روايات

رواية عيون القلب الفصل السادس 6 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل السادس 6 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الجزء السادس

رواية عيون القلب البارت السادس

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة السادسة

الانكسارات و المطبات اللي نطيحوا فيهم في عمر صغير مش ح يمروا مرور الكرام بالعكس ح يكونوا شواهد لينا او حجج لكل الاخطاء المقبلين عليها مستقبلا
لانهم يشكلوا شخصيتنا و يعززوا ثقتنا و يخفوا نقاط ضعفنا
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
بدي حمزة يزحف رفض مساعدة اي حد منهم لعند وصل للحوش و خش لداره رقد اول ما حط راسه ع المخدة جو عيونه ع صورة المرحوم بوه و هو جالس ع رجله بينما رجاء احضنها بايده نزلت دمعته حس ان مكسور الجناحين …
كان يقول بصوت خافت : مستحيل يرجع سيدي زي ما مستحيل يرجع حمزة الاول … كله منها هي (يقصد امه) جابت الغول هدا بينا
و حتى من رجاء طيرها من الحوش
منع دموعه من النزول و حس ان مات مرتين مرة وقت اندفن خليفة و مرة يوم زفوا رجاء عروس ….
رجاء اللي كانت واخدة نصيبها من كل شي الا اسم عروس
كأن مش كافي معاملة افطيمة القاسية ليها يزيدها أيمن بجفاه ليها
لان حسسها بأن المشاعر و الحنية اللي عاشتهم معاه عبارة عن وهم
ما كانت عارفة ان عايش في صراع كبير الا ان عنده ثوابت صعب جدا التنازل عنهم
في مربوعة بيت اهل فارس صديقه …
فارس بنبرة كلها لوم و عتاب : يعني تبي تفهمني انك ما تخش للحوش بكل
أيمن يتظاهر بعدم المبالاة : و كان يعني ريت الحاجة الكبيرة ، نقدر حتى نسافر و نقعد شهر بعيد لعند الموضوع هذا يتسكر للابد لان يا اما يتسكر يا … ( و ما طاوعه لسانه يقولها )
كان فارس اكثر ليونه منه : بس يا أيمن المراة من حقها بالذات و انت قلت انها متفوقة في القراية يا سيدي اقل شي خليها تمتحن نهاية السنة
و يزيد احمرار وجهه فجاة : شنو الفرق بين الامتحان و الحصص ؟ ماهو بيشوفوها تريس مش استاذيا اللي يراقبوا في الامتحانات اصلا الهم كله فيهن الامتحانات ما يعقب واحد الا و تلقاه ماد وجهه
فارس كان اقرب شخص ليه لهذا كان صريح : توا انت ما تبيها تمشي للمدرسة ع شان هلك يعني ممنوع مراة تقرا و الا انت ما تبي حد يشوفها يعني تغار عليها من الاخير يا ايمن
و اهني ما كان قادر يخفي حقيقة مشاعره : ما في راجل عنده دم ما يغير ع عرضه يا فارس و انا رافض للسبب هدا و حتى ع شأن هلي عارفهم ما يرضوا
ابتسم فارس : و الله بنت خليفة بن عمار شكلها قدرت عليك ، وين اللي كان يقول و الله ماني متعامل معاها كان في الواجب و بس و لا معدل عليها اللي تشوف فيه عيني توا واحد محروق حرق تقول انا قاعد نتكلم ع البنت اللي نبيها
ايمن كان ح ينفجر فيه و في الاخير فجاة هدي : مش عارف شي المهم فكرة انها تمشي لمدرسة و يشوفها حد غيري و يبرق فيها نحس في ضغطي يشيط
بدي فارس يضحك
و انفعل ايمن ثاني و وقف و كان ح يطلع : انا اللي فاضي قاعد ندوي معاك
لحقه فارس في اخر لحظة و تمسك بيه : لا و الله ما صارت خيرك يا راجل ما عاد تتحمل في كلمة
ايمن بعصبية : شوف كلامك قبل
فارس مستمر يضحك : و الله كلامي كيف قبل و حتى انت ياما درت فيا ع البنت اللي نبيها و ما تحمق منك كيف توا تقول مش اصحاب و خوت يا راجل
تعوذ من الشيطان و جلس : باهي خلاص اهو قعدت لكن سكر الموضوع
و قرر فارس يسكر الموضوع حاليا …
_____________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️
و من اليوم هدا مروا ثلاث ايام و هو يبات في المربوعة بعيد عليها و يتجنب في الاحتكاك بيها نهائيا و هالشيء كان جدا مؤلم ليها مع كلام افطيمة اللي اكيد كل اللي يهمها راحة ولدها و بالوضع هذا ولدها مش مرتاح
افطيمة نادتها وهي واقفة قدام باب دارها و نادتها : الرجاء (هكي تنادي فيها )
و ع طول فزت من ع سريرها لانها كانت مشغولة بترتيب الملابس و اسرعت للباب : نعم
افطيمة نظراتها يجمدوا الدم في العروق : انا ولدي من وين خذيتله نبيه يرتاح و كان ما هو متريح شنو اللي بنديره بوجهك ؟
دمعوا عيونها وكانت خايفة هلبة
كررت كلامها : سمعتيني انا نبي ولدي مرتاح و هذه اخر مرة نكلمك
و لفت و مشت و اهني وقت اللي رجعت لدارها عرفت ان لا مفر من المواجهة معاه و التنازل و خلاص بس امل الدراسة مازال موجود داخلها ح تأجله او تدفنه عل و عسى ح يجي يوم و يشوف النور
سمعاته وقت فتح باب الدار و خش بدون كلام و هي عيونها معلقة فيه بس ايمن تجنب النظر ليها مش لان مش مشتاق بس كان عارف لو شافلها ح يضعف و هو حاليا ما يبي يضعف و يبي يسكر ملف الدراسة هدا للابد
فرد جسمه ع السرير و رقد بدون و لا كلمة و هو عاطيها بظهره
و رجاء قلبها انفطر اكثر بتصرفه و زاد الالم عندها ما كان منها غير ترقد من فم ساكت
كل منهما يتألم ع حدة .. و لو اختارا الكلام سبيلا ممكن تجنبا الكثير من هذا الالم ..
بس كبرياء و عناد ايمن من جهة و خوف و رغبة رجاء في الدراسة من جهة انتصروا في الاخير و مروا باقي الايام ع ذات الوتيرة
بينما في حوش خليفة الوضع كان ع صفيح ساخن من جهة حمزة مش طايق حد و كان ع استعداد ان يدير اي كارثة كردة فعل
اليوم روح جمال مع العصر …
و مجرد ما المهدي سمع صوته جري عليه و حضن رجله. : باتي جمال
و يا فرحته بكلماته : مهدي .. كيف حالك تعالى برق شنو في هنا
مد الكيس ليه و كما علماته رجاء بدي يلتمس في الاشياء و اخيرا ضحك بصوت عالي : شوكلاتة
جمال حط ايده ع راسه : اه شوكلاتة كم مهيدي عندي خوذها كلها ليك و افتح الكيس الثاني
تحمس المهدي و فتح الكيس الثاني و بدي يتحسس في الشيء الموجود و بنبرة كلها فرح و حماس : هدا دبُ
جمال انحنى و جلس ع روس اصابعه : اه دب ليك انت تلعب بيه و رد بالك تعطيه لحد
موافقا لكلامه : حتى حد الا اذاء (رجاء )
ضحك : باهي وقت تشوفها عطيها رجاء
كلام كان عادي بس المهدي الطفل فكر لحظتها امتى تجي رجاء : امتى ؟
جمال وقف : قريب … وين امي
فتحية كانت تراقب فيهم مبتسمة : اهو جيت كنت في المطبخ كيف طفيت ع الغذاء
و اهني هو انفعل و بصوت عالي : الفرخة نجوى وين اللي انت تديري في الغذي
خافت فتحية : نجوى تصوبن في الدبش يا جمال و نكتت الحوش كله اليوم بنتي و الله ما معقبة جهد و بعدين انت عارف انا نحب نحط الوجبة بروحي و هي تغسل الماعين
ارتخي شوية و بدي يتفحص في الحوش : الفرخ هذاكا وين ؟ ان شاء الله لتوا برا شكله يبيني نخبطه مرة ثانية
و زاد خوف فتحية من مواجهة جديدة بينهم : لالا هوينا راقد في المربوعة و الله روح من بدري و ما طلع منها
كانت نظرته كلها وعيد و تهديد: ساهل ساهل …
توجه للمربوعة فتح الباب و تظاهر حمزة بالنوم لان متعب حاليا و ما عنده اي رغبة في نقاش جديد كان متوقعها امه. و الا كان صار ما لا يحمد عقباه
سكر الباب و طلع و هو يتكلم بصوت واطي : انا قلتها نربيك يعني نربيك …
و اهني فتح حمزة عيونه و هو يشوف للفراغ
اما المهدي اللي كان فرحان بهدايا خوه انفزع من صوت نفس الاخ العالي و هو يعارك في نجوى و يهدد بان لو مرة ثانية كانت امه بروحها في المطبخ مش ح يصير خير
و لو ان طفل بس كان ديما بين الفرح بيه و بمعاملته الخاصة ليه و بين الخوف من قسوته و وعارته مع بقية اخوته
سارة : تعرفي بديت نخاف منه واجد يا نجوى مبدي مش طبيعي و كأن جاي بس ع شان يخبط فينا و بس
نجوى كانت ساكتة و ما بكت و لا دمعة و تتفكر فيه كيف كان يعارك : ما تخافيش
سارة : سعدودها رجاء عدت من الحوش
و نجوى اهني فكرت معقولة يكون البنت خلاص بيت زوجها مش هذا الحوش اللي انتظروه سنين من وقت المرحوم عايش و اهني تفكرت سهراتهم في البيت القديم ايام المرحوم في اللايدة كانت عالة الشاهي تلمهم و ضي للنجوم و القمر ينور ليلتهم و صوت هدرزة خليفة يونسهم
كان صوت خليفة و وجوده هو السقف للحوش هدا
اي الحوش كان من الطراز القديم و بدون سقف لانهم مش في حاجته بوجوده. اليوم لو صنعوا سقفا من الفولاذ و الحديد مش ح يحسسهم بشعور الامان اللي مشي مع المرحوم ….
و جي يوم الأسبوع الثاني ….
للعلم في مصراتة يديروا في اسبوعين الاول و الثاني يعني العروسة حاليا ليها اسبوعين في حوش راجلها ..
العروسة اللي راجلها كان مجافيها رغم ان يبات معاها في الدار ع عكس سابق الأيام
و في هالليلة هي انهزمت قدّامه بنظراتها
و ما كانت عارفة انها ذبحاته بيهم فرد إيديه و قال بصوت خافت : تعالي
و ما صدقت سمعت منه الكلمة هذه و جت جنبه و خذاها في حضنه : سكري سريب المدرسة و الكتابات و خلينا متريحين يا بنت الناس يشهد عليا ما تنقصك حاجة و انا عايش
و كانت كمن يشق القلب بايده و شقت قلبها رجاء و دفنت فيه حلمها الكبير اللي ياما قالت و حكت عنه و تحدت الجميع ع شانه
كانت كمن يدفن نفسها و هي حية
ايه ما حد يستغرب بنت في عمرها كل تعلقها و كل احلامها للمستقبل مربوطة بخيط رفيع بالدراسة و ذكرياتها مع المرحوم خليفة برضو مربوطة بذات الخيط و اليوم خذت الخيط هدا و الحلم هدا و دفناته و مش هكي و بس عليها ان تتظاهر بالسعادة و هي تقوم بذلك …
و كرر كلامه أيمن : هاه شنو ؟
يا دوب قدرت تقول : حاضر
و الراحة اللي حسها هو لو كان يعرف اثرها السلبي عليها ما كان أجحف بحق حلمها : الحمدلله … تعرفي ان الأيام هذينا استأحشتك
و سايرت رجاء كلامه و بالغصب رسمت ابتسامة وهم ع وجهها : حتى أنا
في عقلها وقتها كانت تقول نفوت وقت و نجرب ثاني
و جي ثاني يوم و هو يوم الاسبوع الثاني
و في اليوم هذا يجوها اَهلها زيارة.
و بالفعل جت فتحية و كان معاها المهدي اللي معاه تنسى الدنيا و ما فيها و اول ما حصلت فرصة مع أمها جربت مرة ثانية تشكيلها : بنقولك يا أمي كلمت أيمن ع قرايتي و سكرها في وجهي قالي لا يا أمي و أنا من وقتها بنموت دبريني كيف ندير مش قلتيلي بيخليني نكمل عادي
و اهنئ انخطف وجه فتحية : و الله ما عندي ما بندير تبي تروحي مطلقة و تزيديني هم ع همي اصبري يا بنتي عليه و مع الوقت توا يتغير
و أسرت رجاء الامر في نفسها و هي بتموت و لولا ان المهدي عوضها و أعطاها جرعة أمل و حنان ممكن وقتها بكت
و ما ان روحوا اَهلها حتى ضموا المكان و أعطتهم افطيمة الإذن بالذهاب لديارهم هي و حورية
و بمجرد ما دخل أيمن و هو يحكي و يتحاكى بالمهدي و يسال فيها عنه : يعني ماني عارف كيف نقول عليه من توا مبدي نفكر في مستقبله يا رجاء شنو بيقرا و وكيف بيعدي المدرسة في حاجات واجد قاعد نفكر فيهن
هي مبتسمة بس
ايمن يتكلم معاها بالهمس : عندك علم يا بنت الاجواد سكنتي جوا القلب لعند بديت ننسى كيف كنت عايش من قبلك كل حاجة فيك نحبها و نتمنى ما نغمض عيوني بكل و انا غير نتفرج عليك
رجاء حاولت ترد و ما قدرت لانها حرفيا مخنوقة قاعدة تكتم في انفاسها بايديها
و كمل ليلته يتغزل فيها و هي كملتها تحط التراب و الأحجار ع حلمها و قلبها ….و خلال الليلة هذه صدمها بشيء غير متوقع
و قداش كانت صدمة كبيرة ليها وقت سمعت منه الخبر لان مهما يكون قاسي معاها و شديد بس هو سبب انتماءها للمكان و العيلة هذه …
كان يمشي في ايده ع خصلات شعرها الاسود : رجاء بنقولك أنا بنسافر لإيطاليا في عمل و بنقعد قريب الأربعين يوم
ما قدرت لا ترد و لا تعبر الصدمة ع وجهها و بس حتى اللي تبقى من انفاسها بعد موافقتها ع قرار ترك الدراسة مش موجود و لا قدرت تاخذه يعني فوق هذا كله هو بيمشي و بيخليها : كيف بتقعد فيها أربعين يوم ؟ و انا
هو كان وأخذ الامر عادي : خيرك استغربتي ماهو قلتلك عاد أنا شنو خدمتي و منصبي في الشركة و من يومي هذا حالي نسافر و نغيب بالشهور و نروح
اسمعي حتى الشنطة خلينا توا انا نوتيها أنا نعرف شنو اللي نحتاجه … تصبحي ع خير
هي في مكانها واقفة مصدومة و بس
هلبة اللي يصير عليها و فوق قدرتها ع التحمل
ليلتها ما قدرت ترقد غمضة
زي ما فتحية كانت تخبر في اختها عايشة و خايفة : يا وخيتي حسها دارتلي مشغال و خوفتني و كان تديرها و تطلق ع سبة القراية بنتي مهبولة راهو
عايشة بحسرة كبيرة : اسكتي يا فتحية بنتك صغيرة و الله بروحي ندمت اللي شجعتها توافق من طول عمرها و هي تحكي كان ع قرائتها و توا يحرمها منها و فوق هذا كله عزوزها واضحة نار يا كبدي
فتحية ما تبي تعترف بخطا ابنها جمال : و ألواه يا كبدي خذيت و أنا اصغر منها زمان
عايشة : زمان غير عن توا بالله برقي للبنات اللي من عمرها مش كلهن في مدارس و يقرن
فتحية ناضت من جنبها : توا تدير صغار ع الكيف و تتلايم مع الراجل يا وخيتي حتى أنا اللي نتهنى عليها عند راجل نتريح خليني نشوف للمهدي رقد و الا مازال
و عجزت عايشة تقنع اختها و ممكن كانت فاهمة عليها ان من داخلها مقتنعة لكن أهو زي ما يقولوا خلي التبن مغطي شعيره !!
صباح ثاني يوم و لانها طول الليل ما رقدت لبعد الفجر ما حست عليه غير و هو يسكر باب الدولاب جت واقفة : أيمن
التفت عليها و هو مشغول بأوراقه : صباح الخير … مستعجل أنا ضروري نطلع توا
هي مسحت وجهها و جت جنبه : نديرلك قهوة
باعتراض : لا ما نبي شي تو نفطر في الطيارة
قرب باس جبينها : نشوفك ع خير و ما تبي وصاة اسمعي كلام أمي و عينك من روحك
هي بتبكي و حست ان جاف معاها طلع و سكر ورآه الباب و هي انهدت بكي شوية و سمعت صوت افطيمة عالي استعجلت و غيرت و طلعت صبحت عليهم و أتفاجأ بامر ثاني : اسمعي يا الرجاء من اليوم و لعند يروح راجلك نديرلك سرير في داري أنا و نبيلة
هي اشارت بموافقة و ابي بتمشي للمطبخ هروبا من لحظة ضعف قدامها، بس ما كفى افطيمة الكلام هذا لتكمل : و اسمعي من الأسبوع الجاي بتمشي معانا للمزرعة عندنا فيها خدمة واجد إيدك بايدنا اللي نديروه تديريه معانا
مع انها مصدومة ردت و اشرت برأسها انها موافقة و مشت للمطبخ و تشاركت مع حورية ذات المصير ممكن ما في بينهم كلام لكن نظرات عيونهم ياما قالو
و مروا عليها الأيام كيف ما قالت افطيمة تلبس رجاء رداها من الفجر و يطلعوا للمزرعة في خدمة طول الوقت أيدها بأيدهم من حش الحشائش الضارة بالمحاصيل الزراعية الى الحصاد و غيره. و ما يروحوا لعند اخر الليل يا دوب تدوش و تطيح ع الفراش و مع اذان فجر ثاني يوم تسمع افطيمة تعارك و تقول وينكم قايلة تجي واقفة تغير و تطلع معاهم يوميا بذات الروتين
كانت كل يوم و هي تتحزم بالردي تحس باختناق او تحسه قيد اللي قيد أحلامها و حياتها و تمشي معاهم و الدموع رفيقها الدائم كانت تقول في سرها وينك يا سيدي سيبتني بكري و خليتني في هم ما يعلم بيه كان ربي
وينك يا سيدي اللي وصيتني ع المهدي تعالى شوف بنتك كيف صار حالها
تعال شوفها الرجاء يا سيدها
ضاع. الحلم و تقيدت ايدها
(كلماتي )
وقفت بتعب تحت الشجرة و الشمس ع رأسها وآخذة فيها حصة
و وقتها مر اسماعيل شيبانيها جنبها : لا باس يا بنتي ان كان تعبتي تريحي سادك
حاولت تخفي حزنها و همها و تمنت لو كان بوها عايش : لا يا عمي عادي غير الشمس بس
أشر ع الشجرة : قعمزي شوية في الظل وبعدين نوضي
هي : لا
هو فنص فيها : قعمزي يا بنتي قلت أنا شنو مش سامعة كلامي يعني
تحشمت منه و قعمزت و هو كمل طريقه
و يا ودي ما خذت كم دقيقة راحة و تجيها افطيمة : نوضي فزي فوق تشكي لعمك و تقولي تعبتي
حاولت تبرر : أنا و الله
فنصت قيها و خبطت رجلها في الارض : تحركي
و اثرت رجاء عدم الجدال و كملت خدمتها
_____________بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️
كانت نجوى من محبين التطريز شادة في ايدها الابرة و تطرز في مفرش طاولة : اشبح رجاء شنو تدير توا ؟
فتحية : شو تدير يعني توا راهي يا حنه في خيار خيرها العقبة ليك يا نجيوه نتهنى عليك حتى انت
نجوى في داخلها موافقة تتزوج بس في نفس الوقت ما كانت مرتاحة لفطيمة عزوز اختها : المهم عزوزي مش كيف الحاجة افطيمة يا أمي
فتحية : ما أندري عاد انت و نصيبك و ان شاء الله خير
خش المهدي يجري : ابي اذاء (نبي رجاء )
: هيييه بالله وينها رجاء يا وليدي ماني عارفة حتى امتى يجيبوها زائرة
نجوى جت لعنده : تعالى معاي مهدي ناخدك لعبدالخالق و حمزة
و اعترضت فتحية : لا يا نجوى خليه مع غادة و سارة شنو بيدير مع خوته توا غير بيلهوا بيه يطيح و الا تطرا فيه حاجة
نجوى كانت تتمنى تقول لامها المفروض يختلط اكثر بخوته بس هي شخصيتها في حالها و ما تحب تدخل في اي امر : باهي
ًو خذت المهدي من أيده لعند غادة اللي فرحت بخوها قد الدنيا و استمرت تهتم بيه و تلعب معاه و تحكيله ع كل شي جنبه
و لو عرفنا ان تصرفاتنا و قراراتنا في مرحلة معينة من عمر صغارنا ح تقرر خط سيرهم مدى الحياة و ح تشكل أطباعهم و صفاتهم كنّا اهتمينا اكثر و ما تصرفنا بعشوائية !!
و هكي مروا الأيام الأربعين ع رجاء عذاب حقيقي جسدي و نفسي و هذا كله ما في اي تواصل لا بينها و بين أيمن و ات بينها و بين اَهلها لكم ان تتخيلوا ذلك !
الاربعين يوم مش اي ايام عادية راهو لان خلال نهاية شهر يناير يعني تحديدا يوم 22/01 كان بداية شهر رمضان
واذا الحاجة افطيمة عندها طقوس خاصة لكل وقت معناها شهر رمضان كيف ح يكون
من بعد فجر يوم الموسم
رجاء راقدة ع السرير جنبها عاد ايمن مازال ما روح : الرجاء يا الرجاء
جت مقعمزة اصلا ديما نومها معاها متقطع و مش مريح : نعم
: يالله معش وقت و اليوم انت اللي بتديري خبزة التنور راهو
هي انصدمت : تنور شنو ؟
فنصت فيها : كيف تنور شنو ؟ ما تعرفي خبزة التنور احني كل يوم نديروا فيها ما ناكلوا خبزة السوق مع الشربة في رمضان و يوم انت تديريها و يوم حورية و اليوم انت تديريها
سمعت صوت الرعد برا و ما ادراكم برعد يناير ايام زمان تمنت لو ترجع تحت البطانية و ترقد تمنت ترجع لحضن المهدي و تعليمه بس رد الفايت محال للاسف
طلعت من جنب افطيمة اللي استمرت تنوض في نبيلة و تعارك لعند نوضتها
و بدي روتين اجمل شهور السنة .. بس زي ما قلنا روتين حوش اسماعيل بن جابر غير …
بدت رجاء في الحوسة و ع اساس بتدير كيكة او باسطي ايا كان بس
: ردي بالك يا رجاء الكوشة ممنوع
استغربت : يعني شنو نديروا حاجة حلوة
ع دخول نبيلة : وحدة منكن تعجن زلابية في رمضان نديروا فيها هي بس كل شي نديروه مقلي الكوشة ما حد يدير فيها شي
شافت لحورية مصدومة : انت تديري الزلابية ؟
نبيلة تغسل في الخضرا : وانت اعجني خبزة التنور زي ما قالت امي و يالله ع شان نبدوا في العصبان
رجاء بدت تجهز في عجينة التنور و وقت طلعت نبيلة سالت حورية : حتى احني نديروا في العصبان اول يوم
حورية ابتسمت بنوع من التهكم : لا حبيبتي عندنا هنا كل يوم العصبان و الكوشة ممنوع نديروا في المقلي بس امبطن و عجة و بوريك و كفتة اي حاجة مقلية و الباقي ممنوع
و انصدمت اكثر رجاء واول ما انتهت من العجن و حطت العجينة ع جهة حتى كملت باقي الشغل مع حورية و نبيلة
و وقت اللي اذن العصر كان لازم تطلع تدور الحطب و تولع النار المشكلة ان المطر برا الله يبارك خيط من سماء و استغرقت منها وقت طويل ع شان تولعها و اخيرا ولعت غطت الفرن و رجعت العجينة بدت تقرص فيها دواير في السفرة
و وقت رجعت ترمي الخبزة كانت المطر في ازدياد مستمر و البرق يشقع ضيه في السماء
و هي تحط في الخبزة يفزعها الرعد و تنحرق ايدها : ااااه يا ربي زي السم ..
و ما كملت لعند كانت مبلولة كلها و ترجف من شدة البرد
خشت بسرعة داخل، و رق قلب حورية عليها : اسمعي عدي اقلعي بسرعة بتمرضي راهو
شافت وراها
حورية : توا انا نقول اي حاجة غير عدي بس
شافتلها بامتنان و الم لان حورية نفسها خلاص موعد ولادتها قرب : بارك الله فيك
و ابتسمت حورية كنوع من جبر الخواطر … و ما ان غيرت حتى جت و كملت باقي الفطور معاها
و هذه سفرة مشكلة من كل صنف و نوع باوامر من الحاجة افطيمة و التموا العيلة ع السفر و هدا تمر و هدا حليب و هذه زلابية و قهوة و شاهي و خبزة التنور عاد اللي عجبت افطيمة و ما قدرت تنكر الشي هذا
و بعد الاذان و ع حكايات البسباسي كانوا العيلة يفطروا … و مرة مرة اشرف و سليمان يهدرزوا مع اسماعيل و افطيمة كلا الباقي ساكتين
و هي ما سد ان اول رمضان ما سد راجلها مش معاها .. و لا هو كيف توا تقدر تتصل و تسمع صوته لعند توا يبعث مرسال مع حد حست روحها غريبة و وحيدة
و من اول ما اذن العشي انطلقوا الرجالة لصلاة التراويح في المسجد و بعد العودة كانوا ياكلوا العشي يعني الشربة و باقي المقليات مش المعجنات
و هذا كان جو كل حوش … بين قالوها و البسباسي و اللمة و الشاهي و اللوز تكمل حكاياتهم ع سفرتهم و الخير موجود في كل حوش و اللمة اللي تزيد احلى كان في رمضان الا عنده هو
: ع كيفه حطيله بروحه دام ان يبي هكي
و هذه نجوى جهزت سفرة خاصة لحمزة اللي من المربوعة ما طلع و رفض ياكل معاهم
جمال : وينه الفرخ ؟
و لو حد شاف لايد عبدالخالق كيف ضاغط ع الكاشيك بين ايديه لعند ايده تغير لونها للسواد ربما توقع شنو ح تكون الشخصية هذه مستقبلا
ردت فتحية : ياكل بروحه في المربوعة انا قلت لاخته تحطله هو ياكل في حاجات دون حاجات
و ما اقتنع جمال بس سكت و كمل فطوره
و المهدي : ابي اداء
بطيبة وحب رد جمال : توا ناخذك ليها
و يا فرحة المهدي وقتها … و مر رمضان يوم وراء يوم و كل شي يتغير الا عقلية افطيمة اللي مصرة تكمل بذات الطريقة …
لعند يوم عشرة من شهر فبراير 1997
كان يوم لا ينسى و هو يوم عودة أيمن من إيطاليا …
بمجرد ما دخل و يسلم ع أمه بشوق كبير عيونه كانوا عليها كان بيموت و يكون معاها بروحها : ع سلامتك يا ولدي آنست مرحبتين
هو مبتسم لزوجته مع ان لاحظ ذبولها و اسمرار بشرتها : الله يانسك يا أمي ربي يحفظك لينا
افطيمة شداته بقوة جنبها و طبعا كان ممنوع يسلم حتى بايده عليها عبارة عن تحية القاها ع الجميع : كيف حالكم كلكم
وردوا عليه باصوات متفاوتة : الحمدلله
و اهنئ جي صوت ضربة افطيمة ع الارض برجلها : هيا وقت ع السحور انت وياها للمطبخ
رجاء نفسها مشتاقة و حتى لو ما سلمت كانت بس تبي تتأمله خلسة لكن بعد كلام افطيمة انسحبت للمطبخ
و أيمن معاها بعيونه و انتبه اخيراً ع صوت اخته : كلا أنا قاعدة نبي نعرف شنو جبتلي معاك من إيطاليا
ابتسم : كل خير ليك و لحنان و صغارها و لصغار سليمان
اشرف بممازحة : اماله أنا مش محسوب
ضحك : كيف انت راس المال يا خوي كلكم حسبتكم
دف الشنطة الصغيرة قدّامه : أهو الشنطة كل واحد حاجته عليها اسمه
خذت افطيمة الشنطة و اشرت ع الشنطة الثانية : و شنطتك هذه ما خذيتها معاك يوم اللي مشيت
هو انحرج : هذه لينا يا أمي
حنان تحشمت من أمها و غيرت الموضوع : ايه شنو جبتلي أنا
بس افطيمة تدخلت ثاني : اسكتي انت. ليكم يعني انت و من ؟
حنان : يا أمي خيرك هو و مرته
و بدت عاد : حيه عليك يا افطيمة و يا قهرتك ع ولدك جايب و يكر لمراته من الطليان يا فرقة و الله الحال
سكتت وقت سمعت كحة اسماعيل اللي كان كيف واصل مش خوف منه راهو لكن ما كانت تحب تضايقه وقت يكون كيف مروح : السلام عليكم
وقف أيمن و سلم عليه و استغل الامر و دخل الشناطي للدار
حنان مشت بخفة للمطبخ : رجاء رجيوه
طلعت رجاء مستغربة : نعم
حنان بصوت واطي : بسرعة أمشي لدارك توا توا
ما فهمت شي بس توقعت ان صاير موضوع يخص عزوزتها لهذا ما كثرت كلام و أسرعت للدار لان حنان عادة تنبه فيها ع آي شي بس المنبه المرة هذه كان غير
و يا فرحة قلبه وقت شافها
اما هي خافت من افطيمة و كانت ح تطلع ثاني بس هو جبدها بقوة و ضمها لصدره و كان فوق الشوق بوين : استأحشتك واجد واجد يا رجيوه و الله ما فاتوا عليا الأيام الا تقول سنين نراجي غير نشوفك
هي تفرح بكلامه بس تبي واقع تبي حياتها تتغير تبي تعيش كانت ساكتة و بس مع انها كانت حتى هي مستاحشة
سمعت طقة خفيفة ع الباب و فهمت ان هذه حنان ابتعدت عنه فجاة: لازم نطلع
هربت برا
و أيمن معاها بعيونه هو متضايق من النمط هذا بس مش قادر يغيره
و كان شاهد ع عذاب مرته اليومي كيف تفيق بكري و تمشي معاهم للمزرعة لعند الظهر باعتباره شهر رمضان تروح للمطبخ طول يوم عليها التنور ترميه و الا تبدا في برنامج الفطور و ما ينتهي الا قريب الساعة اثنين وقتها تخش و تدوش و ترقد زي الميتة طيلة شهر رمضان هكي ، كانت في ليالي يشد فيها ايمن ع شان تسهر معاه بس طبعا وقتها يسهروا و يتكلموا بالهمس لان لو سمعتهم افطيمة يا ويلهم و رجاء و لعند اللحظة هذه ما قدرت تمشي لاهلها و الشوق يزيد
و جي العيد و الناس قالو عيد قلنا بينا احني عيدنا وقت العزيز يجينا
و عيد رجاء بداته بالفتات و قبل يومين من العيد بالحلاوات اما الملابس فجابلها ايمن قفطان و بدلة من ايطاليا ع شان تلبسهم في العيد و بدال هي تمشي لاهلها هما اللي جوها …
و فاتوا ايام بعد العيد يا ودي فاتوا شهور و كل يوم خلاص مش قادرة تتحمل و اليوم قررت تفتح معاه الموضوع
: أيمن أنا نبي نمشي لحوش اهلي معقولة لعند توا قاعدة ما مشيت
أيمن : هذا بينك و بين أمي أنا ما نقدر نتدخل فيه توا هي تشوف الوقت المناسب و تقولك
بس وقت لاحظ حزنها قرر بينه و بين نفسه ثاني يوم يكلم أمه و بالفعل من الصبح كلمها و كانت أشبه بالبركان : شنو ؟ أهل شنو اللي بتمشيلهم تي أنا واخذتها بنت السطاشن عام بيش تحمل من اول شهر و توا ليها اكثر من أربعة شهور و ما دارتته في بطن نقولك حاجة راجيني هنا
وايمن ندم اللي كلمها و تفاجأ بيها طالعة بالفراشية : توا تمشيلها خليها تؤتي روحها بناخدها للدكتور يعرف علتها
أنصدم : شنو تقولي يا أمي دكتور شنو؟ خيرنا عاد مش هكي الأمور راهو
فنصت فيه : سمعتني شنو قلت و الا ؟ يالله و الا و الله العظيم يا ايمن
و ما خلاها تكمل حلفانها و انصاع أيمن لامر أمه فتح عليها الباب تفاجأ بيها لابسة
بدون مقدمات . أنا وآتية
و ع عكس القوة الظاهرة عليها كانت بتقطع من داخل بتموت من الخوف …
أيمن مازال مش قادر يحط عيونه في رجاء بالذات وقت خشوا ع الدكتور : اسمع يا تكتور قولنا من الاول كان هي فيها أمل بنخلوها و كان ما فيها أمل لاهلها بنردوها
قداش كان كل شي مبهم عندها المكان و الزمان و حتى الاشخاص يا بال الكلام هذه شنو قاعدة تقول ؟ وينك يا رجاء القوية ؟ وينك اللي ما تخلي حد يعفس عليك خيرك ساكتة ؟ ” هكي كانت تقول لروحها لعند نزل عليها بردا و سلاما كلام الدكتور ”
و يتعصب الدكتور و ينفعل و يبدأ يعارك : هذه عيلة يا ناس و لو اَهلها يفهموا ما يعطوها و يزوجوها غير انت ما تركبي عليها يا حاجة و هي تدير الصغار لا حول و لا قوة الا بالله راهو في السبعة و تسعين احني و انت تقولي قي كلام ما ينقبل يكل
و تعصبت افطيمة و طلعت اما أيمن اللي وصله صوت الدكتور داخل تعصب بس كظم غيضه قدام أمه لان وقتها الناس عندهم هكي متعودين في هكذا أمور …
و مرت الأيام ع المنوال هذا لعند في يوم من ايام شهر ابريل … و وقتها كان أيمن برضو مسافر لإيطاليا و عاشت رجاء ذات الآلم و القهر مرة ثانية في فترة وجيزة …
في حوش اسماعيل بن جابر
كانت جارة الحاجة افطيمة جايتها تهدرز : قوليلي يا حاجة امتى بترفعي كُنتك زوارة لاهلها ليها توا قريب الست شهور و الله باهي منها اللي قاعدة صابرة
و رجاء اهنئ فرحت ان انفتح الموضوع بس صدمها كلام عزوزتها : و الله يا حنى احني الكنة نرفعوها وقت تكون حامل و بطنها معبية لكن هده البائن ارض بور لا حملت و لا شكلها بتحمل اكيد عقيمة مرات حتى بعد عامين ناخذوها …
و أهني استوطن الياس قلبها و ليلتها ما رقدت و هي تبكي صلت الفجر و سمعت صوت افطيمة كالعادة تعارك و تقول قائلة وينكم
طلعت بعد لبست رداها صبحت عليها و للمطبخ بدت تؤتي في الفطور هي و حورية اللي كانت طول الوقت عيونها عليها و حاسة انها مش ع بعضها
مع الساعة 12
سمعتها تنادي مشتلها : الرجاء
سيبت اللي في ايدها و جاها بسرعة : ناديتيني عمتي نعم
افطيمة بصوت حاد : ترا بري امسحي اللايدة بالعرجون
هي كانت تشوف الجو برا شمس قوية بس ما تقدر تعترض : حاضر
طلعت و خذت العرجون تُمسح و تبكي و هي تتفكر في كلام أمس و الشرق يعصر في قلبها ع شان تشوف اَهلها كانت خلاص هاديك لبنت اللي كلها حياة ذبلت بين مشقة جسدية و نفسية وقفت في المنتصف و استندت ع العرجون و كان العرق بقطر من وجهها و حاسة بدوخة و تردد : يا رب أنا تعبت يا رب نبي سيدي نبي اهلي نبي المهدي يا رب يا رب
و قعدت تدندن بصوت واطي : ما اجمل ان نعيش في بيت واحد
الموقف هذا مع كلام أصحابه استفزه هلبة و حسسه ان ظالم هو وأمه كيف يحرمها من اَهلها ع شان كلام فاضي و تراهات
مسحت وجهها و دورت بعيونها ع شان تلم الأوساخ حاشاكم و جت العين في العين و فاضوا معشوقتيه بالدموع
و ع عكس المتوقع حياها من بعيد و كمل للحوش : السلام عليكم
هي خافت و بدت تفكر شكله زعل منها شكله و شكله وشكله و تفكر هي شاردة الذهن
بس هو صورتها كيف متعبة و منهكة و صوتها كيف تدعي و كيف كانت تغني شقوا قلبه خش طول داخل بعد سلم ع أمه و باقي العيلة لداره و هو في قمة الغضب من نفسه
اما هي بعد كملت كان لازم تغير ع شان يحظوا الغذي خشت للدار و تلاقت بعيونه و بدت تبكي بالعبرة و هو مشالها و حضنها و انهارت رجاء بين إيديه تبكي بالعبرة و تقطع قلبه عليها : خيرك رجيوه
تبكي و البكية من الروح : مستاحشة اهلي و البائن بنقعد سنين و مش ح نشوفهم
أيمن كان الندم ياكل فيه من داخل : من قال ؟ أنا أصلا من اول ما روحت و أنا مقرر نأخذك لأهلك
هي مسحت دموعها و مش مستوعبة كلامه : و عمتي
ابتسم : عندي أنا نتكلم معاها و ح تمشي بعد غدوا ان شاء الله
ضحكت و تمسح في دموعها : حق يا أيمن بنشوف اهلي و المهدي و حمزة نجوى و سارة و عبدالخالق حوشنا يا أيمن حق
لا عرف يفرح معاها و لا يوجعه قلبه عليها : ايه
طلع ع شان يقول لامه و وقت وصل للباب التفت عليها : افتحي الصاكو متاعي في حاجات نبيك تشوفيهم
هي مبتسمة و عقلها في حوش اَهلها بس و وقت فتحت الصاكو تفاجئت يشي خلى أيمن يسكن داخل قلبها كان حاط قصاصات ورقية عددهم بعدد الأيام اللي قعدهم في إيطاليا
و أيمن كان كل يوم يكتب وحدة و يدسها لليوم اللي ح يروح فيه بين اقتباسات و أبيات شعرية كل ما تقرا حاجة تنسى اللي قبلها و تتلهف ع اللي بعدها و قدر أيمن يأخذ قلبها زي ما هي خذت قلبه
باست احدى هذه الاوراق : يا ربي حبيته و غاليته و ع شانه ننسى القراية و نتحمّل عمتي لآخر يوم في عمري
بس الفرحة هذه ما طولت وقت …
سمعت الصوت العالي من الصالة …..
و تنصدم ب…
: هيا
: ليش ؟
: انا يا رجاء قاعد نموت كل يوم

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى