روايات

رواية عيون القلب الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب البارت الثالث والعشرون

رواية عيون القلب الجزء الثالث والعشرون

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة الثالثة والعشرون

يا وجع قلبي عليك يا وخيتي وتوأم روووحي عليك قدر وشنو صار فيك ،
زدتيني جرح فوق جرووووحي ليش الفرح ما هو مكتوب عليك ، خسرتي وليدك الي كان الهم على القلب يجلي ، وخسرتي صحتك الي زي قبل ما عاد تولي، الحادث هذا ح يقعد طول العمر نذبة فينا وفيك
(كلمات المهدي )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

من اول ما فاقت تدور فيه تبي اليوم تبلغه ع العيلة اللي حطتها في راسها ع شان يكون نصيبه منها

بس وقت فتحت باب المربوعة القاته يجهز في شناطيه : هذا شنو ؟

اشرف بدون ما يشوف جيهتها : زي ما تشوفي بنهج بنغير و بنخدم ع خط مصر بالك نرتاح و نريحك و حتى وقت اللي نروح هنا معش جاي

سكر الشناطي و طلع من جنبها
للحظة ما قدر لسانها ينطق بس بعدين استجمعت نفسها و لحقاته : و تحساب لو درت هكي بتربح و بترتاح في حياتك يا فرقة حالك اللي ناوي تقاطعني ع سبة فرخة و في الاخير هونها عند ولد عمها يا طيح سعدك

شغل السيارة الكبيرة و صوت صرخاته اللي كاتمهم كان اعلى من صوتها
و يشوف فيها تعارك بعكوزها قدامه بدون صوت انتظر فترة لان ما يقدر يطلع بالسيارة طول و بعدها توكل ع الله

و هي رجعت تلاقت مع اسماعيل : شفت ولدك ؟ توا هدا يستحي بيشد خط مصر في سبه مراة و قطاف فاضي حتى سلام علينا ما سلم

اسماعيل ماشي لسيارته لان قاصد المزرعة : انا سلم عليا و كلا انت ربي يهديك

و زادت استشاطت في غضبها منه …

بينما اشرف كان يسوق في الطانطا و يتكلم و كأن امه قدامه: انت مش عارفة شي … تحسابها ساهلة عليا ننسى !! قديش مني انا ! كم بننسى مرة ! و فوق منها نطلع مش راجل مع بنت الناس … اخ منك يا افطيمة اخ ..

و اذا هو مش قادر ينسى فيا ناري ع بنت الناس اللي تجاهد ع قداش جبهة ويلها خوفها من ربي و ويلها لو حس عليها راجلها و فوق هذا كله مطلوب منها تجامل و تمثل انها فرحانة … و ما منهم في حالة اسماء ، و لهذا نفهموا علاش الله سبحانه و تعالى حرم العلاقات …

بينما و مع نهاية الدوام في المدرسة … كان المهدي ينتظر في وصول السواق و بعد انتظار طويل و حتى بعد جت الساعة 2 و الباص ما جي قرر الاستاذ سليمان ان يوصله مع ولده لحوش ايمن باعتبار يعرفه و مش بعيد ع سكنه

الاستاذ سليمان نادى عليه : هيا يا ولدي اهو نحطوك ع طريقنا

و المهدي رد بصوت متعب : هيا

ركب معاهم و توكلوا ع الله درس ابن الاستاذ سليمان قدام حوش ايمن و نزل المهدي : بارك الله فيكم و سامحوني ع تعبكم

ا. سليمان : تعبك راحة يا مهدي راهو انت ولدي و مسؤول مني

ابتسم المهدي و حياه هو و ولده و توجه لحوش رجاء لاقاه ايمن : اهلا يا مهدي انست

المهدي بتعب : الله يانسك و الله طولت و انا نراجي في الباص لعنديت توا مشي جابني معاه الحاج سليمان

ايمن : كيف ؟ خيرا

المهدي : ماني عارف خيرا

ايمن حط ع رقم السواق و اتصل و وجعه المهدي كيف باين ان متعب : اكيد صار معاه شي .. احم ايوا السلام عليكم كيف الحال … ام ايه فهمت عليك تمام تمام

انتهت المكالمة و بدي ايمن يشرح : قال سيارته واقفة

المهدي رد بتذمر : عليك قصة توا كيف بنعدي المدرسة

ايمن شده من مرفقه: ساهل يا غالي .. بس توا اهم شي نديرلك نقال ماهو مش معقولة تقعد تراجي و ما تعرف كيف تكلمنا يعني لو الحاج سليمان كان مروح كيف ح يصير فيك ؟

و فرح المهدي بالقرار هدا لان في 2007 النقال حاجة كبيرة و مش اي واحد يديره : انا ندير نقال

ايمن بتشجيع كبير : ايه انت و شنو ناقصك … هيا غير تعالي معايا بس (شاف وراه للحوش) الله غالب ما نقدر ندخلك للحوش لان فاضي ربي يرد مولاته ع خير

المهدي : يارب يا عمي …. بنقولك حاجة

ايمن فتح باب السيارة و واقف جنبها : نسمع فيك

المهدي يتفكر في حالة رجاء كل ليلة كيف تتعب من الوجع : رجاء .. تتعب في الليل واجد نسمع فيها تبكي و ما ترقد لعند وين بعد تاخذ دواها

و يا وجع قلبه عليها : اه يا ولدي … الله غالب الدكتور قال ح تقعد فترة هكي نبي منك يا ولدي ما تسيبها ديما هدرز عليها و صبرها و تدويلها ان كل يوم صحتها احسن

المهدي : ان شاء الله

و ركبه السيارة معاه و مشو لمحل نقالات و شراله ما يعرف بنقال نوكيا الفراشة و يا فرحة المهدي بيه دارله اكسسوار زي الستيكر من الخلف بحيث وقت يرن يبدا يشعل في الضي و دارله زي العلاق ع شان يحطه في رقبته و يحافظ عليه طول الوقت

و لو يعرف المهدي كيف ايمن كل ما يقدمله شي يحس بالسعادة كان فكر بدال المرة مية قبل ما …. ؟

ايمن : عجبك ؟

المهدي كان طاير بيه : واجد

ضحك و طلع حكة عصير من الكيس و مدهاله: معناها اشرب يا ولدي و هيا نحطك في الحوش و منها نشوف رجاء و الصغار

المهدي شد الحكة و اول ما فتحها و شم ريحتها قلبه غم عليه لان ريحة عصير العنب عنده مرتبطة بمرض رجاء و قعدتها في السرير ماهو كل ما يمر عليها و يهدرز تضيفه رجاء من ذات العصير اللي يجيب فيه ايمن (و بعد تردد) : ايمن

و هو مركز ع الطريق : ايوا

المهدي رجع انتابه القلق ع وضع اخته : رجاء .. لعند امتى تقعد هكي

تألم اكيد من السوال : اخ يا مهدي لعند ما يفرج عليها ربي ادعيلها مهيدي ادعيلها و بعدين الحمدلله وين كنا و وين صرنا

و رد وراه : الحمدلله …

ايمن حط ايده ع ايد المهدي اللي ماسك بيها العصير : اشرب ولدي خيرك لو عليا فناوي نشرب مع رجاء وقت نوصل غادي

و بدي يشرب المهدي و كانت تنزل ع معدته زي السم يشرب و لو بايده كان بزعها من الروشن لكن قال في نفسه احيانا مضطر نشربوا المر لاجل من نحب …

و ما فاق من افكاره الا وقت درس ايمن السيارة و كعادته نزل ما لذ و طاب معاه و خش مع المهدي عليهم : السلام عليكم

هي سمعت صوته تفرح و تحزن و ترتاح و تتالم و تضيع منها نفسها

ردت فتحية : و عليكم السلام ايمن ولدي تفضل

قرب و سلم عليها : كيف حالك يا خالتي

ردت : الحمدلله .. شنو المهدي روح عليكم

و وقت اللي ركزت فتحية ع رقبة المهدي لاحظت التيلفون : حيه عليا هدا شنو درت تيلفون كبدي علينا بتبدي تتكلم بيه

ضحك ايمن : ايه يا خالتي و شنو فيها ما هو رجاء عندها و انا عندي و حتى المهدي لازم يكون عنده تيلفون اهو زي اليوم لولا ان شافه المدير متاعه كانت الباص ما جاته و قعد يراجي و ما يندري عليه حد

جت تتفحص فيه : و الله ما اندري عليكم يا كبدي الخبر هدا جديد علينا وين نندري عليكم انا

المهدي كان حاس روحه غير الناس يومها و متمسك بيه : قولي مبروك يما

بعدم اقتناع زي اغلب الاباء و الامهات وقتها : يا سيدي مبروك

وقتها و زي عادتها غادة تعطر في رجاء و الاخيرة كانت في قمة توترها، كانت تخاف لو ايمن شم عليها ريحة مش حلوة او حس ان وجهها مش مشرق كعادته او او و الكثير من الاحتمالات اللي كانت هواجس وقتها بالذات و انها اكرمكم الله مازال ع الحفاظ

: و الله سمحة واجد يا رجيوه، تبي حاجة ثانية

كان كل تركيزها ع صوت ايمن في الصالة مع ابناءها و مع اهلها : صحيتي و سامحيني

ضحكت و هي تضم في الحاجات من جنبها : غير عليش بس و بعدين قولي ان دين و نخلص فيه ياما عانيتي زمان امي ديما تدويلنا كيف كنتي انت المسؤولة علينا

ابتسمت مجاملة و الخاطر يعلم بيه الله … و طلعت غادة مرت ع الصالة : السلام عليكم كيف حالك ايمن

رد : و عليكم السلام ، الحمدلله بخير كيف حالك انت يا غادة (وزع نظراته ع صغاره ) ان شاء الله الصغار ما تعبوك

غادة : لا و الله ماشاء الله عليهم و بعدين همًا طول الوقت مع سارة او مع امي

فتحية : ايه و الله ماشاء الله عليهم و بعدين معاوية الله يبارك عليه يا ايمن طول الوقت يبي يساعدني ع اسماعيل لو يبي خوه حاجة يقولي حنتي انت تريحي و انا نديرها

ابتسم ايمن باعجاب لولده : الحمدلله (بعدها شاف للدار اللي موجودة فيها رجاء )

و فهمت عليه فتحية : خش يا ولدي لرجاء ما في معاها حد راهو غادة اهي هنا احدانا و سارة مازال ما روحت من الكلية قراية الطب هذه ما فيها حاجة كان تشحوير

: ربي يعاونها ان شاء الله و يردلها التعب

خذي كيسين من جنبه و خش بعد دق الباب : السلام عليكم

و قد ما تفرح قد ما تخجل و تحس انها عبء عليه : و عليكم السلام

قعمز قريب منها باس راسها و حط الكيس جنبها : الباين ما في حد مستاحشنا حتى نتصل ما تردي عليا يا غالية

و رغم الالم كابرت و رغم الحرج حاولت : نتعب من كراعي يا ايمن تعرف اني مرات نقول رحمة من ربي اللي صار معاي وجع كراعي يخلي فيا نلهى ع حاجات واجد و اكثر حاجة .. (دموعها نزلوا و ما قدرت تكمل )

حضنها بمحبة كبيرة لحظتها حست ان مسح ع قلبها بماء بارد بس ما قدرت تمنع نفسها من السؤال : مازال ما تعبت

: نكذب لو نقول ما تعبت ! ايه تعبت واجد لانك بعيدة عني و لانك حزينة وانا مش قادر نحول الحزن هدا من عيونك و لا من قلبك مهما درقتي عليا يا رجاء قاعد نحس بيك راهو

غمضت عيونها و هي بين احضانه تبي تحس بوجوده هو بس : قلبي يوجع واجد يا ايمن ونحس اني زدتك حمل ثاني اكبر من طاقتك و هالشي مخليني ديما متنكدة، حتى غادة الصغيرة قعدت حمل عليها تعاني فيا مرات نحمق واجد و نفش غلي فيها و هي مسكينة تسكت و تتحمل لعنديت كرهت روحي

ايمن يمشي في ايده ع شعرها بحب كبير ليها : اسس .. فترة و ما تمر شنو هذه كرهتي روحك ، رجاء شوفي انت كيف اليوم و كيف كنتي قبل شهور الحمدلله انا عندي امل كبير في ربي اولا و ثانيا راهو نقول طول الوقت رجاء قوية رجاء تقدر توقف ع رجليها مرة ثانية رجاء مش ح تخليني لا انا و لا ضناها معقولة تخيبي ظني فيك

رجاء بياس : لاني تعبت

و ايمن كلمها و بكلامه زرع مش امل بس داخلها و انما ثقة و عزيمة و اصرار : رجاء انت اللي تحملتي معايا حياة صعبة من عمرك 16 لو وحدة غيرك راهو سيبت و استسلمت او حتى نقول بيني و بين نفسي راهو مستحيل حبتني انت درتي العكس انت اللي ياما كريتي و خدمتي في الحوش و انت حامل صح وقتها حمقت منك لكن يعلم الله قديش كبرتي في عيني تقدري يا رجاء تقدري تكملي مع ضناك و معاي و عزو الله يرحمه يستاهل منك تدعيله يستاهل منك تكملي مع خوته و باذن الله اللي قادر ع كل شي تجيبي غيره حبيبتي انت و دنيتي انت اللي مصبرتني ع خسارتي لولدي و الا تبيني حتى انا نقعد نلوم في روحي و نقول كله مني ما ركزت في السواقة او لاني وقتها جريت
بالسيارة و ما انتبهت

حطت راسها ع كتفه و تمسكت فيه : لا .. استغفر الله عمري ما دويت هكي حتى بيني و بين نفسي مستحيل نلومك يا ايمن الحمدلله اللي ربي سلم باقي صغاري و عزو ربي يصبرنا عليه

بهمس: و سلمك ليا … قاومي ع شانا يا رجاء بالله عليك كل ما قاومتي اكثر كل ما روحتي لحوشنا فيسع

ابتسمت : ان شاء الله … اي ادويلي ع اخبارك و اخبار العمل و كيف حال اهلك عمتي و عمي و الباقي كلهم استاحشتهم

و اخفى عنها كلام امه المعتاد. :كلهم بخير و يسلموا عليك و ينشدوا ع صحتك و كلا العمل كيف ما هو ما في جديد

شاف الكيس جنبه و طلع منه حكة راوخ عنب : توا تشربي معاي العصير والا ؟ لاني نحس في روحي عطشان واجد خذيتهن في الطريق عطيت المهدي شرب و انا حصتي قلتله بنشربها مع رفيقتي

مع انها كانت كارهة العصير هدا زي المهدي و اكثر، بس ما قدرت ترده : حاضر

بدي يشرب و يهدرز عليها : ايه كلمني فارس قالي بكرا بيجيب مرته عندكم هنا لان هي قبل ح تجي يومها مع صاحبتك اللي في بنغازي لكن وقت اللي ما صار لصاحبتك حتى هما تاجلت جيتهم

فرحت : الله … الحمدلله مستاحشتها واجد و استغربت انها طولت عليا

بان الحزن عليه : الله غالب كان مشغول بموال العلاج و الباين يا رجاء حتى المرة هذه ما صار انا ما قدرت نساله لكن من وجهه واضح

و قداش وجعتها صديقتها : لا حول و لا قوة الا بالله ربي يرزقهم كلا هو راجل ماشاء الله عليه لو واحد غيره كان ليه وقت متزوج

شافلها ع جنب : و شنو معنى الكلام هذا يا سنيورة؟

ضحكت : لا و الله ما في نيتي حاجة و بعدين انت حاجب عليا كل التريس اللي في الدنيا

بقيمة حاجب : نقولوا ان شاء الله

رجاء : ايمن عاد عندك شك

ايمن شاف وراه الباب مردود و ما في حد قرب منها و بصوت هادي :
غلاك عندي حتى ذرة ما نشك فيه لكن عاد نحب نسمع غلانا وين واصل

و لو ما حبت ايمن من بتحب و لو ما عبرت ع اعجابها بشخص زي ايمن لمن بتعبر : غلاك فات حدود العقل غادي غادي فات وسع البحر و فات عمق الوادي غلاك في وسط القلب يا نشادي داير عروق مع وريدي يا ودادي يا فرح عمري و يا زهوة الميعادي

ضحك بصوت خافت : اه و بس ربي ما يحرمني منك و من يلومني في محبتك يا غالية

طق الباب و دخل المهدي : رجاء شفتي شنو جابلي عمي ايمن ؟

و اهتمامه بيه يعني عربون حب و ود ليها هي : اشيه سمح واجد مبروك حبيبي

المهدي بين ايديه التيلفون : الله يبارك فيك، توا غدوا ناخذه معاي المدرسة و حيه اكيد سندس و الباقي يبدو يبرقوا فيا و بس ويبو يشوفوه

ضحك ايمن : هذه اللي داير معاها عصابة

المهدي انحرج : اه مش عصابة ؟ و بعدين من قالك انت

ايمن : سر

و حبت هي تمازحه هالمرة : لا ما في اسرار عليا توا نبي نعرف من وين يجنك الاخبار

ضحك ايمن لان فهم قصدها و بدي يضحك : يا ودي الحاج سليمان يا سنيورة تريحتي

رجاء بحركة من عيونها : اكيد

و الاكيد ان وقت مشي المهدي ثاني يوم للمدرسة و التيلفون محاوط رقبته …كان يمشي ع الارض و حاس روحه امير زمانه

و بدو الكل يقربوا منه متلهفين من اول ما سمعوا صوت التيلفون يرن

سندس تحاول تمسكه : امتى شريته

المهدي قايم الخشم في السمي : امس

مدت ايدها : عادي نشوفه

هو برفض : لا ما فيش هدا تيلفوني انا بس

حس بريحان جت جنبهم : مبروك

رد المهدي : الله يبارك فيك … تبي تشوفي التيلفون

ريحان بنبرة كلها خجل : ايه

حوله من حوالين رقبته و مدهولها و خذاته ريحان و تتفحص فيه عاد وقتها كان شي غريب

سندس كانت زعلانة منه : و ليش انا لا و ريحان عادي

و لاول مرة كان يحس بخجل و توتر من النوع هذا : ماهو هي اكبر منا كلنا و اكيد يعني مش ح تفسده لكن انت عارفة روحك وقت تشدي الحاجة شنو يصير فيها

سندس كانت تلوم فيه : ع حد علمي حتى انت زيني

المهدي برفض : لا انا حاجتي نحافظ عليها

اما خالد تكلم باستهزاء : مش حاجة كبيرة واجد راهو تيلفون عادي اي واحد يقدر ياخذ زيه

سندس فزعت في المهدي و نست رفضه انها تشد التيلفون : خلاص غدوا جيب واحد معاك

تعصب منهم و مشي

و ما هي الا ثواني حتى رن الجرس و سارعوا للدخول لفصلهم و بدت الابلة صفاء في تغيير خط مسار حياة هولاء الاطفال بمختلف اعمارهم و طموحاتهم و امالهم و اكثرهم تاثرا بها المهدي اللي قالت عنه في يوم ولدي و كملت الابلة شرحها : يعني عيب الواحد يدخل لاي مكان بدون استئذان و لو كان دار اخواتكم او بوكم وامكم في كل مكان لازم نطقوا الباب و وقت نسمعوا اللي داخل يقوللنا تفضلوا نستاذنوا و نخشوا عادي تمام

ردوا وراء بعض : تمام

و فجاة انفتح الباب … و دخل رجل كبير في السن و كان كفيف جاي زيارة للمدرسة و يعرف الحاج سليمان و بعد شربوا قهوة و هدرزوا مع بعض طلب الراجل يمشي الحمام اكرمكم الله و وصفله الحاج سلميان المكان و مسكين لان جديد ع المكان ضيع الطريق و دخل للفصل

لحظة دخوله تلاها صمت تام في الفصل كلهم ترقب يبو يعرفوا من اللي دخل بدون ما يطق الباب

لعند سمعوا صوت كحة الرجل هدا اللي كان يلتمس في المكان

ابلة صفاء : ووووه عليا من هذا ؟

بدي الراجل يعيط بصوت عالي : منو فيه الحمام منو

ابلة صفاء : حيه عليا حيه مش حمام هدا مش حمام

و يبدوا كلهم يضحكوا ….

و الراجل يا ناري رعش : انا انا قالولي حمام و الله نحسابه حمام

و سندس و لا قالت نسكت من الضحك

و اهني ريحان طلعت للراجل: يا عمي هذا مش حمام اهو انا نوصلك الحمام

و بتصرف ريحان انتبهت الابلة صفاء : احم معليشي يا عمي غالط هدا فصل و الحمام مش اهني اوقف يا خالد انت وصله للحمام

وقف خالد و مشي معاه

و سندس مستمرة تضحك : اخر الوقت فصلنا بدي حمام … حيه علينا لو ما تكلمتي يا ابلة راهو ….

و الابلة ماسكة روحها عنوة عن الضحك و قطعت كلامها : خلاص يا سندس اسكتي عيب

و المهدي يضحك بدون صوت

قربت منه سندس : داير روحك عاقل

و معش قدر و بدي يضحك من جديد
واستسلمت حتى ابلة صفاء و شاركتهم الضحك

و بعد جهد كبير قدرت صفاء تردهم لجو الحصة : احم المهم .. توا خلونا في حصة اليوم …. نبي كل واحد فيكم يقولي اللي يعرفه عن الاب، كل ما يخطر في بالكم قولوه لعند نتعلموا كيف تعبروا بالكلام و الكتابة في المستقبل و هذا اللي تقولوا عليه تعبير

تذكر المهدي الكلام اللي سمعه في يوم من ابناء عمه و كيف قاله احدهم ان يكره الحصة هذه لان ما عنده كلام هلبة يقوله ع عكس المهدي باعتبار تكرار مشاركاته في الراديو

وًبكل عفوية بدي يتكلم و سبحان مغير الاحوال قبل لحظات بس كان يضحك و حاليا حاس بشعور غريب الحزن و الشجن : هو زي الصحة و العيون يا ابلة صفاء ما يحس بقيمتهن الا اللي فقدهن الله يا ابلة لو سيدي قاعد كان كل شي تغير في الدنيا كل شي … الاب نعمة كبيرة واجد يا ريت كل واحد عنده اب كل يوم يبوس ايده و راسه و حتى كرعيه لان لو مش موجود يقعد طول عمره يحس ان مش كيف الناس تعرفي يا ابله لو حد يقولي نعطوك عيونك و الا سيدك نقول سيدي من غير ما نفكر

كلهم كانوا متاثرين بكلامه اما صفاء تمسح في دموعها و كلا سندس كانت تمروح ع شان ما تبكي

و ريحان فكانت هي اول من صفق و تبعوها كلهم

و المهدي اللي كان وقت يتكلم صوته حزين محافظ حاليا ع ابتسامته فقط

صفاء جت جنبه : ولدي تعرف انت ان بوك لو عايش اكيد ح يكون فرحان و فخور بيك و اذا تحبه لازم تنجح في قرايتك و حياتك و تدعيله كل صلاة و وقت اللي ربي يوفقك و تتخرج تصدق عليه في كل فرصة

: ان شاء الله

و اثرت الابلة انها تغير الموضوع : المهم حبايبي وقت نبو نعبروا ع اي موضوع اول شي نفكروا عن معنى الموضوع هذا ؟ اذا تعرفوا بروحكم كويس و اذا لا حاولوا تسالو الناس اللي اكبر منكم تسالوني انا او تسالو حتى اي استاذ و ابلة اهني و بعدها ننتقلوا للخطوة الثانية و اللي هي

قاطعها المهدي : الفايدة متاعه يعني مثلا لو انت طلبتي منا نتكلموا ع رياضة معينة نفكروا شنو نستفيدوا منها صح

ريحان كملت : و الانواع صح يا ابلة

صفقت بحماس : برافو صح … و بعدين نسالوا انفسنا هل احني نحبوا الحاجة هذه و الا لا و نقولوا بهكي راينا و لازم تعرفوا ان راينا مهم مهما كان الناس الثانية معانا او ضدنا عادي بس في حاجة ثانية ضروري تديروها و هي تحترموا راي غيركم مهما كان عكسكم ترا من يقولي كيف

سندس : يعني انا نحب التفاح اي حد ما يحبه يمشي يقلب وجهه و الله ما نولي معاه اصحاب اصلا لو في عنده دماغ كيف ما يحب التفاح صح و الا

ضحك المهدي : قلبتيها بكل هذه يا ابلة مافي منها فايدة دماغها مسكر مستحيل تحترم راي حد

سندس لفت في اتجاهه : توا انت لو حد قال يحب حاجة غير اللي تحبها

المهدي بعدم مبالاة : يمشي يملح

طقوها في ايدين بعض و ضحكوا : اهو طلعت زيي

ابلة صفاء طقت ع الطاولة : خلاص انت وياها يا كبدي عليا منكم و خلاص توا انا من بكري نحكي و نشرح و نفهم في الاخير تقولو هكي ! اسمعوني انا نحب الخوخ و انت يا سندس تحبي التفاح و شيماء تحبي شنو

ردت شيماء ببراءة : فلاولة (فراولة)

و بدو يضحكوا و هي ع طول صارت تبكي

عيطت عليهم : خلاص تسكتوا و الا نطلع

المهدي : خلاص يا ابلة اسفين كملي

صفاء : طيرتوا عقلي من راسي … المهم و انت يا ريحان شنو فاكهتك المفضلة

ردت : نحب العنب واجد

و المهدي قبل ما تساله : حتى انا يا ابلة نحب العنب واجد (مع ان كرهه للسبب المذكور في السابق ، لكن ما القي نفسه غير يشاركها الاختيار)

و بعدها سالت خالد : و انت يا خالد !

خالد كان غير مكترث نهائي : ما نحب حتى فاكهة انا

المهدي : يا لطيف و انت ديما مسودها خيرك

خالد : انا هكي نحب

و صفقت صفاء : شفتوا توا ؟ كل واحد فيكم عنده فاكهة يحبها مش معنى هدا ان في نوع احسن من الثاني كلهم حلوات بس كل واحد يحب حاجة و لو كل واحد فينا احترم الثاني هكي يكون شاطر مش تقول كيف الفاكهة هده تحبها هذه اخيه عليها مش حلوة و النوع الثاني احلى

سندس : و الله التفاح اسمح يا ابلة عاد توا قولي الحق زي التفاح اللي نحبه انا زي اللي قالت (قلدت شيماء ) فلاولة واك عليا اسمها يغم القلب

و فصلت الابلة صفاء : غبارتي منك انت يا سندس ذهبتي شيرتي ام راس يابس

المهدي : خليها يا ابلة اصلا العنب هو الافضل

سمعت الجرس : احسن حاجة فرجت كلا انا نطلع خير

_______________بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️

و مرت الشهور تباعا لعند جي اليوم اللي ح تطوى فيه سنة اخرى من سنوات دراسة المهدي
ايه اليوم نهاية العام الدراسي بس هالمرة المهدي عنده تيلفون يعني ح يقعد ع تواصل مع اغلب الطلبة و زيادة الابلة صفاء لان عندها نقال

: نتصل بيكم راهو كلكم تردوا عليا

سندس : اكيد اصلا لو ما اتصلت نوريك مش نسمع انك مكلم ريحان و انا لا …

المهدي يرتبك من اي سيرة لريحان مع ان سندس كانت تتكلم و ما في نيتها شي مجرد ملاحظة ان المهدي يعامل في ريحان معاملة خاصة : اكيد نكلمكم كلكم حتى انت يا ابلة صفاء

: ما احلاك وانت مش مكلمني اصلا نوريك نجيك في الحوش راهو …

ضحك المهدي : يا ريت تجينا في حوشنا يا ابلة مرحبتين بيك

و الاسلوب اللبق هذا قداش اسعد قلب ابلته لانها لاحظت مدى تغيره … : يسلم الحوش و اصحابه … و ع فكرة راهو حتى السنة هذه عندكم رحلة في استراحة اكبر من متاع السنة اللي فاتت

و تعالت صيحات الجميع داخل الفصل و بالفعل ثاني يوم كانت رحلتهم و قضوها بشكل ممتع للغاية

اليوم هذا اللي كان فيه سابقة لرجاء : خليني نجرب يما

و فتحية كانت خايفة هلبة: باهي يا بنتي لكن باب الحمام خليه مفتوح و ان شاء الله انا راهو مادابيا تقدري تقضي حاجتك بروحك

غمضت عيونها و كلها اصرار : يا رب قربي مني الكرسي بس

و قربت فتحية الكرسي المتحرك من سرير رجاء و شوي شوي و مع قوة صبرها و تحملها الالم قدرت تجلس ع الكرسي المتحرك و توجهت اكرمكم الله للحمام و فتحت الباب و دخلت و بعد معاناة برضو و صبر نجحت في محاولتها الاولى من يوم الحادث

قداش بكت و قداش اسرت دعوات شكر و امتنان للمولى عز و جل ان مكنها من النجاح …

و ما ان كملت حتى طلعت لامها

و سبحان الله ممكن الموقف ما يحس بيه الا الامهات اللي جربوا اول مرة يتمكن طفلهم من الاعتماد ع نفسه و ما اشبه اليوم بالامس كانت رجاء زي الطفلة. : نجحت يا امي الحمدلله يا ربي الحمدلله

و ضمتها فتحيه لقلبها : حبيبتي طيب فيك يا بنتي طيب فيك

مسحت دموعها و شافت لرجليها : ح يجي اليوم اللي نقدر نوقف فيه يا امي ح يجي

فتحية تمسح في دموعها : ايه يا بنتي باذن الله

و بدي اسماعيل يصفق لامه و ينقز بفرحة : ماما

فتحت ايديها : تعالى حبيبي تعالى يما

و اقترب منها اسماعيل و حضناته لقلبها و هي كلها منة لله عز و جل … تبي ترجع حوشها تبي تلم عيلتها خلاص ليها قريب السبعة شهور بعيدة عليه

و ع طول اتصلت بايمن اللي من اول ما شاف اسمها ع تيلفونه رد : اهلين

: كيف حالك

ايمن كان كيف طالع من شغله : الحمدلله …. توصي ع شي انا كيف طالع من العمل و بنمشي نروح بالصغار من المدرسة و نجيكم

: سلامتك نبيك طيب .. غير قلت نشوفك جاي و الا ؟

ايمن شغل السيارة : طبعا نجي كيف يمشي يومي بدون ما نشوفك

و هي كانت في قمة سعادتها و تتخيل في ردة فعله وقت يعرف : تسلم يا رب خلاص معناها نراجي فيك

: باهي مش ناقصك شي

ردت : قلتلك سلامتك

تنهد ايمن و طلع بالسيارة : ربي يسلمك من كل شر

رجاء : بالسلامة

: بالسلامة …

و انتهت المكالمة و هي في انتظاره بكل لهفة و بدت تغير بروحها في ملابسها و تمشط في شعرها و تعطرت و حست ان وجهها ردتله الحياة لحظتها

و وصل ايمن و وصل معاه المهدي و خشوا مع بعض يهدرزوا و يضحكوا

عبدالمالك فرح قريب طار ان امه طلعت من الدار : ماما

و سكت ايمن و رد لليوم اللي شافها فيه في داره لاول مرة
بتقولوا فرق شاسع
ممكن كانت اجمل في نظر الكثيرين
و ممكن كانت برضو اصغر سنا
و ممكن و ممكن
لكن اليوم سعادته بيها اكبر من هذاك اليوم
هي في عيونه اليوم احلى و اجمل لان عرف ان بدونها الحياة ليس لها معنى …
و باعتبار انها المرة الاولى اللي يجي و يلقاها في الصالة مع العيلة حس بامل غير عادي بشفائها : رجاء

ابتسمت و قامت اكتافها بخجل و الدموع تلمع في عيونها و سرح ايمن فيها ناسي كل الموجودين
مع انهم كلهم كانوا فرحانين بيها و ما تسمع منهم الا اسمها بالذات وقت وصول غادة و عبدالخالق و من بعدهم حمزة

حاولت تطلع من الموقف وقت قالت : خيركم ؟

ايمن ضحك : الحمدلله ع السلامة و اخيرا شفناك برا الدار سامحيني يا خالتي و الله لعند كرهتها الدار

فتيحة : حاشاك يا ولدي و الله حتى انا كرهتها و واجعتني بنتي لكن عاد ما عندي ما بندير نخاف نكلمها تحرج والا المهدي ينوض فيا يا كبدي يومها و الله نحسابه الا يقتلنا

تفاجؤو الاثنين ايمن و رجاء اللي ع طول سالت: امتى ؟

و بدت فتحية تروي في القصة

Flashback قبل اسبوعين

المهدي كان يقرا في داره و لاحظ ان يسمع في صوت انين قريب و بعدها يسمع في صوت هدرزة عالي مع ضحك : هذا شنو ؟

طلع من داره و مشي لرجاء هي الاولى كانت مغمضة عيونها و تئن طبعا هو حس عليها من صوتها : رجاء خيرك ؟

هي تتالم و تقاوم : عادي حبيبي انا ديما في الليل هكي يبدي فيا الوجع و الله لعنديت قريب نموت

: باهي خيرك بروحك

شافت للدار حواليها : انا لا نبي ضي و لا نبي صوت عالي جنبي و هدا ليش طلعوا كلهم

تعصب و هو يسمع في الضحك : و لو يهدرزوا معاك بالشوية .. هيا ناخذك ليهم

رجاء وجعها كيف يبي يساعدها : هذاكا زمان يا مهدي رجاء تهدرز و تضحك و جوها سمح توا اللي بيقعد معايا بيتنكد

تعصب و سيبها و مشي ناحيتهم

ليلتها كانوا كلهم في الصالة معاهم نجوى و عبدالخالق. الا حمزة طبعا و واضح انهم ياكلو في حاجة و وقت ركز شم روايح فواكه و شاهي و كاكاوية و لاول مرة في العمر هذا يتصرف المهدي بطريقة فيها فضاضة : اعطيكم سم ان شاء الله مقعمزين تاكلوا و تضحكوا و المسكينة اللي داخل ما يندري عليها حد كيف مخليينها بروحها

عبدالخالق وقف : سكر فمك يا فرخ و الا نجيك

: لا تجيني و لا نجيك عندكم نية في ماكلة و هذرزة و هي قاعدة تبكي في دارها

و اهني عبدالخالق معش عرف يرد و الا يلوم نفسه انسحب و طلع

اما فتحية بتبرير : يا ولدي اختك لا تبي ضي و لا تبي تيلفيزيون و لا حتى هدرزة هذا اللي خلانا نطلعوا من جنبها شنو تبي الحياة توقف انت الله غالب هي تبي و خواتك يبن

بدي يعارك : توقف الحياة ع شان رجاء يما توقف .. هذه رجاء لو ما وقفت الحياة ع شانها يبقى ع شان من توقف

سيبهم و كان اثر كلامه جدا عميق ع الكل

مش جحود و لا قسوة قلب لكن اسمها دنيًا و تاخذنا في لحظات من نفسنا و من قال ما يجي يوم للمهدي و تاخذه الدنيا وقتها ممكن ح يحس باللي صار اليوم

عودة للوقت الحالي

شدت ايد المهدي : هدا حبيبي و ولدي و وصية سيدي قاعد يوصي فيكم عليا ربي ما يحرمني منك مهيدي

بدي ايمن يكح في محاولة للفت انتباه زوجته بمعنى نحن هنا و هي فهمت عليه و ابتسمت : ايمن

و رغم القسوة و قوة الشخصية الا ان طريقتها في النداء ذوبت قلبه و اربكت حضوره : خير ان شاء الله

تنهدت : انا نبي نروح حوشي

ضحك لعند كان في لحظة ضعف ح يبكي : تقدري تروحي

: ايه … بس نبي معاي غادة يا امي و مدرستها اهو كملت …

و ع طول وافقت فتيحة : اي عادي يا بنتي تمشي معاك

و ايمن نسي وجودهم: معناها هيا

فتحية : لا وين تقعدوا تتغدوا قبل و بعدين ع سلامتكم

انحرج : احم ايه ايه …

و كملت فتحية : و بعدين تمشي غادة هي الاولى تضم الحوش و تسيق و بعدين تروحوا يا ايمن

و هو مش طايقه صبر يبيها في حوشه : تمام

و زي ما قالت فتحية صار … روح ايمن و معاه غادة و عبدالخالق و ضموا الحوش ثلاثتهم و سيقوه و خلاهم ايمن فيه و مشي للسوق و ما خلى ما جاب و وقت اللي نزل و بدي ينزل في البضاعة

كانت افطيمة تراقب و متحسرة ع حال ولدها : ياخذ و يكر و يجيب يحساب مازال يصير منها هالمعاقة (اسفة جدا ع اللفظ )

حورية تسمع و ساكتة بس كانت فرحانة ان سلفتها ح ترجع لحوشها

و افطيمة مكملة : بالله بنو الحيشان نحساب بيسكنوا فيهن بنات الاصول. و يعمروهن سكنوا كان الفاشلات و المعاقات و هذاكا هونا من وراء وحدة ### سيب البلاد كلها سحيقة و نار طليقة و حريقة تحرقهن كلهن

و وقت صار الكلام ع الحرائق كان وقت ان حورية تسنفر بحياتها لان القت الافضل انها تهرب و هربت حورية

كلا ملاك بنتها : يا ريته عزو مروح معاهم

و وقت سمعتها افطيمة عجزت ع الرد والكلام و باهي اللي تكلمت ملاك ع شان تبطل افطيمة دعواتها المعتادة

و لان مش طايق فكرة التعود ع الحياة بعيد عنها خلى خوتها في الحوش و مشي بيروح بيها هي و صغارها …

فتح الباب و ساعدها و ولو يلقى يقيمها فوق راسه من سعادته، و بكل هدوء و حنية حطها في الكرسي و ركبوا الاولاد من الخلف

و فتحية واقفة تودع فيها بالدموع مش مصدقة انها قدرت توصل للمرحلة هذه

اما حمزة حط ع جرحه ملح و القى بنظراته ع اللعبة اللي في السيارة و توجه لاخته قرب من وذنها : تردي رجاء كيف زمان

ابتسمت : نرد

حمزة ابتسامته غالبة اي مشاعر ثانية : و توقفي ع كرعيك

غمضت عيونها و تنهدت : و نوقف

و حط ايده خلف راسها و قربها منه اكثر و باسها ع راسها : و في عرسي نبيك انت اللي ترقصي و تحوسي

ضحكت بين دموعها : ان شاء الله زي اليوم يا ربي انا اللي نرقص و نشتي و نحوس

تنهد : ان شاء الله في حفظ الله … و لا شر يؤذينا

ابتسمت و شدت ع ايده: لا ظلم يؤذينا … و الدنيا تبقى تبقى امان للجميع

ضحك حمزة و وخر و حياهم كلهم ..
و ركب ايمن بيب بالسيارة و طلع لحوشه

كان يسوق بحذر طول الطريق و عيونه عليها : مش مصدق الحمدلله

رجاء حاسة بيه : الحمدلله …

ايمن : فرحتي اليوم قد الدنيا ع مية مرة … هدني الشوق يا غالية

: بعيد السو عليك … انت اساس حياتنا يا ايمن

و استمرت النظرات بينهم لغة مشتركة ع وجع واحد و ع امل واحد و ع قلب واحد و مصير واحد باذن الله و الشهود ع كل هدا هم ابناءهم الثلاثة اللي ممكن مش فاهمين الكلام صح بس كانوا حاسين بمشاعر قوية و صادقة تجمع بين اغلى اثنين ع قلوبهم …

________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️

و دخلت رجاء ع لايدتها صح مش زي ما تمنت يكون دخولها ع رجليها و واثقة الخطى تمشي
صح فاقدة اصغر اولادها بس هي حاليا واصلة لقناعة الحمد و الشكر لله من كثر ما شافت و عانت الشهور الماضية

و بيب ايمن لحظة وصولها و كأن جايبها عروس و هي فعلا عروسته اللي و برغم كل شي تمسك بيها و رفض يكسرها بوحدة غيرها

و امه داخل تغلي و تدعي : بيب ع قهرتك و طياح سعدك .. تبيب لو كانك ماشي بشوري و براياتي و جايبها عروسة بنت الاربعطاش مش العزوز الشارفة المعاقة هذه .. هذه يبيبوا عليها ان شاء الله يعيطوا عليك كيف اليوم اللي قلبتي ولدي عليا و طلعتيه مرسولي

حورية قعدت ع نار بدون افطيمة ما تقدر تمشي و في نفس الوقت ما يجي ما تمشي لسلفتها لان حتى في حوش هلها كلهم زيارات معدودات اللي مشتهملها

واقفة و تستنى في ردة فعلها و بس …

اما ايمن اشر لسليمان اللي ذبح ع دخولها لحوشها و من بعدها ساعدوها لعند خشت حوشها تذكرت و تالمت صح … بالذات اخر مرة طلعت منه شافت طيف عبدالمعز و دعتله و دعت لنفسها بالصبر بس عرفت ان عيلة كاملة متعلقين بيها و مش لازم يشوفوا ضعفها و انكسارها ح تبكي عبدالمعز العمر كله بس بينها و بين نفسها : خشوا يا ماما

و الاولاد يجروا في الحوش فرحانين و كل واحد عنده حاجة مشي يتفقدها

و قرب عبدالخالق و باس راسها : نورتي حوشك يا رجاء و ان شاء الله ما عاد تشوفو مكروه

: ان شاء الله حبيبي خليك وين ماشي

عبدالخالق : لا مروح احني كملنا و اهو غادة قاعدة معاك

ايمن : و الله ماك مروح لعند تتعشى باهي

عبدالخالق تحشم منه : باهي … اماله خلي نطلع نشوف الجماعة برا

ايمن اذنله و رجع بعيونه مع زوجته و قرب منها : حبيبتي و عيوني بنعدي انادي امي باهي

رجاء بان عليها الخوف و الحزن اشارت بس بموافقة

ايمن : نبيك تسمعي و ما تردي و ما تحطي شي في قلبك ما تدوريها مراة كبيرة و عقلها و تفكيرها في مكان ثاني بعيد عنا و نبيك تعرفي انك عيوني و تاج ع راسي نموت و ما نفرط فيك

ابتسمت : ربي يخليك ليا

ضمها ليه و طلع

و هي : يا رب منك انت السند و القوة

و وقت غادة سمعت صوت الباب جتها و دخلتها لدارها و ساعدتها تغير ملابسها و بعدها كان ايمن مجهز سرير في صالة الحوش خذتها و ساعدتها ترقد عليه و حطت الكرسي المتحرك جنبها

و كملت حوستها ع الصغار و الحوش ….

ايمن دخل ع امه : السلام عليكم …

بدون نية : و عليكم السلام

قعمز جنبها : داير عشاء في حوشي ع سلامة المراة يا امي تمشي معايا لان العيلة كلهم ح يجوني و عيب يعني انت ما تكوني حاضرة

: يا فرقة سلامتك و سلامتها و هي شك عظام و حق ربي اعظامي انا اصح منها الرجاء

ايمن طارتله : يا امي ليش الكلام هذا المريض يصح و الحمدلله اليوم خير من امس و غدوا خير من اليوم

افطيمة : هيء يا عليك حالة و خلاص … كان عباك ع بن غزي .. كملها انت انا ما عندي جهد نكملها لاني ما نبي نضحك

طلع من عندها و وقف عند الباب : انا قلتلك ع شان تمشي غادي و خواتي و مراة سليمان هنا اللي يطيبن العشاء و كان ما تبي هونا اختها معاها هي اللي تحوس

و عاد هي كل شي الا ان عشاءهم يديروه النسابات في حوش ولدها : حورية

جتها تجري : نعم يا عمتي

: اعطيك هم .. بري وتي روحك و هيا بنعدوا للمعاقة قال شنو داير عشاء ع سلامتها

حورية فرحت لانها تبي تمشي : هيا

و ما هي الا دقايق و كانوا عندها و وقتها ….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى