روايات

رواية عيون القلب الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب البارت الرابع والأربعون

رواية عيون القلب الجزء الرابع والأربعون

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة الرابعة والأربعون

الآهات
اه من جفاك واه من خزراتك
واه الف مره من اظروف زماني
واه من نهار الشوق واملاقاتك
وكيف صار في قلبي اللي فحضاني
واه من دلع محلاه فأحكاياتك
واه من دلالك وينما تلقاني
واه من دفا مسكون في همساتك
واه من حنانك كان جا الحناني
واه من امرار الوقت في غيباتك
واه من غلاك ابقيت دوم انعاني

#الشاعر_ محمود
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

كعادته عارف و متاكد ان توازنه و استقرار الحياة لا يكتمل الا بوجوده في محيطه الخاص اللي اثبت من خلاله وجوده و طبعا القصد بالمحيط هو المدرسة لهذا قرر طالما ما في اخبار لابد هو اللي يدور الاخبار بنفسه

يوم منتصف سبتمبر…

جالس في وسط الدار و جنبه الارضي
سجل رقم الحاج سليمان مدير المدرسة و اتصل بيه

: السلام عليكم استاذ سليمان كيف الحال؟

و من ما يعرف صوته المميز : مهدي ولدي كيف حالك ؟ و الله بالي قاعد معاكم كلكم ان شاء الله بخير و ما صار معاكم شي !

المهدي رد بنبرة مطمئنة : الحمدلله يا استاذ ما فينا شي الا حاجة وحدة ، امتى بتبدي المدرسة يا استاذ و الله مليت من الحوش و بعدين مش المفروض نعوضوا السنة اللي ضاعت

: يا ولدي باذن الله الواحد الاحد نص الشهر الجاي او بالكثير يوم عشرين ح تكون الدراسة بادية بسمستر تعويضي ع اللي فاتكم

انزعج المهدي : ليش لعند الشهر الجاي و كل شي في البلاد مبدي يستقر

و من عادته يصارح فيهم بكل شي : لان يا ولدي هالمرة في راسي كم حاجة نبي نديرها في المدرسة لان و الحمدلله حصلنا دعم قوي و لابد تستفيدوا منه في تطوير المكان اللي انتم و غيركم قاعدين تقروا فيه

استبشر خير : يعني في حاجات جديدة

ضحك الحاج سليمان : في تغيرات كبيرة واجد يا مهدي في المدرسة و باذن الله كلها تعجبكم

المهدي : ان شاء الله … معناها توا بنسكر و نتلاقو ع خير ان شاء الله

الحاج سليمان : ان شاء الله يا ولدي

انتهت المكالمة و هو حاس بضجر غير عادي …. طلع من الدار و الملل محتل ملامح وجهه

غادة : خيرك منكد ؟

المهدي خذي طاسة الميا الخاصة بيه و صب اميا يشرب : المدرسة قالولي مازال لعند الشهر الجاي

غادة ضحكت : هدا ليش يا ودي خليهم يزيدوا ياجلوها لعنديت امتى يعني سيورها تجي كلا احني خليهم ياخذوا راحتهم حتى عام ثاني

المهدي : غبية انت مش احسن لو تكملي فيسع

شافت لسارة اللي كانت ع طاولة المطبخ تراجع في مناهجها: انا اسمي غادة راهو مش سارة

و لا انتبهت ع وجودهم و لا اصلا سمعت كلامهم

ضحكت غادة : شفتها غاطسة في الكتابات و ما تندري علينا وين

شاركها المهدي الضحكة و بعدين تذكر امر : كلمتي رجاء ؟

: ايه كلمتها قاعدة تدير في غذاها و فرحانة ايمن ما عدا الحرب برا مصراتة قال ما دخلي فيها انا مكاني في مصراتة بس وقت تمت فيها الحرب سيب كل شي و رد لعمله

المهدي : امتى تكمل و نرتاحوا

غادة : يقولوا قريب

المهدي لاحظ ان امه ما ليها حس: امي وين مشت

غادة ردت بنبرة حزينة : مشت حوش العزي وصلها عبدالخالق

تذكر منصف : الله يرحمه …

ردت : و يرحم كل موتانا يا رب ….

عبدالخالق كان جالس بروحه بعيد ع الناس في حوش صديقه اللي فقده المكان اللي عادة كل ما يزوره يقعدوا فيه مع بعض

سارح في الفراغ يتذكر في اخر مرة شافه وقت تكلم ع الموت و قاله في اللي تجي بعمره …تمنى لو ما خلاه يمشي يومها تمنى هلبة حاجات
اهمها ان الجفاء و الزعل بين الاصدقاء اللي من نوعه اكبر غلط و هذا الدرس اللي خذاه من وفاة منصف

__________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️

و جي اليوم المنتظر عند المهدي 20/10/2011

كان المهدي طاير من فرحته لان ح يمشي للمدرسة ، و باعتبار ان صادف التاريخ هدا يوم خميس كان الاستاذ سليمان مقرر ان اليوم هذا ح يكون عبارة عن اجتماع لتنظيم الامور في المدرسة

من اول ما ركب مع مصطفى كان في قمة حماسه : صباح الخير يا مصطفى كيف حالك و شنو صار معاك الشهور اللي فاتت ؟

رد مصطفى بابتسامة : الحمدلله يا مهدي صار فينا زي كل الناس

: و الله ماني مصدق ان و اخيرا بنعدوا المدرسة و بنتلاقى معاهم كلهم ريحان و سندس و شيماء و نوح و حتى خالد استاحشته تصدق … وايه ابلة صفاء و الاستاذ سليمان و كلهم كلهم

ضحك ع حماسه ودرس عند حوش اهل سندس : ربي ما يفرق بينكم ان شاء الله

فتحت سندس الباب : السلام عليكم صباح الخير … هيه يا مهدي و اخيرا والله قعدت نفكر فيك قلت كان ما جاه صاروخ

تعصب منها : يطيرك ان شاء الله هدا ما تمنيتيلي

ضحكت : تي نبصر خيرك معش تعرفني لا معناها طولنا واجد بعد نسيت طبعي

حط ايده ع راسه : اسكتي اسكتي و انت من وقت ركبتي ما بطلتي دوة

و اهني كانت شيماء تفتح في الباب و بصوت باكي : السلام عليكم كيف حالكم ما فيكم شي صح كلكم قاعدين

سندس جبدتها من ايدها : غير اركبي ما فينا شي قاعدين بسبعة ارواح انت خبرينا كيف طلعتي حية من الحرب

بعد سكرت الباب بدت تمسح في دموعها : و الله خفت عليكم واجد

المهدي تعاطف معاها : ما تدوريها سندس ديما تبصر حتى عليا انا ما عقلت كلمة قبل انت تركبي .. (ابتسم ) نشهد بالله انكن خواتي و فقدتكن كلكن

صفقت سندس : ايه و الله خلاص يا بنت اهو قالك مهدي بصارة ، مازال ريحان ماني عارفة شنو صار فيها

و قلبه جن بدقاته وقت تكلموا عنها لان خلاص هي الاخيرة و ح ياخذوها في طريقهم بس انصدم وقت سمع كلام مصطفى : لا ريحان اليوم ح تجي مع بوها اتصل بيا و قالي ما تدورها

خاب امله يعني مازال مش ح يسمع صوتها مش ح يحس بوجودها مش ح يكلمها و يلومها ع قسوتها معاه

تعب من الافكار هذه لدرجة ما حس الا و مصطفى يطلب منهم النزول من السيارة : هيا وصلنا

و في الوقت اللي نزلوا فيه كان منظرهم جدا مؤثر و هما يتفقدوا في كل زوايا المكان من الباب الرئيسي للحيطان و الساحة استشعروا كل شي في المكان اللي جمعهم و عندهم فيه اجمل ذكريات
لان حتى قبل وقت العطلات الصيفية وقت يبتعدوا عنها و يرجعوا بشوقهم يتذكروا اول يوم جوها …
كانت الذكريات متنوعة منها المؤلمة و في منها المثيرة اللي تخص ايام الحرب رفيقة دربهم كل واحد يشارك بشنو صار معاه

و بينما كان يتكلم المهدي و يروي في تفاصيل نزوحه هو و اهله سمع صوت حد ينادي عليه و كيف ما يعرفه صديقه الصدوق نوح

: مهدي يا شيخ اهلا و سهلا

ضحك المهدي و تبع مصدر الصوت و ضمه بشوق كبير : اهلا بيك يا غالي و الله ليك وحشة كبيرة واجد

: و ليك يا شيخ ، طمني عنك المدة اللي فاتت حسيت انك مش مرتاح

لف ايده عليه : ساهل قدامنا و الوقت و ندويلك تعالى سلم قبل

تقدم نوح و سلم ع البنات بدون ما يصافحهم : كيف الحال جميعا

سندس : اهو انت بالذات كل ما نسمع الاخبار بالفصحى كنت نتذكر فيك

ضحك الجميع
ونوح : المهم تذكرتيني بارك الله فيك

و معلمتي تعلمني و تحكي لي حكاياتي. و اشعر انها دوما كأمي او كأخواتي … ايه هذه اغنية قديما كنا نغنيها و نتغنى من خلالها بحبنا للمعلمة و لو انسأل المهدي كان اقسم ان ما في حد يستحقها كصفاء

صفاء اللي كانت طالعة تجري في اتجاه الصوت : مرحبتين بيكم مرحبتين انستونا و الله العظيم مستاشحتكم هلبة

و بدي الكل يرد عليها لعند سمعت صوته قربت منه : : و الله لولا الحلال و الحرام كنت حضنتك لقلبي ع ما انا مستاحشك يا ولدي كم خفت عليك كم فكرت فيك ايه يا مهدي ما نحساب يكون عندي عمر و نتلاقى معاك ثاني

كان جدا متاثر بكلمهاتها : بارك الله فيك معلمتي حتى انا و الله كنت مستاحش واجد و قريب اللي هبلت لا في تيليفون و لا ارضي انقطعنا ع بعض

صفاء بصوت حزين : ايه و الله ايام مرت و ضرت و ان شاء الله ما عاد نشوفوها يا رب

المهدي : يارب

قاطع كلامهم الاستاذ سليمان اللي طلب منهم الذهاب الى احد الفصول ع شان يبدوا اجتماعهم

في الوقت هذا وصلت ريحان و ياه ع اللي صار في قلبه وقت سمع سندس تنادي عليها

تجمد في مكانه و ما قدر يتحرك خطوة لعند نوح شده من ايده : هيا يا شيخ

تمالك نفسه و مشي معاه جثة فقط اما العقل و القلب و كل الحواس مع صوتها و اخبارها اللي قاعدة تحكي فيهم لابلة صفاء و زميلاتها

كانت ترد ع سندس : مش ح نطول واجد ساعة و بنروح

سندس : ليش

تدخلت الابلة صفاء ع شان ترفع عنها الحرج : اكيد بوها عنده شغل هلبة حتى انا بوي قالي اليوم جبتك تحضري الاجتماع لكن ح نروحوا بكري

المهدي الذكي في اللحظة هذه زاد يقينه ان في شي مشترك بين ريحان و صفاء لكن شنو هي الطريقة اللي ممكن من خلالها يعرف بيها سرهم ..مازال ما توصل لشيء

و بدي الاستاذ سليمان الاجتماع ….بخبر كان سيء رغم كل شيء : السلام عليكم جميعا اول حاجة نرحب بيكم في المدرسة من جديد و كلنا امل ان البداية تكون جيدة و ناجحة لكن عندي خبر مش كويس

المهدي كان السباق في السوال : خير ان شاء الله استاذي

الحاج سليمان : ح نفقدوا شخص كان معانا من قبل

و باعتبار ان الكل موجود الا الاستاذ رافع انفزع المهدي : ان شاء الله مش الاستاذ رافع

الحاج سليمان بأسف : لا خالد

المهدي بخوف و كان صادق جدا في احساسه : ما تقولش مات !

الحاج سليمان بنبرة تطمين : لا … بس انضم لكتيبة و قال معش مكمل قرايته انتم عارفين ان مش فاقد البصر كليا لهذا قدر ينضم لكتيبة يعني يساعد فيهم في الاكل و القهوة و الشاهي

سندس ضحكت : اصلا من يومه ما يحبها القراية باهي اهو بيدير حاجة يحبها و في سرها ” ياما كتبتله واجباته ع شان يعطيني شوكلاتة خسارة “

الحاج سليمان استمر في الاجتماع : و توا شنو ناقصكم يا اولادي ؟انا بادي نشتغل في نواقص المدرسة لكن يهمني انتم تقولوا لو في حاجة في بالكم

المهدي بدا الكلام كالعادة : استاذي نطالبك توفرلنا مواصلات لان وضعنا صعب واجد و مكانا بعيد ، صح توا نجوا مع مصطفى بس كم مرة يصير معاه ظرف و انا بالذات نضطر نغيب بالايام عن المدرسة

الحاج سليمان : هذا مقدور عليه لاني حاطه في راسي يا مهدي و باذن الله ح نوفروا مواصلات بالسائقين متاعهم و ح يكونوا مضمومين باذن الله ، و نحب نبشركم ان و الحمدلله
مدرستنا خلاص انضمت للتعليم و ح يجوكم معلمين جدد في مختلف الصفوف و التخصصات

و الخبر هذا اكيد كان مفرح باستثناء خبر الاساتذة الجدد لانهم اعتادوا ع الموجودين معاهم و خاصة صفاء اللي صارت اكثر من مجرد معلمة

و من بعد المهدي تكلم نوح : يا ريت يا استاذ يتم توفير كتب و مجلات بلغة برايل لان دائما ما تكون عندنا الرغبة في القراءة و مثل هذه الكتب نادرة الوجود في المكتبات

و رد باعجاب كبير الحاج سليمان : اقتراح ممتاز يا نوح باذن الله ح نحاولوا نوفروهن …

و بهكي انتهى الاجتماع و لان سمعها وقت قالت لسندس ح تروح بكري كان لازم يتصرف : نبي نطلب منك خدمة يا سندس

سندس وقفت : قول مهيدي اللي تبيه نديره

المهدي في قمة توتره بس يحاول يبين العكس : في بيني و بين ريحان مشكلة و زي ما تعرفي بعدها صارت الحرب و انقطعت الاتصالات يعني ما عاد حصلت فرصة كيف نحلها

سندس بحماس كبير : لا ليش هكي انتم خوت و المفروض ما في بينكم مشاكل قولي مهدي شنو تبي و انا مستعدة نساعدك

ردد في سره ” بس احني مش خوت ” بعدها تدارك الامر : احم المهم نبيك تنادي ريحان للفصل ع شان نكلمها

سندس تذكرت : اسمع هي في الفصل و معاها شيماء خليني نمشي نطلع شيماء و انت بعدين تتصرف

المهدي : بارك الله فيك

مشت و هي تقول : مش بينا

فتحت باب الفصل : شيماء تعالي نبيك شوية

شيماء ع طول اتجهت للباب : شوية ريحان و نجي

كانت حزينة هلبة و شاردة الذهن لدرجة ما انتبهت لكلامها

و مجرد ما مشوا الاثنين من خلال الممر حتى دخل المهدي عليها و لاحظ من صمتها و عدم احساسها بدخوله انها شاردة الذهن : اللي واخذ عقلك يتهني بيه

خافت و بدت تلتفت يمين و يسار : وين البنات ؟

بنبرة تعصف بكل ما فيها من مشاعر و انوثة : انا صرفتهم يا ريحان لاني نبي نتكلم معاك و ضروري .. المرة هذه ما بتقدري تهربي مني و تسكري الخط زي العادة

ريحان توترت و خافت : احني ما في بينا كلام ، اللي عندي دويتهلك

رد المهدي و بادي صوته يعلى : لا في … اسمعيني يا ريحان انا نحبك و نبيك و ح نحارب ع شان تكوني مرتي و مجرد نكمل الاعدادي نخطبك و بعد الثانوي نتزوجوا ليش تكسري قلبي و قلبك وردي بالك تنكري انك تبيني زي ما انا نبيك و الله و الله يا ريحان انك روح الروح راهو من 2005و انت في عقلي و…

قاطعت كلامه فجاة : ورم يا مهدي ورم

هو كان مسترسل في الكلام : انت في عقلي و قلبي …. (تلعثم بالكلمات و معش عرف كيف يتصرف صار يلتفت حواليه و كرر كلامها ) شنو ورم ؟ ورم كيف و شنو و امتى ؟ انت تكذبي صح كله ع شان تسكريها في وجهي

بدت تبكي : يا ريتني نكذب يا مهدي ، انا هذه علتي و هذا مرضي ورم في المعدة(بدت تضرب ع بطنها ) هنا فيها الموت كل يوم قاعدة تقرب مني الموت اكثر من اليوم اللي قبله كيف و امتى وليش ما نعرف ، كم مرة كنت نسال و ما القيت جواب ياه يا مهدي لو تعرف كيف نتعذب وقت العلاج نموت و نعيش و نموت و نعيش …. (استمر ضمتها لحظات ) هذا اللي مخليني نغيب ديما ع المدرسة

و انصدم المهدي بكلامها و استشعر كل معاناتها من خلاص نبرة صوتها … و اهني و رجعت بيه الذاكرة لكلمة (المرض العافن ) لان وقتها كان هكذا مسماه في مصراتة و كذلك الحال في العديد من مدن ليبيا

كم من حالة سمع عنها و يقولوا مسكينة ماتت او مات بسبب المرض العافن كان مجرد ينذكر الاسم هذا حتى يقشعر بدنه و يحس بخوف و اليوم المرض هذا في احب الناس ع قلبه
حس ان مشاعره و حبه ما يتقارنوا بالعذاب اللي هي فيه ، الموقف كان اكبر منه او صدمته كانت اكبر
تراجع للخلف بخطوات مهزوزة و طلع

و ما ان حست ان طلع حتى حطت راسها ع طاولة الكرسي و صارت تبكي : يا ريتني ما حبيتك يا ريتني ما جيت للمدرسة هده و لا تعرفت عليك يا ربي الصبر و القوة من عندك يا ربي انا محتاجه و ضعيفة واجد واجد ما نبي شي غير صحتي اعطيني الصحة يا رب

كان يمشي و عقله مش معاه يمشي زي الضايع

حست عليه سندس : هاه انحلت المشكلة مهدي ؟

ما رد عليها اصلا و ممكن حتى ما سمعها
وقت وصل عند الباب طلع تيليفونه و اتصل بأيمن

ايمن اللي وقتها في. عمله و مجرد شاف رقمه ع شاشة التيلفون سيب اللي في ايده و رد : ايوا مهدي ولدي

نبرة صوته كانت كفيلة تجيب ايمن في الحال : نبي نروح

سيب ما في ايده : جايك ولدي مسافة الطريق و نكون عندك..

سكر الخط و استمر في انتظاره …لعند سمع صوت السيارة طلع و فتح الباب : السلام عليكم

: و عليكم السلام .. خيرك ولدي متضايق من شي ؟

انكر الامر : لا ما في شي تعبان بس

لاحظ اصوات المنبهات و التكبيرات : شنو في ؟

رد ايمن. : الحمدلله تقدر تقول انتهت الحرب اليوم خلاص قتلوا القذافي

حس برهبة لحظتها من الخبر مع ان مش عارف التفاصيل سكت و ما رد

وقت وصل عند حوش رجاء ساله ايمن : قولي اهلك عندهم علم

المهدي : عادي تتصل بيهم انت

و زاد استغراب ايمن : حاضر زي ما تحب ..

و دخل المهدي ع رجاء ع غير عادته ساكت و مهبي و شارد الذهن و ع قد ما تكلموا معاه الاثنين ما رد عليهم

و ما ينلام ..كانت حالته جدا صعبة لكن بعد كل التفكير وصل لنفس النقطه ان يحبها بجنون مش مجرد مشاعر هكي و خلاص و مستحيل يتخلى عنها
و ما تقبل ابدا انها ح تموت و اللي عرفه ان طالما هي في خطر لازم يكون جبنها و قرر ان ياخذ الشهادة الاعدادية و يتزوجها طول و مش ح ينتظر لعند ياخذ الشهادة الثانوية … بس هل ح يكون الامر سلس و مرتبط بقراره هو فقط او لا ؟! الله اعلم

مع اذان العصر روح لحوش اهله و ما تكلم مع حد نهائي … سكر ع روحه في الدار و اثر البقاء وحيدا مع افكاره فيها

اما ليلا و في حوش ايمن انفتح ذات الموضوع

: انا متاكد يا رجاء فيه حاجة المهدي و الحاجة هذه اول مرة يعيشها لان لو كانت قصة عادية لا دسها عني و لا عنك

هي خافت : شنو الشي اللي ممكن يعيشه اول مرة و يدسه عنا

ايمن كان عنده شك في ان اصل القصة عاطفي لكن ما حب يصارح رجاء: مش عارف ، انت خليك ديما قريبة عليه اتصلي بيه و اسالي عن حاله اعزميه يجي يقعد عندنا هنا

رجاء : باذن الله … ايه قولي شنو كراعك توا احسن ؟

ضرب عليها بخفة : مية مية ، انت اللي قوليلي شنو كراعك مازال توجع.فيك

تهربت من عيونه : مش واجد مرات يعني لو طولت واقفة

ايمن : معناها معش توقفي واجد … خافي ع صحتك يا رجاء

رجاء : يعني انا اصلا ما نوقف الا وقت اللي بندير غدانا والا عشانا

: و يتاجل كل شي غذي عشاء فطور كله عادي ملحوق عليه المهم صحتك

ابتسمت : ان شاء الله … انا نعست خلاص

ايمن : حتى انا عندي خدمة شوية ع الكمبيوتر و نرقد

هي طلعت من الدار : خلي نطمن ع الصغار

ضحك ايمن : كبروا يا رجاء خلاص

ردت ميلت بجسمها لداخل الدار : في عيوني يقعدوا صغار لاخر العمر اصلا حتى المهدي لعنديت توا نحس فيه صغير

ابتسم ايمن و رجع لشاشة اللاب و هي مرت ع اولادها كانوا راقدين ما عدا عبدالمالك في ايده كتاب و يقرا : قاعذة ما رقدتي

: توا ح نرقد لكن قلت نشوفكم قبل

عبدالمالك حط الكتاب جنبه : كبرنا يا غالية خلاص ارتاحي و اطمني

سرحت شوية و قالتله: حنتك افطيمة ديما تقول ام الاولاد ما ترقد لعنديت تموت

هو ملامحه تغيروا للخوف : بعيد الشر عنك يما

غيرت الموضوع : طالما كملت قراية نطفي الضي و ارقد ع شان بكرا جمعة و انت عارف النظام

رد بابتسامة : عارف عارف

طفت الضي و طلعت لدارها و متحاملة ع الم رجلها اللي مع سكون الليل يوصل لعند الذروة ..

___________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️❤️

يوم الجمعة كان طويل جدا عليه و ما صدق وصل السبت ع شان يتلاقى معاها ثاني و يحسم الامر بينهم لان اصراره بالارتباط بيها صار مضاعف من بعد عرف بمرضها

فاتت الحصة الاولى و الثانية و الثالثة و اخيرا رن جرس الاستراحة و مش عارف هل نتيجة اللي ح يديره بيريح قلبه او لا

و هالمرة ما كان محتاج لواسطة ع شان يكلمها وقف عليها بدون اي مقدمات : نبي نتكلم معاك

هي اكيد فهمت من انسحابه يومها ان حولها من راسه : مازال عندك كلام يا مهدي بعد اللي سمعته مني

المهدي ما كان حاب يبرر او يشرح في الفصل : ايه و يا ريت تلحقيني برا

مشي قدامها و هي بعد تردد قررت تمشي و تسمع منه ماهو لو الواحد ديما يقدر يحكم عقله و يعطيه هو الاولوية في اخذ القرار كان كل حياتنا تغيرت بس في مرات كثيرة مع اننا عارفين بان تصرفنا عاطفي و غلط في غلط لكن نديروه وننساقوا وراء عواطفنا

و ما القت نفسها الا جالسة جنبه ع الكرسي الخشبي اللي في وسط الساحة

و زي عادته جريء في كلامه و ما كان عارف ان يخلي فيها تنجرف وراه بدون عقل : نحبك انا

ريحان ع قد ما تفرح بكلمته هذه كانت تتوجع و كانت ع يقين ان مصير هدا الحب الموت

ردت بنبرة مكسورة : مازال …. ، يا مهدي انا بنموت ، عارف شنو يعني بنموت ؟ يا مهدي انا وقت اللي نمرض بطني هذه تقول فيها نار نحس مصاريني حد قاعد يقطع فيهن بموس .. فاهم والا غير تدوي بدون تفكير

هو بعناد : انا فاهم كل شي لكن انت قوليلي هل كل من جاه ورم مات … ؟

هي سكتت

كمل : خيرك سكتي ؟ جاوبيني كل الناس اللي تمرض تموت ؟ من قال الكلام هذا

ريحان دموعها ينزلوا : مهدي انت مش فاهم انا ما بنقدر ندير شي و لا بنقدر ناسس حياة معاك، يعني عيوني و سلمنا ان واجد يقدروا يتعايشوا مع فقدان البصر و يعرفوا يديروا كذا حاجة بس هذا مرض انا وقت اللي نمرض حتى ايدي ما نقدر نرفعها راسي اللي هو راسي لو نقدر نخليه طول الوقت ع الوسادة و من مكاني ما نتحرك

بعناد و اصرار اكبر : تقدري و انا معاك .. اسمعيني هذه اخر مرة ندوي فيها معاك لو توا ما عطيتيني ضي اخضر انك بتكملي معايا حياتك ، و الله العظيم لاخر يوم في عمري ما عاد بنكلمك بالله عليك لا تكسريني و لا تكسري روحك

هي ضعفت و صارت ترد عليه بتوسل : حرام عليك يا مهدي انت تزيد فيا بكلامك هدا

المهدي كان مصر لحظتها يوصل معاها لنقطة بداية او نهاية : انا هدا اللي عندي و توا توا يا ريحان تعطيني الرد

كانت في لحظة استسلام : باهي لو قلت ايه مش ح يجي يوم و تخذلني و لا ح يجي يوم تسيبني في نص الطريق ،. مش ح يجي اليوم اللي وقت نمرض تندم يا مهدي و تقول يا ريتني ما قعدت معاها ساعتها الموت و المرض عندي اهون مليون من مرة من الشيء هذا

و من قال ان الصوت ما يحضن زي العيون ايه حضنها بصوته : نموت و لا نديرها نخذل روحي قبل ما نخذلك و الندم عارف روحي لو بنندم ع حاجة ف
ح نندم ع كل لحظة عشتها بعيد عنك

هي سكتت

باصرار اكبر و كان خلاص ح يفقد اعصابه و صبره : ريحان انت تعرفيني وقت ندوي ع حاجة عطيتك كلام من عندي اطمني عمري ما نفرط فيك لانك غالية واجد عندي

و هي ساكتة

وقف المهدي : ريحان حرام عليك بالله عليك ، بالله عليك ادوي ليش ساكتة قلتلك عطيتك كلام في حياتي ما نفرط فيك

هي خافت من صوته العالي : باهي اسكت خيرك تبي تلم علينا الناس

قداش حس بالراحة لحظتها و قعمز و هو داهش : يعني خلاص موافقة

يا دوب ابتسمت : موافقة ناخذ فرصة معاك
بس عندي شروط يا مهدي قبل اي شي

المهدي كانت ايده ع قلبه في محاولة لتهدئته و كان مستعد يقبل باي شي المهم هي موافقة : شنو هن الشروط ؟

و ضرب الجرس

هو اتضايق و كان مصر ينهي بقية حوارهم : خليك

و ريحان رفضت لانها مش قادرة تتحمل اكثر: غدوا ندويلك عليهن

المهدي ما عاد عنده صبر للانتظار اكثر : ليش غدوا اصلا عندنا الابلة صفاء توا مش ح تقول شي

ريحان : لا تقول الابلة صفاء خلاص توا سكر السيرة لعنديت غدوا و مرات اصلا يشوفنا الاستاذ رافع و انت تعرفه اكثر مني كل شي الا ان نضيعوا حصة

مشت قدامه و هو مع ان ارتاح بموافقتها بس كان يبي يروح مرتاح البال وقت يسمع شروطها

و مجرد ما قعمز ع الكرسي عاتبه نوح : طول الاستراحة تسيبني يا مهدي و تقعد مع ريحان وانت عارف كيف مستاحشك واجد

ابدا ما كان ناقصه هم بس نوح عنده خط احمر : سامحني يا غالي بس و الله في قصة بيني و بين ريحان بعدين ندويلك عليها سامحني نعوضك بالتيلفون العشية ان شاء الله

نوح بنبرة واضح فيها الزعل : ان شاء الله

________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️❤️❤️

و لان كل حد فينا عنده من الحزن نصيب بس اكيد وقت يصبر و يلتزم بالدعاء و يرضى ح يكون ليه نصيبات من الفرح

في ايده الورقة و مع ان مش فاهم منها شي لكن علامة وحدة حفظها من تحليل سابق اعطاته الاجابة مع كلمات زوجته : ايه حامل

حمزة ايده ع راسه و يضحك : حق و الا ؟ حق حق

ضحكت : و الله حق هكي قالت الدكتورة

شاف حواليه زحمة قدام المصحة : الواحد ما بيقدر يعبر ع فرحته هنا

حبت تتشاقى عليه : يعني لو مش الناس زحمة شنو

ابتسم : كنت حضنتك و بست ايدك و راسك ع الفرحة اللي عطيتيها ليا يا فرحة عمري انت

تنهدت : يا ربي خير

و لاول مرة يكون حمزة ايجابي : خير باذن الله ، توا شنو رايك ناخذوا بكلاوة و نعدوا لامي

هالة وافقت : اي و الله من وقت اللي روحنا من زليتن و هي تسال فيا ع الحمل

شغل السيارة : خلاص معناها نعدوا و نفرحوها

هالة هالمرة مستبشرة خير طالما هو فرحان للدرجة هذه و معبر عن فرحته بدون تحفظ معناها الامور بخير

و زيها كان المهدي هالمرة مستبشر خير بموافقة ريحان و زادت البشرى عانقت عنان السماء وقت سمع

: روروروي

زغروطة فتحية اللي كانت شوية و تطير من بعد ما عرفت خبر حمل هالة : مبروك وليدي (حضنت هالة ) ان شاء الله تجيبيه ع خير و يتربى في عزكم و دلالكم

مستمر يضحك و بس : ان شاء الله يا امي بوجودك

و ردت هالة : الله يبارك فيك

و اهني طلع المهدي : شنو في ؟

جاوبت غادة بحماس : ح تولي عم قريب ان شاء الله

و من قال ان فاقد البصر ما يشوف فرحة خوه اللي كان يوما ما شاهد ع عذابه و وجعه ماهو فعلا الفرحة ليها صوت و مش كلام للعلم فقط ، يعني المهدي استشعر ضحكة حمزة و فرحته بدون ما يسمعها : مبروك يا غالي

قرب منه و ضمه بايده : الله يبارك فيك مهيدي

سارة سلمت ع هالة بالاحضان : مبروك هالة

: الله يبارك فيك

غادة خذت البكلاوة : خلي نجيب قهوة نشربوها مع البكلاوة السمحة هذه

و استمرت الفرحة رفيقة لحكاياتهم و لمتهم الحلوة …. اللي مش ناقصها غير وجود عبدالخالق … عبدالخالق حاليا عايش فترة حزن بعد المرحوم منصف و غياب يوسف اللي كان مازال في الجبهة

سمع صوت معتز : عبدو

طلع يتفقده : ايوه

معتز : بنقولك في مشكلة في بير الميا عند حوش عمي خليل (والد منصف ) تمشي معايا نشوفوها

و كيف يرد امر زي هذا : اكيد جاي هيا
____________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️

و جي ثاني يوم … في المدرسة اللي انتظره بفارغ الصبر اليوم اللي ح يشهد ع وضع النقاط ع الحروف

و سماع شروطها اللي للحظة خاف يكونوا تعجيزية و استخدمتهم كعذر فقط للتهرب منه

و عند اجتماعهما معا لتحديد شروط العلاقة هذا اذا سميت علاقة بنمطها الخاص

بدت هي الكلام ع غير العادة : انا عندي ثلاث شروط يا مهدي و لو انت مش موافق ع اي واحد فيهن تنسى كلامي نهائي

: اسم الله كيف بدينا احني خيرك طايرة

قاومت ضحكتها و كملت : اول شي يا مهدي اللي صار بينا الاتفاق يعني متاع امس و كلامنا يموت بيني وبينك لان حاجة حساسة بالنسبة ليا و ممكن يضرني ما نبي حد يعرف اي حد يا مهدي لا سندس و لا شيماء و لا حتى صاحبك نوح و لا الابلة صفاء نفسها

و المهدي تفاهمها مع ان كانت عنده رغبة يصارح ابلة صفاء : حاضر زي ما تبي

اهني هي شكت : قبلت و مقتنع يا مهدي و الا غير تساير فيا ، انا نخاف تقول باهي توا و بعدين تصير بينا مشاكل ع شان الحاجة هذه لاني نعرفك كيف قريب واجد ع الابلة صفاء

المهدي بنبرة طمنتها: راضي و الله راضي

كملت ريحان : معناها نجو لثاني شرط يا ريت يا مهدي تركز في معاملتك معايا في المدرسة ما نبي اي معاملة خاصة خليك زي قبل و زي ما تتعامل مع باقي البنات، بالله عليك ما نبيك تخلي اي حد يشك فيا

و برضو وافق : حاضر ح نركز، والشرط الثالث ؟

ضحكت : ما نبي منك تكلمني كلام هكي مش عارفة كيف متاع حب والا كلام ثاني اكيد فاهم عليا يا مهدي خلي كلامنا عادي ع الحياة و هكي لعنديت يصير زي ما وعدتني و نكون نصيبك وقتها عادي

المهدي اهني اتضايق : اخ و بس صعبتيها عليا واجد يا ريحان لكن ما عندي ما بنقول غير حاضر

ريحان حبت تذكره : مش ديما المكالمات ع التيلفون لان الارضي مش ديما نقدر نرد عليه و لا ديما نقعمزوا زي توا في الاستراحة لان وقتها كلهم ح يشكوا فينا

حب يطمنها اكثر : انا راضي يا حونة زي ما تبي يصير و المكالمات مستعد نكلمك ع النقال المهم ما ننحرم منك

ريحان حست بخجل كبير : خليني نخش جنب البنات طولت

و انسحبت من جنبه و دخلت الفصل و خلت وراها المهدي طاير من فرحته و لا لحظة وقتها فكر ان ح يندم ع الكلام هذا بس حياتنا عبارة عن دروس يفترض نتعلموا منها ع شان ما نغلطوا في المستقبل نفس الغلطة

و من 23 اكتوبر مرت الايام

لعند دخل شهر نوفمبر … و صارت تغييرات في المدينة و بدت تتعمر …

و بالكلام ع العمار كان الاسبوع هذا عرس عماد (أخ خلود ) اللي تحدد باصرار منها وقت عرفت ان اهلها يبو يأجلوا العرس ع شانها لعند يمر عام ع وفاة فارس اصرت عليهم يديروه في موعده لعلمها المسبق باصرار اهل خطيبته ع تقديم الموعد
و هذا اقل شي تقدمه ليه نظير وقفته معاه ايام عدتها و انهيارها بعد وفاة حبيبها و زوجها

و الايام هذه نفسها مرت طبيعية ع المهدي و ريحان تعارف و صداقة و بدت ريحان تنطلق معاه شوي شوي و تتعود ع المهدي كحبيب
اما في المدرسة كانت جدا متحفظة و حاليا يحملوا في الفصل التمهيدي

يوم 15 من شهر نوفمبر … كان يوم كسوة عماد اللي كانت حاجة فخمة

رجاء مشت مع الكسوة بطلب خاص من خلود لانها مش ماشية ويومها اول ما روحت عند اهل خلود خشت للدار اللي موجودة فيها

خلود كانت قلقة و تبي تطمن: طمنيني كل شي كان كويس

رجاء باعجاب كبير : الله يبارك يا خلود ناس واضح انهم راقيين و تقديمهم كان سمح واجد و الا كيف استقبلونا يرحبوا طول الوقت و الباين ان حالتهم المادية مستريحة

ردت خلود : ايه … نرجس خطيبة عماد بوها يعتبر مليونير عنده القرش من يومه ماشاء الله لكن اللي عجبني فيها يا رجاء ان هي متواضعة واجد زي هي زي امها

رجاء : هي ما شفتها طبعا بس امها عندك حق انسانة متواضعة و واضح انها طيبة

زاد صوت الدربوكة برا ضغطت خلود ع نفسها : اطلعي معاهم للخيمة ما تقعدي معايا انا اصلا عندي حاجات واجد نديرهن لعماد

خشت اختها و كررت طلب خلود و سايرت رجاء و طلعت للخيمة بس الخاطر ما تهنى و لا كان عندها رغبة تتفرج ع شي ما طولت و ردت داخل القتها تبكي و ضامة صورة المرحوم بين ايديها : خلود

مسحت دموعها : ما فيا شي رجيوه ليش خشيتي ؟

قعمزت جنبها : شي بنهدرز عليك شوية مليت من الجو اللي برا

و قعدت معاها لعند روح بيها ايمن …

اما يوم الزفة … كان اختبار صعب ليها في الوقت اللي كل الموجودات كانوا في قمة زينتهم و اناقتهم هي اكتفت بفستان حوش و ما حطت اي نوع زينة و لا لبست ذهبها غير خواتمها العادية
و اشغلت نفسها بالحوسة طول اليوم .. و ما وجعها امر اللبس ابدا لكن اللي وجعها امر ثاني ….

و وقت وصلت العروس قررت تشوف من عند الباب فضولا و فرحا بعروس خوها ..
هل ح يخلوها الناس في حالها ؟ ابدا و كيف لا و قد تجرد البعض من انسانيتهم … و السؤال بل الاسئلة التي تفرض نفسها
ليش الناس تسلط نفسها علينا
ليش الناس تنصب نفسها قضاة و جلادين
حتى وقت الواحد يحاول يتجاوز الالم
يفتحوا جرحه و يحطوا عليه ملح و هما في قمة استمتاعهم

خلود بهيأتها السابق ذكرها طلعت عند الباب مقابل الخيمة تتفرج
و ما رحموها للحظة

كانوا اثنين من جارات امها يتكلموا بصوت مسموع غير ابهين باثر كلامهم المسموم و كأنهم متاكدين ان مش ح يتعرضوا لاختبارات مشابهة

الاولى اللي بدت الكلام و الشماتة صارخة في نبرة صوتها : اللي يسمع فوزية (ام خلود ) كيف تبكي ع راجل بنتها ما يقولوا تعرس قبل العام ، برقي بالله ما منقصين حتى حاجة و دايرينها

ع اساس الثانية طيبة : يا وخيتي قالو عرب البنت ما يبوا العرس يطول

قلبت عيونها و بعدها ضحكت : بالله شوفي خلود شنو لابسة زعميتها حازنة و مش دايرة شي ، عدا كله مع اللي ردماته ، بالله تتذكري السنة اللي فاتت في عرس ولد عمها و هي هذاك اللبس و المكياج و القفطان الكبير المبوج و ما تسكر في فمها و هي في قولة قال فارس و جاب فارس و اليوم وينه فارس … (صفقت بايديها ) بح خلاص كله اندفن معاه اللبس و الزين و الذهب

المراة الثانية ع اساس خافت : يا وخيتي فكينا ما في شماتة في الموت …

بتهكم : ايه ايه صدقتي

و هنا المسكينة معش تحملت و خشت بسرعة للحمام تبكي و تشوف لانعكاس صورتها في المرايا و تتذكر اللي ما عمرها نساته

Flashback

كانت تشرب معاه في قهوة قدام الحوش : فرحانة واجد ع شان خويا عماد خطب البنت اللي يبيها كان خايف لان ع المسموع بوها حالته فلوس فلوس

فارس شد ايدها و بدي يعد ع اصابعها : من حقه يا حبي يفرح ، و اهو من توا نقولك ح ناخذلك اسمح قفطان في عرسه و المكياج اللي تبيه يكون عندك و اي هدية تبي تاخديها ليه نجيبها ليك و ما تكوني غير راضية

ابتسمت : حبك ما تبي شي يا غالي و الله دولابي مليان اشكال الوان

فارس دار حركة لا باصبعه : و الله ما يكتبها عليك التاريخ تحضري عرس العمدة الا بحاجة جديدة و الا ما ناخذلك كان الغالي و العالي و لو تبي ما يجيك قفطانك الا من الخارج هو انا عندي كم خلود ؟

ردت من تلك الذكريات لواقع مؤلم و زادت الذكرى حرقت قلبها … بكت و كأنها اليوم سمعت خبر موته.
و في عقلها تقول من يدور فيك يا خلود لو كان فارس عايش راهو يتصل بيك في كل دقيقة يسال عن حالك ، ما حد مفكر فيك كلهم يغنوا في الخيمة مستحيل حد يتذكرك

لكنك هالمرة غالطة يا خلود لان في من تذكرك : خلود

ايه رجاء شافتها واقفة عند الباب حست عليها ان صاير معاها شي خشت تدور عنها في الحوش و اخيرا وقت ما القتها في الدار توقعت وجودها في الحمام اكرمكم الله

استمرت تدق ع الباب لعند فتحت خلود : رجاء

و ما توانت رجاء ع ضمها و و خذتها للدار و رفضت تحضر شي من العرس و قضت باقي وقتها و هي حاضنة صديقتها تبكي بين ايديها ..

___________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️

في حوش الصادق عبدالغفور … كانت عفاف ليها اسبوع في حوش اهلها من بعد الحرب هذه المرة الاولى اللي تجيهم فيها

عفاف : و الله وليد حوشه ماشاء الله قريب يكمل و ما معقب حاجة الا و دايرها و عمتي مبروكة قالت خلاص حتى خطبة ما بتخطبله تبي عرس طول

و هناء كانت فاهمة تماما شنو قصدها : اسمعيني يا عفاف يا ريت انت تدوي مع عمتي و ما تخليها تجينا و تتكلم ع الخطبة لاني مش ح نسيب امي حتى من مدة جوني كم واحد و من هنا لكني مستحيل نديرها و نعدي بعيد ع امي يا عفاف انا الصغيرة و المسؤولة عنها و الله ما نسيبها و حتى لو فكرت و تزوجت اللي بياخذني بنشرط عليه اني نسوق السيارة و نجيها كل يوم نطمن عليها
مرة انا و مرة انتصار لاني مستحيل نخليها تحت رحمة الكناين صح ما شفت منهن شي لكن ما نخليها تحتهن
(خذت نفس ) هذا اللي عندي يعني اعرفي كيف تحليها من عندك

عفاف و كأن انطقها الله او تقول عندها احساس بشيء ما ح يتغير : لا مش ح نقول لعند يقرب الوقت ليش مستعجلة انت

و هناء ما عجبها رد اختها لكن قررت تسكر السيرة و خلاص …
و روحت عفاف … اليوم هذا

و جي يوم 19 من شهر نوفمبر اللي روحت فيه هناء من المدرسة و حطت الغذي
و شاركتها فيه مرة رضا نادية و اكيد امها خديجة كانت موجودة

هناء شافت لامها اللي وقفت اكل : خيرك يما معقولة هذا حد ماكلتك

ردت بتعب : ما عندي نية يا بنتي الحمدلله خليني نخش نرقد

نادية انتظرت لعند خشت عمتها دارها : ما لاحظتي ان عمتي مهببة اليوم يا هناء

كانت شاردة و تفكر : ايه و الله لاحظتها و طول الوقت راقدة .. مع انها قبل تروح عفاف يوم الجمعة تذكريها وقت التمينا كلنا هي اللي دارت البازين و الله يومها فرحت واجد و حسيت ان صحتها ردت كيف قبل

نادين : ان شاء الله خير

و جت العشية
و زادت اللمة في حوش المرحوم الصادق عبدالغفور بوجود كلثوم و بناتها و حتى رفعية جت
و سايرتهم الحاجة خديجة بس كانت ساكتة تراقب فيهم و تسمع في كلامهم بس و عيونها ما فارقوا صغيرتها هناء

مع اذان المغرب حست بتعب شديد و خافت يبان عليها و تنكد عليهم و هذه الام و ابسط تضحياتها وقفت : حسني ناعسة بنعدي نرقد في داري

جت وراها هناء : امي خيرك معقولة بترقدي من توا و تسيبي الهدرزة

خديجة لفت ع بنتها : خليك معاهم يا هنيوه انا و الله غير بنرقد خليني سلم بنتي نرتاح و كملي انت الهدرزة معاهم

و مع انها مش مرتاحة لكن ما حبت تضغط عليها اكثر

و بعد اذان العشاء روحوا كلهم و هناء كانت عندها حوسة ضمتها و اخيرا جت فراشها قرت وردها اليومي

و بعدها خلاص مشت في النوم

مع الساعة 11 …

فاقت مفزوعة و كأنها تتخيل في صوت ما، و وقت اللي ركزت القت امها مقعمزة في فراشها و داهشة

خافت و طارت عندها و شدت وجهها بين ايديها : يما خيرك ؟

كانت داهشة مش قادرة تتنفس : ما فيا شي ، شوية و نولي باهية ارقدي

كانت مرعوبة و بدت تمروحعليتل : اي نوم يما وانت هدا حالك خليك توا نمشي انادي رضا ضروري تمشي للمستشفى

حاولت تشد ايدها : ما تكلميه يا بنتي الدنيا ليا و الوقت توا يخوف ، خليني نرقد و انوض ما فيا شي

بس هي ما اهتمت و مشت بسرعة نادت رضا و بشير و مولاة الحوش اللي كانت هي القايمة بكل شي اليوم قائمينها بين ايديهم عيونها تودع في حوشها و اركانه و خيل اليها انها شافت رفيق دربها المرحوم الصادق
غمضت عيونها و معش فاقت
لعند كانت في احد غرف مصحة قريبة عليهم و هناء جنبها

طول الوقت تبوس في ايدها : يا امي ان شاء الله ما تشوفي شر باذن الله ح تروحي معايا

و خديجة من تحت الاكسجين متحسرة ع بنتها كيف ح تكون حياتها من بعدها

و قعدت ع الاكسجين و فاتوا ساعات الليل دهر ع بنتها تتفقد فيها طول الوقت و تكذب في الاحساس اللي قاعد يكبر داخلها

و مع الفجر لاحظت ان امها بدت تتنفخ و الوجه يتغير للازرق

و يا خوفك يا هناء و كيف تديري يا هناء عقل ما قعد عندها
طلعت تنادي في الممرضات: امي امي .. بالله عليكم امي

وقت سمعها الدكتور المناوب اسرع بخطواته و كشف عليها : العناية بسرعة بسرعة

و تم نقلها للعناية و هناء بتموت من خوفها : خيرها يا دكتور طمني بالله عليك

: خير ان شاء الله يا اختي هدا اجراء روتيني

و مشي الدكتور ع حاله

لكن هي ما تطمنت و ع طول اتصلت برضا اللي كان بايت قدام المصحة: شنو في

هناء تبكي : امي يا رضا خذوها العناية

نزل بسرعة من السيارة و جري ع داخل يستفهم من الدكتور بس ما في اي اجابة شافية

و لان مش عارف شي و من داخله خايف اتصل ببشير اللي كان مروح يطمن ع الحوش و من فم الباب لف و رد لامه
و من ما يجري عليها الام و من ما بعمره يفديها
كلنا نحبوها و نتمنوا عمرنا نعطوها
نتمنوها ديما صحيحة
و خليها و الله تعارك و تهزب ع تقصيرنا
خليها تلوم ع عدم زيارتنا ليها
خليها تعارك صغارنا
خليها تغار علينا و منا
ام هذه حرفين فيهم اختصار المعنى الحقيقي للحياة و الحنان و الدفء
و من يقدر يخش حوش العيلة و الام مش فيه
و من يقدر يستغنى عليها حتى لو كانت مقعدة و من مكانها ما تتحرك
انك قاعد تقول امي و هي ترد بنعم هذه اكبر نعمة انحرم منها الكثيرين في مختلف مراحل العمر
ربي يحفظ امهاتنا و يرحم اللي توفاهن الله برحمته

و ما احرها وقت تكون الام في العناية النفس متاعها معدود وانت مش عارفة .. و واخذاتك الحياة …لو في كاميرا تسجل حالة بناتها وقت اللي هي في العناية و داسين عليهم الخبر كان من الممكن ينجنوا

كيف هي بتموت و انا ناكل و نشرب
كيف هي بتموت و انا نهدرز و نضحك
كيف هي بتموت و انا نتفرج ع مسلسل
و كيف و كيف و كيف

و ع سيرة الموقف هذا .. بنات خديجة باستثناء هناء ما كان عندهم علم بحالها و كل وحدة كانت مشغولة في شي

لعند اشرقت شمس ثاني يوم و بدت الاتصالات
و كيف يقعد عندهم عقل كل وحدة منهم تلبس اي شي يسترها و تطلع

و ملقاهم حضن اختهم الصغيرة : خيرها امي يا هنيوة خيرها

و هي مش قادرة ترد و هي مش فاهمة اي شي

كلهم كانت دموعهم رفيقتهم و من ما يبكي من خوفه ع فقدان الحنينة حتى وان صار في حدود الخمسين من العمر يظل الاحتياج لوجودها احتياج الطفل اللي ما تجاوز عامه الاول
وجودها و حسها في الحوش امان و اطمئنان
و اللي يدخل الحوش يقول وين امي اللي يبي اي شي يقول وين امي

هناء ساندة جسمها ع الحيط و دموعها تنزل و تردد بصوت خافت : ونيستي و حبيبتي …و رفيقتي ضي الحوش انت

انتصار ضمتها ليها : قولي يا رب يا رب …

تقدم منهم رضا : امي في العناية. و المرافق ممنوع روحن الله يهديكن الدكتور توا كان يعارك

انتصار : هيا هنيوة

: و الله ما نروح بلاها خلوني نقعد و الله ما ح يتكلم عليا واحد اهو صالة الانتظار نراجيها فيها لعنديت تناديني هنيوه و نساعدها ح توقف ع كرعيها و نروحوا جميع

رضا تاثر و شاف لخواته : معناها روحن انتن يا انتصار

و بعد جدال اقتنعوا باقي اخواتها يروحوا و هي استمرت في الانتظار في الصالة … و الباقي من خوتها و ازواج خواتها و ابناءهم كانوا مقابلينها في صالة الانتظار الخاصة بالرجال

ساعات جدا صعبة نهايتها كانت ب كلمات ” انا لله و انا اليه راجعون ”
و ماتت خديجة الخيط الرفيع اللي يربط هناء بالحياة

مع الساعة 12 خرج الدكتور : وين خوتك

هناء ما تمسع غير في صوت الطنين الا في اذانها : شنو في يا دكتور

شاف وين ما موجودين و مشي ناحيتهم و بعد شرح. ع وضع الحالة : انا لله و انا اليه راجعون

كان عندها احساس مخيف انها رحلت، و كيف ح تعيش بدونها و هي مش بس امها لا ، هي رفيقتها و قوتها و شريكتها تراقب في حالتهم
و هي تفكر في الامور المخيفة هذه شافت بشير طاح ع الارض و يبكي
بدت تجبد في نقابها و حاسة ان النفس ح يغيب عليها

و شوية كل من مازن و وائل ايديهم ع روسهم و الباين انهم في حالة صدمة

اما سالم فكان يبكي بالصوت

اخيرا عيونها جو ع رضا اللي كان شاد جاكيته بقوة ولون وجهه مخطوف

في اللحظة هذه ما عاد قدرت تتنتظر اكثر جرت عليه و شدت ايديه : امي خيرها ؟ يا رضا ما فيش مشكلة حتى لو انشلت انا ايديها و كرعيها مستعدة نطبها و نخدمها و لو صار معاها جلطة نبيعوا الرزق اللي عندنا و نسافروا بيها اخر الدنيا و نردوها كيف زمان بصحتها

و رضا منزل راسه و دموعه تنزل

عيطت عليه وبدت تشد فيه من اكتافه : امي خيرها خدوجة خيرها يا رضا

شافلها بنظرة حزينة و ضمها لقلبه: امنا عدت خلاص يا هنيوة

انهارت القوية اللي شايلة حمل عيلة كاملة و كيف ما تنهار و الام خلاص ما عاد موجودة
صارت تنقز و ترعش و صرخت باعلى صوت لعند فقدت وعيها بين ايدين خوها

و كله يتم في لحظات ايه و الله خلاص توا و في وقت قصير انقام عزي الحاجة خديجة و ما قعد عليهم حد الا و جاهم
و صرخات بناتها عبت الشارع كله …

مع الساعة ثلاثة و نص روحوا بهناء بعد خذت جرعات مهديء من بعد حالة انهيار عصبي اصابتها و مع ذلك كل المهدئات ما نفعت بشي لانها وقت وصلت الحوش بدت تبكي و تصرخ من جديد

وصلت عفاف مع الساعة اربعة فجرا مع عمتها مبروكة …

يوم 21/11/2011

و كأني ع موعد مع مقلتيها حتى اعلن انني أرديت قتلانا !

وقت طلعوا عليهم بجاذبيته و شخصيته المميزة هذا عدا عن وسامته اغلب البنات انبهروا بيها

بس هو ركز ع بنت وحدة مش كانت غير مهتمة لامره ، رغم وجودها في المقدمة بحجابها الكامل و طبعا هذه………..

شافها و حس انها دواء و بلسم لكل وجع و العالم الله شنو ح تكون بليم او وجع في قلبه مش ح ينساه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى