رواية عيون القلب الفصل الثالث 3 بقلم ماريا علي الخمسي
رواية عيون القلب الجزء الثالث
رواية عيون القلب البارت الثالث
رواية عيون القلب الحلقة الثالثة
و اهنئ تزين هذا الطريق قدامها بالذات و هي تبي تتهنى ع بناتها و هي أصلا تزوجت في عمر صغير : حق ….
و ع طول فتحية أرسلت لخواتها و سلفتها هنية ع شان يساعدوها في مهمة اقناع رجاء
و بالفعل جو المذكورات و عاد عارفين عقلية نساء في الوقت هذا! اذا كان اليوم اغلب الامهات متعلمات و حتى بعد الوقت تغير بس مازالو الاغلب بذات العقلية و ان البنت نهايتها حوش راجلها و ان القراية غير زايدة و لو شادة فيها اشرطيها عليه و ح يخليك تكملي ممكن هما انفسهم عارفات ان الامر هدا المستحيل بعينه لان وقتها كان من النادر جدا ان وحدة متزوجة تكمل دراستها الثانوية لكن كالعادة في قولة لوقتها ساهل مرات هي نفسها تسيبها القراية مع الراجل و الصغار ..و لو ان رجاء عرفت و لو شوي ع شخصية عزوزتها افطيمة ما كانت حطت و لو واحد في المية امل لاستكمال دراستها … هذا عدا عن راجلها المستقبلي في حد ذاته !!
كانت مشتتة بين كلماتهم و اراءهم تسكت وحدة تتكلم الثانية يعطوها مثل ع وحدة و يزيدوا بثانية و ثالثة لعند خلاص ما عاد قدرت تتحمل و ردت عليهم بانتفاضة : مستحيل نتزوج … كيف نسيب المهدي ؟ و كيف تبوني نطلع من حوش سيدي و انا مازال صغيرة ! و بعدين طول عمري نحلم نكمل قرايتي تبوني ببساطة نسيبها راهو عمري 16 عام لو ناسيين
و ردت عليها فتيحة بنبرة مليانة توسل و حزن : كان تبي تفرحيني و تريحيني توافقي ، و المهدي اهو انا معاه و حتى نجوى مش ح تقصر
ردت برد حاسم : لا يعني لا
و كانت ح تمشي للدار وين ما موجود المهدي بس
جاها صوته من برا و هو خاش عليهم : شنو دلع البنات هذا ؟
هي ما خافت منه رغم ان خالتها كان تشد فيها من ايدها و تبيها تسكت لكن رجاء حطت عينها في عينه : انت ما دخلكش فيا و انا مش موافقة
رد عليها بنظرة حادة : عقلي بنتك يا امي خير ما ندير تصرف ثاني
و طلع
و رجعوا الخالات و مرة العم و مرة الخال في اكمال مهمتهم لعند حست راسها داخ من كلامهم المتتالي في ذات السيرة
طلع المهدي من الدار بعد طال انتظاره ليها و اول ما شافت كانت
ردة فعلها انها خذاته معاها و دخلت الدار القت غادة تلعب بعروستها و سارة زيها
كانت تسمع في سارة تحكي مع العروسة متاعها و تقول : انا اسمي الدكتورة سارة دكتورة اطفال نعطيهم دواء ع شأن يصيروا اقوياء
و غادة تحاول تقلدها
لحظتها غبطتهم ع الغيبوبة اللي هما فيها مش عارفات شي من اللي صاير حواليهم زي ما المهدي متعلق في حضن اخته خلاص ريحتها و صوتها صاروا زي عيونه اللي فقدهم مجرد ما يستنشق ريحتها او يسمع صوتها يحس بالامان و يبدا في لمس كل شي بجراة باختصار شخصيته تتغير هي امنه و امانه و سر اتزانه في المستقبل
كانت تتكلم في سرها ” كيف نعدي و نخليك يا عيوني وانت متعلق فيا هكي ! و لا لحظة فكرت ان يجي يوم و نعدي و نخليك ، ممكن لو كنت نعرف ما خليتك تتعلق بيا ، وينك يا سيدي لو كنت عايش ما خليت حد يفرض عليا شي … “
: ذا ذا “رجاء “
زادت احتضناته بقوة اكبر : يا عيون رجاء …
بدي يأشر ع الاتجاه اللي فيه التيليفيزيون و فهمت عليه وخيته : معناها يالله دير زي ما علمتك و ولعه بروحك
و بدي يلتمس حوله شوي شوي لعند وصل في المخدة خذاها و حطها جنب التلفاز و وقف عليها و شغل التلفاز و فجاة بدي يضحك و يصفق
ضحكته لحظتها كانت تسوى عندها الدنيا و ما فيها عيونها دموع و قلبها معصور خوفا من القادم
دخلت عليها نجوى و زي عادتها تجنبت الكلام معاها لان في قرارة نفسها كانت عارفة ان الامر ح يتم لا محالة و في نفس الوقت عارفة ان رجاء مش موافقة ع الزواج و لانها مش ح تغير الواقع هذا كان الصمت عندها افضل من نقاش عقيم لا يسمن و لا يغني من جوع
بينما رجاء كانت في حاجة لحضن بس لحد يقوللها ان هو معاها و حاس بيها
لكن بين اختلاف شخصياتنا تختلف ردود افعالنا و بالتالي تختلف طرقنا و تزداد المسافات بيننا …
و رغم انها غير مقتنعة لكن كما يقال الزنين ع الاذان تأثيره اكبر من السحر .. و بين تأثرها بكلام خالاتها ربيعة و عايشة بالذات ربيعة لانها كانت اكثر قربا من العيلة و بين التأثر الواضح بكلام امها و بكاءها هذا غير زوجات أعمامها اللي كل وحدة فيهم تسرد في قصة ع بنت تزوجت صغيرة و هوينها عايشة و يا ما أحلاها و لصغر سنها اللي صغر معاه طموحها و حلمها و رضخت للامر الواقع و وافقت رجاء … خلال أسبوعين من الضغط النفسي اللي تشارك الحميع بل و تفننوا في تطبيقه عليها .. اجل وافقت
وافقت و هي ع يقين ان كل شيء حلمت بيه مش ح يتحقق
و حلمها ما كان خاص بيها و بدراستها بس لا
انما كان يشمل المهدي اكيد كانت تبي تربيه ع ايدها
تبيه يكون قوي الشخصية و رغم فقدانه للبصر كان عندها امل كبير ان يكبر بدون ما يحس باي نقص عن غيره !!
و لو ألقت فقط نظرة ع الحاجة افطيمة و هي ع مسدتها و جنب عالتها و كيف نظرتها اطيح الطير من قلب السماء كان الامل اللي عندها انتهي تماما مش تضاءل … الحاجة افطيمة لفت انتباهها صوت ولدها سليمان ينادي : تعالى أنا هنا شنو مش عارف مكاني يعني
و دخل سليمان عليها : السلام عليكم يما نهارك مبروك
تشتغل و تتكلم : و عليك السلام و ربي يبارك في ايامك …
و بدون مقدمات حب يفرحها : بنقولك بشارة يا أمي رد عليا صاحبي جمال و قالي موافقين ع أيمن خوي لبنتهم
و بنظرة ثقة : بيوافقوا اماله غير بيقولوا لا ع ولدي أيمن الانقر اللي يطيح الطير من وسط السماء … هذه أمها داعيتلها اللي بتخش عيلتنا ( و اهنئ عطت نظرة لكنتها حورية ) زي ما داعية حليمة لبنتها ( و اهنئ كانت تقصد طبعا ام حورية )
اللي ما كانت تقدر تصدر اي صوت
ابتسم سليمان : توا مازال أيمن امتى بتقوليله ؟
خذت طاسة الشاهي و شربتها : بعد نشوف البنت كلمهم و قوللهم بعد يومين بنمشي نتوقها (نشوفها ) و لو كان عجبتني بعدها نقوله
سليمان : و كان عارض
ضحكت بتهكم : ما يكون ولد افطيمة و الحاج اسماعيل بن جابر ان كان عارض ولدي و عارفته و لو كان بيعارض ما كان روح من بنغازي من ساعة اللي كلمته
و تذكر سليمان حالة خوه من اول ما وصل و هو سرحان و مش منسجم في الحياة في مصراته لان ليه فترة طويلة في بنغازي : لكن يا أمي أنا حسيته كيف اللي مش مرتاح
حطت من أيدها الطاسة : هذه بلاده و الطير قال وكري وكري حتى هو مع الوقت يرومها ان شاء الله انت غير دير اللي قلتلك عليه
بموافقة بكلامها : حاضر يا أمي تبي شي ثاني ؟
: برا مربوحة
طلع سليمان و افطيمة اللي رجعت للمسدة : شاهيك ني زيديه حشيشة و نقصي تحته النار خليه يطيب من قليله و انت تقول طائرة
و ما تقدر عاد تناقش : باهي يا عمتي
افطيمة اتمتم : باهي غصبا عنك
و رجعت تكمل في خدمتها
يومها كانت اخته حنان جاية زيارة شافت أيمن مقعمز في لايدة الحوش (جنان) قررت تهدرز عليه : السلام عليكم
ابتسم مجاملة : و عليكم السلام ..
جلست جنبه : حسّيتك مش مرتاح تقول اللي حبيت بنغازي اكثر مِن هنا
سرح في المكان : مش هكي لكن انسجمت في العمل و درت اصحاب واجد غادي و تبي الحق عجبتني الحياة في بنغازي و تريحت
هي كانت فاهمة عليه : قول عجبك ان ما حد يتدخل فيك
و فعلا كان أيمن شخص يجب الاستقلالية و ما يحب حد يتدخل في حياته و كونه بعيد الامر ساعده ع الهروب من سيطرة أمه و افكارها اللي في اغلبها كان مش مقتنع بيها بس في الوقت هذا كان صعب جدا يخالفها : أهو فاهمة عليا
فكرت تعطيه العلم بتخطيط أمها لكن يا كبدي افطيمة نار و ما تتقرب في هكذا أمور : باهي بنقولك انت في بنت غادي تبيها يعني شرقاوية
وجهه تغير : و الله العظيم ما في منه الكلام هذا صح مرة عمي تكلمت معايا ع أساس تزوجني من غادي لو استقريت في بنغازي لكن ما عندي مكان في راسي و بعدين أنا فاهم أمي يا حنان لو درت حاجة من غير شورها تتبرأ مني بكل
و ارتاحت ان ما في بنت في باله ح يكون وقع امر الخطوبة عليه اسهل : باهي الحمدلله
هو استغرب كلامها : عليش تسالي انت ؟
ردت بربكة واضحة لخوها: ما في شي غير قلت لو في عندك مكان و توا أهو جئت بعد أمي طلباتك معناها ح يكون واعر عليك فراق بنغازي لكن طالما ما في حد في عقلك معاها معاها تنسجم هنا و حتى تتزوج عن طريق أمي زي سليمان و شوفه توا كيف مرتاح
سرح شوية : مازال أنا مش مفكر توا
سمعت صوت أمها تنادي : حيه هذه أمي خليني نمشي
و أسرعت لداخل الحوش و هو معاها بعيونه و يفكر في سبب ارتباكها و الأهم الدافع وراء الكلام هذا ..
و مروا اليومين و أيمن مازال غافل ع موضوع الخطوبة و الزواج و جي موعد زيارة افطيمة لحوش المرحوم خليفة بن عمار ع شان تخطب رجاء لولدها و تشوفها في نفس الوقت ..
طلعت تواسي في محرمتها و حنان تتفقد في طلة أمها الأيدين يلمعوا بالذهب و العيون لعند محاوطهم سواد بالكحل بس بطريقة حلوة و جرد الحرير اللي ما تقول لبساته مرآة ليبية قبلها و الشعر الأسود المختلط بخصلات حمراء من اثر الحنة و العكوز اللي يخبط ع الارض عاطيها هيبة زيادة
حنان : ماشاء الله عليك يا أمي
ما ردت عليها و كملت لبرا و حنان وراءها بالفراشية هي وقفت و لبستها فراشيتها و ركبت مع سليمان و كان الوقت قبل العصر يا دوب يوصلوا و يروحوا قبل الليل لان في حال عجبتها موعد الرجالة في الليل يفضوا في رجاء
و توجه سليمان بيهم لمنطقة أهل رجاء اللي كانت نوعا ما بعيدة ع سكن الحاج اسماعيل …
في نهاية الطريق : يا ودي حسني هودت يا سليمان المكان بعيد واجد
سليمان : غير اصبري يا أمي شوفي البنت و العيلة و المكان شنو بيجيبها كل يوم زيارة هو ؟
و شهقت أفطيمة: آيه هذا اللي ناقص ! كان جابها كل ثلاث اربع شهور باهي
و حنان ساكتة و تفكر في شخصية أمها و في أيمن الغافل و الا بنت الناس اللي مش معروف كيف طبعها و هل ممكن تتأقلم مع عيلتهم و مع طبع أمها
لعند سمعت صوت منبه سيارة خوها يدل انهم وصلوا
و نزلوا قدام الحوش و من اول ما شافت فتحية و كانت برنية عمة رجاء حاضرة و كذلك خالتها ربيعة و نساوين أعمامها هنية و عافية
كلهم انبهروا بطلتها و شخصيتها
كلا ربيعة خافت ع بنت خوها لان حسب خبرتها واضح عزوزتها مش ساهلة
اما افطيمة اللي جايبة معاها كل خير عاد زمانات الناس ترفع في اللوقا و المشروب في استيكات و الحلويات سفر سفر
و رحبت بيها فتحية و هللت و سهلت و هالشي عجب افطيمة و رغم انها ما بينت بس فتحية عجبتها
و بعد فترة جي وقت خروج رجاء صاحبة الشخصية القوية حاليا كانت في قمة توترها و خوفها و زاد الخوف وقت شافت افطيمة اللي ع عكسها تماما عجبتها هلبة و ابتسامتها كانت دليل واضح لحنان ان البنت عجبتها
و بعد سلمت و هي كيف بتقعمز ضربت افطيمة الارض بعكازها لعند رجاء انفزعت
و تقول دائرتها قصد ابتسمت بتهكم و تكلمت : أنا العرس نبيه في شهرين تطلع معاي في دار و ما تنقصها حاجة لا في كسوة و لا في ذهب
و فتحية : ربي يكثر عليكم الخير و عادي كان طلعت معاكم في دار أهو كلنا طلعنا في دار مع العيلة و بنت الأصول تلم ما تفرق و ان شاء الله بنتي تجيكم كيف ما تبو و كيف نيتكم تدير كان الباهي و الزين راهو الفعل الشين مش لينا يا حاجة
بإعجاب واضح : صدقتي و سلمتي انت و ربايتك يا فتحية
و أهني كان المهدي هارب من نجوى و دخل ع النساوين يلتمس طريقه و هي نست نفسها و قالت : مهيدي
و زي ما علماته تبع صوتها و تتحسس الطريق اللي صار يحفظها و ارتمي بين أيديها و شد فيها بالقوة
و ع عكس المتوقع رق قلب افطيمة للولد هذا و كيف متعلق بأخته بس طبعا يا جبل ما يهزك ريح مستحيل تبين :خلاص معناها متفاهمين
و كلو الضيافة و روحوا ع أساس الرجالة يجو في الليل
هي بعد خروجهم ما قدرت تدس خوفها : خالتي ربيعة المرأة خوفتني
و حاولت ربيعة اطمنها مع ان هي نفسها خافت عليها : عادي يا بنتي كل العزايز هكي واعرات هيا سلم بنتي بري توقي نجوى شنو تدير في المطبخ ديروا حاجتكم من الوسع بعد ان التريس جايين الليلة
مشت و هي مش مقتنعة و المهدي في حضنها
و ربيعة انضمت لخواتها يحاولوا يحللوا كلام افطيمة
والمذكورة من اول ما وصلت بعثت لأيمن يجيها وين ما تخدم في المسدة
جلس ع الفراش و يستنى فيها تتكلم كان متاكد ان وراء النداء هذا شي حاسم
تشتغل بدون ما تشوفله و تتكلم: عارف وين كنت أنا ؟
هو بعدم فهم : لا و الله ، وين ؟
بدت تشتغل ع المسدة بقوة و تتكلم : خطبتلك بنت خليفة بن عمار يسكنوا في ال### بنية صغيرة عمرها 16 عام زي الغزالة دارك وآتية و مزوقة أشري دار نوم و وتي روحك سيدك و اعمامك يمشوا الليلة يتموا فيها و بعد شهرين العرس
صدمات متتالية ما قدر يستوعب الكلام : يا أمي انت
مستمرة في الخدمة : خوها صاحب خوك سليمان توا يزيد يفهمك
و عرف ان الطريق معاها مسدود طلع من جنبها متعصب و تلاقى في لايدة الحوش مع سليمان : من هذا صاحبك اللي ماشي تخطبلي منه من غير ما تقولي معناها هذا ليش خليت امي تجيبني من بنغازي
سليمان : و الله عز ما تناسب و بعدين انت قلتلي ما عندك حد و انا و الله لو مش عارف ان البنت كويسة و بنت ناس و ما في حاجة الا و تعرفها ما كنت قلت عليها لامي
ما كمل كلامه معاه و مشي خارج السور كله …
تنهد سلميان و كمل طريقه لبوه و اعمامه ع شان يتموا موضوع ايمن و رجاء
في اللحظة هذه رجع ايمن لامه في محاولة لاقناعها للتراجع : امي .. انا مازال ما نبي نتزوج توا و بعدين
هي بصوت عالي : بعدين شنو يا ايمن ؟ بتطلع ع شوري ؟ تبي مراة عمك هي اللي توازيلك مراتك ؟ انا افطيمة اخر عمري تضحك عليا النسوان ؟ شنو قالولك مهبولة ما نعرف نختار والا راقدة في التركينة ما نقدر نطلع لعند هي اللي تخطبلك!
: بعيد السو عليك يا امي بس
و اهني ضربت الارض بايدها : اتي و الله و الله ما تقول باهي و يكمل كل شي كيف ما قلت لا عاد ولدي و لا نعرفك و لا تكلمني مدة عمري و يوم اللي نموت ما توقفلي في طابور و انت حر
و اهني ما كان في يد خلاص جري عندها و باس ايديها : لا يا امي لا كل شي الا رضاك ديري اللي تبيه خلاص راضي
ابتسمت برضا : ايواه هدا ولدي ايمن .. خلاص برا ع حالك و شوف خوك بعد يروح شنو تفاهم معاهم
تكلم فوق من نفسه : يديروا رايهم انا ما عندي معاهم كلام
و طلع من عندها مكسور و مخنوق و مش طايق المكان و لا طايق بنت السطاشن عام اللي انفرضت عليه فرض
و انتشر خبر خطوبة رجاء في العيلة و كل مرة جاي جد يبارك
و اول من جي و بارك هو برنية عمتها اللي مكانة صغار خوها المرحوم خليفة غير ع الباقي لهذا من اول ما خشت لايدتهم. وهي تزغرط : رورووي طيب فيك يا فتوحه أهو كبروا و بتتهني ع أولهم
و بين فرحة و بكاء احتضنوا بعض: ايه يا وخيتي تقول أمس من عمي يكلم فيا ع المرواح و تقوليلي ما تقللي عقلك يا فتحية و تروحي و الحمدلله اللي ربي حضرني اليوم هذا و ان شاء الله نحضر باقهيم
مسحت برنية دموعها : ان شاء الله يا ربي يا سيدي ، اماله وين رجيوه
فتيحة : شادة المهدي زي عادتها
بحسرة : كبدي عليها بنيتي كيف بتفارقه و كبدي عليه هو هي عويناته مش بس وخيته.. ايييه بالله خليني انوض نشوفها بروحي بنيتي
و ما ان وصلت الدار شافتها كيف تلعب فيه و تعلم فيه في نفس الوقت تقطع قلبها عليهم لكن عاد هذه سنة الحياة : رجيوه
و جت رجاء واقفة و أسرعت بالسلام ع عمتها : أنستينا يا عمتي كيف حالك
باستها بحب : الحمدلله مبروك يا بنتي و ربي يهنئك
و بدون اي ملامح للسعادة : الله يبارك فيك
و جي المهدي ع صوت عمته اللي كان مالوف عنده و شد رادها : سعيدي سعيدي بمهيدي كيف حالك
و هو يقول : أيا أيا (يعني برنية )
انحنت و باساته و حطت في غمره عرم حلوة و مستكة و شوكلاته سامبا كانت معروفة وقتها : خوذ هذا كله ليك
و اهني غادة غارت من خوها : و أنا ؟
ضحكت برنية : خوذي من أمك يا حنه حصتكم عندها كلا امهيدي ما يعطيه حد غيري
رجاء : قول شكرًا مهدي
: اكن (شكرًا)
ضحكت برنية كيف قالها : ما نبي منك شي غير تجي جنبي و أنتم تعالو جنبي بنهدرز ع أمكم
و كانت كل ما تجيهم ديما تغير الجو مية و ثمانين درجة … و هكي العمة تخش الحوش ما تفرقه بالعكس تلمه …
و شوية لحقتها سدينة و كل وحدة جايبة خاتم هدية لرجاء …
برنية : اسمعي اماله يا فتحية اليوم بنقعمزوا في اللايدة هنا حتى عالة الشاهي اهو يحطنها البنات و نسهروا عليها لعند الصبح و خلي نهدرزوا ع عرس رجيوه و اللي بنديروه فيه
فتحية عاد كلام برنية عندها اوامر : كيف ما تبي يا حنه هيا يا نجوى انت و رجاء فرشوا برا و حطن العالة
تحمست سارة : و التيليفيزيون
ضحكت برنية : اماله و الله الا ما تطلعوه ع شانها و تحطوه برا تبيهم يلعبوا و يتفرجوا قدامنا و احني نهدرزوا انا راهو الحوش هذا يعز عليا يا فتىوحه يفكر فيا في ايام زمان
تنهدت : ايه بالله معش تذكريني عليك ايام
و شوية خشت عليهم الحاجة خيرية (ام فتحية ) : السلام عليكم
و يا فرحة برنية : و عليكم السلام مرحبتين مرحبتين هذا وين هدرزنا هدرزة سمحة هيا يا بنات
و البنات فعلا ما صدقوا و فرشوا كيف ما تبي عمتهم قطع حصير بسيطة و فراشات من النوع الرقيق جلسة ما فيها اي تكلف لكن فيها من المعاني و المشاعر و اللمة ما نفتقده اليوم كثيرا
بين اللي يتفرج ع السهرة اللي في الاذاعة الليبية زي سارة و نجوى و بين اللي يهدرز من النسوان و بين اللي يلعب زي المهدي و غادة و و بين حمزة اللي سارح في السماء و النجوم و القمر .. القمر كان ديما يحس ان بوه موجود فيه و حاليا حاس ان رجاء ح امشي و تصير نجمة زيه و ليها طولة العمر ان شاء الله بس كونها ح تطلع من الحوش معناها خلاص ح تكون بعيدة عنهم و بين اللي تتفرج عليهم و تبي كل شي يوقف ع اللحظة هذه و يلتغى امر زواجها زي رجاء … مرت الليلة هذه
الليلة نفسها اللي كان ايمن يهدرز مع صديقه المقرب فارس : يعني ؟
ايمن بدون نية : يديروا اللي يبوه لكن انا بنجيبها ليهم و لامي مني ما تراجي شي
: بس يا ايمن هكي تظلمها
تكلم بعصبية : و انا يا فارس يعني مش مظلوم خليني ساكت بالله عليك انت اكثر واحد عارف اني مش مقتنع نعيش هنا و فوق هذا اكره حاجة عندي ان يجبروني ع شي ما نبيه
فارس : مرات بعد تشوفها يتغير كلامك
ضحك باستهزاء : تقول مشكلتي الشكل انا ؟ صدقني ما في شي ح يتغير
و بالكلام ع التغير اهو كل شي تغير بعد بدت التجهيزات للبتات و العرس و تمر الأيام بلمح البصر
كلا العروسة ما دارت و لا حاجة غير انها حاضنة المهدي طول الوقت و كل ما يفوت يوم تحس روحها تنسحب منها لأنهم ح يأخذوه لا محالة
هي ما طلعت معاهم أبدا وقت شرو حاجاتها يجيبوا و يحطوا في الدار و المهدي عاد يبي يعرف كانت تجيب إلحاجة تحطها في إيديه و هو يلمسها و يحاول يعرفها و اذا ما عرف هي تعلمه و تقوله هذه كذا و هذه كذا
و بدّي العرس و هو ما يعرف عند أهل مصراته بيوم طفح الشعير و في ناس طبعا يقولوا عليه يوم تعويم الشعير بحيث يغسلوه في الميا و بعدها ينشروه لعند يجف و يبدأ بعدها يوم تنقات الشعير يعني يوازوه حاشاكم من الرشاد و اي شي ثاني غير الشعير و بعد نهاية اليوم هذا يديروا يوم الكعك و هو اليوم اللي يلتموا فيه العيلة و يديروا الكعك و اي نوع ثاني حلو و زمان كانت اللمة هذه كبيرة و ما يغيب عنها لا حبيب و لا صاحب و لا جار و كل شي يحضر من إكرامهم و يديروا الحاجة بكل نية صافية و كأن المناسبة ليهم و اخيراً يجي يوم الزميتة او السويقة و عاد الفترة هاديكا ما كان حد ياخد فيها وآتية و لا كانت الماكينة اللي اليوم موجودة لهذا كانوا يحمسوا الشعير ع النار و بعدها يغيزوه يعني يضربوه بالمغرف او المعصدة او اي عصا تكون غليظة و ناعمة الملمس ع شان ما تترك بقايا في الشعير و يبدوا يدقوا فيه ع شان يتحول منه الحسك حاشاكم..
و بعدها يرفعوه للمطحنة و يتم طحنها .. و من بعدها يجي يوم برم الكسكسي عاد و بكلامنا ع عرس رجاء اللي كان في الستة و تسعين شهر ديسمبر … طبيعي يكون العرس كبير جدا …
و فتحية من زيها الأيام هذه ؟ حست ان الدنيا ضحكتلها وقت اللي اكتمل بناء و تفريش الحوش قبل عرس بنتها بأسبوعين ع عكس رجاء اللي أبدًا ما تمنت تدخله ع شان تودعه
ياما انتظرت بناء الحوش هذه مع المرحوم بوها و وقت خط أساساته ياما خططت كيف تقسم الديار و وين المكان اللي ح تقرا فيه كانت تقول اذا ما حبيت راحتي في الحوش نرقى ع السطح ونقرأ عادي لان حوش بناء حديث وفي ليه سُوَر و هي داخلة للحوش كل هذا جي في بالها و الحسرة تزيد في قلبها لان كلهم أسبوعين و مودعة الحوش هذا
يا دار بناها سيدي الغالي …فارقتها زي فرقه اللي علاها
يا عين ابكي و ما تسالي…. عدا خليفة يا بال دارما واطاها
(كلماتي )
Flashback سنة 1992
كانت تتفرج ع الرملة اللي جايبها بوها و الاسمنت و الحديد : يعني توا الحوش كم دار يا سيدي
خليفة يتامل في الفرحة اللي ع وجهها : اربعة دار ليكم البنات و دار لحمزة و عبدالخالق و داري انا و امك و دار للضيوف
بحماس : احني نبو الدار الكبيرة يا سيدي و حتى المطبخ نبيه كبير واجد و اهو من توا بعد نكبر ناخذ دار الضيوف ع شان نقرا فيها (شافت فوق) لكن اذا بيكون عندنا سور عالي زي حوش عمي معناها نقرا عادي ع السطوح لاني نحب الهواء
: يا ربي تديري كل اللي تبيه و نشوفك يوم دكتورة و الا مهندسة
تحمست : يا رب يا سيدي و نسوق السيارة
ضحك : و تسوقي السيارة … كم عندي رجيوه انا
___________________فاقت بايد اختها : وين مشيتي
ردت بذات الحسرة : ماشية ع قولتك يا نجوى
خذت المهدي … و لو تعرفوا شنو دارت باعتبار العرس خلاص ايام معدودة و يبدأ كان لازم تخليه يحفظ أركان الحوش الجديد و بدت معاه في رحلة ذهاب و اياب في الحوش طول الأيام هذه هذا شغلها الشاغل لعند نجحت تخليه يحفظ الحوش و دياره و حتى أثاثه …
و اول ليلة في حوشهم الجديد ابدا ما كانت ساهلة عليها و لا غمضتلها عين و هي تفكر و بس كيف ح تكون حياتها الجديدة
بينما وقتها كانت افطيمة تشرف ع دارها اللي قاعدين يركبوا فيها
و جنبها بنتها حنان : ماشاء الله دار سمحة اللي جابها ايمن
و افطيمة مش عاجبها : ماني عارفة ليش خسارة الفلوس كان جابها محلية و هنى روحه لوح كيف بعضه
و طلعت
ضحك اشرف اللي كان يركب فيها : امي هذه ما تفهميها تبيه ياخذ مراة و هي اللي قالت ع الدار و وقت جابها ضروري اطلع فيها علة
حنان بقلة حيلة : طبع الله غالب شنو بتدير العقبال عندك شروفه
اشرف شهق : انا ، لالا مازال انا ناخذ كيف ما نبي مش كيفهم تمشيني امك
حنان خافت لو سمعتها : باهي اسكت انت تعرف اكثر مني لو سمعاتك تحارف نهارنا
مش مهتم : هدا اللي عندي انا
و استمرت حنان تتامل في الدار و في عقلها تقول ” زعمه كيف ح تكون حياتك رجاء فيها ؟ يستر الله “
وقتها ايمن كان في سيارته سارح و يفكر شنو ح يدير في بنت السطاش هكي سماها وقتها ؟ و كيف ح يتعامل معاها ببرود و نفور !!
و يا عالم بعد مرور الايام القادمة و وصولها اليه يقعد ع العهد هذا او بنت السطاش تقلب كل شي !
و جي يوم الرمي اللي هو يوم الاثنين اول ايام العرس …
و طبعا الرمي يبدأ من الفجر وقت النساء يحطوا طبيخة البازين ع النار لان أب البنت او وكيلها زي رجاء يعزموا ع غذاء و ما يخلوا حد الا و ينادوه و يبدأ تقديم البازين من الساعة عشرة الصبح لان ضروري مع الساعة اثنين بعد الظهر يكون موضوع الغذاء منتهي و في عرس رجاء قدموا حوالي ميتين قعد برا هذا غير النساوين داخل و اول ما جت الساعة اثنين بدو في الاستعدادت لاستقبال الرمي
الرمي المعروف عند الشرق بالسياق و غربا يعرف بالكسوة
و بدّي الرمي وصلت اول السيارات سيارة نقل كبيرة فيها جمل و سيارة ثانية مليانة بجميع الخضرة و المواد الغذائية و مواد التنظيف و كل شي عاد زمان بالصندوق او الشكاير زي السكر او الدقيق او السميد و المشروب و العصير و ما الى ذلك
و من بعدهم سيارات فيهم الكسوة الملبوس و الذهب يعني و تلبس العروس البودري و عروسنا لابسة بودري و في حضنها المهدي و رفيقها الدايم هو الدموع
من داخلها كانت ع يقين انها ح تفارقه خلاص لهذا كانت متأثرة
و بدت ضيافة أهل رجاء لعربها بالحلو و من بعدها قدمولهم العشاء … او غذاء يعني باعتبار ألوقت بعد الظهر …
و بدو في الشتاوات :
الغالي جبناله رميه … اللي يحل العين العمياء
مبروك عليه علائقه .. عرس و الدنيا رائقة
العين قالت يا مرحب بيه … اللي جانا و جاب كساويه
سلم الغالي دار علائق ما خلاش الخاطر ضايق
و خصوصية أهل مصراته هو اللحن متاع الشتاوات اللي يكون راكح عن أهل الشرق و ع الدربوكة او اكثر ع التصفيقة اللحن
و كلهم في صوت واحد ماشاء الله
و هي تسمع و القلب يا ما صاير فيه … و بعدها روحوا أهل أيمن
و جت سامية لصديقتها اللي بايتة عندها من الليلة
و هي حضنتها و تبكي : خايفة يا سامية ..
سامية كانت بتموت ع صاحبتها لانها الاقرب ليها و عارفة هي شنو كان طموحها: معش تفاؤلي خيرك و الله عيالك باين عليهم ناس باهية الله غالب و كان ع القراية شدي فيها و ان شاء الله يقولك باهي
هي مسحت دموعها : و المهدي
شافتله و كأن الله أنطقها : مرات فيها خيرته انت وين تعرفي
و سرحت في كلامها و ما ردت بس قعدت تفكر كيف ممكن ذهابها مِن الحوش يكون في خيرة للمهدي ؟!
و مرت الليلة هذه بدون اي احداث غير دموع رجاء و حضنها للمهدي و جي يوم الثلاثاء اللي هو يوم الحنة …
اللي يبدأ من الصبح بكري و طبعا اليوم هذا يوم شغل شاق يطيبوا الكسكسي بالبصلة و تبدأ من بعد العصر و يبدو الناس في الوصول. قبل المغرب او بعده ع طول و بعد يعشوا الناس يحنوا العروس و جو أهل أيمن حوالي مية و خمسين مرآة و وقتها لبست العروس ردي احمر زي عادات اهل مصراتة
و هي في الدار دخلت عليها افطيمة و رجاء يا ناري مش ناقصة توتر و فنصت فيها بطريقة جمدت الدم في عروق المسكينة اللي زادت من تمسكها بخوها و زاد الخوف عندها
و افطيمة بعد كيلتها بنظراتها و قبل تطلع : كنتنا ما نبوها تجينا في بيلو (فيلو) نبوها تجينا في ردي ولدي يبيها تجيه في ردي
و روحت
و زاد الهم في قلب رجاء و بدت تبكي عاد لان وقتها بدو اغلب العرائس يطلعوا في فيلو
سامية وجعتها و هي نفسها خافت مِن افطيمة. : و الله هلبة توا يا رجيوه يطلعوا في ردي عادي ما تنكدي ع روحك و جاي الوقت و البسي اللي في خاطرك
و هي ما قالت نسكت
و فتحية زي عادتها مواقف من النوع هذا تتهرب منهم بس طلعت من الدار و تبكي
لكن يا سعد اللي عنده صاحبة و اخت زي سامية : اسمعي و الله ما يقعد في خاطرك يا غالية مادامه قالولك لا غادي غدوا انديرولك حفلة و تلبسي البيلو في حوش سيدك و طز في افطيمة
ضحكت رجاء مرغمة و هي تمسح في دموعها
و بموافقة لكلام سامية كملت عايشة خالتها : وانت قلتيها و الله لاد أنك لابساته البيلو و ما يقعد في خاطرك هيا سلم رجيوه امسحي دميعاتك واسكتي خوفتي خوك
و هي استجابت لطلبهم و و حاولت تهدي المهدي اللي وقت هي بكت بكي معاها : خلاص مهيدي سامحني ولدي خوفتك
و داروا الحفلة لرجاء و لبست رجاء الفيلو و دخلت رجاء ع أنغام شتاوات الحاضرات : افتح يا كنشيلو .. عروسة لبست بيلو
و نوعا ما ارتاحت رجاء … و ما قعد الفيلو غصة في قلبها
كانت جميلة بهية
لون الفيلو الابيض هو لون قلبها و نيتها
اللون الوردي اللي ع خدودها لطالما كان لو مستقبلها و طموحها
اللون الاسود اللي يلمع في شعرها يا رب يكون كل شي الا مستقبلها
اما اللون الاحمر اللي زين شفاهها كان لون الحب اللي في قلبها للمهدي و لعيلتها و لفقيدها الابدي باتها و سيدها
لمعان الاكسسوارات اللي في ايديها و اللي محاوط عنقها ما قدر يغطي ع لمعان الدموع اللي في عيونها
و مش زي ما قالوا اغلب الحضور انها دموع فرح او دموع فراق الاهل لا
انها دموع صغيرة خايفة و متوترة من حياة مازالت ما فهمتها كبنت فكيف حالها و مطلوب منها تفهمها كزوجة مسؤولة ع واجبات يا ريتها تخص زوجها فقط …
زوجها اللي قاعد قلبه ينقبض مع مرور الوقت و اخر همه هي و لا طلب انها تجيه في فيلو و لا يندري عليها اصلا ح تجي في العربي زي ما قالت امه لان كما ذكرتِ اخر همه !!
و ما ان تسكر الباب …
صوت دق قوي ع الباب افزع …..
و اول ما فتح الباب : اسمع يالله و …..
و طبعا ما يقدر يقول لا ع طول نفذ و ….
و بمجرد خروجه هي عاد مازال صغيرة و مش فاهمة شي من شي اضطرت ….
و هي اول ما شافتها قالت بلهجتها التهكمية : عرقوبك يذبح الطير. وعظامك بالعدادي. من شبحناك ما شبحنا خير . وعليك الفقر ينادي
و انذبحت من اول ليلة باقسى شعور ممكن تعيشه .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)