روايات

رواية عيون القلب الفصل الرابع 4 بقلم ماريا علي الخمسي

موقع كتابك في سطور

رواية عيون القلب الفصل الرابع 4 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الجزء الرابع

رواية عيون القلب البارت الرابع

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة الرابعة

الاخت الليبية الكبرى … نموذج نادر جدا و صعب وجود مثيل له في اي مجتمع
فهي تلك الرفيقة التي تشارك اخوتها من الجنسين العابهم وقت الطفولة حتى وان كانت لا تستمتع بذلك فتراها تارة تتحول الى صبي بلعبها للكرة و تارةً اخرى الى فتاة كلها انوثة بمشاركة اخواتها الالعاب المنزلية او ما كان يعرف بالنقيزة او النط بالحبل
في مرحلة الصبا تكون معلمة و تشرح ما صعب عليهم من دروس
و في مرحلة النضوج و عند الادراك لمشاعر الاخوة تقتطف هذه الوردة ع حين غرة … و مع ذلك يستمر اهتمامها و حنوها ع العائلة فعند اي ازمة تجدها هي المبادرة الاولى بالمساعدات المادية و المعنوية
هي تلك التي تعطي اغلى ما عندها و ان كانت في امس الحاجة اليه و كل ما يهمها الوطن الصغير … اجل البيت الذي ترعرعت فيه و شركاؤها في ذلك الوطن …
و رجاء هي النموذج الحقيقي للاخت الليبية الكبرى، هدا لا يعني ابدا انها مثالية و بدون اخطاء لكن استطيع ان اجزم لكم ان قلبها بنقاء الحليب و صفائه اتجاههم
الوخية الكبرى و الكبير الله … رحيلها ع المنزل يكون جدا مؤلم عند الجميع بالذات اشقاءها اللي من نفس الجيل فمابالك برجاء اللي كانت ام و اخت … مغادرتها ح يكون ليها اثر كبير عند خوتها بالمجمل من صغيرهم المهدي اللي كانت ليه بصره اللي فقده لعند حمزة اللي كانت تمثل اتزانه و عقله اللي يفقده وقت يتعصب و ياما تعصب بسبب وجود جمال و تهميش دوره …
… فيا بخت من كان له اخت بهذه المواصفات ..و ربي يكون في عونهم في ايامهم الاولى لزواجها …
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
أظنني برحيلك خسرت أحد أضلاعي الأربعة … (كلماتي )
ليلة حفلة رجاء كانت الليلة الوحيدة اللي راودها احساس العرس بس اخر الليل و برغم وجود الكل حواليها مِن سامية صديقتها لعند بنات العمة و العم و الخالات و الخوال … بس مش قادرة تزيح الغمة الجاثمة ع صدرها
فاقت و هي مش قادرة تأخذ نفس
حست عليها سامية : رجيوه خيرك ؟
كانت تتكلم بنفس متعب : متضايقة نبي نطلع
مسحت عيونها بعدم تصديق : نهاري وين تطلعي وانت عروس و فاتحتك مقرية
رجاء كانت تبي تنسى الامر هذا : يا ودي قاعدة في اللايدة مش طالعة برا أنا
و فهمت سامية انها مش قادرة تقعد في مكان واحد و بالذات داخل الحوش : باهي اطلعي لكن ما اطوليش واجد
و أشارت رجاء بالموافقة و لبست حجابها و مرت خذت المهدي معاها اللي كان رفيق دايم ليها طول الوقت لانها عارفة ان ثاني يوم ح تمشي و تخليه … طلعت تتمشى في اللايدة و تحاول تنظم تنفسها بقدر الإمكان لعند انقطع النفس هذا وقت شافت حمزة نهاية اللايدة و عاطيها بالظهر اقتربت منه لعند وصلت فيه
كانوا إيديه الاثنين ع عيونه و يبكي حطت المهدي جنبها و ضماته بحنان و حاولت تتحكم في صوتها و دموعها : خيرك ؟
كان صوته مخنوق بالعبرة و قلبه معصور من الوجع : سيدي عدا و توا حتى انت بتلحقيه يا رجاء و أنا بنقعد مع الجزار هذا (جمال) و حتى اللي كانت تحز عليا بتمشي، أنا بنهج مش ح نقعد في الحوش
يا رجاء مستحيل نقعد دقيقة بعد انت تعدي
و من صوته فهمت ان في مرحلة صعبة جدا من الياس و كان لازم تتصرف و بالذات و هي مش ح تكون موجودة الاسابيع المقبلة ، لهذا بدت تحفز فيه و تشجع فيه ع تحمله المسؤولية : كيف بتهج و بتخلي خوتك انت الكبير يا حمزة و أنا راهو ماشية و عابئة عليك حتى في المهدي اطلعه من الحوش و تدهوره و تعلمه كل شي مش تقولي بنهج
وهو سكت و ما قدر يرد غير دموعه اللي ينزلوا
ما كان منها غير تطبطب ع كتفه و بعدها دخلت الحوش و هي متضايقة اكثر مما طلعت و لاحظت سامية الامر هذا ما حاولت تزيد عليها بينما فتحية اللي كانت تتفقد في العروسة : رجيوه بنتي وين مشيتي كنت ندور فيك ؟
اشرت ع برا : كنت في اللايدة
شافت المهدي كيف شاد فيها : خيرك باهي وجهك مش عاجبني
قداش تمنت لو امها تحس بيها : متضايقة يا أمي و مقهورة بنموت
طبعا بالنسبة لفتحية اللي جي في بالها ان بنتها خايفة خوف زي اي عروسة : لغنتك فرحانة بالراجل و بعدين أهو قدامك أنا خذيت صغيرة في الطناشن عام في عرسي كنت نلعب و ما نندري ع شي و خذيت مرة ثانية و الحمدلله القيتكم عزوة ليا و كل شي شفته من مر و هم و مشاكل هذه الدنيا المرأة نهايتها حوش و راجل بري سلم بنتي أرقدي غدوا وراك يوم طويل
و اهنئ رجاء اقتنعت ان أمها مستحيل تفهمها و لا تحس اللي كانت عايشة فيه خذت المهدي و خشت لدارها هي و خواتها و قعدت تتقلب ع جمر و المهدي معاها مرة ياخذه النوم و مرة يفيق و يلعب …
و استمر حمزة برا في التفكير، و يتخيل في حياتهم كيف ممكن تصير بعد خروج رجاء من الحوش … الامر كان مرعب ليه لان كان ع يقين لو صارت مواجهة من اي نوع مع جمال هالمرة مش ح يقعد دقيقة وحدة في الحوش …
و جي اليوم الطويل المتعب و اللي كله رهبة لرجاء و اليوم هدا لازم يبدأ بكري لان ح ينتهي بكري
باعتبار أهل مصراته العصر العروس تكون في حوش راجلها بعد العصر ع طول، لهذا كان التجهيز من الساعة عشرة الصبح
في دار البنات …
رجاء تشوف لحاجاتها و ابتسمت بتهكم و بدت تحكي لسامية و الباقي يشتغلوا ع تجهيزها : تتذكري في حلمي بالعرس يا سامية بيلو كبير و نمشي للمزين و ندير زفة
و سامية كانت متألمة عليها لأنهم كانوا حرفيا يتعلموا فيها وحدة تقول حطوا اللون هذا و وحدة تقول تزيديها كريمة و وحدة تقول حطوا كحل و وحدة تدير القصة ع اليمين و وحدة تقول ع اليسار احلى
و مع كل حاجة يديروا فيها كانت حاسة انها زي الذبيحة و يسلخوا فيها و وقت يلفوا في التحزيمة حوالين خصرها … اهو اهنئ حست انها خلاص انخنقت بس الخنقة الحقيقية
وقت دخلت ربيعة و خذت منها المهدي هي فوق الألوان و الكوكتيل اللي ع وجهها زادوها الدموع كانت تبكي و تعيط بنبرة متوسلة: بالله عليكم خلوهلي ناخذه معاي
و المهدي تقول في حد خبره ع اللي ح يصير بدي يبكي و يقول : نبي اذاء (رجاء )
كان يصك برجليه و يحاول يفك نفسه من أيدين خالته بس كانت ماسكاته بقوة
طبيعي الشي هذا ع اي طفل متعلق باخته او أمه يا بال طفل زي المهدي يبوا ياخذوا منه عيونه و روحه و انفاسه تخيلوا حد بياخذ منك عيونك
و كيف لا ؟ و هي من ربت و صبرت و علمت و كبرت كل شي كانت تعلم فيه هي و كل احتياجاته تقضي فيهم هي يرقد جنبها يأكل معاها يلعب معاها يميز في الأشياء عن طريقها متعلق بريحتها خطواتها حافظهم عن ظهر قلب !!
(هي كانت لي بصرا و أعطتني بصيرة) …
و طلعت ربيعة بالمهدي و اهنئ عرفت رجاء انها في واقع لا مناص منه و هي تبكي و منهارة و المهدي يتقطع و يقطع في قلوب الحاضرين ببكاءه
كان يوم صعب بمعنى الكلمة ع الجميع
دخلت عليهم هنية : يأسرك من غير هبال عيب اللي تديري فيه أهو من بكري يواسوا فيك و يتكموا فيك تبي الناس تشوفك تعيطي
و اهني سامية تدخلت و ساعدتها تطلع : خلاص رجيوه المهدي قاعد وين بيمشي ؟
هي مازال تشهق : باهي خلوه عندي لعند نطلع
و ردت هنية و هي تعارك : قلتلك لا و يالله اطلعي الناس تراجي
و قداش حست ان كل شي بادي يتغير و بادي ينسحب منها
و فهمت رجاء ان اللي ينسحب منها حاليا حياة مش مجرد حالة اجتماعية و تم تغييرها!
جلست ع الكرسي المجهز وسط الحوش و بدو الحاضرات يشتوا عليها بالنغمة المصراتية المميزة :
اجعل حظك كيف النوار … مشيتي و ما وجعتي جار
ان شاء الله الجار يجيب نباها.. و يقول ارحم من رباها
جت خالتها عايشة وقربت منها : اسمعي يا رجاء انت بتمشي مع عمك حامد في السيارة و بتركب معاك مرة عمك هنية أهو شوية و بنطلعوا
و شنو يوقف رجفة الأيدين و الرجلين و الرعب بلغ ذروته مش قادرة خلاص …
و اقتربت ساعة المغادرة ..
و رجاء تترجى فيهم و ما في حد كان موافق لطلبها خوفا عليها و ع المهدي اكيد: خلوني نلمح المهدي حتى من بعيد بالله عليكم و الله ما نكلمه
و بدت عاد هنية تعارك ثاني: تي هيا التريس قي الكراهب و انت تبي تشوفي المهدي قاعد ما عنده وين يعدي هونا قالوا حتى رقد
نادت بصوت لا يكاد يُبين : خالتي ربيعة جيبي المهدي
دفتها عايشة : هيا سلم بنتي ان شاء الله بهناك
و زادوا في الصوت متاع الشتاوات لعند هي أرتبكت و ما عاد ركزت في شي
اما المهدي فكانت العبرة تنفض فيه في حضن خالته ربيعة و يردد : نبي اذاء (نبي رجاء )
و فتحية عند الباب تبكي
و حمزة موجود في بداية الطريق اللي في شارعهم لابد وراء شجرة و يذرف في الدموع
اما نجوى شاغلة نفسها بالحوسة ع شان ما تبكي زي عادتها تكره هكذا مواقف عكس سارة اللي الدموع داروا فيها هلبة هي و غادة لأنهم متعلقات هلبة برجاء و كانوا اصغر من نجوى
و طلعت العروس للسيارة و فتحية دارت عزي ما كأنها هي اللي اصرت انها تتزوج …
غطوها و ركبت في السيارة …
وقتها المهدي بصعوبة هرب من خالته حط المخاد ع بعض و وقف و يحاول يطلع راسه من الروشن و تمسك بالحديد : اذاء اذاء (رجاء)
كان كله امل انها تسمعه و ترجعله زي عادتها بس وين تسمعك يا مهدي كانوا الاصوات اعلى من صوتك …صوت البيب و البيب و دوشة السيارات و جمال واقف يسقد فيهم و يعيط ع هدا و ذاك كل اصواتهم وصلوها الا صوته و ممكن هدا رافة من الله بحالها لانها لو سمعاته ما كانت تحملت اكثر …
كلهم حالهم عكس عبدالخالق… لان كان واقف و هو ساكت يراقب بس ..و قد يتوقع الكثيرون و منذ اللحظة ان هدا الانسان ولد ليتحمل و ياما بيتحمل عبدالخالق …
عكس حمزة اللي ياما بكي و الدموع حرقوا خدوده… و قد يكون هذا البكاء الاقسى ليجعل اي امل بعده تافها .. يومها من كثر ما كانوا عيونه نار و النار اللي في قلبه تزيد ع جمال لان في نظره هو السبب كان يتكلم و يصفق بايديه و كله يأس : عدت و الله عدت يا حمزة قعدنا بروحنا قعدنا بروحنا
و مر سرب السيارات من جنبه و تحديدا سيارة حامد المرسيدس
قام أيده و حتى وان هي ما انتبهتله بس هو حاس ان هكي يرتاح : مع السلامة رجيوه مع السلامة يا اللي كنت تحمي فيا يا صنة سيدي الله يرحمه و من البوم ما عاد في حمزة متاع سيدي يا رجاء لان مات مع مشيتك هذه
و مر سرب السيارات و جلس حمزة تحت ذات الشجرة و ما اعتقد ان ح يبكي بحرقة زي حرقة اليوم هذا مرة ثانية
و في سيارة العروس كان حامد عّم رجاء طول الوقت يبكي بصوت عالي لان معروف برقة العزم و عاد رجاء من الاول ع سبلة يا بال سمعت بكاء عمها زادت في البكي حتى هي و معش تحكمت في نفسها
تقول واحد يقول و الثاني يرد عليه
بدت هنية عاد : شنو العيلة المتخوخمة هذه .. تقول ما واحد غذي بنت قبل وانت يا همي ما اخيبك هذا غير راجل شنو العياط هذا ؟
و لفت ع رجاء : يا بنيتي هذه سنة الحياة و أمكن تتهنى عليكن بنيات قزيزينات و توا تشوفي بروحك كيف تفرحي و تتهني و تلبسي و تطلعي للناس
و رجاء كان الكلام يدخل من اذن ليخرج من الاخرى …
بينما هنية كانت مستمرة في الكلام هذا و إعطاء النصيحة لعند وقفوا السيارات و ياناري ع هاديكا الوقفة اللي توقف معاها القلوب اتخنق الصوت و لا عاد بكت و لا تكلمت …
و كانت الدنيا قدامهم زحمة و افطيمة استقبلتهم مع كنتها و بناتها و باقي نساوين العيلة و الزغاريد و الشتاوي ع اعلي صوت و قاموا بواجبهم ع اكمل وجه و ما قصروا معاهم في آي شي
مرحبا يا لافية … جيتي بخير و عافية
و هذه حنان اخت ايمن : مرحبا يا مرة خوي … يا منورة حوش بوي
و كلا ايمن كان واقف بين الناس مش هامه شي و يتوعد في سره و يهدد في المتطفلة الصغيرة اللي دخلت حياته رغما عنه
و كلا افطيمة كانت واقفة ع ادق التفاصيل بخصوص ضيافة اهل العروس من ضمن الضيافة اكيد وجبة العشاء اللي كانت كسكسي و ما غائب شي من حلو و عصير و عاد حوش الحاج اسماعيل بن جابر معروفين بكرمهم و جودهم
و حان الوقت خلاص دخلوا رجاء لدارها مع اذان المغرب
بينما في خيمة الرجالة … انضم أيمن للمصلين و صلوا المغرب جماعة أيمن اللي كان مستغرب في نفسه من بعد الصلاة كيف هادي، هذا يعني التوتر و الرفض للزواج كله مشي و بمجرد ما كملوا الصلاة
شد فيه صديقه فارس من جهة و خوه سليمان من جهة و دخلوه للحوش لان في مصراته عندهم دخولين للعريس
في الدخول الاول يسلم العريس ع عروسته و يعطيها هدية و اكيد وقتها تكون حاجة ذهب و يغير الدبلة … من اليمين لليسار و بعدها يطّلع ع طول
و اهنئ يضرب البارود ألعاب نارية و اللي عنده سلاح يضرب يعني العروس وصلت و قبلوها و لازم بارودها يوصل لاقصى مدى و بعدها الكل يروحوا ، و من ثم يدخل السلطان مرة ثانية ع عروسته ..
و بالرجوع لدخول أيمن الاول زي ما أسلفنا الذكر كان هادي جدا
بس هو حاسب حساب و ربك داير حساب ثاني
الله سبحانه و تعالى كاتب لبنت الستة عشر ربيعا انها تلعب في قلب الشخص هذا و تأخذ مكان كبير صعب جدا يقدر يطلعه
ذابت في قلبه كقطعة سكر لدرجة نسي نفسه و هو يشوفلها و هذا كله بالرغم من كوكتيل الألوان اللي ع وجهها و تغير المخطط اللي حاطه في راْسه لان كان مقرر يتعامل معاها ببرود تام و مش ح يتدخل فيها أبدا و ان علاقتهم تكون رسمية و روتينية بس ممكن قلب رجاء الطيب و دعوات الجميع ليها ان ربي يكتب لزواجها النجاح … كان ليهم اثر في قلب ايمن اللي قبل ما يدخل كان ابرد من الثلج و حاليا احر من الجمر بل صار كتلة من اللهب
و لكن هذا لا يعني ان ح يكون كل شي ساهل … هو شخصية صعبة و ممكن اكبر عيب فيه ان كلام أمه سيف عليه هكي تربوا و تعودوا
سلم عليها بدون كلام و قبل جبينها و أعطاها حديدة ذهب كبيرة : مبروك
هي ما قدرت تنطق بحرف من شدة الرجفة اللي ملازمتها
و غير الدبلة و طلع و صار إطلاق البارود و الرصاص و بدو كل الناس تروح من ضمنهم اَهلها و معازيم أهله و طلع السلطان و الكل يباركوا و يهنوا
و ما حد يعلم بحال المسكينة داخل
كانت حتى بينها و بين نفسها مش قادرة تتكلم شادة ايديها في بعض بكل قوتها
ايديها اللي كانوا يخضوا في بعض من التوتر و الخوف و الغربة
الغربة قد تكون نفسها اللي حاس بيها المهدي و هو يلتمس في وجود رجاء و يحاول يستنشق رائحتها
اليوم بس حس الدنيا ظلام في عيونه و هو طفل صغير … لا كفاه حضن خالته و لا حضن امه و لا حضن نجوى و لا محاولات غادة في اللعب معاه
مستمر يكرر : ابي اداء (نبي رجاء )
و قطع قلوب الموجودين بكلامه
ع صعيد اخر … انقطع الشرود و التوتر اللي فيه العروسة لما جي وقت الدخول الثاني …
سكر الباب وراه و امعن النظر فيها و عجباته اكثر وقت كانت ماسحة وجهها كان هادي و حنين معاها بس هي ما قالت و لا حرف … و كانت ليلتهم بشكل روتيني و عادي جدا … لكن الباين ان رجاء بدأت تدخل لقلب ايمن الخام انذاك
و لكن هل سيكون كل شيء ع ما يرام … او بمعنى ادق هل ح يستمر الهدوء هذا ام هو الهدوء الذي يسبق العاصفة ؟!
بعد مرور كم ساعة ع خلودهم للنوم فاقوا الاثنين مفزوعين ع صوت طرق باب دارهم و بقوة كبيرة جدا
….قبل دقائق …
خارج غرفتهم الكل مشغول بتنظيم الحوسة و اهم هؤلاء الأشخاص كانت نبيلة بنت افطيمة وآخذة كرسي و تحط في الماعين الكبار فوق الدولاب داخل دار الخزين و فجاة اختل توازنها و طاحت و بدت عاد في الصراخ من قوة الالم
نبيلة بوجع كبير : ووووه عليا أنا … يا أمي رجلي مش قادرة خلاص
قربت منها حورية الحامل في شهورها الاخيرة و شافتها كيف ترجع (اكرمكم الله) : واضح انها انكسرت يا نبيلة
و حنان بردة فعل سريعة : توا نعدي نكلم اشرف او سليمان يأخذوها للمستشفى
و اهني خشت عليهم افطيمة و ضربت عكوزها ع الارض : لبسنها و ما تكلمن حد و الله العظيم ما رافعها واحد كان أيمن
كلهم إنصدموا
و حاولت حنان تدخل : يا أمي أيمن عريس و ..
فنصت فيها و ضربت الارض ثاني : أنا قلت أيمن يعني أيمن و أنا اللي ماشية ندق عليه
و سيبتهم و مشت لدار أيمن و اهني بدّي اول إنذار او اول مبشر لحياة رجاء الجديدة و بدت عاد في دق الباب بعكوزها بكل قوتها
مما أفزع العرسان و خلى أيمن يفز بسرعة و يهرع للباب و وقت فتح أنصدم بصراخ أمه و هيئتها
افطيمة كانت تعيط و غاضبة : أطلع اطلع … راقد ان شاء الله … توا هالوقت ترفع اختك نبيلة للمستشفى هونها طاحت و هي تضم في الماعين
و اهنئ رجاء جتها صدمة عمرها كيف يطّلع و هو عريس ليش هو بالذات كانت تسمع فيهم و هي لابدة جنب الدولاب لانها قاعدة بلباس النوم
والجدير بالذكر ان هذا اُسلوب نساءنا الزمنيات و يعتبروا فيه رسالة صريحة لاولادهم بعدم التمرد ع العيلة و لا حكمها و البقاء طول العمر تحت وصاية حكم العيلة وان ولاءهم الاول و الأخير لامهم و عيلتهم و تحذير صريح بعدم الانسياق وراء ملذات الحياة و نرجع و نقول مش بسوء نية يعني الحاجة افطيمة ع قناعة ان هذا الأسلوب الصحيح في التربية و في إدارة أمور العيلة و الا تتشتت و تضيع هيبة العيلة و استقرارها
أيمن بدون اي اعتراض لَبْس ع السريع بدون ما يوجه اي نظرة لعروسته و نفذ كلام أمه خذي نبيلة بين إيديه و ركب بيها السيارة و كان معاه راجل اخته حنان عيسى و توجهوا بيها للمستشفى
و رجاء في دارها استمرت حيرتها في تصرف افطيمة من جهة و في وضعها الحالي من جهة ثانية يعني شنو لآزم تدير تطلع تشوف الوضع او تقعد في دارها لكن بحسب خبرتها في حوش اَهلها لان زي ما ذكرت هي تحملت المسؤولية بكري لهذا تصرفت و خذت جلبابها لبساته و حطت ع شعرها محرمة و طلعت جنب العيلة برا و اهنئ كانت اول مواجهة شرسة للحياة مع أفطيمة و يا اما تقوى شوكتك يا رجاء و يا اما تنكسر للأبد!!
و افطيمة عاد اول ما شافت دخلة رجاء عليهم وقفت و كانوا معاها حورية و بنتها حنان بالاضافة لبعض من نساوين العيلة الى جانب عجائز كبار من الجيران و بدت تقول في أبيات شعرية بطريقة ما يعرف بالمهاجاة او العلم المهم تقول فيه بلحن مش مجرد كلام ! و أكيد عاد هي صوتها عالي و حاد و يصدح في المكان باسره :
عرقوبك يذبح الطير .. و عظامك بالعدادي.. من شبحناك ما شبحنا خير .. و عليك الفقر ينادي
كانوا الكلمات هذه رصاصات في قلب رجاء و بالذات في يوم زي هذا و قدام الموجودات تمنت الارض. تنشق و تبلعها تمنت المهدي جنبها مجرد تضمه تنسى كل شي بس خلاص انت بروحك يا رجاء و هذه الدنيا في لحظة البنت تلقى نفسها مسؤولة ع كل شي يخص حياتها مع ناس جديدة و ظروف جديدة
و بينما رجاء في حالة الصدمة هذه تكلمت اخت الحاجة افطيمة مرعية : ليه عليك يا وخيتي يا افطيمة ترعشي في العروسة ما ليها عندك كان ساعات تعالي سلم بنتي لا تخافك
و افطيمة مستمرة بذات النظرة الحادة و المخيفة لابعد حد
رجاء ما صدقت ان في حد ناداها قعمزت جنبها و هي ترجف من الكلام اللي سمعاته لكن و لا نزلت منها دمعة
حاولت حنان تلطف الجو و تهدرز عليها بكم كلمة ع زينها و ع عرسهم غادي و كل ما تقول حنان في وصفها شي إيجابي تعارضه افطيمة
و هكي مر الوقت لعند روحوا بنبيلة و هي مجبسة رجلها
و شوية و دخل أيمن و حنان كلمت رجاء تلحقه
جت ورآه كان متكئ و باين ان تاعب و هي ما قالت شي حولت جلبابها و رقدت….و هو من تعبه رقد بدون ما يتكلم معاها
و بحركة عقارب الساعة …. اقترب شروق شمس ثاني يوم …و اخيراً طلعت الشمس و بداية يوم جديد
و لاول مرة تشرق الشمس و المهدي ما يشوف بعيون رجاء كان حاس بغربة كبيرة
ذات الغربة اللي حسها حمزة و هو يسمع في صراخ جمال يؤمر في عبدالخالق و يدور في حمزة ع شان يضموا حوسة العرس قبل وقت يسمع صوته صح يخاف لكن بوجود رجاء يحس ان عنده سند لكن اليوم خلاص : انت بروحك يا حمزة
ما كان منه غير يوقف و يحاول يتقي شر جمال …
في حوش اسماعيل بن جابر و مع الساعة تسعة تحديدا فاق أيمن شافها كيف تمشط في شعرها ع المرايا استمر يتأمل في شكلها و بالذات شعرها و هي ما انتبهت أبدا ع ان فاق، بينما ايمن كان عنده فضول غير عادي ان يسمع صوتها و يتكلم معاها و لعند اللحظة هذه مازال ما سمعه
و بدت هي تظفر في جدائلها خذت باقي عقله بحركاتها المتتالية و حس انها قاعدة تعقد في شرايين قلبه بعقد صعب جدا حد يفكهم لان المفتاح نسخة وحدة و عندها هي
خاف من نفسه وقتها لان مش متقبِّل حاله هدا !! الاستسلام و الانجذاب السريع اللي هو فيه بالنسبة لشخص زيه خطير جدا لهذا طلع بدون ما يكلمها و وقت وصل الباب هي انتبهت ان فاق قامت عيونها فيه بس هو تجنب النظر ليها و سكر باب الدار
رمت السالف متاعها للخلف و رجعت تتفكر في ليلة البارح و كلام افطيمة بعدين تذكرت وصايا خالتها ربيعة و مرة عمها هنية و كيف لآزم تتصرف معاه و تهتم بيه
طلعت ملابسه مِن الدولاب و بدت تحدد في البدلة العربية و الزبون لان ح يلبسهم اليوم
لعند هو فتح الباب و دخل يصلي و من ثم بدت هي تمدله في ملابسه بدون ما تحط عيونها فيه ..
في قلبه فرحان فرحان … و مع كل حركة منها و هي تحوس عليه ” على شنو ناوية يا بنت خليفة بن عمار !”
بس في شي استفزه و هو انها تنفذ آي شي يطلبه بدون اعتراض و لا حتى كلام
و اهني استخدم اسلوب الاستفزاز ع شان يخليها تتكلم: لا البطم هذين ما نبيهن جيبيلي الثانيات مش عارف وين حطوهن
هي مشت للدولاب لانها وقت كان راقد تفحصت كل شي و عرفت مكانهم مصادفة خذتهم بالعلبة متاعهم و حطتهم قدّامه
هو تكلم بقيمة حاجب و مد أيده : هيا
بدت هي تدخل فيهم في كم السورية و تسكر مع ان الامر صعب لان السورية جديدة بس كانت تتصرف و كأنها تعرف تديرهم من قبل
و قرر يستفزها ثاني : قلت اكيد مش ح تعرفي ؟
و ما ردت و كان إنهاءها للمهمة أكبر جواب لسؤاله
جابت شيشة العطر و بدت تعطر فيه و القلب يعلم بحاله ربي كيف تتصرف بطريقة و كأنها فاهمة هو شنو يبي بالضبط يعني كأن ليهم سنين مع بعض مش هذا اول يوم
و لان بين فرحته بيها و حيرته في عدم كلامها اللي وصله نوعا ما للغضب اثر الخروج من الدار
و اول ما طلع من الدار استفردت بيه حنان و بعد سلام بالاحضان : مبارك أيمن و يارب بعمار حوشك
كان مبتسم : الله يبارك فيك … حنان
هي حست ان عنده كلام : نسمع فيك
كان كله فضول حيالها يتكلم و محرج و الوجه احمر نار: خيرها بنت الناس يا حنان راهو كلمة وحدة ما سمعتها منها لعند شكيت انها ما تتكلم بكل !
فردت حنان بضحكة : و الله معانا احني ما سكتت و تتكلم عادي
هو اهنئ أتضايق : يعني معايا أنا بس ما تتكلم
حاولت تفهمه: اعطيها وقت يا أيمن البنت مازال صغيرة واجد راهو
تنهد أيمن : خير ان شاء الله نستأذن توا
طلع لخارج المنزل ع شان يسلم ع الناس و يباركوله عاد زمان يوم الجمعة مازال زحمة و حتى من الجيران و الاصحاب تلقاهم موجودين
و هي فتحت باب دار خوها بعد طقت : صباح الخير يا عروسة
رجاء بنوع من الخجل : صباح النور خشي حنان
حنان بدت تجهز معاها ملابسها ليوم الصبحية و لبست رجاء فستان ما يعرف بالماكسي وقتها لونه وردي و حاست عليها حنان ع مكياجها و شعرها و بدت في الهدرزة معاها لانها تبي تعطيها نصائح : اي قوليلي شنو رأيك في أيمن
و طبعا لانها خجولة و صغيرة ردت بكلمة وحدة : كويس
ضحكت حنان : كويس حق ؟ يعني تكلمتي معاه
واست قصتها و بنوع من الحرج : لا و الله
و حنان بدون تردد : كيف ؟ لازم تهدرزوا و تفهموا بعضكم هذا راجلك توا و اقرب واحد ليك و كان ما تكلمتي معاه مش ح تفهميه خلاص حطي الحشم ع جهة و بدّي تكلمي معاه باهي؟
اشارت بإيجاب
و حنان ضحكت : مش هكي تكلمي حيه عليا أهو متحشمة حتى معايا غير تحركي في رأسك بس لازم تتكلمي يا رجيوه
و ارتفع معدل الاحراج : ان شاء الله
ابتعدت عنها حنان : خلاص وقفي خليني نشوفك
وقفت و كانت جدا جميلة
و زغرظت حنان : ماشاء الله عليك هيا ع شان تطلعي برا جنبهم
و طلعت معاها و اللي يشوفها يزغرط … لكن نظرات افطيمة اللي يوقفوا قلب اي حد يشوفهم ما بالك بعروس صغيرة عند ناس برانية ابدا ما بشروها بخير وقتها
قعمزتها حنان ع كرسي وسط الحاضرات و تعالت الزغاريد و بدو في بعض منهم بالشتاوات لعند جي وقت الغذاء حطوا الغذاء و تغذوا و من بعدها حنان خذت رجاء لدارها و لبستها البدلة الصغيرة و إذن العصر …
الصبحية في مصراته تبدأ بعد العصر … و تكون للبنات اكثر شي لهذا بنات عيلة رجاء كلهم مشو و أكيد سامية صاحبتها أولهم و معاهم مرآة او اثنين نظام مرافقات للبنات بس لهذا اللي جو هنية مرة عمها و ماجدة مرة التهامي اخ فتحية
و بدت عاد الضيافة من حلو و عصير …
اول ما وصلت نجوى مع العيلة سلمت ع رجاء اللي كانت تسال عن شخص واحد بس: المهدي يا نجوى وينه ؟
نجوى : مع أمي، أمي. قالت لو جبناه يتمسك بيك و معش يابه يروح
رجاء بان الحزن في وجهها لانها كانت تنتظر في وصوله هو بالذات و تكلمت بقلق : رقد عادي البارح و الا دار عياط
و أخفت نجوى ان ما رقد طول الليل و هو يقول نبي رجاء و حطت في أيدها مبلغ متكون من جنيهات : لا ما عيط واجد شوية و سكت ، المهم أمي قالتلك العيل اللي يسلم عليك أعطيه جني ( و عاد وقتها الجني يسوى ) و كلا العمات و الخالات و نسوان أعمامه و خواله أهو رداوات الحرير كل وحدة تعطيها ردي
رجاء كان عقلها مع المهدي و كانت عارفة ان نجوى تكذب عليها و ردت بمجاملة واضحة و الدموع ينزلوا منها : به
و بعدها عاد جي دور سامية : غير ليش الدموع يا عروسة المفروض تضحكي اللي جئناك لكن عاد المفروض جبت معاي ابلة لطيفة يا لهوي يا رجاء ايه ده انت تجوزتي يا خرابي
و قدرت سامية فعلا تضحك صاحبتها : و الله فرحت واجد بجيتك انت بالذات
وسلمت عليها بالاحضان : مش مصدقة انك كبرتي و لبستي البدلة الكبيرة
نجوى : هذه الصغيرة مش الكبيرة
سامية بعدم اهتمام : كيف بعضه بدلة و خلاص .. هيا احكي يا رجاء شنو شكل العريس ؟
ابتسمت فقط و ما ردت
و سامية الابتسامة هذه طمنتها ع صاحبتها و ما كثرت كلام بسبب الزحمة اللي جنبهم
اما نجوى فكانت كل ما يسلم عليها طفل تعطيه دينار … و كل مرة تهدي ع عماته و خالاته و الباقي رداوات الحرير اللي كانوا وقتها هدية قيمة للنساء الكبار …
وزي عادتهم ما قصروا أبدا حوش أسماعيل بن جابر في إكرامهم لضيوفهم لان. افطيمة ع قولها تحب تدير الصائبة لأي حد يدوس بساطها
و بدو في الأجواء المعتادة من غناء و زغاريد و شتاوات المعروفة عندنا في هكذا مناسبات .. و كانت الأجواء جدا جميلة …
و قبل اذان المغرب بقليل قالولهم هيا
و رجاء في كلمة وحدة : خوتك يا نجوى الله الله في المهدي ردو بالكم منه … و حمزة يا نجيوه ردي بالك الغول يديرله حاجة و خواتك البنات عينك ديما عليهن و أمك حتى هي ردي بالك تغفلي عنها
ابتسمت نجوى و بتطمين : ما تخافي يا رجاء في عيوني و الله
و بخروج اخر وحدة فيهم القلب تلقائيا انقبض و العيون فاضو بالدموع بالذات وقت طاحوا ع عيون افطيمة اللي نظرة منها كفيلة تفتت الحجر
كانت شاردة لعند ما حست بايد حنان : هيا يا رجيوه لدارك و سادك من العياط هذه سنة الحياة حبيبتي
و حاولت تكتم عبرتها خوفا من نظرات افطيمة و مشت مع حنان لدارها و ما ان دخلتها طلعت حنان و حاجة خمس دقايق كان أيمن داخل الدار …
: السلام عليكم
تذكرت كلام حنان و بابتسامة خجولة : و عليكم السلام آنست
وَيَا فرحته بكلامها مع ان كان كلام عادي : الله يانسك … و حتى انت انسوك اهلك
و تمالكت نفسها رجاء : تسلم يا رب …
هو وقت القاها تتكلم عادي جي قريب منها و تامل قصتها السوداء النازلة ع عيونها الجميلة و طلتها المبهرة في العربي : الله يبارك عليك يا رجاء عيني ما تضرك
و زاد احمرار الوجنتين : تسلم يا رب و حاشاك … ( و بدت عاد تواسي في قصتها لتخفي ربكتها) نطلعلك لبسة ع شان تغير
تمسك بأيدها : اي شي المهم من إيدك راضي بيه
هي بنت بريئة طفلة بلغتنا اليوم و مش معتادة ع هكذا كلام يداعب خلجات القلب : آه
ضحك : قلتلك اختاري اي حاجة هيا لان حتى انت لازم تغيري و تحولي اللي لابسته هذا
مشت بصعوبة للدولاب و مشيتها هذه كانت تأخذ فيه معاها لعالم ثاني ما فكر ان ممكن يحس بالمشاعر هذه يوما ما
وهي واقفة تتفرج ع ملابسه و تحاول تختار خذت توتة لونها ازرق داكن و لفتله : هذه
قرب و حضنها بدون مقدمات و هي انصدمت و ما فهمت شي
شوية و خذي التوتة و طلع
و قلبها كاد ان يطّلع من القفص الصدري بحركته هذه
سرعان ما استجمعت نفسها و خذت لبسة نوم و غيرت شوي شوي و بدت تحط في حاجات الذهب في مكانهم و رجعت البدلة كيف ما كانت و اهنئ انفتح الباب : مازال ما كملتي هذا و أنا طلعت حتى برا قلت تقعدي ع راحتك
تحشمت : و الله بسرعة بس البدلة حاجاتها واجد
حطت البدلة في مكانها و جت جنبه ع السرير
و أيمن اتكى ع جنبه اليمين : ايه يا رجاء بنت خليفة راجلك يبي يعرف عنك كل شي
رجاء حاولت تنطلق معاه مع انها كانت في قمة الخجل و الارتباك : أنا … ما عندي شي مهم بس نسمع منك لإني ما نعرف عليك حتى حاجة الا اسمك
ابتسم : يعني قلبتيها عليا ؟ حاضر يا ستي توا أنا اللي نحكيلك أنا أيمن اسماعيل بن جابر عمري 23 عام متخرج من معهد نفط و نخدم في شركة ال### كنت في بنغازي كم سنة و عشت مع حوش عمي مستقرين من سنين غادي
هي بعفوية و حماس : سمحة بنغازي ؟
هو تامل وجهها هلبة : سمحة واجد
و تلك الأمية في عالم المشاعر و الغزل مش فاهمة علاش تأثرت بكلامه و نظراته لكن فهمت ان في شي غلط يصير معاها او بالأدق شي جديد مش وآخذة عليه لهذا حاولت تغير الموضوع كمهرب : حتى أنا نحبها كنت ديما نشوف فيها في صور حياة سيدي لان عاش فترة فيها تعرف ان عندي اخت مازال عايشة فيها
هو باستغراب : و الله ؟
هي : آي … بس ما نعرفوها … لان حياة سيدي طلق أمها و هي قعدت مع أمها غادي
هو انتابه الفضول حولها : يعني عندك اثنين خوت مش شققه ليك جمال و البنت هذه
هي وجهها تغير وقت جاب سيرة جمال و أيمن لاحظ و جي في باله سؤال: من اقرب واحد ليك من خوتك
و بدون تردد : حمزة … لان من عمري
هو : أنا ما شفته الحق معناها ديما مع بعض
ابتسمت : لا اللي ديما معايا هو المهدي بس أنا ما نعتبر فيه خويا هو اكثر من هكي رفيقي و ولدي و عيوني اللي نشوف بيهن و الله لعند توا ماني مصدقة ان مش بايت معايا و مش واكل معايا و مش ح يرقد معايا أيمن المهدي من ذوي الاحتياجات الخاصة كفيف يعني أنا علمته كل شي و مازال في حاجات واجدة كنت نبي نعلمهله بس الله غالب عمري ما تخيلت ان في شي ح يأخذني …
(سكتت و معش قدرت تكمل تحشمت منه )
بس أيمن كان ح يرد برد ممكن جدا مفاجئ ليها لكن تدارك الامر و تراجع
هو عادة اذا اعطي عهد مستحيل يتراجع عنه و لان في بداية زواجهم مش حاب يستعجل قبل ما يتعرف عليها اكثر و قبل ما يشوف المهدي هدا اللي واخذ عقل زوجته : ربي يحفظه ان شاء الله … اي و شنو ثاني تحبه رجاء ؟
و اهني تذكرت دراستها و استمروا عيونها في اللمعان و الاشراق بصورة ملفتة جدا : القراية يا ايمن .. لو تعرف قديش نحبها و نتمنى ما نحول الكتاب من ايدي نقرا و نقرا و نقرا تعرف لدرجة اني ما نمل بكل حتى وقت نكمل قرايتي ع طول نمشي لخوتي نشرح و نسمع عليهم
اهني ايمن ابدا ما شك و لو واحد في المية ان مازال عندها طموح تكمل لان معروف طالما تزوجت البنت تنسى الدراسة نهائيا نحكي ع الوقت هذا كان نادر جدا ان بنت تكمل دراستها و في الثانوية بالذات و هي متزوجة : العلم نور … و صحة ليك الباين ممتازة
هي بحماس : ايه انا كنت نجيب فيها الاولى ع المدرسة
و رد ايمن : ماشاء الله .. ماشاء الله .. الله يبارك عليك … باهي مش خلاص يعني انا نعست واجد وانت ؟
رجاء :

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى