روايات

رواية عيون القلب الفصل الثامن 8 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل الثامن 8 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الجزء الثامن

رواية عيون القلب البارت الثامن

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة الثامنة

خسارة شبابي كيف راح خسارة
عزوز ظالمة والراجل غاب نهاره
عندي وحلة
من حين نفتح عيني والشقي نشبحله
نموت نحيا مامن حنين نتريحله
نبقى نجري بين جاي وغادي
لين ننطفي بالحيل يا جلادي
حجر العقيق
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

مروا الايام ع رجاء دهر و علموها الصبر و تجلدت بالقوة اكثر و انصقلت شخصيتها اكثر … و اكثر
يعني اللي هي فيه ابدا مش استسلام او خنوع بل قد يوصف بالتأقلم و التكيف و في الحالة هذه و بدون حتى هي ما تلاحظ رجاء بادية شخصيتها تتغير و هلبة بس مش للاسوء

طلعت من المطبخ بعد حطت الغذي ع النار و هي حاسة بتعب شديد و من حسن حظها اليوم ان ايمن رجع الحوش بكري

لاحظ شحوب وجهها شدها من ايدها وراه لدارهم رغم ان افطيمة وقتها تنادي عليها : الرجاء

سكر الباب وراه

و هي : ايمن خليني نشوفها شنو تبي توا بعدين تحمق عليا

: لا … توا جاوبيني انت خيرك الواضح انك تعبانة

و بصوت قطع قلبه : واجد يا ايمن نحس في روحي قريب نطيح مش قادرة حتى نوقف

اشر ع الدولاب : توا تلبسي فيسع

: بس

ايمن : قلتلك البسي

و نفذت طلبه و طلعوا مع بعض و قبل ما تسال امه : ماشي المستشفى

افطيمة لنبيلة : مستشفى شنو في القوايل هالفرحة هذه توا راهي دارت روحها مريضة و تعبانة ع شوية غذي و حطاته ع النار

نبيلة : و الله ايمن الباين ان شوي شوي و يبدي كيف الخاتم في ضيعها

: يبدي عينه هذاكا كاني ميتة مش حية

و الحياة كانت من نصيب كليهما اي حياة جديدة و امل جديد و لون جديد ح يلون حياتهم قريب

: يعني ؟

الدكتور : يعني حامل يا ولدي لكن راهو المدام بنيتها ضعيفة و صغيرة واجد يعني يا ريت تهتم بيها

اشر براسه : اكيد يا دكتور

شد ايد رجاء و طلعوا من المستشفى للسيارة وقف في نص الطريق و بدي يضحك : مش مصدق الحمدلله ح تجيبي اول ولد او بنت لينا يا رجاء

كانت فرحانة و خايفة لعند كم شهر فاتوا كان حلمها دراستها بس

: خيرك مش فرحانة

ابتسمت : اكيد فرحانة بس خايفة واجد
تمسك بايديها : عليش تخافي و انا معاك ديما

هي نظرة عيونها و كأنها اتهام صارخ ليه

باحراج : ماهو قلتلك و الله السفر انا نفرح بيه ع شان نكمل الحوش بدري بس مش اكثر و نعيشوا حياتنا براحتنا

و تحاملت ع نفسها : عارفة .. هيا خلاص خلينا نروحوا بدري

كان فاهم قصدها ع امه لكن ايمن من فرحته ما اهتم و كمل للحوش و في الطريق خذي سفرة حلو بيتيفور و بكلاوة و خش الحوش حطهم في المطبخ بدون كلام

اما رجاء القت قدامها افطيمة : و شنو قالولك في المستشفى ما انظني في عندهم دواء لدلع النسوان

رجاء كانت يا ناري بتموت خوف وحشمة بدون وعي منها حطت ايدها ع بطنها لاحظتها حورية بدون ما تركز ضحكت : حامل ؟

و لمعوا عيون افطيمة : حق ؟

و اجابت رجاء باشارة من راسها بالايجاب

و يا فرحة افطيمة : روروروي

اما في حوش خليفة بن عمار

و من الصبح فاق المهدي و هو يبكي بدون توقف و يقول نبي رجاء : ابي اذاء اوا اوا ….

و فتيحة تحاول تسكته : يا ولدي وين نوصل فيها رجاء ؟

خش جمال و في ايده اكياس : خيركم

فتحية : هدا شاد في اخته يعيط ع رجاء

ركز في المهدي : اذا تبي رجاء يا مهدي لازم تسيب الرضاعة

هو رغم ان كبير ع الرضاعة لكن متعلق بيها هلبة و لان فتحية حنونة عليه ما كانت عندها القوة تحولها منه : اي

اشر جمال ع داخل الحوش : يالله جيبها نقصوها و نرموها ع شان تمشي لرجاء

و اسرع المهدي للدار جابها في ايده و مدها بكل براءه لجمال : هيا

ضحك جمال و مشي للمطبخ اعطي الاكياس لنجوى : عطيني موس

و نفذت طلبه بدون ما تسال

خذاه منها و قص الشيشة : ارميها

خذاها المهدي و رماها في الكناسة اكرمكم الله : ميتها (رميتها)

شده من ايده و طلع

فتحية : لو كان خليتهله رضاعته

جمال بنبرة لوم : خلاص مش صغير هو عمره اربع سنين راهو رضاعة شنو هذه شوفي اللي في عمره

سكتت فتيحة عاد كلام جمال عندها غير قابل للنقاش

المهدي : اذاء

ضحك : هيا وتوا ارواحكم ناخذكم لرجاء

و بدي المهدي ينقز بفرحة

و بعد تردد تكلمت فتحية : كلهم

جمال و هو طالع : لا هذاكا يقعد في الحوش

و رغم ان وجعها حمزة لكن سكتت مؤيدة لكلامه : هيا يا نجوى و بري انت قولي لحمزة ان احني ماشيين خليله غذاه واتي

و كعادتها نجوى انسانة مسالمة ما تحب تدخل في حد : باهي

طلعت لحمزة : بنقولك الغذي واتي

حمزة قعمز : وين بتمشوا ؟

تهربت من عيونه : لرجاء

و رجع حمزة للفراش اتكى متظاهر ان ما يهمه الامر رغم الالم اللي حسه وقتها لان مشتاق لاخته من يوم زارتهم معش جت .. بس تعود ع التظاهر باللامبالاة!

و تجهز الكل للذهاب لحوش اسماعيل بن جابر

حوش اسماعيل بن جابر اللي شهد ع زغروطة من افطيمة : طيب فيك يا حنه و الله كيف نفكر ندور لولدي ع مراة عاد قريب العام ليك و مازال ما حملتي

و رجاء اللي صارت تفهم طبعها ما عقبت ع كلامها ابدا : الله يبارك فيك

افطيمة : خشي لدارك غيري عنك الدبش هذا و البسي رداك و يالله مع سلفتك كملي معاها الغذي عاد بازين اليوم

و نفذت طلبها من فم ساكت

بس القت ايمن قدامها و تفاجئت ان مدخل ما لذ و طاب في ملابسه بحيث ما تشوفه امه : الف مبروك

ابتسمت : الله يبارك فيك هذا شنو

حطه في الكومدينو. : هدا بعدين نبيك تاكلي منه ضعيفة واجد يا رجاء و سمعتي بروحك كلام الدكتور

رجاء : ان شاء الله

و هو كل ما يشوفها كيف تلبس في الردي يكره نفسه

تنهد و طلع و هي وراءه بدت توتي في الغذي و كأن اليوم كان عندها موعد مع السعادة

و كيف ما تكون سعيدة و هي تسمع : اذاء

سيبت من ايدها : المهدي

طلعت تجري و حضناته بقوة و هي تضحك : مهيدي حبيبي كيف حالك

رد عليها و هو يلمس في وجهها بايديه الصغيرات: ساحستك (استاحشتك )

و يا فرحتها بكلامه

و وقفت افطيمة تستقبل في فتحية : مرحبتين بيكم

: تسلمي يا حاجة كيف حالكم. و الله شد فينا هالولد و دار عياطات ع اخته

و لان افطيمة كانت فرحانة بخبر الحمل : مرحبتين بيكم و باركي لبنتك طيب فيها يا حنى هدا وين رفعت

و يا فرحة فتحية لانها كانت خايفة ع بنتها لو تاخرت اكيد افطيمة مش ح تكست و بدت وصلة المباركات عاد

و المهدي اليوم ما قعد مع رجاء هلبة لا كان عنده من مرايف عليه اي هو ايمن اللي لازمه طول الوقت عنده و تعلق بيه هلبة … و من هاليوم صار ايمن كل كم يوم يمشي لحوش نسابته و يطلب من فتحية تجهزه ع شان ياخده عنده و عند رجاء و ما كانت افطيمة ابدا تضايق منه لانها تحن عليه و متعاطفة معاه

و ما حد ابدا يتوقع ان حياة رجاء و معاناتها اليومية مع الاعمال المنزلية تغيرت او حتى نقصت بالعكس كما زاد تعبها
حامل و اتوحم و مش متحملة ريحة الاكل لكن لازم تطيب و تشد دورها مع سلفتها و يا ويل حورية لو حاولت تشد عنها الدور او تساعدها

كانت اكرمكم الله ترجع في الحمام و يا ويلها لو طلعت صوت لان عيب يسمعوها العيلة طلعت لدارها و حاسة بدوخة مش قادرة تتوازن و طاحت ع السرير متعبة و جسمها يرجف

انفتح باب الدار بقوة : فزي فوق اغسلي اماعين غداك و الا ع من عابية

يا دوب قدرت تقعمز : حاضر يا عمتي غير كنت نرجع و ..

ما خلتها تكمل : هالحاجة الكبيرة ! تحسابي ما حمل غير انت نوضي فوق و ردي بالك تنسي دورك في مسح اللايدة العشية

و طلعت

و رجاء برجاء لربها : يا ربي ساعدني

وقفت و لفت حزام الردي اللي كان بشكل طبيعي مضايقها و ع طول مشت للمطبخ و كان واضح عليها التعب تلاقت مع نبيلة كيف مدخلة السفرة حطتها و طلعت لان مش دورها و هي بدت تغسل و رابطة المحرمة ع انفها ع شان ما تشم ريحة الاكل في المطبخ

و مجرد ما روح ايمن مع الساعة ثلاثة و غير كان مستغرب ان رجاء مش معاهم وين ما مقعمزين العيلة دار المسدة اللي تشتغل فيها افطيمة و تدير في شاهي العالة و قبل ما يسال

افطيمة : الرجاء يا الرجاء

كانت كيف مكملة تسييق المطبخ حولت المحرمة من ع وجهها و جت لدار المسدة و من تعبها حتى ايمن ما لاحظاته : نعم

و قداش قلبه تقطع ع منظرها كيف متعبة و مرهقة بس ما قدر يتكلم قدامهم

افطيمة : سخني غذي ايمن و جيبيه

اهني انتبهت و ركزت ان موجود بس ما طولت النظر ليه قدامهم : هيا هيا

بس ايمن : لا يا امي انا متغذي ما نبي

افطيمة شهقت : كيف و وين متغذي ؟

و اختلق ايمن قصة : معزوم اليوم في حوش فارس تغديت معاه و جيت و هدا اللي خلاني طولت توا جيت جنبك نشرب طاسة شاهي و بنخش نقيل

و قداش فرحت رجاء لانها حرفيا معش عندها طاقة كانت ح تطلع

بس افطيمة : وين ماشية تعالي كملي العبي عن حورية

كانت خلاص شوية و اطيح بيناتهم

ايمن باعتراض : نبيها توتي شنطتي يا امي غدوا مسافر زي ما تعرفي لبنغازي

و ما قدرت افطيمة تزيد كلمة انسحبت رجاء لدارها غيرت و لبست قفطان و طلعت شنطته تجهز فيها و تبكي لانها ح تتعذب اكثر في غيابه اهو اليوم خفف عنها الخدمة و هدا ح تكون نتيجته شغل مضاعف من افطيمة

و بينما هي تحط في الملابس و سارحة ما كانت حاسة ع شي لعند ايمن شد ايدها : تريحي انا نوتيها بعدين قلت هكي نبيك تخشي دارك و ترتاحي

بردة فعل غير متوقعة حطت راسها ع كتفه و غمضت عيونها : تعبانة واجد يا ايمن نحس في روحي مش قادرة نتحمل

لف ايده عليها و : انت عارفة امي و طبعها الله غالب في حوسة الحوش ما تتعاند و لا حد يقدر يتناقش معاها ان شاء الله ربي يقدرني نكمل الحوش فيسع، و بالك تحسابي هاينة عليا و الا ساهل عليا كل شوية نسافر لكن الله غالب لو نبي نكمل الحوش فيسع لازم ندير هكي

و اول ما شافها وجعه قلبه كيف مش معاه و مشت في النوم باس جبينها و دعي الله ان يهدي امه و تخف عليها شوية …

و سافر ايمن ثاني يوم لبنغازي ، و شدي حيلك يا رجاء ع الخدمة لان من الصبح مشو العيلة للمزرعة و خذوها معاهم و ما نقصت خذمتها ذرة عن خدمتهم كل شي كانت تشارك فيه و افطيمة حريصة انها تكمل مهمتها بروحها في وجهة نظرها ان الوحم و ادعاء التعب كله دلع لانها عايشة في زمن اخر …

فتحية مقعمزة تدير في الشاهي و تهدرز مع اختها عايشة : اشبح رجاء كيف دايرة مع الوحم ؟

عايشة : قولي كيف دايرة مع عزوزها ؟ يا ناري عليها بنيتي ما انظني تريحها و تخف عليها و الله نادمة اللي ساعدتك عليها ع شأن توافق و تتزوج مازال صغيرة و اطيح هالطيحة يا كبدي

فتيحة من النوع اللي ما تحب تعترف بغلطها : الله غالب نصيبها يا حنى و بعدين كلنا واجد ما رينا من عزايزنا اماله انا عزوزي الاولى دارت فيا شوية هذه الحياة و مكتوبها و بعدين كلا من ايمن وليدي الله يبارك عليه و الله يا عايشة لو كان تدور الدنيا كلها ما تلقى في ظفره راجل حقاني و العزوز تسايرها و الله غالب

سكتت عايشة و هي مش راضية انتبهت للمهدي كيف مركز بحواسه مع التيليفيزيون : معش يدور فيها المهدي

تنهدت بحسرة : فرقة الحال و الله دورة و يبي يمشي بس الجديد ان روحه بدت في راجل اخته و حتى ايمن نشهد بالله ماهو مقصر كل اسبوعين ضروري يجي و ياخذه معاه لحوشهم غادي

استغربت عايشة : و افطيمة يا وخيتي معقولة ما تقول في شي ع مشيه غادي

ضحكت فتحية : المراة هذه راهو ما تفهميها اهو انا والله والله من وين ما نمشي و هي تكرم فيا و تهدرز عليا و غير شنو تبي يا فتحية و حتى المهدي هكي يلعب مع صغار ولدها سليمان و ما ياخذ منها غير الغالي ً و العالي و تحن عليه و كل ما يروح ضاله عنده كل خير و تنشديه من وين الحاجة اللي مش من ايمن يقولك حنتي افطيمة يماري في صغار ولدها يقول كيفهم و الا الحاج اسماعيل في كل مشية بيعطيه خمسة جني مرة وحدة

عايشة : صدقتي ما تنفهم .. يا ودي غير كان تحن شوية ع رجيوه المهدي ما بيمشي ديما

و رجعت فتحية تجاهلت تلميحها و مدت طاسة الشاهي : خوذي الشاهي

خذت منها الطاسة و خطر في بالها موضوع : وينه جمال ليا عندك يومين و ما شفته يا كبدي

و تغيروا ملامحها للخوف : ما اندري ليه مدة مبدي يغيب علينا حتى بالاسبوعين و الله حتى المصروف لعند يكمل و وقت يجي ننشده يقولي مش فاضي و ما نحب نكثر معاه الكلام نخاف يحمق و ما عاد نشوفه يا كبدي

عايشة : اشبح يا وخيتي في شنو لاهي

و سرحت فتحية تخمم عليه و ع سبب تغيره …

و زيها كان المهدي : نبيه انا سيدي جمال، معش جي بكل

الاثنين شافوا لبعض بحزن لحالة المهدي لان فقد وجود رجاء و من ثم تعلقه كان كبير بجمال و حاليا فاقده

و ع عكس حالتهم في فقدان وجود جمال و قدومه للحوش كان حمزة بدي يحس بالراحة اكثر و كل ما اطول مدة غيابه كل ما يستنشق هواء باريحية اكثر و تمنى لو تنقطع رجله ع حوشهم بالمرة
_______________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️

و استمرت شهور الحمل ع رجاء ع ذات الحال و بالذات و ان ايمن كثف من سفراته و كل مهمة كان ياخذها بلهفة ع شان يوفر فلوس للحوش اللي قاعد يبني فيه

و لان وقت يكون موجود كان حريص ع راحتها فمن الطبيعي جدا تنتقم افطيمة وقت يسافر و هي تشتغل من فم ساكت

لعند وصولنا ليوم عشرين من شهر مارس من سنة 1998 من الصباح الباكر كانت رجاء حاسة بتعب غير عادي و مع ذلك ما قدرت تعترض ع اي من المهام المطالبة بيها

و بينما هي تشتغل في المسدة تحت اشراف افطيمة : ماني عارفة هالمراة هذه شنو صايبها ؟ خيرك مرخية تنشطي شوية !!

ما قدرت ترد عليها لعند : ااااه خلاص يا ناس مش قادرة ظهري

فزت حورية : حيه علينا يا عمتي هذه بتجيب

افطيمة : وين بتجيب مازال انا حاسبتلها غير دلع

حنان ملاحظتها من اول ما جت: يا امي واضح بتجيب و الله من بدري و انا نقولك بالشوية عليها برقي وجهها كيف مولي اميا مع بعضه و لونه اصفر نوضي يا حورية كلمي راجلك لان ايمن مش قاعد

افطيمة : عليك دلع

و اقتربت منها حنان ساعدتها توقف : امشي يا نبيلة جيبي شنطتها من داخل واتية و الا يا رجاء

و رجاء اللي مش فاهمة شي : اي اي … نبي امي يا حنان نبي امي

افطيمة : تبي عيونك ؟ كان تبي امك ما خذيتيي راجل

و حنان كانت عارفة ان رجاء حاليا مش في وعيها و المها متحكم فيها : خلاص يا امي وانت يا رجاء تعالي ع شان تحولي الردي هدا و تلبسي جلابية ما بين ما جي سليمان

و حاولت رجاء تتحامل ع الوجع اللي يقطع فيها و مشت معاها شوية شوية و ساعدتها حنان تلبس و طلعت نبيلة بدورها بالصاكو متاعها مدتهلوها : هدا الصاكو

: هيا يا رجاء … شنو حنان تمشي معانا ؟

حنان تلبس في جلبابها: بنمشي اماله بنخليها اهو طالعة هي

و بينهم الاثنين طلعت رجاء و كانت من شدة الالم مش قادرة حتى تاخذ نفسها

و ايمن مش عارف شي عنها كان مشغول في عمله و لاهي في مسؤولياته و لان وقتها ما كان في تيليفون قعد غافل لعند مشاله اشرف في العمل

و من اول ما شافه حس قلبه مش منتظم في دقاته من الخوف : خيرك ؟

اشرف : العيلة في المستشفى يا ايمن هيا

و عقل فيه و طار اسرع وراه و يدعي و يقول : يا رب يا رب

ركب سيارته و طار بيها للمستشفى و كله خوف ع زوجته الصغيرة في عمرها و يفكر شنو اللي خلاها تجيب قبل موعدها

درس السيارة و نزل يجري يدور ع سليمان القاه قدام المستشفى : بالشوية مازال راهو قالو

يقلق واضح : كيف مازال يا سليمان شنو وضعها شنو قالولكم

فنص فيه : اشحط روحك خيرك هكي كيف اللي مرخي.! شنو اول مراة تجيب هي ! مازال يعني مازال

و ما تقبل منه الامر و كمل داخل المستشفى و توجه لقسم الولادة و لمحاته اخته حنان جت في اتجاهه : شنو وضعها يا حنان ؟

حنان كان باين عليها القلق : ان شاء الله خير يا ايمن من بكري داخل ليها توا اربع ساعات و ماني عارفة ليش طولوا ؟

و شنو دارت فيه بكلامها هو جاها يبيها اطمنه زادت حيرته لدرجة ماعاد عرف شنو يقول : هي مازال موعدها كيف صار هكي ؟

و رغم انها تحشمت من هكذا سوال الا انها في قرارة نفسها عارفة ان جسم رجاء الصغير و الحمل الكبير اللي عليها في الخدمة يوميا هو السبب : الله غالب هذا ما كاتب ربي ادعيلها

ع طلعة ممرضة اجنبية مبتسمة : مبروك ماما و بنبينو كويس

هو مش فاهم : كيف

ضحكت حنان : مبروك قالت انها جابت

مش مرتب كلامه و متوتر : شنو ؟ قصدي شنو جابت

الممرضة : ولد ولد

ضحك و مش مستوعب ان صار اب و بكره ولد : الله يبارك فيكم

سلمت عليه حنان بالاحضان : ربي يباركلكم فيه

: امين يا رب … خلي نقول لاشرف و سليمان و تبو شي قولولي

مبتسمة بفرحته : ان شاء الله

رجعت حنان جنب حورية اللي بدوها باركتلها اما هو فكان بين احضان خوته يتنقل من واحد للثاني و اثنينهم مش عاطيين فرحتهم لحد اللي خوهم ربي رزقه بمولود بعد سنة من زواجه

و طلع ايمن و ما خلى ما جاب من باسطي و عبمبر و عصير و وزعه ع اللي يشتغلوا في المستشفى كلهم

اما رجاء فكانت في دنيا غير الدنيا متعبة و منهكة جدا مش قادرة حتى تفتح عيونها

بس وقت قدرت و فتحتهم شافت احلى شي قدامها ولدها و سبحان من خلاها تستشعر ان ح يكون سندها هي اللي تمسكت باصابعه و تمنت ان يكون ليها عون ع حياتها القادمة شعور غريب و كأنها تاخذ منه في القوة و الشحن و المشاعر : حبيبي انت .. اي انت حبيبي انت اللي بتنور حياتي انت اللي بتكون معاي جنبي

قاطع كلماتها لفلذة كبدها دخول حنان و حورية : السلام عليكم حمدلله ع سلامتك يا رجاء

يا دوب قدرت ترد : الله يسلمكم

حنان قربت من ولد خوها : الله يبارك عليه ماشاء الله نحس فيه نسخة اشرف

حورية باعتراض : يا ودي ما مخلي من سيده شي

و هي يشبه من يشبه المهم يشبه في طبعه حلمها بيه و املها فيه : يارب يكون ليا سند

و ايمن من اول ما طلع من عندهم توجه لحوش نساباته و بلغهم بولادة رجاء و جت معاه فتحية ع طول ع شان تقعد معاها في المستشفى الليلة و تطلع معاها طول للحوش و كانت فتحية موتية كل شي للمولود لان من عادات اهل مصراتة المولود الاول ع اهل الزوجة و فتحية مستحيل تقصر في امر زي هذا

و عاد زمان ما فيش كيف الراجل يخش لمرته و يشوف مولوده لعند يروح بيهم

صباح ثاني يوم كان يستنى ع احر من الجمر ع شان يروح بيها هي و ولده

و طلعت رجاء بمساعدة امها اللي كان الطفل بين ايديها

ممكن كلام ما قدر يتكلم لان اخته حنان معاه من قدام و امها جنبها بس هي نظرة وحدة تلاقو فيها و حست رجاء بكل شي يبي يقوله و ردت عليها بابتسامة رغم الوجع اللي تحس فيه

قداش المراة كائن عاطفي و مهما تكون شخصيتها قوية و صلبة بس عاطفية و تغلبها العاطفة لان لو رجع بيها الوقت لشهور هي نفسها مستحيل تصدق بانتمائها الحالي لشخص زي ايمن اللي و بالرغم من كل مميزاته لكن مش ح تنكر ان حرمها من اغلى حلم ع قلبها و لا تقدر تخفي حقيقة الحياة الصعبة اللي حاليا تعيش فيها مع امه لكن ايمن نجح في احتلال مشاعرها و احاسيسها نجح في تغيير اهدافها و طموحها و صار هو و حاليا ولده فلك و مدار مش حابة ابدا تطلع منه

تنهيدة منها خلت ايمن يقيم عيونه فيها و هو يسوق في السيارة و ردت ثاني بابتسامة طمناته بينما هو تمنى يقوللها مش انت بس تغيروا اولوياتك حتى انا كل شي خططتله و كل احلامي تغيرت وصرتي انت جزء لا يتجزا منهم بل انت و توا ولدي اهمهم

و وصلوا لحوش اهله كانت سيارة جمال ع جهة تنزل في كل خير سبق و خذاته فتحية للمة و اسبوع بنتها من خروف كبير لبضاعة كاملة من كل شي بملابس المولود

و افطيمة لاقتهم تزغرد فرحانة عاد ببكر ايمن و كونه جي ولد عاد فرحته بروحها

و اهني ايمن ما قدر يمنع نفسه ينبهها : بالشوية عليك

و نزلت رجاء بمساعدة حنان لان فتحية لاهية بالولد

الولد اللي اول ما حطت خطاها في لايدتهم جت افطيمة و خذاته : هاتي ولدنا يا حنه ندخله لجده ع شان يسميه

و رجاء استغربت و شبحت لايمن بس هو ما كان يشبحلها لان مشي لجمال

فتحية بضحكة : خوذي يا حنه و يتربى في عزكم

تمشي بيه للمربوعة : ان شاء الله

و خشت رجاء سلمت ع العيلة اللي كانوا في انتظارها و رقدت في فراش موجود بالصالة متاع الحوش و عاد لاقوها بريحة الوشق و بخروها هي و ولدها

بعد سلم عليه و اذن في اذنه تكلم اسماعيل : اسماه عبدالمالك يا حاجة

ضحكت افطيمة : و انت قلتها عبدالمالك و ان شاء الله يطلع كيفك يا حاج

رد اسماعيل : ان شاء الله

و حط عليه اسماعيل مبلغ خمسين دينار و عاد وقتها المبلغ هذا يسوا
و تلاقت افطيمة عند الباب مع ايمن : بوك سماه عبدالمالك

ابتسم ايمن و هو محرج من امه: ان شاء الله يا امي ما عندي كلام لا معاك و لا معاه و يارب يكبر ع طاعة الله و يطلع زي جده

افطيمة عاد هذا اللي تبي تسمعه : اي و الله

حيت جمال من بعيد و دخلت بالولد داخل و بدو في تحضيرات الاسبوع الخاص لعبدالمالك اللي كان حرفيا فرحة الحوش و ضحكته الفترة هذه

بعد الاسبوع هدا وين قدر يشوفها : حمدلله ع سلامتك يا نوارتي

: الله يسلمك

ايمن بقلق عليها : صحتك كيف دايرة؟

ردت بتعب : الحمدلله .. احسن كل يوم ..

ايمن ساكت و يتامل فيها

و اهني هي قامت عيونها و شافت نظرته الحلوة ليها : استاحشتك

ضحك و حط ايده ع فمه : قريب فضحتينا … و يا ودي انا اللي مستاحش واجد و السبر هذا ماني عارف امتى يتم و الله لو ما حنان حنت عليا و خلتني نشوفك راهو اشبح امتى فكت علينا الحصار امي

هي وجهها تغير و لاحظ الخوف ع ملامحها : و الله عارف انك تاعبة بس اصبري عليا شوية بس و باذن الله قريب نكملوا حوشنا و ناخذك معاي تعيشي كيف ما تبي

كان حلم زي هذا بعيد وقتها : ان شاء الله .. ايمن لازم نمشي قبل ما حد يحس علينا

ضمها لصدره : ربي يحفظك و ديري بالك من صحتك

: ان شاء الله

طلع من المطبخ بسرعة و هي فتحت الباب و بتخش الحوش تلاقت مع نبيلة و حنان واقفة وراها تفنص : شنو تديري في المطبخ حيه عليك لو تشوفك امي

رجاء بارتباك واضح : جيت ندير في فلية

شافت بايديها : وينها الفلية ؟

رجاء : ليا شربتها

و كملت للصالة داخل اما نبيلة قعدت معاها هي و حنان بعيونها و اخيرا مشت للمطبخ ما لاحظت شي لهذا ما دورت وراء الموضوع

و من بعد الاسبوع رجعت رجاء ترقد في دارها هي و ولدها بس ايمن ممنوع يدخل للحوش و هكي العادات وقتها
لكن عاد من بعد الاسبوع كل شي رجع زي ما كان و صار لازم تستسلم دورها في الاعمال المنزلية المعروفة زيها زي سلفاتها لان من شهور وقت جابت حورية حتى هي تعاملت نفس المعاملة

شهر اغسطس 1998

المهدي يجري في كل مكان في لايدة حوشهم
المهدي اللي صار عمره ستة سنين سبحان الله كيف طريقة التعامل تكون مؤثرة ع صقل شخصية الانسان

ع دخول رجاء مع ايمن و ولدهم عبدالمالك معاهم بالسيارة

و المهدي اللي متعلم من رجاء تمييز الاصوات ضحك : ايمن و رجاء و عبدالمالك

ايمن بضحكة : شفتي كيف ولدي يعرف صوت سيارتي

ضمت عبدالمالك ليها : ايه شفت و ع فكرة حتى انا نميز فيه صوت السيارة مش غير ولدك

ضحك ايمن : ربي ما يحرمني منك انت هيا انزلي مش وقته الكلام هذا

و ردتله الضحكة و نزلت ع عناق من المهدي : رجاء و اخيرا طولتي من اسبوعين ما عاد جبتينا

ايمن : هي بس اللي طولت ؟ معناها انا نروح

ابتعد عن رجاء و مشاله تمسك بيه : لا و الله حتى انت استاحشتك مش غير رجاء و عبدالمالك

ايمن سلم عليه بالاحضان : عارف غير نبصر عليك و يا سيدي خود هي

اعطاه كيس خاص بيه فيه كل ما لذ و طاب و كيس ثاني فيه ملابس و العاب تناسب عمره : هذا لولدي

و يا فرحته : شكرا يا عمي ايمن

: العفو

المهدي : خشوا داخل

و خشوا وراه للحوش و استقبلتهم فتحية بكل ود و عاد ايمن في الفترة هذه تقرب منهم هلبة و صار عنصر اساسي في حياتهم و كيفية تسييرها

ايمن اللي صح يطول و كان يجيب رجاء بس كل جية ليه ما يقصر و ما يخلي ما يجيب للعيلة اللي اهداته احب انسانة ع قلبه : كيف حالكم

ردت فتحية : الحمدلله غير يا ولدي الواه اتعب في روحك كل جية لازم تجيب هو

ايمن لاف ايده ع المهدي : ما جبت لحد براني هدا كيف حوش اهلي راهو

ابتسمت فتحية : و الله حتى انت في حسبة ولدي

و بعد السلام و الجلوس و شرب ايمن قهوته روح لان رجاء بايتة

و ما ان غادر ايمن حتى بدت فتحية تستفهم ع وضع بنتها : كيف حال عزوزك يا رجاء

ضحكت : زي العادة انا وياها شنو بنديرلها تعودت عليها

فتحية : اي صحة ليك .. لكن قوليلي ليش ما حملتي ع ولدك ؟

رجاء لعند وجهها تغير : اسم الله وين يا امي ولدي صغير واجد ، ان شاء الله ربي يحن عليا و نحول في حوشي و بعدين ساهل …

خش حمزة عليهم : مالك ! تعالى تعال

سلم ع رجاء و لهي مع ولدها شوية و خذي قهوته و طلع

و فتحية بعيونها المتحسرة عليه : هدا حاله يا بنتي ما نشوفًوا فيه بكل ما يطلع من المربوعة و الله لعند نستاحش فيه

رجاء : ماهو عارفة انت السبب من

وفهمت فتحية ان مقصدها ع جمال: وينه هو جمال ؟ و الله يقعد بالعشرة ايام ما نشوفًوا فيه ما ندري عليه في شنو لاهي

و بعد جابوا سيرة جمال المهدي قال بحزن : معش يجي يا رجاء ؟

وجعها خوها لان متعلق بيه لابعد حد

و لان رجاء مش راضية ع وجوده بس الكلام هذا ريحها : ان شاء الله خير .. اي قوليلي يا نجوى شنو اخبارك ؟

و نجوى عاد ما عندها اخبار غير الحوسة و الضم و الا حاجة جديدة طيبتها بس اللي يشوفها كيف تحكي بشغف و فرحة يحترم اختيارها و هكي رجاء محترمة خيار اختها اللي عمرها ما اقتنعت بيه
_____________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️

رجاء لما تمشي لحوش اهلها كانت تخصص لكل منهم وقت
و حاليا وقت البنات كانت تطمن ع حالهم و مخططاتهم للدراسة شغفهم للدراسة لانها مش حابة البنات الصغار سارة و غادة يسيبوا القراية زي ما دارت نجوى

في الوقت هذا الصغار يلعبوا مع بعض برا يعني المهدي و ابناء عمه كانت العابهم بسيطة لكن يا ما اجملهم عبارة عن يقصوا في اغصان النخيل و يحطوا فيهم في حكاك حليب قديمة و يدقوهم بمسامير و يلعبوا بيهم زي السيارات بكل فرحة و حماس
كلهم بذات الحماس و الحيوية و المشاكسة

بس هو كان مختلف و لاول مرة يحس بالاختلاف ع غيره
لاحظ الاختلاف ان وقت ينضرب من حد ما يعرف من اللي ضربه و لا حتى وين مشي كان الامر هدا رغم صغر سنه يحز في نفسه

و لانهم خذو عليه الغلبة زاد تضايق لان تعود من صغره يكون الافضل و الاحسن

المهم مشي بخطواته سريعة لان حافظ المكان لداخل الحوش و كان واضح قداش معصب و حزين

و لاحظت امه الامر : خيرك يا مهدي ؟

قام ايده بتذمر : انا كنت نلعب في الشارع لكن الاولاد يضربوا فيا و يهربوا و انا معش نعرف نشدهم ! امي انا ليش ما نقدر نشوف بعيوني هما كلهم يشوفوا ؟

و قطع قلب امه بكلامه بس هي اللي تبيه يكون قد نفسه و يواجه العالم و ينفع نفسه : اسمع هما ممكن يهربوا لكن شغل دماغك و خوذ حقك بيه

هو بعدم فهم : كيف

فتحية : اللي يضربك و يهرب اكيد انت حافظه و عارفة من يكون ؟!

و تذكر كيف تعلم من اخته تمييز الاشخاص عن طريق الصوت و الرائحة : اي حافظه

فتحية بكل تشجيع : اها معناها خليه ينساها لعند يجي جنبك و احصل عليه و اضربه طريحة سمحة لعند يشعف ما عاد يمسك حد

و لمعت الفكرة في راسه و عجباته : اممم

و نفذ كلام امه و بالفعل من البوم هدا صار الكل يخاف منه لان اي حد يتعرضله مستحيل ينساهاله و وقت يحصل عليه صعب يقدر يهرب ..

وقت اللي جي ايمن بيروح برجاء قرر يفتح الموضوع مع امه : يا خالتي انا نبي المهدي يخش المدرسة…

و لان فتحية عارفة ان في مصراتة مش موجود مدرسة خاصة بالمكفوفين فكان ردها جاهز : الله غالب ما عندنا ما نديروا هذا نصيبه ولدي وقت اللي يكبر شوية يمشي للجامع و يحفظ القران

اما ايمن فكان فعلا يهمه امر المهدي مش مجرد كلام و يقوله لهذا كان مصر : انا نبي نحطه في مدرسة خاصة بالمكفوفين و المدرسة هذه في طرابلس و فيها داخلي يا خالتي و باذن الله كيفه كيف اللي معاه ما بينقصه شي

و اهني انتفضت و قالت : لالا مستحيل نفرط في ولدي و يقعد في طرابلس تبيني نخلي المهدي بعيد عليا لا و الله

ما هو قلنا المراة عاطفية و الا ما كانت فتحية تحرم ولدها من العلم و من دراسته …. و فاتوا السنوات عليه بذات الطريقة يضيع في وقته و خلاص بالرغم ان كان نبيه و ذكي و واضح لو حصل فرصة ح يكون ليه شان كبير …

و مع ان ايمن كان مصر و كرر المحاولة عدة مرات الا ان رفض فتحية القاطع خلاه يسكت لان مهما كان يقعد نسيب و عنده حدود لتدخلاته في العيلة

و استمر المهدي يراقب في خوته و هما ماشيين و جايين من المدرسة يراقب فيهم كيف يقروا و كيف يتذمروا من الواجبات و من الفيقة بكري صباحا و قداش تمنى يكون مكانهم تمنى يقوللهم انتم في نعمة مش حاسين بيها لكن كان يكتم الالم و يسكت و اكتفى بالمراقبة

____________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️❤️

و بمرور الشهور تباعا … وصلنا لنهاية سنة 1999
تحديدا شهر سبتمبر ….

في سيارة نوع مرسيدس ما يعرف بالصفت ذات اللون الاسود يسوق و يتفرج ع طبيعة منطقة الدافنية و قداش يعشق المدينة هذه من بداية حدودها الغربية لعند نهايتهم بمختلف الاتجاهات

نزل الزجاج و استنشق الهواء و حاس براحة غير عادية ما ان دخلها وصل الميناء و اكمل اجراءات استلام حاويات السيارات الخاصة بيه اللي كيف واصلة

: تمام يا شاهين

حول نظارته : اه تمام مشكور يا خيري لولاك راهو تبيلي للعصر

حط ايده ع كتفه : عيب يا راجل انت كيف خويا راهو …. و الغذي عندي و ما نبي اي كلمة زيادة

ضحك : و انا مش ح نقول لا ع غذي مصراتي وانت تعرفني

شاركه الضحك : مرات نحس فيك غير تجامل فيا يعني معقولة الحب هذا كله لمصراتة وانت حدك حوشي و الميناء

و اهني لمعوا عيونه : لا و الله ما عندي فيهم الحركات هادي انا متاع المجاملة و اللي في قلبي ع راس لساني، تعرف عندنا جيرانا في الاصل من الجبل لكن عيلته من اهني يعني مصراتية و ديما تجيبلنا في الفتات و العجة المصراتية و نقوللها فيها حتى هي في وجهها

خيري : و الله لو عندي خوات ما نبدا الا اناسبك طالما عاجباتك مصراتة

رد شاهين : قول ان شاء الله لاني و الله حاط الموضوع في راسي نبيها مصراتية

استغرب خيري : تعرف كيف قلتها انا غير بصارة يعني عندك عادي انت تمشي و تجي ع مصراتة و انت عارف مناسباتنا ما شاء الله

نزل النظارة و هو مبتسم : ع قلبي كيف العسل ، اهو نمشي و نجي عليها في الخدمة ما نجيها ع شان نساباتي ؟!

ضحك : نسابتك ! لا ع هكي رسمي الدوة ، هيا هيا وقت ع البازين

شاهين وزع نظره ع المكان : هيا … طالما بازين معناها ما يستني

و كملوا طريقهم وراء بعض لمنزل اهل خيري و كلي شاهين البازين المصراتي و مع ان امه من الليبيات المتفننات في الطبخ و في البازين بالذات لكنه من عشاق المطبخ المصراتي و كل شيء انتماءه للمدينة هذه

و مع المغرب كان مروح لطرابلس و كله اصرار ان يفتح الموضوع مع امه تدبر كيف تاخذله مصراتية و من سكان مصراتة …

في ذات اليوم هدا … روح ايمن من برا و يسمع في صوت عبدالمالك يبكي استغرب : السلام عليكم

ردت افطيمة : و عليكم السلام

و كانت رجاء ت…….

قرب منه : خيرا يعيط

افطيمة : ما يديرله…….

و رجاء شافتله بقلة حيلة لانها ما تقدر تشوفه الا اذا كملت خدمتها او عطتها افطيمة الاذن قرب و باسه و كان الولد حرارة وجهه تغير : الولد نار يا امي ……..وانت كيف تسمعي فيه و ما تنوضي تشوفيه ع منو عابية

و احتارت رجاء تزعل منه او تنوض تنفذ طلبه او شنو تدير بالضبط

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى