هناك شعرت مرام بوجود فتور بين صالح ووالدها وكان بالتأكيد سببه معرفة صالح بأن والدها قد ضربها .
لاحظ صالح قلة شهيتها للطعام ووجهها المرهق وبعد أن انصرف والدها عن المائدة سألها
– هل أنت بخير تبدين شاحبة هذا الصباح
أبتسمت له
– أنا بخير .. فقط لا أستطيع أن آكل الكثير معدتى تتأثر بالسفر .
مال عل المائدة وربت على يدها
– لا أريدك أن تقلقي من شئ .
ثم أخرج بطاقة أئتمان ووضعها أمامها
– ستشترين كل ما ترغبين به .
نظرت الى بطاقة البنك ومن ثم اليه وقالت
– أعطتنى خالتى نهال بعض المال واتفقنا أن أعيده لها بعد أن أحل الوديعة .
– دعي الوديعة كما هى .. ستصبحين زوجتي .. وكل ما هو لي سيصبح لك … فلا فرق بيننا .
ترددت للحظات ثم أخذتها ووضعتها فى حقيبتها وسألته
– ألن تحدد لي مبلغ معين للأنفاق .
أبتسم لها بمرح
– لا .. أنا أثق بحسن تقديرك .. وأريد بشدة أن أشتري لك كل ما ترغبين به .
أبتسمت له أبتسامة صادقة لأنها شعرت بمدى صدق مشاعره تجاهها .
– وقبل أن نذهب .. لقد طلبت منى نهال أن أن أطلب منك أن تذهبي اليها فى حجرتها لتقول لك شئ رفضت أن تطلعنى عليه .
ثم غمز لها متابعا وهو يقف
– يبدو أنها أمور نسائية .. سأحضر السيارة وأنتظرك بالخارج .
****
كانت أبتسامة نهال باهته وليست مرحبة وودودة كعادتها
سألتها مرام
– كيف حالك اليوم ؟
– بخير .. الحمد لله .
شعرت مرام بعدم الراحة وهى تقف هكذا فى حين تابعت نهال بصوت مجهد
– أحببت أن أراك قبل السفر لألفت نظرك لشئ ما .
ثم تنهدت وقالت
– أعلم أنك عشت فى مجتمع منفتح بعض الشئ واعتدت على طريقة معينه سواء فى اللبس أو التصرفات .. ولكن وضعنا هنا مختلف .. مجتمعنا محافظ فأرجو أن تراعي هذا الأمر وأنت تنتقين ملابسك .. فيجب أن تكون مناسبة وعلى قدر من الحشمة .
أحمر وجه مرام غضبا وقالت بجفاء شديد
– عذرا .. ولكننى لا أسمح لأحد بأن يعطي ملاحظات على طريقتي فى أختيار ملابسي .
– حتى وان كان زوجك ؟
– طلب صالح الزواج مني وأنا كما أنا ولم يعترض مرة على ما أرتديه .
– سوف يعترض .. أنا أعرفه جيدا .. هو فقط يتوقع منك حسن التفكير بهذا الشأن .
ردت ببرود
– عندما يفعل .. سيكون هذا بيني وبينه .
صمتت المرأة الأكبر سنا ولم تقل شيئا فقالت مرام وهى تفتح حقيبتها وتخرج رزم النقود التى سبق لنهال وأن أعطتها اياها ووضعتها عل الكوميدو بجوار الفراش
– وشكرا ..لم أعد بحاجة اليهم .. سيعطيني صالح ما أريد .
هزت المرأة رأسها بصمت فشعرت مرام بالقلق وهى ترى وجهها قد صار أكثر شحوبا وعندما خرجت من الغرفة ذهبت الى المطبخ وطلبت من أم عبيد قائلة
– هل لك أن تذهبي الى حجرة خالتى نهال .. قد تحتاج الى شئ ما فهى تبدو متعبة .
وقبل أن تنهي مرام جملتها كانت المرأة تهرول الى غرفة سيدتها , وقفت مرام للحظات تؤنب نفسها على طريقتها فى معاملة زوجة أبيها وبدأ يخزها شعورا بالذنب تجاهها .. لقد زادت عن حدها وتمادت فى المشاكسة .. ولكن والدها هو السبب .. هو من فجر حقدها عليهم جميعا .
– ماذا بك ؟
لم تلاحظ أنها قد صعدت الى السيارة وجلست بجوار صالح والكدر جليا على وجهها
وسألها
– هل قالت لك نهال شيئا ضايقك ؟
أبتسمت له على الفور وقالت صادقة
– شقيقتك أمرأة طيبة .. لا يمكن أن تقول شيئا يغضب أحدا .
أبتسم صالح بأرتياح وقال بحب
– نعم هي كذلك .. قلبها عليل وبرغم علته الا أنه يحمل من الحب والحنان ما يسع الأرض وما عليها .. كانت لي نعم الأم طوال عمري .. حتى أننى لم أفتقد وجود أمي الحقيقية أبدا .
سألته وقد أكتشفت أنها لم تسأله مرة عن أمه
– متى توفيت ؟
رده أصابها بالذهول
– منذ عامين .
– وكيف ذلك ؟
– حكايتي تشبه حكايتك الى حد ما .. فبعد ولادتى بعام قررت أمى والتى كانت جميلة ومن أسرة ثرية أنها أكتفت من العيش فى الفقر ورعاية طفلة عليلة الصحة طوال أثنى عشر عاما وتريد أن تلحق الباقى من شبابها فتركتني وشقيقتي لأبي وعادت الى أسرتها وتزوجت مرة أخرى .
سألت وهى تشعر بالكره لتلك المرأة التى تشبه أمها بأنانيتها
– وماذا فعلتم معها ؟
رد ببساطة
– لا شئ .. لقد عمل والدي واجتهد فى عمله حتى نجح واستطاع أن يعطينا حياة طيبة كريمة وكنا سعداء .. أنهت شقيقتى الجامعة ثم تفرغت للعناية بنا وبي أنا خاصة .
– ووالدتك .. هل أختفت تماما من حياتكم ؟
– كنا نراها من وقت لآخر .. ولكن زوجها كان غيور ومتطلب جدا فقللنا من زياراتنا لها حتى أصبحت شحيحة جدا ولكننا ظللنا على علاقة جيده بها وبأخواتنا الآخرين الى أن توفيت .
سألته بفضول
– ألم تتاثروا بما فعلت .. فقد تخلت عنكم ؟
– تأثرنا بالتأكيد ولكن الحياة يجب أن تعاش .. والعمر فى كل الأحوال سيمر مهما حدث وسنكبر.. فلما نقف عند عقبة واحدة ونجعل الزمن يعبر من فوقنا ونحن نبكي على شئ لا نستطيع اصلاحه .. يجب على الأنسان أن يتكيف مع الحياة ويجد لنفسه أكثر من طريق ولا يستسلم لأول حائط سد يجده فى وجهه ولا نسمح للمآسي أن تخرج أسوأ ما فينا .
هزت رأسها وقالت بشرود
– نعم معك حق .
فلسفته راقت لها ولكن هل هى واقعية .. هل يقدر الأنسان على أن يتجاهل آلامه النفسية وتأثير المحيطين به ويعيش حياته كما يجب أن تعاش ؟.. يهنأ ويسعد ويتعامل بطيبة مع جحود الناس وأنانيتهم ويدعي أن لا شئ من كل هذا يؤثر فيه ؟
– أظن أنه يجب أن يكون الأنسان اما باردا ولا مبالي أو ملاكا ليستطيع أن ينجح بتخطي كل ذلك .
لم تعرف أنها عبرت عن أفكارها بصوت عالي الا عندما سمعته يقول
– غير صحيح .. أنا لا أقول اننى لم أتأثر وشقيقتى بما حدث .. فكثيرا ما كنت أشتاق لوجود أمي وأشعر بالغضب منها أحيانا لأنها تركتنى ولم تعطنى فرصة معرفتها والأحساس كأي طفل بحضنها ليلا وأنا فى فراشى مريضا أو خائفا .. وكثيرا ما كنت أكره الذهاب لزيارتها لشعور الغيرة الذى كان ينتابني وأنا أراها مع أطفالها الأخرين ولكن أبى كان موجودا من أجلنا يتحدث الينا ويستمع منا .. وأذكر مرة عندما وجدنى أبكي بعد رجوعي من زيارة لأمي وكنت حينها فى التاسعة من عمري .. سألنى ان كنت الوحيد بين رفقائي فى المدرسة الذي هجرته أمه فأجبته بمرارة .. بلى أنا الوحيد .. فسألنى .. وهل من بينهم من ماتت أمه فقلت بلى .. ومات أبوه ؟ ففكرت ثم أجبته ..بلى .. وهل من بينهم من فقد كلاهما فأجبته وقد بدأت أفهم .. بلى في .. فهز رأسه بأسف وقال .. كم أنت ولد جاحد لا تقدر نعمة الله عليك .. ثم أشار الى نهال التى كانت تجلس حزينة باكية من أجلى وقال .. أجزم بل أكاد أقسم بأن ليس لدى أحدهم أخت أحن من أختك هذه عليك ولا أب يحبك ومستعد لأن يضحي بروحه لكي يسعدك كما أنا .. وفوق كل ذلك مازالت أمك حية ترزق وتحبك بطريقتها التى قد لا تعجبك .. هيا أذهب وأغسل وجهك وقدر النعم التى منحها الله لك ولا تقف فقط عند النواقص التى لو فكرت قليلا لرأيت أنه عوضك عنها بما يفوقها وان لم تجد فتأكد أن المستقبل يخبئ لك الأفضل هذا ان صبرت وعليه توكلت وجعلت قلبك عامرا بالتسامح والرحمة فسيراضيك ويمنحك من فضله .. ومن يومها لم أعد أغضب من أمي وألتمس لها العذر وأصبحت أرى حبها لي بوضوح أكثر وبعد سنوات أعترفت لي بأنها ندمت ندما شديدا على تركها لنا وقالت أن الله عاقبها بما تستحق فقد كان زوجها قاسيا برغم ثراءه ولم يهتم بها يوما كما أهتم بها أبي وأحبها رغم فقره .
قالت مرام بمرارة
– أنت محظوظ اذا بأختك وأبيك .. لقد وجدت من عوضك عن أمك ودلك على الطريق .. أما أنا فلم أجد لا أم ولا أب ولا شقيق .. وألقيت فى الشارع وحيدة لم أجد أحد يهتم بي .
أمسك ذقنها بأصابعه وأدار وجهها اليه قائلا بحزم
– بلى وجدتي .. وجدتينى أنا .. لقد وعدتك بأن أحبك دائما وأعتنى بك وسأعوضك باذن الله عن كل ما فقدتيه فى حياتك .. وسأدعك تسألين نفسك الأسئلة التى وجهها أبي لي وتجيبين عنها لحالك .
ثم أعتدل فى مقعده وحرك ناقل السرعة الى وضع الأنطلاق وهو يقول مبتسما
– سنتأخر ان لم نتحرك الأن .
أخذت مرام وقتها فى التفكير وتركها صالح دون أن يقاطع شرودها
وفكرت فى رفقائها .. فودة وميمي وسامح .. فودة الذى يعانى بسبب ضعف أمه ونذالة أبيه .. بماذا نفعه وجودهما وثرائهما وقد أصبح مدمنا وتاجر مخدرات .. وميمي .. تركها والديها هى وشقيقتها وحيدتان بحجة العمل لتأمين مستقبلهما فتركوهما بلا رقيب ولا حسيب وبرغم كثرة ما ينفقونه عليهما وتدليلهما الا أنهما كرهتا والديهما لقلة أهتمامهما بهم وتفضيلهما للمال عليهما .. وسامح .. والده دكتور أزهري ومؤلف كتب فى الشريعة وأمه شديدة التدين ربياه تربية صارمة .. حفظ القرآن كاملا وهو فى السابعة من عمره وكانا يضرباه بشدة ان نسى فرضا من صلاته .. والأن كيف أصبح .. فاسقا يعاقر الخمر ويعاشر فتيات الهوى ويخدع البنات كميمي بحجة الحب والزواج وأمام والديه يمثل الصلاح .. لطالما جاهر أمامهم بأنه يكرههم بسبب جفاءهما ويراهم منافقين يظهران عكس ما يبطنان .. يمثلان أمام الناس التقوى والورع وهما فى الأصل يحقدان ويذمان فى كل خلق الله ومتصلبي الرأى ولا مجال معهما للنقاش .. وهى .. ليست بأحسن حالا منهم .. أدارت وجهها الى صالح وتأملت جانب وجهه .. كان مثالا للقوة والصلابة الممزوجة بالحنان والطيبة .. فهل هو ما تحتاج اليه حقا ؟ .. هل من الممكن أن يكون العوض الذى أرسله القدر لكي يعوضها عن ما فقدته طوال حياتها ؟ .. لا .. لا يجب أن تسلم بهذا .. فان كانت قد تعلمت شيئا طوال سنوات عمرها الخامسة والعشرين فهو ألا تثق بمخلوق .. فجميع الناس أنانيين .. لا شئ فى هذه الدنيا يدوم الى الأبد .. الأعتماد على نفسها هو الشئ الوحيد الباقى وكل شئ آخر سيزول .. لا تريد أن تثق بأحد فيعود ويخذلها ولا تعتمد على أحد فيأتي وقت ويتركها .. يجب أن تظل كما هي .. لا تعطي الأمان لأحد .. تأخذ على قدر ما تستطيع وتهرب عند اللزوم .
أجفلها رنين هاتفها المحمول ففتحت حقيبتها وأخرجته ووجدت رقم فودة .. نظرت الى صالح بحده وارتبكت .. كيف ستجيب على الهاتف وهو بجوارها ؟ وتخشى ان لم ترد أن يعود فودة لأغلاق هاتفة ويظن أنها تتهرب منه .. استمر الرنين وهى مازالت متردده فسألها صالح
– ألن تجيبي على الهاتف ؟
قالت بارتباك
– أنها صديقتي ميمي .. أخشى أن تكون غاضبة مني وقد علمت بأننى ذاهبة لتسوق جهاز عرسي وأنا لم أخبرها بنفسي .
توقف الرنين وكادت أن تبكي
قال صالح
– اتصلي بها وأخبريها الأن فان كانت صديقتك فيحق لها أن تعرف منك .
– نعم أنت محق .
عاد الهاتف ليرن فردت بسرعة هذه المرة وجاء صوت فودة عصبيا
– لماذا لا تجيبي ؟
– آسفة لم أسمعه من المرة الأولى .
ثم نظرت الى صالح وابتسمت وعادت تقول
– كيف حالك ميمي ؟
رد فودة بنفس العصبية
– أنا فودة .
– نعم أعلم .
– ما هذا الهراء ..
ثم تابع هازئا
– هل معك أحد ولا تريدينه أن يعرف انك تتكلمين معي ؟
– نعم أنت محقه .
رد بنفاذ صبر
– ما علينا .. متى سنتقابل ؟ .. سأكون عندك اليوم .
– أنا مسافرة الأن الى القاهرة .. لما لا نتقابل هناك .
– وما الذى ستفعلينه فى القاهرة وقد أخبرتك بأننى سآتى اليك اليوم .. ألم أذكر ذلك فى رسالتي ؟
– نعم أفهم .. ولكن سفري قد تحدد قبل أن أتلقى رسالتك .
قال فودة بغضب
– لن أتحمل مماطلتك يا مرام أكثر من ذلك كما أن علي العودة لأغلاق هاتفي مرة أخرى حتى لا يستقصى أحد على مكاني فأخبريني بسرعة كيف سألقاك وفي أي وقت ؟
– سأتناول طعام الغداء أنا وليلي فى بينوس المهندسين فى الثالثة بعد الظهر لما لا تلتقين بنا هناك .
– حسنا سأكون عندك .
أغلق الهاتف دون قول الى اللقاء فتظاهرت مرام باستمرار المكالمة وقالت
– سننتظرك الى اللقاء حبيبتي .
عاجلها صالح قائلا
– ستكونان ثلاثة اذن ؟
أبتسمت له بارهاق
– نعم سنكون ثلاثة .
****
وصلا الى القاهرة فى العاشرة والنصف وأوصلها صالح الى بيت صديقتها ليلي وقبل أن يذهب قال لها
– أنتبهي الى نفسك وسوف أتصل بك لأطمئن عليك من وقت لآخر .
كانت ليلي فتاة تافهة وثرثارة ولكنها طيبة وغير مؤذية .. تعرفت عليها مرام فى احدى الحفلات التي أقامها أحد أصدقاءها وذهبت ليلي من بعدها لزيارتها فى الأسكندرية أكثر من مرة كما زارتها مرام وميمي فى بيت عائلتها .. لم تكن من النوع الذى تميل اليه مرام فى العادة ولكنها جيدة فى مسألة التسوق وكانت مرام وميمي يستغلانها في ذلك فهي تعرف كل المتاجر الجيدة في العاصمة .
حرصت مرام أن تكون فى المطعم على الموعد تماما وجعلت ليلي تأخذها الى المتاجر القريبة من منطقة المهندسين أولا , وجدت مرام نفسها مهتمة باللانجيري أكثر مما كانت تظن وكلمات صالح وهو يطلب منها أن تهتم به وهى تتسوق ترن فى رأسها وقد صرفت ثروة صغيرة على الملابس الداخلية وقمصان النوم الجريئة مما دفع ليلي لرمي تعليقات أكثر منها جرئة قابلتها مرام بالضحك دون خجل وقد ملأتها الأثارة وهي تتخيل نفسها ترتديهم من أجله وشعرت بشوق دفعها لأخراج هاتفها والأتصال به وقد أجاب على الفور فقالت له بدلال
– أنا خارجة الأن من محل الملابس النسائية الخاصة ولقد توصيت بك كثيرا كما طلبت .
ساد الصمت للحظات ثم سمعته يستأذن من شخصا ما وبعد لحظات قال بخشونة وصوته منخفضا
– سوف ألقنك درسا قاسيا عندما أراك أيتها الفتاة الوقحة .
فضحكت وقالت
– هل معك أحد ؟
– كنت أجلس لتوي مع مدير البنك وقد أحمر وجهي أمامه كتلميذ مراهق .
قالت ببراءة
– أردت فقط أن أعلمك بأننى لا أتجاهل رغباتك .
زمجر وقال
– مرام .. لقد غيرت رأيي .. لن يكون الدرس قاسيا فقد قررت أن أقتلك .
ضحكت باستمتاع ثم قالت
– عفوك يا سيدي سأتركك الأن مع مدير البنك خاصتك .
فتأوه قائلا
– أخشى الأن أن أنظر اليه فأتخيله أنت فى تلك الأشياء فتضيع سمعتي الجيدة .
أنفجرت مرام ضاحكة بقوة فقال متبرما بمزاح
– لا تضحكي بتلك الطريقة فى الشارع والا أقسم أن آتي اليك لأسيطر على الوضع قبل أن يفلت عيارك أكثر من ذلك .
حاولت ابتلاع ضحكتها وهى تقول
– لا داعي لذلك .. أكمل عملك ولن أشتت تفكيرك بعد الأن .
بعد أن أعادت هاتفها الى حقيبتها وجدت ليلي تنظر اليها بهيام وتقول
– ياه .. أنتما متحابان جدا .. هل تتغازلان هكذا طوال الوقت ؟
ثم أقتربت منها وسألتها بفضول وقح
– وهل تقبلان بعضكما البعض ؟ أم يحدث بينكما شئ أكثر من ذلك ؟ .. فقد أخبرتني شقيقتي مرة أنها وخطيبها قد ..
وضعت مرام يدها على فمها تكتم صوتها وهي تقول
– لا .. نحن لا نفعل أشياء كهذه أبدا .. ولا أريد أن أسمع عم كانت تفعله شقيقتك مع خطيبها .. هل فهمت ؟
أبعدت ليلي رأسها الى الخلف وقالت بضيق
– أنت تتملصين من الأجابة علي .. حسنا على راحتك ولكنى أعلم .
ضحكت مرام وهزت رأسها وهي تفكر بتلك القبلة اليتيمة التى طبعها صالح على كف يدها بالأمس .
****
مطعم بينوس المهندسين
جلست مرام فى مقعد مواجه للباب كي تستطيع أن ترى فودة فور وصوله .. كانت قد توقعت أن تجده ينتظرهما بالداخل وراحت تفكر طوال الطريق فى طريقة للتخلص من ليلي حتى تنفرد به فما بينهما لا تستطيع قوله أمامها .. نظرت الى ساعة هاتفها ووجدت الساعة قد قاربت الثالثة والربع
– هل تنتظرين شخصا ما ؟
نظرت الى ليلي مجفلة فتابعت ليلي قائلة
– أراك تنظرين الى هاتفك طوال الوقت وتراقبين الباب منذ وصولنا .
ردت
– لا .. لا أنتظر أحدا .. أتأمل المكان فقط فلم آتى الى هنا منذ وقت طويل .
جاء النادل وأخذ طلباتهما وانصرف , زفرت مرام قلقها وراحت تتحرك بتململ فى مقعدها وأصبحت أكثر حرصا وهى تنظر خلسة الى الباب وفجأة تجمدت الدماء فى عروقها وهى ترى صالح يدخل من الباب وخلفه مباشرة يقف فودة ينتظر دخول صالح قبله .
لمحهما صالح على الفور واقترب من مائدتهما مبتسما , استدارت ليلي الى الخلف وهى تسأل مرام وقد لاحظت أصفرار وجهها
– ماذا بك .. هل رأيت شبحا ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غابت شمسها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى