روايات

رواية عيون القلب الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب البارت الثالث والثلاثون

رواية عيون القلب الجزء الثالث والثلاثون

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة الثالثة والثلاثون

عند اللقاء الاول تخطف الابصار
وعند لقاءنا لن يخطف بصري و حسب
وانما سيخطف قلبي و روحي و اتقاسمهما معك ابد الدهر
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

وقت اللي كانت تصرخ فيهم و تبي خمارها مشت احدى بنات عمها بسرعة و مدتهملها … لان خواتها كانوا كل وحدة في حال مختلف

غادة تعاني في امها اللي تبكي و سارة دموعها ما وقفوا اما نجوى زي عادتها تكمد في قلبها و ساكتة

و جابولها خمارها و عبايتها ليست بدون وعي و فتحت الباب
ماشية و هي مش في بالها الزحمة و لا في اعتبارها الم رجلها كانت حاطة سيارة العروس نصب اعينها و فرحة حمزة اللي ممكن تنطفي اليوم

فتحت الباب ع هالة و تكلمت معاها باسلوب حاد ع شان تخوفها : تبي تطلقي يا هالة؟ …ادوي ردي عليا ، تبي تنكتب عليك آنك تطلقتي ليلة عرسك و الله و الله لو ما نزلتي معايا توا و روحتي مع اهلك .. اقسم بالله حمزة ما عاد يرضى بيك و لا عاد قابلك في حوش فكري في مصلحتك و خليهم اللي يتعاركوا سيورها العركة اتم لكن انت اللي بتريح عليك عمرك كله

وقتها فريحة حصلت تيلفون من اخت نورية (ام هالة ) و اتصلت بيها : الو يا نورية اسمعيني و ديريني … كَمال دار مشكلة مع الناس و غلط فيهم و قال لبتتتك ما تنزلي و المهبولة هالة اهو شادين فيها و سكرت راسها تبي عمها يخرب عليها و قالت مش نازلة

و بدت تخبط ع وجهها : حيه عليها حيه، فيسع اعطيني الفرخة المهبولة هذه فيسع

و قربت فريحة من السيارة و حطتلها التيلفون ع وذنها و وصل صوت امها اللي كانت جدا حازمة وقت الغلط : و الله لو ما تنزلي معاهن توا و تجيني نفرمك فرم تسمعي فيا والا ! تحسابي في حد يوقف معاك لو روحتي ؟ اول واحد عمك كمال يوقف ضدك

يا دوب قدرت ترد : باهي به

و انتهت المكالمة بينهم و ع طول رجع العقل لهالة استكانت …
نزلت و كانت في المنتصف و ع يمينها رجاء و يسارها فريحة مرة عمها

بينما وقتها العركة مازال مستمرة و حتى شاهين حاول يبعد بين ايمن و كمال ما قدر و لا قدر اي شخص ثاني لان الاثنين مستمرين في تبادل الشتائم و من الطبيعي الوضع يزداد سوء …

و بمجرد ما شافوا الناس اللي جايين معاها ان العروس نزلت بدو النساوين ينزلوا من السيارات و من حسن حظهم ان العركة اللي صارت بعيدة ع الخيمة اللي فيها الضيوف لهذا ما سمعوا باللي صار

رجاء وصلت بيها عند مدخل الحوش حولت الكاب : خلي نواسيك قبل تخشي ع الناس

هالة كانت ترجف و بس

نجوى جت تساعد في رجاء بينما فريحة جابت امية رقية و بختها بيها ع وجهها و من ثم عطتها تشرب : اشربي و خلاص تعوذي من الشيطان

همست : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

رجاء جت في مقابلها : حبيبتي انسى كل شي توا و خشي و انت راسك فوق ما في حد داخل سمعها و لا يعلموها .. ( لفت بجسمها ) و انت يا غادة يالله خليهم يبدن يدربكن و يلاقن عروسة حمزة

خشت غادة بسرعة و بدت الدربوكة : و مرحبا يا لافية .. و جيتينا بالعافية
و مرحبا يا مراة خوي .. يا معمرة حوش بوي

و في الوقت هذا يا سبحان الله انحزت العركة و اخيرا …. لان منصور بعد عرف من مرته اللي صار ع طول اتصل بكمال

: اقسم بالله يا تعتذر من الناس يا اما ما عاد تعفسلي حوش و لا خوي و لا نعرفك باعثها معاك دايرك راجل تبي تخرب عليها و اطيح فيها رقاب

كمال خاف من خوه : مش هكي بس انت مش عارف اللي صار

عيط عليه: عارف كل شي و عارف لسانك ال### تغلط في راجل في عمر بوك و تقولي ما درت شي زي ما فهمتك تمشي و تستعذر من الجماعة

: باهي يا ودي باهي

اما ايمن وقتها واقف و قدامه عبدالخالق و شاهين و ينفض في ملابسه و جنبه عبدالمالك اللي كان شاد روحه بالسيف الولد بادي يكبر و يفهم و عيونه كانوا يقدحوا في كمال اللي جاي في اتجاههم

: السلام عليكم سامحونا يا جماعة

ايمن ما رد عليه و مشي اما حامد راجل كبير و طيب و قبل اعتذاره
و من بعد الموقف هذا قرر ايمن يتجنب الاحتكاك بيهم لان حتى هو مش حاب ان عرس حمزة يفسد ….

و دخلت العروس و درجوها خالتها و رجاء ع انغام مرحبة يا لافية و من بعدها اشتغلت المنظومة ع انغام اغنية المرحوم محمد حسن سمحة و الخاطر غاويها ….

و جي دور ام العريس يا ودي اللي يشوفها يقول اخته الكبيرة ع ما تبان صغيرة و جميلة ، و ركبت للكوشة و سلمت ع كنتها : مبروك عليكم يا بنتي و ان شاء الله بهناكم

و وقفت هالة باست ع راسها و ايدها : الله يبارك فيك يا عمتي

و جابت غادة السكر لامها و كلتها فتحية … ع اساس ان حياتها ح تكون كلها حلوة زي السكر هكذا هو المعنى الخاص بالعادة هذه الموجودة في اغلب مناطق ليبيا

و انشغلوا البنات و النساوين في تقديم وجبة العشاء للحضور …

رجاء خذت كرسي و قعمزت و مدت رجلها اليمين لان الالم في زيادة : الحمدلله يا ربي اللي عدت ع خير

غادة تحط في المشروب : و الله قلبي قريب وقف قلت خلاص هذا وين حمزة انتهي

سارة حطت المسير في السفرة : بعيد السو عليه .. الحمدلله مشت ع خير.. لكن شنو رايكن فيها طالعة سمحة ؟

نجوى : ماشاء الله عليها و اسمح حاجة فيها وقت تضحك

شهقت غادة : امتى شفتيها ضحكت و حق ربي ما ريتها تضحك غير ترعش و بس

ضحكوا ع كلامها و قاطعهم صوت تصفيقة من خالتهم ربيعة : هيا سقدن و مدن العشي داخل الحمدلله عدت ع خير و مادابيكن ما تعاودن اللي صار ما سمع حد راهو في الخيمة

غادة : حيها تحسابي برا اماله ما سمعوا و الله لاد ان تلقيها في كل مكان

ربيعة : ع كيفه هيا المهم خلونا ننستروا مع الناس قبل ينادوا عليهم راهو برا قريب يكملوا عشاهم

رجاء : ايه كلام خالتي صح هيا سقدن

و بالفعل اكتملت وجبة العشاء برا و داخل ووقت اللي بدو يطلعوا في السفر.. سمعوا المنبهات تشتغل اعلانا ع وصول السلطان اللي ما كان عارف شي عن الاحداث الاخيرة و هذا من لطف الله لان مش ناقصه تعكير مزاج و توتر

و هو نازل من السيارة بين اصحابه و يسمع من جهة في الالعاب النارية اللي يطلق فيهم عبدالخالق و من جهة الاغاني اللي داخل الحوش مع المنظومة لكن ما في شي كان صوته اعلى من زغروطتها … ايه
وصلت زغروطة رجاء لقلبه ميزها ع الكل … و تمنى لحظتها لو ضمها و عبر ع اللي حاس بيه
حمزة حاليا و رغم كل شي فرحان مبتسم .. كان لابس بدلة رسمية بيضاء و يارب ايامه تكون بذات اللون مع شريكة حياته

كان اللون الابيض ماشي معاه و ما يناقضه شي غير سواد شعره و عيونه و لحيته و عاطيه منظر الله يبارك شخصية جذابة بالذات و ان فارض هيبة ع الجميع لان قليل الكلام و الابتسامة

و درجوه اصحابه و بدي يسلم ع الموجودين كلهم من نساباته و من اهله هو … و وقت سلم ع كمال حيها لو كان عارف بعملته معاه ممكن تصرف بشكل اسوء من ايمن

ايمن اللي وقتها كان واقف برا ع جهة و ما حس لعند جاه و تكلم معاه : ليش واقف هنا تعالى داخل خلينا نسلموا ع السلطان

لف ايده ع كتفه : اه يا مهدي … اه من الغضب وقت يسيطر ع الانسان عارف ان اكبر عدو، و ع شان هكي الرسول صلى الله عليه و سلم نهانا عنه

: بس انت ما غلطتش و اي واحد في مكانك كان دار زي ما درت

ايمن : عارف .. بس انا كان لازم نتصرف بحكمة اكثر .. الحمدلله عدت ع خير

شد في ايده : هيا ع شان نسلموا ع السلطان
و مشو مع بعض المهدي و ايمن … المهدي اليوم كان جدا ملفت لانتباه الجميع بطريقة كلامه و ثقافته بالكاريزما الخاصة اللي عنده

ووقت وقف مقابله و لاول مرة يسمع المهدي الفرحة في صوت خوه و قداش ارتاح باله لحظتها : مبروك يا حمزة و ان شاء الله بالرفاه و البنين

الضحكة و الرنة اللي في صوته دخلوا قلب المهدي : الله يبارك فيك مهيدي و ان شاء الله نشوفك عريس زي اليوم يا غالي

و قداش ارتاح قلبه وقت حس بفرحته الكبيرة و قداش حمد ربي ان العركة تمت و فهم المهدي معنى كلام رجاء وقت قالت لو العرس يوقف حمزة يموت ممكن حرفيا مش ح يموت بس فرحته ح تموت : نبيك ديما فرحان انا يا حمزة خليك ديما هكي

دمعوا عيون حمزة و حط ايده ع كتف خوه و طلب من صاحبه يصورهم مع بعض : هيا خوذلنا صورة مع الشيخ

و التقطت الصورة كانت ايد حمزة ع كتف المهدي و الابتسامة واخذة نصيب الاسد من ملامح حمزة …. و الرضا واضح ع وجه المهدي …

و من بعده سلم عليه ايمن بالاحضان و باركله … و لو مهما دار عارف ان معروف ايمن صعب جدا يرده : الله يبارك فيك يا ايمن و بارك الله فيك ع وقفتك معايا و ان شاء الله نردوها في اولادك

ابتسم ايمن : بدون جميل يا غالي و ربي يهنيك

و نادى حمزة اولاد اخته و صوروا صورة جماعية مع بعض و لحظتها فقد بينهم محبوبه عبدالمعز بس ضغط ع نفسه فوق الحد ع شان يحافظ ع الفرحة الساكنة في قلبه ما يبي اي شي يعكرها …

و اخيرا تقدم عبدالخالق و ضموا الاثنين بعض بقوة بدون كلام و طبطبة من ايد حمزة كانت تعني شكر و امتنان و حضن من عبدالخالق كان يعني تظل انت الكبير فينا و اكثرنا قربا من المرحوم خليفة

و صورهم برضو صديقه صورة العالم الله وحده اذا صارت فرصة قادمة و تكررت او لا …

و من بعده كان دور شاهين : مبروك يا غالي

: الله يبارك فيك شاهين و مشكور واجد ما قصرت

شاهين وقف جنبه : خوي انت شنو تقول .. هيا يا خال (يقصد صديق حمزة ) صورنا مع بعض

و التقطت صورة … ستظل ذكرى جميلة في حياة حمزة …

: الله اكبر … الله اكبر

و اذن المغرب و من بعده اصطف الجميع للصلاة جماعة و وقف حمزة مع اصحابه في الصف الاول و اما اقامة الصلاة …

مع صوت الاذان وقفت رجاء و معاها خالة هالة و درجوها بالدربوكة و الاغاني و وصلوها لعند حوشها و بعد وصلت دارها و نزلوا الطرحة ع وجهها و طلعوا وراء بعض و سكروا وراهم الباب

اما في خيمة الرجالة و بعد الانتهاء .. من الصلاة وقفت الفرقة و تعرف بالهمازية… ع شان يدخلوا العريس …. و الفرقة نفسها تعرف في مناطق ثانية باسم (المولودية)

بدو في الدق ع البندير و الصلاة و السلام ع رسول الله بطريقة جماعية و الناس ترد وراهم

و بالكلام ع الناس فكانوا واقفين صفوف وراء بعض و المهدي كان في الصف الاول ماسك في ايد صاحب حمزة اللي بدوره شاد في ايد السلطان.. و مشوا ع انغام الفرقة لحوش العريس

كل الناس كانوا في صفوف وراء بعض و يردوا وراء الفرقة لعند قربوا من باب اللايدة

و اهني تصرفت كل من رجاء و نجوى و بدو ي دخلوا في النساوين داخل الخيمة

اما غادة و سارة و جنبهم فتيحة يراقبوا في الفرقة
فتحية وقتها عيونها ما يشوفوا غير في زوله في البدلة البيضاء فرحانة قد الدنيا انها وصلت المرحلة هذه بعد تعب و سنين و لسان حالها يقول شوف ولدك يا خليفة اهو اليوم عريس سلطان و اخيرا تميت مواله و ربي يقدرني و نكمل الطريق مع خوته و خواته

مسحت دمعتها و قلبها بيطير منها و يمشيله

و دخل حمزة و معاه ايمن و عم هالة الثاني (مش كَمال )
و الباقي كانو يستنوا عند الباب و دقة البندير …

و الاثنين رافقوه لعند وصلوه عند باب حوشه
دفه ايمن بخفة : هيا مبارك

و فتح الباب حمزة و خش و تعالت الزغاريط ثاني و الفرقة مستمرة في الدقة ع البندير

الدقة هذه كانت في قلبها و هي تترقب في دخوله عليها

وقف عند باب الدار شافها كيف نازلة عليها الطرحة و واضح ترجف بس مش اكثر من رجفة قلبه شوقا و لهفة ع شان يشوف عروسته و رفيقة دربه القادم

اول ما وصل فيها و قعمز جنبها لفها ليه قام الطرحة من ه وجهها و لاحظت هي ان ايديه فيهم رعشة

مازال ما تامل ملامحها لانها منزلة راسها لهذا قام وجهها ليه و اقسمت الابصار انها لم ترَ مثل هذا الجمال جمالا

ذابت في قلبه زي السكر ما قدر ينزل عيونه عنها لحظة عيونها السود نظرتها الطفولية و براءتها الطاغية ع وجهها قرب و باس جبينها و غيرها تغلغل في شرايينه

اليوم حس ان هي هذه رفيقته و شريكته في كل شي حس بالاستقرار من لحظتها اصلا من اول ما دخل الحوش و لاحظ ان في اختلاف فيه الوان المكان تغيرت ريحته اضافت شي مميز لحياته منذ اللحظة الاولى

: انت سمحة واجد

ابتسمت شوية و عيونها مبهورة بيه لانها ما شافتله الا صورة وحدة من اول ما خطبها و حاليا هو متغير

طلع من جيبه اسوارة و لبسهالها : هذه هدية السلام

: شكرا

يسمع في الصوت برا و ما كان عنده قلب يطلع و يخليها بس عاد هكي العادات وقف و دور بعيونه لعند شاف منديل العريس (القفة اللي تم تجهيزها ) خذاها و وصل عند الباب : شوية و نرد

اشارت براسها في حركة تدل ع الموافقة

و طلع مجبر لحظتها وصل عند الباب و فتحه و قام ايده : مبارك

و بعد سماع الكلمة هذه انقلبت الدنيا بالبارود بمعنى ان راجلها خلاص قبلها … و العروسة وصلت حوشها

و داخل وقت سمعوا صوت البارود بدت الدربوكة من جديد

اما العريس فطلعوا بيه بنفس الصفوف اللي دخلاته ع حوشها و الفرقة مازال تغني و ما ان وصل الخيمة حتى سلم المنديل لاصدقاءه

و بدت الناس تباركله

و انفتح المنديل بين اصدقاءه تقاسموا ما فيه و ياكلوا و صارت عليه اجواء جميلة بالذات وقت جي يوسف

: حصتي ما دخلي انتم لبستوه البدلة و انا حصلت هنا مع عبدالخالق

ضحكوا و خلوه يشاركهم الاكل … و اكيد الغرض منها مش الاكل و انما قدر و اجواء جميلة يقضوها مع بعض

و عند فتيحة و بناتها كانت الدربوكة ناشطة هذاكا جدها

فتحية تصفق و تزغرط و الصوت كله شجن : يا طيب ربي هنانا.. في الصف اللي من يالانا

و شاركتها ربيعة : و فرغ باروده و ظهر .. الغالي كيف الطير الحر

و غادة تدربك بكل جهدها و تنقد ز فرحانة : وابيس وابيس و حميزة ولى عريس

اما رجاء فابتعدت عنهم و تتفكر في المرحوم خليفة و حياتهم زمان تتفكر في حمزة و اللي مر بيه يوم اللي حاول يجرم في نفسه و يوم اللي ينضرب من جمال و يوم اللي تزوجت و سيباته كانت تمشي و تقول : وابيس و ابيس و حميزة ولى عريس

لعند وصلت المكان اللي عادة كانوا يجلسوا فيه هي وياه ويشكيلها : سيدي حمزة اليوم عريس يا سيدي الحمدلله دار حوش و مراة .. خويا معش بيكون بروحه بعد اليوم …

و اليوم فتيحة بشكل رسمي تستقبل التهاني بزواج ابنها حطت وراءها نجوى كرسي و قعمزت و الكل يتقدموا منها و يهنوا فيها

و عاد بعد انضرب بارودها خلاص جي الوقت اللي اهل العروس يركبوا في السيارت و يروحوا بسلامة الله الى زليتن

سبحان الله كيف الزحمة الكبيرة بدت تفضى فجاة لان حتى ناسهم و جيرانهم خلاص روحوا كل ما يباركوا الرجالة لحمزة يكلم اهله و يروح بيهم … و ما قعدوا الا العيلة فقط .. العيلة اللي انشغلوا في ضم الحوسة متاع الماعين

و بعد فضًت خارج الحوش خش حمزة للايدة : امي

وقتها فتحية كانت بين اخواتها جت واقفة : هدا حميزة

طارت تجري لعنده و ضماته ليها : مبروك عرسك يا غالي و ربي يهنيك الحمدلله و طيب فيك

باس راسها : الله يبارك فيك … و ماني عارف ما ندوي صحيتي (كان قصده ع اختيار هالة لانها طلعت اكثر جمالا من وصفها و الباين حتى الطبع بيكون زي ما متمني طول عمره )

وفهمت عليه امه و باست حدوده : مبروك حبيبي مبروك

و ع طول مشي لحوشه ما كان عنده رغبة يسلم ع حد ثاني و تصير زحمة و هو طبعه انطوائي و خجول

فتح باب حوشه و قداش حاس بالاستقلالية و الاستقرار و الراحة مشي عند باب دارها القاها بذات الحال مقعمزة و متوترة : تعالي الصالة بنتصل برجاء تجي تصورنا

وقفت بصعوبة بسبب ثقل الفيلو و ع طول جي ساعدها و حط ع رقم رجاء و اتصل

رنة التيلفون خلتها تفيق من الافكار اللي كانت واخذتها : ايوا

: رجاء تعالي حوشي نبيك تصورينا

ابتسمت : حاضر جاية توا

حط التيلفون في جيبه و ساعدها تقعمز ع الصالون : ثقيل واجد ؟

هالة اهني نست نفسها و تكلمت بتلقائية : ايه لعند تعبني و الله قريب طحت

ابتسم و سمع دقة الباب : هذه رجاء

فتح الباب

و يا ما احلاه في عيونها لو شنو ما لبس ، يا بال و هو لابس بدلة العرسان البيضاء

و نظرة عين خلت حتى الحديد يلين و كيف ما يلين و الاثنين ياما مرت عليهم سنين محرومين و متعدبين و وقت اللي ينجرح واحد الثاني بدمه كان يداويه و يفديه

و بدون وعي قامها بين ايديه و لف بيها فرحان و تكلم معاها بهمس : فرحان واجد يا رجاء

ضحكت بين دموعها : دوم يا غالي .. خلاص مراتك توا تقول خيرهم

مسح ع وجهه و وخر عنها : هيا تعالي صورينا

ميلت راسها ع شان تشوف هالة : هيا هالة اوقفي ع شان نصوركم

و وقفت بمساعدة حمزة اللي كان بين فرحته و توتره وقفوا استعداد جنب بعض

و رجاء تقدمت منهم و قربتهم من بعض و خذت ايد حمزة حطتها ع كتفها : هكي تصوروا يالله نبي نشوف ضحكتكم راهو الصور هذين ح يقعدن ذكرى لاخر العمر ان شاء الله

ابتسم حمزة و رجاء تصور

اخيرا : تتذكر يوم البيجو يا حمزة

و اهني ضحك و هالة بعفوية شافتله مستغربة و لقطت كاميرة رجاء المشهد لتكون الصورة هذه شاهدة ع لحظة جميلة كل ما يشوفوها يتفكروا كواليسها

و استمرت رجاء تصور فيهم و كل مرة تحكي موقف ع شان حمزة يضحك و يتصرف بعفوية

: خلاص كملنا و ربي يهنيكم .. تبو شي ؟

حمزة جي جنبها و حاوطها بذراعه : سلامتك و صحيتي ع كل شي

باست ايده : ما درت شي انا هيا بسلامتكم

طلعت رجاء و نزلوا دموعها راحة و اطمئنان ع رفيق درب و معاناة : الحمدلله يا رب …

اما داخل الحوش فكان عندهم موعد مع حدث مميز

خشت عليهم تجري في المطبخ لعند قريب زلقت شدتها نجوى في اخر لحظة : خير دعوتك قريب ما طحتي

تضحك و بدت تدربك ع الباب : الليلة ما ابركها ليلة.. و روحت خالتي فضيلة

ضحكت سارة : اعطيك السلامة

نجوى : حيه عليك تسمعك امي

مستمرة تدربك : تسمع و الا ما تسمع المهم روحت و اخيرا الحرية

و تحصل ضربة بالشبشب من فتحية: تدربكي فرحانة اللي روحت المراة عيب عليك

غادة نقزت : وك عليا يا امي حق تقول انت مش قالقة من عمايلها

فتحية بانكار : اللي يدير العرس يوسع باله يجيه العاقل و اللي مش ع عقله و يجيه من كل شكل و لون ياسر من غير قطاف

و طلعت

و رجعت غادة تدربك من جديد و البنات يضحكوا عليها و مرة يشاركوها

و بفضل الله اكتملت ليلة حمزة ع خير … و الباين الله سبحانه و تعالى ح يألف بين قلوبهم

و سبحان الله كيف انتهت الزحمة و سكنت الدنيا فجاة .. هذا لسان حال المهدي هكي يقول و هو داخل لحوش اهله و توجه طول للخيمة و من صوتها عرفها مشي في اتجاهها طول : خيرك

فتحية عيونها مع ماجدة مراة خوها كيف تفتش تحت الفراشات : الله غالب مراة خالك حديدتها راحت منها و مش صغيرة يا مهدي تسوى فوق الالف

وجعاته امه لان عرف انها ح تتحشم في الموقف : قلتيها انت الله غالب شنو درتيها بقصد

مديحة واقفة عند الباب و صغارها جنبها ولد و بنت و ولد بين ايديها : هيا يا ماجدة التهامي ينادي برا

و لان ضياع قطعة الذهب فعلا يرعش .. ماجدة كان وجهها اسود و نقطة دم ما فيه : الله غالب تاخذ سوك يا فتحية هيا بسلامتكم و هناكم

وقفت فتيحة و اعتذرت ثاني : سامحيني بالله و ان شاء الله نزيد ندورها انا والبنات

طبطبت ع ايدها و طلعت مع ضرتها

ركبت ماجدة جنب التهامي و اما مديحة مع صغارها في الخلف و فرح بنت ماجدة قعدت باتت مع البنات …

: خيرك يا مراة ؟

مديحة ساكتة و ماجدة ما كانت حابة تقوله من الطريق : شي ما في شي راسي بس يوجع فيا

و درس التهامي ع اول صيدلية و خذي دواء و حطه بين ايديها : هدا دواء كويس خوذيه اول ما توصلي

: بارك الله فيك
و روحوا لحوشهم …

المهدي سمع صوت غادة تهدرز و عرف مكانها وين اصلا هو جي للخيمة لذات السبب : فرخة غادة حولي من ع الكوشة هدا مكاني

غادة قعدت تفتش في الكوشة : وين والله ع قد ما دورت اسمك ما القيته

: هاها يعني نضحك توا .. يالله حولي

حولت غادة و هي اتمتم: هذه كوشة عروسة راهو مش كوشة العريس

و تجاهل المهدي كلامها : بري جيبيلي حاجة ناكلها

غادة : اوف انا ما صدقت تمت الحوسة

رد عليها بصوت فيه عجرفة: هيا حتى انا بنطيح و بنرقد

غادة تمشي و تغني : غير فرحانة بالحرية و كان هدا ما بنديرلك حتى حاجة

و بدال ما تجيب غادة جابتله رجاء ما لذ و طاب و استمروا يحكوا في اللي صار من احداث العرس و مرة يضحكوا و مرة يعلقوا و هكذا فاتت الاجواء

بعدها وقف المهدي : انا خلاص بنطيح نبي نخش نرقد

رجاء وقفت جنبه و شبكت ايدها في ذراعه : ايه ارقد حبيبي انت ما ترتاح الا في دارك و ليك ايام مفارقها

ابتسم المهدي و مشي لداره و مجرد ما غير ملابسه طاح و مشي في النوم عاد النوم بعد حوسة العرس ليه طعم ثاني

اما رجاء فبدت تضم في الخيمة شوي شوي و تطمنت ان اولادها كل واحد راقد في فراشه و متغطي

طلعت تيلفونها و شافت لو في مكالمة من ايمن بس ما القت شي لانها سبق و بعثتله رسالة تسال عنه و تبي تطمن عليه بعد المشكلة اللي صارت و قالت في عقلها ان اكيد رقد من التعب حتى هو

زي ما عبدالخالق و اصحابه مشو في النوم في خيمة الرجالة برا و طبعا بايتين لان وراهم حوسة ثاني يوم

اما العيون السهرانة اللي ما ترقد كانت عيونهم اول ما كملت حوستها و كانت ح ترقد شافت تيلفونها

” امتى ما تفضي ان شاء الله الفجر ديري رنة”

ابتسمت و اتصلت بيه

بس سكر عليها لان كان وسط الناس الراقدة و طلع للسيارة عاود عليها : شنو الحال يالقلب

بخجل بنت العشرين: الحمدلله .. خيرك لعنديت توا ما رقدت تعب واجد عليك

تنهد شاهين : صعب النوم بعيد عليك يا نجوى .. ان شاء الله تكمل حوسة العرس ع خير و بنروحوا راهو

نجوى : بس امي يا شاهين ما بنقدر نخليها لعنديت نضم كل شي معاها كنت روحت اليوم مع خوك ناصر تسايرت معاه في الطريق

شاهين : اصلا انا غلطت المفروض ما خليت امي تروح معاه كان هدا راهو من الصبح انا و امي و انت معانا غربنا

ضحكت و حاولت انها ما تلفت انتباه سارة و غادة اللي كانوا راقدات جنبها : و الله حقك عليا لو تمينا بدري نروح اصلا انا بروحي ما بنتهنى عليك في طرابلس و انا قاعدة هنا

صفر : اهو الكلام الحلو بدي يطلع هدا اللي نبي نسمعه لان حق ، راهو ردي بالك تتهني عليا و انا بعيد عليك مراتٍ نمرض و مرات نضيع و مرات حتى يخطفوني و مرات عاد نموت مرة وحدة لو طولتي

انقبض قلبها من سيرة الموت: اعوذ بالله من الشيطان غير ليش هالسيرة بس .. و خلاص وعد زي ما قلتلك

شاهين : كنت متمني نشوفك في القفطان اللي شريتهولك

نجوى توردوا خدودها : و الله ما تقعد حاجة في خاطرك يا غالي باذن الله اول ما بنروحوا نجيب المزينة للحوش و نلبسه ع شان عيونك بس

تكلم معاها بهمس : تسلم عيونك يا القلب هيا نخليك ترتاحي عارف انك تعبتي هلبة ليلتك سعيدة

: و ليلتك يا رب و بنقولك حطيتلك بطانية مع عبدالخالق تغطى لان الجو بادي يسقع في الليل

شاهين : حاضر من عيوني هيا نخليك ترتاحي مع السلامة

: مع السلامة

ضمت التيليفون ليها و رقدت و هي متكية ع جنب
و وقت اللي خشت رجاء استغربتها قربت منها و عدلت نومتها و غطتها

و بعدها مشت لدار المهدي تطمنت ان ماشي في النوم و اخيرا امها كانت راقدة بدون مخدة مشت لدارها و جابتلها مخدتها و حطتها تحت راسها و غطتها

طفت الاضاءة متاع الحوش و سكرت الباب و بدت تعاني تبعات تعب العرس لان رجلها بدت في الالم كانت تحس و كأن حد يضرب فيها بقطعة من حديد و بدال حبة المسكن خذت اثنين بدون فايدة ، استمرت تمسد عليها لعند بعد الفجر خذي مفعوله المسكن و غمضت عيونها و رقدت

اما حمزة فكان يتعرف ع شريكة حياته : يعني انت الكبيرة ؟ نحس فيك صغيرة واجد ع شان تكوني الكبيرة

هالة و الابتسامة مش مفارقة وجهها : لكن نعرف ندير كل شي راهو مش تقول ما تعرف

رد بتحدي : توا نشوفًوا

هي معش قدرت تقاوم فضولها : بدري عجبتني انت و رجاء كيف هكي اقراب لبعض

ابتسم : هذه رفيقتي عشت انا وياها كل شي الفرح و الوجع و الفقد .. اه يا هالة انا تعذبت واجد في حياتي و هي اللي وقفت جنبي لعند قدرت نوصل اليوم هدا و توا عندي امل في الله و فيك انك انت تكلمي معايا طريقي

حست بيه قداش عنده وجع : ان شاء الله ( و قررت تغير الموضوع ) باهي ممكن تحكيلي ع قصة البيجو اللي ضحكتوا عليها بدري

ضحك ثاني لعند دمعوا عيونه : اخ منك رديتيني لسنين بعيدة واجد هذا يا ستي ( و كمل يحكي ع ذكرياتهم زمان و تجنب ذكر جمال نهائي لان مش ضامن نفسه ما يتاثر )

__________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

يوم الجمعة (يوم الصبحية )

و في الوقت اللي فطر فيه المهدي قريب من خالته ربيعة و هدرز عليها ..ع كل ما صار في العرس من احداث و بين ضحك و تعليق مرة مرة تشاركهم غادة

كان فايق من نومه و مش مصدق ان خلاص صار عنده خصوصية و حوش لعند دخلت عليه هالة مبدلة

اشر ع شعرها : تعرفي هذا تقصيه نوريك

ابتسمت : اصلا حتى بوي عنده ممنوع اماله امي تقطعني لو تعرف اني مسيته

: ايواه

و مع الساعة عشرة و نص خذو سفرة فطور العرسان … اللي كانت تحتوي ما لذ و طاب و ما ناقص منها شي

طقت رجاء ع الباب

و طلع حمزة فتح و الفرحة اليوم اضعاف فرحة امس : صباح الخير

: اجعل الخير وراك و قدامك وين ما تمشي يا غالي هيا تفضلوا فطوركم و صحتين و بعد تطلع انت للجمعة فهم هالة اني ح نجي نلبسها ع شأن تمشي معايا غادي

حمزة خذي منها السفرة : ان شاء الله

و ردت رجاء للحوش و لمحت ايمن اتصلت بيه

شاف المكالمة و التفت جاها ع طول : صباح الخير

هي لاحظت الجرح اللي فوق حاجبه و جرح قريب ع فمه : صباح النور .. امس

قاطعها : كنت تاعب واجد رقدت ع طول و توا كيف كنت ح نكلمك، نطمن عليكم

: دوايتهن جروحك

حب يمازحها : ما. في من شاقي بيا الله غالب

رجاء : عيب عليك يا ايمن من البارح ندور فيك و بعثتلك رسالة ع شان نطمن ليش اماله

ضحك : بصارة يا ودي خيرك ! ما فيا شي حاجة بسيطة و تعدي

: سامحني ع اللي صار

فنص : وانت شنو دخلك و توا سكري السيرة لاني و الله ما نبي نتذكر ابعثيلي بدلتي العربية ع شان نصلي الجمعة و خلي المهدي و الاولاد يوتوا روحهم قبل الصلاة بيمشوا كلهم معايا

رجاء ارتاحت : ان شاء الله تبي شي ثاني

: صحتك و سلامتك

تذكرت الليلة الصعبة اللي قضتها من وجع رجلها : ان شاء الله

مشي ايمن و هي كملت للحوش و حددت بدلته و بدالي صغارها و اكيد يعني بدلة المهدي …

كن صديقي … و شاركني الامي و سعادتي
كن رفيقي … فالطريق الطويلة يلزمها رفيق
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

اثناء فطورهم كانت هالة نوعا ما منطلقة معاه و كل مرة تساله ع حاجة

: يعني زي ما فهمت منك امس اقرب وحدة ليك هي رجاء

نشف ايديه : ايه .. رفيقتي هذه لعبنا جميع و بكينا في يوم جميع المهم توا يا هالة عندي اختلاط مع عبدالخالق لا و حتى تريس خواتي لو تصادفتي معاهم خير مساء الخير من بعيد و بس

هي تفكرت ان عنده اخ ثاني : و خوك الثاني

: المهدي عادي ما عندي فيه مشكلة حتى لو تكلمتي معاه .. (شافلها ) انت عارفة ان ما يشوف بصير يعني

تفكرت كلام فتيحة عنه مرة : ايه صح تذكرت عمتي مرة تكلمت عنه

حمزة : انا هذا طبعي و هكي نرتاح و نتمنى تمشي ع كلامي يا بنت الناس كثرة مشاكل و دوتلي و دويتلها ما عندي ليهن راس خليك باحترامك مع امي و خواتي ما يوصل فيك حد تمام

هي حست بشوية خوف : ان شاء الله

قرب و قرض خدها بخفة : ما تخافي مني يا هالة بس ديري اللي نبيه و متفاهمين عليه و باذن الله ما يصير بينا اي مشاكل

ابتسمت : ان شاء الله

وقف : هيا انا نمشي نوتي روحي للصلاة و انت زي ما فهمتك رجاء ح تجيك ع شان برنامج اللبس

بدت تضم في السفرة و تراجع في كلامه حست بقوة شخصيته و تذكرت كلام رجاء عليه و برضو تذكرت نبرة الحزن في صوته وقت تكلم عن ايام زمان و منظره وقت حاضن رجاء خلاها ترتاح شوية

و ساعة و طلع حمزة في الزبون الازرق كان ماشاء الله تبارك الرحمن عليه و الزغاريط تعالت اصواتها و اذا امس هرب اليوم ما قدر يتهرب لا من عمة و لا من خالة و لا من باقي اخواته بس لان خجول جدا سلم بسرعة و طلع للرجالة برا

و بعد سقداته مشت رجاء لحوش حمزة و لبستها بدلة رسمية لونها ذهبي طلعت عليها الله يبارك : عارفك توا نخشوا ع العيلة تقعمزي ع الكوشة و كل مرة ح يباركلك حد

هالة تتذكر في كلام امها : ايه قالتلي امي

و تذكرت رجاء امر مهم : عندك فلوس ؟

اشرت ع الشنطة اللي قدامها. : هذه حطتلي فيها امي دينارات ع شأن العويلة

و ارتاحت رجاء ان القصة هذه انحلت : كويس توا وقت يسلموا عليك عطيهم

ضمت المكياج : ماشاء الله عليك عين الله عليك حريصة

وقفت هالة و عجبتها اطلالتها بالبدلة و انغرمت بشعرها اكثر بعد كلام حمزة .. و الباين انها حطت اولى الخطوات في طريق التعلق براجلها

رجاء مبتسمة و هي تشوف فيها كيف فرحانة بروحها : وين عبايتك تلبسيها و يالله نعدوا

فاقت من شرودها : هيا شوية بس

و لبست هالة و طلعوا مع بعض لحوش العيلة و كعادتهم بالزغاريد استقبلوها و في المقدمة اكيد فتحية

و اما الرجالة فمشو للجمعة
و زي ما قال ايمن ترافق مع اولاده الثلاثة و ولده الرابع المهدي في جنبه و بعد عودة الجميع من صلاة الجمعة تغذوا العيلة بازين

و الاجواء داخل الحوش كانت حلوة و في غاية الانسجام و بدت هالة كل من يسلم عليها من الصغار تعطيه دينار

و تغذت مع رجاء و غادة و ربيعة في سفرة وحدة و حاولت غادة تهدرز معاها في كذا موضوع و نوعا ما انسجموا مع بعض

و رجعت هالة لحوشها …. و لحقها العريس

و بعد مرور ساعيتن رجاء لبستها البدلة الصغيرة
بدلتها كانت بلون العسل و طلعت عليها جميلة جدا و لان حمزة مازال في الحوش استغلت رجاء الوضع و طلعتله : اسمع انا مازال ما صليت العصر خليني نصلي و برا وتي الكاميرا ع شان نصوركم في العربي

حمزة في الاول ما فهم انها دارتها مقصودة ع شان يشوف مرته و ياخذ راحته كان ماشي و يتكلم : حتى انا مازال ما صليت خلي نصلي قبل ما …

و سكت وقت شافها

هالة تحساب فيها شي غلط : شنو في ؟

ابتسم : الله يبارك عليك ماهو قلتلك من امس سمحة واجد بس اليوم في البدلة هذه مازال اسمح

و يا فرحتها باعجابه بيها : باهي الحمدلله عجبتك نحسابك غير شفت فيا حاجة غلط

تفكر رجاء : هيا ع شان تصورنا رجاء و بعدين نكملوا كلامنا

شدت في ايده : هيا

ارتبك و عيونه برا ع رجاء و هي تصلي و يرجع يشوف لايدها ضغط عليها و حول ايده و بعد هي قعدت ع الصالون هو توجه للقبلة و صلى العصر

و بعدها خذتلهم رجاء كم لقطة و طلعوا هي و هالة لحوش العيلة اما حمزة فرجع لخيمة الرجالة ع شان يستقبل نساباته .. كانوا جنبه سفر حلويات و متارد شوكلاتة و اللي يجي يبارك يضيفه

و بحمد الله و سلامته وصلوا غرب زليتن

و لاقوهم بالاغاني و الدربوكة :

اهلها يغنوا : مبروك عليها صبحتها..و ان شاء الله تحلى عشرتها
و ردت عليهم ربيعة : مبروك عليه الصبحية .. سمح الزول قليل السية
و كملت برنية : يا مبروك عليه زبونه.. قوال الكلمة الحنونة
اما غادة فكانت تدربك و تغني : ان شاء الله تجينا بنت اجواد .. تلم العيلة ع البراد
و اخيرا كملت سارة : ان شاء الله تجينا بنت عرب.. تلم العيلة ما تخرب

و بعدها ضيفوهم الحلويات و العصير و القهوة

غادة بعد ضيفتهم: عاداتهم كيفنا جايات بنات و معاهن اثنين نسوان بس

نجوى: مرات نورية دائرتها مقصودة لانها عارفة عاداتنا ما تبي تحالفنا

رجاء : تقريبا نفس العادات هدا اللي فهمته من هالة بدري وقت اللي لبستها

و كان فضول سارة غالبها : شنو رايك فيها انت اكثر وحدة تعاملتي معاها

و ردت بحكم تجربتها : انا ما نحب نحكم ع حد الا بعد نعاشره يا سارة و البنت كيف جتنا و مع الوقت الواحد يعرفها و بعدين هي صغيرة و كلامي ليكن من توا لا تخشن فيها واجد و لا تعادنها و في حوشها خلنها ع راحتها و وقت اللي تجي هنا لاقنها و سلمن عليها و حاجة و اثنين الواحد يفوت و يفهم بالشوية لانها صغيرة

سارة : شنو صغر بيها و هي خذت الشهادة الثانوية و كلا مني انا دوبي دوب قرايتي

نجوى كانت تسمع و ملتزمة الصمت …

و بكل حب ودعوا اهلها و العروسة ياما بكت وقت سلمت ع اختها و ع قريباتها لكن هدا حال الدنيا .. و لو نسال رجاء ع اللي عاشاته في عمر اصغر كان اطمان بالها و فرحت بالحياة اللي داخله عليها

و روحت هالة لحوشها برفقة رجاء و نجوى

سدينة عمتهم تسلم : بالسلامة .. شنو يا برنية مازال انت

: و الله ماني مروحة لعند نحضر اسبوعه حميزة

و فرحت ربيعة : اقعدي يا حاجة اهو حتى انا قاعدة اختي عايشة روحت لكن و الله ما نقدر نخلي وخيتي في الحوسة بروحها

و يا فرحة فتحية بيهم : مرحبتين بيكم الحوش حوشكم

سدينة حيتهم بايدها : انا خلاص بنروح و نولي ثاني في الاسبوع ان شاء الله بهناهم يا ربي

و ردوا عليها السلام و انتهي اليوم هذا باحداثه الحلوة و فضي الحوش اللي امس مليان بالناس و ما قعدوا غير اهله و ناسه …

و كلا شاهين وقت عرف انها مازال مش مروحة اضطر يرجع لطرابلس ع ان يرجع يوم الاسبوع و بعدها يروحوا جميع ..

________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️

و اشرقت شمس يوم السبت .. و ع وقت الغذاء جت هالة و نوعا ما هدرزت و لبست هالة و استقبلت بعض الناس اللي ما جو للعرس و يبو يباركوا

و اما برا فالاعمال ع قدم و ساق ع شان يردوا الخيم و الكراسي و مهمة زي هذه اكيد ما ح يديرها غير عبدالخالق و اصحابه

فوزي يحط في الكراسي في سيارة النقل : و الله يا عبدو في عرسي ان شاء الله تخلصه دبل كله

ضحك عبدالخالق : انت غير دير عرس و حاضر ما يخدم معاي حد

منصف بعفوية : كلا انا مسامح من توا ما نبي منك شي

عبدالخالق : وين يا خويا انت حقك (ضرب رقبته) هنا راهي عشرة سنين يا غالي

ابتسم منصف و بدي يحط في قطع الخيمة في السيارة الثانية

وقتها معتز يشتغل معاهم بدون كلام طول الوقت كان شارد الذهن …

و هذا حال الدنيا بالامس القريب كل الكلام ع عرس حمزة و التحضيرات للعرس و التخطيط كيف بيكون و اليوم خلاص انتهي العرس و ح تبدا الحياة الجدية يوم عن يوم

و جي يوم الاحد كان اول يوم دراسي للمهدي في الصف السادس … و وقت تجي سيرة. المدرسة كل شي عنده يتغير و مهما صار معاه و رغم الالم يفرح بيها مش بس ع شان ريحان لا
المدرسة هذه يوما ما كانت حلم مستحيل لهذا كان ديما متمسك بيها خوفا من ان يفقدها
كان يتعامل معاها معاملة العاشق للحبيبة …. و لهذا يبي يجرب معاها كل شي
جرب العلم و و جرب الامومة جرب الاخوة و جرب الشقاوة و المشاكسة و جرب التمرد و حاليا جرب الحب و مازال ياما يبي يجرب و الهدف القادم اللي نصب عيونه الصداقة يبي يجربها فيها صديق زيه في ظروفه و يكون قريب لعمره و تفكيره

صح صار تقارب بينه و بين نوح بس حرفيا ما كانوا اصدقاء مازال في تحفظ

اول ما ركب مع مصطفى : السلام عليكم مصطفى كيف حالك

: الحمدلله يا مهدي ، انت شنو حالك بعد العرس

تنهد المهدي : تعب واجد و الله

مصطفى : لكن عرس سمح اعطيكم الصحة

: بارك الله فيك

درس قدام حوش سندس و ضرب منبه : و زحمتكم واجدة الله يبارك

فتحت سندس الباب : السلام عليكم

: و عليكم السلام

انطلق بالسيارة و بدت سندس في الاسئلة : اي يا مهدي شنو جو العرس

و بدي المهدي يشوق فيها : حيها حيه لو تعرفي كيف الفرقة قعدت تضرب ع البندير و الا جو الدربوكة اللي داراته غادة بالذات جو سمح بكل

و هي عاد تحب الاجواء هذه : و الله احني كساد الصيف هدا ما في عرس

و درس عند حوش شيماء فتحت الباب : السلام عليكم

: و عليكم السلام

شيماء : كيف حالكم

سندس : قبل شوية كنا ممتازين

ضحك المهدي : خلاص يا بنت

شيماء : عادي اصلا مسامحتها … ايه مهدي شنو تحكي ع العرس

و كرر الكلام السابق و مرة مرة يشاركهم مصطفى
لعند انتبه المهدي ان الطريق متغيرة : مش ماشي لريحان

مصطفى : لا و الله كلمني سيدها قال مش ماشية

و ياه ع الاحساس السيء اللي استوطن قلبه قداش كان متحمس يشوفها و يعرف مرضها قداش تمنى يعرف ردها ع مشاعره و كل الحماس اللي كان فيه وقت يجاوب فيهم ع. عرس خوه اختفي خلاص

و بسبب عدم حضورها وصل لقناعة و هي ان يبي يبعد عقله ع علاقته بيها و يتصرف بمشاعره و مصمم انها تكون زوجته في اقرب وقت …

سندس : وصلنا و اخيرا الله قديش مستاحشة المدرسة تصدق حتى استاذ رافع استاحشته

ضحك مصطفى ع كلامها : هيا تفضلوا

و نزلوا من السيارة و كلهم شوق لايامهم فيها و كل واحد فيهم كان يلمس في كل شي موجود الباب و الحيوط و المقاعد و توجهوا ع طول للادارة ع شان يسلموا ع الاستاذ سليمان و الاستاذ رافع و الابلة عواطف و اهم شخص عندهم اكيد الابلة صفاء ..

ابلة صفاء اللي اول ما سمعت صوتهم صارت تجري ناحيتهم : مرحبتين نورتوا نورتوا و الله المدرسة بدونكم ما تسوى حاجة

و ما كانت فرحتهم بلقائها اقل منها صاروا يسلموا و يسالوا ع الحال

و وقت وصل الدور فيه ضغطت ع ايده : مرحبتين بيك مهيدي كيف حالك

: الحمدلله بخير انت شنو حالك

ابلة صفاء : الحمدلله

المهدي ما كان ناسي امر ريحان : في بينا كلام راهو

ارتبكت صفاء : اه ايه عارفة عارفة .. هيا خلاص خشوا لفصلكم عندكم استاذ ماجد الحصة الاولى و الثانية و انا ح نجيكم الثالثة و الرابعة

المهدي انقلب جوه ثاني : خبر سمح

ضحكت ابلة صفاء و دخلوا للفصل و شوية و لحقهم نوح اللي كان كيف واصل كان يمشي بخطوات سريعة و يدور عليه لعند عرف وين موجود و سلم عليه بالاحضان : شنو حالك يا مهدي و الله اني مشتاق لك يا رجل

استغرب المهدي من طريقة السلام الخاصة بنوح لانها كانت حارة جدا و صرح لاول مرة ان مشتاق ليه .. : اهلين كيف حالك انت

قرب ليه اكثر : الحمدلله …

و قداش فرح المهدي ان حس ان في امل يكونوا اصدقاء مدى العمر
و قاطع اللحظات الجميلة هذه دخول الاستاذ ماجد اللي اول بدي يسال : وين ريحان

سندس : و الله غايبة اليوم

حس بخيبة امل : خسارة

المهدي ” اعطيك طيارة ان شاء الله “

و مشي روتين الحصص و كلا الحصة الثالثة الخاصة بابلة صفاء خذتها هذرزة و سؤال ع الحال ر الاحوال و بعدها طلعوا استراحة

خلال الاستراحة …

كان المهدي يدور ع ابلة صفاء ع شان يسالها عن مرض ريحان بس تفاجا وقت قرب منه نوح و من وراءه يمشي خالد : دقيقة لو سمحت يا مهدي اريد التحدث معك

المهدي مستغرب : نعم

كرر الطلب بطريقة مختلفة : هل نتمشى سويا في الساحة ؟

خالد : ايه هيا نتمشوا فكرة سمحة

نوح كان شخص صريح جدا : اعتذر بشدة اريد المهدي فقط

انحرج خالد : بارك الله فيكم ما تبوني معاكم

نوح بتبرير : اريد التحدث مع المهدي فقط

و وقف المهدي و مشي معاه : هيا

كان نوح ساكت بس المهدي حس ان في من وراه شي و كاتمه لان نوح من الاشخاص الكتومين جدا

و بدي هو الحديث : خيرك يا نوح نحس فيك عندك كلام تبي تقوله؟

نوح مرتبك و متوتر : ايه عندي كلام

: باهي ادوي ليش هكي خاش في بعضك

لف و قابله و حط ايده ع كتفه : هل تذكر قبل العامين حينما حدثتني ع ان نكون اصدقاء و زي الخوت

المهدي اتضايق و توقع ان ناوي ينهي الامر ثاني : ايه نتذكر و حتى نتذكر كيف انت حمقت مني وقتها

و بعفوية رد بالعامية : ايه و الله حمقت وقتها و رفضت تكون صاحبي لاني ما كنت مقتنع ندير صاحب و لا نعرفك لكن يشهد عليا ربي اني في العامين اللي فاتن تعلقت بيك واجد و حبيتك كيف محبة الاخ لخوه و لو مازلت تبينا نكونوا اصحاب فانا ماد ايدي ليك و نبي نكونوا اصدقاء نوقفوا مع بعض و نقروا جميع و لو حصلنا فرصة نطلعوا نتدهوروا جميع

تحسس ايده ضغط عليها و من ثم جلس ع الكرسي اللي كان وراه و و غطى وجهه بايده دمعته نزلت : حق ؟ يا نوح انت تتكلم منك جد

و اهني نوح فهم غلط : خيرك هل انت رافض

المهدي ضحك: انا نرفض مستحيل يا راجل انا بروحي و وحيد يا نوح صح عندي خوت و راجل اختي قريب عليا واجد بس مش كيف يكون عندي صاحب زيك فرحتني واجد يا نوح

نوح ابتسم : معناها من اليوم اصدقاء

: اه ان شاء الله اصدقاء لاخر العمر …. و عندي كلام واجد نبي ندوي فيه معاك تعرف يا نوح قلبي معبي و نحس فيه قريب ينفجر

نوح : و انا ع استعداد نسمعك

شدوا في ايدين بعض و خشوا الفصل كل واحد لكرسيه و المهدي الفرحة تشع من وجهه و تصدح من صوته من حركته.

لدرجة وقت الابلة صفاء دخلت حست عليه : مهدي خيرك نحس فيك شي متغير

ضحك و تكلم بحماس بفرحة طفل اول يوم في المدرسة و تعرف ع شخص و داره صاحب : حلمي تحقق يا ابلة صفاء و صار عندي صديق .. انا و نوح من اليوم اصدقاء

و قداش فرحت بيهم و شجعتهم و اثنت عليهم و شجعت خالد ينضم ليهم : حتى انت يا خالد المفروض تكون صديق ليهم

خالد بتذمر : لا توا يومين و يتعاركوا و اصلا انا ما نحب يكون عندي صاحب ..

المهدي ارتاح لان من يومه مش متقبل خالد .. يبيه يكون زميل فقط اما نوح سبحان الله اللي الف بين قلوبهم من اول ما جاهم الفصل

و اول ما انتهت الحصص متاعهم طلعوا مع بعض و شادين في ايدين بعضهم لعند وصل نوح المهدي للسيارة و بعدها مشي لبوه و روح معاه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى