رواية عيون القلب الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم ماريا علي الخمسي
رواية عيون القلب البارت الخامس والأربعون
رواية عيون القلب الجزء الخامس والأربعون
رواية عيون القلب الحلقة الخامسة والأربعون
قالوا : سيُنسيكَ الزَّمان هواهمُ
ويجفُّ منِ طولِ الفراقِ ودادُ
مرَّ الزَّمانُ وبات قلبي كلَّما
ذُكروا يقول : هل الزَّمان يُعادُ ؟
مرَّ الزَّمانُ وما تغيَّر عهدُنا
العمرُ ينقصُ . والهوى يزدادُ
يعتادُ قلبي كلَّ شيءٍ بعدهم
إلَّا على النِّسيان لا يعتادُ
(سمية بن عمران )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
مع كل يوم يمر يبدا الانسان في التعود ع فكرة الموت و الفقدان و ان الشخص اللي خسره خلاص مش ح يرجع
الا هي صعب الامر وقت يكون المفقود ام و شريكة سكن و حياة
روتين يومها معاها
كلامها معاها
كل شي معاها
كانوا خواتها لاهيين في الهدرزة مع الناس
و هي تراقب فيهم و مش قادرة ابدا تكون زيهم
سالت نفسها ” كيف يقولوا عني قوية و طلعت اضعف وحدة فيهن ، مش قادرة نتعود و لا حتى نتنفس بعيد عليها “
حست بالوحدة مع ان الناس زحمة حواليها
رنة من تيلفونها طلعتها من الهواجس هذه
رنة رسالة او رنة انقاذ و طبطبة بان انت مش بروحك يا هناء
” انا برا عند باب المطبخ تعالي نبيك “
ردت التيلفون في جيبها و توجهت للمكان المذكور
ما ان شافت ولد اختها قدامها التجئت لحضنه : بنموت بعدها يا مازن
و هو حاضنها مشي بيها مسافة لعند وصلوا وراء الحوش
كان في كرسيين و طاولة
خلاها تقعمز و جي في مقابلها. و شد ايديها : هنيوة عهدي بيك قوية و مؤمنة و ملتزمة و اكيد عارفة ان الدموع اللي تنزل هذه و بكاك عليها مش خير ليها صح
بدت تمسح فيهم : عارفة و الله بس مش بيدي ، مازن هذه مش بس امي لا هذه صاحبتي و ونيستي و شريكتي في كل شي نهدرز معاها حتى ع المدرسة، كلكم تقعدوا بالقديش ما تجوا هنا و انا و هي يومنا مع بعض
حاسة الدنيا فاضية بعد عدت مش قادرة نرقد حتى في الليل نتخيل فيها في كل مكان نسمع في صوتها تقول هنيوه بنتي جيبي اميا هنيوة بنتي نقصي التيليفيزيون هنيوه بنتي كلمي خواتك اسالي عنهن هنيوه بنتي شوفي نساوين خوك انا راهو مش نضايق فيهن لكن غير استاحشتهن و استاحشت الصغار خليهن ينزلن يهدرزن بس ما نبي منهن شي هنيوه بنتي اتصلي بمازن و وائل خيرهم معش طلوا عليا هنيوه .. هنيوه و عدت ونيستك يا هنيوه ( غطت وجهها بايديها وردت تبكي )
انقهر عليها و وقف و مشي جنبها جلس ع روس اصابعه و ضمها ليه : خلاص هنيوه ادعيلها و تصدقي عليها هدا بس اللي هي في حاجته توا
بدت تمسح في دموعها : ان شاء الله و الله قاعدة ندعي لربي يصبرني يا مازن لكن ..
باعتراض : خلاص كلمة لكن كل ما بتجي ع بالك تعوذي من الشيطان. و احني معاك مستحيل نخلوك دقيقة
ابتسمت : ربي ما يحرمني منكم
طلع عليهم و مش عارفة ان معاها حد : هنيوة وين مشيتي
و اللي كان ثابت و ينصح جي واقف و وجهه الوان : احم
اتسعت ابتسامتها و هي تشوف في ردة فعله و ردة فعل فرح بنت خوها كيف
فرح عيطت : حيه عليا
و خشت تجري
مازن حاول يبان عادي و خذي الكرسي و قعمز
شافتله بنظرة ان كاشفته : ربي يفرحني بيكم
ضحك و حرك راسه : كلا انت
تنهدت هناء : اول حاجة نديرها ان شاء الله هي اني نفرح بيكم باذن الله
شوية و انضملهم وائل و قدروا يخلوا هناء توقف بكي
اكيد مش ح تنسى لكن ح ترجع لطبيعتها الملتزمة و كل ما تتذكر المرحومة ح تدعيلها و تتصدق عليها
______________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️
21/11/2011
في كلية العلوم كان في محاضرة في قسم الحاسوب و ع غير العادة تأخرت الدكتورة
و بين الطلبة صارت التحليلات تشتغل ع سبب تأخرها
غادة : ماني عارفة خيرها الدكتورة لعنديت توا ما جت و انت عارفة انها قبل ديما ع الموعد الدقيقة عندها بحسابها مستحيل تتاخر
ردت صديقتها بسمة : الغايب عذره معاه بعدين مادابينا ناخذوا راحة مازال عندنا اثنين محاضرات ضاغطين علينا واجد بسبة الحرب اللي صارت و كيف القراية وقفت
غادة كانت ح ترد بس دخول الدكتورة اللي تشغل منصب الدراسة و الامتحانات في القسم قاطع كلامهم : السلام عليكم جميعا و يومكم طيب ، جيت ع شان نبلغكم ان دكتورتكم تعرضت لحادث للاسف و من اليوم مش ح تقدر تكمل معاكم يا ريت تدعولها بالشفاء العاجل
ارتفعت الاصوات بين الصدمة و بين الدعوات تعاطفا مع دكتورة كانت معاهم صح شديدة بس طريقة عطاءها و شرحها مخليتها محببة عند الجميع
كملت الدكتورة كلامها : امين يا رب … المهم ح يكمل معاكم الاستاذ معاذ
اشرت ع شاب في عمر ال 32 سنة جميل المظهر …. انيق في اطلالته كان مبهر جدا لعيون فتيات في عمرهم
و اغلب البنات انبهروا بالطلة هذه الا المتزوجات منهم زي هالة اللي كانت لاهية بشيتاتها و تعب الحمل
بس هو ركز ع بنت وحدة مش مهتمة لامره مع انها كانت في المقدمة بحجابها الكامل و طبعا البنت هذه هي غادة خليفة بن عمار …
كانوا عيونه عليها هي بس فيها شي مميز ممكن مش فاتنة الجمال ممكن لباسها عادي بس البنت دغدغت قلبه و خاصة وقت شافها تضحك
لحظتها وقت جو عيونه عليها حس انها دواء و بلسم لكل وجع و العالم الله شنو ح تكون بلسم او وجع في قلبه مش ح ينساه
حاول يتمالك نفسه و يبدا المحاضرة : السلام عليكم جميعا انا الاستاذ معاذ و ح نبدا معاكم من اليوم في اعطاء مادةأساسيات البرمجة و باذن الله نكونوا متفقين في كل شي ، ممكن حد يقولي اخر محاضرة خذيتوها ع اي موضوع كانت
غادة كانت تتصرف بعفوية زي عادتها : كانت لغة c استاذ
استمر فترة يشوفلها و بعدين فاق بنفسه : احم ممتاز خلونا نديروا مراجعة بسيطة
وبدي كل مرة يسال و كل مرة حد يجاوب و قليل النادر كانت ترفع ايدها بس لاحظ انها كل شي تكتب فيه
في نهاية المحاضرة خذي الحضور و الغياب و بدي يقول في الاسماء و كل مرة حد يقيم ايده
لعند وصل في غين ابجدية اللغة عادة ما كان من عشاق هذا الحرف بالذات و في نظره ان اغلب الكلمات اللي تبدا بيه ليهم دلالة سلبية لعند اليوم وقت نطق باسمها و اقترن الاسم بايدها اللي قامتها و نظرة عيونها الحادة
وقت قال الاسم و قبل ما يشوف من صاحبته ما كان ابدا مهتم : غادة خليفة بن عمار
هي قامت ايدها : حاضرة استاذ
و ما كان عارف ان من اليوم عنده ح يتغير كل شي لان بحضورها ح يغيب عقله و بصوتها الباين ح تنذهب شيرته و اصعب موقف وقت الاستاذ يعشق طالبته و يكون من النوع الصارم ما عاد يعرف كيف يتعامل معاها
هو حاليا مستبعد تماما وصوله معاها لمرحلة العشق و متوقع الامر لا يتعدى الاعجاب و لكن وحدة شخصيتها زي غادة مستحيل تمر في حياة شخص مرور الكرام
طلعت من المحاضرة و عيونها ابدا ما توجهوا ناحيته عكس زميلاتها
بسمة تسترق النظر ليه : توا معقولة هذا ليبي ؟
ضحكت غادة : و خيرهم الليبيين و الله عندنا شباب اسماح اهو عندك راجل اختي ايمن اللهم صلي ع النبي عليه و خوتي الحق كلهم ماشاء الله عليهم
بسمة شافتلها بنظرة ع جنب : ايه يقولوا القرد في عين امه غزال
قرصتها بقوة : عيونك حاشاهم زي الغزلة
بسمة عيطت : خزيه زي السم،
هو كان ما من جنبهم و شاف الموقف طبعا ما سمعهم لكن ركز ع حركاتهم حط نظاراته و طلع
و انضمت ليهم هالة : السلام عليكم
: و عليكم السلام
هالة بتعب واضح : كتبتي معاه يا غادة و الله انا ما لحقت
غادة اعطتها المذكرة : خوذي كتبت بس ابعثيها المذكرة مع حمزة و لو مش جاينا اليوم جيبيها معاك غدوا و خلاص
هالة حطتها في الشنطة : ان شاء الله ، مش عارفة الحق يمشي او لا ، لان طول الوقت مشغول بالحوش مع العمال كل يوم و لو حصل وقت العشية يعدي المحل حتى السيارة ما عاد طلع عليها
غادة : احسن السيارة الوقت هذا مش امان كل مرة قاعدين نسمعوا قصة
بسمة : ايه و الله يومها ولد عمي قال طلع من عينها كان ماشي طرابلس رافع بضاعة و ع اساس يروح بدري لكن تاخر في المكان اللي ماشيله و وقت اللي روح في مكان اسمه غوط الرمان قال ما نندري عليهم من وين طلعوا ثلاث سيارات قعدوا وراه و يرموا ع السيارة غير جاب ربي كان معاه سلاح وقت اللي رد عليهم بيه هربوا من يومها و امه حلفتله ما عاد يطلع بيها و هكي احسن بالله لعنديت توا كم واحد يلقوا فيه مقتول
انقبض قلب هالة : بعيد السو لا خلاص حتى انا بندويله ما عاد يفكر فيه المشي
غادة شافت الساعة : حيه يا بنات وقت ع المحاضرة الثانية
: هيا معناها حتى القهوة ما صار منها
ضحكت غادة و كملوا لاحدى القاعات في الكلية …
و نفس الضغط في الدراسة ان لم يكن اكثر كان موجود في مدرسة الامل للمكفوفين … بس عند المهدي كان فرحان بيه و من ما يفرح و هو يحضر لدراسته مع محبوبته
كانت المعلومة وقت يتشاركوها و كأنهم يتشاركوا قصة او ذكرى
حب و بعض المرات كان ينضم نوح ليهم و يقرا معاهم و مرات سندس و مرات يقروا الاثنين بس مع بعض
: يعني انت متاكدة منها ان اعرابها هكي صح؟
ردت بثقة : طبعا يا مهدي كم مرة قريتها و تقدر تسال ابلة صفاء
المهدي : انا حتى لو طلعت غلط ح نجاوبها هكي و فداك الدرجة اللي تضيع
احمر وجهها : مهدي ما تنسى الشروط
زفر بضيق : اخ و بس من الشروط هذين عليك ايام و طحت فيهن يا مهدي
ريحان : بالك مش عاجبك
المهدي ابتسم : يا ودي راضي و الله راضي .. هيا خلينا نكملوا المادة هذه اللي نكرهها موت
ريحان : اللغة العربية حرام عليك اسمح حاجة
: انت السمحة (تذكر شرطها و تدارك الامر ) بس انا ما نحبه التخصص هذا و نراجي امتى بس نفتكوا منه
هي ردت بعفوية : وين تعلم مرات يقعد معاك لاخر سنة في الجامعة
شهق المهدي : بعيد السو
و رن الجرس
ريحان : هيا اهو الاستراحة تمت
كان متمني يقول اللي في خاطره بس خاف من ردة فعلها ” الوقت معاك ديما يفوت فيسع مش عارف ليش يا ريحانة قلبي “
و هكذا مرت الايام بين دراسة و روتين حياة عادي عند الجميع
يوم اثنين ديسمبر وصلت برنية لحوش المرحوم خليفة بن عمار و العيلة ع قدم و ساق و كانت فرحتهم بيها اكثر من كل شي بالذات وقت عرفوا انها ح تقعد اسبوع
و احلى سهرية اللي تكون في الليل باجواء ليبية زمنية عالة الشاهي اللي مقعمزة وراها فتحية و صوت التيليفيزيون اللي يتفرج عليه عبدالخالق ع مبارة
اما برنية فكانت تهدرز هي و المهدي ع ايام زمان …
كان جدا متفاجيء : ان شاء الله هدا مش راجلك الاول يا عمتي
فتحية تقرص في المهدي تبيه يسكت و هو مش مهتم عادة علاقته بعمته ما فيها اي نوع من التحفظات
و ردت برنية بعدم اهتمام : لا واخذة قبله اربعة يا ولدي توا الواحد شنو بيقول الله يرحمهم
ضحك : ماتوا كلهم
فنصت فيه : شنو انا اللي قتلتهم …
استمر يضحك لعند خشت غادة بالكاكاوية المطحونة في طاسة صغيرة و حطتها جنبها : تفضلي يا عمتي
: زاد فضلك …. قوليلي يا غادة انت خلاص كملتي قراية والا
قعمزت غادة : مازال يا عمتي انا كيف مبدية في الجامعة ماهو السنة اللي فاتت ضاعت علينا من وراء الحرب
: ان شاء الله بالنجاح لكن نحس فيها بنتك يا فتحية خلاص هذا وقتها لو بتعطيها
غادة وجهها احمر
و قبل ما ترد فتحية اللي تدير في شاهي العالة رد المهدي : هذه يا عمتي انا الحق نخاف منها راهو تعطوها لراجل يجينا ثاني يوم مضروب بصونية و الا طاجين
و يبدآ عبدالخالق يضحك
غادة تعصبت : خزيه ، شنو قالولك عليا يا مهدي
المهدي استمر يضحك : لا شي غير ماشاء الله الكلمة ترديها بعشرة
غادة حطت ايدها في نصها: لا اماله تبيني نسكت
برنية : حيه عليك يا فتحية سمعتي بنتك
فتحية كانت تفنص في غادة وتعض في فمها تهدد فيها يعني: و الله صدق فيها خوها هذه تخوف
غادة حرجت منهم و وقفت : باهي يا امي فزعتي مع ولدك
طلعت من عندهم معصبة و في لحظة تذكرت نظرات استاذها و نفضت الافكار بسرعة : خيرني هبلت بعد كلامهم
شافت سارة كيف راقدة ع كتاباتها حولتهم من جنبها و واستها و غطتها : لو في حد كرهني في القراية انت
و جي اليوم التالي اللي كان يوافق يوم جمعة و تزين بزيارة بنات فتحية الاثنين و يا فرحة برنية بشاهين عاد ماهو عجبتها هدرزته و للامانة حتى هو عجباته : و الله اسالي حتى نجوى ديما نسال فيها عليك
برنية : سلمك نشاد يا ولدي الله يبارك فيك ،
شافت لرجاء : و انت وينه راجلك خيرا ما قعد تغذا هنا
رجاء : معزوم يا عمتي عند اصحابه اصلا احني في العادة الجمعة ما نطلعوا ديما في حوش عزوزي لكن اليوم لان معزوم جابنا هنا
برنية. : باهي يا حنه اهو من نصيبي نشوفك
و خذي شاهين عبدالخالق و طلعوا برا يكملوا في هدرزتهم و سبحان الله كيف متعلقين ببعض …
و الوقت هذا كانت افطيمة تحط عليها في الدعي : الله يبليها و يرزيني فيها من يومه الجمعة ما يغيب عليا شنو خطرها اليوم تعدي لاهلها كان هي مش لفعة
حنان كانت تبي تهديها : يا امي استهدي بالله مراة و بتزور اهلها زي انا مش جيتك و اليوم جمعة و حتى نبيلة ع جية
فنصت فيها : نوضي من احدايا و انت تقول واكلاته و شارباته مع خوك
يئست من اقناعها و اثرت تمشي للمطبخ عند مراة خوها حورية …
بس افطيمة مستمرة تكلم فيها : قولي لصبيتك سعاد اللي داراته لولدي اشرف ان شاء الله تلقاه لعنديت امس دار معايا نهار اسود
ما اهتمت و خشت ع حورية : وينه اشرف
حورية كانت تسقي في الغذي : طلع بالسيارة من الفجر البارح تعارك معاها ع نفس القصة
: ربي يهديها ماهي مبطلة لعنديت تدير اللي في راسها امي و نعرفها ..
حورية ما ردت لانها تخاف يوصل الكلام عزوزها
حنان بدت توتي معاها في السفر : وين البنات
حورية : وحدة تضم في الحوش و وحدة تنشر في الدبش
ابتسمت حنان : كلا افطيمة مولية عروسة ماشاء الله
حورية ردت الابتسامة : ايه و الله كم مرة وحدة تكلم فيا عليها بس عندي انا مازال صغيرة
تنهدت : ما عاد حد صغير كلها توا تعطي فيهن صغار
حورية : ان شاء الله خير …
و فاتت الايام بدون اي شي جديد
15/12/2011 لعند حطت بنا الرحال في يوم
اليوم هذا كانت عفاف عازمة ع العودة الى سبها
و بدي حديث الساعة ما مصير هناء لان عفاف في الفترة هذه كانت مقيمة في حوش اهلها هي و صغارها لهذا الكل كان مطمن عنها
و لانها اخر ليلة ليها في حوش اهلها كانت حزينة و قررت تفضفض مع هناء و منها تجس نبضها : شنو مازال يجيبني بعد عدوا امي و بويا يا هنيوه
ردت و هي قايمة حاجبها و مش عاجبها كلامها : و احني يا عفاف ؟ يعني خلاص اذا ماتت امي احني بطلنا خواتك و خوتك شنو الهبال هدا
ردت عفاف و الحزن مالي عيونها : خواتي متزوجات كلهن و كل وحدة في حوشها و مطمئنة عليها و خوتك زيهن كل واحد و حياته .. (شدت ايدين هناء ) انت يا هنيوة اللي بالي مشغول عليك و ان شاء الله ربي يبعث نصيبك و نتهنى عليك حتى انت
تعصبت منها : توا الكلام هذا وقته !
ردت عفاف و ناوية تقنعها : ايه وقته و اليوم اكثر من اي يوم ثاني نتمنى لو تسمعي مني و تولي سلفتي و تجيني غادي في سبها و اقسم بالله وليد ما في منه و عمتي مبروكة انت تعرفيها اكثر مني ماشاء الله عليها و الله و الله تعامل فيا زي المرحومة امي حتى صغاري ما يقعدوا كان عندها وقت نمشي للعمل .. فكري يا هناء وليد مش مسكر عليك فم ع ما عجبتيه و متمني غير يرضيك باي شي و حوشه كامل مكمل
تضايقت وقت حست ان هدا مصيرها و هالمرة مش ح تقدر تهرب منه مهما دارت ممكن الشي الوحيد حاليا اللي يخليها ترفض انها في فترة حداد ع المرحومة
و لانها معش تحملت كلام عفاف طلعت من الدار بس كان في انتظارها مواجهة ثانية
رفعية اشرت بايدها : تعالي يا هنيوة نبوك في كلمة
شافت خواتها كلهم مقعمزات في الصالة و معاهم كلثوم مرة بشير و واضح ان في حديث ساخن في انتظارها و مع انها ابدا مش جاهزة تسمع اي كلام بس ما باليد حيلة جت و توسطتهم في الجلوس و صار الكلام و كأن رصاص يخترق قلبها و بالذات وقت كان هجوم من عدة محاور
نيتهم خير اكيد بس القلب ما عاد يتحمل
بدت رفعية الكلام : اسمعي يا هنيوه عفاف خلاص بتروح غدوا و الا بعد غدوا وانت بنت و صغيرة و قاعدة في الحوش الكبير هدا ( غص صوتها بالعبرة) و الكلام هذا ما يصير منه ، بري معايا سلم وخيتي حوشي كبير و واسع و حتى تونسيني من بعد عطيت بنتي قعدت في الحوش غير مهبية بروحي و الله و الله نحطك غير في عيوني
و ما تنقصك عندي حاجة
هناء ساكتة و حاسة نار في قلبها
و تدخلت ام العز : لا يا رفعية لو بتمشي لحوش وحدة من البنات معناها تجي لحوشي انا اولى من اي حد، و ان كان ع البنات حتى انا عطيتهن و قاعدة بروحي، و حاجة ثانية بويا الله يرحمه ما موصي عليها حد اكثر ما وصى عليها راجلي سالم، و انتن عارفات ان ولدي مازن يعامل فيها كيف وخيته مش خالته تعيش معايا مرتاحة و ما تنقصها حاجة
و زادت الغصة في القلب ” قعدتي بينهم زي الكورة يا هناء “
و انتصار تراقب في صمت و كانت حاسة بمشاعر اختها و كيف ما تحس بيها و هي رباية ايديها
تكلمت كلثوم و هي معصبة : عيب عليكن يا رفعية و يا ام العز وين عقلكن يا بنات الصادق ؟ معقولة تبن هناء تسبب حوش بوها و عندها خوت زي الصقورة و تعدي تسكن عند النسيب هذا كلام يصير منه ، انا يوم اللي جيت عروسة لبشير كانت هنيوه عمرها سبع سنين و يشهد عليا ربي ما نعامل فيها كان كيف بناتي و اهو تقعد معاهن لين ربي ينزل مكتوبها و تمشي ع حالها
و اخيرا انتصار تدخلت و هي تفنص فيهم : خليهن يا كلثوم … خواتي ماني عارفة شنو جاهن
جت نادية في ايديها سفرة الشاهي و سمعت طرف حديثهم : لو بتعيش مع حد هناء اهو حوش خوها رضا اللي من يومها علاقتها بيه زي الاصحاب مرحبتين بيها الحوش حوشها
بس كلثوم حبت تنبهها لشيء : نادية انا ما عندي نية شينة بس انت مازال صغيرة و صغارك صغار لكن انا عندي تتونس بالبنات
هناء بلهجة تهكمية : توا كملتن كلامكن خلاص اسمعني زين انا هدا حوشي و حوش بويا اللي تربيت فيه و في صنة الغوالي و قاعذة طول الوقت نتخيل فيهم و نسمع حتى في صوتهم …. و ع شان تتريحن انا اصلا مقررة من قبل ما تكلمني ح نقعد في النهار في حوشي و بعد العشاء ح نبات مع بنات بشير و حوش الصادق عبدالغفور ح يقعد مفتوح ليكن في اي وقت تجنه زي قبل اذا حبيتن تجنه
و طلعت مش متحملة ضغط اكبر و من بعد خروجها انتصار ما خلت عليهم كلمة و عاركتهم كيف يكلموها بالطريقة هذه لعند سمع الصوت بشير و تدخل ع شان ينهي النقاش : مازال و الله اختي تطلع من حوشها انا و الله و الله لو هي بس ترضى ما تقعد كان في حوشي هي اللي تخش و احني نطلعوا لكن عارفها حوش بويا مش ح ترضى تسكره لهذا هي حرة طالما قالت تبي تقعد نهارها فيه و تنور حوشي بعد العشاء مرحبتين بيها و يوم تغير رايها و ترضى تقعد ديما عندي نحطها ع راسي من فوق الكلام منتهي سكروها السيرة هذه .
و من بعد كلامه هذا ما كان من الجميع الا الصمت … و احترموا رغبتها ..
و جي اليوم اللي روحت فيه عفاف من حوش اهلها و كأن العزي تجدد يومها ياما بكت هناء اللي فضي عليها الحوش لكن سلم وخياتها وحدة تروح و وحدة تبات بالذات رفعية استقرت رسمي معاها في الحوش و قررت البقاء لعند المرحومة يمر عليها اربعين يوم
و من جهة ثانية بدت الامتحانات الخاصة بالسمستر الاستثنائي في مدرسة المهدي
و صارت فرصة لاقترابهم من بعض
لان طول وقت دراستهم و مراجعتهم جميع
و زاد تعلقهم ببعض اكثر و عادة البنت في مثل هكذا ظروف هي اللي تتعلق بشكل اكبر ، و وصلت هنا ريحان لمرحلة عدم تقبل الحياة بدونه ، و العالم الله نتيجة هذا التعلق كيف ح تكون ؟
و رويدا رويدا شارف هدا العالم الطويل ع الليبين كلهم مش بس ع شخصيات الرواية ع الانتهاء العام اللي شهد ع امتحانات قوية في اللي تجاوزها و في اللي مازال عايش ع اثرها كل حسب قوة قلبه و ايمانه
و خلال اخر ايام ديسمبر وصل حمزة لحوش اهله و معاه هالة و من حسن حظه كانت هي دونا عن غيرها في استقباله
فتحت الباب رجاء : مرحبتين
وسلم عليها بالاحضان
استغربت لهفته : حبيبي كيف حالك
ابتعد عنها حمزة و سلمت هالة عادي : كيف حالك رجاء
: الحمدلله تفضلي
خشت هالة و حمزة قعد واقف جنب رجاء
هي دارت حركة بعيونها بمعنى شنو في
و هو ضحك : الحمدلله ح يجيني ولد .. (دمعوا عيونه ) ح يجيني عزو يا رجاء
و اذا هو تماسك و ما ذرف الدموع هي دموعها نزلوا و ضماته ليها بقوة : حبيبي ان شاء الله يجي ع خير يا رب و تفرح بيه ، بس حبيبي ما تسميه عزو لان هذا ولدك الاول حفيدنا الاول المفروض يتسمى ع الغالي
هو دقق النظر فيها و ما فهم في الاول بعدين استدرك الامر : سيدي
اشارت براسها بايجاب : ايه سميه خليفة
ضحك : ان شاء الله ، ادعيلي يا رجاء تكمل فرحتي
تمسكت بايده : خليك مؤمن و متمسك بصلاتك و دعاءك و باذن الله ح يجي اليوم اللي نشوفك فيه تجري وراءه لعنديت تدهش
ضحك وقت تخيل الموقف : يا رب
و قاطع كلامهم زغروطة من فتحية
تغير وجهه للون الاحمر : هذه امي
رجاء : خش حبيبي فرحها
و دخل حمزة للحوش
اما رجاء غمضت عيونها و أسرت بدعوات لله عز و جل ان يكمل فرحة حمزة هالمرة ….
و ليلا بعد روح بيها ايمن لاحظ انها سارحة
: رجاء خيرك من عنديت روحتي من حوش اهلك و ملاحظ انك كيف اللي سرحانة
اتكت جنبه : حمزة خويا اليوم عرف ان جاية ولد … (انخنق صوتها ) قالي ح يسميه عزو
و كيف صار في ايمن وقت عرف رشف انفه بقوة في محاولة لسد الطريق ع الدموع : الله يرحمه ولدي
رجاء شافت فوق : انا قلتله لا سميه خليفة ع المرحوم سيدي مهما كان يقعد الحفيد الاول
ايمن : عندك حق … هذا الصح اصلا
و حاول ايمن يلفت انتباهها لشيء ثاني ع شان تطلع من الحالة اللي كانت فيها : اي شنو المهدي اليوم ما شفته وقت روحت بيك و لا وقت وصلتك
ردت رجاء : امتحانات حتى معايا ما هدرز
ايمن : ان شاء الله بالنجاح ، سبحان الله ع الوقت تقول امس من وين جانا الراجل و عرفنا انهم ح يفتحوا مدرسة هنا في مصراتة
ابتسمت رجاء : ايه و الله ، الحمدلله بفضل الله و من بعده انت حبيبي كمل قراية و شاطر ديما معدله ممتاز
: انا اي حاجة تفرحك و تفرحه مستعد نديرها
و بالكلام ع الشريك وقت يشاركك كل شي تملك الدنيا بس وقت يخليك بعيد ع قرارات مهمة يكون الامر مؤلم جدا
كانت نظرته مش حلوة بكل : كيف يعني انت تبي تخشي بيني و بين اختي و الا كيف
هالة اهني ندمت و دموعها ينزلوا : مش هكي يا حمزة لكن قصدي يا ريت قلتلي. معقولة الولد ولدي و حتى بالكذب ما تهدرز معايا ع اسمه زي ما درت وقت كنت حامل ببنتي سميتها فتحية بدون ما نعرف
ضرب ايده في الحيط : ليش ليش ؟ وقت نفرح ضروري من حد ينكد ليش ؟
خذي مفاتيح سيارته و طلع
هو كل ما تجي سيرة بنته اللي ماتت يفقد صوابه تماما
و يبدو ان هالة لعند الان ما عرفت كيف تتعامل معاه
____________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️
و دخل عام 2012 السنة هذه كانت سنة خير بداية من الامطار القوية اللي شهدتها البلاد بحلول يناير
و الناس بحال مختلف فهذا حوش الصادق عبدالغفور اليوم بناته ملتمات لان امهم خلاص فات ع موتها اربعين يوم
و من بعد المغرب حتى رفعية روحت لحوشها و صار لزام ع هناء تعيش الروتين المكتوب عليها الله غالب هذا نصيبها، لكن سعدودها الانسانة اللي تكون قريبة من الله ما عاد تحتاج لبشر و لا لمواساة حد و تاخذ قوتها من السجود و من دعواتها لله و من تسبيحها و ذكر الله اللي مش مفارق لسانها
و برضوا سعدودها اللي عندها مرة اخ مثل كلثوم
اول ليلة باتتها هناء عندهم حضرت عشاء خاص ما غاب عنه شي ع شانها من وجبة اساسية و مقبلات و بناتها كانوا قريب يقيموها فوق روسهم و كذلك الاولاد و بشير بروحه و في قولة كولي يا هنيوه و بالك تبي هذه يا هنيوه ، طريقتهم في التعامل معاها خلتها غصبا عنها تتأقلم و هي صاحبة الشخصية القوية، و هي اللي كانت دوما زي المرحوم بوها تلم العيلة مش ح تجي توا و تحملهم فوق طاقتهم لهذا بدت تتاقلم مع حياتها …
________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️
و من بعد عطلة السمستر اللي كانت قصيرة لان الوضع اللي كانوا فيه استثنائي من بعد توقف الدراسة العام الماضي
بدت ريحان تفقد سيطرتها ع تحفظها و من اول ما تلاقت معاه و باندفاع كبير قالت : و الله ليك وحشة كبيرة واجد يا مهدي
و قداش فرح المهدي كان مكتفي غير سمع منها تعبير صريح باهمية وجوده في حياتها، و عرف انها تعلقت بيه اكثر و صارت عفوية معاه اكثر من قبل : تتكلمي حق يا حونة
و في اللحظة هذه تداركت معنى كلامها : احم ايه يعني قصدي
بدي يضحك : خلاص خلاص فهمت عليك
في اللحظة هذه كان دخول الاستاذ سليمان عليهم برفقة الاستاذ رافع و الابلة صفاء و بدو في شرح التطورات اللي ح تشهدها السنة هذه و كان أهمها شي فرح المهدي او هكي ظن وقتها : اول شي لازم تعرفوا ان السمستر هدا ح يكون مضغوط واجد اما الخبر الكويس هو ان خلاص صار عندنا اثنين باصات حديثات و وفرنا اثنين سواقين كل واحد ح يستلم خط معين و ينقل الطلبة اللي في الخط هدا معاه مع العلم ان حتى بعض الابلات ح يركبوا معاكم
المهدي بفرحة : ان شاء الله الابلة صفاء معاي
بس صفاء كانت ساكتة و ما شاركت الكلام
لعند رد الاستاذ رافع : لا يامهدي الابلة صفاء سكنها بعيد واجد عنك ح تكون في باص و انت في واحد ثاني … توا تزيد تشرحلكم هي بنفسها
طلعوا كل من الاستاذ سليمان و رافع
و مازال ابلة صفاء شاردة الذهن
لعند المهدي معش تحمل استاذن من ريحان و مشي ناحيتها : ابلتي خيرك
كانت تتكلم و نبرة اليأس مسيطرة عليها : انا كبرت هلبة يا مهدي تخيل عمري ثلاثين سنة سنين العمر يجروا بيا و ما حسيت عليهم
المهدي كان في قمة استغرابه من طريقتها في الكلام : خيرك ابلتي مازال في عز شبابك
ضحكت : وين الشباب يا مهدي صاحباتي اللي قرو معاي كلهم بصغارهم
المهدي بنبرة واثقة : تعرفي يا ابلتي عندي احساس قوي ان ربي سبحانه و تعالى ح يعوضك هكي من داخل وقت اللي نفكر فيك ديما يجيني الاحساس هدا و الله مش مجاملة راهو
تأملت خير : نقولوا ان شاء الله يا ولدي ..
و تداركت الامر وقت تذكرت طلب الادارة منها : خلاص مهدي رد لمقعدك عندي كلام بنقوله
رد المهدي الكرسي الخاص بيه
و بدت الابلة صفاء تشرح في اللي ح يصير معاهم : اسمعوني كويس السنة هذه عندنا تغيرات كبيرة في المدرسة
المهدي: اهم شي حصلنا المواصلات
صفاء قررت تصارحهم باهم شي : اكيد بس في شي ثاني يا مهدي و هو اني انا مش ح نقريكم في ولا مادة السنة هذه
و الكل حزن و بدي في التذمر
المهدي : لا والله ما يحلموا بيها
سندس تعارك بايديها : احني اللي بيجينا نطفشوه المهم انت تقعدي معانا
شيماء تبكي : لا يا ابلة احني من يومنا تعودنا عليك
ريحان : ابلتي انت اقرب ابلة لينا كيف تسيبينا ؟
نوح : فعلا هذا امر لا يطاق
ما احلاه الشعور هذا وقت يكون في علاقة روحية بين المعلم و طلبته تاثرت هلبة و كان هدا يكفيها محبتهم ليها تغنيها عن اي شي بس لمصلحتهم لازم تحط مشاعرها ع جنب : اسمعوني كويس السنة هذه جونا مجموعة طلبة جدد و كلهم يبو تاسيس (ابتسمت ) يعني زيكم انتم زمان اول ما جيتوا ع شان هكي انا اللي ح نستلمهم اما انتم ماشاء الله عليكم الحمدلله خلاص تطمنت عليكم لغة برايل كلكم اتقنتوها و السنة هذه مرحلة جديدة ح تخشوا الاعدادي يعني في عندكم التزامات و تحديات جديدة لهذا كان لازم من اساتذة جدد و لازم تعرفوا ان علاقتي بيكم مستحيل تنتهي حتى وقت تولوا شيابين لان علاقتي بيكم زي علاقة الام و صغارها مستحيل تنتهي و من توا نقوللكم اي مشكلة تواجهكم انا قاعدة و نساعدكم فيها و اي شي تبوه بابي ديما مفتوح ليكم
و كان قلبها حاس بدموعهم لان دموعها سبقتهم و عيون القلب ياما تشوف و ياما تحس حتى باللي المبصرين يعجزوا يشوفوه …
و مع نهاية الدوام نادى عليهم الاستاذ سليمان ع شان يتعرفوا ع السواقين و وقتها ما حد فيهم توقع ان احدهم سيكون بلسما شافيا و الاخر … فلنتركه لقادم الاحداث …
الحاج سليمان بدي يسمي في اللي ح يكونوا برفقة السواق الاول : هذا خوكم صلاح و ح تركبي معاه انت يا ابلة صفاء و معاك نوح و هند و… (لعند كمل القايمة )
و من بعدها كمل : اما الباص الثاني فالسواق ح يكون خوكم عصام و ح تركب معاه انت يا مهدي و سندس و ريحان و شيماء ..
رد المهدي : حاضر يا استاذ
و توجهت صفاء الى الباص الاول اللي فيه صلاح
صفاء تمشي للحافلة و كم كانت جميلة و انيقة و هي من النوع اللي مهتمة بنفسها جدا ، الشخص اللي يشوفها لاول مرة يجزم انها مبصرة من كثر ما خطواتها واثقة
و صلاح كان يتامل فيها كيف تمشي و واثقة من نفسها شك في الامر
بس وقت تحسست الباب تاكد انها ما تشوف : السلام عليكم
رد هو و باقي الطلبة اللي راكبين معاه : و عليكم السلام
هي لفت : ركبتوا كلكم حبايبي
و كان الرد باصوات متفاوتة : ايه يا ابلة ركبنا
ابتسمت : الحمدلله
و استمرت تشوف للامام غير حاسة نهائي بانها لفتت انتباه صلاح لان حاليا شاغلها موضوع اهم
صلاح اللي كان ساكت طول الطريق و يفكر في شي معين و اغلب وقته سرحان او هكي حست صفاء وقتها
اما في الباص الثاني
بمجرد ما ركبوا
تكلم عصام بنبرة مريحة جدا و ملفتة كان جدا قريب للقلب : باذن الله ح نكون زي خوكم باهي و اي شي تبوه قولولي حتى المسجل ما عندي مشكلة نفتحه راهو
المهدي : ماشاء الله ربي يحفظك
المهدي بطبعه الجريء و الاجتماعي ما تردد لحظة يتعرف عليه : انت مواليد الكم يا عصام ؟
رد عصام : الثمانين يا غالي
المهدي : ان شاء الله بطول عمرك ، اممم … قولي متزوج انت و الا اعزب ؟
و رد بنبرة عادية ما كأن الامر مأثر فيه : انا لا هذه و لا هذه لاني معلق
استغرب كلامه و زاد فضوله ناحيته : و كيف جت هذه ؟
رد بعد تنهيدة : تزوجت اخت مرة خويا و عندي منها حتى ولد و توا حامل
المهدي لعند راسه داخ : اماله كيف تقول معلق ؟ اهو ماشاء الله عندك ولد و الثاني في الطريق
عصام بملل : ماهو الله غالب اللي يطيح طيحتي يكون هدا حاله المراة اللي عندي تقعد شهر و تعدي تحرج يا راجل مرات حتى شهر ما تقعده
كانت نيته طيبة لحظتها : بس لازم تحاول تصلح لان عندكم ولد و الثاني في الطريق ما يجي الكلام هذا يا غالي
رد عصام : ان شاء الله
و استمروا في الهدرزة لعند وصل كل واحد منهم في حوشه
و بالكلام ع الحوش
نجوى كانت في الوقت هذا مهتمة بالحديقة الخاصة بيها و تسقي في الورد زي عادتها لعند سمعت طقة المفتاح ، ابتسمت و تعلقوا عيونها بالباب
: يا القلب ..
قدمت منه مبتسمة و عيونها ع الاوراق اللي في ايده : ما اسمحها وقت نسمعها منك يا شاهين الكلمة هذه نحس فيها ليا انا بس ما في راجل يقول فيها لمراته
قام حاجبه : ما احلاه و يقولها غيري اصلا انا حياتي معاك كلها خاصة بكل تفاصيلها يا القلب و يا الحب مازال تبي
ضحكت : نبي سلامتك يا عيوني يالله ع شان نحط الغذي
شاهين لف ايده عليها : حاضر بس انا راهو زعلان منك واجد ع قولتك
هي ملامحها تغيروا : خير ان شاء الله
شاهين اشر ع الورد : توا بالله عليك طالعة في لبستك الخفيفة هادي و قاعدة تسقي في الورد و الدنيا سم صقع و بعدين هو مش في حاجة ساده المطر الايام هذه خيرات
نجوى : ماهو انا نحب نسقيه بروحي عارفة ان مش عطشان بس الله غالب تعودت
شاهين دفها قدامها حول كبوطه و حطه ع اكتافها : غير خشي بس و الله انا لابس كبوط و صقعان كيف انت اللي طالعة في قفطان خفيف
ضحكت : صدقني مش صقعانة
باسها : و حق ربي مثلجة
جلسوا الاثنين في الصالون و حط قدامها الاوراق : يا القلب
وجهها احمر خجلا
و هو ضحك : مش عارف علاش مازال تتحشمي مني المهم عندي ليك خبر
هي كانت ح تسبقه و تتوقع ان مفكر يحاولوا مرة ثانية بس رجع العقل يشتغل و ينبه وقت تذكرت اخر مرة شنو صار و اثرت الصمت
لعند هو تكلم : عندي حاجة سمحة واجد (غمز بعينه ) شفتي كيف نتكلم زيك المهم ليا فترة مفكر في شي و طبعا صعب نديره طول بدون تخطيط لان نظام خدمتي زي ما انت عارفة يبيني ديما واقف عليه و بعد تفكير استقريت ع شهر اربعة
هي مش فاهمة : شنو اللي في شهر اربعة
شاهين : عمرة يا القلب ليا و ليك نبي نزور بيت الله معاك نبي ندعي لربي و نشكره ع نعمته الكبيرة اللي عطاهالي بوجودك في حياتي و انت معاي في اطهر مكان ع الارض
و بدون تفكير حضناته: ربي يخليك ليا تعرف كم مرة تمنيتها
ابتسم : معقولة تتمني و ما تقوليلي المفروض قلتي
نجوى : ما كنت نبي نضغط عليك عارفة ديما مشغول
باس جبينها : ننشغل ع الدنيا كلها الا عن حاجة انت تبيها يا بال الحاجة هذه زيارة حبيب الله محمد صلى الله عليه و سلم لو تعرفي كيف قلبي متعلق بيها ليا فترة فكري كله في المشية هذه لعند بديت نحلم بيها
لمعوا عيونها حبا و شوقا : ان شاء الله يا غالي ، بس بنقولك يعني مرات عمتي خاطرها في المشي
شاهين يحب طيبة قلبها و يحب مراعاتها الاصول : سلمها يا ربي مرتي الطيبة بنت الاصول ، يا القلب امي مقررة تمشي في رمضان مع الحاج لهذا ح نمشي انا وياك بس و ح نقعدوا شهر كامل بعيد ع الدنيا كلها والا ما تبي تكوني معاي
ابتسمت و عيونها تلمع بحبه: كيف ما نبي نقعد معاك يا غالي و بالذات في بيت الله اكيد نبي
غمض عيونه براحة : عندي احساس ان بعد المشية هذه كل شي ح يكون احسن
ردت هي : يا رب
و اللي يطلب من الله و يكون عنده يقين بالاجابة باذنه تعالى ما يخيب رجاه و قد لا يستجيب الله بما طلبت تحديدا يعني لو طلبت النجاح في الدراسة قد تفشل و لكن ان ركزت ستجد انه سبحانه و تعالى اكرمك بشيء اخر …
صباح ثاني يوم في ساحة المدرسة …
المهدي سمع طقة كعب الابلة صفاء اللي يميزها من بين مية زيها
ابتسم : صباح الخير يا ابلتي كيف حالك
ابلة صفاء : صباح النور مهيدي و حالي الحمدلله ، حتى عندي شي نبي نستشيرك فيه لكن بعدين
المهدي حس من نبرة صوتها ان هي فرحانة : باهي مع انك خليتيني نفكر من توا ، المهم شنو جو السواق الجديد معاكم كلا سواقنا احني فرهودي و جوه سمح مولع المسجل و الله الطريق ما حسينا بيها
ردت صفاء و هي مش مركزة : و الله يا مهيدي تعرف اني لدرجة شكيت ان السيارة قاعدة تمشي بروحها معقولة واحد طول الطريق يقدر يسكت و ما يقول كلمة …لعند خلعني وقت قالي وانا نازلة ( قلداته) راك اطيحي يا ابلة راك اطيحي
المهدي يضحك و مش منتبه
لكن الابلة عواطف اللي سمعت كلامها كانت مصدومة و هي تشوف في صلاح قدامها : حيه عليك يا صفاء راهو سواقكم واقف وراكم
عيطت صفاء بصوت عالي و ضربت خذها : حيه عليا حيه يا حشمتي
و عدت تجري للمكتب متاعها و هي بتموت من الاحراج و تفكر كيف ح تروح معاه بعدين
اما هو بالامس لفتت انتباهه بثقتها و كيف تتحرك بحرية و مظهرها الخارجي الجذاب و اليوم اللهجة الطرابلسية خلاته مبهور بيها اكثر مع شوية استغراب اكيد
من بعد الدخول للفصول و تحديدا في الصف السابع اللي حاليا فيه المهدي و اصدقاءه كانت بداية يومهم بحصة العلوم مع ابلة جديدة كان اسمها نعيمة و كانت صغيرة السن في عمر 25 سنة
: اهلين بيكم طبعا انا اسمي نعيمة و ح نقريكم علوم .. و لازم تعرفوا ان بصارة ما فيش ضحك ما فيش
سندس همست : نفس ما فيش
ضحكت ريحان و المهدي
شيماء بينها و بين نفسها ” وينك يا ابلة صفاء “
و من بعد الحصة الاولى دخل الاستاذ فيصل و كان استاذ اللغة الانجليزية
سندس : برا توا عاد بيبدا النحل
المهدي بهمس : نحل شنو اسم الله ؟
ردت سندس : اززززززززز
ضحك
و الاستاذ لاحظهم : اس انت وياها شنو اللي يضحك خلونا نبدوا درس اليوم عن الضمائر و الافعال المساعدة زي شنو من يقول
المهدي : ازززز
الاستاذ باعجاب : ممتاز فعلا is هي احد اهم الافعال المساعدة
سندس دخلت راسها في الكتاب و تضحك
و من بعد كملت حصة الانجليزي و خروج استاذها من الفصل، دخل من بعده الاستاذ حميد و كان تخصصه جغرافيا
و بدي يتكلم ع الطقس و ع المنهج بصفة عامة و يحدد في طريقته كيف ح تكون طول السنة الدراسية
و وصلوا الطلبة لمرحلة ان غير يبوا يطلعوا حاسين بضغط غير عادي
رن الجرس
سندس بصوت مسموع : افراج
الاستاذ حميد : عيب يا بنت شنو افراج هذه كنت في حبس و الا شنو
المهدي : معتقل مش غير حبس
تغاضى الاستاذ عن الامر و طلع
و خلال الاستراحة اللي كان المهدي ينتظر قدومها بفارغ الصبر ع شان الابلة صفاء
ع طول مشالها وين ما تقعمز في العادة : ابلتي طمنيني من بدري و انا نفكر فيك
ابتسمت صفاء : جاني عريس يا مهدي زي ما قلت انت سبحان الله تذكر امس قلتلي ربي بيعوضك الحمدلله و اخيرا
ضحك و قعمز جنبها : باهي اعطيني معلومات اسمه عمره خدمته وين شافك او من دواله عليك
هي تحمست : هو في جارنا داير محل حلويات عمي ابراهيم و الراجل اللي خطبني هدا يخدم عنده. ( ‘و تغير الصوت لنبرة وحدة متحشمة و مترددة ) ماهو هو سوري
المهدي انصدم
و هي كملت في محاولة انها تحسن الامر : لكن راهو مش توا جاي ع حسب كلام جارنا من قبل الحرب في ليبيا و يبي يتزوج ليبية و حكاله عني عمي ابراهيم كل شي و هو. موافق بس
المهدي ما كان حاب يحطمها لهذا قرر يسمع منها لعند الاخير : بس شنو يا ابلتي
ردت بحزن : المشكلة ان لا اختي صابرين موافقة و لا حتى بوي و امي حسيتهم موافقين ساكتين صح بس اشبح كيف وانا يامهدي هذه فرصة و جتني ع شان نكون ام و نحقق حلمي اللي انت عارفه الامومة بس.
المهدي قعد محتار بين حلمها و رغبتها و بين الخوف من هكذا تجربة لان عنده شوية معلومات ع الليبية وقت تتزوج شخص اجنبي مش ح يكون عندها ابسط الحقوق بداية بالرقم الوطني
صفاء اتضايقت من صمته : علاش ساكت يا مهدي ؟
: مش عارف ربي يقدم اللي فيه الخير بس نصيحتي يا ابلتي ما تستعجلي و حكمي عقلك و ياريت يعني تصلي استخارة
عارفين وقت الواحد يكون في قرارة نفسه عارف ان الشيء اللي ناوي يديره غلط بس يصم اذانه ع اي صوت سلبي : انا فكرت يا مهدي و مقتنعة
حاول ينبهها : ابلتي انت لعنديت امس ما فيش منه الكلام هذا امتى فكرتي
وقفت صفاء : طول الليل نفكر مش ح نحرم روحي نكون ام بس لان مش ليبي ، المهم انا قلتلك انت الاول ادعيلي يا مهدي لان اليوم ح يجينا و نديروا المقابلة و نتمنى تكون انت ع الاقل معاي و تفهمني
و مشت الابلة صفاء و اتضايق المهدي و في داخله مش مرتاح للخطوبة هذه
وبعد دخولهم من فترة الاستراحة كان عندهم موعد مع نموذج جديد من المعلمين … النموذج اللي ما يعرفوا الطلبة خيره الا بعد سنين وقت يتخرجوا اكيد عرفتوه الاستاذ الصارم الشديد اللي قريب يجبر طلبته يحفظوا حتى ارقام الصفحات و ضروري يفهموا كل حاجة ليش جت و من وين و من حظ المهدي ان كان استاذ اللغة العربية اللي من الاصل ما عنده ليها قابلية و كان اسمه الاستاذ عدنان من الجيل الذهبي جيل الرعيل الاول
هو يشرح و سندس ايدها ع راسها و المهدي راسه داخ خلاص لكن اللي كان مستمتعين نوح و ريحان الاستاذ كان قمة في الذكاء و ما في معلومة تعدي من بين ايديه بشكل عادي ضروري يشرحها بالتفصيل الممل و طالما شرحها معناها مهمة في الامتحان
الاستاذ عدنان : و الان حطت بنا الرحال لنهاية حصتنا حفظكم الله و نلتقي غدا ان شاء الله
هو طلع و سندس : ان شاء الله ما عاد نسمعوا صوتك بعد اليوم هذا شنو
المهدي بملل : هذا بلاء ع بلاء و الله لا يطاق
نوح : حرام عليكم استاذ قمة في الذكاء و العطاء و الله لم افهم الدروس الا منه حفظه الله
سندس : وك عليا منك يا نوح اكيد بتحبه يتكلم زيك بالضبط ..
و بدي الجدال بينهم بين اللي مرحب بيه و بين اللي مستهجن اسلوبه
لعند كان موعدهم مع مادة التربية الاسلاميةو و استاذ ها الجديد اللي كان اسمه عبدالحفيظ وهو كبير السن و طيب القلب و نوعا ما ارتاحوا كلهم معاه و تنفسوا الصعداء من بعد حصة العربي …
في نهاية الدوام كان عندهم موعد مع تحدي من نوع اخر
بعد خروج استاذ التربية الاسلامية سكر وراه الباب و طلع
و اهني المنتج اللي توظف من جديد لاحظ الامر هدا اعتلت وجهه ملامحه حادة و غاضبة اتجه للفصل و فتحه بكل قوته
لعند الطلبة داخل انتفضوا و لانهم مكفوفين ما كانوا فاهمين شنو اللي صاير
وقتها سندس كانت فاتحة تيلفونها ع اغنية تبي المهدي يسمعها ع شان تبعثهاله ع النقال
: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ما هدا اتقوا الله لا يجوز قفل الباب و لا يجوز ان تسمعوا الاغاني
ردت سندس : و لا يجوز ان تخلعنا اسم الله من انت و خيرك خاش علينا تقول اللي بتذبحنا حيه علينا منو هذا
على صوته : اسكتي و اتقوا الله في انفسكم لانكم مش صغار في السن و اللي يصير هذا عيب و غلط في غلط
طلع من عندهم و مستمر يهزب
و لانهم غير معتادين ع حد يتدخل فيهم بالطريقة هذه
المهدي : هدا هو اللي اسمه ابوبكر و جي بدال عمي مفتاح يا حبيبي ع اساس يفرح فينا الاستاذ سليمان وقت جابه
نوح : و الله الا كلامه عيب شنو يحسابنا يقوللنا اتقوا الله
سندس : عندي انا و المهدي مش تكلم علينا انا نوريه والا يا مهدي
مهدي موافقها الراي : اكيد حتى انا يا سندس معاك و توا يبانله…
شيماء خافت : حيه عليكم شنو بتديروا
المهدي : غدوا ساهل
ريحان بصوت واطي : مهدي رد بالك
ابتسم و ما رد و هو يفكر في خطة لتطفيش الشخص هذا
دخلت و كلها فرح تشع فرح وجهها اول مرة ينطق سعادة بالشكل هذا لعند بوها تقطع قلبه عليها حس انها قبل ما عاشت سعادة
و من قال السعادة المفرطة و الامل تنقلب الى انهيار و يأس
12/04/2012
كانوا يتمشوا كل من ……..
: ………. عندي مقترح
ضحكت : قولي يا الناطق الرسمي……..
: يشرفني الشي هذا، خلينا…..
و تحدد اليوم اللي …..
كانت داخلة بحجابها الكامل حتى من القفازات حاطتهم
و قداش كان فرحان وقت ……
: الباين كلامي ما عجبك يا بنت …..
: لا … بس نتمنى كل شي يكون ……
و تحدد المنتصف من يوليو ع شان يكون موعد عقد………..
بينما في …….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)