روايات

رواية عيون القلب الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب البارت الحادي والثلاثون

رواية عيون القلب الجزء الحادي والثلاثون

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة الحادية والثلاثون

ادخلي حياتي لونيها … اجعليني انسى تلك الالوان الرمادية
اجلبي الورود ازرعيها…و انشري يا زهرتي عطورك الندية
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

من بعد المواقف المتتالية و حتى بعد افضى ما في جعبته لايمن بس مازال تحت تاثير الموقف اياه ابتعد شوية ع عبدالمالك و قال في نفسه لعل و عسى بحضورها تغير الاجواء شوية و كان عنده فيها امل كبير

يسمع في صوت الرنة و ينتظر في صوتها هي بلهفة لعند سمع كلمتها بلحنها المميز : خير يا خيي مهدي كيف حالك ؟ و كيف حال اهلك كلهم و رجاء و عيالها و خالتي فتحية

: بخير الحمدلله .. اخلاص انت كيف حالك و كيف حال ربيع و فيروز و كيف حال عربك كلهم

اخلاص كان ربيع مقعمز مقابلها : الحمدلله بخير

و جي وقت السوال المؤجل : اخلاص انت امتى جاية ، لان من غدوا ح يبدي العرس رسمي و انت اخته الكبيرة كيف مش ح تكوني موجودة معانا من البداية و بعدين هذه فرصة تحضري اجواء اعراس مصراتة بلادك

ضغطت ع ايدها و اضطرت تكذب : سامحني يا مهدي ما نقدروش ع الجية لاني مريضة واجد عندي بردة و نخاف نسافر تزيد عليا

قاطعها : اخلاص انت ما فيك شي واضح من صوتك انك مش مريضة قولي بصراحة انت ما تبي تجي لمصراتة

هي ارتبكت : لا يا غالي مش هكي كيف ما حكيتلك بس اعذرني كنت نتمنى نكون معاكم بس الله غالب ظروف

اتضايق اكثر : باهي تصبحي ع خير و سلمي ع ربيع و فيروز

سكر الخط

و هي بدت تبكي، قرب منها زوجها : اخلاص اذا تبي تعدي و الله نشيلك توا توا حرام عليكي نفسك قاعدة تعذبي فيها راهو

بدت تضرب ع قلبها : مش قادرة نكون معاهم و لا قادرة نقعد بعيدة عليهم حبيتهم غصبا عني يا ربيع بس مش قادرة نصفي قلبي و نعدي للبلاد اللي اختار باتي يعديلها و يعزقني … باتي فضل مصراتة و فضلهم هما عليا ، انت احسبها معايا من يوم مشى من هنا لعند مات كم سنة يجي خمسطاشن عام معقولة ما كان في فرصة يزورني و يسال عني معقولة انا ما نعنيله شي باهي من اللي قاله ان انا عايشة حياة سمحة و مرتاحة مع خوالي شنو عرفه يا ربيع عزقني و نساني و توا انا نعدي نحضر فرح اولده ابدا ما نقدرها .. مرات نقول يا ريتهم ما جوني تعودت اني اوحدي في هالدنيا و بالنسبة لخيي اللي عرسه توا عنده خوات غيري و عنده خوت وام و عيلة كبيرة واجد بس انا يوم اللي درت عرسي ما كان معايا حد منهم

ما كان منه غير ضمها و اقتنع ان في جروح ما يمحيهم الزمان مهما طال و في اوزار يحملوها الابناء شاؤوا ام أبو ….

و لو هي ما جاها نوم و هي كبيرة ابناء خليفة اللي انحرمت منه و هو حي يرزق، حتى المهدي ما جاه نوم و هو صغير ابناءه اللي انحرم منه و هو ميت و هكذا الدنيا عبارة عن تناقضات مع او ضد ….

و لان ما يحس بيك الا القريب ليك و رغم انها ما كانت عارفة اي شي بخصوص الموقف اللي صار بين عبدالخالق و المهدي الا انها جاته في داره و عرفت ان فايق حطت ايدها ع صدره و بدت تقرا في الفاتحة و المعوذات

: اه يا رجاء جيتي في وقتك

هي بقلق : طمني من بدري وانا حاسة ان فيك شي بالذات وقت عرفت انك قررت ترقد في دارك و سيبتهم في حوش عمي

حط ايده ع ايدها : ما فيا شي غير متضايق لان اخلاص قالت مش جاية واضح ما تبي تجينا و كذبت عليا و قالت مريضة

رجاء كانت حاسة بالامر هدا من البداية : حبيبي احني درنا اللي علينا مشينا و تكلمنا معاها حتى ع قصة الورث و الباقي ما بنقدروا نديروا شي

كان يبيها تكون معاهم بالذات في العرس : بس انا حبيتها يا رجاء و تمنيت لو جتنا و تعرفت ع باقي خوتي و خواتي تخيلت هلبة حاجات تتغير بجيتها

استغربت : هلبة ؟! هذا وين صدقت كلام غادة اللي قالت ان كلامك متغير تقول طرابلسي

ابتسم : ابلة صفاء غيرت فيا حاجات واجد يا رجاء

حبت تمازحه و تخفف عنه : الله يستر من هالابلة باين تبي تاخذ مكاني عندك الله غالب اهو مرة اخلاص و مرة صفاء ماني عارفة نهايتها شنو

جلس المهدي و باس ايدها : مكانتك عندي ما يوصلها حد في الدنيا يا غالية و انت عارفة

مسحت ع شعره : عارفة … ع فكرة حلاقتك سمحة واجد

وجهه تغير و تذكر اللي صار و هو متمني يمحيه من دماغه: رجاء نحس فيك مازال توجع فيك كراعك و بدري سمعتهم قالو ان انتي اللي مسحتي اللايدة بروحك بالله عليك اهتمي بصحتك انت غالية علينا واجد و صحتك اهم من كل شي

هي اصلا تكلم فيه و بتموت من سطير رجلها : لا انا صحتي كويسة و بدري راهو مش بروحي معايا بنات عمك و سارة

ضحك المهدي : تقول ما نعرفها سارة كيف تساعد

رجاء بابتسامة : كل حد يدير حد جهده ، هيا نخليك ترتاح بكرا ورانا نوضه بدري

: تصبحي ع خير

ردت : و انت بخير

طلعت من عنده و هي حاسة ان في داخله جرح ما افصح عنه و بدت تخاف عليه لان بادي يكبر و بالتالي ح يكون صعب عليه يقول كل شي ..
خشت للدار و وقتها كانت نجوى تطمن ع شاهين بالتيلفون : يعني الصبح بدري جايين

كان يطفي في الضي في حوشه : باذن الله و جاية معاي امي و نورا و معاها بنتها رانيا و فهمتهم اني بنطلع بكري لاني عاطي كلام لعبدالخالق نمشي معاهم وقت اللي بيجيبوا الجمل

يا فرحتها ان مشارك معاهم في الحوسة : نحس فيك متحمس

ضحك : تبي الحق عندي فضول كبير نكون جزء من عرس مصراتي و مش اي عرس هدا عرس اهل الغالية

اعتلت وجهها ملامح الخجل بالذات بعد دخول رجاء : بارك الله فيك …

هو حس ان حد خش عليها ضحك بصوت اعلى لعند دمعوا عيونه : ما احلاك يا نجوى وانت متحشمة شكلها خالتي والا وحدة من خواتك خشت عليك

يا دوب قالت : امم

تمالك نفسه و وقف ضحك : تعرفي توا خاطري نزيد الجرعة متاع الغزل و الحب ع شأن نشوف ردة فعلك شنو بتديري

تكلمت بهمس و عيونها ع نجوى كيف تفرش : و الله نسكر

حط ايده ع فمه ع شان يمنع صوت ضحكته العالي : خلاص خلاص هيا تصبحي ع خير يا القلب نشوفك غدوا و مش مسامحك لو تبي شي او خاطرك في شي و ما قلتيلي

: نبي سلامتك بس و انت من اهل الخير

شاهين حب يتشاقى عليها : نحبك

و سكرت نجوى طول و عيونها بيطلعوا

لاحظتها رجاء و القت نظرة ع خواتها الراقدات : خيرك اسم الله تقول ضربك ضي

بدت تواسي في شعرها : انا .. لالا ما في شي غير نفكر ان ما رقدت لعنديت توا و بكرا لازم انوضوا بدري حتى شاهين توا دوالي ان جايب امه و اخته و بنتها من الصبح بدري بيعدي معاهم وقت يجيبوا الجمل

رجاء مدت رجلها و كانت تتالم : ان شاء الله خير (عطتها نظرة ع جنب ) الباين في كلام خاص لعنديت وجهك يبوخ

تغطت نجوى : تعرفيني ما نحب ندوي تصبحي ع خير

ضحكت رجاء و سرعان ما اختفت الضحكة مع شدة الالم في رجلها
رن تيلفونها برسالة ” رجاء ردي بالك من نفسك ما تحمليها فوق طاقتها بكرا في زحمة يا ريت ما تديري شي يتعبك .. تصبحي ع خير “

و ردت بمسج مختصر بضعة حروف بس لو كانت تعرف ان ما يقدر يرقد لو هي ما بعثتهم ” ان شاء الله و ربي ما يحرمني منك يا غالي “

تنهد براحة و غمض عيونه و يفكر و يراجع في موقف المهدي و عبدالخالق في محاولة لايجاد حل او جسر تواصل بينهم

اما السلطان فكعادته يحسب في الساعات و كله امال و احلام وردية حول حياته القادمة مع شريكته الزليتنية اللي حتى شكلها ما يعرفه لعند الان غير من وصف امه ليها …

و عبدالخالق واقف برا و يجلد في نفسه و يحاسب فيها و نادم بيموت ع الكلمة اللي قالها و ياريته حاول وقتها يطيب خاطر خوه الصغير باي كلمة اعتذار تبرير اي شي بس هذه عادته يجرح بالكلام ويداوي بعد مدة بالافعال فقط انما الكلام ما يعرف يدوي و هو معترف بالشيء هدا و قد يكون هذا السبب اللي خلاه يتجنب الاحتكاك مع المهدي …

و بان شراق يوم جديد بشروق شمس يوم الاثنين .. اليوم هذا ح يكون اول يوم رسمي للعرس و عادة يعرف في مصراتة بيوم التشوير او يوم الكسكسي لان عادة يديروا العشاء كسكسي، و لهذا الكل فاق بكري … من بعد الفجر جهزوا الفطور اشكال الوان

المهدي كان يفطر في سفرة بروحه جنب سفرة فطور عبدالمالك و خوته
و طبعا للعلم هو يرتاح ان ياكل بروحه ع شان ما يضايقه حد و لا حد يتضايق منه لان وقت ياكل ح ياخذ الحاجة و يقيمها لفوق لو كانت صحن او طاسة و ضروري يلمس الاشياء ع شان يعرف كل حاجة شنو تكون و بهكي ياخذ راحته

: بتعدي معاهم وقت يجيبوا الجمل يا مهدي

حط من ايده طاسة الحليب : لا بس انا اول من يلمسه باذن الله بعد يجيبوه. بنراجيهم برا

و عبدالمالك اللي سال رغم ان كانت عنده رغبة شديدة يمشي مع بوه وقت عرف من خاله و صديقه بان مش ح يمشي : حتى انا قلت مش ح نمشي نراجيهم هنا خير انا وياك و اول ما يجو نعدوا نشوفوه

و فرح المهدي ان ح يقعد معاه: ايواه هكي خير .. وانت يا معاوية بتعدي

معاوية : لا ما عندي نية نعدي اخ بس لو نحصل دار فاضية نرقد فيها لعنديت المغرب ما نبي شي

ضحكوا ع كلامه

و جت رجاء جايبة في ايدها فتات ساخن حطتلهم منه : صحتين ع قلوبكم يا غوالي

: سلمك / شكرا ماما

رجاء : تبو شي ؟ خاطركم في حاجة ؟ قول يا مهدي

المهدي : صحيتي الحمدلله عبيناها ماني عارف حتى الفاد (الكبدة ) وين بنحطوها بعدين

عبدالمالك ضرب بايده ع بطنه : ادوي ع روحك انا مكانها قاعد يراجي

ابتسمت : ربي ما يحرمني منكم … ( لاحظت اسماعيل كيف ينعس ضحكت و حطت ايدها ع راسه ) حبيبي مازال تبي ترقد

اسماعيل فتح عيونه و بانكار : لالا بنراجي نشوف الجمل خلاص طار النوم

ضحكوا ع منظره كيف يمسح ع وجهه ….

و بهكي ضموا الفطور … و بدت نجوى تمسح في الحوش و غادة تجري و تضم لان الناس ع جية خلاص و بعد كملوا و نجوى تبخر

: روروروي
ضحكت نجوى : هذه زغروطة عمتي

غادة : وصلوا ؟

نجوى واست روحها : اي اصلا شاهين من امس قالي ح يجو بدري بالله بري نادي ع امي

غادة سرعت خطواتها و مشت تنادي في فتحية

اما نجوى فاستقبلت عزوزتها و حماتها : مرحبتين بيكم و حمدلله ع سلامتكم

: الله يسلمك / و مرحب بيك يا غالية

بية زغرطت ثاني و حطت من ايدها سفر الحلو و اما نورا حطت صناديق المشروب هذا غير الحاجات الثانية من المصروف اللي جابهم شاهين و سلموا عليها بالاحضان و شاركتهم السلام فتحية و شافتها هنية لانهم ع معرفة عن طريقة جارة بية رقية

بية : مش برانية يا فتوحة وين ما مقعمزين و شنو اللي تديروا فيه بنديروا معاكم

فتيحة فرحت بيها : بارك الله فيك اماله تعالي معايا في اللايدة برا النسوان كلهن غادي يراجن فيهم يجيبوا الجمل و بعد الذبح نبدوا ان شاء الله و هونهن اسمعي ها بدن في الغني

نورا تحمست : ما احلاه الجو هيا حتى انا بنمشي معاكم

نجوى : تفضلي … هاتي ندخل شناطيكم

مدتهم ليها : خوذيهم بعدين نبدلوا

و مشت نجوى دست حاجات عربها في دار امها لان المفتاح ديما عندها هي .. كيف عاد نجوى هي سر امها و صديقتها و ما توثق كان فيها هي

اما برا … و تحديدا الساعة سبعة من صباح اليوم هدا مشو الصبح بكري شاهين و ايمن و عبدالخالق ع شان يجيبوا الجمل

و عند الساعة ثمانية و نص ..

اما برا … و تحديدا الساعة سبعة من صباح اليوم هدا مشو الصبح بكري شاهين و ايمن و عبدالخالق ع شان يجيبوا الجمل

و عند الساعة ثمانية و نص …

كان المهدي جالس في جنب عبدالمالك فجاة وقف : و الله جو

عبدالمالك حاول يركز : ما في حد ماني عارف من وين جبتها هذه

دار حركة بايده : غير ركز بس في الصوت اهوا

و بعد تركيز فعلا سمع صوت المنبهات : ماشاء الله عليك و الله انا ما سمعتهم

ضحك المهدي و وقف و جنبه ابناء اخته رجاء و كلهم ترقب …
و عينكم تشوف الزحمة اللي صارت من الصغار و الكبار ع وصوله

و عند النساوين داخل … قعدوا يزغرطوا و يدربكوا يغنوا
و قداش انسجموا اهل طرابلس في الدقة المصراتية
لعند نورا تحمست و خشت ترقص و تعالت الزغاريط عليها

اما برا فهذا المهدي يجري في اتجاه صوت السيارة
و ما قال ايمن عنه ولدي من فراغ كان يقصدها لان حاسها و اهو حاليا و بمجرد وقفوا السيارات ع طول مشي لاقاه و شده من ايده قربه من الجمل: هيا يا ولدي هذا الجمل ما تخاف منه المسه ع شان تعرف شكله

بدي المهدي يلمس فيه و مبتسم : خيرا رقبته طويلة واجد هكي

ضحك ايمن : هكي شكله و خلقة ربي

: سبحان الله ، حتى كراعه طويلة الله يبارك

و اسماعيل واقف : باتي عادي نركب عليه

ايمن قامه و حطه فوقه و اسماعيل يضحك : نحس في روحي فوق بكل

عبدالمالك : وين فوق اماله كان يوقف الجمل وين بتكون ؟

المهدي : قصدك هو مش واقف ، حيه عليك و انا اللي نحسابه واقف

ايمن : لا يا ولدي هو كان واقف وقت لمسته اول مرة بعدها خلاص ضروري نخلوه مقعمز لان مربوط كان هدا ما بيقعد هكي في مكانه وين بنقدروا عليه

المهدي همس : و اخيرا شفت سفينة الصحراء ياما قريت عنها مش كيف وقت شفتها

و بعدها تقدم حامد ( عمهم ) هو وابنه الكبير علي و خذوا الجمل للمكان الخاص بالنحر … و الكل معاهم

اما حمزة واقف بعيد و يراقب كعادته لان في وجود عبدالخالق صعب جدا يتصدر اي مشهد هدا غير ان انطوائي بطبعه و ما يحب اجواء الزحمة

عبدالخالق اللي في كل صغيرة و كبيرة ما تسمع كان : وين الموس يا عبدالخالق

: جيب صواني يا عبدالخالق …

: وين نحطوا هذه سا عبد الخالق …

و هكذا هو ثوب المسؤولية احيانا يخنقه و احيانا يعطيه مكانة تزيد من ثقته بس الاهم ان ما يقدر يعيش بدون الخنقة و الثقة اللي يرافقوا المكانة هذه …

و تم نحر الجمل … و صوت صرخة الجمل زلزلت اركان المهدي : خيرا يعيط هكي

ايمن : لان يحس في الالم يا ولدي

اقشعر بدنه من الكلمة … و استمر يراقب في اللي يصير

زي ما السنوان يراقبوا و ينتظروا لعند يعطوهم الكبدة او ما زي يقولوا اهل مصراتة .. (الفاد ) لانهم ح يغسلوها و يقصوها و من ثم يقلوها في الزيت و اخيرا ح يلفوها في اوراق و يوزعوها ع الحضور كلهم

بية و بنتها منبهرات باللي يديروا فيه

: اقسم بالله جوهم يهبل يام علاش احني ما عندنا زيهم ما احلاهم كيف يديروا كل يوم في عندهم حاجة خاصة

بية : و الا الكرم ماشاء الله كلها بيوزعوها قالت مرة عمهم

اما بنت نورا رانيا فكانت ساكتة و تراقب في كل شي و خلاص و ما فاقت بيهم الا و هما يضيفوا فيهم في الكبدة في سفرة و صواني

بس البنت :ماما ياريت اعطوني زي الناس في ورق تهبل كيف ملفوفة

ضحكت نورا : كولي و اسكتي ما احلاني و انا نطلب فيها منهم

رانيا مشت لنجوى و همستلها

و نجوى عاد كل شي الا اهل الغالي : و الله ما نخليها تقعد في خاطرك و مشت نجوى و جابتلها و نورا تفنص في بنتها بس الاخيرة كان عندها فضول و تبي تجرب

و ما قعد حد من الضيوف اللي برا الا و خذي الصغير قبل الكبير و البعيد قبل القريب

و بعدها جي دور غسل الدوارة لان عشاهم مش بس كسكسي و بازين لا العصبان ضروري يكون ضيف شرف الليلة

و جت فتحية هي و نجوى قائمات صونية كبيرة وحطوها

هنية : هذه الثانية

فتحية داهشة : ايه واتية و نظيفة شاريتها من قبل العرس مع الدوارة اللي بتنظفوها توا و يالله تسد انا نبي نديروا بالزايد و ياكلوا كلهم صحتين

زغرطت ربيعة اختها : روروروي و الله صدقتي حتى هو عرس حميزة

و جي عبدالخالق و معاه ايمن و حطوا الدوارة غير النظيفة قريب منهم و كل النسوان زغرطوا عليهم
ايمن ع طول انسحب

و ع طول ربيعة و عايشة خالاته الاثنين بدو يغنوا : عندي زول طويل القامة .. طول عمره و زيد ايامه

ضحك عبدالخالق باحراج و هرب بسرعة من المكان …

رجاء كانت معاهم تجهز في خضرة العصبان و رغم كل شي لان افطيمة حاضرة كل شوية ضروري تسالها لو تبي شي و رد افطيمة كالعادة جارح ما نبي منك شي بس هي تتصرف تجيب الميا جنبها توقضها ع موعد الصلاة و تاخذها للحمام اكرمكم الله ع شان الوضوء و وقت الشاهي هي بنفسها تضيفها او تطلب من وحدة من خواتها

كانت تتكلم بصوت واطي : اسمعي غادة انا بنبدي في العصبان بالله نوصيك ع عمتي في الشاهي

غادة قلبت عيونها : كانشي نحطلها فيه دواء يخليها يا اما ترقد او تروح ماني عارفة خيرك تحسابي ينفع فيها هذه؟

رجاء : عارفة مش ح ينفع و الا كان نفع قبل بس انا ع شان ايمن يا غادة كم مرة بندويها

مشت غادة و هي مش مقتنعة بس سايرت كلام اختها و بينما كانت تحوس فرحت قريب طارت ان كلام و افطيمة بنات سليمان وصلوا مع امهم و طول مشو معاها في المطبخ

لاحظت كيف سارة حاطة رجلها ع الكرسي و تمسد فيها : خيرك

سارة بتعب واضح من خلال صوتها : ضميت الفراشات و فرشت الخيمة و توا كراعي توجع فيا بنموت منها

غادة شبحتلها بتهكم : حيه عليك يا ما صار فيك اماله رجاء شنو تقول اللي كراعها عمليات و بلاتين و قاعدة واقفة عليها من الصبح و توا تدير معاهن في العصبان

تحشمت : مش هكي قصدي

غادة : يا ريته نجوى تسمعك

سارة طلعت و مش عاجبها لانها عارفة لو نجوى سمعتها ح تنفجر فيها

و اهني ملاك بدي عندها الفضول و صارت تسال هي و افطيمة. و غادة تحكي ع سارة كيف ما تحب اتعب روحها

افطيمة (بنت سليمان ) : صحة ليها و الله في الدنيا هذه ما يتعب كان اللي يسحن روحه في الخدمة و ياخذوا عليه هكي ما عاد يريحوه

هي وجهها تغير : قولي غادة و خلاص …

ضحكت ملاك : كلا انت جو من الاخير …

و سمعتهم ينادوا فيها

بدت تشح في التيشرت متاعها : حيه عليك يا غادة هذه خالتي فضيلة و الله ما نبي نعديلها وك عليا منك يا امي ليش تعزمي فيها

افطيمة (بنت سليمان ) : خيرها

غادة : بعدين ندويلك

و طلعت تشوفها شنو تبي ….

و وقت وصلت برا قداش عجبها منظر النسوان كيف كلهم يساعدوا و يشتغلوا بقلب و هدا لان فتحية كانت ديما تطيب للجيران و تحوس معاهم

و هي تراقب فيهم سمعت صوتها : انت يا بنت تعالي هنا

قربت منها : نعم

اشرت ع مالقي الميا : عدي غيري الميا توا

خذت المالقي و هي بتنفجر غيرت الميا و بعثاته مع سارة اللي انجبرت تطلع بيه و الا غادة تقول لنجوى تتصرف معاها … و حصلت سارة في طلبات فضيلة اللي ما يتموا

و بعد اذان المغرب … بدو يحطو في العشاء بازين و كسكسي و العصبان… و كانت عندهم زحمة الله يبارك

و كان من ضمن الناس اللي يطلعوا في العشاء ايمن و لاحظ مشية رجاء بالسفرة كيف مش متزنة وجهه تغير و اعطاها نظرة حادة خوفتها و فهمت مغزاها حطت من ايدها السفرة و خشت داخل

ما لاحظ الامر هذا حد الا خالتها ربيعة جت وراها : تستاهلي يا رجاء

دارت روحها عادية : شنو صار ؟ خيرك تدوي هكي !

ربيعة اشرت ع ايمن اللي كان ماشي و عاطيهم بالظهر. : ما تفهمي بكل لعند الراجل عيونه طلعن فيك وانت تحوسي ما قعمزتي بكل و لو كان يعرف انك من الصبح مادة كراعك و تديري في العصبان

: يا خالتي كيف تبيني نقعمز و الحوسة قدامي

ربيعة : في ايدين واجدات و الناس ماشاء الله زحمة عليش كل حاجة ضروري تديريها بايدك

رجاء : و الله ما نقدر نقعمز يا بال و هدا عرس حمزة خويا و صاحبي و رفيقي

ربيعة بنصح : يا رجاء صحتك اهم من كل شي و لو تبي تساعدي حمزة بري تممي ع كسوته و ع حوشه اهتمي بالحاجات اللي ما بتعبك

سايرت خالتها: حاضر

لمحت ايمن جاي : خليني نعدي قبل يشوفني

ضحكت ربيعة : هدا كله خوف

بس رجاء ما ردت و قالت في سرها ” كله غلا يا خالتي مش خوف “

و ارتاح باله لما ما القاها معاهم اما عديله فرح وقت شافها لان مستاحش و فاقدها هلبة ليها ايام مقيمة في حوش اماليها

و لو عشقاته قبل مرة اليوم مرات ما سد زوله في العربي كيف طالع ما سد وقفته مع اهلها خلتها طايرة بيه فوق : شنو حالك يا القلب

: الحمدلله .. انت كيف حالك

شاهين بصوت خافت : مستاحش واجد واجد

ابتسمت بخجل و تراجعت للخلف وقت شافت عبدالخالق جاي

و هو كمل مهمته و تجي صورتها كيف متحشمة بين عيونه يبتسم و ينسى نفسه هو وين اصلا ..
و كل من يشوفهم و يحبهم يدعيلهم بالذرية الصالحة ….

و من جهة ثانية … زي عادته المهدي كان عشاءه بروحه بس جنب ابناء خالته و ابناء عمه و عبدالمالك و خوته كانوا ياكلوا و يهدرزوا مع بعض ع اللي ح يصير اليوم و بكرا في العرس

الحسين (ولد خالة المهدي ) ياكل في العصبان : بس العصبان ابداع

عبدالمالك : اي حاجة تديرها حنتي سمحة الحق ما في حد يطيب كيفها

الحسن (ابن خالة المهدي ): و انا معاك خالتي ما في كيف تطييبها قاعدة بنة الكسكسي اللي داراته في عرس خالي لعنديت اليوم في ريقي

المهدي مبتسم و هو ياكل و في عقله فعلا ما في حد طبخه زي امه مجرد ما يشم ريحة الاكل يرجع طفل صغير وقت كان كل همه امتى يطيب الغذي و العشي لعند كبر و اقترن موعد عودته من المدرسة بريحة طبخها و ما خطر في باله ابدا ان ح يجي يوم يشم هالريحة بس ما ياكل منها … و بالتالي ح تقترن ريحة الطبخ هذه بوجع كبير في داخله

___________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️

بعد العشاء الكل بدو يقسموا في السفر و يدخلوا لكن المهدي اليوم هدا استسلم ان ما يدير شي، احيانا التسليم مريح افضل من مجابهة تيار قوي لان كل ما كان يحاول يدير شي عشرة اللي يفزعوا و يجوه في محاولة لمساعدته و ثنيه عن ان يتعب نفسه و هدا كان يخنق فيه و بذلك استسلم للامر الواقع

و اما داخل و من اول ما تم العشاء بدت السهرية الكبيرة ع عكس الايام اللي فاتو، بمعنى الحضور و صوت الغني و كيف قاموها بوجود العدد الكبير من الناس و الاحباب

و لان اليوم االكل يلبسوا في رداوات زي الحاضرات و زي اهل الحوش

لبست رجاء بدلة صغيرة جديدة جايبها ايمن من طرابلس هدية ليها لونها بنفسجي غامق كانت طالعة فيها زي الغزالة مع ذهبها و زينتها و كله كوم و قصتها السوداء كوم ثاني كيف نازلة ع عيونها

بدت غادة تبخر فيها : ماشاء الله عليك رجيوه نخاف عليك من العين كيف طالعة.. هذه بدلتك الجديدة اللي جابها ايمن

رجاء تشوف في انعكاس صورتها ع المراية : ايه، سمحة ؟

: تهبل ع قولة صبية نجوى

رجاء لفت و قابلت اختها : خطرتي عليا نجوى، وينها ؟

غادة حطت البخار و ضحكت : تحوس عليهم يا حنه عاد هي الحكومة فتحت دار امي و دخلتهن معاها و تحوس عليهن و هنا يحوسن عليها

ضحكت رجاء عليها كيف تقلد : تعرفي حتى انت متغيرة واجد بالفستان هذا

لفت بيه غادة و كان فستان طوله لنص الساق و فيه حزام لونه بني داكن : كلهن قالنلي برا .. هيا كان بتطلعي وقت ع السهرية

رجاء قدمت و طلعت : هيا …

و استمرت غادة ترقي في اختها في سرها و حمدت ربي و شكراته انها شافتها في كامل صحتها و زينها و انوثتها

و مش بعيد عليها نجوى اللي كانت اية من الجمال في لبسة الردي ذات اللون الازرق الملكي و بلمسات من نورا برزوا جمالها و جمال عيونها كانت كلها جاذبية و الحنة زايدة فيها النص : ماشاء الله عليك يا بنتي ربي يحفظك من العين

: تسلمي يا عمتي .. حتى انتم ماشاء الله عليكم

بية بخت عطرها : لا وين انا خلاص راحت عليا البركة فيكم

نجوى : و الله انت طالعة اسمح وحدة فينا في لبسة الردي الله يبارك عليك

ضحكت بية : ربي يجبر بخاطرك .. هيا يا نورا عطلنا مرات المراة تبي دارها

نورا كملت سشوار قصتها : خلاص كملت يام خلي نضموا الحوسة بس

نجوى : و الله ما تمسيها هيا ضمي حاجتك في الشنطة بس و الباقي بعدين انا نضمها

و هكي صار و انضموا الكل للسهرية و تشوف وحدة تنسى الثانية من كثر ما لبس الردي مميز و ليه اطلالة خاصة في مناسباتنا و فتحية نافست بناتها في الزين و لو حد اول مرة يشوفها يتوقعها اختهم مش امهم

و بالنسبة للمهدي اصر ع عبدالمالك ان يوقفوا قريب من الحوش ع شان يسمع اصوات الغني اللي يحبهم هو من عشاق الفن الليبي الاصيل و خاصة غناء نساءنا الكبار في العمر و سايره عبدالمالك زي عادته

غادة : … مبروك عليك التعريسة … عين الله عليك حريصة

المهدي برا : هذه الفرخة غادة ريت ما يطلع منها

ضحك عبدالمالك : و الله ماني عارف كيف تفرق في صوتهن في الزحمة هذه

وشوية و جي صوت رجاء: يا راقد في الطين تهنى ..راهو خلفك ساير منه

و تالم المهدي ع الشجن اللي في صوت رجاء : هذه امك

: حق ؟ و الله انا ما عرفتها صحة ليك

فتحية : يا سعدودي غرسي بان .. عليا ضلل دار جنان
و كملت : لا تدين لا باع جنانه ..جاب عروسة من ذرعانه

اشر المهدي : و هذه امي .. صوتها ينعرف عاد

عبدالمالك : الحق المرة هذه عرفتها حنتي … مش عارف شنو عاجبك فيه الغني هذا

المهدي دار حركة بصبعه بمعنى اسكت : اس

سارة : عروسك يا منقوش الدور…ان شاء الله مبروكة ع السور

ضحك المهدي : هذه سارة الدلوعة سمعتها كيف تغني بصوت رقيق قريب ينقطع تحسه صوتها من رقته

عبدالمالك : بكل خالتي سارة تحسها تبي القشط

اشر المهدي : اهو الصوت الاصيل

برنية : ان شاء الله عرقوبك جلاب … ما يقعد في الحوش شباب

و تساءل عبدالمالك. : من

المهدي : عمتي برنية و الله تهدريزة معاها توا اسمح من اي حاجة

و جاهم صوت فضيلة اللي كانت تغني و تسمع في عافية و هنية سلفات فتحية
: الحوش اللي جيناه طرابة… ان شاء الله ما يسكر بابه

ضحك المهدي برا لان عرفها و زيه
ضحكت غادة داخل و قربت من رجاء : تاريتها خطيرة امي عزمت فضيلة اللي مسحت كبدها في نسوان اعمامي

رجاء بدت لا اراديا تتذكر في ايام زمان كيف كل العيلة لهو عنهم من اعمامهم و كانوا حتى يضايقوا فيهم بالذات في امها و اهم اليوم ملتمين عندهم و يغنوا و يضحكوا و ياكلوا و يشربوا و قالت في نفسها ليش مش من الاول هكي ؟ ليش يخلوا فينا نكرهوهم و نبعدوا عليهم ! ليش خلوا بينا فجوة ! معقولة ما حسوا للحظة ان ح يجي يوم و يجونا وحتى يباتوا عندنا يا ريت الواحد. يحسب القدام و يخلي دائما خط الرجعة مفتوح

اما سارة خلال السهرية هذه تعقدت لابعد حد من نظرات جارتهم فجرة كانوا نظراتها بين غضب و زعل ع حال ولدها لانها كانت عارفة ان البنت عجباته ” ربي يبعثلك بنت الحلال اللي تستاهلك يا معتز واضحة البنت مش ليك ايه بالله انت وين و هي وين ! “

و مع الساعة 11 الكل بدي يروح الا الناس اللي قاعدة و ح تبات
و سهر المهدي و عبدالمالك و معاهم ابناء خالة المهدي الحسن و الحسين لعند اذن فجر يوم الثلاثاء اللي يوافق يوم رمي حمزة

زي ما سهرت هناء و اخواتها لان عفاف كانت جايتهم زيارة

و اهني الكلام كان عند ام العز : و الله ع خبر كنة سلفي قالت واخذها يا حناني من زليتن و دائرين عرس كبير واجد و فرحانين هذاكا حدهم

هناء : باهي زليتن مش بعيدة واجد

عفاف طارتلها من كلامها لانها مازال مصرة ع خطبتها من وليد سلفها : ما في شي بعيد ع السيارة و بعدين اهو انا قدامك يا هالة نقعد بالشهور ما نجي صح لكن وين نجي جيتي تمسح ع الكبد

انتصار ضحكت : هي من ناحية تمسح ع الكبد فهي تمسح

وقفت هناء : خلوني نشوف امي و نوتي سفرة و نجي

رفعية كانت متكئة قعمزت مخلوعة : سفرة شنو نهاري الفجر قريب يأذن

هناء : معناها خليها سفرة فطور ..

طلعت من عندهم مرت ع خديجة القتها راقدة تطمنت عنها و مشت للمطبخ و بدت تجهز في سفرة بس لاحظت ريحة الدخان جاية من برا انشغلت حطت ع راسها و طلعت من عند باب المطبخ و تفاجئت بمازن مقعمز و سرحان في حوش خاله

اتكت ع الحيط : وين وصلت ؟

انتفض من صوتها و رمي السبسي : من وين طلعتي بس

اشرت ع راسها : من عقلك و الا نقول قلبك

وجهه تغير للاحمر : انا بنعدي نرقد ورايا عمل الصبح

هناء ابتسمت : عدي بس بنقولك يا مازن اللي في قلبك انا عارفته و صدقني مش ح تقدر تتحمل لو جي حد و خذاها قدام عيونك لهذا ادوي لآمك او خليني انا ندوي معاها و اعطي فيها حتى كلمة خالك بشير مستحيل يردك

انصدم كيف عرفت و صدمته الاكبر شنو معنى كلام لو خذاها حد : انت سامعة ان في حد جايها ؟

قامت اكتافها بعدم معرفة و ضحكت كيف كشف اوراقه قدامها : توقع كل شي هيا تصبح ع خير حتى كان الفجر قريب يأذن

و خشت مخلياته في دوامة اكبر من اللي كان فيها رجع بعيونه ع رواشن حوش خاله ” مستحيل حد ياخذك وانا حي “

و هناء كانت قريرة العين وقتها و حست انها دارت الصح لمصلحة ولد اختها و صديقها و بنت خوها اللي تحبها هلبة و تربت تحت عيونها ….

اما في حوش العرس … وين ما كانت الاعمال ع قدم و ساق و من الصباح الباكر

كل من هنية و فتحية من الفجر حطوا طبيخة البازين ع النار

و شوية و شاركتهم ربيعة … و عايشة و ماجدة و مديحة و حتى بية و نورا ما وقفوا يتفرجوا…

و مع الساعة تسعة و نص بدت الناس تجي لان عادة في الاعراس المصراتية مع الساعة 11 يبدو يطلعوا في القصع لان وراهم مشية يا بال لمكان بعيد

و استمروا يغدوا في الناس لعند الساعة واحد … و بعدها خلاص كل النسوان التموا في الخيمة و بدو يدربكوا

و جي دور البنات في تقديم الضيافة من عصير و حلويات
و ع انغام يوم الرمي زادت الاجواء سماحة عندهم

بدت ربيعة تدربك : مبروك عليه علائقه … عرس و الدنيا رايقة

و شاركتها هنية الغني : سلم حميزة دار علائق … ما خلاش الخاطر ضايق

نجوى تصفق : هالطريق اليوم سقيمة… مسقد ماشي للريمة
اما فتحية فقالت :الغالي بنسقد رميه.. هاللي يحل العين العمياء
برنية وقفت ترقص و تغني : بنسقد رميك يا غالي .. فيوم سعيد و فاضي بالي
سارة : اللهم صلي ع النبي .. الكسوة كسوة عيت البي

بدو غادة و خواتها و معاها افطيمة و ملاك يطلعوا في سلات (او سوابيت) الرمي
وطلعوا في حركة منتظمة ع شان يلقوا بيهم ع النسوان في الخيمة و يوروهم و اللي يشوف يزغرط و يبارك و الشتاوات مازالوا يقولوا فيهم في لحن مميز متناغم مع صوت منبهات السيارات برا ع شان يستعجلوهم ع المشي بينما عبدالخالق و منصف و يوسف و معاهم حتى معتز كانوا منسجمين في اطلاق الالعاب النارية قدام باب الحوش

بالنسبة للكسوة كانوا عبارة عن سلة فيها البدلة الكبيرة و سلة البدلة الصغيرة و كان من ضمنهم بوكس فيه الذهب ما يعرف في مصراتة بالعقد و النبيلة و طاقم الذهب و حدايد و خواتم و ثلاث سلات كل وحدة فيها فستان و سلة خاصة بالاحذية و زيها فيها الشناطي و سلة فيها ملابس خاصة بالاضافة لسلة المكياج و العطور و الاكسسوارات و اهم شي هي العلاقتين

و بدو النسوان يطلعوا ع شان يشاركوا في المشي للرمي و من ضمن المتفق عليه ان ح تنقرا الفاتحة في حوش نسابة حمزة بزليتن
اليوم و بهذا حمزة ح يكون من ضمن الناس اللي ماشية لزليتن

و انطلق موكب الرمي لمدينة زليتن و كان عدد الرجالة اكثر باعتبار ان الفاتحة ح تنقرا اليوم

و مشو خوات حمزة الاثنين نجوى و معاها عزوزتها و حماتها اما بنتها فخلوها مع البنات في الحوش و رجاء كانوا معاها اولادها و المهدي و اكيد حتى افطيمة مشت و كذلك حورية سلفتها و وقتها ركبوا مع سليمان

سليمان اللي كانت طريقه كلها نقاش مع امه

: يعني دويت معاه و مازال مسكر راسه

تذكر كلامه مع اشرف قبل رحلته للجنوب : دويت معاه كيف ما فهمتيني و قلتله شوف اهو حمزة نسيب خوك كم عمره و عرس يالله حتى انت حوشك واتي خلي امي تشوفلك مكان و ديريلنا عرس

: ايه و شنو قال ؟

تذكر وقت قاله اشرف ” حمزة ما حد غصب عليه كيف ما دارت هي معايا خذي كيف ما يبي برضاه و قوللها تحط في بالها ان مرات تعرس انت لولدك و اشرف مازال انا موضوع الايخاذ و العرس سكرت بابه نهائي “

حركاته من ايده بقوة : انت هوه نكلم فيك

انفجع منها : قالي انا ما دخلي في حد و كل ايد تمسح ع وجهها

بدت افطيمة : ان شاء الله تنمسح سيرتها من الدنيا اللي هبلاته وراها هونها بضناها و هو قاعد ماد وجهه لكن ما نبدا افطيمة لو ما خذيتله كيف ما انا نبي

حورية ساكتة و بس و في داخلها طارتلها يعني معقولة جايين لعرس وماشيين مع رمي و تنكد عليهم هكي

بينما سيارة ايمن كانت الاجواء حلوة بالمرة

: حط اللي تبيه يا ولدي اللي خاطرك تسمعه قولي و نحطه

المهدي كان يبي يجرب بروحه : خليني نجرب كل مرة دسكة لعنديت نحصل حاجة سمحة

: ع راحتك ( و شاف جنبه لرجاء ) شنو متريحة نقوي التكيف و الا تمام

رجاء : تمام …

و حط المهدي دسكة اغنية لمحمد حسن بصعوبة وصل في المسجل لان كان جالس في الخلف الى جانب صغارهم

: عندك دواء عيني … و هي ما راتك
شنو فايدة عيني … ويش حاجتي بعيني
ان ما شافاتك

المهدي : سمحة الاغنية هذه صح ؟

و ما رد هو و لا هي لانهم كانوا رهائن لكلمات الاغنية اللي كانت و كأنها عليهم و ما في حد غيرهم حاس بيها

و الحال عند عديله مش بعيد عليه وبالرغم ان معاه في السيارة اثنين غيرها بس كان لا يسمع في غير صوتها و لا نفسها و لا يشوف في غيرها و كل ما تشارك في الكلام مع امه و اخته يحس روحه في فضاءه الخاص هو وياها

بية : ماشاء الله ع اسباركم و عاداتكم يا نجوى

نورا : قولي يهبلوا كلا انا من توا وين ما في عرس في مصراتة في حوش اهلك يا نجوى بنجي

: مرحبتين بيكم و الله فرحانين بيكم واجد كلهم العيلة

بية : سلمها يا ربي و حتى احني فرحنا بالنسبة هذه ما شفنا منكم كان الخير

و شاهين معاها بعيونه و كأن يقول ” و انا ما شفت كان الخير منها “

شغل المسجل و اشتغلت اغنية : ع العين يعزوا .. هاللي من مصراتة دزوا

هي ذابت في ملابسها خجلًا و نورا مستمرة تصفق و تديرلها في حركات و تضحك عليها كيف متحشمة بس شاهين كان معاها بعيونه و متمني لو تتلاقى نظراته بعيونها اللي ما عشق غيرهم في حياته

و باحوال مختلفة بين السيارات … وصلوا لحوش اهل هالة اللي كانوا من سكان وسط زليتن في مزرعة كبيرة و كانوا كلهم ع اهبة الاستعداد في استقبالهم من كبيرهم لعند صغيرهم

واول شي كانت الالعاب النارية و الزغاريط و الشتاوات المميزة اللي اختلطت و ما عاد يقدر حد يفرق بين الزليتنية منها و المصراتية منها

و كيف لا و هي ليبيا و منها ديما يجي كل جديد

ع قد ما يقولوا مختلفين تلقاهم متحدين و تلقى في نفس المكان اللي خواله مصاريت و في اللي خواله زليتنية او حتى خمساوية او شراقه او سرتاوية او تراهنة او او و تطول القايمة و ربي يطول اعمار اولادها ليبيا الحنونة الغالية من شرقها لغربها و من جنوبها لشمالها لوسطها لكل جزء فيك يا بلادي

و من اول ما وصلوا الرجالة ضيفوهم العبمبر و العصير و كانوا اهل حمزة جايبين معاهم الماذون الشرعي ع شان يتم عقد الفاتحة بينهم

و بالكلام ع السلطان الله يبارك عليه

خشت وحدة من بنات خالة هالة : ماشاء الله يا هالة ما بطلت لعند شفته زوله الله يبارك طول في عرض و في البدلة العربية و الزبون الرصاصي تقول رصاصة و خشت في قلبي

فنصت فيها : اعطيك رصاصة اماله حق شنو الكلام هذا

صفقوا البنات بحماس : غارت هالة

ضحكت بخجل و هي تتخيل فيه : نغار اماله شنو شوية و بيولي راجلي

و سمعوا الشتاوات و الزغاريط من برا : هيا تغطي شوية و بيلبسوك

بينما برا كان حامد وكيل حمزة اما هالة فاكيد وكيلها بوها
و جت اللحظة اللي خايف منها حمزة و هي ان يبكي قدام الناس لان فاقد وجود المرحوم خليفة و حاول و بعد جهد جهيد قدر يتمالك نفسه و يسيطر عليها
و انقرت الفاتحة و انكتبت هالة زوجة لحمزة و ربي يتمم ع خير و تكون زي ما متمنيها هو و يكون هو زي ما هي تتمنى …

اما داخل الحوش فتعالت الاصوات بين شتاوات و تصفيق :

العين قالت يا مرحب بيه .. اللي جانا و جاب كساويه
اللي حبه موش خيانة … جاب سوابيته مليانه
حصلتيه ولد متسمي .. لا تبكي و لا تقولي امي

و طلعوا العروسة مغطية بالردي فتحوا عليها العلائق و لبسوها فردة من فردات النبيلة (الاسوارة ) …

و رقصت رجاء و كأنها لا دارت حادث و لا كانت ع مقربة من الموت و لا فقدت حد و هدا مش معناه انها نست ابدا
هدا معناه عطاء هدا معناه ايثار و فرح بالغير و لان الغالي وخيها يستاهل في نظرها كانت مستعدة تتحمل اي شي في سبيل يكمل العرس هدا ع خير

و انتهت مراسم الفاتحة و باركوا للعريس
و هلبة اللي باركوله و هلبة تصدروا المشهد في محاولة تعويضه ع فقدن اقرب الناس ليه و كان جدا ممنون ليهم جميعا بس من يقدر يكون مكانه الاب مهما حاولوا صعب جدا بالذات لشخص كان كل كنزه في الدنيا اب كل ماله في الدنيا اب كل فرحه في الدنيا اب و فجاة عدا و خلاه

و نجح حمزة للمرة غير معروفة العدد في كتمان الالم و تصنع البرود يا دوب كان مبتسم و هو يتلقى في التبريكات

و اخيرا وقف في مقابل منصور نسيبه سلم عليه و اليوم يا حمزة صعب تهرب من مسؤولية زي هذه : نوصيك عليها بنتي غالية يا حمزة و جي نصيبها بعيد علينا لكن لو ما كنت واثق فيك ما كنت عطيتها

كان مرتبك و ما عنده مفر من الرد : ان شاء الله يا عمي نكون راجل ولد اصل معاها و ما تجيك في يوم تشكي مني

ارتاح بال منصور : ربي يباركلكم

و قاطع حديثهم صوت المنبهات الخاص بالسيارات و بالتالي عرف ان حان وقت العودة لمصراتة سلم ع الموجودين و طول روحوا لمصراتة

ايمن كان طول الطريق نظرات و همسات بينه و بين رجاء

و حس المهدي عليهم و تمنى لحظتها لو تكون حياته مستقبلا مع ريحان زي ايمن و رجاء، لان من يومه مقرر ان يتزوج بكري

بس الغريب في الامر ان كل ما يفكر في ريحان يسيطروا عليه ثلاث مشاعر حب و الم و خوف و مش فاهم السبب ليش ؟ هل هذا واقع ام حدس ام مجرد هاجس !

في الطريق و اثناء العودة اصحاب حمزة و اصحاب عبدالخالق داروله
اجواء مميزة

يوسف درس ع جنب و شغل المسجل و يصفق : هيا يا سلطان و الله لاد انك ترقص هنا قبل نخشوا مصراتة

حمزة بين ضحكة خجل و بين تصنع و بين فرحة طاغية عليه مش قادر يمنعها : عبدالخالق فكني منه صاحبك

و قام ايده عبدالخالق بمعنى ما دخلي فيه

و يوسف بجراته الكبيرة جي في اتجاهه و جبده برا السيارة : و الله لو ما ترقص نروح و ما بنحضره العرس

منصف : مرات يفرح راهو مادابيه تروح انت و يفتك من وجهك

فنص يوسف : اسكت انت ( و اشر لحمزة ) معقولة تشمتهم فيا

و حول حمزة الفرملة و نزل من السيارة و تعالت صيحاتهم

و جي ع جنب الطريق و صار يرقص

دمعوا عيون عبدالخالق وقت شافه و ما تحمل و شاركه
كانت رقصاتهم متناغمة مع ان عمره ما جمعهم فرح من وفاة خليفة
كانت العيون ياما تقول و تشكي ع اللي عاشوه من قبل و ع الفجوة الكبيرة بينهم اللي كل يوم تزيد
و رغم ما في كلام بس اللي يدقق ياما يسمع و يشوف

أهلا وسهلا ومساء الخير أهلا وأهلا يا وجه الخير
لك سايبنا شوق كبير انت قدرك في الناس كبير انت فوق الحاجب والعين

وأهلا بالجودة مرحبتين أهلا بالجودة واهلا بالجودة مرحب يا صادق في وعوده
منا تستاهل مجرودة ونزيدك مية زغرودة من بو عين كبيرة سوداء
ياغيمة سيلة ورعودة روى كل العطشانين

ما من عطشانة رواها دارت نوار وحاياها درت والخير كساها بارك نورها ضواها
وانهمت في غيم سماها ووين انشكع في ليل سماها صارت نوار بساتين
صارت يم غفير سجايل ان هنتي خايل في خايل صارت يما عيون دبايل ان هنتي خايل في خايل
يللي عقلي شورك زايد قدم غالغيات سبايل شفتك جاية وادي زايد ياما قال عليه القائل خبرنا يا وادي زين

و كانت الدقايق هذه من اجمل اللحظات اللي عاشوها الاخوة مع بعض و قد لا تتكرر و حتى المرة هذه ما كان موجود فيها المهدي ….

اما في حوش المرحوم خليفة فقداش فرحت فتحية بتصرف نسيبتها نورية لان في مصراتة من عادات عرب البنت يردوا خبزة تنور و بيض مطبوخ، و حتى نورية دارتها و ما نقصت اي شي من سبرهم
و زي العادة وزعوا الخبزة و البيض المطبوخ ع الناس ..

و بعد مرور الوقت و تقديم وجبة العشاء للناس … انقامت سهرية جديدة من عرس حمزة و حضورها حتى المرة هذه كبير

بعد السهرية ما قعد حد الا الناس اللي ح يباتوا و كان حديث الساعة بين الاخوات … المنظر اللي شافاته نجوى بدت تحكيلهم كيف شافت خوتها يرقصوا ع الطريق و هي متحمسة

غادة : وك عليا بنموت يا ريتني شفتهم خسارة

نجوى مبتسمة و هي تتذكر في منظرهم : و الله حتى انا قريب قلت لشاهين نزلني نبوس عليهم اول مرة نشوفهم هكي ربي ما يفرق بينهم

رجاء ساكتة

و سارة لاحظت : خيرك رجاء غريبة ما قلتي يا ريت شفتهم

مشت ايدها ع رجلها : بالعكس الحمدلله اللي ما شفتهم ناسية ان معايا المهدي لو شفتهم طبيعي يتكلموا عبدالمالك و معاوية و اسماعيل و يحكوله تخيلي وقتها شنو اللي بيحسه المهدي

و سادت لحظة صمت ع الجميع

كملت رجاء : مش نلوم فيهم عارفة انها صارت صدفة زي واجد حاجات صارت من قبل بس اثرها ح يكون واعر ع المهدي

غادة تخيلت الموقف : صح .. بس مش عارفة يا رجاء عليش الواحد وقت يفرح مرات ينسى يعني تاخذه فرحته

نجوى : قولي تاخذه الدنيا … المهم حالنا خير من غيرنا بواجد و ربي يتمم ع حمزة بخير

كلهم : امين يا رب …

رجاء : هيا خلينا نفرشوا الناس وقت

غادة وقفت : خليك انت نعدي انا فيسع و نفرش

سارة : كلا انا بنرقد تعبانة واجد

نجوى بتهكم : امتى مش تعبانة انت .. بالله خليني. انوض نشوف المطبخ

و تهربت سارة زي العادة و رجاء مشت تحوس مع نجوى في المطبخ

و بعد وقت خش عبدالمالك للحوش و شاف العزايز راقدات و ينصدم ان فضيلة متغطية ببطانيته اللي كانت من المقدسات عنده، بالاضافة لان يتشارك مع المهدي في طبع ان عياف درجة اولى لهذا ما تحمل الامر

بدي ينادي بصوت عالي و عيونه بيطلعوا في فضيلة كيف تدير في البطانية ع وجهها : امييي

طريقة نداءه خوفت كل من سمعه يا بال امه جت تجري يا ناري بتموت من خوفها : خيرك ؟ خيرك سيدك فيه حاجة

هو آشر ع الدار : توا توا نبي بطانيتي ، لو كان بس نعرف من اللي عطاها ليها من من؟

رجاء رجعت بعيونها للخلف و لاحظت ان بطانية ولدها عند فضيلة غمضت عيونها :تربح يا وليدي غدوا من الصبح نغسلها بس خليها الليلة تتغطى بيها كيف ح ناخذها منها عيب و الله ما تجي

و هو مصر و يخبط ع الحيط : ما دخلي فيكم انا توا توا تاخديها منها انت عارفة اني حتى خوتي ما نخلي فيهم ياخذوا حاجتي تعطيها لهذه و بعدين انا جبتها من حوشنا ع شان نتغطى بيها انا مش العزوز الشمطاء هذه

رجاء كانت تضرب في وجهها بخفة خوفا من ان يسمعه حد : حيه عليك يسمعوك و الله لاد اني تبدا فضيحة اسكت يا ولدي الله يهديك

و هو شي مستمر يخبط و يعارك ..و ع صوته التموا خالاته عك و معاهم فتحية و خواتها و يرضيك و يهديك و هو شي مسكر راسه ان ياخذ بطانيته

رجاء اخيرا تكلمت بنبرة تهديد : و الله يا عبدالمالك تعرف عندك حل من اثنين يا اما تطلع توا او نتصل ببوك يتفاهم معاك

و اهني عبدالمالك خلاص خاف كل شي الا بوه لان ايمن رغم حنيته عليهم الا ان في الغلط ما يتواني لحظة وحدة ع عقابهم و بشدة

طلع بدون كلام و مشي يشكي للمهدي : هالعزوز اللي اسماها فضيلة خذت بطانيتي

ضحك المهدي : حيه عليك لو تعرف شنو ح تدير فيها

زاد غله بعد كلام خاله و بدي يتفكر فيها كيف تسمح بيها بوجهها

اما المهدي فكان عنده فضول يشوف الاجواء داخل ع شان هكي كي للحوش و دخل ع كلام اخته غادة : و الله لو خذوها منها لاد انها تعيط باعلى صوت و تقول خذو مني بطانيتي

ضحكت ربيعة : اكيدة هذه وانت يا رجاء غالطة المفروض عارفة طبع ولدك ما خليتي حد عطاها ليها

رجاء شافت لامها : الله غالب

فتيحة ارتبكت لانها هي اللي عطتها للمراة : ترا فكيني انت وياها بطانية زي هالبطاطين عطيتها ليها و خلاص وانت ولدك احرف من المهدي عياف

المهدي : ضروري تجيبوني في النص …

رجاء بقلة حيلة : الله غالب ما عندي ما بندريله قلتيها بروحك طبع

و يهد عليهم عبدالمالك و في ايده رشادة كبيرة: و الله يا تاخذوا منها البطانية يا اما بنخبطها بيها توا

كلهم عيطوا : حيه علينا

رجاء وقفت قدامه: عيب يا عبدالمالك و الله لو بوك يعلمها يوريك كيف تحدف المراة

بعدم اكتراث للامر: المهم نقتلها و الا حتى تفقد الوعي و ناخذ بطانيتي

فتحية اهني خافت : حيه عليا با عبدالمالك توا ناخذوها غير اسكت بس

قعد واقف و مربع ايديه و يراجي و يحرك في الرشادة بين ايديه كتهديد صريح باللي ناوي عليه

اما فتحية بعد تفكير : اسمعن امشن جيبن اميا و اعطنها تشرب لعنديت تخش الحمام و خلاص نغيروها

غادة : نجيب الميا عادي لكن بعدها للحمام مش ح نخش و انظفه. ايواه خشي انت مش قلتي بنت عم راجلك و ملزومة بيها

فنصت فيها و كانت تبي تقرصها بس غادة هربت للمطبخ و مشت فتحية وراها : اماله و الله الا انا نعطيها الميا وانت تخشي وراها للحمام توا نوريك يا فرخة

ضحك المهدي عليهم

و جت فتحية بالميا : خوذي اشربي يا فضيلة

خذت منها و هي تهدرز و شربت : و الله عطشانة بنموت من بدري دويت لبنتك غادة برقت فيا و عدت

و قدمت فضيلة من برنية : و هذا حالي مع كنايني اعطيهن و يجيهن

طلعت فتيحة و القت عبدالمالك مازال واقف و ياناري احتارت شنو تدير

و ردت فتيحة بالميا للمرة الثانية و الثالثة و في كل مرة تصر اكثر عليها تشرب

بس خلاص المراة معش تحملت و عيطت فضيلة : خلاص يا فتحية تحسابيني جمل شوره من بدري جايبة اميا و طالعة باميا و بدري قريب جفت من العطش ما برق فيا واحد انا و الله توا حسني بنخش الحمام ترا حولي

وقفت و مشت للحمام اكرمكم الله

و بسرعة فتحية غيرت البطانية و جابتها
اول ما خذاها شمها : صنتها زي الجيفة و الله ما عاد نتغطى بيها

هد طول للمطبخ و كان في قمة الغضب جاب موس و قطعها

و المهدي يضحك و بس

اما فتحية وجعتها البطانية : حيه عليك كان خليتها عند المراة خير

رجاء دفت امها داخل الحوش : فكيني منه يا امي ع كيفه فش غله و خلاص ربي يهديه طبعه واعر

و فاتت الليلة هذه عليهم داخل ضحك ع موقف عبدالمالك و موقف فتحية كيف تجيب في الميا لفضيلة ….

اما خارج الحوش و تحديدا مع الساعة اربعة و نصف فجرا

طلع المهدي من مربوعة ولد عمه و يحاول يتخطى اولاد عمه و خالته اللي راقدين جنبه

و كان يمشي و يخط في رجليها ع الارض ع شان ما يعفس ع حد و هكذا عادة اغلب المكفوفين بالذات في الاماكن اللي مش حافظينها

طلع للايدة حوش ولد عمه شم ريحة دخان و سمع صوت نفس : من في هنا ؟

رد : انا يا مهدي

و عرف ان خوه الكبير : خيرك قاعد لتوا هنا ؟

كانت نبرة صوته فيها هم كبير : مهيدي النوم طاير

قعمز جنبه : خيرك ؟ معقولة من الفرحة مش قادر ترقد

ابتسم بتهكم : ايه يا مهدي انا نحس اني في مكان و الفرح في مكان و هدا اللي مسهرني لعنديت توا

المهدي وجعه هلبة : ليش انت هكي يا حمزة حتى يوم فرحة عمرك تدور كان ع الحاجة اللي تنكد عليك .. بعد اليوم هذا مش ح تكون في فرحة كبيرة زيها لازم تعيش و تدير اللي خاطرك فيه

تذكر كيف رقص مع عبدالخالق : اهو حتى انا درت اللي في خاطري و مهيج ع قولتكم بس في حاجة في صدري مش قادر نتخطاها حياة سيدي يا مهدي في كل حاجة تصير نقول لو كان معانا لو هو اللي اليوم كان وكيلي .. زمان كان يقولي في عرسك بندير و بندير ياما هدرز عليا و خطط ما كان عارف ان بيعدي بدري و بنسيبوا و تضيعوا من بعده و يصير فينا اللي صار و هذا كوم و حسرة عبدالمعز كوم ثاني وين ما نشوف صغار رجاء نتخيل فيه معاهم مش قادر ننسى و نفرح من قلبي
و الا ندويلك حاجة خايف لو يصير شي و ينتهي العرس و ما تكمل فرحتي زي العادة

عرف وقتها ان صمته مش من فراغ و ان ياما شايل في قلبه من هموم : انسى الماضي يا حمزة و عيش اللي جاي بعد غدوا تجيك عروسك و تفرح بيها و ان شاء الله تحصل ولد او بنت يعبي دنيتك و يفرحك و تنسى همك كله

و لان تجاوز معاه لاول مرة خطوطه الحمراء كان لابد من الانسحاب : ان شاء الله (وقف ) هيا يا مهدي نخشوا نرقدوا معش وقت

المهدي قعد ع وضعيته : توكل انت انا مكاني عارفه

و مشي حمزة اللي قليل ما يبوح بما في خاطره اما المهدي كمل طريقه للخارج و دور ع جهة معينة حافظها فيها زي الركابة و جلس عليها و بدي يفكر في الكثير و اهم الكثير هي ريحان كانت هم و عذاب و شي حلو هلبة اول مرة. يلامس قلبه بالطريقة هذه

استمر جلوسه لمدة ساعة و في لحظة جنون لا عودة منها …قرر يتصل بريحان مع ان الوقت متاخر

و ردت و مش عارفة هل من سوء حظه او حسنه … كانت تبكي بحرقة بشكل لم يعتاده عليها من قبل : الو مهدي

خاف هلبة : اسف اني اتصلت بيك توا …بس ادويلي خيرك تبكي يا ريحان

شهقت و كملت : انا في المستشفى يا مهدي

و زاد خوفه لحظتها : خيرك شنو فيك ؟ ليش قاعذة في المستشفى ؟

ردت بصوت حزين : مريضة يا مهدي من زمان وقت اللي نغيب بالاسبوع و نقول عندي ظروف وقتها نكون في المستشفى مهدي انا مش عارفة اذا ح نعيش و ح نحقق كل اللي حلمت بيه، او لا

كلامها كان كالصفعات في قلب المهدي ، قلبه اللي كان يسال شنو مرضك يا ريحانتي بس ما قدر ينطقها بلسانه و نطق بشي قد يكلفه العمر كله ندما و حسرة : انا نحبك يا ريحان

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى