رواية عيون القلب الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم ماريا علي الخمسي
رواية عيون القلب البارت الثاني والأربعون
رواية عيون القلب الجزء الثاني والأربعون
رواية عيون القلب الحلقة الثانية والأربعون
ياخيرة النسوان تبقي الخيره
وتبقي كبيره وغاليه في عيني
مهما شكرتك ماتسد شكيره
ومهما عطيتك مانخلص ديني
ياشايله مواجع معاي كثيره
وعند الشدايد دعوتك تحميني
فيك حن عمري مالقيت نظيره
وفيك ود ساكن في جذور كنيني
يلي بلاك العمر هم وحيره
ويلي بلاك الوقت مايعنيني
أمي وأمي اسم مافي غيره
عاشق أحروفه في جميع أسنيني(رجاء)منقوله
(كلمة الحق )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
و هي بعد تفكير كملت : شنو رايك تمشي معاي لطرابلس و تاخذ حتى اهلك معاك عادي و غادي تقدر تخش الاذاعة و توصل الرؤية الحقيقية للناس صدقني ح تنجح و هلبة ناس ح يتقبلوا منك الكلام
و بعد كلامها بدت القلوب تدق بسرعة عند الجميع
و طبعا بالنسبة للمهدي كان من الصعب جدا المشاركة في امر زي هذا لان هو من مدينة مصراتة و ياما فقدت المدينة في هذه الحرب ، رغم ان المهدي شخصيا لا ضد النظام و لا معاه يشوف في نفسه انسان مسالم ضد الحرب بين الليبيين كمبدأ لكن هذا ابدا ما يعني ان يتحيز لطرف ضد مدينته
و رد بثقة : انا اسف استاذة اعفيني من مهمة زي هذه قدامك وضعي شاب كفيف و نوعيتي نرتبك واجد و نتوتر و الله ما نقدر
ابتسمت بشكل الكل كان مستغربها : ع راحتك يا مهدي و مرة ثانية فرصة سعيدة
و قبل ما تطلع طلبت شي من فتحية بصوت واطي و الاخيرة ما كان عندها اي بد من الموافقة مشت معاها لداخل الديار قعدت مدة قصيرة
و من بعدها خرجوا الجميع من المكان ….و نوعا ما ارتاح الجميع بخروجهم و استمروا يحللوا في اللي صار طول اليوم هذا
و حتى بعد سالت هنية فتحية شنو كانت تبي منها
كان ردها عادي : ما قالت شي غير سالتني ع دار المهدي وينها بعد خشت لداره قعدت تنشد هو شنو يحب و هكي قطاف و خلاص
و ما حد اهتم للكلام هذا وقتها
و مرت الايام لعند حطت بنا الرحال في
يوم 18/05
اليوم هذا كان جدا فارق لان صار معاهم شي غريب جدا
بداية بو قت ردت ذات الضابطة بسيارتها كانت امراة سمراء البشرة في عمر الاربعين
لحظة اللي نزلت من السيارة الكل كان مصدوم في جيتها و بروحها كيف اصلا ما خافت تخش المنطقة و هي مراة بروحها عكس المرة اللي فاتت وقت كانت مصحوبة بعدة سيارات عسكرية
وقفت و ايدها في نصها و تتكلم : عندكم وليد كفيف اهني جيت ع خاطره
المهدي في لحظتها قلبه وقف قال اكيده قالوا عني في طرابلس و يبو يجندوني غصبا عني و انتهيت انت و عيلتك يا مهدي … بدي يسال في نفسه كيف لازم يتصرف و شنو مصير اهله
و لاول مرة عبدالخالق يخاف عليه للدرجة هذه و انتفض بغضب و اتجه لعمه : نهربوه يا عمي نهربوه و ما نخلو حد يمس شعرة من راسه
حامد كانت عنده حكمة و بعد نظر :من بتهرب ؟ لالا خليه يطلع و يصير خير ان شاء الله ما انظني لو ناوية شر تجي بروحها
ما كان ابدا راضي ع خروجه لكن قال في عقله نطلع معاه ولو فكروا ياخذوه غصب نموت و ما نخليهم يمسوه
و طلع المهدي اللي كان ميت خوف و كان في داخله كاره الانسانة هذه : تفضلي استاذة انا المهدي ، كيف نقدر نساعدك
فاجئت الكل مرة ثانية بتصرفها و شدت ايده : تعرف يا مهدي 13 عام و انا نعالج ع الصغار و طول عمري نحلم بولد او بنت تقولي ماما و وقت اللي ربي رزقني جت بنت متلازمة داون … (غمضت عيونها و ابتسمت ) هلبة ناس قعدت تقول يا ناري و كيف بتربيها و كيف ح تدير معاها بينما انا فرحت بيها هلبة فوق ما تتصور بنتي و انت من ذوي الهمم يا مهدي انتم احباب الله وانا يومها خشيت لدارك و شفتها و وقتها قالتلي امك عنك كل شي شنو الي تحبه و كيف قعدت مكسد بدون بدون تليفيزيون
و خذاته من ايده وراها للسيارة
في اللحظة هذه عبدالخالق كان ح يهجم عليها بس شده عمه حامد و فنص فيه و طلب منه ينتظر
وهي شادة ايديه و تنزل في الحاجات و تتكلم و هي متحمسة و فرحانة و واضح من صوتها قداش حبت الانسان هذا محبة اخ اصغر او محبة ابن : كل هذا جبته ع شانك يا مهدي تفرج ع التيليفيزيون و اسمع الراديو زي ما تحب جبتلك شرطان اغاني و حتى حاجات دينية و ثقافية وانت و شنو تختار … ايه و في حاجة ثانية …امك قالتلي وقت شفت عطورك انك تحب تهتم بنفسك و بنظافتك جبتلك كل شي يخطر ع بالك من الحاجات هادي و حوايج كل الحاجات اللي يحبوهم الشباب جبتهم ايه و الفلوس حاجة بسيطة انا وقت عرفت انكم نازحين قلت اكيد ما عندكم كيف توصلوا في فلوسكم خوذ بيهم اي شي تبيه و جبتلكم حتى تموين ليك و لاهلك
فتحية كانت تتفرج عليها و متاثرة و كذلك غادة … و من ما تاثر
و بعد نادت ع ابناء عمه نزلوا الحاجات من سيارتها وزعت نظراتها عليهم و عليه هو بالذات : نشوفكم ع خير و من يعلم مرات معش نتلاقو
ردت شافت للمكان: من يعرف شنو يصير القدام .. المهم يا مهدي فرصة سعيدة و ادعي لبنتي باهي
هو كل اللي قدر يديره حرك راسه
و قداش صعب ع الانسان يكون موضوعي عقلاني غير عاطفي كم تمنى وقتها لو سأل عن اسمها و عنوانها تمنى لو خذي رقمها ع شان بعد وقت يطمن عليها مهما كانت نتيجة الحرب هذه بس في شي منعه هل هو انحيازه لمدينته او نقمته عليها بسبب الوضع اللي وصلوه ما كان فاهم كل اللي عرفه ان سكت و ان ح يندم لان سكت
لوحت بايدها و مشت و كانت اخر مرة يسمع صوتها المهدي
رغم ان كلهم كارهينها بسبب زيارتها الاولى لكن بعد الزيارة هذه ما حد قدر يعبر لا بكره و لا بحب
اذا المهدي بعد خش سكر داره و بدي يبكي حس ان ظن فيها ظن السوء هي احساسها اتجاهه احساس الام و هو شك فيها ان جاية تاخذه عنوة معاها لطرابلس
استمر بقاءه في الغرفة ممكن ثلاث ساعات بعدها تحسس الفلوس بين ايديه … خذي منهم خمسمية عنده و الباقي طلع و اعطاهم لعمه ….
وقتها غادة تهدرز مع ازدهار بنت عمها : رئتيها و الله بعد خشت علينا هذاك اليوم و تفنص في عيونها و تعارك ما توقعت يكون عندها قلب هكي و حنونة لعنديت تحشمت ع وجهي كنت نفكركيف نقتلها ع شان ما تاخذ منا مهيدي و هي مسكينة جايبة الخير هدا كله
ازدهار سرحت في الفراغ : صعب واجد تحكمي ع الناس … شوفي حالنا بالله يومها شفت ناس قالو ماتت من الناتو و ع كلامهم ناس مدنيين
غادة بعد تفكير : بالك كذب
تنهدت : يا ريته كذب … هكي تقول فتنة كبيرة بينا معش تعرفي من الصح و من الغلط ربي ينهيها من عنده ع خير و يحفظ شبابنا اللي قاعدين عايشين و يرحم اللي ماتوا
غادة : امين …
و من بعد اليوم هذا مروا ايام لعند وصل يوم عشرين خمسة …
و هالمرة الشمس شروقها كان غير في الحوش اللي قاعدة فيه افطيمة و كناينها و احفادها
زي ما معودتهم كل صبح تكون العالة واتية من الساعة سبعة
هي اللي تطيب الشاهي و بنات سليمان يحوسوا عليها
اما الكناين بينهم اتفاق وحدة اتدير الفطور و وحدة ح تدير الغذاء و العشاء و هكذا يعني مرة بمرة …
رجاء حطت فطورها قدامها و هي لا تشكر و لا حتى تسكت تعطي ع الراي و بس : عام بيش تجيبي طشة الزميتة سحيقة
وهذه عادتها تحرق رجاء بكلامها كل صبح
رجاء اللي صار عندها واقي من الكلام هذا خاصة و توا همها اكبر بكثير من افطيمة و مضايقاتها
و دق. الباب
و صار زي ما صار قبل حست ان الدقة ليها معنى غير هالمرة
حطت ايدها ع قلبها و استمرت تدعي في سرها ان يكون خير
و فتح سليمان : جلال
جلال كان مبتسم
بس افطيمة سمعت اسم جلال خلاص دارت ان ايمن خلاص مات و بدت تعيط
و رجاء بعد سمعت عياطها صارت تضرب بايدها ع قلبها و كانت ح تعيط باعلى صوت بس مش قادرة لانها لو دارتها معناها خلاص ايمن معش يروح : مش ح تسيبني يا ايمن مش ح تمشي يا امين
كانت تبي تطلع و تسال بس تحشمت و بعدين و الله افطيمة ممكن تدبحها
و ما اصعب الانتظار عليها
رخت جسمها ع الحيط و تستنى تسمع اي شي مفرح
لعند على صوت سليمان بالتكبير : الله اكبر الله اكبر الحمدلله
و اهني طلعت افطيمة اللي كانت واقفة عند الباب و بدت تزغرط
و رجاء كانت خلاص ح اطيح ع الارض ، بس ساعدوها افطيمة و ملاك لعند جلست …ع الارض و صارت تقول : هو و الا .. التكبير لان القوه و الا عارفاته انا ايمن ما ينفقد … ايمن ما يخليني و الله ما يخليني
دخل عبدالمالك يجري لامه و يبوس ع راسها و يبوس في ايديها : باتي طلع يا امي ، باتي كان معتقل عند الكتايب و توا في المستشفى قال عمي جلال لان مكسور
مبتسمة و الدموع تنزل و جسمها فاشل تماما ما قدرت حتى تشد ايد ولدها : الحمدلله المهم عايش المهم عايش ..اي شي ثاني عادي و لو مكسور زي ما قال نردها قطعة قطعة حتى انا نصبر معاها و نجبر كسره كسر كسر لعنديت يرد كيف زمان
حضنها عبدالمالك بقوة : بنمشي يا امي نشوفه ما تخليني نخمم عليك
يا دوب قدرت تنطق : سلملي عليه
ضحك : يوصل
و طلع بسرعة لعمه ركب معاه و مشي
اما رجاء جوها معاوية و اسماعيل يعبروا عن فرحتهم بعودة الغايب بخير
الكل يرق قلبه ع منظرها هي وياهم الا افطيمة : الحمدلله اللي انزاحت الغمة يا ربي يا سيدي ان شاء الله من بعدها ما عاد يشوف هم ولدي و ربي يخلصه من كل شي مضيق عليه ( كانت تدعي و عيونها ع رجاء )
بس رجاء وين عيونها
ايه بالله قولي و ادعي يا افطيمة رجاء عيونها في عيون حبيبها قاعد طيفه قدامها زي اول مرة سافر و غاب عنها و طول في ايطاليا و يوم اللي جي هو عانقها بقوة و هي زيه اليوم هذاكا اللي عرفت انها حباته هلبة قاعدة تشوف في نفس النظرة توا ناسية الدنيا كلها
ع صعيد اخر و من بعد وصولهم المستشفى …
جلال كان يتكلم مع احد الدكاترة : ايه خوه و ولده ضروري يخشوا يشوفوه يا دكتور
رد الدكتور : حاضر بس اصبر شوية انت عارف الوضع في جرحى واجد في المكان
جلال : فاهم
رجع لعندهم : اليوم حررنا اغلب المناطق من النظام و لله الحمد و زي ما عارفين ايمن واحد من الناس اللي كانو معتقلين
قاطعه سليمان : انت قلت مكسور بس
جلال اشر لعبدالمالك
و الاخير فاجاهم : ادوي قدامي يا عمي جلال انا فاهم كل شي معذبينه صح
جلال و سليمان تفاجؤو بنباهته و رد صديق بوه : للاسف ايه بس يعتبر وضعه كويس مقارنة بغيره كسر في ايده و كراعه و شوية كدمات في جسمه
عيونه تعبوا كره : اقسم بالله لو نشدهم نقطعهم
حط سليمان ايده ع كتف ولد خوه : ساهل كل شي انتهى ع خير
شوية و جي اشرف لابس عسكري و يمشي بخطوات سريعة
و في لحظات زي هذه يتصرف الانسان بطبيعته و قداش كان الشوق سيد الموقف ضم خوه و عبدالمالك في مرة : الحمدلله ع سلامته
: الله يسلمك و الحمدلله آنك انت بحير
ابتسم اشرف : و الله هذا وين تنفست بعد شفته عايش اخ يا سليمان لو تعرف كم خفت عليه
جاهم الدكتور : يا جلال تقدر تدخلهم
و كان ملهوف يكون الاول بس احترم اعمامه و خلاهم سبقوه و قعد عبدالمالك في الخلف
انحنى سليمان و باس جبين خوه : الحمدلله ع السلامة
ما حط عيونه فيه : الله يسلمك يا سليمان
و من بعده اشرف هو صح شافه قبل لكن كان شبه فاقد الوعي : الحمدلله ع السلامة يا بطل
: الله يسلمك يا اشرف شنو وضع الباقي
اشرف : كلهم بخير
شافه واقف اخرهم
جلال شده من ايده و جابه : تعالي يا عبدالمالك
اهني قلب ايمن رق وقت شاف ولده و بصعوبة بالغة قدر يتمالك نفسه قدامه اما عبدالمالك فرجع لطفولته و ضم بوه بشوق : الحمدلله يا باتي شفناك بخير
استنشق ريحتها عليه : امك يا عبدالمالك شنو ؟
قرب من وذنه : تسلم عليك واجد
دمعوا عيونه : خوتك
ابتسم عبدالمالك : كلهم بخير حتى حمقوا واجد كانوا يبو يجو معانا
رد شده ليه: امك كويسة كويسة
قداش يحب محبتهم لبعض : و الله كويسة يا باتي و زي ما قلتلك تسلم عليك
تنهد براحة … و شوية و طلبوا منهم المغادرة
غادروا من المستشفى لكن وصلوا للحوش و طالما وصلوا اللي داره ايمن هي دارت زيه بالضبط ضمت عبدالمالك و حاولت تلقى عطره و وقت القاته حست انها بين احضانه : كيف حاله يا عبدالمالك ادوي
: يسلم عليك واجد عنده كسر في كراعه و في ايده وجروح في وجهه شوية بس
رجاء وجعها عاد هي اللي مجربة الكسر ما كانت عارفة ان كسر ايده و رجله ما يجو شي في باقي الكسور : ربي يشفيه و يعافيه ان شاء الله
و استمر بقاءه اكثر من اسبوع في المستشفى و كل ما يمشوا زيارة توصي و توصل في السلام و تبعث في الاكل و اللبس و خلاص القلب بيفيض من شوقه و هدا كله و ما تقدر تقول نبي نشوفه و الا تقيم عليها افطيمة الحد صبرت نفسها بكلمة المهم عايش و سيورني نشوفه
لعند جي يوم 28/05 الناس عيدها مازال لكن اليوم هذا هو يوم عيد رجاء … ليش ؟ لان ايمن اليوم مروح
كانت من الصبح مش عارفة شنو تدير كل مرة توتي حاجة هو يحبها ضمت الدار مع ان عارفة ان مش ح يخشها
جهزت سريره في المربوعة بمساعدة اولاد سلفها سليمان جهزت ملابسه
و مازال غير يهل بطلته و الصبر وين يبيعوا فيه خلاص مش قادرة نتحمل اكثر
و كل ما تدير حركة او تسال ع شي افطيمة معاها و تعارك و في قولة تحشمي
سمعت الكلاكس ضحكت و جت عند الباب
ضربت افطيمة بعكوزها الارض هي وخرت : قلة حشم ما فيش وحدة تطلع برا الباب اللي بتسلم تسلم من هنا
و تحملت رجاء في نفسها و قالت غير نلمحه بس و هو داخل المربوعة
و وصلوا بيه قدام الحوش و ساعده عبدالمالك ينزل اصر ان ما حد يقرب من بوه غيره
كان نازل ع القيلة وايده معلقة في رقبته
طلعوا اسماعيل و معاوية اول اشخاص و حضنوه و الاثنين يبكوا يا ناري قداش ليهم ما شافوه : خلاص يا باتي انا كويس
معاوية : طولت واجد يا باتي الحمدلله ع السلامة
رد ايمن : الله يسلمك
اسماعيل متمسك بايده : حتى انا بنساعدك
ابتسم : ايه ساعدني هيا
افطيمة قدمت و تلقائيا شاف ناحيتها وياه يا رجاء ع شوقه ليك و قداش لحظتها كانت عنده رغبة يلغي كل المحظورات و الخطوط الحمراء و ياخذك في حضنه بس الخطوط الحمراء في حد ذاتها قدامه : ع سلامتك يا ايمن يا ولدي و الله قريب اللي متت وراك خفت عليك واجد
ضمها و عيونه ع رجاء اللي كانت تمسح في دموعها لاحظ قداش ضاعفة و باهتة و ذابلة : الله يسلمك يا امي
رجاء يا دوب نطقت و قامت ايدها : حمدلله ع السلامة
و ايمن نسي ان خوه جنبه وامه قدامه عيونه ما يشوفوا في غيرها : الله يسلمك
سليمان تنحنح : احم خلاص يا امي معانا حماعة برا يالله شوفوا عشاهم
افطيمة لفت و فنصت في رجاء و حورية و البنات و كلهم خشوا بسرعة داخل
تنهد ايمن و خش بمساعدة اولاده للمربوعة و اخيرا ارتاح ع السرير كان عارف ان هي اللي جهزت كل شي .. و كيفيه الاهتمام دليل ع الحب و الشوق
قعد في مربوعة الحوش و خشوا وراءه اصحابه قعدوا لعند تعشوا و شربوا الشاهي و بعدها طلعوا روحوا
رجاء كانت تبي تمشيله بس عيون افطيمة معاها و اول ما خش عبدالمالك فرحان : روحوا اصحاب باتي
طبعا هو قال هكي لامه ع شان تطلع تسلم عليه بس افطيمة هي اللي وقفت : هيا جاية يا احميدة من بدري نراجي فيهم نبي نهدرز ع باتك
خاب املها و عيونها ع باب المربوعة
مرت من جنبها : راك اتحشمي ضناك تريس و مازال واقفة و شادة الباب تبي تطلعيله خزيه ع قلة الحشم
و عرف عبدالمالك ان هي قالت كلام سيء لامه. جي وقف جنبها : الحمدلله يا امي ان روح والا
عرفت ان يغير في الموضوع : ايه حبيبي الحمدلله
و استمر بقاء افطيمة ساعة لعند بدت تنعس ع شان هكي كلمها بصراحة : امي خشي تريحي واضح بترقدي
وقفت بصعوبة : ايه بنخش نرقد و حتى انت ارقد وين خوك
عرف انها ع اشرف : قاعد
خش اشرف من برا : نعم
افطيمة : تريح جنب خوك سادك من السهر
اشرف جي في اتجاه التيليفيزيون و بدي يقلب في القنوات و يتابع في اخر الاخبار اللي تخص الحرب في مصراتة و ليبيا ككل و ما رد عليها
و افطيمة شافت جهة صغير اولادها بحسرة و طلعت من المربوعة و في راسها مجرد تضع الحرب اوزارها ح تزوجه يعني ح تزوجه
اما سليمان فقرب من ايمن : بالك تبي حاجة
ايمن بدون مقدمات لان الصبر خلاص نفذ : نبي عيالي يا سلميان (مرتي )
اشرف سمعه حط الريموت و طلع ع طول من المربوعة
كلا سلميان وقف عند الباب و نادى حورية : كلمي مراة ايمن تطلع المربوعة ما فيها حد الا هو
حورية فرحت يا ناري كانت حاسة بيها : هيا توا نشوفها
خشت بسرعة و نادتها بحركة من ايدها
رجاء ” يا ربي هو لاني خلاص مش قادرة نصبر نبي نشوفه ” : نعم
كلمتها بهمس : ايمن بروحه في المربوعة يبيك
كل شي حطاته ع جنب حتى الخجل اللي عادة كان مرافقها في هالموقف و جرت رجاء برا
افطيمة شافتها بدت تصفق بايديها : طيري يا حنه اللي ما تتحشمي خزيه
بس رجاء ما اهتمت ابدا طالما الغالي جي.
وقفت عند الباب شافت حالته قلبها تقطع عليه و عيونها ياما قالو و ياما ذرفوا من دموع
اشر بايده ع الباب
هي ع طول فهمت و سكرت الباب
و هو فتح ايديه ليها بمعنى تعالي
و ما احلى التواصل بدون كلمات نظرات و همسات و حركات تفهمه و يفهمها
و رمت نفسها بين ايديه و بكت و هو يستشعر في اللحظة معاها ما قال و لا كلمة مجرد يتنفس فقط
لعند هي معش تحملت و الضغط اللي عاشت فيه كله انفجر : مش قلتلك ما تخش للحرب حرام عليك كنت ميتة و رديتني للحياة عارف يا ايمن لولا اللي صار معاك راهو توا نراجو في بييي يا ايمن يوم 18/03 اليوم اللي سمعت فيه اني فقدتك انا اجهضت مرة ثانية يا ايمن عمره شهر و نص غيابك اقوى مني و اكبر من طاقتي والله انا انهديت لولا الصغار راهو القيتني ميتة
و تنصدم رجاء بردة فعله ابدا ما توقعت هالامر …
ايمن الراجل القوي السند المتين يبكي بين ذراعيها كالطفل
كل. ما تحاول تبعده ع شان تشوف وجهه هو يدخل راسه بين ايديها مش حاب المواجهة معاها ابدا و هو في حالة الضعف هذه
ايمن اللي حتى في وفاة ابنه ما بكي قدامها
و لا بكي يوم وفاة بوه قدامها
يوم توفى فارس حرص انها ما تشوفه يبكي
توا يبكي و بالطريقة هذه
ضماته ليها و كانت في سرها تقول ” شنو اللي عشته يا حبيبي لعنديت تبكي هكي شنو داروا فيك “
و هو تقول فهم ما قالت زادت شهقته تعلت اكثر و بهكي رجاء ايقنت ان شاف هلبة و عاش حاجات اقوى منه
و طبيعي في موقف زي هذا تتبدل من عاشقة معاتبة الى زوجة مساندة شريكة الم و شريكة امل و بدت تصبر فيه. و تتكلم معاه بالهمس : حبيبي و سندي و راجلي من غيرك نضيع انا اليوم نوقف معاك ترد احسن من قبل بواجد زي ما رديتني و عزيتني بعد كنت منتهية حتى انا نردك يا غاليا ايمن يا ايمن … انت جبل ما يهزك شي انت زي الاسد و الاسد يا غالي يوم يطيح في فخ و مصيدة تتكاثر عليه الضباع و هدا ما يعني ان ضعيف لا ابدا لان مهما كان عددهم لو ما كان مقيد ما يقدر حد منهم يوصل في ظفره
كان ساكت
بس هي مستمرة : كنت نحبك لانك سندي اللي يحميني و اليوم ردت حبيتك واجد واجد لانك سند يحمي مصراتة كلها
لحظتها استحي من الموقف مسح دموعه و تراجع للخلف : خفت واجد ما عاد نشوفك لا انت و لا الصغار عشت ايام صعبة يا رجاء و مش عارف نرد زي زمان و الا …
و كان لازم تطلعه من اللي هو غيه : من اليوم ما عاد في صعب من اليوم يرجع كل شي زي قبل و انت بترد زي
سكت ايمن
و هي باست ايده المكسورة : نحبك انا
ابتسم و فتح ايده الثانية : تعالي جنبي ما بيخش حد توا و ادويلي كيف عشتوا الشهور اللي فاتن
و كانت هالمرة هي اللاجئة و دخلت في حضنه و بدت تحكي في كل ما صار معاهم من احداث في غيابه و هو منصت انصات كامل
بعد ثلاث ساعات كانوا بالنسبة ليها لحظات زي الحلم وقت ايمن صار يبتسم و حست ان ارتاح
ابتعدت عنه و قداش عشق اللون الزهري اللي ع خدودها : غاليا انا ضروري نخش توا و الله قلبي عندك بس انت عارف اشرف اكيد يبي يرقد و تاعب
تأمل ملامحها : غير رديت و شفتك ما عاد نبي شي .. عدي حتى انت ارتاحي
ضماته بقوة و باست جبينه : نستودعك الله
تنهد تنهيدة ياما قالت : اجمعين
كانت ح تطلع و وقفت في منتصف المربوعة
استغرب : خيرك
ردت عنده و بارتباك : انت بتقعد واجد هنا قصدي في المربوعة
ضيق نظرة عيونه ليها مما زاد معدل التوتر و الاحراج عندها، حاولت تبرر : ماهو يعني نبي نهتم انا بيك نوكلك بايدي و نعطيك دواء نساعدك لو تبي مساعدة وهكي و انت عارف يعني
قاطع كلامها : انا ح نطلب نشوفك زي اليوم و مهما سمعتي ما تدوري
قداش فرحت ان فاهم عليها : بعد شفتك يا غالي اقسم بالله لو يقطعوني تقطيع راضية فداك
و صارحها بمحبته للمرة اللي مش عارف كم و رغم ان ما اصدر صوت بس هي مش محتاجة تسمع صوته لان قلبها سمعه
و بينما هي دخلت للحوش و تمشي و كأنها طايرة فوق بجناحات من حب
افطيمة وقت شافتها استمرت تهزب و تعارك : ضناك اطول منك و طالعة تضحكي لراجلك ياللي ما تستحي لا تحشمتي مني لا من ضناك و لا حتى من اسلافك
رجاء في سرها ” ادوي لعنديت غدوا الفرحة اللي انا فيها بعد ردلي ايمن تخليني نسامحك من قلبي و ما يهمني شي “
و أيمن كان في راحة كبيرة نسي خلالها كل اللي عاشه طالما زوجته بخير و ابناءه و اهله بخير فهو بخير
خش اشرف ضحك عليه كيف مبتسم : عندها سحر خاص بنت خليفة
ايمن : خليني في حالي
اشرف فرد جسمه ع الفراش بتعب شديد : يا سيدي ربي يهنيكم
ايمن مازال مبتسم : امين
و ما انتهت رحلة اهتمامها بيه و لا انتهى حبها و عشقها ليه كان كل ليلة يطلب تجيه المربوعة ع شان يروي عطشه و شوقه ليها من جهة و يطمن عليها من جهة ثانية …
و مراة زي رجاء مش ح تفشل في مهمة رد زوجها الى سابق عهده من ثبات الشخصية و قوتها و نجحت بامتياز تنسيه الالم اللي عاشه
المحنة هذه قدر من خلالها ايمن يعرف معدنها الحقيقي زي ما سبق و هي عرفت معدنه الحقيقي بعد الحادث اللي تعرضوله
_________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️
و انتهي مايو و دخل يونيو و تحديدا يوم ثلاثة قرر ايمن و خوته الذهاب لتفقد منازلهم بعد خروج قوات النظام من المنطقة
واقفة تساعد فيه يلبس : بالله عليك ما اتعب روحك و لو خشتكم فيها خطر ما في داعي تغامر انا ما صدقت رديتلي من جديد ..
لف ايده عليها : ما تخافي يا عيوني باذن الله مش ح يصير شي و نروح و نجيب اخبار سمحة كيفك و نردوا لحوشنا
رجاء بعيون متعلقة فيه اكثر من قبل : يا رب … انا نستودعك لربي اللي عارف ان روحي معلقة فيك
ابتسم : الحرب هذه المفروض نشكرها اللي خلتني نسمع كل دقيقة كلام سمح و مش هكي بس قاعد نشوف قديش انا غالي عليك يا عيوني
رجاء انصدمت بكلامه : كيف يعني من قبل تحساب روحك مش غالي
ضحك : مش هكي
سمع صوت امه يصدح في الحوش و تعارك : هيا خليني نطلع تاخرت
ضماته بحب كبير و خوف اكبر : في حفظ الله
فتح باب الدار و طلع
افطيمة : عام خوتك من بدري يراجو برا
ايمن : يا امي غيرت دبشي بس قدامك حالتي كيف واعر نلبس بسرعة هيا السلام عليكم
وهو طلع من الحوش
و كانوا اولاده و اولاد خوه واقفين يودعوا فيهم
ايمن يراقب في صورتهم من المرايا و يدعي ان ربي يعطيهم الوقت الافضل لحياتهم القادمة
تكلم اشرف : عبدالمالك الله يبارك عليه يا ايمن مش راضي ع مشيتك معانا خايف عليك واجد وقت اللي خشيت انت داخل جاني و قالي خليني انا نمشي في مكان باتي
قداش اعجب بيه : الحمدلله يا اشرف اهم شي التربية و الله طول الوقت عقلي معاهم
سليمان : لا ماشاء الله عليه عبدالمالك نسخة منك …
و كان رد ايمن ع كلام خوه ابتسامة رضا ع وجهه و من يكره ان بكره يكون شبهه
و بعد مسافة معينة قطعوها وصلوا لمنازلهم و بفضل الله ما كان فيها اي اذى و لا ناقص منها شي
سليمان : الحمدلله …. الوضع كويس
ايمن يمشي بصعوبة بواسطة القيلة : الحمدلله ، بس خلونا نراجو شوية لعنديت باقي الجيران يردوا
اشرف : ايه صح حتى ونس ، لان انا ح نرد الجبهة راهو
سليمان : انا قاعد و معايا الاولاد و ايمن اهو مازال وضعه ما بيسمح ان يرد
وقتها لاحظ نظرات ايمن اللي الباين من خلالهم ان مش ناوي ابدا البقاء بدون ما يلتحق باصدقاءه
بما ان و التعود ع نمط غريب عنك في الحياة و بلاد مش بلادك امر جدا صعب مهما اظهر الطرف الاخر من حفاوة الاستقبال ، كان وضع حمزة النفسي كل يوم في الاسوء
و باعتبار منصور شخص عنده مخبز (كوشة ) يعني من الفجر يطلع يشرف ع العمال اللي فيها و احيانا حتى يبات غادي كان ديما مشغول و لان لاحظ حمزة كيف مهموم و واضح جدا ان مش راغب البقاء بعيد عن مصراتة حاول يشغله معاه
طق ع باب حوشهم من الصباح الباكر
و حمزة اصلا النوم ما جاه شاف هالة جنبه ماشية في نوم عميق توجه للباب و فتحه : صباح الخير يا عمي
: صباح النور … شنو رايك يا حمزة تسايرني نمشوا الكوشة خير من قاعد في الحوش
فرح بالدعوة هذه : يا ريت و الله … دقيقة بس
دخل و غير ملابسه بسرعة و طلع معاه و لان ما يقدر يساعد في شي حتى بعد خروجه مل من المراقبة فقط و اهني خذي قرار نهائي
اما زوجته اللي فاقت في حدود الساعة عشرة وقت ما القاته قريب هبلت : دارها و رجع مصراتة حيه عليا
جرت ع الدولاب فتحاته ملابسه موجودة حست ان هم انزاح من ع قلبها
لبست ع السريع و طلعت لحوش امها
لاقاها قصي اللي عمره اربعة عشر عاما : صح النوم وينك
: وين حمزة
ضحك : توا انا نسال فيك انت و انت عقلك مع حمزة
جاوبت نورية اللي كانت توتي في الغذاء : مشي مع بوك للكوشة تعالي كولي يا هالة فطورك واتي انت لازم تردي صحتك
كلام امها ريح بالها و من بعد تطمنت ان موجود معاها في نفس المدينة انسجمت مع خوتها و ردت هالة تضحك و تهدرز ….
بعد سماعه لقرار نسيبه كان متفاجئ : كيف يا ولدي ناقصك شي عندنا
حمزة من يومه عنده عزة نفس و ما يقبل ان حد يصرف عليه : بارك الله فيكم يا عمي ما قصرتوا بشي بس انا من يومي ما نرتاح الا وقت نصرف من حر مالي توا الحمدلله عندي الفلوس جبت معايا لكن نفكر في الايام الجاية مرات الحرب مطولة و لو انت ما ساعدتني سامحني لاني ح ندور بروحي ع عمل
و كم كبرت في نظره يا حمزة و الاب شنو يبي غير راجل يتحمل المسؤولية و يكون عنده كرامة و عزة نفس ضغط ع كتفه باعجاب : باذن الله الليلة نرد عليك نشوف اصحابي لاني حسيتك في الكوشة عندي ما تريحت
و طبعا هو كل شي الا يخدم عنده لان مش ح يكون مرتاح : لا سامحني ما عندي عليها واجد
و كان فاهم سبب اعتراضه و ما حب يضغط عليه اكثر ….
__________________بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️
و لان العيلة وقت يجربوا معاناة النزوح ما يكون عندهم صبر ع العودة و باصرار من افطيمة من ثاني يوم اللي يوافق الرابع من شهريونيو … روحوا عائلات اسماعيل بن جابر لبيوتهم
و من ما يفرح بعد يرد حوشه و مكانه و دنيته اللي اعتقد للحظة ان مش ح يرجعلها ثاني
و هذه رجاء نست الم رجلها و تطير زي الفراشة في اركان بيتها تتفقد فيه بالشبر و كم ارتاحت لان كل شي زي ماهو
و بفضل الله غيمة و انزاحت و حزن و راح …و رجع الاستقرار نوعا ما خيم ع الاجواء عندهم
و اليوم بس رجاء بعد انتهت من ترتيب منزلها و تنظيفه خذت راحتها في الاهتمام بحبيبها
كانت تتفقد في وضع رجله ع المخدة : تمام هكي متريح صح ؟
ايمن : اه الحمدلله … هيا تعالي
رجاء بخوف ع وضعه : انا ح نجيب فراش و نرقد هنا جنبك مش بعيدة ع شان تكون مرتاح في نومك
ايمن ملامحه تغيروا فجاة : ابن راحة و انت مش جنبي ، يعني الواحد كم ليه يراجي و مستاحش و تبي تبعدي ثاني لالا مكانك هنا
ابتسمت و جت جنبه : انا مستعدة ندير اي شي يريحك … قولي كراعك ما توجع فيك
: طالما انت بخير و جنبي انا معش نحس في اي وجع
رجاء كانت تبي تطمن : ح تقعد انت جنبنا و معانا يا ايمن خلاص والا
و ما كان قادر يكذب عليها : شوفي يا عيوني من بكرا باذن الله ح ناخذك تزوري مراة المرحوم تطمني عليها ع حسب كلامك معش شفتيها
رجاء : ايه و الله ليا واجد عليها لهيت في عمري و بالذات بعد خسرت العيل و اصلا ما كنت نقدر نطلب من الراجل ياخذنا قدامك الوضع
ايمن حس بصوتها كيف تغير وقت تكلمت ع الاجهاض شد ايدها : ربي يعوضنا ان شاء الله .. المهم يا عيوني بكرا ناخذك تشوفيها و بعدين انا وضعي بدى يتحسن يعني نقدر نسوق السيارة ح نرد الجبهة بس ع الامداد يعني نوصل تموين حد يبي مستشفى نجيب دواء امور زي هذه لان الشباب محتاجين لكل واحد فينا
هي بان الخوف ع وجهها : بس انت مازلت ما تعافيت يا ايمن
: لا و الله انا كويس واجد و ما تخافي ح نمشي و نرد و مش ح نغيب عليكم زي قبل
ولانها كانت عارفة ان مصمم و صعب جدا تقنعه بالعكس ما كان منها غير التسليم للامر الواقع و تستودعه لله سبحانه و تعالى ….
و ما احلى الرجوع اليك يا بيتي … كانت ليلتهم هادية و مستقرة عكس الليالي الطويلة وقت كان معتقل …
و ما ان اشرقت شمس ثاني يوم اللي يوافق الخامس من يونيو ….
و بعد روتين صباحي عند الجميع … باختلاف حالهم و احوالهم
فعند حمزة بدي العمل في محل قطع غيار بدوام من الصبح لعند السبعة مساء و الامر هدا خلاه نوعا ما يرتاح عكس اول ايامه في زليتن
و ما كان من زوجته الا انها تدعمه لانها عارفة مدى حزنه ع فراق مدينته مصراتة
اما عيلة المهدي فكانوا في ذات الحال مع النزوح الا ان المهدي بعد حصوله ع تلفاز قاعد منسجم افضل مما سبق
و مع عصر اليوم هذا تحديدا اوفى ايمن بالعهد و خذي زوجته و توجه بيها عند حوش اهل خلود للاطمئنان عليها
و من اول ما وصلت لاقتها اخت خلود لطيفة و دخلتها للصالون : مرحبتين بيك يا رجاء توا قديش بتفرح خلود بجيتك ليها واجد تفكر فيك و مشغولة عليك
ردت و هي تمشي وراها : خلود هذه اختي و جميلها معايا مستحيل ننساه طمنيني عليها يا لطيفة ان شاء الله احسن
ابتسمت لطيفة بعد الوصول الى صالة الاستقبال : دقيقة و تشوفيها بنفسك نستاذن منك توا
ابتسمت رجاء مجاملة و هي ع نار تطمن ع صاحبتها …
و لان اهل خلود حالتهم الماديه مرتاحة هلبة فكانت موجودة في صالة كبيرة جانبية بعيدة هلبة ع المكان الموجودة فيه خلود
وقتها رجاء توقعت تشوفها في حالة سيئة جدا زي ما خلتها اخر مرة
لكن قداش ارتاحت وقت شافتها كانت متماسكة مؤمنة و صابرة، الا ان شوقها خلى خطواتها سريعة لرجاء و ضمتها و بكت معاها ثاني رغم صبرها
لان في ناس وقت نشوفوهم يتجدد الحزن في قلوبنا و نتذكروا مواقف جمعتنا مع غوالينا اللي فقدناهم و هدا اللي صار معاها بالضبط
: اخ يا رجاء نقول صبرت و الحمدلله و وين يخطر نرد لنقطة الصفر
رجاء تمسح ع وجهها : الله غالب حبيبتي … خليك متمسكة بصلاتك و قرانك … كل واحد فينا لولا الايمان و لولا وجود الله سبحانه و تعالى ماني عارفة شنو كان صار فيه
اهني خلود انتبهت ان رجاء صاير معاها شي : طمنيني عندك كلام يا رجاء
و بدت رجاء تحكي في اللي صار معاها بالتفصيل و خلود تألمت معاها لانها مجربة الفقد اللي ما في بعده رجوع …
خلود : حمدلله ع سلامته يا رجاء و ربي يعوضكم المهم ايمن روح بخير و الباقي كله ساهل
ابتسمت رجاء : ايه و الله المهم عايش بعد اللي عشته الايام اللي فاتن كل شي راضية بيه، ( و قررت تغير الموضوع ) حبيبتي المهم طمنيني انت شنو حالك
خلود كانت ابتسامتها اليائسة ذات معنى كبير : حالي حال الميت و عايش انا انطفيت من داخل يا رجاء بعد خسرت فارس، صح تشوفي فيا صابرة و سلمت للامر الواقع لكن و الله حتى الهواء يخش و يطلع مني بدون ما نستطعمه و وقت اللي تقربت من ربي صبرت بين القران و الصلاة و كل يوم نرضى و ربي ينزل عليا الصبر و خواتي و خوتي الحق ما حد منهم قصر معايا (ضحكت ) و العمدة خويا قد ما نحكي عليه شوية سيب كل شي و مفضي روحه ليا انا و بس تعرفي يا رجاء كل ما يشوفني متضايقة يدير اي شي ع شان بس نضحك
ردت رجاء باعجاب كبير : ماشاء الله يا خلود عليه خوك حافظي عليه اللي زيه في الوقت هذا شوية
خلود تذكرت وضعه : امين يا رب … حسرتي عليه خويا هذا خاطب و قبل عرسه في نص ستة لكن توا ما يقدر يدير شي لعنديت تكمل الحرب
رجاء : ربي يفرحك بيه
و قعدت عندها مدة ساعة و من بعدها استاذنت و روحت و هي مقررة تستمر في زيارتها و ما تقطعها
ثاني يوم و اللي يوافق 6/6
المهدي في داره يتابع في برنامج ثقافي و مركز لعند سمع اذان العصر
: الله اكبر .. الله اكبر
ردد و راء الاذان و نقص صوت التلفاز و قرر يلحق بصلاة الجماعة برا مع عمه و ابناء عمه و عبدالخالق
و لان حفظ الحوش خلاص صار ينتقل براحة و بدون مساعدة حد
و بينما هو طالع صار معاه موقف مش ح ينساه طول عمره … موقف عرفه حقيقة الدنيا و عدم وجود شيء ثابت بالذات في المشاعر
الموقف هذا تعلم منه و في نفس الوقت خوفه من نفسه هلبة
كان طالع و سمع صوت ازدهار بنت عمه و هي تقرا في قران بصوت خاشع و مليان نبرة حزن و شجن
رغم ان كان عارف عنها المعلومة هذه و هي انها تقرا في قران …
بس سماعه لتلاوتها كان امر ثاني ما كان قادر يوصف اللي حسه يومها
وقتها عقله قاله ان انت يا مهدي محتاج وحدة زيها تكون زوجتك بنت ملتزمة حافظة القران … و كان خايف التاثر مش بنموذج البنت الملتزمة و حافظة القران لا كان خايف يكون تاثره بيها هي لان هذا ثاني موقف يصير بينهم … لحظات و سال نفسه كيف يفكر في اثنين في ان واحد .. حس ان شخص سيء
لكن هي لحظات و رد ع نفسه : لا انا نبي ريحان مجرد ان صوتها في القران عجبني و خلاص
و رغم ان ريحان ما اعطاته اي رد لكن حس ان قاعد يخون فيها و ابعد كل الافكار هذه من راسه و طلع ع شان يلحق الصلاة
و اثناء صلاة العصر نفض كل الافكار هذه من راسه …
المهدي انسان كبر قبل وقته و شغفه في الاستقرار ح يخليه ياخذ خطوات منها المتسرعة و منها العقلانية و بين الاثنين يعلم الله عن نوع المعاناة و التحديات اللي ح يعيشها …
بينما كانت هي في حوش زوج اختها شادة المصحف و تقرا و الدموع رفيقتها خوفها كل يوم يزيد ع وضع امها الصحي بالذات في ظل وجود الحرب صار من الصعب مراجعتها دكتورها في اي وقت
كملت القراءة و حطت المصحف جانبا و بدت تدعي بتضرع لله
دخلت عليها انتصار و في ايدها ولدها عبدالوهاب و لاحظت كيف هناء تبكي و هي تدعي شافت جهة امها واضح ان المرض خلاص انهكها و فهمت هناء بشنو قاعدة تدعي
طبقت سجادة الصلاة و وقفت
: ربي يتقبل منك حبيبتي هنيوه
تنهدت و جت قريب منها باست عبدالوهاب : منا و منك … روح راجلك
انتصار : الحمدلله قريب اللي هبلت بعد طول هو صح ما شارك في الحرب لكن يوصل في الامداد و حتى هذا خطير
هناء اتكت ع وسادة جنبها : تعبت واجد ربي يفرجها من عنده
انتصار فاهمة اللي شاغلها : باذن الله خير غير انت ما عاد تفكري واجد حبيبتي
دموعها نزلوا : كيف ما نفكر يا انتصار مش ملاحظة وضعها امي
: ملاحظة لكن ما عندنا ما بنديروا الا ندعولها و بعدين توا قالي عبدالرحمن ان حصل موعد مع دكتورها و الحمدلله الطريق توا ما عاد فيها بوابات زي قبل يعني نقدروا ناخذوها للدكتور امتى ما نبو
و يا فرحتها : تدوي جد ؟
ابتسمت انتصار : و الله
هناء : الحمدلله يا ربي
_________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️
و بحلول يوم العاشر من شهر يونيو وصل خبر لعيلة المهدي ان المنطقة تحررت من قوات النظام و بهكي يقدروا يرجعوا لبيوتهم
كانو الكل يحضنوا في بعض من رجالة و شباب و حتى النسوان و كلا الاطفال فرحوا فرحتهم بالعيد المهم في الامر انهم يردوا لنمط حياتهم و لبيوتهم العابهم لكل شي يخصهم
حامد بعد هدى الجميع : بنقولكم راهو مش ح نردوا طول ضروري نتأكدوا من الوضع غادي قبل
و وافق عبدالخالق سبحان الله رغم صغر سنه مقارنة باولاد عمه الا ان سباق في المشاركة لابداء الراي : و هذا الكلام الصح يا عمي نعدوا نحنا نطمنوا ع الوضع و لو كان تمام نلموا دبشنا و نروحوا
و وافق البقية ع ذات الراي
و يا فرحة رجاء وقت سمعت بدت تنقز ع رجلها رغم الوجع لعند ايمن وقفها
ايمن بخوف : رجاء خيرك تبي تضري روحك
رجاء كانت تضحك : فرحانة يا غالي خلاص نقدر نشوفهم ايمن انا ضروري نمشي لاهلي ليا شهور ما شفتهم و مش عارفة شنو صار فيهم
ايمن تذكر العيلة فرد فرد بالذات المهدي و عاد هو متعلق بالعيلة كلها و شوقه ليهم ماله حد: ايه يا رجاء تتوقعي اني ما نمشي نطمن عنهم هذيما اهلي راهو وحتى انا مستاحشهم واجد
: ربي ما يحرمني منك .. خلي نوصي عبدالمالك ع خوته و نمشوا
ايمن مازال يستعمل في القيلة : خلاص تلقيني في السيارة
و مشت رجاء لعبدالمالك اللي طمنها ان خوته في امانته و اصلا هما خلاص كبار و قادرين يقعدوا بروحهم هي لبست ع السريع و ركبت حنبه و طلعوا متوجهين للمنطقة اللي فيها منزل اهلها
شافتهم من الروشن : وين طاير بيها و كراعه مازال مجبسة
و رغم معرفة سليمان الا ان اثر عدم اخبارها : مش عارف
و صارت فرصة لاافطيمة ع شان تعارك : هذه قليلة عقل و هو يساير فيها وين ما تبي تمشي يقول باهي و يتبع فيها و كان هدا البلاد بتنقلب و هو كراعه شنو مركبها و ماشي
و اللي مركبها و ماشي كان طول الطريق يطمن فيها و يحاول يهديها بان كل شي ح يكون تمام لكن الكلام ساهل مش زي الامر الواقع
شنو يهدي رجاء وقت القت البيوت فاضية حوش اهلها و بيوت اعمامها لكن يا رجاء كله عادي قدام المنظر اللي جو عليه عيونك توا : حيه عليا حيه يا ايمن شنو صاير في حوشك يا حمزة ؟ شنو صار فيه خويا شنو صار فيه .. حيه عليا مراته حامل … ايمن خويا تعب واجد لعنديت كمل حوشه و استقر فيه
ضمها بقوة و كان اكثر خوفا منها لكن حاول يبين العكس : اس خلاص يا رجاء عليش تفاولي عليهم باذن الله ما في شي خلينا نشوفًوا الجيران بالك نلقوا حد نسأله
و هو قال هكي و العقل عندها خلاص وقف سيباته وراها و جرت في اتجاه السور
لعند عيط عليها ايمن : رجاء … وين ماشية
وقفت و الدموع غلبوها : ايمن نبي نسال عنهم
مشي ناحيتها و طبيعة الحال ح تكون مشيته بطيئة : عارف و انا اللي قلتلك نسالوا بس راجي وين ماشية بروحك
تذكرت تصرفها و وقفت لعند هو جي وقت وصل فيها : انا اسفة
ايمن : ما فيش داعي معذورة هيا بس
توجه هو الراجل اللي واقف بينما رجاء دخلت للحوش
ايمن يسمع من معتز في اللي صار و رجاء تسمع من امه فجرة في اللي صار مع مراة خوها و اهلها و قداش وجعتها و بكت ع البنت اللي توفت
: لا حول و لا قوة الا بالله
فجرة : بس الحمدلله اهلك ما فيهم شي يا رجيوه و كان ع حمزة ربي يعوضه مازالوا صغار
ردت : ان شاء الله ، نستاذن يا خالتي ضروري نشوف راجلي برا
طلعت معاها فجرة و سلمت ع ايمن من بعيد و من ثم ردت لحوش اهلها هي و ايمن
و في يوم 14/06 مشو شباب عيلة بن عمار للاطمئنان ع منازلهم وبفضل الله اطمنوا ان ما وصلهم شي
و رغم ان قرارهم كان عدم الاستقرار في المنطقة لعند يمروا كم يوم بس المهدي ما تحمل فكرة مغادرة الحوش ثاني لهذا توجه لعمه حامد و كلمه بنبرة متوسلة : بالله عليك يا عمي فكنا من قصة ان نراجوا كم ليلة خلينا نروحوا انا معش نبي نولي للحوش هذاكا
حامد سكت يفكر
لكن موافقة الشباب و تأييدهم لراي المهدي خلوه يوافق : خلاص كيف تبي يا مهدي
طلعوا الشباب بالسيارات ع شان يجيبوا باقي العايلات
و من اول ما خشت غادة ضحكت : امي يا امي
فتحية : خيرك
غادة فرحانة و الشيء هذا واضح : رجاء كانت هنا يعني كويسة
فتحية : اسم الله كيف عرفتيها كانت هنا
اشرت ع الحوش و المطبخ : معقولة كم لينا طالعين و وقت اللي نروحوا نلقوا الحوش هكي نظيف و مسيق و الله الا كانت هنا ما في حد غيرها يعرف مكان المفتاح
ضحكت فتحية : و الله جبتيها يا غادة صحة ليك الحمدلله ربي طمني عليها مازال نطمن ع نجوى بس
و نجوى اللي يفكروا فيها وقت تسمع في الاخبار احتارت تفرح او تزعل كون اهلها في طرف معين و المدينة اللي عايشة فيها حاليا مع الطرف الثاني يخليها تحس قداش هما بعاد عليها
باهي و لو كانوا هما مع النظام ؟ هل الشيء هذا مريح او لا
و لو كانوا ضده ؟
هلبة اسئلة في دماغها و محاولة اجابتها تزيدها هم ع همها : يا ربي خير … يا ربي احفظهم انت و ردنا لبعضنا في اقرب وقت
و من بعد العودة و الاستقرار … كل يوم يتفقد في الخط الارضي
يوم 25 يونيو وجي يتفقد في الارضي
و قداش فرح بصوت التوت… اللي يدل ع
وسكر الدار
و اهني فرحته كبرت اتصل ب……
و قعد ساعة
و ساعة مع ….
و بعدها اتصل ب…. و ردت…..
و سكر الخط
لان……
استمر يفكر شنو يدير……
و بعدها كان مضطر يقول …..
و كلموا
و خش شهر سبعة …
يوم 12 يوليو اتصل …
و :
وجع قلبه …
: ايوا
نسي كل شي مع صوتها و رد لنقطة بداية عشقه و غرامه معاها
و هي انهارت بكاء
: ليش تبكي ان شاء الله ما صارلكم شي
ردت : الدنيا صعبة واجد
المهدي : الحمدلله و الله غالب هدا حالنا
سكتت و ما ردت
تنهدت هي : ايه صعب واجد….
المهدي : الحمدلله ع سلامته …
: و قلتلك ايه باهي شنو بتستفيد يا…..
هو كل تفكيره قاده……..
و ياه ع الحزن اللي حسه في صوتها : يا ريتها جت ع هذه …….. ، انا فيا شي ثاني … انا من 2009 و انا……
: شنو اللي فيك….
هي :
و …
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)