روايات

رواية عيون القلب الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب البارت الحادي والأربعون

رواية عيون القلب الجزء الحادي والأربعون

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة الحادية والأربعون

غلاك بروحه … سكن في روحي اللي مذبوحة
غلاك بروحه …ربيتني ودواينتني وانا مجروحة
غلاك خذاني… من دنيتي الشينة يا حبيبي الداني
غلاك حقاني… من يوم جيتك في غربتي نساني
اليوم فقدته… رايفت واجد ع قلب بالود عاهدته
امتى تجيني…و من عند الباب يا رجاء لاقيني
غلاك هلكني… امتى نشوفك و باللقاء تفرحني
(كلماتي )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

و كأن مكتوب عليها المواجهة و الكفاح المستمر في حياتها … اللي هون غياب ايمن هو الدفء و المحبة اللي عاشتهم في حوش صديقه و برفقة زوجته بس الباين ان كل هدا مؤقت

بعد وصول سليمان لحوش جلال و هالمرة كانت نبرة صوته فيها جدية منقطعة النظير : خذينا حوش و ضروري تمشي معانا المراة و الصغار يا جلال

و لان ع معرفة و دراية بطبع سليمان من خلال كلام ايمن وضحت عنده الصورة : كيف ما تبي يا سليمان نعطيهم علم بس

سليمان : اهو نراجي فيكم

خش جلال و نادى صباح اللي طلعت و الخوف ع وجهها عادة الاخبار وقتها ما تسر الخاطر : ان شاء الله خير وصل خبر ع ايمن

تنهد بحزن : يا ريت .. ما في شي لعنديت توا لكن انا ناديتك ع شان شي ثاني .. خوه برا و مصر ياخذهم معاه قال خذينا حوش و العيلة كلهم فيه

شهقت صباح و هي تتفكر في افطيمة : و الله ما هي ناقصة المراة تمشي لامه غادي

صفق ايديه بقلة حيلة : الله غالب ما عندي ما بندير يا صباح انت قوليلها و اكيد هي نفسها مش ح تعارض

و دخلت صباح و ع وجهها ملامح الخيبة وقت اللي خشت كانت رجاء جالسة و تسبح و اولادها الثلاثة في جنبها تمنت لحظتها تسمع خبر يفرح

عيونها تعلقوا في صباح كلها امل تسمع خبر حلو : طمني قلبي يا صباح

و قداش تمنت اطمنها : هدا سلفك برا قالي جلال ان خذو حوش بروحهم

قاطعت كلامها : يبي يروح بينا صح

ردت بحزن : و الله جلال لو عليه مش راضي

وقفت رجاء : ما بيقدر يدير شي .. في النهاية هذه الاصول يا صباح و ما يرضيني نسبب مشاكل لراجلك من ورايا … يالله يا ماما ساعدوني و وتوا معايا الدبش ع شان نعدوا لحوش حنتكم

فرح اسماعيل : يعني نردوا حوشنا و يجي باتي صح ؟

بعد سماع كلماته غرقوا عيونها بالدموع : قول ان شاء الله يا ماما لكن توا ح نمشوا لحوش ثاني نقعدوا فيه لعنديت يرد بابا

تدخل عبدالمالك : يالله اسماعيل انت و معاوية كل واحد يضم حاجته خلونا نساعدوها و في السيارة وقت اللي نركبوا ما نبي كثرة كلام وقضتكم من توا

الاثنين في مرة : ان شاء الله

و في دقايق كانوا ضامين كل حاجتهم اصلا ما خذو الكثير من الملابس و من بعدها ودعت صباح الاخت و الصديقة و زوجة الاخ و الصديق … ماهو الايام هذه زي ما فرقت ناس جمعت ناس او قوت علاقة ناس مع غيرهم من كثر ما وقفوا مع بعضهم في ظروف جدا سيئة و اهني يبان معدنهم و الواقع يشهد ان صباح و غيرها الكثيرات و الكثيرون كانوا من نعم الناس و معدنهم ذهب صافي …

و ركبت رجاء هي و اولادها الثلاثة مع سلفها سليمان
لحظة صعود السيارة بالذات كم هي مولمة لان ما كان ايمن يرضى بركوبها مع غيره لكن من بعد الحرب و هي هذا حالها …

سليمان وقت اللي يسوق في السيارة تفاجا من نضج ولد خوه : ايه يا عبدالمالك شنو تخبر

عبدالمالك و عيونه ع الطريق : ما في اخبار يا عمي غير اللي انت تعرفه كلنا امل في الله يرد باتي بصحة و سلامة و تكمل الحرب ع خير الناس انضرت واجد منها و ما عاد تتحمل اكثر

معاوية بصوت عالي : قعمز اسماعيل

لف عبدالمالك و اعطاهم نظرة بمعنى شنو كنت نوضي و الاثنين سكتوا

و كان المشهد تحت عيون عمهم ” الله يبارك ع ولدك يا ايمن نسخة منك “

و اذا كانت حورية اثرت فيها الحرب و بالرغم من العلاقة الرسمية اللي بينها و بين رجاء بمجرد ما شافتها جرت عليها و ضمتها و صارت تبكي معاها و تواسي فيها ع غياب راجلها و غاليها و بناتها الاثنين افطيمة و ملاك زيها متشاركات في الالم معاها

لكن افطيمة ديما عندها راي اخر من اول ما سلمت عليها: سمعت انك رميتي من الاول قلتها عرقوبك عرقوب شر …لكن الله يرده سالم ولدي و يحول الغمامة من ع عيونه

و رجاء اللي اعتادت ع هكذا كلام صار عندها مناعة : ربي يرده سالم ربي يرده سالم

و انسحبت للدار المخصصة ليها و لاولادها … و وجهت كل حزنها و ضعفها و كسرتها لله طلبت منه مش من غيره يجبرها و يرده ليها …

و في طريقهم لزليتن و من بعد الخروج من خط النار اللي في مصراتة

هالة كانت سرحانة طول الوقت لان حمزة زادها هم ع همها و كيف لا و هو ما قال كلمة من اول ما ركبت السيارة ما تسمع فيه غير يلح و ينفخ فقط
اهني قالت الشي الحلو اللي كان كيف بادي بينا مات مع بنتي او ممكن يكون محملها هي السبب لانها بعد الخلعة قعدت تنقز و انجنت حينها ، هالة تعصر في ايديها و تشح في. العباية و بس

اما هو عيونه ع الطريق فقط و كلمة وحدة ما قال و استمر ع حاله هدا لعند وصل حوش اهلها

اهني كان مضطر يتكلم: خليك نشوف امك ع شان تمشي معاك لاول مصحة او مستشفى ما نقدر ناخذك بروحك

نزل و سكر الباب عليها

و هي خذت راحتها في البكي لان فقدان بنتها كوم و معاملته هو معاها كوم ثاني

مجرد ما شافه منصور احتار .. لا عرف يفرح و لا عرف يخاف لان خروجه من مصراتة ماهو بالامر الهين

اسرع في اتجاهه و ضمه بقوة و كأن ولده قداش لحظتها تمنى يبكي بين ايديه لان حس بدفء انحرم منه من سنين : ع سلامتك يا ولدي ع سلامتك شنو صار فيكم اخباركم انقطعت عنا و قعدنا مشغولين طمني عليك و ع هالة طمني ع اهلك

اخفى عيونه بايديه : خير …. انا جيت نبي ناخذ عمتي نورية معانا للمستشفى لان هالة (اشر عليها في السيارة ) جابت (غص بالكلمة و اجبر نفسه يطلعها بعد وين و وين ) جابت بنت

و من فرحته ما خلاه يكمل : باهي مبارك يا ولدي

بدون ما يركز في انتقاء كلماته : لا خلاص عدت

ما عرف معنى كلامه : كيف عدت

نفخ حمزة بضيق : هي صارت قصة و جابت في الحوش و البنت توفت

وجهه شحب لونه فجاة بنته صغيرته عاشت الم كبير زي هدا : لا حول و لا قوة الا بالله انا لله و انا اليه راجعون (حضنه ) ذخر في الجنة يا ولدي

يبي يطلع من الموقف هذا : انا نبي ناخذها للمستشفى و ما نبيها تمشي بروحها

شاف السيارة : بعد انها معاك في السيارة خيرها ما نزلت

حمزة تكلم بدون ما يركز : خايف عليها

بعدها تلون الوجه بالاحمر : قصدي بعد اللي صار معاها ضروري تشوفها دكتورة يا عمي

تفهم الامر : هيا شوية بس و حتى انا بنمشي قدامك و انت اطلع وراي ما تعرف في المستشفى يقبلوكم و الا ؟ الوضع يا ولدي ماهو كويس

ارتاح للامر كونه ح يمشي معاه : نراجي فيكم

رجع ركب السيارة : كلمته بوك و خش يقوللها

هالة ساكتة و بس
و التزم الصمت زيها …

و يا ناري ع نورية وقت عرفت : حيه عليها بنتي حيه قاعدة صغيرة كيف جابت في الحوش كيف

منصور عيط عليها : سقدي روحك مش وقت كلام توا و انت يا هيام خليك في الحوش و سكري الباب و اهو قصي معاك لعند تجي عمتك

: حاضر بس عادي نطلع نشوفها هالة

منصور : لا مش وقته

و لبست نورية الفراشية و طلعت مع راجلها

و ع قد ما وصاها ما تمشيلها و لا تكلميها لكن هي ام و ما تتحمل شي في كبدها مشت لسيارة حمزة و فتحت الباب الامامي : يا بنيتي مازال صغيرة ع الوجع هذا كله

: ااااه يا امي اه انقهرت تعذبت يا امي فرحتي عدت من بين ايديا عيطت مرتين بس و معش سمعت صوتها يا امي حرقتني في قلبي
يا امي

حمزة معش تحمل نزل من السيارة كان تقول عافس ع سكين و مضطر يبين الفرح ع وجهه ما يبي ينهار مازال يقاوم لان اصعب شي بالنسبة ليه البكاء قدام حد

منصور جي باعد بينهم و ضم بنته : ذخر في الجنة يا بنتي معش تبكي يا مهبولة في حد يحصل ان ضناه يدخله الجنة

كانت مازال تشهق بصوت عالي و ما ردت

باس جيبها : هيا يا بنتي استهدي بالله و خلينا ناخذوك المستشفى الراجل يراجي عيب

يا دوب قدرت ترد : به

نورية لفت ع السيارة و صافحت حمزة : ربي يعوضكم خير يا ولدي

رد و عيونه تحت : ان شاء الله

منصور : هيا يا ولدي احني بنطلعوا و انت خليك وراي نمشوا للمستشفى عندي بنت اختي تخدم فيها توا نكلمها

: ان شاء الله

و ركب حمزة السيارة و متمني يصم اذانه ع سماع شهقات هالة

و برضو ما قال كلمة وهي هدا اللي زادها عذاب اكبر

بعد وصولها للمستشفى الدكتورة طلبت احتياطا انها تقعد كم ساعة تحت الملاحظة و قعدت معاها نورية كلا حمزة كمل وقته بين السيارة و الدخان و يرجع للقسم الخاص بالنساء يوقف عند الباب في انتظار خروجهم

في الوقت هذا روح منصور لحوشه

منصور والد هالة كان انسان صاحب واجب و يعرف الاصول من وقت هالة في المستشفى نادى ع بنته هيام

: ريتي الحوش القديم متاعنا

ردت هيام : ايه

منصور: توا تعدي تاخذي معاك منظفات و تسيقيه و بعدين نادي معاك خوك و فرشوا الحوش ان شاء الله تاخذي فرشنا ما يهم المهم الحوش يتفرش بالكامل و حاجات المطبخ قاعدات في الخزين انادي معاي واحد من اعمامك و ننقلوهن غادي بعدين لازم اختك و راجلها وقت اللي يروحوا من المستشفى يكون الحوش واتي

هيام : حاضر و بالنسبة للفرش ما تفكرش فيه عندنا بالزايد كل شي موجود

منصور : معناها بسرعة تحركي

و مشت هيام بسرعة خذت منظفات و ادوات التنظيف بالكامل و بدت تنظف في الحوش اللي ما كان مهجور كانوا دايرنيه نظام استقبال ضيوف للرجالة يعني لان نظام جاراج و كان منصور يوما ما مفصله ليه و لعيلته لعند اكرمه ربي و بني منزل خاص بيه من دورين و لان كان فاهم تركيبة حمزة من كم مرة شافهم فيها لاحظ ان شخص انطوائي و ما يحب الاختلاط لهذا فكر يوفرله الراحة هو و زوجته

زوجته اللي كانت واقفة جنبها الدكتورةو تشرح في الوضع لامها : العلاج هدا تستمر عليه ضروري و ردوا بالكم من نفسيتها الباقي الحمدلله امورها كويسة

نورية خذت الروشيتة : ان شاء الله يا بنتي الله يبارك فيك .. هيا هالة ماما

لبست و طلعت يا دوب تمشي و عيونها السواد اللي تحتهم ياما يقول نزلت خمارها و خرجوا من القسم

حمزة وقتها مصادفة كان خاش يسال بعد مرور الوقت المقترح من الدكتورة شافهم : شنو يا عمتي

نورية مدت الروشيتة : هذا الدواء و قالتلها ما تزعل روحها و خلاص هذا هو ربي يعوضكم خير

خذي الروشيتة و وصلهم السيارة و بعد خروجهم من المستشفى وقف ع صيدلية و شري العلاج و مده لهالة : مكتوب عليه امتى تاخذيه

ما ردت و ضمت الدواء في ايدها

كمل يسوق لعند الحوش … تفاجا وقتها ان منصور مش بروحه و معاه خوته الاثنين في انتظارهم

نزلت هالة و خشت مع امها و هو سلم ع اعمامها اللي عزوه و بعدها منصور خذاه ع جنب : حمزة نبيك معايا شوية

مشي معاه و مش فاهم لعند وصلوا جنب الحوش : ريت الحوش هذا كنت ساكن فيه جديد و نظيف و فيه اثاث و الله العظيم تردني لا ولدي لا نعرفك والا مش ولدي انت

حمزة كان محرج هلبة : كيف ما فهمتش عليك ليش بنردك

منصور فعلا كان يحس فيه زي ولده : لاني نبيكم تقعدوا فيه انت و مراتك تاخذ راحتك و ع حريتك و من توا تخش اتريح اللي شفتوه مش ساهل و طول طريق و تعب سفر لعند وقت العشاء ع راحتكم بتجو اتعشوا معانا مرحبتين بيكم تبوا اتعشوا في حوشهم كيف تبو ديروا

حمزة فرح بالقدر اكيد بس كان في راسه شي ثاني : بس انا بنولي مصراتة و هالة خليها هنا اضمن ليها

تفاجا : كيف اضمن ليها ، المراة وين ما هي وين ما راجلها .. توا مش وقت دوة غير خش تريح شوية ، و مراتك تسلم ع خوتها و تجيك نزل دبشكم سلم ولدي و ما تردني

انحرج و وافق و رجع السيارة نزل شناطيهم و القي الباب موجود فيه المفتاح و وقت خش سبحان الله الحوش مريح مش يقولوا العتبة من اول ما تخشها تعرف اذا مريحة او لا قصدي في ناس يعتمدوا ع الاحساس هذا و هكي حس حمزة وقتها

قعمز ع الكرسي اللي موجود في جنب باب المطبخ وسرح وين كان قبل يومين و وين موجود توا و شنو كان يفكر قبل و في شنو يفكر توا

لعند هي دخلت وراه …

شافها واقفة عند الباب : خشي

كملت هالة و قعمزت في مقابله ع الكرسي الثاني و بينهم طاولة هي صغيرة لكن من قوة الجفاء اللي حساته هالة لحظتها حستها طاولة اجتماعات مستديرة بينهم

كان مركز ع حركة اصابعها ع علبة الدواء و الانتفاخ اللي تحت عيونها كيف نزلت بين يوم و ليلة للدرجة هذه : بوك تحشمت منه و بنقعد الليلة فيه الحوش لكن من غدوا انا مروح لمصراتة و قلت نخليك هنا بعيد ع الحرب و الضرب و منها تردي صحتك

و هو قال هكي و هي الهدوء اللي كان عندها مشي بدت تبكي بصوت عالي و تضرب في قلبها : حرام عليك تبي تسيبني، يا حمزة انا و الله وجعتني بنتي قريب نموت وراها و الله العظيم مش مني سامحني صح نقزت و عيطت لكن من الخوف ما كنتش عارفة اني بنقتلها …

في لحظة كان قريب منها و ضمها و صاروا دموعه ينزلوا : اس بالله عليك خلاص اسكتي من قالك بنسيبك بس و من قال ان انت قتلتيها لو في حد قتلها فهو انا ، انا من يومي فرحتي ما تكمل وانا اللي حوشي انضربت فيه رمانة يعني كله فيا انا مش فيك انت

هي كانت داهشة من العياط. : انت تبي تسيبني نعرفك انا و الا ليش بتولي مصراتة و تخليني

: لاني خايف عليك مش قلتلك يومها نفكر نحطك هنا ع شانك و ع شان اللي عدت من بين ايدينا الله غالب ، و اما عليا انا فمش بايدي ما نرتاح غير في مصراتة

هالة برفض : لا انا مش ح نقعد لو انت بتمشي و بروحك شنو يعرفني توصل و الا؟ انا معش نتحمل اكثر حمزة عارفة اني مش حاجة كبيرة عندك بس انت حاجة كبيرة عندي و ما نقدر نعيش من غيرها

بدي يمسح في دموعها : من قالك انت عليا رخيصة و حق ربي غالية يا بنت الناس و يوم اللي جبتي كنت خايف عليك اكثر من اللي راحت اصلا ما صبرني شي غير انك انت قاعدة معايا

شافتله بنظرة عتاب عذبت قلبه اكثر ما هو متعذب : باهي ليش ما دويت معاي ولا كلمة يا حمزة حتى عزي ما عزيتني

ضمها و الدموع غلباته ثاني : لاني ما نبي ننهد قدامك خايف نطيح من عينك وقت تشوفيني زي توا لاني مقهور زيك و اكثر و حاس اني السبب تذكري شنو قلت و شنو كنت ناوي نديرلها فرحت بيها واجد و قلت بنتي نديرلها كل شي و ما نخلي حد يوصل فيها بس

حطت راسها ع كتفه و هي مغمضة العينين : اه يا ربي اه لعند توا مش مصدقة نحس في قلبي فاضي و مجروح

تذكر كلام امها : خلاص … مش باهي ليك تعالي غيري دبشك و ارتاحي

هي شافت لعيونه: مش ح تمشي و تخليني صح

ابتسم : مش ح نمشي قاعد معاك

ضماته بقوة : شكرا

و الجرح وقت نفتحوه مع الشريك يبرا بروحه
و ندم حمزة ع تأخره في مشاركة هكذا الم معاها منذ البداية كان جنب نفسه الكثير ..

و المشاركة وقت الالم و وقت الجرح و احيانا حتى وقت الخوف من الفقدان و قداش لازم وقت نسمعوا ع رفيق او اخ او ايا شخص كان في بينا و بينه ود و صار خلاف قداش لازم لحظة الخوف من الفقدان ننسوا كل شي و نرووا الكبد العطشانة بشوفته و نفرحوا العين المشتاقة بطلته

و هاهم ما تقول لحظة تفارقوا و لا تقول ع شان سياسة اختلفوا : طمني عليك يا غالي اقسم بالله سمعتها قريب الا هبلت سيبت اللي ورايا و جيت انا و الدرية نسلموا عليك يا غالي

ضربه بخفة ع كتفه : تسلم

كلمه يوسف : عطيني معاك دور يا منصف معقولة ساعة تسلم

ضحك و تراجع : الله غالب ما نحسابه غالي للدرجة هذه

ابتسم عبدالخالق و حضن يوسف : و الله انتم الغوالي و طول الوقت عقلي عندكم

اشر عليه يوسف : ما تبي الحرب جاتك الحرب لعندك اهو زي انا زي منصف ما وصلنا شي و انت اللي انصبت

عبدالخالق حط ايديه ع اكتافهم الاثنين : الحمدلله شنو نتمنى انا غير انكم تكونوا بخير و نقعدوا زي عادتنا ديما الثلاثة جميع

و كان منصف يبصر وقت قال : و مراتٍ دورنا بعدك لكن في مقتل

تأفف يوسف : اعوذ بالله من الشيطان يا راجل تحرك من مكانك

عبدالخالق دفه بعيد : صدق فيك شنو الكلام البايخ هدا

منصف وزع نظراته ع المكان : شنو الوضع هنا

بدي عبدالخالق في سرد اخر المستجدات و من ضمنهم طبعا تفجير حوش حمزة و اصدقاءه الاثنين في الاستماع و كل واحد يحط في تحليل من عنده….ع الشخص اللي وراء التفجير

كلا اللي صار عندها تفجير من نوع ثاني هي ياسمين بعد هدوء حياتها و نمطها الروتيني من يوم اللي شافت عبدالخالق و طلعت من كتفه الرصاصة و تقول حطت ذات الرصاصة في قلبها و هي حالها مش طبيعي

و بعد تردد مشت لبوها : كلمتهم يا بويا حوش خالتي فتحية

ما ركز في الاول : ع شنو ؟

حاولت تقاوم الحرج المسيطر عليها : يعني ع ولدهم المريض نخاف صارت معاه مضاعفات و الا حاجة

صالح : اه انت ع ولد خالي خليفة ايه مشيت عندهم اليوم و حاله باهي ماشاء الله

حست وقتها القلب ح يوقف من قوة الفرح اللي سيطر عليه : الحمدلله

و رجعت دارها تفكر فيه و هي حاسة ان حلم مستحيل بالذات و ان عبدالخالق وسيم جدا و مظهره جذاب و هي تشوف عارفة نفسها جميلة جمال عادي لكن مش فاتنة الجمال

و راحت بين افكارها و تحليلاتها …

_________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️

و مرت الايام لعند وصلت نهاية اربعة اللي خلاله زادت شدة الحرب و الباين ح تتسع رقعتها اكثر و اكثر …

و بدي الاستهداف للمنطقة السكنية وين ما موجود منزل المرحوم خليفة بن عمار

وقتها بدي الخوف يتسلل لقلبه من احاديثهم المتكررة فيما يتعلق بامر رحيلهم ع الحوش لان في حال استمر الحال كما هو مضطرين يطلعوا

و جي يوم واحد خمسة بالضبط …و اللي امس كان كابوس اليوم صار واقف للاسف … ايه اللي خايف منه المهدي صار .. و طبعا هو مش زي اي شخص عادي لا الحوش مش مجرد بناء عادي لا .. الحوش بالنسبة ليه وطن عارفه و حافظه صعب جدا يعيش في مكان ثاني ، بالذات و هو مش متعود يعتمد ع حد من خوته في مسألة التنقل و قضاء الحاجات و اهني اول شي تفكره هو كلمة عبدالخالق وقت قاله انت ح تقعد غصة في رقبتي

و بينما هو في الدوامة هذه …

حامد بصوت عالي : يالله كل واحد يلم اللي يقدر عليه و بنطلعوا اليوم
و صار الهرج و المرج في المكان

لعند احترق مسامعه صوت عبدالخالق وهو يكلم في فتحية بصوت عالي جدا : خوذي اللي تقدري عليه هيا بسرعة بنطلعوا وتوا لازم نمشوا وراء عمي و الباقي هيا

بعد الكلام هذا زادت حالة التشنج لسارة اللي من رهبة الموقف لعند اسنانها داروا صوت من شدة التشنج و رهبة الموقف و فتحية انشغلت معاها في محاولة تهدئتها
اما غادة… سبحان من اعطاها القوة و حسن التصرف في هكذا مواقف كانت تجري من مكان للثاني و هي تاخذ في الاوراق المهمة و الملابس اللي يحتاجوها و اشياء التموين المتبقية عندهم و يقدروا ياخذوها معاهم

بس اللي واقف في وسط السور و مش عارف شنو المصير اللي مازال في انتظاره ما حس عليه حد وقتها

لعند لمحه عبدالخالق و زي عادته ما يعرف يتكلم بصوت منخفض : انت شنو اللي تراجي فيه يالله اركب في اي سيارة هيا وقت

لحظتها كم تمنى لو ينسوه و ينهد الحوش عليه و لا يتحرك خطوة خارج منه جي في عقله ع طول وقت كان يحفظ في زواياه ايام عرس رجاء …طبعا هو ما يتذكر في كل شي انما عن طريق رجاء هي اللي بلغاته … و ذكرى تجيب ذكرى لعند وصل للوقت اللي تحكيله فيه عن المرحوم بوه

و ما القي نفسه غير يرثي فيه بكلمات من وسط المعاناة اللي عاشها من ناحية الوجع و الخوف من القادم

الله يا بوي كانك حي .. ما هكي صار فيا
الله يا بوي كانك حي .. ما واحد تجمل عليا
الله يا بويي يا الغالي … كانك عايش ما طحت تحت والي .. لا العم و لا الخالي
يا بوي ما اشنى مكانك …
(كلمات المهدي)

كان واضح لاي حد يشوفه بان مش في ىضعه الطبيعي لكن للاسف ما حس عليه حد الا ابن عمه علي اللي شده من ايده و ركبه السيارة … و ركبت خلفه ازدهار بنت عمه وقتها عمرها خمسة و عشرين سنة و كانت تبكي بحرقة كبيرة

طريقة البكاء متاعها لفتت انتباهه و طلعاته من اللي هو فيه و ممكن لان المهم متشابه الا و هو فقدان الاب

ازدهار تبكي : بويا عدى و بيعدي حتى حوشنا اللهم لا اعتراض يا ربي الطف بينا يا ربي استرنا يا ربي

سبحان الله وقت المهدي سمع صوتها حس بسكينة لامست قلبه و التشنج اللي كان فيه مشي و غبطها ع قوة ايمانها

و خطر في باله ريحان و تذكر مشاعره ناحيتها و سال نفسه هي وين و شنو تدير …و سال نفسه ليش تأثر بصوت غير صوتها و كم من فكرة سيطرت ع راسه

و اهني بالضبط جت لحظة الفراق ، فراق السكن و السكينة و هل في اصعب من ان الانسان يفارق حوشه و منطقته و ناسه و اهله المكان اللي اعتاد يأمن ع نفسه فيه … كان الله في عون من عاش هكذا لحظات صعبة
و انطلق موكب السيارات الخاصة بعائلة بن عمار و صار النقاش وين ح يمشوا … و للاسف ما كان في امامهم غير احدى المدارس اللي وقتها تستقبل في النازحين

و من اول ما نزلوا جي مؤيد ولد عم المهدي في اتجاهه و خذاه من ايده

المهدي في نفسه فرح عارفين ليش لان تقول حد معلمه او حد مفهمه ان الشخص الكفيف ما يحب من يجذبه من ايده بقوة لا… باللين و بالرفق … قداش حس براحة اتجاهه وقتها مع ان من قبل تعاملهم مع بعض محدود لكن سبحان الله اللي في المحن هذه يسخرلك الناس من حيث لا تدري

كان يقول في نفسه ايه انا كفيف لكني لست بقطعة اثاث او جماد ع شان يجروني بقوة من مكان لاخر … انا انسان افهم و اعي كل شي و الاهم نحس راهو احساسي و احترموني و من الاشياء اللي جت في باله فيما لو كان عبدالخالق هو اللي جي و ساعده راهو اكيد يعارك و يهزب و اكيد كان تجاوزه و ما نبهه لو في قدامه درج او ارتفاع او حتى حفرة

استمر مؤيد يمشي في جنبه و يتكلم عند كل درجة و عند كل مدخل لعند وصل بيه لاحد الفصول اللي خذوه الرجالة من عيلة بن عمار

بينما النساء خذو فصل ثاني

و حالهم من حال الكثير من العايلات وضع جدا قاسي كيف كانوا جالسين جنب بعض ملابسهم و اشياءهم جنبهم صله الاطفال و بكاءهم و في حتى من الكبار كانوا في حالات نفسية صعبة من ضمنهم سارة

مرت عليهم اربع ساعات و كأنها أربع سنوات لعند دخل عليهم ابن سدينة عمتهم يعارك : ليا عندك حق يا خالي حامد حق امية وجهنا و بياضه … والله العظيم سمعتها من الناس و ما صدقت انكم خوالي قاعدين في مدرسة نازحين

حامد كان مش طايق نفسه و حاس بحجم مسؤولية كبيرة عليه كل العيلة في رقبته : شنو الحق يا ولد اختي ؟

صابر (ابن سدينة ) : احني عندنا مزرعة يمرح فيها الخيل و تجوا هنا و ما تجونا و الله زي انا زي خوتي حلفناه يمين يا اما تجو و تقعدوا معانا و اللي بينا بيكم يا اما لا عاد خوالنا و لا نعرفوكم بعد اليوم

و حامد هكي ما القي ما يقول و شاف لعبدالخالق اللي يعرف الاصول تماما و ان بحضور الكبار سنا ما في كلام ابدا : زينا زيك يا عمي كلمتك سيف علينا كلنا

و كذلك كان رد ابن رمضان الكبير علي و بهكي انتقلوا العائلات لحوش سدينة

و من ما يعرف حالك يجهل وضعك …

حمزة في وقتها كان متمني لو كان في حوش اهله لاول مرة يفتقد اهله مدينته و حياته السابقة كل شي في المكان هنا قاعد يضغط عليه مع ان ابدا ما انكر كرم اهل زوجته و حبهم و حفاوة استقبالهم بس الله غالب طبعه هكي ما يحب الا مكانه و محيطه فقط

هالة لاحظت شروده : حمزة

نفخ بضيق : بالله عليك يا هالة انا و الله متضايق واجد لو تبي تديري فيا معروف امشي و هدرزي ع امك و اختك و كلا انا خليني هنا

اتضايقت ع شانه : بس انا يا حمزة نفكر فيك انت ليش ما تمشي غادي حوشنا بوي و اعمامي و اولاد عمي كلهم قاعدين حتى تغير جو

غمض عيونه : انت عارفة اني كثرة الخلطة ما نحبها خليني بالله عليك و امشي

حست ان يبي يقعد بروحه طلعت من الحوش و مشت لامها اللي كانت ما مخلية اي شي الا و مجهزاته ع شان تغذيها بشكل صحي …

و حمزة من وراها ممكن كمل اكثر من باكو دخان .. تلاقت عليه فقدان بنته و انقطاعه ع اهله و مدينته و بقاءه بدون عمل ضغطوا ع اعصابه
: زعمه شنو يديروا اهلي توا ؟ يا رب ..

و اهلك يا حمزة ربي يكون في عونهم …. وقت نزلت العيلة في مزرعة سدينة …
عددهم تقريبا سبعين بين كبار و صغار و بنات و نسوان و رجالة
و ياناري الصغار من كثر الكبت و اللي عاشوه من ساعات ضغط نفسي و تنقل اول ما شافوا المساحات الشاسعة صاروا يجروا هنا و هناك
و اذا في شجرة يشحوها و اذا في اي شي ع الارض من معدات زراعية يلعبوا بيه

و عمتكم سدينة اللي كانت من النساء الليبيات التقليديات وقت نتكلموا ع النوعية هذه معناها يحبوا كل شي نظيف و مرتب

هي للامانة طلعت تلاقي فيهم بابتسامة و ترحيب لكن زي اللي انصدمت في العدد و الفوضى اللي صارت في حوشها : مرحبتين مرحبتين انستوا و ع سلامتكم

و صارت الاحضان و البكاوات بينهم يعني موقف جدا كان قاسي و لحظتها مهما يكون الشخص اللي ملاقيك محب و ذوق الا ان احساس انك مثقل عليه بجيتك هو اللي يرجح

سدينة وقت ضمت المهدي بحرارة : لا تخافك يا عيون عمتك انت بالذات راهو دونن عنهم كلهم ح تلقى الراحة في حوشي خير من حوشك

و فعلا كلامه كان صحيح لان المهدي القي الراحة و الاستقرار نوعا ما في حوش عمته و حاول يحفظ الاماكن اللي في الحوش ع شان يجنب نفسه يكون عبء ع اي حد

و كان الكل من ابناء عمه يتسابق ع مساعدته مجرد ما يشوفه حد يتحرك يسارع و يتقدم منه بكلمتين ” تبي شي؟

و حتى عبدالخالق اللي قرب منه و قاله : وقت تبي شي تبي مكان ناديني و انا نوصلك

و رد المهدي كان عبارة عن مجاملة : ان شاء الله

: ان شاء الله يا ربي

بية تمسح ع شعرها : و الله يا بنتي اهو مش قدامك حوش بنتي نورا الناتو ضرب جنبهم بالضبط يومها و ربي نجاهم ، كل شي عند ربي يا نجوى قادر يحميهم لو مهما صار

مسحت دموعها : من وقت سمعت اسم منطقتنا في الاخبار ان ناسها نزحوا و انا مش عارفة شنو ندير ! كل مرة نتخيل فيهم زي الناس اللي في التيليفيزيون قاعدين في مدارس معقولة الواحد بين يوم و ليلة يصير فيه هكي

بية تنهدت : ياما يصير يا بنتي ياما … راهو قلتيها بين يوم وليلة ربك قادر يدير حل

خش شاهين و في ايده شيشة اميا و جلس ع مقربة منها : خوذي يا نجوى هذه من بوي امية رقية اشربي منها بالله عليك و الله بكري نحسابك الا تريحي من بين ايديا

بية وقفت: انا نمشي نشوف عمك و ردي بالك من روحك

: صحيتي عمتي

ابتسمت بية : بنتي انت راهو مكانك من مكان بناتي

بعد خروجها اقترب منها اكثر و ضمها : يا القلب انت حرام عليك نفسك و حرام عليك تديري فيا هكي هيا سمي بالله و اشربي

بدت تشرب بعد سمت بالله و هو خذي شوية من الميا و صار يمسح ع وجهها : باذن الله زي اليوم نمشوا لمصراتة و تلاقينا امك زي العادة عند الباب ترحب و تضحك و نحصلوا حتى هدرزة مع عمتك برنية ع الطليان توا راهي حامقة ع الناتو هذاكا حدها

غلبتها ابتسامتها : اكيد … ربي يطمني عليهم زعما شنو يديروا ياكلوا و الا جعانين

و لو ع الماكلة يا نجوى فكان حوش عمتك سدينة تقول عرس ملتمين ع الصواني اربعة ع كل قعد و اصوات الهدرزة و تحليل الاحداث مستمر و سدينة تجري اهني و اهني بالك تبو حاجة …

و من بعد العشاء كلهم النساء نقصد في ايد وحدة ضموا الدنيا و غسلوا الماعين و غادة معاهم هي الاولى

اما سدينة فنادت ابن خوها المهدي

و من اول ما خش قالت اللي عندها في دفعة وحدة : اسمع عمتك عندها دار بعيد ع الحوش ح نخليها ع حسابك تقعد فيها

انحرج المهدي من الموقف : لا يا عمتي انا زيي زي اولاد عمي نقعد معاهم برا و خلاص

و اعترضت سدينة. و بشدة : لا انت مش زيك زيهم يا عيون عمتك تقعد في داري و تتفرج ع تيلفيزوني و داري فيها سرير و الحمام (اكرمكم الله ) قريب عليها و ما تنقصك حتى حاجة وخيتك غادة تقدر تطل عليك في كل وقت لو تبي شي و نعرفك انا عاد غالية عليك رويحتك تلقى كل شي في الحمام قاعد الشامبو و الصابون و اللي تنقصك ادويلي بس

و يا فرحته عاد بكلامها و تقديرها ليه : الله يبارك فيك عمتي

و بكل محبة خذاته من ايده و وصل للدار و هي تشرح هنا في كذا و هنا كذا و من بعدها طلعت

جلس ع السرير و شغل التيليفيزيون و حط ع قناة فيها برنامج ثقافي بعيد كل البعد ع السياسة … و حس براحة كبيرة بعيد ع الضغط النفسي و تبعات الحرب التي لا تنتهي

كانت المنطقة هذه اللي موجودة فيها مزرعة سدينة بعيدة جدا ع الاشتباكات و هادية لهذا الجميع و من بعد الضغط النفسي راحوا في النوم

و ما ان اشرقت شمس ثاني يوم حتى فاق المهدي بنشاط و دوش و لبس كيف ما يحب و طلع مشي جنب ابناء عمه و عبدالخالق و مشي طول النهار ع تحديث الحرب و بعد العشاء رد للجناح اياه

و هكذا مرت الايام ….

الايام هي عبارة عن ساعات مقسمة الى نهار و ليل لكن عندها هي كانت عبارة عن عذاب جسدي و نفسي

لانها تحت عيون افطيمة فلازم تشتغل اربعة و عشرين ساعة و هذا ابدا ما يناسب وضع رجلها و اما نفسيا ما سد غياب غاليها ما سد كلماتها اللي من خلالهم تحمل فيها في مسؤلية اختفاء و فقدان ايمن

: ايمن ولدي من نهار اللي جبته و حاجته ماشية ع الكيف وين ما يحط كراعه يلقاها مفتوحة قدامه لكن من نهار جاب هالفقر هذه و هو الوراء ما عاد مشاله حال

تسمع و ساكتة

زي ما يسمع عبدالمالك اللي ما يقدر يرد ع جدته بس تصرف بطريقة اخرى : امي تعالي نبيك

افطيمة شافتله بشك : احميدة خيرك تبي شي

لحظتها ما كان قادر يتعامل معاها عادي : لا غير نبيها شوية تعالي

مشي لدارهم و رجاء وراه و ما ان تسكر الباب حتى حضنها ، تصرف زي ما يدير بوه بالضبط
قداش ماتت فيه امه و قداش للحظة حست ان ايمن اللي ضامها و يواسي فيها : امي حنتي هذا طبعها الله غالب ما تحطي شي في بالك و باتي باذن الله ح يروح

ابتسمت و هي تتامل فيه : امتى كبرت انت

و سبحان الله قداش الحرب تكبر عبدالمالك ما ابتسم لا لان ملامحه يا ما قالو لامه : الوقت كبرنا قبل وقتنا يا غالية … توا طمنيني ع كراعك يا امي مازال عندك دواء و الا نطلع مع عمي و ندوره

باست خدوده : قاعد يا عيوني دواي صحيت و اجعلني ما نفقدك

شدها من ايدها و قعمز هو وياها : خليك متريحة شوية نبي نهدرز معاك

و طبعا هو ما كان عنده اي كلام كل ما في الامر يجنبها المواجهة مع افطيمة قدر الامكان …

و تجنب المواجهة مهما تأجل الا ان قادم لا محالة … بعد مرور عشرة ايام… خلاص صار في مواجهات بين العايلات و سدينة بدت تنضغط لان الصغار بدو يقطعوا في الغرس و الاشجار و عادة كبار السن عندهم اشجارهم و ما زرعت ايديهم اغلى من ورث الجد

واقفة تعارك في الصغار لانهم كسروا اغصان العنب : ليه الفساد توا مش عيب عليكم هكي ؟

صوتها كان عاللي و ينسمع في المربوعة … وين ما موجودين الرجالة

حامد باين عليه الهم : احني ثقلنا ع الناس و لازمنا حل ضروري نشوفًوا حد و نأجروا حوش خلاص

عبدالخالق : يا عمي من قبل قلتلك انت الموس و نحنا اللحم و اللي تديره ماشي و ان كان ع الاجار نلموا بين بعضنا و نخلصوه

و ايد علي الكلام نفسه : ايه و الله زينة الكلام يا عمي انت كبيرنا و تصرف بالنيابة عنا

ضرب حامد ع ركبته : معناها انا نعرف واحد يسكن قريب ع هنا نمشي نطلب منا يدورلنا حوش و ما في داعي ندووا لحد من ضنى سدينة لعنديت نعرفوا صاير من الحوش و الا

عبدالخالق : زينة الكلام يا عمي

و من عندهم طلع حامد متوجه لحوش الشخص اللي حكي عنه و بعد فتح معاه الموضوع
الراجل : اسمع جاي لا تدور و لا تتباعد عندي حوشنين تعالو فيهم ع حسابكم

و يا فرحة حامد خلاص وقت تحس روحك مضيق ع الناس ما عاد تتقبل حتى الاكسجين … لهذا ما ان اتفق معاه حتى جمع ابناء اخته و كان كلامه معاهم حاسم : اسمعوني كويس نشهد بالله انكم تريس عندكم غيرية و ما قصرتوا معانا في شي و وقت حستوني ما طيحت كلامكم و جيت و قعدت عندكم بعيلتي كلها ، لكن ان كان تبو راحتنا اهو يمين ع يمينكم ما عاد قاعدين فيها خلاص حصلنا حيشان و مش بعيد عليكم

سدينة بمجاملة : خيركم يا خوي

آشر ع المزرعة : شوفي الخضرة و الشجر حتى العنب و الكرموس يا سدينة الصغار ما عقبوا حاجة و ما خربوها سامحينا لكن الله غالب عويلة و ما يعرفوا

سدينة بين حزنها ع زرعها و اشجارها و حزنها انهم ماشيين : باهي اماله خلولي صغار حياة خليفة يقعدوا معايا بالذات و عندهم وليد معاق واعر عليه يمشي لمكان ثاني يا حامد

وجهت كلامها لفتحية : و الله تعودت عليكم واجد اقعدي يا فتحية

اهني حامد شاف لعبدالخالق اللي تصرف زي ما متعود في هكذا مواقف
: سامحيني يا عمتي وين ما اعمامي وين ما انا

قداش لحظتها تنتمى المهدي يقعد عدم الاستقرار لشخص في ظروفه متعب جدا للنفسية بالذات و عمته وفرتله كل سبل الراحة لكن ما يقدر يقعد معاها بروحه بعيد ع اهله

و جت لحظة الرحيل مرة اخرى و بهكي بدو في تجميع اغراضهم اللي اصلا ما كانت هلبة … و دخلوا الحيشان اللي اجروهم من الرجل اياه كان واحد منهم صغير بس كل شي فيه جديد و تقرر ان يكون للشباب اما مربوعة الحوش للرجالة الكبار

و الحوش الكبير النسوان و البنات … صح كان بناء من الطرز القديم بس الحوش مصين و مفرش بالكامل

و من اول ما تفرجوا ع الحوش تصرفت هنية : يا فتحية كلا الحوش نتقاسموه… اما الدار الصغيرة خليها للمهدي

بس فتحية اللي سمعت كناين سلفاتها يتفقوا ع تقسيم الحوش تجنبت المشاكل : ع كيفه يا هنية خليه مع ضنى عمه انا و الله فرحت بيه غير خالطهم خليه معاهم ، و بعدين سمعت الكناين بدري قالن بيديرنها خزين الدار هذه

ردت هنية : ياخذن طياح سعدهن .. هذه للمهدي و كلامي ما عاد بنرد فيه كلمي وخيته تحطله حاجته كلها فيها

و عطا الكل العلم بقراها و ما حد اعترض و ما ان خبرت فتيحة المهدي حتى فرح لان صعب ينسجم و يرقد ع الارض … و بهكي تسهلت اموره و حركته … في الحوش الجديد

__________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️

و الحوش الجديد يعني جو جديد و احداث جديدة و الباين ان مش ح يخلي الامر من المغامرات في السكن هذا
يوم 16 من شهر مايو

و بينما العيلة منهمكين في اعمالهم اليومية و بين اللي يلعب و اللي يهدرز و اللي يتفرج ما حسوا غير باصوات سيارات وقفت قدام الحوش و كانت مجموعة من السيارات العسكرية اللي تتبع النظام كل مرة نازل منها حد و حتى ان معاهم عنصر نسائي …

طبيعي جدا يصير خوف و هرج و دوشة
اهو الاصوات هذه عكرت صفو نوم المهدي اللي كان يغط في نوم عميق : اسم الله شنو صاير

و اللي صاير ان الرجالة برا معاهم ضباط و شرطة يحققوا بينما الضابطة اللي دخلت الحوش بدت في تحقيقاتها مع النساوين و كانت جدا صارمة

و اهني سارة قريب هبلت يا ودي قولوا انجنت رسمي كانت ترجف في احدى زوايا الصالة و تردد ” بيقتلونا” و من يلومها من بعد اللي شهدت عليه

الضابطة تحقق بصوت عالي : في واحد من الرجالة عندكم يحارب في القايد

في الاول كان الصمت سيد الموقف

بس وقت كررت سؤالها بصوت عالي ردت فتحية : ما في حد و لا نعرفوا حد احني ناس هربنا من الحرب. نزحنا هنا ما نبو مشاكل مع حد

الضابطة : طلعن كان في سلاح لو كنتن مع القايد و الا مش معاه .. انتن مع من

فتيحة : احني ما عندنا سلاح و لا عمرنا شفناه و ان شاء الله ربي ينصر الحق

و من قال فتحية تجيها الجراة هذه ؟! بس الله غالب وقت الانسان ينحصر في زاوية معينة يطلع معاه كل شي

و الوقت اللي جت الضابطة بتطلع لاحظت مؤيد واقف قريب ع المهدي و يكلم فيه

اهني انتبهت : هيا تعالى تعالى ، خيرك انت و من تكون ؟

رد المهدي بصوته الرخيم ذو البحة الملفت للانتباه : اهلين استاذة انا اسمي المهدي بن عمار انا شاب كفيف فاقد البصر و ما النور الا نور البصيرة و الحمدلله ع كل حال

ردت باعجاب : الله يبارك عليك يا ولدي الله يبارك عليك نشهد بالله صدقت عندك خطابة و فصاحة لسان و الاهم الجراة و القبول انت تصلح تكون اعلامي

الكل وقتها ساكت و مترقب

و هي بعد تفكير كملت : شنو رايك تمشي معاي لطرابلس و تاخذ حتى اهلك معاك عادي و غادي تقدر تخش الاذاعة و توصل الرؤية الحقيقية للناس صدقني ح تنجح و هلبة ناس ح يتقبلوا منك الكلام

و بدت القلوب تدق بسرعة عند الجميع

و طبعا كان صعب جدا ان يشارك في حاجة زي هذه لان ……

: انا

يوم ثمانية و عشرين خمسة

.. كان….. يوم اللي……….

قعد في مربوعة الحوش اللي قاعدين فيه………..

: نبي عيالي

اشر ع الباب ع شان تسكره …

و ….

انصدمت وقت بدي يبكي ….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى