رواية عيون القلب الفصل الخامس عشر 15 بقلم ماريا علي الخمسي
رواية عيون القلب الجزء الخامس عشر
رواية عيون القلب البارت الخامس عشر
رواية عيون القلب الحلقة الخامسة عشر
الحلم اللي امس حلمته .. اهو واقع واليوم لمسته
شنطة وعلم نقولوا طلته…و محاية و قلم بهندسته
شكرا ربي قلبي فرحته.. وصلت المهدي لمدرسته
(كلماتي )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
من تغير حالهم بعد الحوش القديم للحوش الحالي اللي بدخوله خرجت منه احدى اهم ركائزه .. رجاء … اليوم اكبر فرحة تدخل هالبيت و مش اي فرحة .. فرحة دنيًا و عمر و حياة
يوم 10/10 /2005
و اول يوم في المدرسة لاي طفل اكيد بيه رهبة و حماس فاكيد ح يكون مختلف و ليه رهبة اكبر عنده هو ..
كان يوم ولادة يعني شخص كان ميت و ناض حي ليلتها المهدي ما رقد
مش معروف ان الاطفال ليلة العيد لبستهم جنبهم لعند الصبح
هو كان هكي لبسته جنبه كاملة و الليل كله فايق
لعند سمع صوت منبه الساعة جنبه
وجي جالس طول ، و قبل حتى ما يبدا يستوعب هو وين و ليش فايق ع غير العادة بكري و بالذات و نومه كان متقطع
جاه صوت الحنينة وان كانت لا تبدي الكثير من ذلك لكن ما حد ينكر عاد حنية الام ع ابناءها بالذات في الاهتمام بتفاصيلهم اليومية : صباح الخير وليدي هيا خش الحمام (اكرمكم الله) و صلي صلاتك و تعالى افطر ، وقت عليك
كان صوته مش قادر يطلع من التوتر : به
و دار زي ما قالت الا الفطور ما قدر ياكل نهائي ع قد ما دارت فتحية اللي و اخيرا استسلمت و جت معاه لداره تساعده يلبس
هو كان يعرف يلبس لكن وقفت عليه ممكن يحتاج شي … كان واخد سروال جينز و تيشرت خفيفة و عليها زي الجاكيت جلد و لبس بوتيل اسود بخ عطره
ما كانوا مجرد ملابس راهو بالعكس كانوا قوة و ثقة و سلاح للمستقبل كانت شخصية جديدة و تنبنى من اللحظة هذه ح تاخذ منحى ثاني تماما
فتحية بعد خلاته بروحه ياخذ راحته في اللبس لاقاته و عيونها دموع اللي جي اليوم و شافاته طالب بشنطته ماشي للمدرسة: الله يبارك عليك يا مهيدي
و قبل ما يرد .. سمع صوت منبه سيارة ايمن طلع بسرعة
فتحية مسحت دموعها : ربي يوفقك يا ولدي و يفتحها في وجهك يا كبدي عليه كيف فرحان
حست بباقي اولادها فاقوا مشت ع شان تعطيهم فطورهم قبل الذهاب للمدرسة
اما في السيارة …
المهدي متمسك بشنطته بكل قوة : صباح الخير عمي ايمن
بابتسامة حلوة : صباح النور ولدي هاه شنو مستعد
المهدي حاس بمغص في بطنه من رهبة المكان اللي ح يمشيله اول مرة : ايه
و بدي ايمن يشجع فيه ع الدراسة و اول شي : راهو المدرسة بعيدة قريب نص ساعة يعني وسع بالك معايا
المهدي ارتاح نوعا ما لان يبي وقت يدخل المدرسة يكون اهدى : عادي
و سرح في عالمه الخاص و بدي يتخيل في المدرسة و اللي فيها و ما كان ابدا ييي ايمن يطلعه من الروحانيات هذه لهذا ما كان يشاركه في كلامه
ايمن مسترسل : و الله ما رقدت حتى هي و لعند طلعت و هي توصي عليك يا مهدي انت عارفها كيف تفكر فيك ديما
شافله لاحظ كيف سارح في دنيا غير الدنيا تنهد و دعاله بالخير ..
وقت وقفت السيارة حس بالقلب بيوقف خلاص
ايه يا مهدي هذا المكان اللي بيخليك اقوى و بيخليك ما تحس بالنقص هدا المكان اللي بيبنيك
و بدي المهدي يطبق في كلام معلمته الاولى رجاء
اول ما فتح باب السيارة بدي يلمس في كل شي ع شان يحفظ المدرسة شبر شبر و يبقى موضوع تنقله فيها ساهل و سلس
وقت هو مشغول باستكشاف المدرسة
ايمن شد كتفه : هيا معاي نمشوا نسلموا ع المدير يا مهدي الاستاذ سليمان
المهدي بعفوية بدي يلف حوالين نفسه يدور فيه : وينه اه قصدي باهي به
و مشي وراه
طق ايمن ع الباب : السلام عليكم
و جي الرد : و عليكم السلام …
ايمن دفع المهدي بخفة قدامه : سلم يا مهدي
و بطبيعة شخصية المهدي كان عفوي. لابعد حد و غير معتاد ع الرسمية في التعامل : اهلين اهلين يا حاج سليمان انا المهدي خليفة بن عمار
و رد الاستاذ سليمان بلطف : اهلين يا ولدي و يا مهدي ع فكرة حتى انا راهو كفيف زيك
بدي يضحك بشكل مبالغ فيه و هو فعلا عفوي و ما كان مصدق : الله … حيه يا ايمن شفت ؟ في ناس زيي انا ما يشوفوش و الله نحساب روحي غير انا
و برد اكثر لطفا من الاستاذ سليمان : ايه يا ولدي في ناس واجد زيك يا مهدي ما تشوف و اهو انا واحد منهم
و زادت ضحكته و فرحته : اقسم بالله ما نحساب روحي الا انا بس
الاستاذ سليمان كان فاهم عليه لان عايش ذات الوضع يوما ما: و مازال في داخل معاك زميلاتك حتى هما زيك ما يشوفوا
و قداش كانت سعادته كبيرة ان تكون في علاقة بينه و بين حد فيها عنصر التكافؤ.يعني ما يحس لا ينقص و لا يحس ان مثقل ع حد و لا يحس ان الاخر يفهمه كان ديما يحس ان في شي ناقص برغم ان علاقته بابناء عمه و ابناء خالته كانت من احسن ما يكون لكن كان ديما يحس ان مش كيف لو في حد زيه ح يكون الامر مختلف لهذا و من اول يوم حس ان المدرسة هذه ح تعطيه كل شي ناقصه
بعدها ايمن شاف استاذ ثاني اسمه رافع : سلم ع الاستاذ رافع
و سبحان الله المهدي بس وقت سمع صوته حس بخوف هلبة خوف الرهبة و الهيية: اهلين يا ابني يا مهدي
و اهني كان واضح جدا ان استاذ صارم و عادة المهدي مش معتاد ع شخص من النوع هذا في حياته بالذات وان حتى جمال كان حنون معاه عكس خوته : اه اهلين اهلين
حس عليه ايمن و ساعده ع شان يمشوا وراء المدير و اخيرا توجهوا بيه للفصل و بينما يمشي كان مركز ع كل شي
فجاة سمع صوت اماعين ضحك : الله في عندهم حتى مطبخ صح ؟
ايمن مبتسم بفرحته وذكاءه : ايه فيه مطبخ
و بدي سليمان الكلام : هذا عمك مفتاح منتج معانا في المدرسة
تقدم و حياهم : اهلين يا ولدي
و حس المهدي براحة اتجاه الراجل هذا: اهلين عمي مفتاح كيف حالك
رد مفتاح بنبرة فيها حنية الاب : الحمدلله يا ولدي
و بعدها كملوا للفصل مع بعض … وقتها خشت ابلة اسمها عواطف و كان لازم سليمان يعرفه عليها : هذه ابلة عواطف ادارية معانا
ابلة عواطف : اهلين يا مهدي و انستنا
المهدي بعفويته المعهودة : اهلين اهلين كيف حالك ؟
ردت عواطف : الحمدلله
و في اللحظة هذه طلعت ابلة من مكتب عواطف و يسمع صوت كعب جاي في اتجاهه
قلبه تعلق بهالصوت قبل ما يسمع صوتها : مهدي ؟
و قداش حس براحة وقت قالت اسمه : نعم
كان صوتها حنون فوق الوصف و ما كان فاهم سبب تعلقه بصاحبة هالصوت عكس اللي قبلها : انا معلمتك اللي ح تقريك اسمي صفاء
المهدي : ماشاء الله باهي به انت الي بتقريني
ردت : ايه انا اللي بنقريك
و اهني كان في عنده هاجس واحد و لازم يتاكد منه : هو انت تشوفي زيهم و الا زيي انا ؟
ايمن ضحك : اسكت يا ولد
و ردت صفاء بضحكة : ايه انا زيك يا مهدي ما نشوف
و يا فرحته بدي يضحك : الحمدلله
و ايمن مش قادر يسكته : عيب يا مهدي
و تدخلت صفاء : لا عادي خليه ياخذ راحته
و هو في سره ” انا حتى نموت عادي انا في مدرسة و نقرا و معاي ناس ما يشوفوش ، يا ربي قديش انت كريم الحمدلله )
و قريت صفاء و صافحاته.. وقت سلمت عليه بايدها نزلت عليه امنة و سلام و حس براحة غير عادية
و بعدها كلمت ايمن : اهلين استاذ ايمن
ايمن : اهلين بيك … هدا المهدي اللي قلتلك عليه
ابتسمت و خذت المهدي من ايديه : هيا يا مهدي للفصل
مشي معاها بدون اي تردد وقت وصلوا الفصل المهدي بصوت عالي : السلام عليكم كيف حالكم ؟
ما رد حد
ابلة صفاء بنبرة عتاب : سندس شيماء ردوا السلام عليه هدا زميلكم الجديد و اسمه المهدي
سندس بنبرة فيها تعجرف. : اهلين
شيماء (هادية و لا تعرف تتصرف و و كانت صغيرة عنهم في العمر )
و سكرت الباب وراها ع شان تبدا تحكي معاهم و تتعرف عليهم
جلست ع كرسيها و بدت بيه هو: ايه قولي يا مهدي احكيلي شنو تحب اكثر حاجة في حياتك هذه كلها
المهدي : انا نحب رجاء واجد
ضحكت : و من هذه رجاء
المهدي : هذه اختي و زي امي يا ابلة و نبي نقرا و نتعلم و نجيب الاول ع الفصل ع شان نفرحها لانها تحب القراية واجد و خسارة سيبتها
سندس بصوت عالي : احلم انا اللي نجيبه الاول و بيناتنا الايام يا مهدي
المهدي بعناد طق ع الطاولة : لا انا
سندس قلت حركته : لا انا
تدخلت صفاء لانهاء الجدال الحاصل بينهم : خلاص انت وياها قدامكم الوقت و ان شاء الله تجيبوا الاول الاثنين و بعدين انتم كبار راهو ارزنوا و اعقلوا
المهدي باستغراب : انت خيرك تتكلمي هكي مش عارف كيف
ضحكت : انا عشت نص حياتي في طرابلس هذا علاش نتكلم هكي
بلهفة و فضول و في صوت واحد هو و سندس : في طرابلس
شافوا لبعض بكبر و كل واحد منهم اشاح بنظره ع الثاني
وضحكت صفاء كيف قالوها مع بعض و ع حركتهم الاخيرة: ايه طرابلس و اول ما كملت قراية قلت ضروري نفتحوا فصول للناس المميزة اللي زيكم و زيي
سندس هدت شوية : مميزين
صفاء : ايه مميزين ربي ميزنا ع غيرنا
و تكلم المهدي كيف ما علماته رجاء : ربي ميرنا بدال ما نشوفًوا بعيونا نشوفًوا بقلبنا صح و الا يا ابلة
قداش كلامه اثر فيها : صح يا مهدي برافو عليك ، و انت يا شيماء شنو تبي من المدرسة هذه
: شي
و طاحوا الاثنين ضحك ، المهدي و سندس و الباين ح يكونوا عصابة و ضحيتهم الاولى شيماء
صفاء طقت ع الطاولة : عيب عليكم تضحكوا عليها
و بدت شيماء تبكي
سندس نفخت بتذمر : واك من كل حاجة تبكي مش هكي الحياة راهو لازم تكوني قوية
و صفاء حرفيا انذهلت بالاطفال اللي ح تقريهم الباين سابقين سنهم بوين : سندس انت عمرك فايت الثمانية عيب راهو و انت يا مهدي عاد راجل ماشاء الله
كان المهدي مجرد ما صفاء تقول اسكتوا يسكت كلا سندس تسكت شوية و ترجع تتكلم من جديد
و هكذا فاتت ساعات دوام اول يوم … جو جديد و بيئة جديدة و ناس مختلفة و يعلم الله فقط كيف ح يكون تأثيرها ع المهدي !
المهدي اللي اول ما جي ايمن طلعله يجري ركب جنبه و طول الطريق يحكي في قصص صار هكي و هكي صار و قالو وقلنا
كان ايمن بيطير من فرحته بيه و اخيرا شافه منطلق و عايش زي انداده : عهد عليا هالمرة مهما صار قرايتك تكملها يا مهدي
و هو رد باصرار اكبر : ايه بنكلمها اماله شنو المدرسة سمحة واجد
درس ايمن قدام حوشه و ما ان نزل المهدي سمع خطوات الحاجة افطيمة : مرحبتين مرحبتين مهيدي مشيت المدرسة
المهدي : ايه .. كيف حالك حنتي افطيمة … اليوم جاني عمي ايمن رفعني المدرسة و توا روحت معاه
: ايه كسري (كلمة تنقال بمعنى حقا ) ؟ باهي يا حنه باهي صار هو اللي رفعك و هو اللي جابك
المهدي : ماهو ديما هو اللي يرفع فيا و يجيب و حتى هذاك اليوم هو اللي خذاني السوق. شريت حاجات واجد
ايمن قرصه من وذنه يبيه يسكت
و فهم المهدي متاخر ان تجاوز خطوطه الحمراء مع افطيمة سيبهم و خش لرجاء جري اللي كانت ما مخلية ما مدايرة ع الغذي
و بعد قدر ايمن يطيب خاطر امه و طريقته طبعا يسمع منها و يقول حاضر عزمها تتغدا معاهم و هي رفضت، خلاص تعود ع كلامها خش الحوش و يسمع في المهدي كيف يحكي في كل شي و تفاصيل ع المدرسة و تسال فيه ع كل شي
المهدي كان يحب يهدرز معاها هي بالذات لان يحسها تسمع مش مسايرة و انما باهتمام و كانت تبي تعرف في شنو يفكر و كيف يتخيل في الاشياء
لعند قال : و ابلة صفاء يا رجاء سمحة واجد اهو اسالي عنها حتى عمي ايمن مش سمحة واجد يا عمي ايمن ماهو تعرفه و سلمت عليه
و شاف ايمن نظرة من رجاء ما في راجل يكرهها : صح
ضحك لعند احمر وجهه و نزل راسه و استمر ياكل
و كمل المهدي : و تصدقي انها زينا ما تشوف و كانت في طرابلس
و رجاء مازال تشوف لايمن اللي اشر ع المهدي يبيها تجاوبه : الباين صح سمحة الابلة صفاء اللي خذت عقلك من اول يوم
رد : و الله سمحة و اهو اسالي عمي ايمن
ايمن : خيرك يا مهدي اليوم تبي قرصة ثانية
تفكر قرصته يحساب افطيمة جت و ما حس عليها : حيه عليا قصدك حنتي افطيمة هنا
و ضحكوا كلهم حتى رجاء ع عفويته و كلامه
مع اذان العصر روح المهدي مع ايمن و رجاء
ركبوا السيارة و هو شاف اشرف واقف ع جهة يدخن و سارح : نخليكم شوية نشوف اشرف و نجي
رجاء : عادي خوذ راحتك
نزل لعنده : السلام عليكم
رمي من ايده السبسي : و عليكم السلام .. وين طالع اماله؟
شاف وراه : ايه موصل المهدي .. اليوم اول يوم ليه في المدرسة
قداش فرحله : الحمدلله اللي ربي فرج عليه
شافله بشك : انت خيرك مش ع بعضك نحسابك في الجنوب اليوم (لان يسوق ع سيارة كبيرة ع خط الجنوب )
: ما صارش … هدا اللي خلاني نتنكد
ايمن : فيها خيرة يا راجل وين تعرف لو مشيت شنو صار ! باهي اطلع مع جماعتك
اشرف : تعرف كيف احسن شي نمشي عند حنان اختك نهدرز عندها
حط ايده ع كتفه : ايه احسن ما تدير و توا نستاذن و تبي شي كلمني
ابتسم مجاملة : مشكور
و رجع ايمن السيارة و انطلقوا لحوش خليفة بن عمار بس قبلها وقف ع محل
رجاء : خيرك وقفت هنا
ايمن : شوية بس
نزل ايمن لمحل حلويات و جاب حلويات مشكلة حطهم عند المهدي : هدا حلوان مشية المدرسة يا مهدي عطيه لاهلك
و كيف بس بتصرفات بسيطة و مش مطلوبة يديرهم و ياخذ العقل و القلب …
ايمن بنظرة سريعة لعيونها اللي يبانوا من تحت الخمار : خيرك
قامت اكتافها : شي
و مع انها ما صرحت لكن احساسه ان في شي حاول يركز في الطريق لعند وصلوا و كيف ح يكلم المهدي بس وينه ؟
كان يجري ناحية باب الحوش و في ايده الحلو اللي جابه ايمن و ينادي : امي .. غادة .. سارة وينكم ؟
قامت خمارها : تقول عطوني مية شهادة اليوم ربي ما يحرمني منك
ايمن ع طول عنده احساس انها مازال تلوم فيه ع دراستها : انزلي سلمي ما نبي نطولوا ع الصغار واجد
نزلت : حتى انا و الله لولا مراة خوك شدت فيهم ما كنت خليتهم
هي خشت و حمزة مجرد شاف سيارة ايمن اسرع ليه بحثا عن شخص واحد : كيف الحال
ايمن : الحمدلله
شاف وراه رجاء كيف خشت بروحها و رجع للسيارة فاضية : وين عبدالمعز؟
ضحك ايمن : اليوم شدوه مني صغار عمه و لاني جاي ع السريع خليته معاهم
تضايق حمزة : اه .. باهي انزل
ايمن : لا و الله مستعجل
و رجاء بعد سلمت ع اهلها خلت المهدي مستلم المايك و يحكي ع يومه في المدرسة رجعت هدرزت مع حمزة خمسة دقايق و سالت ع عبدالخالق و الجواب ان طالع بس وقتها كان ع الدراجة ماشي يجيب الناقص من الدكان القريب عليهم
و في طريق العودة لحوشهم
رجاء شبكت ايديها في بعض : ايه مش ح تدوي ع ابلة صفاء
ضحك ايمن : عندك علم هذه اول مرة نحس انك تغاري عليا من حد
اتضايقت من ضحكته : فرحان يعني ؟
ايمن حط النظارة : ليش الكذب و الله فرحت واجد بس اللي في عقلك حوليه يا رجاء لاني في حياتي كلها ما شفت لبنت قبلك بنشوف توا وانت عميتي عيوني ع كل الناس
تنهدت و رجعت للنقطة الاهم: مش عارفة كيف نشكرك بس
ايمن : كوني فرحانة هدا اللي نبيه
و مروا خذوا بعض النواقص لحوشهم و روحوا
هي خشت لحوش عيالها ع شان تاخذ الصغار
و استلمت عاد موشح كل جية : حوش معمور و مولاته تدور
ما ردت : هيا ماما نروحوا
ملاك بنت سليمان و حورية : خليهم يا مراة عمي يقعدوا معانا بالذات عزو
تذكرت سوال حمزة عليه : مرة ثانية
ردت افطيمة من دارها : ايه دوري من مكان لمكان و خليه باهي
حورية : الله غالب
تنهدت رجاء : عادي .. هيا انا بنعدي حوشي و خطرها دايرة خبيزات ابعثي ملاك تاخذهم لان الصغار مرات يعدوا مع بوهم
حورية : صحيتي يا رجاء و اهو تعدي معاك من توا هي عقلها مع عبدالمعز
ملاك : ايه نعدي توا توا
و طلعوا ع اصوات كلام افطيمة لكن خلاص الكل تعود و ما يهتم بهكذا امور
من جهته اشرف كان يودع في اخته حنان عند الباب لعند بدون سابق انذار خشت بنت تجري : وك عليا هالكلب هذا يا خالتي حنان قريب اللي طيحني
و انصدمت باللي واقف قدامها
: وك عليا هدا من ؟
لفت و ردت من وين ما جت بس الكلب اكرمكم الله مازال في منتصف الطريق و ينبح
ردت تجري لحوش حنان دفتها و مرت من جنب اشرف و خشت للحوش
و معش قدر الا يضحك : هدا شنو ؟
حنان بين ضحكة و بين احراج من تصرفها : هذه حنان بنت صبيتي ربي يهديها شكلها مرة نابشته هالكلب (حاشاكم ) من وين ما تجينا و هو يزر فيها تخاف منه واجد
هو عيونه ع الباب : شنو اسمها ؟
استغربت سواله : عليش
اشرف : عادي سوال بس
حنان ما حطت في بالها شي لسبب معين : اسمها اسماء ..
: باهي انا نستاذن توا بالسلامة و الكلب (حاشاكم ) توا نتصرف معاه قوليلها بنت صبيتك
طلع و حط النظارات و شاف جهة الكلب حاشاكم و ضحك ابعده ع الحوش و روح … و عقله بين صورة و صورة حار و احتار دليله …
_________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️
اليوم التالي … بدايته من عند نفس الحوش اللي ح يكون شاهد ع قصص ياما قد تكون كل هذه الاحداث عبارة عن مقدمة صغيرة في طريق طويلة مليئة بالعثرات و الضحكات و الدمعات و الاهات و الانجازات والكثير الكثير…
اليوم عادهذا النفسية احسن من امس لهذا المهدي غير و فطر و طلع ينتظر الباص اللي تم الاتفاق معاه ع شان ياخده للمدرسة : السلام عليكم عمي جمعة كيف حالك
رد السواق : صباح النور الحمدلله يا ولدي
و انطلق الباص و كان سكت المهدي شي طول الطريق يهدرز مع السواق و ما ان حطت بيه الرحال في المدرسة
حتى عاد الكرة و صار يلتمس كل شي ع شان يحفظه سمع صوت مالوف صوت انسانة الباين ح تاخذ حيز كبير في حياته : مهدي صباح الخير
: صباح النور ابلة صفاء
صفاء : هيا للفصل
مشوا مع بعض و من اول ما خش الفصل و هو يهدرز مع سندس لعند الابلة خلاص نبهتهم اكثر من مرة لهذا سكتوا ..
و بدي المهدي في اول حصص رسمية في طريق العلم و التعلم
قالت الابلة صفاء : اليوم ح نبدوا في الجد خلاص … توا انت يا مهدي عمرك مناسب هلبة قريب 13 عام و حتى انت يا سندس عمرك تسعة سنين ، اما شيماء فعندك الوقت مازال صغيرة لان عمرك خمس سنين بس برضوا التعلم في الصغر كالنقش ع الحجر
و المهدي بذات النبرة : شنو هو الجد يا ابلة
و صفاء كانت فاهمة ان هذا متوقع من اطفال ما قرو من قبل : اليوم ح نتعلموا نقروا
المهدي من طول عمره يحب يبان ان يعرف كل شي : هاتي الكتاب و انا نقرا بس المشكلة اني ما نشوفش
ابلة صفاء قعمزت ع الكرسي : و لانك ما تشوفش يا مهدي انت و سندس و شيماء ح تقروا بلغة خاصة اسمها لغةٍ برايل و هذه اللي ح نعلمهالكم انا
و بسؤال بديهي : شنو هي الطريقة هذه
كررت. : طريقة برايل
و المهدي : طريقة برايل شنو تطلع هذه
بدت صفاء تشرح : الطريقة هذه خاصة بالناس اللي زينا ما تشوف اخترعها شخص اسمه لويس برايل
سندس و المهدي مع بعض : شنو كيف
بدت تشرح : هي عبارة عن نقاط بارزة و انتم تلتمسوها لمس و كل مجموعة نقاط تشكل حرف و انتم ح تكتبوا بيها و تقروا بيها
و كان الموضوع غامض و صعب .. : توا انا ح نقدر نقرا بيها
: ح تقدر يا مهدي تقرا كل شي حتى المصحف ان شاء الله
قداش اثر فيه الكلام لان ياما كانت عنده الرغبة هذه : الله
ابتسمت : ايه
جت جنبه و حطت قدامه قطعة حديد
كان حاس برهبة : شنو هذا
الابلة : هذه اسمها الصفيحة
المهدي و كله استغراب : و شنو تطلع الصفيحة هذه؟
صفاء : هذه اللي فيها الحروف يا مهدي
شدت صفاء ايده و حطتها ع مكان معين و ما كانت مسكتها عادية ابدا هي و كأنها تقول ح نحطك في طريق مختلف يا مهدي تمسك بايدي اسع كلامي و باذن الله ح ينولد مهدي خليفة بن عمار جديد و رغم قوة شخصية المهدي من صغره لكن كان معاها مختلف مسلم و مستسلم
المهدي : هذه شنو ؟ النقطة هذه شنو يا ابلة؟
صفاء يشرح بسيط و سلس : هذا حرف الف .. حرف الالف نقطة وحدة .. ضروري. تحفظ شكله و من وين يتكون من نقطة يعني اولى يعني تقول الف اولى
و اهني المهدي تحدى نفسه و كانت عزيمته لا توصف و قال في نفسه ضروري نتعلمها باسرع وقت و قال انا نقدر نحفظ بسرعة ليش ما نحفظها اكيد نقدر لان هي السبيل الوحيد للوصول لكل احلامه
طق الباب و دخل الاستاذ سليمان : السلام عليكم
: و عليكم السلام
وزع عليهم شوكلاتة مايسترو وقتها كيف طالعة
و ياه ع فرحتهم وقتها
و حب يحفزهم: كل ما تقول الابلة صفاء انكم قريتوا كويس ح نجيبلكم الشوكلاتة هذه
و كلهم زاد الدافع عندهم للتعلم بعد كلام الحاج سليمان : حاضر يا استاذ باذن الله ح نقعدوا عاقلين
ًً
و يا ودي اللي يشوف الاتفاق لللي بين سندس و المهدي ما يصدق هالكلام ابدا الباين ح يكون الفصل فيه من المشاغبة الكثير
في طرابلس …
كانت تسقي في الزرع اللي في جنان الحوش و سرحانة … تغني ..
: شوف الزهور و تعلم … عن العشاق تقدر تتكلم
دخل ع امه : السلام عليكم
بية : و عليكم السلام مرحبتين كيف حالك اليوم يا شاهين
شاف الغاز : الحمدلله شنو دايرة الغالية اليوم
قعمزت ع الكرسي : و الله ما حطيته ع نار هذه نجوى الله يرحم والديها و الله يا ولدي ع قد ما ندعيلك و ندعيلها نقعد مقصرة ما هي مخليتني نمس حاجة كل يوم نقول نسبقها نلقاها من الصبح جاية تضم و تنكت و كان صابون تغسله و كان غذي تحطه حتى من فطوري انا وبوك هي اللي تحطه …
قداش غمراته السعادة وقت سمع كلامها و قداش يحس بالذنب اتجاهها : هي هكي تحب و تقولي و الله ما نقدر نقعد عليهم اهلك و امك و بوك كيف امي و بوي
ابتسمت بوجع و هي نفسها تبي تتجاوز الموضوع لهذا تتكلم معاه عادي بس زي اي ام مش حابة تيأس : عارفة …يا ولدي بالك تجربوا في مكان ثاني و ربي يعمر عليكم
وجهه تغير فجاة : ان شاء الله .. يا امي تبي شي انت ؟
عرفت ان تضايق من كلامها : سلامتك يا ولدي
باس ع راسها و طلع و موضوع الصغار اللي مأرق حياتهم في باله، بين نارين مرات يقول نطلقها تشوف حياتها و ما نكون اناني و وقت اللي يتذكر تهديدها يخاف عليها و مرات يلوم نفسه يقول انت تتحجج لانك مش قادر تفارقها ربي الواحد العالم باللي صاير فيه وقتها فتح الباب الرئسي و هي ما انتبهت عليه مشغولة بالوردات
ما ان سمعها و شافها حتى نسي الشي اللي كان زاعجه اتكى ع الباب و استمر يشوفلها بكل حب
: نفكر نقلعه و نرميه الورد هدا بالك تلهي بيا شوية
هي تفاجئت حطت من ايدها سطل الميا و جرت لعنده و بكل عفوية ضماته : استاحشتك واجد يا شاهين ليش طولت اليوم ع اساس قاعد هنا في طرابلس
لو يقدر يحطها داخل وسط قلبه ما كان ابدا تاخر لان قبل يشوفها كان يعشق البنت المصراتية و اليوم صارت هي اختصار لكل نساء العالم في عيونه
بدت تلمس في وجهه بخوف: خيرك ساكت ؟ فيك حاجة
ابتعد عنها و تامل عيونها : شنو رايك نمشوا لتونس
هي في الاول ما فهمت : ليش ؟ عندك خدمة فيها
هو بنفي : لا … بس قلت يعني نجربوا بالك نقدر ما نحرمك من الصغار
و بعد فهمت : شاهين
اشرلها تسكت : قلتلك نشوفًوا و يصير خير و نوعدك بعدها نسكر الموضوع نهائي
هالمرة هي اللي احتضناته : حاضر زي ما تبي انا ندير اي شي المهم انت تكون مرتاح لكن اوعدني قصة انك تفارقني تسكرها يا شاهين لاني و الله ما نكذب فراقك موت ليا
ضمها بقوة : ربي ما يحرمني منك يا نجوى … امتى تمشي لاهلك يعني تسلمي عليهم و هكي
نجوى : زي المرة الاولى انا ح نمشي عادي نهدرز و نروح لكن مسالة السفر و العلاج مش ح نقول عليها لحد يا شاهين
: كل ما تديري هكي تكبري في عيوني و نحس في روحي صغير يا بنت الناس
هي تمسكت باديه : حاشاك يا غالي … شنو رايك توا تخش تغير و انا نحط الغداء درت اليوم كسكسي بالحوت كيف ما علمتني عمتي و ان شاءالله يطلع سمح
باس ايدها : كل حاجة من ايدك سمحة يا عيوني ربي ما يحرمني منك و يقدرني نعطيك كل شي و ما نحرمك من حاجة
تجاهلت تلميحه و شدت ع ايده و مشت قدامه : هيا ما عاد عندي وقت واجد ع شان نحط الغذاء لاني جعانة واجد واجد
كان هو كالطفل في يدها
يحبها بقد خوفه عليها تتعذب بسببه
سال نفسه لو عرف اساس المشكلة قبل الزواج
هل ح يكون افضل ع شان يرفض الزواج من الاصل
بس وقت يتفكر الاوقات الحلوة اللي جمعتهم السنين اللي فاتو
يعرف قداش ربي يحبه اللي اكرمه بزوجة و حبيبة زيها
و هذه هي الدنيا ما في حد فينا حياته كاملة و بدون منغصات
_______________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️
صباح اليوم التالي … و لان رحلة الجنوب تقررت اليوم لهذا من اول ما فطر طلع في سيارته الصغيرة بكري و خذي حاجات من محل و مر ع اخته حنان اللي اكيد استغربت
عيونه لا اراديا ع الكلب حاشاكم : صباح الخير
: صباح النور .. ان شاء الله خير تبي الحق خفت واجد مش من عادتك تجيني الصبح
انحرج من كلامها : لا عادي جاي لواحد صاحب مش بعيد عليكم و قلت نشوفكم بالمرة (مد الكيس ) بالك تبي حاجة
خذاته منه : صحيت .. ما نبي شي خش افطر في المربوعة مع الاولاد
تاكد ان معاها حد في الحوش : لا فاطر و طالع توا الجنوب
و طلعت اسماء مرة ثانية شادة في ايدها نص دحي بالهريسة و تاكل لعند فمها كان ملبز و مش حاسة بيه : خالتي حنان وين مشيتي ؟
و كان قدامها اشرف مربوع القد الله يبارك ع الزين اللي فيه ممكن هو اجمل اولاد الحاج اسماعيل البنت انصدمت يعني موقف امس و اليوم : وك عليا
و خشت تجري داخل
و وقت تذكر منظر فمها رجع يضحك : البنت هذه بكل تضحك
حنان بدت تشك بس مش معقولة البنت تعجبه و شافها مرة وحدة و الحاجة الثانية ان اسماء مواليد 1982 يعني بينه و بينها سنتين و امر زي هذا مستحيل : اشرف
انتبه لنظرتها و كانت افضل وسيلة : انا تاخرت واجد نستاذن
طلع بسرعة و روح
و حنان خشت سارحة في ايدها الكيس و تفكر في حالة خوها
جت اسماء : عليك حشمة مع خوك
ركزت حنان و ضحكت : بري اغسلي وجهك حشمة حق فمك كله هريسة
تعصبت : وك انا ما عندي حظ بكل
و ما ركزت ع كلامها و قالت في نفسها انا مكبرة الموضوع و ما في اي شي يستدعي القلق
بينما اشرف حاس نفسه متلخبط و لا عارف شنو يقرر و الا ليش يتصرف بالطريقة هذه …
و في حوش رجاء بعد انطلقوا راجلها و اولادها للمدرسة لبست رداها و خذت عزو في ايدها و الايد الثانية فيها فتات و مشت لحوش عزوزها : صباح الخير
: اين صبح بالله و الشمس خلاص كلها ساعة و اطيح ايه يا كبدي هدا اللي يصير وقت الفاشلات يعطوهن حيشان ع حسابهن و اهو تلبسي فيه الردي هنا تقول بينقص منك كان لبستيه في حوشك
تجاهلت الامر و حطت عزو جنب ملاك و بدت تحوس مع حورية و بداية الحوسة هي دار افطيمة ضروري دبشها يتم ترتيبه كل يوم و بعدها ياخذو المتسخ منه و ينغسل بالايد لان ممنوع ينحط في الغسالة و بعدين عالتها ضروري تنغسل بالصابون و الواركينة و تنحط في مكانها و وقت اللي تخدم ع السدة ضروري الهدرزة حداها و لا باس من عرض مساعدتها فيها مع ان التعليق معروف مش ح تعجبها خدمة حد
و اعتادت رجاء الامر هدا دارت اللي عليها و خذت عبدالمعز و روحت تحط غذاها
رجعت حورية جنب افطيمة
: وينها الفاشلة هذه ؟
حورية كانت فاهمة مقصدها : روحت يا عمتي تبي شي
فنصت فيها : درقي عليا وجهك كيف انت كيف هي ما فيكن وحدة تنفع توا سيوره اشرف يكمل حوشه و يجيب بنت اربعطاشن عام تتربى ع ايديا مرة ثانية و تدير كان اللي تستر
طلعت حورية و مش مهتمة لكلامها لان اذا رجاء تعودت هي مش ح تتعود..
و التعود ع روتين معين احيانا يكون ممل بس عنده المهدي امر اخر لا مجتمع المدرسة اللي لطالما كان في ذهنه زي الحلم و اليوم صار واقع و الباين ان شخصيته الحقيقية اليوم بتبدا شوي شوي تظهر مع وجود زملاء بنفس الظروف يعني يتعامل معاهم معاملة الند ع طبيعته و حتى المعلمة الاولى اللي خطي معاها اولى خطواته في طريق العلم برضو بنفس الظروف لهذا ح يكون هو بشكل مختلف من اليوم هذا …
و بدي ثالث يوم للمهدي في المدرسة و كله نشاط و حيوية و رغبة كبيرة في التعلم بس في نفس الوقت حاب يعوض كل شي راح عليه : شيماء بالله عليك شنو شنو هذا اللي في ايدك
ردت شيماء بعفوية : تلمس اميا (ترمس)
و يبدوا هو و سندس في الضحك
و هي تبدا تبكي
المهدي ما يحب حد يبكي جنبه : خلاص عاد مش كل حاجة تبكي بكل راهو انت مازال ما درنا حاجة
سندس : اسمعي باهي انت ليش اصلا تجي للمدرسة
ترد بعفوية برضو : نبي ندله(نقرا )
و يردوا يضحكوا
و ع اصوات ضحكهم دخلت الابلة صفاء : صباح الخير ان شاء الله ديما تضحكوا
ردوا الاثنين : صباح النور
و مجرد ما شافت شيماء تبكي تعصبت منهم بس هي فاهمة طبيعتهم و شغفهم مش بس للعلم و انما للحياة و المشاغبة بالذات لهذا تصرفت بحكمة : بس عاد وقت اللي نبو احني نضحكوا لازم نضحكوا كلنا و ع حاجة تفرح مش حاجة تضحكنا و تخلي غيرنا يبكي
اقتربت و قعمزت جنب شيماء و تمسح ع شعرها : لان احني في المكان هدا عيلة وحدة كلكم اهني خوت يا مهدي تسمع فيا و الا ؟؟
و كانت هذه المرة الاولى للمهدي يحس بالاحراج و يشعر بأن ارتكب خطا هو نيته مش سيئة زي اي طفل في عمره يحب يتشاقى و يشاكس لكن كلام الابلة صفاء حسسه ان تصرفه غلط : حاضر يا ابلة صفاء
ابتسمت الابلة و توجهت بكلامها لسندس : و انت يا سندس
سندس : انا و الله هاربة من خوتي في الحوش
ضحكوا المهدي و الابلة صفاء ع كلامها و شيماء مازال تبكي
و اهني سندس : باهي خلاص و انت شكلك بكل زبدة معش بنبصروا عليك هيا تريحتي و مش ع شانك راهو ع شان الانسة صفاء نحس فيك يا ابلة زيها هاديكا اللي في الرسوم كنت دايرة في راسي نطفشك لكن سبحان الله ع لسانك السمح هكي تخلي فيا نحبك زي رغد
و تجرات شيماء : انت لغد (رغد ) لا انت زي ليم تخوفي (ريم)
و رجعت تضحك سندس و المهدي معش قدر يشد روحه و بدي يضحك
سندس : ليم ليم المهم هي زي الانسة صفاء
و ردت شيماء تبكي
صفاء : خلاص عاد ماهو قلنا خوت و بعدين شيماء مازال صغيرة و بعد تكبر الحلوة هذه تولي تقول في الحروف كلهم صح و انتم بدال ما تضحكوا عليها ساعدوها تنطقهم صح
و عاد المهدي غير يطلبوا منه مساعدة : خلاص يا ابلة من اليوم بنساعدوها
و فرحت صفاء بالخطوة هذه : معناها خلونا نكملوا الدرس متاع اليوم ح تكملوا في تعلم لغة برايل و في نفس الوقت عندنا منهج ضروري نكملوه
و بكل حماس : هيا يا ابلة
و كملت معاهم الرحلة في استكشاف لغة برايل و سبحان من حباهم بنعمة الذكاء و عوضهم بنعمة اللمس و الاستماع عوضا عن فقدان البصر
البصر و البصيرة اكثر من يملكهم الام مع ابناءها … فبالرغم ان نجوى و خلال زيارتها هذه ما قالت شي خاص الا ان فتحية كانت حاسة بيها : بنتي نجوى خيرك ؟ صاير معاك شي ؟ شاهين دايرلك حاجة ؟ عزوزك قولي
ابتسمت نجوى بمكابرة : لا و الله ما في حاجة من اللي قلتيهم غير استاحشتك و تبي الحق الحوش من غير المهدي مسكت تعودت عليه في كل جية نلقاه يراجي و يعرف صوت السيارة من اول ما نخشوا
فتحية بصوت كله سعادة : ايه و الله وليدي الحمدلله اللي جي النهار اللي شفته فيه يقرا لو تشوفيه يا نجوى كيف ينوض الصبح يبدل و يساوي في روحه و هاديك الصنة اللي يبخ فيها ما ناقصه حاجة وليدي فرحان قريب اللي يجنح
و فرحت نجوى لخوها : الحمدلله اصلا هو ذكي يا امي و ديما نشوف فيه يبرق في خوته وقت اللي عندهم واجبات و وقت اللي يعدوا المدرسة نحس فيه قريب يموت و يمشي
: بعيد الشر عليه وليدي اهو الحمدلله ربي كتبله فيها نصيب
تنهدت نجوى : ايه نصيبه فيها … رجاء كلمتها ع الارضي و قالت بتجي بعد العصر
فتحية : عاد حتى هي صغارها قراية و تراجي راجلها يروح من العمل و تضم غذاها
نجوى : شنو وضعها مع الحاجة افطيمة
اتكت فتحية : كيف قبل يا حنه غير رجاء بعد دارت الحوش تريحت لكن عاد ضروري منها تمشي و تحوس عليها تضم دارها و دبشها كان يبي الغسل و تغسل عالتها هي و سلفتها حورية ما معقبة جهد لكن لو رجاء ما مشت تحارف ايامها
نجوى : هو تبي الحق يا امي هذا الصح و الاصول غير كان هي ربي يهديها و ما تقول كلام زي السم و الله لعند نرعش منه تعرفيني يا امي انا لوح الكلام ما نحبه و هي كيف تقول فيه زي الشعر مستف تستيف
ضحكت فتحية : تفكر فيا في عزوزي الاولى حنة جمال كلهن هكي العزايز زمان ربي يهديها
ابتسمت نجوى ع كلام امها : كلا انت يا امي طيبة متاكدة بعد وقت مش ح تديري كيفها و بتكوني كيف عزوزي انا ماشاء الله عليها. و ربي يعطيها صحتها و الله ما عمرها قالتلي كلمة وجعتني بيها
و اهني تشجعت فتحية ع فتح موضوع مهم : بنتي مازال
و في الاول نجوى ما فهمت : شنو اللي مازال ؟
و فتحية و الحزن غالب ع صوتها : الصغار يا بنتي ما عديتوا لدكتور و ..
و. ما خلتها تكمل : اسمعي يا امي اللي يحبنا يدعيلنا كم مرة بنقول الكلام هذا بالله. عليك هذه حاجة خاصة بيني و بين شاهين و ما حد يتدخل فيها …
و سكتت فتحية
نجوى وقفت : خليني نحط الغذي ع النار معش وقت
مشت للمطبخ و عيون امها مليانين دموع و وجع عليها .. و خوف اي اكيد تخاف عليها من احتمال زواج شاهين بامراة ثانية او حتى طلاقها في حالات مشابهة لحالتها
بس لو عرفت شاهين و لو شوي كانت اطمئنت ابد الدهر ان بنتها في ايدين امينة و مستحيل تنجرح في يوم … شاهين وقت اللي راجع نفسه لو كان العيب منها هل ممكن فكر يتزوج غيرها او يطلقها حس وقتها كأن حد جبد قلبه من صدره و استعبد الامر نهائي .. زي ما قالت عنه انت سند و زوج و اب و اخ و صاحب و ابن هو هكي اعتبرها و الدليل ان قبل معرفته بسبب تاخر الانجاب كان ديما حريص عليها و ما يحب اي حد يوجهلها كلام …
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)