رواية عيون القلب الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ماريا علي الخمسي
رواية عيون القلب البارت الخامس والعشرون
رواية عيون القلب الجزء الخامس والعشرون
رواية عيون القلب الحلقة الخامسة والعشرون
ربنا عدلها
رجعت صحيحة والحياة تكملها
ربي صغارك
وكوني في روحك واهتمي بدارك
خلي كلام الغير كله زايد
ربي قادر
يبدل حياة الهم للمرتاحة
وبعد الشقى والحزن تبقى راحة
وتعرفي في الضيق من عدوك
#حجر_العقيق
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
و اقترب العام الدراسي الجديد و اقترب معاه حلول شهر رمضان و المهدي صح بفضل النقال هالمرة ما حس بالبعد و الفراق لان يوميا يهدرز مع ابلته صفاء و يحكي ع احداثه اليومية و مشاكله و هي بذات النمط كانت لكن عاد مش كيف الشوق لريحان و لاجواء المقالب مع سندس كان في انتظار بداية الدراسة بفارغ الصبر …
بس البداية متاع الدراسة هذه ح تكون نهاية مشوار دراسي لشخص ثاني…. عبدالخالق
خذي قرار نهائي بترك الدراسة مع ان نجح امتياز من الشهادة الثانوية لكن كان ع قناعة ان التعليم الجامعي مش للناس اللي في ظروفه …
واقف ينتظر في وصول شاهين و نجوى و اخيرا وقفت السيارة في منتصف السور و رحب بيهم بحفاوة كبيرة لان زي ما علاقته بنجوى خاصة برضو شاهين احتل مكانة خاصة عند عبدالخالق : انستوا انستوا
نزلت نجوى و سلمت عليه بالاحضان : الله يانسك كيف حالك عبدو ؟
: الحمدلله تفضلي امي تراجي فيك داخل
خشت نجوى و كانت جايبة معاها كل خير من مصروف رمضان و هذه عادة شاهين ضروري يحسب اهلها في كل مناسبة و حتى بدون مناسبة ديما محسوبين ..
و توجه عبدالخالق لشاهين و سلم عليه : مرحبا كيف الحال… و هالعادة اللي فيك ليش اتعب في روحك بس
شاهين لف ايده ع عبدالخالق : الحمدلله بخير … شنو جوك انت و كيف حال حمزة و باقي العيلة ؟ و المرة هذه مش ح نكلمك بس رد بالك تعاود الكلام هذا تعب شنو يا راجل ..
يمشي في جنبه للمربوعة : يا سيدي اسفين و كلا حمزة اهو داخل يراجي فيك
طق ع الباب : السلام عليكم
وقف حمزة و استقبله : و عليكم السلام اهلين انستنا يا شاهين الحمدلله ع سلامتكم
: الله يانسك و يسلمك … شنو الجو
حمزة نقص صوت التيليفيزيون : الحمدلله … انت شنو اخبارك و اخبار الخدمة معاك
و عبدالخالق خلاهم يهدرزوا و دخل الحوش ع شان يجيب القهوة
سمع صوت دوشة غادة مع نجوى لان سارة في الجامعة : ما اكثر دوشتك فرخة غادة
غادة بدت تنق: وك عليا ديما كل شي في راسي توا سمعت دوشتي انا و ما سمعت صوت نجوى عندك حق معذور حتى هي شحمة الكبيدة وخيتك الغالية نجوى
نجوى ضمت عبدالخالق : ايه كان عجبك باهي ؟ و بعدين حقا وين المهدي ؟
غادة : ما تشوفيني انا اليوم غياب ما عندي جو نمشي من اول يوم لكن المهدي بيهبل ع القراية ( كانت تتكلم بسرعة بدون توقف و فجاة تذكرت ) حيه حقا فرصة عطيني طاسته الجديدة نشرب فيها
قرصتها فتحية : تاخذي عينك هني روحك … ديرن القهوة خليني نطلع نسلم ع شاهين خيرا ما خش داخل
عبدالخالق : خش عند حمزة المربوعة
نجوى راقبت امها لعند طلعت و بعدها سالت عبدالخالق : ايه قولي يا عبدو شنو قررت اتخصص هندسة و الا تقنية طبية الاثنين سمحات و يمشن معاك
ضحك عبدالخالق و كانت ضحكة كلها وجع : القراية مش للناس اللي زيي يا نجوى معقولة حاطة في راسك انا بنقرا هندسة و الا تقنية طبية القراية تبي واجد مصاريف انا الثانوية يعلم ربي كيف كملتها كنت نمشي اكثر من مرة ع كرعيا لعند نحس ان جهدي كمل لان ما عندي كيف ناخذ سيارة انا توا نفكر كيف نبدي نخدم منها الواحد يكون نفسه و منها نساعد امي في المصروف
نجوى وجعها هلبة و غادة ما تحب هكذا مواقف كانت تجهز في القهوة و دايرة روحها لاهية فيها
لكن نجوى اللي حاسة بندم بسبب ترك الدراسة قررت تحاول تقنعه: بس يا خويا انت مستواك كويس في القراية حرام
كان يبان لا مبالي : مش حرام اهو انت سيبتي من سادس شنو نقص منك
دمعوا عيونها : و بنموت اللي سيبت انا وقت اللي دويت زمان لامي هي اللي فرحت اني نوقف كانت تبيني معاها في الحوش يا ريتني سمعت من رجاء وقتها و ياريتها امي قالتلي لا … بالعكس اني قلتلك فرحت بس توا انا ندمت واجد و ياريتني كملت سلفاتي و صبياني كلهن بشهاداتهن الا انا وقفت عند سادس .. و هدا اللي خلاني توا نقولك كمل ح تندم
عبدالخالق خذي القهوة من غادة : انا مش ح نندم لاني مقتنع الحياة قدامي ما فيها خيارات واجد يا ابيض يا اسود و انا اخترت طريقي و باذن الله مكملها لان هذا الموجود قدامي
طلع عبدالخالق
و غادة : اتعبي في روحك مش ح يغير كلامه عبدالخالق نحس فيه شيباني في صورة شاب صغير ديما رافع حمل العيلة تعرفي حتى سارة وقت يشوفها تدير في حلويات و تبيع نحس فيه قريب اللي يموت
نجوى : طول عمره يشيل هم غيره و همه ما يشيله حد … ربي يعوضه خير
ردت : امين
و بفضل من الله بدت رجاء تمشي ع القيلة و صارت تدير في كل واجباتها الزوجية و المنزلية و حتى وان كانت تتالم لكن هدفها الكبير ترجع كل شي زي ما كان و من ضمن اللي تبيه يرجع اكيد نظام الحوش و بالذات في رمضان … لهذا كل شي جابه ايمن تشرفت بذات نفسها ع تنظيمه بمساعدة الصغار و حاليا كيف كملت بعد خروج ايمن و الصغار ع شان ياخدوا حاجات المدرسة و من كثر التعب ما حست عليه وقت دخل عليها المطبخ
ايمن لاحظ كيف وجهها تاعب و ايدها ع رجلها: حبيبتي مش مسامح راهو لو تحسي في وجع و ما تدوي اول ما تحسي بتعب ادويلي
وقتها كانت في قمة الوجع بس رسمت ابتسامة ع وجهها : لا الحمدلله صحتي خير من قبل … (و غيرت الموضوع ) قولي نسمع فيك قلت اشرف روح ؟
ايمن تغيروا ملامحه للتجهم : لا … بس هذه امي ماشية و تامة في بنت و تبي تحطه تحت الامر الواقع
رجاء انصدمت : ايه
ايمن جي جنبها و قعمز : حلف يمين ماهو قاري فيها فاتحة و انا كلمت سليمان هو اللي يمشيلها يفهمها
رجاء كانت تعز اشرف هلبة و واجعها حاله : لا حول و لا قوة الا بالله … هو واجعني واجد لكن انا عارفة يا ايمن عمتي مستحيل تغير رايها و ح تقعد وراه لعنديت يوافق و يرضى غير قاعدين يزيدوا في الجفا بين بعضهم و يزيدن المشاكل هكي و خلاص ان شاء الله ربي يهديه و يروح ع رمضان
ايمن : ايه و الله ان شاء الله … عارف كلامك صح بس الواحد ما في ايده شي …عن نفسي قلت مش ح نتدخل الا مع اشرف و تبي الحق القصة مازال جديدة و يبي وقت ع شان ينسى انا توا فرحت غير اللي وافق يرد يخدم ع خط الجنوب و بالك الصيام يصيم معانا لكن بعد العملة هذه يستر الله
رجاء تذكرت انها سمعت من حنان بحمل اسماء و تنهدت و في سرها قالت الوقت يختلف من شخص لشخص في اللي يحس الحدث ما ليه هلبة صاير و فيه اللي عنده مر عليه وقت طويل
لاحظ شرودها : بس بس وين وصلتي
نفضت عنها الافكار هذه : قاعدة … بنقولك ع ادوات الصغار متاع المدرسة جبتهن كلهن
ايمن : ايه توا جبت كل شي الكراسات و الادوات و الشناطي و عدوا معايا كل واحد خذي حاجته كيف ما جابوهن شفتيهن .. انا قعدت برا نتكلم بالتيلفون و نحسابهم خشوا عندك
شوية و دخلوا وراء بعض و في ايديهم الاكياس : السلام عليكم
افتقدت عبدالمالك من بينهم : و عليكم السلام حبايبي .. وين عبدالمالك
معاوية : قعد عند حنتي تعرفيها من عنديت تشوفه و هي تقول احميدة و مش عارف شنو جايبلها
و رجاء اللي تعشق اولادها كانت تغار عليهم صح في حياتها ما قست قلوبهم ع جدتهم رغم سوء معاملتها ليها … لكن تغار
و افطيمة اللي ما كانت تنادي في عبدالمالك كان باسم احميدة عندها هو و اسماعيل ولد سليمان ما يجي كيفهم حد و فعلا كانت زي الطفلة تشوف في الكيس اللي جابهولها عبدالمالك و تدعيله : يا نجيلي احميدة .. ان شاء الله ايامك كلها سعيدة وليدي صحيت صحيت
عبدالمالك : مش حاجة كبيرة واجد يا حنتي بشكوط و جبنة اللي تحبيها و معاها بخور
: اي حاجة تجيبها من ايديك ذهب و جوهر يا احميدة
قرب باس راسها : هيا انا بنروح توا توصي ع شي
: سلامتك يا احميدة سلامتك
طلع من دارها و طول لحوش امه و كان جايبلها كيس فيه ما لذ و طاب و حاجات عطور و توك يعني مساكات شعر : تفضلي يا غالية
حولت مشاعر الغيرة ع جنب و ابتسمت لبكرها : صحيت ما نبي منك حاجة غير تكبر و تكمل قراية و نشوفك مهندس و الا دكتور
عبدالمالك : ان شاء الله يما … و دكتور و مهندس مش شرط راهو المهم الواحد ينجح و خلاص
و بالكلام ع الغيرة حتى ايمن كان يغار من مشاعرها المفرطة لاولادها بالذات وقت تذكر انتظارها ليهم يكبروا و يوقفوا جنبها : ريتها قالت تكبرلها تبي تستغنى عني
رجاء ضحكت : حاشاك كيف نستغنى عنك انت راس المال
ايمن : نقولوا ان شاء الله
ضحكت ثاني رجاء و انقضت الاجواء بينهم جميلة في تحضير الكراسات و تغليفها و تنظيم الادوات المدرسية بالذات و ان اسماعيل ح يدخل المدرسة السنة هذه …
و بالكلام ع المدرسة فبدت مشكلة من نوع ثاني عند المهدي بخصوص المواصلات لان ما كان في باص السنة هذه … و لان سندس كانت اقرب وحدة للمهدي في السكن بعد غياب اول اسبوع فقال بوها دوروا باص يجيب المهدي لحوشي و بعدها ناخذه انا للمدرسة ماشي ببنتي ماشي
و كان موقف مشهود لوالد سندس مع ان مش مضطر بس معدنه الطيب و كرم اصله خلاته يتصرف هكي و بدي سيناريو جديد ح يقوي علاقة هالاثنين اكثر ..
و اليوم ما ان وصل المهدي لحوش سندس نزلت من الكرسي الامامي و خلاته للمهدي … سندس صاحبة الشخصية القوية و نظرية المساواة بين الولد و البنت لكن كان عندها احترام و ود كبير للمهدي و وقت قالت عنه اخ معناها اخ و زيادة
و من اول يوم في المدرسة بدت المشاكسات كالعادة …
لمست قفطان شيماء كان عليه بروش كبيرة و ما ان تلمسها القطع اللي نازلة منهم تدير صوت و سبحان الله اغلب الكفيفين يحبوا الاشياء اللي من النوع هذا
بعد تفكير فكتها منها : هذه بناخذها انا عجبتني واجد شنو بتديري بيها انت ؟
و كالعادة بدت شيماء في العياط
المهدي : اسكتي و الا تاكلي طريحة فكينا من العياط ريت الحاجة الكبيرة اللي خذتها منك
بدت تمسح في دموعها و تكتم في صوت بكاها
و مجرد ما دخلت الابلة صفاء لاحظت الصوت : شيماء خيرك؟ درتولها حاجة كيف بدينا احني راهو خيركم
بانكار ردت سندس : لا ما درنا شي اهو اساليها
شيماء كانت خايفة منهم : لالا يا ابلة شي
و بدت الابلة صفاء تعطي في درسها و مسترسلة في الشرح وقتها المهدي بدال ما يركز مع ابلة صفاء كان تركيزه مع صوت ريحان و هي تشارك في الحصة بحماس
كان يسال في نفسه ليش هي بس تاثيرها عليا مختلف مش زي الباقي ، و لعند امتى ح يقعد يحس المشاعر هذه و يكبتها هو ثقافته تعتبر عالية في مختلف المجالات لكن الجانب هدا و مشاعر المراهقة ما كان يعرفهم بالذات و هو داخل ع الدراسة في عمر كبير لهذا عاني هلبة من النقطة هذه و لان في قرارة نفسه عارف بان الامر هدا ليس كغيره ما كانت عنده الشجاعة ان يفاتح رجاء و يسالها و لا حتى يسال الابلة صفاء كان يتمنى لو عنده صديق مقرب ولد زيه في عمره او حتى قريب منه في العمر ممكن يفيده …
و ما ان روح من المدرسة للحوش طول توجه للمطبخ : السلام عليكم
: مهيدي جيت و عليك السلام مرحبتين … ترا قول من عندنا ؟
ركز شوية و ضحك : عمتي برنية
و خش يجري للدار و امه تضحك و فرحانة بمحبته الكبيرة ليها و فرحتها الاكبر كانت بالخبر اللي قالت عنه صبيتها برنية
: عمتي جيتي
ضحكت : تعالى يا غالي يا ولد الغالي و الله مستاحشاتك واجد
جري عليها و ضمها و قداش يحب ريحتها و قداش يرجع طفل صغير يشتهي الحلوى و قطع الشوكلاتة اللي تجيبهم لانها تذكره بايام زمان : حتى انا يا عمتي كيف حالك انت و العيلة كلهم
كانت تمسح ع شعره و خدوده بحنية كبيرة : الحمدلله اهو نراجي فيكم من بدري امك خلتني جنب التيليفيزيون و مشت للمطبخ ما عاد جت و انا قاعدة بروحي
المهدي وقف : دقيقة بس نعدي نبدل و نتوضا و نصلي و نجيك نهدرز معاك و الله فرحت قريب طرت وقت عرفتك انت اللي عندنا
برنية : سلمه يا ربي و نجيه اللي فرحان بعمته
طلع بخطوات سريعة من عندها و طول لداره …
في الوقت هذا روحت غادة و خشت سلمت عليها و من بعدها غيرت ملابسها و صلت و طول للمطبخ ع شان تساعد امها
بينما المهدي اللي يعشق عمته و حكاياتها ع ايام زمان نسي حتى واجباته اللي قبل من اول ما يروح يبدا فيهم و قعمز جنب عمته و ما عاد تحرك و هو يهدرز و يسال ع شهر رمضان كيف كان زمان لعند هي قالت الخبر اللي جاية ع شانه : مهيدي انا جايبة امانة و سلمتها لامك لكن قلت ندويلك عليها لانك كبرت توا و بديت تفهم ع شان نكون سلمتها لصاحبها
هو كان الكلام غريب بالنسبة ليه كبداية : نسمع فيك يا عمتي
برنية : نهار اللي يسجلوا الملك و قسمنا بينا انا حصتي طلعت قطعة الارض اللي في ### و انا يشهد عليا ربي كيف نحبكم انتم يا ضنى خويا خليفة و انت بالذات محبتك عندي بروحها و هذا خلاني نكتبها باسمك
هو تفاجا : شنو باسمي انا
ضحكت : ايه باسمك انت يعني ملك ليك انت حلال زلال سجلتها راهو حتى في الاملاك (السجل العقاري ) و ان شاء الله وقت اللي تكبر لو تبي تبني فيها ابني او تبي تخليها للزمان خلي… مني انا مبروكة مسعودة عليك و ان شاء الله ما تستحقها كان في حاجة الفرح يا مهيدي
مع ان وقتها ما كان مهتم مازال بامور المستقبل و المال و الارض لكن ان هي عطاته حاجة زي هذه و حسباته دليل ع محبة كبيرة ما كان منه غير حضنها بقوة : صحيتي يا عمتي و ربي ما يحرمني منك
و سبحان من زرع محبته في قلبها : سلمك مهيدي سلمك
خشت غادة حطت المفرش : هذا شنو توا غلا
برنية : اسكتي انت يا منجوهة وانت لسانك يا كبدي منه
المهدي : خليها يا عمتي هذه ديما هكي ما تحب حد خير منها
حطت ايدها في نصها : و في شنو خير مني ان شاء الله ع شأن ( كانت ح تقول ع محبة برنية ، لكن لطف ربي و استاقضت و سكتت)
و المهدي ضحك لان فاهمها : ادوي خيرك سكتي
برنية : ايه ادوي خيرك سكتي
طلعت تجري للمطبخ و المهدي مستمر يضحك بعدها استاقض و نادى من بعيد : فرخة غادة تمسي طاستي نوريك
كانت كيف شادتها : وك عليا كيف يعرف بس
فتحية : هني روحك يا فرخة و فكينا منه و هيا معاي عمتك توا تزعل مني من بدري مخليتها بروحها
و كملوا تحضيرات الغذاء و لان عبدالخالق بدي يشتغل رسمي في محل و حتى ايام يمشي للميناء فكان يروح بعد العصر يتغذا و حمزة زيه مرات لقريب المغرب و سارة عاد تروح بعد العصر من كلية الطب …
___________بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️❤️
و جي اجمل شهور السنة … رمضان اللي ما نلحقوا نفرحوا بيه الا و هو منقضي و مودعنا … و الشهر هذا يمر ع كل حد بحال
و حال الشباب اللي يشتغلوا و بمجهودهم البدني دائما ما نقول ان اجرهم اللي يبارك مضاعف لان العمل عبادة و عبدالخالق احدهم لان حاليا و في ساعات النهار الطويلة يشتغل في الميناء تحميل بضائع نقل اي شي المهم يطلع القرش بالحلال
توا كيف خذي فترة راحة ك رن تيلفونه البيلة و رد : ايوا يا منصف شنو الجو ؟
منصف : ماشية الحمدلله وين انت شكلك في الميناء دوشة واضح
عبدالخالق شاف الزحمة جنبه : ايه.. تبي شي
منصف : فيها مكرونة الليلة سحور و الا ما يصيرش منها
غمض عين وحدة : نشوف يوسف قبل لو فاضي نتلاقو ما فيها باس
: كلمته بدري و قال تمام
عبدالخالق مع ان يروح منهك لكن ما كان يبي يبتعد عن اصحابه ابدا : معناها تم نتلاقو ان شاء الله
منصف : تم … بعد تروح دورني
عبدالخالق : ان شاء الله …
سمعهم ينادوا عليهم و توجه لاحدى الحاويات الخاصة بالبضايع و بدي ينزل معاهم …
و سبحان الله … في الدنيا في اشخاص دون غيرهم ربي يحبهم وقت يختارهم ع شان يقوموا بتحمل المسؤولية .. بالذات وقت تكون المسوولية تخص الوالدين سبحانه ربي ينزل البركة في حياتهم رغم التعب الجسدي و الذهني، لهذا ما يحسوا بيه نهائي
: قاعد واضح الارهاق عليك يا هناء
هناء بعدم اهتمام : شوية سهر بس يا ليلى البارح سهرت مع امي حسيتها تاعبة و خفت نرقد يصير معاها شي
وقفت الباص قدام حوشهم : باهي روحي توا ارقدي
هناء : لالا يا دوب نشوف امي و نبدي في الفطور و بعدين نهدرز عليها هيا سلام توا
و دخلت هناء و ما اصعب العودة الى البيت في عدم وجود عموده و اساسه كان هو اللي يلاقي فيها و هو اللي يهون عليها و هو اللي يعطي فيها امل للمستقبل بغيابه كل شي حلو غاب لكن كل ما يخطر و ديما يخطر كانت تدعيله بالرحمة و تستغفر الله و اذا العودة للحوش صعبة في غيابه فمابالك اول رمضان كيف ح يكون في عدم وجوده
الغصة كانت في داخلها و تحاول بقدر الامكان تمشي الامور و تتجاهل مش لشي وانما خايفة من الانهيار و هذه اصعب لحظة ع اي شخصية قوية
هي دخلت و كانت كلثوم موجودة مع امها : السلام عليكم كيف حالك كلثوم توا
: و عليكم السلام .. الحمدلله …
في هاجس ديما داخلها مخوفها ع امها : امي وين ؟
اشرت ع الدار : رقدت و ع ما درت فيها ما بت تفطر المهم انا بديت في الخضراء اللي في المطبخ و عيب يا هناء ما عاد تطيبي و تعبي روحك اهو احني قاعدين نبدوا و بعد تروحي تكملي معانا
: بارك الله فيك و الله نلقى في روحي فاضية نوتي حاجتي من الليل و خلاص … المهم صحيتي امي خلاص جيتها انا تقدري تمشي اكيد بشير ع جية
كلثوم : ماشي المهم عمتي معش تدوريها لعند تنوض بروحها لانها واخذة الدواء قبل الفجر واضح فيه منوم انت توا تريحي مازال الوقت
هناء : ان شاء الله
طلت ع امها كانت راقدة و بعدها مشت غيرت و صلت و ما نست غاليها من دعواتها و بعدها ما قدرت ترقد نهائي حاسة بغصة و وحشة كبيرة في الحوش اللي كان ديما عامر بحس اصحابه بالذات في اول ايام الشهر الكريم
و تقول كان حاس بيها مازن ولد اختها دق ع الباب و نادى عليها : هنيوه
قداش فرحت بجيته طلعت بخطوات سريعة و ضماته بدون ما تبكي و فهم عليها ع طول : القيت روحي قريب منك قلت بنفطر عندها اليوم شنو في فطور و الا نطلع ندور وين نفطر اليوم
هناء : لا في كل خير..
مازن خش وراها : راهو وائل ولد خالتي رفعية جاي حتى هو غير عاد قال فاطر عند اخته اليوم عازمة عليه
: مرحبتين بيكم
مازن دور بعيونه : حنتي وين. ؟
تنهدت بحزن : راقدة هذا حالها يا مازن ممكن من الدواء
مازن يركب في البلايستيشن : اكيد .. اتي هيا تعالي بعدين بتبدي في سريب الفطور
ضحكت و اسرعت للمطبخ و تفاجئت بيه ما مخلي ما جايب من حلويات و عصاير و احم و مفروم ضمت الحاجات و قررت تسايره شوية في اللعب لعند يجي وقت دخول المطبخ
و ما ان اذن العصر حتى تعبى الحوش و قداش حست ان بوها الله يرحمه مرتاح وقت وصلوا خواتها وراء بعض و من بعدهم الكناين اللي داروا في حوشهم اصناف و جو يفطروا معاها وقتها امها تتامل في الجميع و تترحم ع زوجها
من جهته اول ما روح من التراويح يدور عليها و لما ما القاها في الحوش عرف انها عند امه لهذا استغل الفرصة حط الهدية في دار النوم و مشي المطبخ شاف العشاء متاعه جاهز في السفرة و ساخن استغرب وينها طالما مسخنة العشاء
جابه و حطه ع طاولة الاكل و حط جنبه التورتة و العصير الطبيعي
واول ما كمل من التجهيز بعثلها رسالة ” وينك يا القلب انا روحت “
قرتها و استاذنت من بية و طول جت للحوش فتحت الباب و غمرها بحضن كبير : وينك ؟ عندك علم استاحشتك
نجوى فرحت و ارتاحت ان حالة الاكتئاب و العزلة انتهت : مش اكثر مني مرحبتين بيك خلي نحط العشاء وقت الفطور ما مليت واجد غادي
شدها من ايدها و خذاها وراه : انا حطيته غير تعالي بس
تفاجئت ان مجهز الطاولة و التورتة ما فهمت قصتها : شنو في
ضحك : في اني انحبك و انودك و اني نبي نشكرك لانك تحملتيني الفترة اللي فاتت عارف روحي زودتها هلبة
حولت الوشاح و فردت شعرها وراءها : يعني
شاهين قرب منها : يعني نحبك يا القلب و سامحيني
ابتسمتله بمحبة كبيرة : حاشاك …
اشر ع السفرة : القيته ساخن و انت مش قاعدة استغربت
نجوى : سمعت خوك ناصر روح و قال انك خلاص جاي وراهع شان هكي سخنته ومشيت نشوف عمتي قلت مرات تبي حاجة
شدها ليه اكثر : يعني معترفة هاربة مني
نجوى باحراج منه : لا نبيك تاخذ راحتك بس لاني عارفة انك ما تبي تشوفني
هو كان متضايق من نفسه بس للاسف مش قادر يغير الوضع هدا : عمرك ما تفكري اني ما نبي نشوفك الموضوع مش هكي لكن نخاف عليك مني لاني وقت نتضايق ما نقعد شاهين اللي قدامك توا
: عارفة و هذا اللي خلاني نخليك ع راحتك
وخر الكرسي : قعمزي لعند نجيك
نجوى : انت اللي كول انا. كليت كويس بدري
اعطاها نظرة بمعنى نفذي الكلام : قعمزي بس
و دخل لدار النوم جاب التيلفون و باقة الورد و اعطاهملها
هي ما تبي منه شي الا اهتمام لكن موقف زي هذا يدل ع الاهتمام قداش فرحت كانت تتكلم و الدموع في عيونها : ليش يا شاهين تيلفوني مازال جديد .. لو جبت ورد بس
شاهين : و خوذي اجدد منه هدا كيف نازل للسوق و لونه وردي كيف ما تحبي و كلا الورد عاد هذا تموتي فيه و عندك حق الورد للورد
كانت تتفحص فيه و تستنشق في ريحته الحلوة و فرحانة : ع قولتك يهبل ما احلاه ..
ضحك : و ما احلاك كيف قلتيها و توا حطي من ايدك و هيا بسم الله كولي معاي والا مش واكل لان واضح قداش ضاعفة
نجوى : بس
فنص فيها : يالله
و ع شانه سايرت و كلت معاه … و قضوا مع بعض اجمل وقت و هكذا كانت حياتهم تمر بين صعود و نزول و اكثر ما يؤرق بالهم هو حالة الاكتئاب و العزلة اللي يمر بيها شاهين
و رمضان عند رجاء كانت بدايته صعبة مع الصيام و العلاج اللي مازال مستمرة عليه الا ان ايمن اصر ان اول يوم فقط يفطروا مع العيلة و بعدها خلاص كل واحد بروحه لان عارف لو صامت طول رمضان مع امه ح تتعب هلبة
و طول الوقت ع سفرة الفطور كانت افطيمة تسمع فيها : في اللي يجيبوها تلم العيلة و في اللي تفرقها الله يفرق بينها و بين عافيتها و صحتها و الا انا متعودة كل رمضان فطوري مع ضناي
و رجاء حتى الاكل ما قدرت تكمله لان ينزل عليها سم لكن فضلت عدم الكلام و الرد لان راجلها فيه صفها
حورية بنظرة من عيونها واستها و يا ودي حالهم من بعضه
بس بمجرد روحوا كان اهتمام ايمن بيها بلسم و شفاء
: هدا شنو
ايمن : هذه كبدة خذيتها و توا بنشويها ع شان تاكليها رجاء انت تاخذي في دواء و اكيد غادي ما فطرتي كويس
رجاء معش قدرت تعبر
شاف جهتها و أستغرب: خيرك؟
قامت اكتافها و ابتسمت : نحبك بس..
______________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️
من صباح ثاني يوم و في المدرسة
وقت اللي كان المهدي جاي من الحمام اكرمكم الله…ا’ سمع طرف كلام
وما ان فهمه اسرع للفصل …
: بنتي ديما يضايقوا فيها لعند بدت تخاف و قالت معش جاية للمدرسة لعنديت امس واخذين منها رشقة متاع قفطانها الجديد و كم مرة تروح تبكي و تقولي يا ماما المهدي و سندس ديما يخوفوا فيا ضروري ينحطلهم حد انتم تصرفوا
حاولت الابلة صفاء تهديها : عندي يا اختي الموضوع انا نتصرف معاهم
الاستاذ سليمان : خلاص يا بنتي طالما الابلة صفاء عطاتك وعد اطمني و شيماء بنتنا و يهمنا امرها مستحيل نخلوها توقف قراية زيها زي زملاءها ليش فتحناها المدرسة احني ماهو ع خاطرهم
و هدت شوية امها
بس المهدي من قبل ما تجيهم الابلة صفاء كان يحكي لسندس في الكلام اللي سمعه بالهمس
و اهني سندس : اسمعي فرخة شيماء مش خبرتي اهو خوذيها البلوى متعتك تقول الا ذهب هي و من اليوم
كمل المهدي : لا عاد تدوي معانا و لا تلعبي معانا انت في حالك و احني في حالنا
سندس : سمعتي
هي كانت ميتة خوف و تبكي : به
و جت الابلة صفاء عطتهم حصتهم من العتاب و التأنيب و الاثنين خذو عهد ما عاد يضايقوها ….
خلال اليوم هذا جي التهامي زيارة لاخته فتحية و كانو معاه زوجاته الاثنين ماجدة و مديحة …. مديحة اللي عندها حاليا بنت جابتها في 2006 و حاليا حامل و قريب تجيب و كانوا فعلا زي الاخوات
: مرحبتين بيكم و الله خير ما دار التهامي جابكم عندي قاعدة بروحي الصبح لعند خلاص قلبي ينغم
ماجدة : بعيد السو عليك و حتى انت تعالي هدرزي خيرك
تنهدت بقلة حيلة: وين بنجي يا ماجدة وانت عارفة الوضع قدامك الصبح اهو بروحي نوتي فطورهم قبل يروحن البنات و يساعدني ، و حمزة اللي يسوق ولدي طول الوقت في العمل و يجري ع هالحوش ليل نهار الناس لعنديت امتى بيراجوه
مديحة : ربي يعاونه ان شاء الله و معليشي اهو حتى احني نجوك و لما تبي تجينا خلي واحد منهم يتصل بالتهامي مش ح يقول لا
ماجدة كانت شاذة مرح بنت مديحة عندها : ايه والله صادقة ما يدوي حاجة انت عارفة كيف يعزك و لو بلقاكن زي انت زي ربيعة و عايشة ما تطلعن من عندنا
فتحية : سلمه يا حنه
و ماجدة من وحدة مجربة و حاسة : كيف حال البنات ؟ رجاء و نجوى
وفهمت عليها : رجاء كل يوم احسن من اللي قبله حتى توا بدت تدير في حاجتها بروحها تطيب و تغسل و هي ع القيلة اما نجوى ع حالها بنتي ما زاد عليها شي و لا شكله بيزيد ( و دموعها نزلوا )
مديحة : الشدة في الله يا فتحية ربي قادر ع كل شي
ماجدة : ايه و الله ربي يعطيها العاطي حي
: ان شاء الله
و حبت ماجدة تغير الموضوع : بالله رجاء شنو دايرة مع عزوزها
و بدت فتحية تحكي شنو تدير افطيمة في رجاء من كلام و انها لعند توا مازال مستمرة في كلامها اللي زي السم ….
بينما الوقت هذا نفسه كان هو يدور عليها هي دون غيرها لعند عرف مكانها : عادي نقعمز
و من صوتها كان ملاحظ مدى ارتباكها :ايه عادي
و جلس المهدي جنبها : عليش قاعدة بروحك يا ريحان
: عادي البنات يلعبن و انا خايفة نعطش و جيت قعدت هنا
المهدي : سمح المكان هذا
ريحان كانت قاعدة ع مقاعد تحت شجر الصنوبر : نحبه واجد .. من اول ما نطلعوا استراحة نجي هنا و نقول يا رب نلقاه فاضي و ما فيه حد
المهدي : لو القيتي حد ادويلي بس نخليه يعدي و انت تقعدي من اليوم هدا مكانك
ضحكت : تبي تدير مشكلة
المهدي : عادي …
و مروا لحظات صمت بينهم لعند تكلم : ايه عادي لو تدويلي شنو تبي تكوني في المستقبل يعني وقت اللي تكملي ثانوية عارف مازال وقت واجد ع الكلام هذا لكن انا ديما نفكر بعدين شنو نبي نكون
ريحان سرحت شوية و سكتت
: ريحان
و لو كان يعرف باللي تحس فيه ريحان و الالم اللي عايشة فيه مش عارفة هل تجنب الكلام معاها نهائيا او استغل كل لحظة و هدرز معاها و عرف منها كل تفصيل من تفاصيل حياتها
: وين مشيتي
انتبهت ريحان : احم معاك (و تكلمت ع عكس الحقيقة ) انا نفكر في اليوم بس ما نحب نفكر في المستقبل يا مهدي، من قال بنعيشوا ؟
كلمتها زرعت خوف من نوع ثاني داخله هو الم الفقد عاشه ع عبدالمعز و بعدين عاش خوف كبير ع اسماعيل و ع اخته رجاء ،و لانها تكلمت بطريقة حزينة جدا و فيها يأس خاف : خيرك تتكلمي ع الموت انت ؟ مازلنا صغار
: يعني عبدالمعز الله يرحمه كبير ؟
و زادت الغمة سيطرت عليه : لا بس هدا توفى بحادث
ريحان : حادث … صار فجاة زي ما كل يوم نسمعوا بحد مات في حادث او حد القوه في فراشه ميت صح؟ الموت يا مهدي تجي في كل وقت لهذا انا نبي نعيش اليوم بس و نفكر في اليوم بس لكن ما يمنع اني نسمع منك انت شنو تبي تكون في المستقبل
المهدي كان خلاص فقد الشغف في الكلام : ما فكرتش
رن الجرس و مشوا جنب بعض اقرب ما يكونوا لبعض و ابعد ما يكونوا و الكلام اللي انقال بحروف صامتة و ساكنة بدون تشكيل ياما قال و عبر لكن ما في حد سمعه و لا عقله …
و تبقى ذكريات …
خلال احدى السهريات الخاصة لعبدالخالق و اصدقاءه بعد انقضاء شهر رمضان و رابع ليلة كانت من ليالي العيد انصدم في صديقه يوسف وقت جاهم شارب : يوسف خيرك
كان يتكلم بصوت غير موزون: جت فيه النية
تعصب عبدالخالق : لا يا راجل قلنا الدخان الله غالب و تعودت عليه تخش ع البلي هذا
و يوسف كان يتكلم و صوته حزين : حتى انت بتسيبني عندك حق انا ما نشرفكش توا يا عبدالخالق.. سيدي عاجبينه خوتي واحد محامي و الثاني مهندس و الثالث يقرا طب و انا الفاشل فيهم و متاع الشرب (ضحك) ختمتها ليه بحاجة سمحة واجد
منصف : مش هكي يا يوسف لكن انت عارف ان الوسخ هذا مش لينا و بعدين كيف طالعين من رمضان يا راجل استغفر الله العظيم
اشر ع الباب الخاص بسورهم (حوش اهل منصف ) : يعني نروح
شده بقوة و خلاه يقعمز: خليك مكانك وين بتمشي هكي توا اطيح في حد يطبك لا حول و لا قوة الا بالله استغفر الله العظيم
ضحك يوسف و اشر عليه : بدي الشيخ
عبدالخالق : يا ريتني شيخ زي شيخ جامعنا يجيب عصا و يطيح فيك توا فلقة لعنديت تولي من اللي انت فيه .. (شاف لمنصف) عدي انت جيبله قهوة
يوسف برفض : خليني مستمخ فكنا من القهوة
ضربه برجله : تشربها و الا و الله العظيم نصبها ع راسك
رقد ع البساط و غمض عيونه و منصف جاب القهوة و شربوه بالسيف و تعبوا معاه لعند فاق بعمره و ليلتها بات عند منصف
_________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️
و كعادة ايامنا و سنينا في ايام في اسبوع واحد تكون حافلة و مليانة احداث لعند ما تقدر تاخذ منها النفس و في ايام و اسابيع و احيانا شهور تمر بدون اي حدث يذكر
و العام الدراسي 2007/2008 مر خفيف ظريف بدون احداث كبيرة
مر ع حمزة متعب جدا و هو مشغول بتجهيز حوشه من كل شي و في كل مناسبة كان ياخذ امه زيارة لنسابته في زليتن ع شان ياخذلها موسم او هدية بس اللي كان مضايقه ان ما اعطوه اي فرصة يشوفها او يكلمها و الباين ان الحاجة هذه ح تخليه يعيد النظر في الخطوبة من الاساس
و مر ع عبدالخالق مش اقل منه تعب و هو بين خدمة الميناء او الشغل في المحلات كل مرة عند حد و القرش اللي ياخذه يحطه مصروف للحوش
و اما سارة بين تعبها في الدراسة و بين مصروفها اللي كانت توفرله من صناعة الحلويات …
و غادة مر عليها بين حوسة الحوش اللي واخدة جزءً كبير من وقتها بالاضافة لدراستها و تعبها الا انها ما كانت شغوفة بيها مجرد تقرا هكي و خلاص
و نجوى ع ذات الحال مع زوجها شاهين اللي و برغم الحالة اللي تصيبه ع فترات متقطعة لكن كان غامرها بحبه و حنانه لابعد حد
و كلا رجاء فلله الحمد قاعذة كل يوم تتغلب ع نفسها و تبهر كل من حولها بتحملها و قوتها في سبيل ان ترد الامور لنصابها من جديد و ايمن في الصغيرة قبل الكبيرة معاها و جنبها و افطيمة خلاص تعودت ع كلامها و ما عاد اهتمت ليها اعطت كل وقتها لزوجها و صغارها و حوشها
و كانت السنة هذه شاهدة ع زيارة جمال و زوجته و صغاره الاثنين لامه في المناسبات فقط يسلم و يمشي بدون ما يطول و وقت اللي يجي كلهم يقعدوا ع اعصابهم مش طايقين وجوده في المكان …
اما المهدي صح السنة الدراسية هذه ياما تعلم فيها بس ريحان قاعدة تعلم فيه و تترك في اثار عميقة في شخصيته و يومياته و بادي يوصل الامر عنده لمرحلة حساسة و ياعالم لعند وين يوقف؟!
و عند هناء فوصل عندها الامر لنهاية المطاف خلاص السنة هذه تخرج … من قسم علم النفس و كانت فرحتها كبيرة هلبة رغم وجع فقدان الاب الفرحة مش بس في النجاح و الاستقلالية و انما ان ح يكون عندها وقت اكبر تقضيه مع امها اللي مع الوقت بادي يصير وضعها حساس …
و انتهت السنة الدراسية اللي بنهايتها يبدا الصيف و موسم البحر … عند اغلب العايلات الليبية
و اجمل شي في اي رحلة من هالنوع هو التحضير ليها …
: قولي و الله يعني ايمن ح ياخذنا كلنا
فتحية : ايه اهو غادة تدير خبيزة و كيكة و انا ندير بتيزا
المهدي : و سارة شنو بتدير تتفرج عليكم
سارة الحساسة خلاص حس ع صوتها بتبكي : خزي عليك يا مهدي و الله درت نوع حلو سمح واجد عقبتلكم منه تاخذوه معاكم
ضحك : نبصر اصلا انت حتى ما تديري عادي مش كيف بعض الناس ع اساس يديروا في كل شي و وقت اللي تذوقي الخبيزة متاعهم لعند تدوخي
غادة تعصبت منه : معناها ما تاكل منها يا مهدي توا نوريك
المهدي : لا مش واكل بعدين اصلا ايمن مش ح يخليني هكي لو عرف اني ما كليت يجيبلي اللي نبيه هذا غير رجيوه بدري كلمتني قالت دايرة كل خير مبطن و بوريك و كيكة الشوكلاتة اللي نحبها
فتحية : اختك هذه ديما تدير الكيد ع روحها ربي يهديها توا كلمناها و قلنالها احني بنديروا و انت ما تديري شي
المهدي : رجاء تمشي للبحر و ما تدير شي ؟ مستحيلة
عبدالخالق خش عليهم و كان جايب اكياس من مشروب و خضراء و معلبات : هذا اللي وصيتي عليه يما شوفيه
و قربت فتحية : جايب كل شي بالزايد صحيت وليدي نقصن عليك الفلوس
عبدالخالق : لا و الله و بعدين كان حطيت من عندي عادي .. (شاف لغادة) بالله غادة ديري فنجانين قهوة صاحبي برا
المهدي بصوت فيه ضيق : يوسف
عبدالخالق طلع : ايه
و ما ان طلع بدي المهدي يتمتم : اعوذ بالله من وجهه
غادة تدير في القهوة : تاخذها انت و الا نراجي عبدالخالق
طلع المهدي من جنبهم : لا مش مطلعها انا فكيني منهم
فتيحة : ماني عارفة ليش ما يحبه
سارة تكمل في الحلويات : اكيد ع شان عبدالخالق ديما معاه
غادة : ما انظني ما عنده في الغيرة ع عبدالخالق المهدي بالك صاير بينهم موقف
فتحية : فكينا منهم توا يسمعنا عبدالخالق ما عاد بتحز
و زي ما كانوا يجهزوا لمشية البحر كانت رجاء تجهزلها بكل شغف و اولادها معاها ايد بايد …
: هذه وين نحطها ماما
اشرت ع الحافظة : في هذه يا معاوية
جي اسماعيل من برا المطبخ : ماما هدا الصاكو اللي نحط فيه الدبش
رجاء : ايه حبيبي رد بالك تنسى المناشف
: حاضر ..
و دخل ايمن من برا و مجرد ما شم الروايح : رجاء شنو درتي ؟
بينت ان الامر عادي : مش واجد شوية امبطن و بوريك و كيكة بس قولي انت جبت الخيمة اللي دويت عليها
حط مفاتيحه و تيلفونه من الطاولة : انا تعبت يا رجاء من الدوة بالله عليك خافي ع صحتك انا قلتلك بناخذ واتي ليش بس تسكير الراس
غمزت ع عبدالمالك اللي معاها : خلاص ما صار شي بعدين افطيمة بنت خوك كانت معايا و ساعدتني غير قولي جبت الخيمة
و عارف ان مازقي فايدة من الكلام معاها : جبتها و من الفجر راهو بنعدو
رجاء : باذن الله غير زيد وقض حمزة ّ
ايمن : توا نمشي نكلمه …
و من فجر ثاني يوم كان ايمن في سيارته مع الصغار و حمزة معاه العيلة و مشو البحر و حمزة كان ضاغط ع نفسه فوق الحد ع شان يقعد و يساير لان ميعاد ما فيه عزو صعب جدا ينسجم فيه ممكن لان ايمن طلب منه يمشي ع شان رجاء ساير والا كان حطهم و روح
اما عبدالخالق فلحقهم بعدين
خيمة بسيطة مع مظلة و حصيرة ع الرملة شاهي ع النار و الفطور داروا شرمولة مع خبزة التنور اللي جابتها فتحية و الغذاء مكرونة و بورديم جاهز كان جايبه ايمن معاه بالاضافة الى باقي الاصناف اللي تم تحضيرها في الحوش
و صغار رجاء كانوا تحت رعاية الله اولا و من بعده عبدالخالق و ايمن و غادة ياما لعبت بالميا هي و المهدي
: تعرفي يا فرخة مازال تبخي عليا الميا نشدك و نغطسك لعند تفرفشي تحت الميا
خافت : لا يا كبدي خلاص انا اصلا بنطلع
و هي هاربة من المهدي تفقد توازنها في البحر و اطيح : وك عليا يا مهدي
بدي يضحك : تستاهلي
و الباقي يضحكوا ع الموقف حتى حمزة كان مشاركهم في اللحظة هذه الضحك …
و كان يوم من اجمل ايام حياتهم عاشوا فيه اجواء مش ح ينسوها و لو مهما طلعوا مرات ثانية النفوس قد تتغير و الاحوال تتغير … و سبحان من يغير و لا يتغير ….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)