روايات

رواية عيون القلب الفصل الثلاثون 30 بقلم ماريا علي الخمسي

موقع كتابك في سطور

رواية عيون القلب الفصل الثلاثون 30 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب البارت الثلاثون

رواية عيون القلب الجزء الثلاثون

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة الثلاثون

انت ليا نبع المحبة الصافية
و انت الود وانت الحنونة الدافية
وانت القريبة ويا رب لحبي وافية

(كلماتي )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

ممكن الحوش مش قصر و لا هو كبير حتى ينوصف بحوش سياح نياح او يمرح فيه الخيل
بس في نظره الامر متوقف ع شريكته ممكن بطلتها تخليه جنة و قصر و يشوفه بوسع الدنيا و ما فيها و لو لا قدر الله كانت العكس مهما تعب فيه و مهما جمل من منظره مش ح يرتاح فيه
اذا حوش اهله بسبب ظروف معينة لعند توا مش قادر ياخذ راحته فيه ولا عمره قعد و هدرز ع راحته معاهم داخل دياره كان طول ايامه في مربوعته

قليل كلامه لكن امانيه تفوق الخيال و الامه لا تطيقها الجبال …

في تقويم مطبقه في سيارته حط ع يوم ثمانية و عشرين من شهر يوليو 2010 و ابتسم … و العين فيها دموع ع فراق اغلى الناس المرحوم خليفة و المرحوم عبدالمعز ..و انتصر الفرح هالمرة لان موعده اقترب

و غيره عنده امل يفرح … كان واقف و متردد كيف يفتح معاه الموضوع و عبدالخالق مستغرب منه : خيرك يا معتز ادوي و قول اللي عندك مش بينا يا راجل

: انت عارف اني نخدم في الصحة و عندي محلات الحمدلله و حوشي واتي و الحق امي تبيني نكمل نص ديني و يومها دوتلي ع المستورة اختك الدكتورة و تبي تجي تخطبها بس انا قلت مرات في حد متكلم عليها من ضنى عمكم و الا حاجة خلي نشوفك انت قبل.

و يا فرحة عبدالخالق بيه لان عارف معدنه كويس : شنو بنقولك يا معتز اللي زيك ما ينرد و انا اعطيني الوقت نشاور العيلة و نرد عليك و ان شاء الله تكون نسيبنا

معتز حس بامل كبير لحظتها لان من وقت شافها و هي في عقله و قلبه كل ماله بيها اكثر : ان شاء الله خير معناها نراجي منك تيلفون

عبدالخالق : ان شاء الله يا غالي …

و خشوا الاثنين جنب باقي جماعتهم يكملوا سهريتهم وعشاهم …

و من اول ما روح و قداش فرح ان نجوى قاعدة سلم و بعدها نادى كل من سارة و نجوى للدار و بدي في الموضوع : عندي ليك خبر سمح يا سارة

هي استغربت : انا ؟ خير ان شاء الله

عبدالحالق : هدا معتز ولد جارنا مسعود اليوم دوالي عليك

و يتغير وجهها للاسود : معتز ولد عمي مسعود اللي امه فجرة يبي يخطبني انا

عبدالخالق استغرب ردة فعلها : ايه شنو فيها

نجوى كانت فاهمة اختها بدت تفنص فيها تبيها تعرف كيف ترد بس سارة كانت في عالم ثاني مش مستوعبة كيف يفكر ان يخطبها : انا الدكتورة سارة اخر عمري ناخذ هدا و الله لو نموت ما ناخذه

تعصب منها: خير دعوتك انت ؟ معتز شنو ناقصه و بعدين شنو معنى دكتورة ما دكتورة! الراجل ما يعيبه شي الا اخلاقه و ربايته الباقي زايد

هي تذكر في شكله و لبسه و هيأته و تزيد تنتفض : و الله ما ناخذه لو كان تقطعوني و ايه انا دكتورة اخرتي ناخذ هذا و بعدين يا ناس انا من يومي قلتلكم بنكمل قرايتي خلاص

فنص عيونه فيها و نجوى دفتها برا الدار بدي يخبط في الباب : سمعتيها ؟ اقسم بالله نخنقها بين ايديا و تموت لو مازال تدوي بالطريقة هذه

نجوى : خلاص يا عبدالخالق في النهاية هذه حياتها و صعب آنك تجبرها

طلع عبدالخالق متعصب و هو بيفر ، لان في نظره معتز صورة ليه انسان كادح و بسيط واضطر يسيب دراسته ع شان ظروفه
اتضايق لابعد حد ليلتها كان عارف في قرارة نفسه انها مثل معتز مش ح تحصل

اما داخل فكان في نقاش من نوع اخر : هبلتي انت كيف تدوي هكي قدام عبدالخالق

كانت منفعلة لدرجة كبيرة : هاه تبيني ناخذه شنو عاجبك فيه لا منظر و لا شهادة انا سارة اللي حارمة روحي من كل شي في سبة قرايتي ناخذ هدا ، انا كم رديت واحد و يا ما اسمحهم عنه و في الاخير راجلي يكون معتز لا ما نبيه لو كان نموت يا نجوى

نجوى : حبيبتي وقت الوحدة تفكر في الزواج لازم تفكر في حاجات اهم زي الدين و الاخلاق و التربية اما الشكل و التعليم مش مهم

سارة كانت في قمة العناد : كل واحد و شنو يحب انا من يومي نبي واحد سمح و يكون متعلم حتى لو ما يخدم بشهادته و بعدين برقي فيا كويس انت يا نجوى ترضي ان انا نهايتي تكون مع واحد كيف معتز

و عرفت نجوى ان اختها مستحيل توافق و في النهاية الامر هدا من حقها لهذا معش ناقشتها…

و مر يوم و اثنين و ثلاثة و مهما تهرب من اعطاء الرد لكن خلاص اليوم العين في العين و الراجل يبي الرد يا بالقبول يا اما بالصد

عبدالخالق كان في قمة الخجل منه لان من وجهة نظره راجل ما ينرد : سامحنا يا معتز بس البنت مسكرة راسها تبي تكمل قراية و تخدم ما تخدم

معتز بيموت من داخل : باهي نراجيها عادي و خدمة ع راسي و الله تخدم و حتى تدرب. حتى اني مستعد نسعى انها تحصل عمل ماهو عارف اني في الصحة

و انحرج عبدالخالق اكثر : و الله دويت معاها، بس ما فيش نصيب

حس بجرح كبير وقتها لان فهم ان الرفض فيه هو لشخصه مش لسبب ثاني بكل نية صادقة و وجع قلب : ربي يرزقها نصيب احسن ان شاء الله .. نستاذن

توجه ع طول للمحل الخاص بيه و قلبه مغموم و نفسه مكتوم كان فاهم ان الرفض ليه و ع الاغلب بسبب الشكل و الهيئة و لو عرفت سارة في قلب من فرطت لقضت باقي عمرها في ندم، لانها خسرت انسان من النوع النادر اللي وقت يحب يعطي بدون مقابل لاخر لحظة في عمره في سبيل ان محبوبته تكون سعيدة

و لو أدركت ان المظهر و الشكل ح يكونوا يوما ما لعنة عليها و ع حياتها لما فكرت فيه معيار لاختيار الزوج … لكن تظل كلها دروس و نصيبات من عند الله سبحانه و تعالى ..

و لان كل شي نصيبات من عند الله و لان لكل اجل كتاب حتى النفس اللي كيف متكون لو المولى عز و جل مش كاتب انها تكمل حياتها ح توقف عند نقطة معينة

و اليوم و في نهاية شهر يوليو و بينما هي في حوشها جاها مغص قوي
حست انها تتقطع حرفيا في حياتها ما جربت الالم هذا
لان الم جسدي و نفسي و مرتبط بفقدان شخص عزيز قطعة منها : يا ربي يا ربي ما نبي نفقده يا ربي خليه ليا و معايا نراجي فيه يعوضني ع عزو يا ربي .. اه

حاولت تطلع من المطبخ و تمشي تقعمز بس اشتد الالم و ما عاد قدرت تكمل و بلطف الله كان تيلفونها عندها حطت ع رقم ايمن و و اتصلت

كان وقتها مشغول في العمل سكر الكمبيوتر و رد عليها رغم ان في العادة وقت يكون عنده زحمة يتجنب يكلمها : ايوا

: بنموت يا ايمن بتتقطع من الوجع و نموت لو فقدته زي عزو

هو نفسه خاف بل مات من الخوف جرح عزو ما نساه، انما حط عليه ملح و قاوم قدامها فقط و حس ان الطفل القادم ح يكون البلسم الشافي ليه و ليها

طلع بدون ما يقول كلمة للناس اللي معاه

و اصدقاءه من وراه انتابهم القلق : يستر الله شكله سامع حاجة

رد الثاني : ايه و الله التيلفونات توا ما عاد تفرح بيهن

و هو يسوق و يدعي و ممكن مسافة عشرين دقيقة خذاها في عشرة و ما حس بنفسه الا و هو عند الباب

عبدالمالك سمع السيارة لف الوشاح ع امه : هدا باتي جي يالله ساعديني نطلعك

معاوية : امسكي ايدي كويس

انفتح باب الحوش و شافها بينهم كأنها اختهم و اسماعيل مقابلها و يحاول يساعدهم اما نظرتها فكانت مليانة شكوى و رجاء من اسمها ، و كأنها تبي شي يطمنها من نظرة عيونه

و كعادته اعطاها القوة و الامل في الله كمدها في قلبه و كمل ناحيتها : تعالي … عبدالمالك عينك من خوتك لعنديت نجو

: باهي طمنونا تيلفون ماما قاعد معايا

ايمن : باهي

هي بهمس : ح يمشي لعزو عارفة .. سامحني

و رد بذات مستوى الصوت : اس اس اللي كاتبه ربي بيصير و ما لينا غير نتوكلوا عليه سبحانه و تعالى

نزلت راسها : اه يا ايمن بطني بتتقطع

هو حب يطمن : تنزفي ؟

رجاء : لا

حس براحة نوعا ما : به الحمدلله ان شاء الله خير ..

و طول انطلق بيها المصحة اللي عادة يمشولها و دخلوها طواريء
و ايمن هو اللي قلبه في حالة طواريء و وقت قال قلبي معش يتحمل ما كذب لان فعلا مش متحمل اكثر لكن يكابر قدامهم …

مروا حوالي ساعة و نصف و طلعت الدكتورة من عندها : السلام عليكم حضرتك اللي جاي مع المريضة رجاء خليفة

ايمن : ايه تفضلي انا راجلها

الدكتورة : للاسف نبض الجنين متوقف و الباين ان ليه اكثر من امس ثلاث ايام الكلام هذا و مضطرين انزلوه حالا لان في احتمال لو طولت تتعرض لتسمم

حس الدنيا لفت بيه و نسى نفسه و فكر فيها شاف للحجرة

ابتسمت الدكتورة : ماشاء الله عليها زوجتك صابرة و محتسبة و حتى دمعة ما نزلت

: ممكن نشوفها قبل

الدكتورة : تفضل و ياريت تبدي في الاجراءات لان زي ما قلتلك الحالة ما تتحمل و ضروري نبدوا في تنزيل الجنين

: ان شاء الله

طق ع الباب و دخل ..
طلعت الممرضة

و رجاء ما قالت الا : لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين …عدى للي ارحم مني … ما عندي فيه نصيب

ايمن كان الالم يعتصر قلبه كان طيف عبدالمعز قدامه و هو مبتسم و تهجم صورته و هو يطير بين ايدين امه كان يشوف في اللحظة اللي فرحوا فيها بقدوم مولود جديد و كان يشوف في وضع رجاء و هي قريبة ع الموت كل شي يتحمله الا ان يفقدها لهذا كعادته غطى جرحه و ابتسم و باس جبينها : ربي يعوضنا خير

غمضت عيونها و دمعتها نزلت : مازال يا ايمن ، عندك امل

بيقين مطلق : ايه و ان شاء الله ربي قادر ع كل شي ، توا اهم شي صحتك يا عيوني ح يبدوا في تنزيل الجنين نبيك قوية و تحافظي ع شجاعتك و انا قاعد برا لعند تطلعي منها ع خير و ح نستودعك لله

: ان شاء الله

انحنى و ضمها بحب حست برجفة قلبه وعرفت ان حتى هو يبي من يواسيه و قاعد يضغط ع نفسه لهذا كان لازم تتحلى بالصبر و القوة طلع من عندها و استند ع الحيط مدة خمس دقايق و لسانه يلهج بذكر الله و يحتسبه و يتوكل عليه لعند قدر يستجمع نفسه و من ثم توجه للقسم الخاص باتمام إجراءات الدخول و عملية تنزيل الجنين …

و تقطعت رجاء اكثر بالوجع الاصطناعي اللي يعادل الم المخاض الطبيعي مرات و مرات ما في اصلا مقارنة لان ما يرحم للحظة

سكر التيلفون و انقبض قلبه : استغفر الله العظيم …

كمل للحوش و نادى ع امه

من صوته حست : حيه عليا خيرك يا حمزة و الله كان اشبح شنو صاير

كل شي يخص رفيقته كان حساس و مؤذي بالنسبة ليه : رجاء في المستشفى

شهقت فتحية : حيه عليا خيرها ان شاء الله غير مش خسرت العيل

نزل راسه و يا دوب رد : ايه .. هيا كان بتمشيلها

: يا ناري ع بنيتي … يا كبدي عليها بس يا كبدي عليها

طلعوا البنات طول : خيرك شنو صاير

كانت مش في وعيها تخبط في رجليها و تبكي : جيبولي فراشيتي فيسع هذه رجاء في المستشفى خسرت العيل

و وجع رجاء يعني وجع قلبه : راجوني بنمشي معاكم

تلبس بسرعة : غير وين بتمشي بس

المهدي سكر راسه خلاص يبي يشوفها : ايه بنمشي مش ح نسيبها رجاء خلوني نمشي

سارة : خليه يا امي ع كيفه

شداته من ايده : باهي هيا حمزة برا يراجي

و طلعوا طول المصحة
اما اهل ايمن … فاتصل الاخير بسليمان ع شان صغاره قاعدين في الحوش بروحهم

واقف قريب من حورية : خلي بنتك افطيمة تمشي تناديهم

حورية متحسرة ع سلفتها: و الله ماهم جايين خليني انا نمشي نشوفهم و لو تاخر خوك بعدين ساهل تمشيلهم انت و تجيبهم غصب

سليمان : استغفر الله العظيم … امي مازال ما روحت

و حورية تتفكر في كلام عزوزها ع رجاء : لا مازال مشت مع حنان لناس معرفة عيالها و لعند توا ما جت بالك بتبات عندها

سليمان : تقول ما تعرفيها مستحيل امي تبات عند النسيب …..هيا بري شوفي الصغار

و حورية في سرها كانت متمنية لو افطيمة تبات و لا تسمع توا برجاء و تلاقيها بالكلام المسموم بس وراها وراها يا حورية وين ح تمشي منها

لان بعد خروجها ثاني يوم من المصحة منهكة و متعبة جسديا و نفسيا بالذات وقت الدكتورة شخصت السبب في الاجهاض للعلاج القوي اللي خذاته ع مدى سنتين تضاءل الامل عندها في مولود جديد

و روحت رجاء لحوشها و معاها فتحية اللي قررت تقعد اسبوع مع بنتها و الاكيد حتى غادة معاها، بس اليوم العيلة كلها ملتمة عندها و ع راس العيلة

اكيد افطيمة : من لما قالولي حامل قلت ما ح تكمل و كان كملت بتجيبه متشوه لكن بعد تكسرت ما عاد بتجيبه الولد و لا ح تديره بين ايديها هذا حد ضنوتها هالثلاثه اللي جابتهم و اللي اندفن تحت التراب يا حسرتي ع وليدي و خلاص

و ياما بكت بعد كلامها بالذات بعد جابت سيرة عبدالمعز، و حافظت رجاء ع دعاء واحد : لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

و لاول مرة ردت فتحية : هدا عند ربي و اللي عند ربي مش بعيد

طلعت غادة اتمتم : كان يطلقوني عليها و الله نعطيها طريحة لكن الله غالب اسكتي يا غادة و ما تتكلمي يا غادة

ضحكت ملاك : تعودي عليها حنتي ، تعرفي شنو تبي ؟ تبي واحد يسمع و يطنش يدير عازل ع قلبه و ما يتاثر و الا يرد عليها و هو يضحك خليها تقول عليه رزيل لعند تشبع

غادة : بنموت يا ملاك .. اختي وضعها صعب واجد مش في حال تسمع كلام زي هذا وانا لولا اني نعز عمك ايمن اقسم بالله ما كنت سكتت

ملاك : عارفة لكن هذه مستحيل تتغير .. و ع سيرة عمي ايمن لو تعرفي قديش نحبه هو و عمتي رجاء واضح كيف يحبوا بعضهم ربي ما يفرق بينهم

بس غادة كانت تدير في القهوة و هي بتنفجر، غير متحشمة ع اساس قدام ملاك و الا راهو قالت ما هو اسوء من ذلك بكثير …

و بالعودة للصالة وين ما مقعمزة افطيمة عيونها ع رجاء كيف تتكلم بالتيلفون همسا و تغلي لانها فهمت ان المتصل ايمن

و هو بكل صراحة كان قلق ع صحتها لهذا اول سوال : طمنيني عنك توا

و هي عيونها تحت و تتهرب من تذكر كلام افطيمة و تحاول تبين انها افضل : احسن

ايمن كان واقف ع مسافة من المربوعة : بالله عليك بالله عليك خليك قوية و كولي كويس و ارتاحي راهو عقلي و قلبي معاك

: ان شاء الله يا رب

ايمن : ايه و بنقولك فارس و جلال ع جية اعبوا بيهم في الغذي

رجاء : مرحبتين بيهم

ايمن : هيا في امان الله

سكرت الخط و عيون افطيمة معاها و رجاء تهربت منها و تكلمت مع امها : صباح و خلود جايات يا امي ادويلهن ع الغذاء

فتحية وقفت : هيا هيا

و بعد خروجها ع طول بدت افطيمة : خيرا ما بعث واحد من ضناه يدوي ع اللي بيجو و الا ضروري منه الكسير هدا (التيلفون)

حنان : امي وقت ع الضحى لو بتصلي

افطيمة ناضت انمتم : واكله و شاربه يا حنه ما عندي ما بنديرله كان ما بيدير الله

و داروا روحهم ما سمعوا شي …

اما نجوى وقت سمعت بكت ما سدها لكن عاد ما بتقدر تجي ع طول استنت لعند تجي بالمرة تجهز مع العيلة لعرس حمزة. …

و وقت اللي جو كل من خلود و صباح تحسنت حالة رجاء النفسية بالذات و هي تسمع لخلود كيف تحكي ع تجارب الزرع الفاشلة اللي خضعتلهم و انها بتموت ع ما يكون عندها طفل
حمدت الله ان عندها ثلاثة اولاد و اقتنعت بالمقسوم …

و … بعد يومين جت نجوى منها تطمن ع اختها و تزورها و منها جاية اقامة لعند بداية عرس حمزة حطت شناطها في حوش اهلها و مشت زيارة لحوش رجاء ، بس المرة هذه كانت برفقة حمزة مش شاهين …

رجاء اللي بفضل الله و قوة ايمانها و دعم زوجها قدرت تتجاوز الامر و توقف ع رجليها من جديد و استمرت في استقبال الناس بينما اهلها كانوا لاهيين في التحضيرات الخاصة بالعرس من ضم و تنكيت الحوش و شراء النواقص
و من اول ما هل عليهم سبتمبر و بدت الدربوكة تصدح في الشارع و بعدها حتى من رجاء خلاص يوميا حاضرة و باقي العيلة ما غاب عليهم حد من نساوين الاعمام و الخوال و العمات و الخالات يوميا حاضرين

في الوقت اللي غادة و نجوى مستلمات حوسة الحوش رجاء مستلمة الكسوة و كل ما تشري حاجة تجيبها و يزغرطوا عليها

اما سارة فكانت قمة في الاستفزاز بالنسبة لنجوى و الباين مش ح تكون اليوم بس

: سارة خيرك هكي ما تحبي تتحركي

كانت تخاف ع نفسها من اي مجهود و تخاف لو تتاثر بشرتها : خلاص شنو تبيني ندير سيقت الحمامات (اكرمكم الله ) و تعبت بنخش نرتاح

بدت تحرك في ايديها في بعض بغل : يا كبدي عليا لو نحصل عليك لاد اني مورياتك غير مش فاضية توا، هيا يا غادة هيا

و هي ما اهتمت و خشت لدارها

و لو تعرف القلب المتعذب من وراء قرارها ما كانت تسرعت بالرفض

ايه معتز اللي كان جاي للعرس يعول مع جيرانه و صاحبه و قلبه متقطع من بنت الجيران الدكتورة اللي رفضت تكون نصيبه

و عبدالخالق كان زايد ناقم عليها لان متحشم منه : خلاص يا عزو منور كملنا المسح هنا

نفض ايديه : تمام تبو شي مازال ؟؟

: لا بارك الله فيك بس خليك شوية و نحطوا الغذي

كان محرج من البقاء : لا خليني نروح مستعجل

عبدالخالق شده من ايده : و الله العظيم تقعد

منصف : خلاص يا راجل حلف عبدو خليك

و اضطر يقعد فوق من النفس و في سره يقول بالك تصير معجزة و تكون قسمي …
وقت اللي كلي من غذاهم في سره يفكر هي شنو دارت من الضيافة هذه كلها و شنو لمست و بعدها ينهر نفسه ع انجرافها وراء وهم .. و الباين ستظل سارة وهمه الابدي كما سيظل فارس احلامها وهما في خيالها فقط
___________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️

من مدخل الحوش صنة العرس تفوح محبة و فرح و لمة و الشتاوات المصراتية ذات اللحن المميز و بالذات وان اليوم جابوا ما يسمى عندهم بسلات الكسوة (السوابيت) و قعدوا الخالات و البنات و العمات يغلفوا و تعالت الزغاريط

و رجاء رغم الم رجلها و وجع قلبها اللي كل ماله يزيد الا انها رقصت بسلة البدلة الكبيرة بعد الانتهاء من تغليفها : يا مبروك عليه شقيقي .. هذا وين زمطته ريقي

و يا راقد في القبر تهنى … اهو عقبك صاير منه
عندي وخي تقول غزال … عرسه صار مش مازال
ان شاء الله وخيي يدير ضني… وحدة من عماته اني
يا سلم بو عين كبيرة …حناياته تقول مسيرة
يا مبروك علينا الكنة … نديروا رمي معاه الحنة
عندي زول طويل القامه… طول عمره و زيد ايامه

و شاركوها اخواتها و امها و باقي الحاضرات الغناء الا ان صوتها الاعلى فرحتها الاقوى نجاحها الاكثر تميزا فطالما عليه راهنت
و هذه فتحية شابكة ايدها في ايد نجوى و ترقص و تغني معاها في الحوش
و لو ما قالتها بلسانها بس فتحية كانت مخنوقة. و تتخيل في زول المرحوم في كل زوايا المكان في كل مرة لامها ع تربية حمزة و دلالها ليه و كيف كان يبيه راجل يعتمد عليه و في داخل قلبها حاسة بالتقصير الكبير اتجاهه لكن الاعتراف بامر كهذا سيودي الى ما لا يحمد عقباه

و لو فتحية تجاهلت و سارة دلوعة و في حالها و غادة. صغيرة يا دوب تفهم ، لكن رفيقته صعب جدا تتجاهل و كيف تقدر و هو بين عيونها وقت اللي ركبوا سيارة البيجو
و بين عيونها يوم اللي ساعداته ما يرتكب اثم في حق نفسه
بين عيونها و هي تحامي عليه من ضرب و جبروت خوه
و بين عيونها يوم اللي بكي ع رحيلها في لايدة حوشهم
و قالت في نفسها يارب من اليوم ” لا شر يؤذيه … و لا ظلم يؤذيه … ”
كانت تتمايل ع الشتاوات اللي تسمع فيهم و تدعي ..يا ربي فرحه قد الوجع اللي حسه في حياته يا ربي لو فيها موتي باذن الله تكمل فرحته و نشوفه عريس و خوالي و اعمامي يدرجوا فيه يارب

و هو في ذات النقطة يا رفيقته بين ذكريات الماضي البعيد الجميلة مع المرحوم خليفة و ما فيها من حرمان وبين الذكريات المؤلمة من وفاة خليفة لعند ظهور جمال في حياتهم و ما عقبه من أزمات

متكي ع الباب متاع الحوش و يسمع في صوت رجاء تغني و واضح انها قريب تبكي

: نهار اليوم علينا ضي… فرح بيه الميت و الحي

اسماعيل شافه واقف بدي ينادي بصوت عالي : خالي حمزة

ضحكت رجاء و طلعت وين ما اشر اسماعيل و غمراته بين ايديها زي عادتها : مبروك يا غالي ان شاء الله ربي يكملك ع خير

كان في قمة توتره : يا رب … رجاء

شدت وجهه بين ايديها : اسكت ما تدوي حتى كلمة ، انت بتفرح و بنديروا عرس ما صار زيه عند عيلة بن عمار من قبل يا ودي ما صار زيه في مصراتة كلها و بترتاح و تعيش كيف ما تبي مع هالة

تعقد : ايواه بتبدي توا

صفقت : بنبدي اماله شنو … حتى هي مرة الغالي حمزة رفيقي و خويا و ضي عيوني

قرب باس راسها و طلع و حاس روحه يمشي ع الهواء لحظتها

و تلاقى مع عمته برنية اللي من اول ما طاحوا عيونها عليه بكت و بكت ع خوها و سمعتها رجاء طلعت فكتهم من بعض ليجد حمزة المفر و يهرب و تحظى رجاء بالفرصة معاها و بكو الاثنين ع غالي ذهب و لن يعود لكن تجد نفسك مرغما في مواقف من هالنوع تستذكرهم ..رحمهم الله جميعا

و في الليل كانت المربوعة مليانة بالاحباب و الجيران و اصحاب حمزة موجودين و كذلك اصحاب عبدالخالق

غادة جهزت سفرة قهوة : مهدي نعطيك انت تضيف الناس

خذي منها السفرة لان متعود ع اداء هكذا مهام و حتى لان حافظ حوشهم شبر شبر بس وقت وصل باب المربوعة و لعند شافوه الموجودين

: يا ستار

: بسم الله

و اسرع اثنين منهم و خذو منه السفرة : ارتاح انت خويا المهدي ما اتعب روحك انا و صاحبي نضيفوا الناس

و في سره كان مجروح و متعصب ” انا فاقد البصر مش الحركة لاحول و لا قوة الا بالله “

و قعد جالس في جهة بروحه لعند شده حديث جانبي بين ابناء عمه و اصحاب عبدالخالق الموجودين اليوم منصف و معتز اما يوسف الدرية مش موجود

المهم الكلام فيه ما فيه من البصارة و الاجواء الشبابية

منصف يضحك : عليك ايام اتي يا راجل كل يوم يدير في عركة .. باهي شنو رايكم نحكيلكم.ع سبب اخر عركة

الكل الفضول خذي منهم حصة اما المهدي قولو حصص و ما القي نفسه الا جالس جنبهم يبي يعرف شنو تتمة القصة

لكن سرعان ما تم تغيير الموضوع الى اخر حول الحياة العامة و الاقتصاد و السياسة

: ايه ما قالو شي ع توزيع الشقق اللي في ###

رد معتز : مش معروف لعنديت توا شنو بيصير ان شاء الله خير ..

اهني قال في نفسه ” ليش يعاملوا الكفيف في معاملة خاصة يتغير اسلوبهم وقت يجي جنبهم معش يتكلموا باريحية و يغيروا الكلام لنمط الجدية و كانهم يتكلموا مع شيباني “

و بهكي كان لزاما عليه ينسحب من المربوعة و قال في نفسه مهما درت يا مهدي مش ح تكون جزء منهم… انت خوتك ما صرت جزء منهم بالله …لهذا كانت السهرية مؤلمة اليوم ع عكس بدايتها
ع قد ما كان متلهف ليها في البداية ع قد ما اتضايق منهم بعدها

ما القي نفسه غير متصل بالابلة صفاء اللي ما في مرة تاخرت بالرد : السلام عليكم

: و عليكم السلام مهيدي شنو الجو ؟ حيه عليا نسال ع الجو و انت اكيد جوك فوق الريح عاد عرس و زحمة و جو الدربوكة تموت فيه انت

ابتسم كيف فاهمته اكثر من كل الناس : هو صح الجو كان سمح بس نبي نعرف حاجة و مش فاهم لو انت عشتي حاجة زي هذه او لا

انشغلت عليه بعاطفة الام المسيطرة عليها : خير ان شاء الله حسك شغلتني

تنهد المهدي و بدي يحكي في اللي صار معاه اليوم : يعني انا توا شاب زيي زيهم ليش ما يتكلموا بنفس الطريقة قدامي ليش يحسسوا فيا اني شيباني كبير ما يقدروا يبصروا قدامي و لا يقدروا يدووا في حاجات عادية قوليلي يا ابلة صفاء … و ليش ما يفهموا ان الكفيف انسان ما يشوفش صح بس يقدر يتحرك و يمشي و يوقف و يدير كل شي كل ما ندير حاجة يجروا عليا و في قولة يا ستار و بالشوية و رد بالك انا كفيف مش عاجز مش عاجز

قداش وجعها قلبها عليه و هي اللي مارة بظروف مشابهة و قد تكون اسوء : مهدي اسمعني كويس اول شي لازم تحط في بالك ان الناس هادو تصرفاتهم مش بسوء نية ابدا

هو كان فاقد الامل : اماله ليش ؟

: لانهم خايفين عليك لان في نظرهم عيب مثلا انت تضيفهم و هما بكامل صحتهم و ياخذوا منك و بالنسبة للهدرزة يا مهيدي لانهم يحترموا فيك هلبة بسبب وضعك الخاص هما فاهمين غلط انت ذوي احتياجات خاصة مش معاملات خاصة المجتمع عندنا جاهل بكيفية معاملة الناس اللي زينا و الجهل شكل و السوء شكل ثاني تماما لهذا انت افرض نفسك عليهم غير النظرة هذه بقوة شخصيتك و بنجاحك في اداء اي مهمة تتكلف بيها بدون ما تحتاج لمساعدة غير نظرتهم بطريقتك في الكلام و بثقافتك العالية و كيف تناقش الناس وقتها صدقني كل شي يتغير

ارتاح هلبة بسماع كلامها : اه .. يا ابلتي ان شاء الله لاني اليوم اتضايقت واجد

: ما عاش من يضايقك يا ولدي الدنيا هذه ياما فيها و ياما بتسمع من كلام و تتعرض لمواقف مش سهل النجاح لاي انسان يا بال اللي في ظروفنا بدال الحرب لازم يخوضوا حروب

و كان رده : ان شاء الله

ابلة صفاء حبت تغير جوه : و توا اللي نبيه منك تستمع بعرس خوك و الجو اللي فيه و تتعرف ع الناس و انسى اي شي ثاني ينكد عليك

: شكرا يا ابلتي .. من غيرك و الله ماني عارف كيف نتصرف

ابلة صفاء : في الخدمة يا مهدي مية مرة قلتلك انت ولدي و الام عمرها ما تسكر بابها في وجه ولدها

: بارك الله فيك … تصبحي ع خير

ابلة صفاء : و انت بخير

انتهت المكالمة و نوعا ما هو مرتاح اكثر من قبل، وجود صفاء في حياة المهدي كان محققله توازن غير عادي لانها تجمع بين العقل كمعلمته و عاطفة الامومة … و في كل موقف من النوع هذا كان المهدي يدعيلها يتحقق حلمها في انها تكون ام زي ما تتمنى … و لعلها ساعة استجابة …
___________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️❤️

و دخل اسبوع العرس و بدايته يوم الاحد يوم اللي يعرف في مصراتة بيوم السهرية الكبيرة

و اليوم هدا شهد ع وصول خالتهم فضيلة بنت عم خليفة

من اول ما وصلهم داخل انها جت عن طريق اسماعيل ولد رجاء ..

غادة بدت تنقز : وك عليا وك انا ما دخلي فيها خيرها جت بس

فتحية تفنص فيها و بتهديد : سكري فمك حيه عليا لو يسمعكن حد برا و توصلها

نجوى : و الله يا امي عندها حق خالتي فضيلة عندها الوسواس و قصة النظافة هذه مشكلة كبيرة واجد حتى هي

سارة : من توا انا و الله ما دخلي فيها و لا نعقبها ع حمام طلعوني منها

رجاء : باهي خلاص اسكتن خير ما يسمعنا حد

فتحية دارت رداها ع راسها : انا نطلع نلاقيها و انا اللي ملزومة نديرلها كل شي و نتحملها هذه بنت عم راجلي و ملزومة بيها و انتن ما تقربنها و لا تقولن فيها كلمة

طلعت فتحية معصبة من بناتها

اما غادة : توا تحسابه ينفع فيها و حق ربي تحمق ع اي حاجة لعنديت تدور ع الناس و تدعي عليها و علينا و عاد هي دعواتها يا رجاء احرف من دعوات عزوزك

ضحكت رجاء : كلا انت

و بدت غادة تقلد في افطيمة كيف تعيط ع المرحوم اسماعيل : يا ايامي السوداء يا دنيتي المهدودة (غمضت عيونها ) شنو هي الاخيرة ايواه يا داري المردودة قريب اللي قلتلها يا نيتك السوداء

و جمعتهم كلهم ضحكة لعند بكوا من الضحك

بينما فتحية ترحب بفضيلة : مرحبتين مرحبتين انستينا

و فضيلة تزغرط: روروروي مبروك عليكم و يهنيكم ربي … طلعتي الباهية فيهن يا فتوحة عزمتيني و حسبتيني كلا سلفاتك ما عزمني بكل، بارك الله فيك و ينجيك، عاد حتى في اعراس بناتك عزمتيني لكن وقتها عندنا ما شدنا انت عارفة

فتحية : مش بجميلي يا فضيلة تفضلي الحوش حوشك …

و خشت تسلم و سلفات فتحية الاثنين سمعوها وكانوا بينفجروا كيف سلفتهم تعزمها لانهم يتحشموا فيها قدام الناس

سلمت عليهم وهي مستمرة تشكر و تعاود في فتحية و اول ما قعمزت
طلعت زي المنديل من رداها حاشاكم و …

غادة تراقب غطت عيونها بايديها : وك يا ناس هذه بتخليني نستفرغ توا

رجاء قرصتها و خشت تسلم و عيت فضيلة و هي تدعيلها لان حادث زمان الكل سمع بيه و هي من ضمن الناس اللي جو ع شانها …

مش بعيد عليهم …

اتصل مصطفى بالمهدي اللي كان في انتظاره : ايوا

مصطفى : نعتذر منك يا مهدي صار معاي ظرف ما نقدر نجيك اليوم لو بتخليها غدوا عادي

المهدي : توا ندبر روحي معش تدورني مع السلامة

بعد انتهاء المكالمة و بعد تفكير طويل ، حول من حسابه ايمن باعتبار ان متقطع في العرس و قرر و لاول مرة يمشي لعبدالخالق لان اقرب سنا ليه و عمره ما طلبه من قبل، و قال خليها تكون الاولى و يا ودي شكلها الاخيرة

و بهكي ح يشهد اليوم هذا ع اكبر وجع في قلب الطفل اللي وقت فقد عيونه في عزاء والده ما كان مجرد حادث صحي او جسدي بل تعبير عن الحياة بدون اب ع حياة يتيم لم يحفظ لا رايحة الاب و لا ملامحه ولا حتى صوته و لا حتى فهم شنو معنى كلمة اب
لان مختصر قصته هو ان فقدان الاب يوازي فقدان البصر ….

و اللي زاد شجعه هو كلامه مع الابلة صفاء و حب يفرض شخصيته و يتغير مع الكل و تكون شخصيته القوية الجريئة المعتدة بنفسها هي المسيطرة في تعامله مع الكل بالذات مع اخوته اللي شبه علاقتهم مقطوعة
و ليكون بذلك موقف فارق و ح يقعد ليه اثر مدى الحياة

و مشي المهدي في اتجاه المربوعة و كانت اطول طريق ممكن يمشيها في حياته مع ان حافظها عن ظهر قلب و مش عارفة هل التوقيت متاعه خاطيء او التصرف من الاساس غلط او التنشئة و التربية هي الغلط

و لان في مواقف ما تنتسى ابد الدهر
و كلمة تهدم نفوس و تبني غيرها و هل غير الكلام موذي و جارح و يكسر النفس و يخلي ندوب في القلب

دخل عليهم المربوعة : السلام عليكم

نقص ايمن صوت التيليفيزيون اللي كان ع مبارة وقتها : و عليكم السلام

عرف انهم يتفرجوا ع مباراة و ع عكس الارتباك اللي داخله تكلم بثقة من زجاج : عبدالخالق لو تاخذ سيارة ايمن و ترفعني نحلق و بناخذ حاجات لان مصطفى كلمني توا. و قال صار معاه ظرف و مش جاي

و يا فرحة ايمن بالتصرف هدا لان طالما كان حريص ع حمزة و عبدالخالق بالتقرب من خوهم ع طول مد المفتاح : باهي اهو المفتاح يا عبدالخالق امشي وصله

و عبدالخالق تعصب في داخله لان اصلا ما يحب ان ايمن يديرلهم شي و لولا ظرفه ما كان خلاه يتصرف في امور العيلة لان من وجهة نظره هده مسؤوليتهم هما

حمزة استغرب تصرف المهدي و يشوف و ساكت

خذي عبدالخالق المفتاح و طلع للسيارة ً

و المهدي بيطير من فرحته ان الامور مشت ع خير و ركب جنبه كان كله امل ان تصير صحبة بينهم بعد الموقف هذا

بس صار ما هدم كل الامال في داخله

وقت سمع كلام عبدالخالق : توا ليش ما دويت قبل ع الحلاق الناس في العادة تدير حاجتها قبل المناسبة بوقت مش جاي اليوم و تقول ع الحلاق في قلب العرس و تقول نبي نمشي

و برضو المهدي تجاهل اي اشارة سلبية و حاول يقرب منه و يتكلم بطريقة فيها مزح : تقول العرس بادي هو ؟ اهو قدامك الدنيا فاضية ما في حد كل الناس تجي في الليل

و انفلتت الامور من عبدالخالق و بدون ما يركز في كلامه : عارفك حتى انا و عارف حظي ح تقعدلي غصة و حصلة في رقبتي حاصل فيها لعنديت نموت

و و انكسرت الثقة اللي من زجاج و انكسر قلبه و انكسرت كل المشاعر الاخوية اللي كان يا دوب محافظ عليها بس كان رده بانتفاضة قوية بدي يخبط في درج السيارة قدامه و عبدالخالق التفت عليه : انا نقعد حصلة في رقبتك انت لا و الله خسئت مش انا اللي نقعد غصة في قلب حد يا خويا

و نزل من السيارة و قربع الباب بقوة و بدي يمشي كيف ما حافظ الطريق و خش للحوش كطفل صغير يبي احتواء يا من امه الفعلية يا اما من امه الروحية رجاء

و تلاقى مع فتحية اللي لاحظت غضبه : خيرك شنو في ؟

كان يرعش بكل ما فيه اشر ع برا الحوش : ولدك عبدالخالق يقول عني انا غصة و حصلة معقولة هذه نهايتي انا حصلة في رقبة خويا هكي يدوي عليا

و يا ريتك يا فتحية حضنتيه كأن طبطبتي عليه بس بدون كلام بس حضن هو محتاج ..، بس تصرفت بطريقة جافة جدا و هذه ع فكرة عادة كل الامهات في نظرهم تجاهل المشكلة ح يصغرها لهذا بدت تعارك فيه : اس اس باري الحس شنو فيها لو قالك هكي خوك اكبر منك هدا، و حوسة العرس كلها ع راسه توا ما تكبرش الدوة و فكني من القطاف

و مشت عنه لهت بحوسة العرس اللي وراها غير مهتمة بالحوسة و التكسير اللي صاير في خاطر ولدها الكفيف اللي من ذوي الاحتياجات الخاصة

ولان كيف ما تعلم من رجاء ما يبين ضعفه ما سكت و قال بهزوة : عارف حتى انا عبدالخالق مهما دار و يدير مستحيل يكون غالط عندك انت و انا مهما صار فيا مستحيل تحسي بيا يا امي

و بدال ما يكمل للحوش طلع من الحوش و مشي ع قيس راسه

فتحية انصدمت في كلمته و بدت تعارك و هي ماشية لدارها ،

و طلعت رجاء من دار البنات ع صوتها.:خيرك شنو في ؟

و ارتبكت اهني فتحية و اثرت انها تخفي عنها الامر : ما في شي الفرخة سارة المرخية هذه قلتلها تفرش برا في اللايدة القيتها تدير في لبز ع وجهها ماني عارفته شنو هو

رجاء : باهي معليشي توا انا نعدي

شدتها امها : لا انت كراعك و كيف طالعة من نزيف و دوايات تريحي

و رجاء تجاهلت كلامها و طلعت

و اه لو تعرف اللي صاير في وصية سيدها …. وصية سيدها اللي ضاقت بيه الدنيا و فتح الباب الرئيسي في طريق طويلة في شارعهم و يمشي فيها و يسال في نفسه لو خليفة عايش كان عاش الموقف هذا معقولة انا يصير معايا هكي .. معقولة كل حاجتي ندير فيها بروحي و عمري ما طلبت منهم شي و يقولي غصة باهي لو كنت كيف غيري ما نعرف و ما تعلمت كيف نقضي حاجاتي بروحي و هما اللي حق يعانوا فيا شنو كانو قالو عني شنو

و ما حس الا بالسيارة وقفت جنبه

و سمع صوته : هيا اركب

التفت عليه : و الله لو تموت ما نركب معاك و تنكتب عليا نقعد غصة في قلب واحد كيفك

و يا ريته عبدالخالق حول الكبرياء و نزل و اعتذر و حاول يطيب خاطره بس : الحق مش فيك لا الحق فيا انا اللي متعب روحي وراك و جيتك لعنديت هنا

و لف بالسيارة و روح …

و استنمر المهدي في المشي لعند طاح في حفرة
كان ح يضعف و ينهار و يبكي رفع راسه للسماء حس ممكن ع كل شي موجود فيها من طيور من ذرات هواء و تذكر كلام ابلته وقت تكلمت ع الحروب اللي لازم يخوضها ع شان يوصل .. و تذكر ان طالما طاح في حفرة معناها الطريق هذه غريبة مش طريق حوشهم يعني حاليا هو في خطر
لهذا مشي ع جنب الطريق و قعمز ع ارض مرتفعة…
ما نزلت منه دمعة لكن قلبه لو حد يشوفه كان في حالة ينحب نحيب

في حوش اهله و المربوعة تحديدا

دخل عبدالخالق متعصب و حط المفتاح في ايد ايمن : غير رايه وقال مش ماشي

ايمن فنص عيونه و حس ان صاير شي : كيف يعني يغير رايه ؟ باهي وينه
تهرب منه عبدالخالق و طلع و هو يقول : طلع برا يمشي في الطريق خليته

و كيف يقعد عنه و هو قال انا بوه و حبه من حب رجاء ليه بدون اي تردد ولع السيارة و طلع بسرعة وراه و لاحظت رجاء طريقة خروجه و خافت نادت عبدالمالك و حاولت تعرف منه بس هو ما كان عارف شي

اما عند المهدي سمع السيارة و في خاطره لو كان عبدالخالق ح يكبر الشرخ بينهم اكثر

بس اللي سمعه صوت الاب الروحي صوت الداعم ليه و سنده : خيرك مقعمز هنا تعالى نوض

ع طول استجاب و ركب جنبه بدي يخبر فيه بدون دموع و من ضمن الكلام كان يحكي حتى ع ردة فعل امه و كمل لعند اخر شي

ايمن بحكمته المعهودة : امك هذه امك تتحملها و تراضيها.. الام يا مهدي عمرك ما تحسابها ع اي شي في حقك و برك بيها واجب مش جميل

انخنق الصوت بالعبرة : لو بويا عايش كان صار معايا هكي

ايمن : و انت شنو ناقصك

بكل حزن : ناقصني وجوده هو

و قربه منه و حط راسه ع صدره : انا بوك يا مهدي

قداش فرح و نسى لحظتها امر مهم .. ان الاب صعب يتعوض باي شخص ثاني قد يكون وجوده لحظي في حياتنا … لان الاب مهما كبرنا في العمر و المكانة عمرنا ما نكبروا عليه … و ح نسمعوا كلامه حتى ولو مش مقتنعين …

و ادى ايمن المهمة كعادته كاملة و حلق المهدي و خذي عطوره و كل ما يحتاجه و حس ان راضي و لبس قناع البرود و اللامبالاة و السعادة لان ديما يحب يكون في احسن حالاته قدام الناس

وقت وصل الحوش كان جاف مع امه شوية لكن مع هدرزة غادة و بصارتها خلاص بعدها صار عادي يهدرز معاهم و يضحك
و اما عبدالخالق خلاص معش تكلم معاه
و كلا رجاء ما تعرف شي عن اللي صار و الا كانت اكيد قلبتها عليهم

و مرت ساعات اليوم لعند حل الليل .. و الليل كثر خيره من وجهة نظر حمزة و اخيرا وصل ع شان ينقضى يوم و يجي اللي بعده و يقرب يوم زفافه ليها ….

و بدت السهريات و الدربوكة و نصبوا اثنين خيام …
و هو عبدالمالك كانوا راسين في شيشة

سلم عمي الحاج عطانا
تفاحة من وسط جنانه
الله يجعلها كيف البيه
في نسوان البرانية

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى