روايات

رواية عيون القلب الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب البارت الحادي والخمسون

رواية عيون القلب الجزء الحادي والخمسون

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة الحادية والخمسون

قل لي.. لماذا اخترتَني؟
وأخذتَني بيديكَ من بين الأنامْ
ومشيتَ بي..
ومشيتَ.. ثمّ تركتَني
كالطفل يبكي في الزِّحامْ
إن كنتَ – يا مِلحَ المدامعِ – بِعتَني
فأقلّ ما يَرِثُ السكوتُ مِنَ الكلامْ
هُوَ أن تؤشّرَ مِن بعيدٍ بالسلامْ
أن تُغلقَ الأبوابَ إنْ
قررتَ ترحل في الظلامْ
ما ضرَّ لو ودَّعتَنِي؟
ومنحتَني فصلَ الخِتامْ؟
حتى أريحَ يديَّ من
تقليبِ آخر صفحةٍ
من قصّتي..
تلك التي
يشتدُّ أبْيَضُها فيُعميني
إذا اشتدَّ الظلامْ
حتى أنامْ

ريحانه 💔
(Úm Àlgood )

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

الوقت اللي كانت فيه ريحان تبكي و متعذبة و حزينة جدا و هي ع يقين ان المهدي متغير لسبب ما و من بعد الزيارة اياها للوفد اللي كانت ضمنه حسناء

كانت صفاء زي النجمة تبرق في سماء اهلها و في عيون كل من شافها بنية صافية

خشت لحوش اهلها و هي اية من الجمال
كميلة امها اللي ما عمرها تخيلت تشوفها في الفستان الابيض و لا تشوف الحنة العرايسية (حنة اهل مصراتة ) مزينة ايدها اليوم قاعدة تقول زعمه حلم زعمه حق زعمه يصير منه

و صار يا امها لان ربك اكرم و ارحم بيها منك انت اللي امها و هي وقت دعت وجهت دعوتها ليه و ايقنت الاجابة و استجاب الله سبحانه و تعالى

اللي يشوفها كيف تمشي ناحية الكوشة و في جنبها صابرين عبارة عن توصف في الممر قدامها ما يصدق انها كفيفة

: خطوة ثانية فوق لان في درجة… ايواه برافو خلاص وصلنا توا لفي صفاء

و لفت صفاء و هي مبتسمة

صابرين : قيمي ايدك فوق حيي الناس

و قامت صفاء ايدها و هي مبتسمة و الزغاريط واصلة حدها و المنظومة كانت تشتغل ع الاسماء الحسنى

: خلاص حبيبتي قعمزي شوي شوي

و قعمزت العروسة ع الكوشة

و كل مرة حد يجيها يبارك …

صفاء : صابرين

انحنت و قربت منها : نعم

صفاء : نحس في قلبي بيوقف مش مصدقة قوليلي زحمة هلبة

صابرين : فوق ما تتصوري و كلهم مبهورين بيك كيف طالعة حلوة هلبة

صفاء : امي وين

كميلة كانت تبكي و خواتها يسكتوا فيها لهذا صابرين اخفت عنها الامر : امي جنب الناس مش قلتلك زحمة ، حقا بنقولك مهدي هذا اللي تقري فيه اتصل و قلتله معش تتصل بيها خلاص هي معش فاضية

صفاء اتضايقت : ليش بس كنت قوليله مشغولة و خلاص ما فيش داعي لكلام زي هذا توا يحرج

صابرين : ما عنده علاش يحرج عروسة نهاري و طبيعي جدا ما يكلمك ثاني …

اشتغلت اغنية النهارده فرحي يا جدعان

و قربت صابرين من اختها : هيا و الله ترقصي و تهيجي و ديري اللي في خاطرك حبيبة قلبي اليوم يوم عرسك و فرحتك خلي كل الناس تشوفك فرحانة

و ما ترددت لحظة و كانت ترقص و القلب طاير بيها فرحان

: شوفي بنتك يا كميلة فرحانة ما تنكدي عليها سلم وخيتي

كميلة الام اللي ولا مرة تضايقت من وضع بنتها بالعكس علمتها كل شي و حرصت ع دعمها حتى انها خلتها تقعد بعيدة عليها في سبيل تكمل دراستها في طرابلس اليوم بتسلمها لشخص ثاني و مهما ابدى صلاح اهتمام و نبل اخلاق طبيعي امها اهني تخاف عليها ” ربي يهنيك يا بنتي و يحببه فيك اكثر و اكثر “

و قبل المغرب بساعة كان لازم ياخذوها لحوش صلاح اللي ما كان داير عرس عبارة ع استقبال بسيط لاهلها فقط

طلعت من حوش الاب اللي ياما قدم بكل محبة
وقتها بوها واقف عند البوابة و حابس دموعه و يدعي من كل قلبه ان ربي يوفقها و يخيب ظنونه في صلاح

و حوش العيلة طلعتي منه ديري زيه و احسن منه ، و وصلت لحوش اهله و مجرد ما خشت ما شافها حد الا و صلى و سلم ع سيد الخلق اجمعين، نقصد الناس اللي عندهم انسانية اللي يشوفوا بقلوبهم مش اللي نظرتهم سطحية و ينشروا في سمهم في كل مكان حفظنا الله و اياكم منهم

كانت امنة والدة صلاح تتعامل معاها بفرحة كبيرة و لا كأن ناقصها شي

و بنت صلاح واقفة جنبها و فرحانة بيها

اما مودة الاخت الصغرى لصلاح تبخر فيها و حطت قدامها بنته : هذه نور بنته

ابتسمت صفاء و مدت ايدها تسلم : كيف حالك يا حلوة

نور : الحمدلله ، انت سمحة واجد

ضحكت صفاء : لا وين انت اسمح مني

و في اللحظة هذه صلاح كان عند باب الحوش و طلب منهم يطلعوها و هكي صار بمساعدة مودة و كانت بنته نور في جنبها

شدت في ايده و سلم ع بنته و مشي ليها لعش الزوجية و اخيرا صفاء ح يكون ليها حوش خاص و من اللي قال. مش من حق الكفيفة تكون زوجة و ام

و من اللي حكم عليها انها مش ح تنجح في تاسيس بيت ؟ شنو ناقصها بيقولوا البصر و للمرة اللي مش عارفة كم نقول النور نور البصيرة و ليس البصر

ايه هدا الكلام الصح لان حاليا اللي يشوف فيه صلاح في نظره ما في بعده جمال
و الاحساس اللي في داخله بمجرد ما شافها كيف طالعة في الفستان الابيض مستحيل يعادله احساس في الكون
قلبه متعلق بيها روحه سكنت فيها
و اذا هذا حالك وانت مجرب الحب من قبل فكيف بتلك البريئة الامية في عالم العشق و العشاق كانت ترجف بين ايديه رهبة و فرح و حب

لبسها حديدة في ايدها : مبروك علينا يا صفاء

ردت بنبرة صوت منخفضة جدا : الله يبارك فيك

صلاح تعمد يتمسك بايدها يبيها تهدا : حبيبتي انت و دنيتي كلها نعاهدك انك مش ح تعيشي معايا غير الحاجة السمحة و نعاهدك تكوني راضية و فرحانة و نحطك تاج ع راسي فرحك فرحي و جرحك جرحي الحاجة اللي بتضايقك لا نديرها و لا نخليك تعيشيها
و اللي يوجعك ما نبيه في حياتنا بكل
نعاهدك تكوني انت محور حياتي و ما تنقصك معايا حاجة

مع كل عهد كانت ترتاح اكثر و تحس بامان اكبر و كيف ما تحسه و هي لمست مدى فرحته بيها تعامل معاها بطريقة جميلة جدا بدون ما يحسسها ان عندها اي نقص اصلا هو ما حس بيه النقص هدا
و عاشت ليلتها اجمل ما يكون

و اللي سماته ولدها كان ماشي في تيار لو صارح بيه ابلته النصرمن فيه
و لان الاستمرار في الغلط هو اسوء من الغلط نفسه
كان المهدي للاسف مستمر في طريقه بدون توقف و كل مرة يحط مبرر شكل

: يعني للدرجة هذه انا مأثر فيك لعنديت تنادي عمك باسمي

ردت بدلع : و الله هدا اللي صار ، و اماله كان تشوف في العمل قريب هبلتهم و انا نزن ع جية ثانية لمصراتة بس ع شان نشوفك و الله استاحشتك هكي وقت توقف و راسك فوق و تتكلم حاجة مش قادرة نعبر عليها

المهدي اللي بادي الغرور نوعا ما يسيطر عليه : جديات اول مرة حد يحب الحاجة هذه فيا كلهم ينتقدوا فيها

: لانهم سامحني فيها اغبياء و الا انت من يرضى يقول فيك كلمة وحدة غلط .. و توا يا غاليا

هو ردد : غاليا ؟ جديدة هذه كنت غالي و توا صرت غاليك

هي بجراة و ثقة : لعند نخليك قولا و فعلا غاليا نبيك انت بنفسك تقتنع بالشي هدا عارفة مازال ما وصلت للي نبيه لكن عندي احساس ان الطريق للمهمة هذه قصيرة

ضحك المهدي : الثقة اللي عندك هذه كأني حاس انها مبدية تولي غرور

: هو انا من قبل نقول يحقلي ننغر لا بال توا و انا نكلم فيك شنو تحساب روحك شوية

حب يغير الموضوع : ايه شنو بتدوي معايا قلتي خلينا في المهم

هي بحماس : ايه .. نبيك تحكيلي علاش نحس فيك متضايق الايام هادي اكثر من مرة و رد بالك تنكر

: مش ح ننكر .. هو مش متضايق من جهة فرحان و من جهة حاس بغيرة

هي بنبرة خلت فكره يتعلق بيها : امم من هي اللي قدرت تخليك تغار عليها خسارة و انا اللي نقول غاليا من بكري

ضحك : لا مش زي ما فهمتي هو الابلة متاعي صفاء من اول ما بديت المدرسة كانت معايا و تعلمت منها كل شي و اليوم عرسها حسيت مش عارف كيف و كأني معش نقدر نتكلم معاها زي قبل

ردت : في وجودي المفروض ما تدور ع اي وحدة تتكلم معاها انا و كفى يا عزيزي انا الاولى و الاخيرة انا من تمسك بيدك ليس لكي تقودك حاشا و كلا بل لكي تقودها انت لدرب العشق و السعادة يكفيني سماع صوتك (شددت ) حاليا لكنني لن ارضى في قادم الايام بهذا اريدك معي في كل لحظاتي قوة و ضعفا اريد ان تكون اقرب لي من انفاسي

و فهمت حسناء وين هي نقطة ضعفه هو من عشاق الكتابة و الخطابة و قدرت تأثر فيه اكثر من قبل : شنو تبي مني انت

ردت بجراة اكبر : نبيك ليا و بنحارب زي ما قلتلك مش بس اللي يضرك حتى اللي يبي ياخذك مني و نقولها للمرة الالف انا نحبك يا مهدي

و كانت الكلمة هذه هي اللي تصفعه بيها لاكثر من مرة : احم .. خلاص الوقت تاخر تصبحي ع خير

سكر الخط و شعور الذنب وصل الذروة عنده …

و الذروة في المشاعر بس هالمرة النقيض للي عند المهدي
ذروة السعادة كانت فيها هناء اليوم هدا اللي صادف التاسع من فبراير كان ليها يومين في مكة برفقة خواتها الاثنين رفعية و ام العز و اكيد رضا و زوجته

نادية زوجة رضا كانت في بداية الشهر التاسع لهذا ما كانت ترافق فيهم يوميا للحرم خوفا من ولادتها دارت عمرة و قعدت في الفندق

و رضا خذي خواته و اتجه للحرم ع شان يصلوا الفجر لانهم بعد اكملوا عمرتهم دارت هناء عمرة لبوها و امها و خواتها كملوا عمرتهم و بدورهم كل وحدة دارت لاهلها عمرة …

بعد وصولهم الحرم .. رضا اشر ع الباب اللي مكتوب عليه اسم سيدنا العباس بن عبدالمطلب : هدا باب العباس بن عبدالمطلب يا هنيوه بعد ساعة نتلاقو هنا مش تنسيه

هناء كانت بين كلام رفعية و ام العز لان اثنينهم خايفات من الضياع في الحرم : اه ايه عرفته خلاص نصلوا و تلقانا هنا

رضا مشي ناحية الرجال و هما لجهة النساء و بعد اكتمال الصلاة اللي ان شاء الله يا رب تكون من نصيبكم جميعا في اقرب وقت

بدت هناء تتفكر هو شنو قال اسمه الباب ؟ و تشابهت الاسماء لديها مع كلام رفعية : حيه علينا و الله الا عرفتها ان احني بنريحوا من اللي قال رضا راجوني عند الباب

هناء توترت و بدت تنسى اكثر كل مايجي الاسم ع راس لسانها يتشتت ذهنها اكثر

ام العز بقلق : شنو يا هنيوة وينه الباب

و هي بترد

و تتكلم رفعية ثاني : و الله كان خلاص علينا ما عاد لاقينا واحد نقعدوا هنا ندوروا لعند يشدونا الشرطة حيه علينا يحطونا الحبس حتى ورق مش معانا

هناء فقدت اعصابها : خلاص يا رفعية خليني نفكر

بدت تغمض في عيونها و تذكر قي الله تبي تتفكر

و هنا استلمت الراية ام العز : و الله لو يعرفها سالم يطلقني ، من بدري و احني ندوروا بنقعدوا لعنديت امتى ع هالحال

هناء : خلاص انتن الاثنين تعالن قعمزن في مكان واحد خير من بدري ندوروا و خلوني نفكر

و وقت لاحظوا مدى انفعالها قعدوا في جهة قريبة لاول باب قابلهم و كان باب اسمه باب العمرة

بس وين رفعية معش تحملت و طاحت فيها بكي : حيه علينا كيف نديروا بنقعدوا هنا توا رضا معش بيلقانا بياخذ مراته و يروح عاد قريب تجيب غير كان حد يفهمني هي قريب تجيب شنو جابها معانا و الله هدا اللي خلاه مش ع عقله معانا طول الوقت يخمم فيها

و استمرت تبكي و تولول لعند خذاها النوم

هناء : و اخيرا ..

ام العز : توا فكري معاي كيف نديروا راهو لينا ساعات هنا حتى الظهر قريب يأذن و الشمس خلاص فوق راسي كلا انا لعنديت دخت

هناء : شنو تبيني ندير يا ام العز و انا حتى تيلفون ما عندي

و في اللحظة هذه اذن الظهر و عند الاذان للصلاة يزدحم الحرم اكثر و تصير عملية البحث جدا متعبة

و رضا قريب يهبل و هو يدور وقت كان قريب ع باب العمرة و دور غادي هما ما كانوا جنبه و حاليا استبعد يمشي في الاتجاه هدا
كانت الشمس ع راسه في عز قوتها بس وقت اقامة الصلاة ما بيقدر ما يصلي اصطف خلف الامام و صلى وراءه و اثناء السجود دعي لعند بكي لان خايف موت عليهم من الضياع

و قبل اقامة الصلاة هناء بدت تنوض في رفعية : رفعية نوضي الصلاة

رفعية فتحت عيونها : حيه علينا قاعدين رايحين و الا القينا رضا

هناء : استغفر الله العظيم لا يا رفعية قاعدين رايحين

و من بعد اتمام الصلاة جت جنبهم مراة مصرية : السلام عليكم

: و عليكم السلام

: حبيبتي انا بقالي يجي ساعة كده بشوفكم محتاسين كده قلت اما اقوم اسالكم فيكو اي او اقدر اساعدكم ازاي ؟ قولي ما تخافيش احنا اخوات

و بدت هناء تحكي في اللي صار معاهم و كيف ضاعوا من رضا

: طب اديكي تيلفوني اتصلي بيه

هناء ردت بحزن: ما عندي رقمه هنا

و فجاة تفكرت : عادي نكلم خويا في ليبيا هو عنده رقمه

: اه يا حبيبتي تفضلي هو انا فديك الساعة لما اعمل عمل خير و في الحرم تفضلي

و فرحت هناء و بدت تكتب في رقم بشير اللي بدوره رد متوقع ان اتصال من رضا برقم ثاني : رضا

هناء : بشير هذه انا هناء نبيك تكلم رضا ع رقمه و تقوله ان احني قاعدين جنب باب العمرة

انفزع : قصدك رحتن منه

: مش وقته يا بشير بالله عليك اتصل بيه

رفعية : حداك يا بشوره راهو قريب يجونا يطبونا البوليس حيه علينا حيه

ضحك بشير رغم الخوف اللي حسه في البداية : شكلها هبلاتك

: بكل يا بشير بالله عليك فيسع هدا تيلفون المراة راهو ما نعرفها بكل بارك الله فيها ساعدتنا

بشير : هيا شوية بس

و شكرت هناء المراة و جت جنب رفعية

: و الله ما انظني يعرف مكانا من دون البيبان جبتينا كان قدام الكبير هدا و هنا انت زحمة واجد يا هناء

هناء بدت تستغفر و خلاص

اما رضا فكان يجري ناحية الباب و هو يتكلم مع بشير : و الله قريب قلبي وقف يا راجل باهي اللي تصرفت هناء

ضحك بشير : لا هناء تعجبك كلا رفعية وتي روحك نسمع فيها تعيط من التيلفون

و تنفس رضا الصعداء اول ما شافهم : الحمدلله لقيتهن خلاص نكلمك بعدين

بشير : تم

وقف داهش في مقابلهم : الحمدلله

رفعية تبكي : و الله نحساب الا نموتوا و الا يشدونا البوليس وين خليتنا يا رضا

رضا وجعاته اخته و قرب منها قبل جبينها : بعيد السو عليك يا غالية هذه غلطتي انا

هناء : و الله الا غلطتي يا رضا ما تحمل نفسك الذنب انا اللي نسيته الاسم

ام العز كانت مش متحملة الشمس : خلاص خلونا نروحوا الفندق توا و بعدين هدرزوا

و لف ايده ع وخياته و روح بيهم الفندق

و قعد الموقف هذا ذكرى حلوة في اطهر بقاع الارض …

_____________بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️

نجاحك انت تقرره من خلال ثقتك بنفسك
مش مهم انك توصل لهدفك المهم انك تستمر في خلق اهداف جديدة
ما توقف و لا تلتفت للخلف و لا تفكر في خسائرك اللي خسرتهم ع شان توصل لهذفك
لانك وقتها ح تكون خسرت الحرب فعلا

و هذه سارة مش قادرة تستطعم فرحة النجاح و العمل
يا سارة انت دكتورة و مش اي دكتورة
ممكن غيرك كانت رحلتهم سهلة بس انت العكس
انت حرفيا نحتي الصخر للوصول للي انت فيه
و يوم وصلتي ليش تفكري في شي انت اللي تجاوزتيه و بارادتك

اثناء تأدية عملها كانت معاها ممرضة متزوجة : كم عمرك دكتورة

و السؤال هذا بالنسبة ليها حاليا ينسف اي انجاز اخر نست كم حالة شافت نست كم تشخيص صحيح اعطت لدكتورها المشرف عليها و تغير الوجه و بردوا الاطراف : و ليش السؤال هدا

بنبرة خبيثة : لإنك سمحة واجد و حرام يعني وحدة زيك تقعد لعنديت توا بدون راجل

تعصبت منها خلاص حطت من ايدها البيرو و لفتلها و قالت كلام ما كان ابدا لا صادر من عقلها و لا من قلبها مجرد كلمات حاولت بيهم تحمي نفسها ع شان ما يكتشفوا انها ضعيفة و هشة و حساسة لان وقتها ح ياكلوها باسنانهم و ما ح يرحمها حد : لو كنت نبي الراجل راهو مش دكتورة قدامك

و مشت من جنبها

ضحكت الممرضة باستهزاء : وجهك جاب مية لون ع اساس مش ميتة و تكوني مكاني

وقت اللي كانت تمشي تصادفت مع حالات جايات مراجعة ع الحمل كانت تلاحظ كم عمرهم صغير تضغط ع البالطو اكثر و الدمعة خلاص ح تنزل من عيونها ” لا يا سارة ردي بالك تبكي بعدها معش تسكتي “

توجهت اكرمكم الله للحمامات افرغت ما عندها و غسلت وجهها و طلعت من جديد تأدي عملها و هي من داخل بتموت و كلام الممرضة مع كلام الخطابة اللي جو اخر مرة مش راضي يطلع من راسها

و طالما جبنا سيرة البالطو الابيض يبقى دقي اليبرة .. و دقي ع كيفك … دقي اليبرة سواء نموت بين ايديك و الا نبرا .. دقي ع كيفك

من يوم شافها في المستوصف و عبدالخالق يوميا يدرس قدام المستوصف يراقب المكان لعند يشوفها الصبح و هي جاية و نفس الشي وقت الانصراف في حياته كلها ما التزم بمواعيد ثابتة الا مواعيد العمل

” شنو اللي تدير فيه يا عبدالخالق ، ليش مش قادر نمنع نفسي ! من امتى و انا نفكر في البنات ، لا هو اكيد مش زي ما جي في بالي ممكن لانها في يوم ساعدتني ! و اذا ساعداتك تجي و تتفرج عليها باهي يا ربي هذا اللي نحس فيه شنو “

: استغفر الله انا لازم نمشي من هنا و خلاص اليوم اخر مرة و مش ح نعاودها ثاني

عاد ا دراجه و كان ناوي يتوجه للميناء بس رن تيلفونه برقم قداش ليه ما عاد شافه ع شاشة تيلفونه

: درية طيب اللي تواضعت خشيت الجبهة و الحروب و صرت بين يوم و ليلة عقيد و سكرته بابي

ضحك : تعرف انت بابك ما نسكره لو كان نمسك رييس دولة يا راجل تعالى توا توا تلقاني في الاستراحة اللي في ### داير شوايات و ما نعرفك الا عندي و الا ماعاد ندوي معاك حياتي كلها

عبدالخالق نفسه كان متضايق من تصرفاته الاخيرة و يبي يهدرز ع حد و هو ع يقين ان مش ح يقول شي بالذات و البنت قريبته بس اهو يهدرز مع صاحبه و يغير جوه و بالفعل وصل قدام الاستراحة و ضرب المنبه

و طلع العامل اللي عند فوزي فتح : اهلا

خش عبدالخالق و حط ايده ع كتفه : اهلا مدير

وقف الدرية و كان ح يطفي المسجل اللي يصدح في المكان باغنية ” غير كيف ندير من اللي خلتني في حال خطير “

بس قام ايده فوق : قوي الصوت و خليها

عيط الدرية: ام راك تقول درتها بس من ورايا

ضحك و وجهه احمر خجلا : لا وراك لا قدامك لكن الخاطر ضايق يا خويا خلينا نغيروا جو

و. سلموا بالاحضان

و عبدالخالق كان في مقابل يوسف اللي ما سكت لحظه لكن ما سمع منه شي لان مع كلمات الاغنية

كان يكلم في نفسه و يقول ” هو صح خليتيني في حال خطير لكن قصة الدموع هذه ما عندي فيها لا سال غزير و لا دار غدير هدا ما ناقص “.

و لو تعرف يا عبدالخالق انك يوما ما قد لا تذرف الدموع بس ح تذوق ماهو اكثر الما من الدموع لان اللي يبكي يفرج عن اساريره لكن اللي يكتم في قلبه ياما يصير فيه

و لو عرفت ياسمينته ان يوقف يوميا يلاقي و يسقد ممكن دارت عرس لانها كانت شبه يائسة من ان تلفت انتباهه
______________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️

من علمك ابجديات الحياة و خطوطها العريضة و الضيقة منها رغما عنك لا تستطيع الانفصال عنه لانك تشعر انه جزء لا يتجزا منك بل هو بضعة منك …

وهذا احساس المهدي اتجاه ابلته و حاليا هو رد امر وقوعه في المحظور مع حسناء لان صفاء بعيدة عليه لان طالما كان كتاب مفتوح قدامها

في ثالث يوم من زواج صفاء بصلاح ..

و كأنها كانت حاسة باحتياجه ليها رن تيلفونه برقمها و رد ع طول : ايوا ابلتي طمنيني عليك

: فرحانة يا مهدي الحمدلله بخير لو تسمع عمتي يا مهدي كيف تعامل فيا احسن معاملة و الا صغار صلاح راقيين هلبة حتى ام المرحومة مرته جت و باركتلي و تمنتلي انا وياه الخير شنو منقول بالله ماني عارفة ما نقول من كثر السعادة اللي حاسة بيها

المهدي وقت حس كيف هي فرحانة نسي همه : الحمدلله و يارب كل ايامك سمحة يا ابلتي

ردت صفاء بحماس اكبر : باذن الله يا مهدي نقولك شنو هي مفاجاة صلاح ليا

: اي قولي اي حاجة تفرحني بيك قوليها يا ابلتي

صفاء مش مصدقة كانت : بنسافروا تركيا ، تصدق يا مهدي ان انا بنسافر لتركيا بنركب الطيارة و قالي ح نتدهوروا غادي و بياخذني للجزيرة و بنركب القارب و هلبة حاجات حكالي عليهم فرحانة انا فرحانة

و فرح المهدي وقت حس انها عايشة حياتها : ربي يدوم فرحتك يا ابلتي

صفاء انتبهت لصوته : مهدي خيرك نحس ان صوتك فيه حاجة رد بالك تكون حرجت من اختي صابرين و الله عاركتها كيف تقولك كلام زي هدا

المهدي في سره يا ريتها جت ع هذه بس ما حب ينكد عليها : ما في شي غير واخذ بردة

هي سمعت صوت الكلاكس برا و توقعت ان اهلها جو باعتبار انها مسافرة فامها جتها قبل الاسبوع : باهي نستاذن توا

: اذنك معاك

انتهت المكالمة و كان بكل صدق متمني انها تكون في كامل سعادتها مع صلاح ..

يوم 12/فبراير
الخطا و التمادي فيه يوصل لحد معين و خلاص بالذات وقت يكون الانسان من داخله شخص كويس و مش انسان لعوب لهذا حسم امره و كتب رسالة فحواها

( حسناء انا اسف نتمنالك كل خير بس انا خلاص معش نقدر نكمل لاني نبي بنت و نحبها وبنخطبها قريب سامحيني )

و حذف الرقم من جهازه .. قداش حس براحة وقت دار هكي بس برضو شخص بتركيبته ما بيقدر يكمل مع ريحان بدون ما يعترف بالخيانة اللي ارتكبها في حقها و يا عالم تسامحه او لا

و حسناء اللي ممكن الكثير يشوفها بنت طايشة و جريئة و هي هكي فعلا لكنها تأثرت فعلا بشخصيته و لان تركيبتها جريئة تصرفت معاه هكي ع شان تكسبه و هي ع يقين ان شخص مثله لا يعوض
كانت ايديها ترجف و هي تكتب و تمسح في دموعها
و ردت عليه بكلمة وحدة ” حاضر “

لحظة سمع الناطق و عرف انها ردت بموافقة كان شعوره سيء للغاية .. و ع طول حذف الرسالة
و يا ريت اخطاءنا نقدروا نمسحوها بذات الطريقة

نادت عليه غادة ياكل كان وقتها قاعد من فطور الصبح لكن حاس روحه ما عنده نية فقال لنفسه انوض ناكل و خلاص بالك نلهى شوية

و حطت قدامه صونية رز مسقي حط الكاشيك في فمه و ما قدر يبلعه حس بشي خانقه و ما قدر

طلع من المطبخ

و خشت غادة شافت الصونية زي ما هي : خيرا هدا معقولة حتى عشاء ما تعشى بالذات الرز غالي عليه واجد

و اي يا غادة وقت الواحد يكون عذابه من ضميره مش بس نيته تنسد يصير فيه اكثر من هكي …

زي ما صاير مع ريحان

كانت امها جنبها : بالله عليك يا حونة كولي حتى شوية

و الاسم هذا ما عاد متقبلاته من غيره و ليها الكثير ما سمعاته منه حطت ايديها ع اذانها و سكرتهم و بدت تبكي : انا مش حونة مش حونة

: اسم الله عليك حبيبتي خيرك

ضمت امها و شدت فيها بكل قوتها : اه يا امي اه بنموت انا

خافت : خيرك ؟ تحسي في حاجة

ضربت بطنها : ما فيا شي ، انا مش مريضة كل الناس وقت تعرف اني مريضة تسيبني و تمشي صح و الا تتعب مني حتى انت تعبتي واجد مني ديما مريضة دايخة نرجع جهد ما عندي امتى نموت انا و نرتاح و نريح كل الناس مني

ضمتها بقوة : بعيد السو عليك يا ماما بعيد السو تحسابي نرتاحوا لو تصير فيك حاجة انا عندي نخدمك بعيوني و نطبك ع ظهري المهم حسك في الدنيا يا ماما الله لا يغيبك عني

و انهارت ريحان باكية بين ايديها
___________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️❤️❤️

يوم 13/فبراير

كان المهدي في المدرسة بس ريحان ما جتش و ما قدر يسال عليها و للمرة اللي مش عارف كم يفتقد وجود الابلة صفاء لان ما كان يتردد ان يسالها لو كانت موجودة

مشي عليه اليوم كئيب بين قراره اللي خذاه ان في زيارة رجاء بتوأمه ح يصارحها بزواجه من ريحان … و بين شعوره بالذنب ناحية ريحان بعد كلامه المتكرر مع حسناء

و اليوم هذا نفسه وقت روح تفاجا بوصول نجوى اللي كانت مقررة تحضر زيارة رجاء و قداش فرح انها موجودة معاهم لمدة طويلة

: يعني بتقعدي واجد

نجوى : ايه عشرة ايام شاهين ماشي بنغازي في خدمة و اصر عليا نقعد هنا

المهدي بقيمة حاجب : سبحان الله سمعتيها يا غادة تقول فيها عيني عينك واضح جاية بالسيف

تحشمت نجوى

كلا غادة : شنو بتدير بينا مع الطرابلسي عندها حق

: بالك تتحشمي

نجوى فنصت فيها : يا ريته يسمعك عبدالخالق

سارة : اي خسرتوا عليا عبدالخالق ماني عارفة خيرا لاحظتوا ان بدى ديما يطول واجد برا حتى في النهار ما عاد نشوفًوا فيه زي قبل و وقت يروح طول الوقت سارح

نجوى استغربت : وقت يروح توا نساله

المهدي : عاد انت عبدالخالق و بعده خلاص

ردت عليه نجوى : وانت رجاء و بعدها خلاص

ضحكت غادة : ردتها ليك يا مهيدي

المهدي بعدم اهتمام : انا مش ناكر و نقول فيها ديما هي امي بعد امي

فتحية كانت كيف خاشة : يا ودي ماهي بعدي عندك هي قبلي في كل شي

عرف انها غايرة لهذا قرب منها المهدي و حضنها : و الله ما في قبلك يا امي

و مرت ليلة جميلة في لمة حلوة بالمرة تفتقد لوجود عبدالخالق اللي كمل يومه بين خدمة و تفكير في الممرضة السمحة ع قوله اللي قلبت حياته من جديد

و ثاني يوم كانوا العيلة يشتغلوا ع قدم و ساق لان اليوم هدا اربعين رجاء ؛ بالتالي ح تجيهم بالتوامة زيارة

و دارت فتحية عشاء كبير و عزمت العمات و الخالات و نساوين الخال و نساوين العم و اما رجاء فجت معاها عزوزها و سلفتها

و اثناء قدومهم كانت رجاء راكبة مع ايمن و في ايدها افطيمة اما فارس فكان بين ايدين معاوية

ايمن يراقب من المرايا : الامور تمام

ردت رجاء : اطمن معاوية متعلم كيف يشدهم الاثنين

ايمن يدعي في سره ربي يحفظ كنزه الثمين هدا عيلة صغيرة و حلوة

لاحظت سرحانه : خيرك

ضحك : فرحان

استغربت : و ليش

رد بهمس : بيك

رجاء : ان شاء الله دوم

و وقفوا السيارات عند باب حوش خليفة و المهدي ربي ما يقطعله عادة من وقت يسمع سيارة ايمن يطلع هو الاول لاستقباله يا بال المرة هذه رجيوه طولت

و ايمن برضوا ربي ما يقطع عادته : ولدي ديما هو اول واحد يلاقيني

نزل من السيارة : مهدي

قدم ناحيتهم : انستوا انستوا

فتح ايمن الباب اللي من ناحية رجاء و ساعدها انزل : هيا

و نزلت رجاء سلمت ع خوها و خشت طول بافطيمة و من وراها معاوية بفارس

و شوية و درس سليمان و نزلت افطيمة و حورية

و دقة العكوز ع الارض خلت المهدي يلتفت و عرف انها جت

و هي سبحان الله تعزه من وقت كان صغير : شنو حالك

مشي ناحيتها بعد دخول حورية : الحمدلله

: تفضلي خالتي افطيمة

و خشوا الجميع و استقبلوا رجاء افضل استقبال و قدموا العشاء للعيلة
و من بعد العشاء جابوا الدربوكة و غنوا ع التوامة

رجاء جنب غادة : خليتي مكانك

غادة : الله غالب انت عارفة قراية و امي ما بنقدر نخليها بروحها

شافت ناحية سارة : مازال ما تساعد

دارت حركة بايدها : يعني مش واجد بس تعرفيها ما تبي حد يعتمد عليها في شي

و شوية و بدي الكل يروح و ما قعد حد الا ربيعة خالتهم

و خش عبدالخالق و انضم الهدرزة و كذلك حمزة معاهم و زينة اللمة خليفة ولده اللي كان واخذ عقول الكل بحركاته حتى عمته رجاء نست صغارها و بدت تلعب فيه

: نجيه يا ربي السمح هدا من في زيه بس

و حمزة كان يلعب في التواما اللي وقتها كيف بدو يا دوب يبتسموا : السماحة اهي هنا

باست خليفة : لا سماحة ولدك اكثر هذيما مازالو صغار واجد لكن هذا العسل برق فيه كيف يضحك

عبدالخالق مد ايده : عطيه ليا يا رجاء ليا عليه واجد لاهي في الخدمة و ما عاد نشوف فيه

مداته لخوها

و خشت ربيعة بسفرة فيها كل خير : وسعوا وسعوا اللي باله يجي ياكل و اللي ما باله يسكت و يرقد

ضحكت فتحية : اعطيك السلامة و بعدين وين البنات اللي نضتي انت درتيها توا نوريهن نهارهن احرف

ضحكت ربيعة لعند مالت ع كتف حمزة : عارفة نجوى قاعدة و انا بندير معاها حاجة غير وقت وتتها قلتلها ناخذها انا خلي يشكروني و يقولو خالتي هي الفالحة فيهن

حمزة : في هذه حق راهو انت الفالحة فيهن بعد رجاء طبعا

غادة : شفتي يا هالة سمعتي كلامه

هالة اكتفت بابتسامة

اما المهدي : عاد هو قال الحق بعدين رجاء المفروض ديما خارج المقارنة

فتحية : بيبدي عاد حبيب اخته

رجاء شافت ناحيتهم الاثنين بحب كبير : ربي ما يحرمني منهم فرساني

بعدها دورت بعيونها : وين عبدالمالك ؟

عبدالخالق : نبي نعرف ضناك كلهم مش قاعدين ما سالتي عليه الا هو

رجاء : معاوية و اسماعيل عارفة جايبين معاهم البلايستيشن و اكيد يلعبوا بيه في الدار الثانية لكن عبدالمالك ما عنده عليه هذا اللي خلاني نسال ، بالذات و المهدي هنا

قرب منها المهدي : تقول ما تعرفي ولدك مش ح يخش و خالتي ربيعة قاعدة انت عارفتها كيف تسلم عليه و هو يحمق

رجاء تذكرت وقت سلمت عليه اخر مرة بالوجه تعصب هلبة و قالللها فهميهم ما عاد يسلموا عليا هكي

المهدي طمنها : قاعد في داري يتفرج ع مباراة

رجاء : كويس ع راحته

و مشي يوم الجمعة … بذات الروتين
و لان ربيعة مازال موجودة ما قدر المهدي يفتح قصة خطوبته بريحان مع رجاء و انتظر لعند الليل باش روحت و بهكي اجل الامر ليوم السبت اللي وافق يوم سبعطاش فبراير وقت اللي كانوا الناس برا محتفلين هو كان يبي يفرح و يضع النقاط ع الحروف

و تحديدا عشية اليوم هذا
وقف عند باب داره و نادى : رجاء يا رجاء ..

: نعم ..

هو : تعالي انت و نجوى

الاثنين شافوا لبعض زي ما شافوا سارة و غادة لبعض و كلهم فضول خيرا المهدي طالما نادى عليهم بروحهم معناها الامر خاص و مستعجل بس شنو هو الامر هدا

و زاد الفضول من بعد ما خشوا الاثنين و هو ع طول سكر الباب

نجوى خافت لان من يومها علاقتها بيه مش قوية: خيرك شنو فيك من بدري حاسة عليك تبي تقول شي

رجاء بكل محبة : حبيبي قول اللي تبيه و باذن الله نديرولك اللي في خاطرك و الله ما نشدوا عنك حاجة

تحفز : انا جايبكم نبيكم تخشوا بيني و بين امي واسطة لاني نبي بنت و من زمان داويلكم اني وقت نوصل العشرين ح نتزوج و حتى ايمن معايا في الراي هذا و امي وقتها وافقت لكني خايف انها ترفض البنت اللي نبيها

ردت نجوى : امي مش ح تعترض يا مهدي المهم تكون بنت كويسة و بنت ناس

رجاء بتاييد لكلام اختها : ايه حق مستحيل حد يعترض عليها طالما هي بنت ناس و كويسة لا امي و لا اي حد ثاني يا مهيدي

و خاف المهدي من كلامها : انا نبي ريحان يا رجاء اللي تقرا معاي

نجوى هنا زي عادتها رفضت تدخل لانها لو قالت رايها المهدي مش ح يقبل و ممكن يحتد معاها في الكلام فما كان منها غير وقفت : اهو رجاء معاك تفاهم معاها انتم تعرفوني انا ما نعرفش نعبر خايفة نعفس الدنيا في بعضها خلوني نكمل حوسة المطبخ خير ما تقعد للبنات لاني من الصبح مروحة

و طلعت من عندهم

اما رجاء فكانت حرفيا مصدومة فيه : من هي ريحان يا مهدي ان شاء الله البنت الكفيفة اللي نعرفوها و الا في غيرها

المهدي خلاص ح يفقد وعيه من الكلام هذا لان رفض امه شي و رفض رجاء شيء ثاني تماما : لا ريحان نفسها اللي تعرفيها اللي قرت معايا من صغري ، يا رجاء انا حبيتها و متعلق بيها واجد

كانت تتكلم معاه بحدة : هذا دوة فاضية مش حب ، و لو كان حب فهو حب مراهقة ضعيف من اول ريح ينهز و اي واحد في عمرك تلقاه يحب هذه و يكلم هذه لكن مش شي ثابت و مع الوقت رايك يتغير و تندم انت وين عقلك احني نبو نتهنوا عليك تحصل مراة بشهادتها و بسيارتها و تكون عاقلة تجيبلك الصغار و تكبرهم كيف تبي تجيبها كفيفة ؟ ترا قولي من اللي بيتحمل مسؤوليتكم من اللي بيشقي بيك و بحالك ما حد صدقني دايم ليك حتى ايمن ذات نفسه . ع شان هكي انا وقت اللي نفكر نزوجك نبيها وحدة تهنيني عليك مش تبي من يخدمها حتى هي

قعد بين خوف من حدة اخته و رفضها و بين صدمته و ربكته و تمسكه بيها : عقلي كبير واجد يا رجاء انا واعدها بالزواج و ح نتزوجها

هي انصدمت و بدت تضرب بخفة ع وجهها : يا نهاري الاحرف شنو هذه وعدتها بشنو وعدتها يا ايامي السود ؟ كيف تعشم بنات الناس من امتى لينا في العلاقات. و الدوة الفارغة خسارة يا مهدي انت تدير هكي و انت عارف زي ما انا عارفة ان الزواج هدا مستحيل ح

بدي يعيط عليها و نسي نفسه : صدمتيني يا مثقفة يا اختي طلعتي زيك زي افطيمة

عيطت عليه و عيونها بينفجروا غضب و صدمة : احترم نفسك و اعرف كيف تكلمني و ما تنسى اني اختك الكبيرة و زي امك يا مهدي

المهدي بتحدي : لو انت زي امي و لو انت رجاء اللي نعرفها معناها ما توقفي ضدي

رجاء ايدها ع قلبها : نوقف ضدك و لا نوقف معاك في حاجة تذمرك و تدمر بنت الناس معاك و طلعت من عنده

لاول مرة يصير اختلاف كبير بينه و بين رجاء و الباين مش ح يتجاوزوه بالساهل بالذات و ان كان حاط امل كبير فيها تكون في صفه وقت اللي امه ترفض لكن خاب امله فيها

ما كان عارف انها تفكر بعقلانية و لو وقتها المهدي راجع بس نفسه مؤخرا … لعرف ان مازال ما نضج كفاية لدرجة يتزوج وحدة بظروف ريحان

الكلام حاجة و الحياة حاجة اخرى .. ريحان ما تبي اي حد يضغط عليها او يطالبها باي شيء

مهدي انت ما تقبلت منها التحفظ ع مشاعرها و بررت خيانتك ليها بالشيء هذا معناها في قادم الايام لو صار و تزوجتوا و قد تكون مريضة و منهكة و مش قادرة حتى تتكلم معاك كيف ممكن تتقبل شي زي هدا

كلاهما صغيرا بريئا لا يدرك من الحياة الا وجها واحدا و لم يرَ بعد ذلك الوجه القاتم المليء بالمسؤوليات و الواجبات …

كل الافكار هذه كانت في راسه و هو يتمشى حوالين الحوش لعند شافه مؤيد ولد عمه

جي ناحيته : السلام عليكم مهدي كيف حالك

بمسايرة : الحمدلله

يمشي جنبه : ايه شنو اخبار القراية هانت خلاص مازال سنة و تاخذ الشهادة الاعدادية

: ايه
و استمر يهدرز معاه بذات الطريقة لعند حس مؤيد ان مش ع بعضه و مش متقبل الكلام انسحب و روح

و بدال ما المهدي يخش داره زي العادة قعد في المربوعة لانها فاضية عاد عبدالخالق حصل يوسف الدرية من جديد بدي سهريات عنده كل ليلة

و بالكلام ع الليل و في وقت متاخر، طلعت نجوى: مهدي

كان متضايق و مش متقبل الكلام : نسمع فيك

: و الله يا مهدي فكرة مش ناجحة بكل إنك تاخدها في نفس وضعك لا هزوة و لا نية شينة لكن خوف عليها هي قبل عليك اللي بتاخذك يا مهدي لازم تتحمل مسوولية كل شي يخصك مش بس طبخ و كنس لا كل شي يا مهدي وانت عارف

و لان عارف انها من الصبح ح تروح ما حب يدخل معاها في نقاش و يزعلها لهذا حب يسايرها : خلاص توا نفكر

ارتاحت هي : ايه سلم خويا تبي شي

: لا خلاص خشي

خشت نجوى و كلها راحة ان ح يفكر و احتمال كبير يتراجع ع اللي في راسه

بس انت الباين مش عارفة خوك يا نجوى لان المهدي مستحيل يرخي بيها بعد وعدها بس كيف ح يوفي بالوعد هدا الله اعلم

كانت ليلة صعبة و مشي المهدي يوم 18 للمدرسة في مزاج سيء جدا

و المرة هذه ما كان عنده مهرب و ضروري جدا من المواجهة مشي ناحيتها : ريحان نبيك شوية

هي ما ردت كانت متوقعة ان ينهي معاها كل شي : به

و طلع المهدي قعمز في ذات المكان الكرسي الخشبي اياه
و ما هي الا لحظات و كانت جنبه

: كيف حالك

ريحان تتنظر فيه ينهي كل شي : الحمدلله

كان ناوي يعترف بمكالماته مع حسناء بس في لحظة هجمت عليه ذكرى قديمة وقت اللي تواجه معاها من قبل و انهارت و وقتها كانت صفاء موجودة و تصرفت لكن اليوم صفاء مش قاعدة : اليوم نبي نكلمك بالتيلفون و ضروري تكوني مستعدة لاني ح نطول معاك واجد يعني ما نبيك تقولي جت امي او ناداني حد

ايديها بتقطعهم كم كثر ما كانت تعصر فيهم : به

و اكتفى بهذا القدر لان مش قادر يكذب و لا قادر يفرحها بشي

: نستاذن

هو مشي و دموعها ما وقفوا : واضح كل شي واضح يا ريحان غير انا ربي يهديني و خلاص

: بالسلامة يا امي

فتحية واقفة جنب شاهين : و الله ما حسينا بيها جت لين قلتوا بتروحوا لو كان قعدت يا ولدي حتى نهار ثاني كيف مروح من طريق طويلة

: لا و الله يا عمتي طولت هلبة ع بوي

فتحية : ايه عندك الحق .. توصلوا بالسلامة ان شاء الله

باس ع راسها : ان شاء الله نستاذن

و ركب هو و نجوى انطلاقا لطرابلس

اما فتحية دخلت الحاجات اللي جابهم معاه : بالله تعالي شوفي يا رجاء الراجل هذا ما معقب حاجة الا و جايبلي منها لعنديت تحشمت

ابتسمت رجاء : بارك الله فيه

و دخلت فتحية لدارها تتفقد في الملابس و العطور اللي جابهم شاهين

شاهين اللي كان يعبر عن اشواقه لمحبوبته نجوى : و الله يا القلب ما صدقت وصلت مصراتة طول صدري انشرح و نفسيتي تغيرت لاني تنفست هواء بلادك

ضحكت نجوى : انا اللي استاحشتك واجد يا شاهين و ماني عارفة كيف فات الوقت عليا لعنديت جيت ، قولي شنو اخبار بنغازي

: مرايفة عليك واجد

ضحكت ثاني : هو انا شفتها من قبل ع شان نشوفها ثاني

: و هذا عهد ع غاليك ياخذك ليها شبر شبر المنطقة الشرقية بالكامل ما نخلي جهة الا و نصورك فيها تهبل راهو

هي قريب طارت من فرحتها : يا ريت يا شاهين تكون درت فيا معروف

: شنو هو ؟ من وين جبتيها معروف هادي انا ندللك و انفذ طلباتك بس مش معروف

ردت : ربي يخليك ليا

غادة في الوقت كانت ع ثقة ان قريبا الاستاذ معاذ ح يخطبها بالذات بعد كلمتها بسمة و قالت : عندي ليك مرسال

: انت تعرفيني انا مش متاع مراسيل يا بسمة

بسمة ضحكت : يا ودي عارفة ما تخافيش مش اللي في بالك مرسال يليق بغادة خليفة بن عمار

غادة بقيمة حاجب : اذا مرسال يليق بيا و يشرفني و يشرف خوتي مرحبتين بيه

بسمة : قبل شوية كان واقف عليا الاستاذ

هي رعشت بكل ما فيها : استاذ شنو

بسمة بغمزة : ع من يا غادة هو استاذ واحد هذاكا السمح الاشقر معقولة ما عرفتي الاستاذ معاذ

كانت بتتبخر من الخجل : خيرا

بسمة : انت عارفة ان شاب محترم و خلوق و بيناتنا عندي عليه معلومات كاملة

ردت بضحكة : عاد انت مانك غابية في حاجة كل المعلومات عندك تقول السجل المدني

بسمة : من غير بصارة .. حوشه ع دورين و فلوس واجد لعند تقولي خلاص

تنهدت : ربي يهنيه بحوشه و فلوسه .. بس انا نبي راجل يحترمني و يصوني كلا الفلوس عمري ما فكرت فيهن

بسمة : صحة ليك

غادة : باهي ادوي شنو مرسالك ؟

بسمة : هذا يا ستي توا وقفتي و قالي نطلب منك موعد ع شان يجيب اهله يخطب و يبي يعرف عنوان حوشكم هذا اذا انت موافقة يا سمحة

غادة : انا نسكن في ## و ردي ياخذه من خوتي مش مني

و وقت سمع معاذ الكلام هذا قداش ارتاح و زاد اصراره عليها اكثر و قرر ان زيارة اهله لاهلها ح تكون في موعد قريب جدا

اما المهدي فكان في عالم ثاني … مستعد لمواجهة معاها سكر باب الدار و التيلفون قدامه و اياديه مش قادرين يضغطوا ع زر الاتصال

و هي التيلفون بين ايديها و لاول مرة تتمنى لو ما يتصل بيها كل فكرها ان ح ينهي كل شي ما كانت عارفة ان اللي ح تعرفه اسوء

و اخيرا انب نفسه ان هي اللي غلطت و لازم تواجه و لا مناص من هكذا مواجهة ضغط ع الاتصال و اللي يسمع فيه مش صوت الرنة انما صوت قلبه و كيف يتمزق من قبل ما يعرف ردة فعلها و كيف ينتظر لعند يعرفها و هو الادرى بيها

فتحت و هي ساكتة

و ما قدر هو ينطق بكلمة

تسمع في انفاسه ع غير العادة سريعة لكن لا من شوق و لا من حب انما من خوف

و انتقل الخوف ليها سبب رعشة في ايديها و سرعة في دقات قلبها و دموع في عيونها و مهما منعت الهواء يطلع الا ان اخترق رئتيها مش في صورة نفس سريع زيه لا .. بل في صورة شهقة

الشهقة كانت موس دخل في قلبه و بادي يتحرك في كل الاتجاهات و ناقوس يدق في راسه و يذكر فيه بكلماته و عهوده ليها من جهة و كلماته اللي قالهم لحسناء من جهة ثانية و كانوا خيانة لريحان

: حونة

حطت ايدها ع فمها هالمرة ما تبيه يسمع الصوت

: تسمعي فيا …

و مازالت بذات الحال

اخيرا كان لازم يبدا بدون ما يوقف : حونة انا غلطت و في حقك و طامع فيك تسامحيني، انا .. انا و الله ماني عارف كيف درتها بس انت يعني كنت طول الوقت ما تبيني نقول ولا كلمة سمحة و تبيني نمشي معاك ع شروط انا مش مقتنع بيهن و انا عندي مشاعر ليك كبيرة واجد ع شان هكي وقت طلبت مني حسناء الرقم عطيته

هي ايدها هالمرة ع هذاك القلب الاحرف و صوتها اخترق مسامعه : اه

كمل : و وقت اتصلت بيا رديت عليها

ضغطت اكثر ع قلبها : لا

زفر بقوة و كمل و دموعه نزلت : مش مرة وحدة اكثر من مرة يا حونة تكلمت معاها لانها كانت

هي قاطعت كلامه : لانها اسمح مني و اصغر مني و لانها صحيحة اكثر مني و لان كلامها سمح اكثر مني …

: لا يا حونة بالله عليك غير اسمعيني انت في مكان و هي ..

بدت تعيط بس متحكمة في صوتها ع شان اهلها برا ما يسمعوه : ليش حرام عليك شنو درتلك انا في شنو قصرت يا مهدي انا من الاول قلتلك ما يصير قلتلك لا كم مرة قلتلك لا قعدت ورايا لعنديت طيحتني في الغلط و رضيت نغلط و انا اللي بنموت بس لاني حبيتك قلت المهدي ما يكذب المهدي بيصبر عليا يتحملني في مرضي ( ضحكت ) انت ما عشت معايا شي من مرضي و درت فيا هكي معناها وقت اللي نرجع ع حوائجي كيف تدير و وقت اللي انطيح من طولي كيف تدير و وقت اللي ما بنقدر نصيب و نقعد مريضة بنموت كيف تدير فيا .. اه اه اه حرام عليك قهرتني محمطته قلبي يا مهدي نحساب روحي نموت بالورم قتلتني انت باللي درته

بدي يبكي معاها : سامحيني حونة اسف و الله انك غالية عليا واجد بس غلطت كل شاب يغلط معقولة ع غلطة وحدة

: هذه مش غلطة انت خنتني انت سيبتني و انا في حاجتك و كلمت غيري رضيتها عليا و عليك انا نموت و نفكر فيك و نقول خيرا وانت تهدرز مع غيري جيت و دويت معاك وانت كذبت و قلتلي ثقة ما ثقة خلاص انساني من اليوم يا مهدي و حتى نمشي المدرسة رد بالك تفكر تكلمني رد بالك

و سكرت في وجهه الخط و انهارت باكية لعند جتها امها اللي صارت قلقة عليها هلبة الفترة الاخيرة كثرت عندها حالات الانهيار هذه

يوم 19 فبراير

دخل الفصل هو و نوح و المهدي يمشي يمين و يسار ….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى