رواية عيون القلب الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم ماريا علي الخمسي
رواية عيون القلب البارت الثالث والأربعون
رواية عيون القلب الجزء الثالث والأربعون
رواية عيون القلب الحلقة الثالثة والأربعون
أحيانًا..
نحتاج لمن يحتضن أرواحنا..
نحتاج لمن يبعث السلام بأرواحنا..
نحتاج لمن يسـاندنا..
و يدعمنــا و لـو بكلـمة..
نحتاج لمن يشعر بنا..
و ليس لمن يسمعنا..
نحتاج لمن يرسم لنا الحياة..
بألوان هادئة..
ليصبح..
للحياة معنى..
المهدي ❤
(Úm Àlgood)
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
و من بعد العودة و الاستقرار في حوش العيلة و احساس ان كل شي بادي يرجع الى ما كان عليه و كم كان الاحساس هدا جميل صار المهدي كل يوم يتفقد في الخط الارضي
الخط الارضي بالنسبة ليه همزة وصل بينه و بين عالم اخر
بينه و بين اخته و امه الروحية اللي تقول عنه وصية سيدي
بينه و بين الصديق اللي مكانته كل يوم تزيد
بينه و بين معلمته اللي ساهمت بشكل كبير في تشكيل شخصيته
بينه و بين الحبيبة اللي مازال تعاند و رافضة تاخذ هذه الصفة
هدا عدا الخوف الملازم ليه فيما لو صار معاهم شيء سيء
ما في يوم مر الا و تفقد الخط الارضي و نفس الاجابة كان يتلقاها ما في اشارة للحرارة يخيب امله ويقضي اليوم هدا زي اللي سبقه
لعند جي يوم 25 يونيو، بعد تناول وجبة الافطار و زي ما متعود كان لابد من ان يتفقد الخط الارضي
جلس و قام السماعة و قداش فرح بصوت التوت… اللي يدل ع ان الخط يعمل و الحرارة موجودة : يخدم و الله الا يخدم
للحظة كان ح ينادي غادة بس تراجع و فكر ان لو عرفوا العيلة قبل ما يكمل مكالماته ح يقعدوا كلهم بالساعات بين نجوى و رجاء
و هو قلبه بيفر منه خلاص يبي يكلم احبابه و دائرته الخاصة بيه لهذا ما كان منه غير ان يمشي في اتجاه الباب و يسكره
و رد جنب الهاتف و بدل صوت التوت صار يسمع في صوت دقات قلبه المتسارعة
و سجل رقم نوح و اتصل و مع كل رنة يزيد الخوف ليش مارد زعمه صار معاه شي المدة هذه
لعند سمع : ايوا
و اهني كملت فرحته عاد : نوح ما عرفتني هدا انا المهدي
ضحك نوح : الحمدلله يا شيخ اطمئننت عنك و الله العظيم كنت مشغول البال عنك يا رجل
ضحك معاه ع الفصحي : تصدق اني حتى الفصحى استاحشتها منك
و شاركه نوح الضحكة : طمني عنك و عن اهلك هل كلكم بخير ؟
المهدي : الحمدلله بخير يا نوح صار معانا شوية مشاكل لكن الحمدلله عديناها ع خير انت و اهلك شنو الوضع
: الحمدلله كل شي بخير لكن و الله مفتقد لكلامك واجد و مفتقد للمدرسة و لايام الراحة اللي ما كنا حاسين بقيمتها
و شاركه المهدي هالمرة ذات الشعور و استمرت مكالماتهم ساعة
اما خارج الغرفة غادة تغسل في الماعين : معقولة المهدي يقعد الوقت هدا كله بروحه في الدار ماني مصدقة
سارة سارحة و بس
: هيه انت نكلم فيك
فتحية تحسابها عليها خشت من برا : خيرك و بعدين انا تقولي عليا هيه
غادة : شي شي الواحد يسكت خير
و اللي محتارين في امره بعد سكر من نوح اتصل بصفاء و يا فرحته بيها و يا فرحتها بيه
كانت تبكي : قريب هبلت يا مهدي من خوفي عليك انت بالذات شنو الوضع عندكم حق قالوا طلعوكم
: ايه يا ابلتي طلعنا من حوشنا و نزحنا و شفنا واجد لكن الحمدلله توا ردينا لحياشنا و الوضع احسن
صفاء : الحمدلله… نشهد بالله اني خلاص معش متحملة نبي نتلاقو في المدرسة و نبيكم تتعلموا و تكملوا حرام سنة كاملة ضاعت عليكم
المهدي : ان شاء الله خير المهم طمنيني عنك انت و عيلتك
: كلنا بخير الحمدلله
المهدي كان عنده لهفة كبيرة يكلم ريحان : باهي توا نستاذن يا ابلتي لكن بينا مكالمات راهو
ابلة صفاء : اكيد يا مهدي اصلا شنو مصبرنا غير التيلفون
المهدي : ايه و الله ، هيا مع السلامة
: في حفظ الله
و بعد انهى المكالمة معاها سجل رقم ريحان و اتصل
كميلة (امها ) هي اللي ردت : ايوا منو معاي ؟
ما قدر يقول انا زميلها و لا صديقها و لا اي شي لان الكلام هذا غير معترف بيه بينا لهذا ما كان قدامه غير ان يقفل الخط
حس بياس لحظتها : كيف نوصل فيك يا ريحان
قاطع كلماته صوت عبدالخالق و غادة برا و كان لازم يطلع يعطيهم علم بعودة الخط الارضي ع شان يكلموا نجوى و رجاء و حمزة
مشي ناحية الباب و فتحه : الارضي يخدم
و اول من جري بدون وعي هي فتحية و كيف ما تجري و بدال الابن عندها ثلاثة مش عارفة اخبارهم
شدت التيلفون و فرحانة بتطير : هيا هيا اتصلوا بيهم فردا فردا
ضحك عبدالخالق : فردا فردا صار … خلاص تكلموا رجاء هي الاولى مرات بعد تعرف ان روحنا تبي تجينا و بعدين نجوى اللي اكيد بتهبل توا هي كانت تكلم فينا و قريب هبلت يا بال توا لينا فوق الشهور ما عاد كلمناها
غادة كانت شوية و تطير : باهي هيا اتصل
سجل رقم رجاء و اتصل
و رنة الارضي كل ما تسمعها تقول بالك امي
و كان قلبها يتحطم كل ما تسمع صوت غير صوتها لكن الباين اليوم موعدك معاها يا رجاء
حطت اللي في ايدها و جت في اتجاهه تجري تقول امها قدامها و تبي تحضنها فتحت الخط : الو
ضحك عبدالخالق : رجاء
و ما جاهم غير صوتها : ااااه ااااه ااااه الحمدالله عبدو و الا حبيبي كيف حالك امي وينها مهيدي وينه غادة حبيبتي كيف حالها طمنوني ع حمزة و شنو اللي صار معاه شنو وضعه توا سارة سارة يا عبدو شنو حالها نعرفها وخيتي تخاف واجد اكيد قريب هبلت من الضرب امي وينها خيرك ما تدوي
ضحك : بالشوية انا ما عاد حصلت معاك كلام كيف بندوي
رجاء بدت تبكي : قريب نهبل انا يا غالي مشيت الحوش و شفت حوش حمزة و قريب قلبي وقف لولا مشينا لحوش صاحبك معتز و عرفنا منهم اللي صار كنت متت يومها
فتحية خذت منه السماعة : رجيوه بنتي كيف حالك و الله انا اللي بنموت القلب تقطع يا رجيوه بينكم و بين بنية حمزة اللي توفت و بينه هو اللي من نهار عدا لزليتن ما عاد نندري عنه. و الا نجوى اللي مش عارفة شنو صاير معاها
: حبيبتي يا غالية ما تخافي باذن الله خير لكن وين مشي حمزة
و صار وقت سرد. اللي صار معاهم بس في من معش تحمل خذي السماعة : باهي وانا امتى بتسالي عني
غادة قلبت عيونها : يا عليك حالة ديما و انت مغرور و عليش ان شاء الله تسال عنك قبلنا
المهدي بغرور : لاني المهدي بن عمار مش زيكم و هي عارفة
ضحكت رجاء : يا ربي كيف مستاحشتكم مهيدي سالت عنك اول واحد يا غالي. طمني عنك شنو داير
: اخ يا رجاء يلطف الله بينا قدامك اللي صار .. لكن قوليلي ايمن و الاولاد شنو حالهم
ما حبت تقوللهم اللي صار معاها : بخير الحمدلله انا في اول فرصة ح نجيكم و توا نخليكم اكيد امي تبي تكلم نجوى
و هذا اللي صار و اتصلوا بنجوى
نجوى اللي وقت سمعت صوت امها بدت تنقز : امي امي و الله امي شاهين يا شاهين امي امي امي
وقت سمعها تردد في كلمة امي خاف توقع سامعة شي او انها تحلم سيب الكميبوتر و خش من المربوعة يجري شاف التيلفون في ايدها و هي تنقز وتقول امي ضحك : اتصلوا
هي بفرحة عارمة : و الله امي و الله اهلي عبدالخالق و غادة و سارة و المهدي ايه ايه هدا صوت المهدي كلهم بخير (بعدين استاقضت ) حمزة حمزة وينه طمنوني عنه
عبدالخالق : حمزة طلع لزليتن يا نجوى من فترة لكن حاله كويس
اهني خافت و ما صدقت : كيف يطلع لزليتن معقولة حمزة بيقعد عند نسابته قول كلام ثاني يا عبدالخالق ، شنو صار معاه خويا لعنديت مشي عندهم
اعطي التيلفون لامه اللي بدت كلامها بالدموع و هي تحكي في اللي صار بالتفصيل : و هذا اللي صار يا بنتي الله غالب ما عندهم فيها نصيب و الله انا بروحي قريب نموت عليها وجعتني وجعتني في وسط قلبي و خاطري
دموعها نزلوا : ربي يرحمها و ان شاء الله ربي يصبره حمزة
شاهين استفهم و انتابه القلق بعد سمع الكلام هذا صار ياشر بايده يبي يعرف
فتحية : توا يا بنتي اهو بعد رد الارضي تقدري تكلمينا في اي وقت غير ناخذ منك الاذن نتصلوا بخوك نطمنوا عنه
: خوذي راحتك يما لكن كلموني ثاني و اعطوني رقم حمزة ع شان نكلمه انا و شاهين
فتحية : ان شاء الله بالسلامة توا
سكرت الخط و حضنت شاهين و دموعها تنزل
: ما تخوفيني يا القلب
نجوى شادة فيه بقوة : حمزة خويا يا شاهين مراته جابت في الحوش بنية و توفت ما تحملت الوضع تبي حضانة، لانها جت في الثامن
حس بيها : الله غالب ربي يعوضهم خير ان شاء الله
: الباين صاير واجد فيها البلاد يا شاهين حسيت في شي ثاني لكن امي ما تبي تخوفني
شاهين : ان شاء الله خير
و الخير كله جي لحمزة وقت عرف من قصي ان اهله اتصلوا بالارضي ع رقم حوش نسابته
حمزة الانطوائي اللي كان قليل الاحتكاك باهله اليوم طلع بدون وعي حفيان و يجري في اتجاه مربوعة نسيبه ع شان يسمع صوت امه كان مش عارف روحه شنو يدير و شنو اللي صاير شي ثاني يحرك فيه : وينها وينه التيلفون قصدي مش قلتوا اتصلوا
اشرله منصور ع الارضي و طلع
و هو شده و رد كطفل ضايع في الزحام و اخيرا شافها و سمع صوتها مصدر الامان و الحنان و لو كانت قاسية لكنها ام ما في غيرها ع الصدر يضم و لا في زي حنها حن و لا في غيرها بعد الفراق تلم : امي … هذه انت امي و الا
فتحية تبكي : حميزة ولدي شنو حالك مستاحشة يا غالي مستاحشة و قلبي معاك يا عيوني شنو داير
: امي نبيك انا … نبيكم كلكم و نبي حوشنا نبي مصراتة يما
تأثرت هلبة بكلامه
صوته اللي مسموع لخواته و لخوته و كلهم ما اعتادوا منه النبرة هذه
عبدالخالق تدخل و خذي السماعة : يا حمزة شنو حالك
اهني لملم نفسه و حاول يرد بطبيعته : احم الحمدلله بخير اموري بديت حتى نخدم لكن مش مرتاح هنا بعيد عليكم متمني نروح و بعد ان اهو حتى الارضي رد معش في مشكلة
و اعترض عبدالخالق : رد بالك شنو عرفك بالطريق و كان تصير معاك حاجة
و ع طول خذت هي السماعة : و الله العظيم يا حمزة تروح قبل ما تفتح البوابة ما نسامحك حرام عليك انا قلبي مازال يحرق فيا راهو ع خسارة بنتك تبي تزيدني انت
و شنو درتي يا فتحية كيف تجيبي سيرتها قدامه : عندك حق … تبي هالة اهو جنبي
حط السماعة من ايده و طلع كان يتجنب الكلام عنها لان مش متحمل امر فراقها و لازال لعند اللحظة هذه مش مستوعب ان دفنها تحت التراب …
و اكتمل اليوم باحداث جميلة جدا و اخبار مفرحة لقلوب عطشانة جدا للقاء مرتقب و يا عالم امتى ح يكون اللقاء هذا …
و بعد مرور يومين بالضبط … كان اول لقاء و يا ما احلاه من لقاء …
ايمن عين عليها و عين ع الطريق : نحس فيك شوية و تطيري من السيارة
ضحكت رجاء و كلها لهفة ع لقاء اهلها : و الله حق … شهور ما شفتهم و مش عارفة عنهم شي
ايمن : تبي تقعدي
و لان وضع البلاد مش زي قبل و عندها خوف دايم ع ايمن : لا ح نروح معاك
ابتسم و القى نظرة ع اولاده في الخلف : شنو شباب الوضع تمام
عبدالمالك : اكيد بس حتى انا مستاحش خوالي يا باتي و بالذات المهدي
ايمن ملامحه تغيروا للهفة: ايه و الله اكثر واحد نخمم فيه
و اللي تخمم فيه كان سرحان و يفكر في محبوبته اللي ما قدر يحصلها عن طريق الارضي بس وقت سمع صوت السيارة و المنبه الخاص بيها و كله يقين ان سيارته هو لا غيره وقف و ضحك : ايمن هدا ايمن ايمن
نزلت رجاء الاولى و اسرعت في اتجاهه : حبيبي مهيدي
كان منظرهم جدا مؤثر هي تجري رغم الم رجلها و هو يبحث و قادر يلقاها رغم ان مش شايفها
و اللي كانت يوما ما تقيم فيه و تحضن اليوم هي اللي متعلقة في رقبته زي الطفلة و هو اللي يلف بيها : هذا وين تريحت بعد شفتك الحمدلله و الله ديما عقلي معاك و نفكر فيك
المهدي ضعف بين ايديها : تعبت واجد يا رجاء واجد
: بعيد الشر عليك من التعب حبيبي في عدوك ان شاء الله
ايمن تقدم ناحيته : عندي فيه حصة حتى انا راهو
ابتعدت رجاء و رمي نفسه بين ايدين ايمن : اخ يا ايمن و الله قعدت ماني عارف حاجة الواحد طلع من حوشه و تهجر وانت عارف اللي زيي شنو يعني طلعته من الحوش
: ما تخاف يا غالي محنة و عدت و خلاص معش مازال واجد و ينتهي كل شي
وقتها العيلة كانوا يهدرزوا داخل ع عالة الشاهي مع بعض
غادة بتدقيق : تقول سمعت صوت برا
وقف عبدالخالق وفتح الروشن و ضحك : هذه رجاء جت
و ما قعد حد فيها الدار الكل يتسابق ع شان يسلم عليها زي ما صار سباق بين ابناء رجاء من يسلم الاول ع حنته فتحية كلا عبدالمالك اكتفي يسبقهم ع خاله المهدي و صديقه الصدوق
و ما احلاها من لمة عقبت المشهد هدا كل واحد يشكي و يحكي اللي صار معاه و ياما بكت فتحية وقت سمعت باللي صار مع ايمن و بكت اكثر منها رجاء ع اللي سمعاته عن اصابة عبدالخالق و اللي صار يوم فقدوا بنت حمزة ….
لكن كما سبق و ذكرت مشاركة الالم تخفف منه بالذات مع الاحباب ….
ومرت الايام لتعلن عن دخولها شهر يوليو …
و لازال الاتصال مستمر من جهة المهدي ع رقم ريحان بدون فايدة لان كل ما يتصل ترد كميلة امها و يخيب امله و يحس بالياس اكثر
لعند جي يوم 12 يوليو
اتصل … بيها و فرح قلبه بعد انتظار طويل بسماع صوتها
و شنو يهدي القلب وقت قالت بصوت خافت بعض الشيء : الو
ريحان كانت وجع قلبه … حبه الاول دقة القلب الاولى و ما ان سمع صوتها حتى عرف و ايقن انها الحقيقة الوحيدة في حياته و ان تاثره بصوت غيرها ماهو الا تاثر لحظي : عرفتيني
كررت كلامها : ايوا … من ؟
نسي كل شي مع صوتها و رد لنقطة بداية عشقه و غرامه معاها : انا المهدي يا ريحان
و هي انهارت بكاء و معش زادت كلام
و يا خوف قلبه عليها و ما جاب عقله الا اخبار سيئة : ليش تبكي ان شاء الله ما صارلكم شي ؟ طمنيني ريحان !
ردت بعد محاولات مضنية ع شان تهدا : الدنيا صعبة واجد صعبة واجد يا مهدي ..
المهدي ارتاح شوية : الحمدلله و الله غالب هدا حالنا… و نقولوا اللي جاي ح يكون احسن باذن الله
سكتت و ما ردت
المهدي : ايوا وين مشيتي
تنهدت هي : قاعدة ….تعرف يا مهدي حتى خويا انصاب لكن الحمدلله كانت اصابته بسيطة مش خطيرة
المهدي : الحمدلله ع سلامته …حتى انا خويا انصاب رصاصة طايشة جاته في كتفه لكن ربي لطف بيه و لله الحمد طلع منها بخير
قداش مؤلم انك تكون قريب و بعيد في نفس الوقت : الحمدلله ع سلامته
المهدي : الله يسلمك
و رجع الصمت سيد الموقف بس هو اللي مر بيه خلاه ما يفرط في الفرصة هذه : حونه انت شفتي اللي صار فينا بسبب الحرب هذه ، انا واحد من الناس ما نحساب روحي نعيش بالله عليك ما تزيدي همي هم
و هي لا تزال ملتزمة الصمت … مع ان كلمة حونة ياما دارت في قلبها
كمل المهدي بنفس النبرة : بالله عليك ردي عليا ليا سنين عايش في هم كبير واجد هو سؤال واحد بسيط و جوابه ايه والا لا ؟ قوليلي حونه انت تحبيني والا ؟ انا حاس انك تبيني … انت الوحيدة المهتمة بيا و طول الوقت واقفة معايا و عارف اني عندك مش زي باقي البنات اللي تحمقي واجد لو دويت معاهن مع انك عارفة اني بالنسبة ليهن خوهن مش حاجة ثانية
هي بدت تعصب : و افرض قلتلك ايه باهي شنو بتستفيد يا مهدي لو عرفت … ايه انا زيك انت لكن المشكلة اني انا مش طبيعية.. انا مش زي باقي البنات
هو كل تفكيره قاده لفقدان البصر و كان بيعاتبها قبل ما يفرح حتى بكلامها انها تحبه و بدي يفقد اعصابه : معقولة انت تدوي هكي ؟ و لو كفيفة يعني ! هل هدا يعني انك مش طبيعية معناها حتى انا مش طبيعي ع كلامك هدا
و ياه ع الحزن اللي حسه وقت بدت تبكي و تعلي في صوتها : يا ريتها جت ع هذه يا مهدي ، انا فيا شي ثاني … انا من 2009 و انا مريضة واجد مريضة واجد فوق ما تتخيل
حس بقلبه ح يوقف وقتها : شنو اللي فيك يا ريحان ؟ ما تخوفيني بالله عليك
هي كانت يائسة من كل شي قعمزت ع الارض و تمسكت بسماعة الهاتف و ردت بنبرة كلها رجاء و توسل : بالله عليك خليني في حالي
و انتهت المكالمة وقت هي سكرت الخط
و عقل فيه و طار افقده صوابه و حكمته و ع طول سجل رقم نوح حاول يعرف عن طريقه لو عنده علم بمرضها بس نوح ما يعرف شي ، انتهت المكالمة
و المهدي حيرته زادت و لان نفسه اصلا ان اتصل بيه : انا اصلا كيف نكلمه هو ؟ من وين بيعرف بس ؟ فكر يا مهدي من ممكن يساعدك
فجاة اهتدى لحل ثاني و هو ابلته صفاء ما في غيرها تعرف و تساعده سجل رقمها و اتصل و اول ما ردت كلمها بنبرة متوسلة بدون ما يعطيها اي فرصة تسال عن حاله : بالله عليك تقوليلي ريحان خيرها يا ابلتي بشنو مريضة ؟ شنو المرض اللي عندها حد يفهمني حرام عليكم
و مع ان وجعها و مع انها تحبه زي ابنها الا ان ضميرها المهني منعها تقوله : سامحني يا مهدي صح نحبك هلبة و نقولك ولدي وانت هكي بس هادى اسرار ريحان و لو هي ما قالتلك او ع الاقل طلبت مني نقولك مش ح نقدر
كره روحه اكثر و لاول مرة يقفل الخط في وجهها
صفاء تأسفت لحالته و ما شكت للحظة ان في بينه و بينها اي مشاعر
اما عنده هو كان حاس بخنقة و حاس ان وحيد يبي يطلع من المكان باي طريقة و مش قادر
فتح باب الدار و طلع خارج الحوش تحت عيون فتحية و بناتها و كلهم مستغربين من تصرفه
و وقت اللي طلع للايدة الحوش بدي يتنفس بشكل متسارع
عبدالخالق يراقب فيه من بعيد و مش قادر يساله
لعند نوعا ما هدي و قعمز ع الارض ….
و صار يسترجع ذكرياتهم مع بعض
و في لحظات من النوع هذا تحتار
بين انك تتمنى تعيش الذكريات من جديد
و بين تمني انك لا شفتها و لا عشتها
ممكن كان اريح
عبدالخالق مش فاهم اللي صاير مع خوه و تمنى لو كان اقرب لو كان قادر بدون حدود يوقف عليه و يقوله خيرك ” شنو فيك يا مهدي مخليك حزين للدرجة هذه ”
________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️
يوم 14/07
يوم الهدف منه رمي الحزن جانبا لكن وين ترميه و هو ساكن بين ضلوعها و شرايينها
لان العقد اللي بينها و بينه عقد روحين و قلبين مش ايام معدودة و ملابس بمجرد ما تحولها ينتهي الحزن في قلبها
ايه اليوم خلود ح ترمي عدتها
كانت ميتة خوف لان خلاص بعد ترميها ما عاد ح تكون مرة المرحوم
و في مصراتة كان عندهم طقوس خاصة بحيث يجو الخالات و العمات و يديروا عشاء كبير و يتعشوا عندهم بعض الناس زي الجيران و المعارف و الاصدقاء
و طالما صار الكلام ع الاصدقاء معناها رجاء و صباح اولهم حضورا
لان ايمن وصلها من بعد الظهر لحوش اهل خلود
ايمن اللي بعد نزلها توجه للمقبرة و زار صديقه و بكي دموع قهرة و وجع ع رفيق درب غادرهم فجاة
من كثر ما كان عايش معاه في ذكريات اليمة ما حس ع جلال لعند حط ايده ع كتفه : رحمة الله عليه
ايمن : امين يارب … عندك علم كل مرة تقول اكيد كذب او ممكن في غلط و مش هو و بالك يطلع معتقل حتى هو و يرد واجد احتمالات تجيني تطمع فيا نشوفه
جلال ابتسم بالم : انا بعد فقدناك صار عندي خوف كبير واجد يا ايمن
ايمن لف عليه : هذا ليش تتصل بيا طول الوقت
جلال : كشفتني يعني
ايمن لف ايده عليه : لازم نديروله صدقة
جلال : اكيد .. هيا نطلعوا
تنهد و رجع بعيونه ع القبر : هيا
اما بعد اذان العصر و في حوش اهل خلود وصلوا اهل فارس و دارت امه عزي جديد هي و خواته مع خلود
: يا بنيتي نشوفك قدامي كأن هو قاعد روحه كانت فيك يا خلود
اجهشت في البكاء : ربي يرحمه و يسامحه ما شفت منه الا الخير و ان شاء الله يسامحني
رجاء طبطبت ع ظهرها : خلاص انتم هكي قاعدين تعذبوا فيه (شافت لاختها لطيفة) جيبي اميا بالله عليك
و من ينسى فقيده في يوم زي هذا و كيف يفوتوا الساعات بسرعة عليها
وقت سمعت اذان المغرب اللي يعني خلاص اليوم انتهي و لازم عليها تقلع عدتها
ضمت رجاء بكل قوتها و ردت تبكي : بنموت مش متحملة انا
جت لطيفة و مدت ايدها. : هيا
تهربت منها و تمسكت برجاء : مازال خلوني بالله عليكم
رجاء : حبيبتي الله غالب هذا شرع الله ما تقدري تخالفيه هيا معايا
و بصعوبة بالغة قدروا ينوضوها و يدخلوها للدار
و طلعت اختها قفطان فيه الوان فاتحة ع شان تلبسه : البسي هذا يا خلود
غمضت عيونها : ما نبي شي انا
رجاء جهزت باقي ملابسها خذتها من ايدها للحمام اكرمكم الله : هيا حبيبتي
و خشت تدوش و وقت اللي طلعت كانت منهارة
لبستها لطيفة الخواتم في ايديها حستهم نار و حرقت بيهم اصابعها
و وقت اللي رجاء لبستها عقد حاوط رقبتها حست بيه يخنق فيها و كان انفاسها
ما قالت غير بضع كلمت : اللي زي فارس صعب يطلع بالسهولة هذه مني مهما لبست و تعطرت
رجاء ضمتها : خلاص حبيبتي هيا نطلعوا للناس عيب
و كانت مجرد جثة بينهم و ضاغطة ع اعصابها تسايرهم في الكلام و كل اللي تبيه وقتها تكون بروحها و تناجي ربها يصبرها
_________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️
18/07 /2011
دخلت فتحية لدار المهدي : اسم الله شنو تدير ؟
المهدي ينظم في ملابسه داخل صاكو صغير : شوية و جايني ايمن بنقعد عندهم كم يوم
فتحية فتحت الروشن : من الصبح ؟ و بعدين ليش بتقعد عندهم
المهدي كان حاس بالملل الشديد : فديت يا امي نبي نغير جو ما عاد نقدر نقعد دقيقة وحدة هنا
ما عاد ردت عليه و طلعت من عنده و جهزت الفطور اللي رفض ان ياكل منه شي و طلع لايمن ركب جنبه : السلام عليكم
: و عليكم السلام ولدي خيرك راهو واضح عليك متكدر
تنهد المهدي : تعبت و مليت نبي القراية و نبي الحياة ترد زي قبل طول الوقت الواحد في الحوش بين الاخبار و صار و مات و غيره كلام كله يغم القلب انا معش متحمل
ايمن كان جدا ذكي و حس من خلال كلام المهدي ان في سبب ثاني لكن ما حب يضغط عليه : صار قلت ملل معناها اهو اليوم انا مش فاضي الله غالب ح نقعد في الحوش مع اختك و الصغار لكن بكرا ح نفضي روحي ونطلعكم
هو ما صدقه بسبب الوضع : وين بطلعنا بالله
ايمن : مش مصدق ؟ في البلاد يعني وين راهو وسط المدينة الامور مية مية ما في شي الحرب كلها توا عند البوابة بس
رد بملل : باهي و امتى تنتهي
حب يعطيه الامل : صدقني معش مازال واجد
مر ع محل خذي منه بعض النواقص و بعد مدة بعينها وصل الحوش
سمع صوت خطوات اسماعيل يجري ناحية السيارة : هدا اسماعيل صح ؟
ايمن : ايه هو هذه عادته كل ما نروح ضروري منها
فتح الباب ع خاله. : خالي
سلم عليه : اهلين بالسمعة شنو الجو؟
: كويس
اتجه اسماعيل و باس ع ايمن و ساعده في تنزيل الحاجات اللي جايبهم
: اختك دايرة عجة واضح ع شانك راهو
ابتسم المهدي : كبر شانها …
و لاقتهم رجاء بوجهها البشوش و سلمت بالاحضان : مرحبتين بيك مهيدي
: اهلين … وين الباقي
اشرت داخل : مقعمزين داخل .. يالله خش جنبهم شوية و نحط الفطور
مشي المهدي و مد ايمن الاكياس : السمحة دايرة عجة
خذتهم منه و تمشي قدامه : ايه طلبها مني معاوية من امس
ايمن يمشي وراها : قلت للمهدي ع شانك دارتها
لفتله: يعني ما بنديرها ع شانكم
: عارف غير دويتله هكي لاني شكيت
انتبهت بكلامه بملامحه مستغربة : في شنو شكيت يا ايمن
وخر الكرسي و قعمز : مش عارف بس المهدي مش ع بعضه في المرة الاولى وقت اللي مشينالهم زيارة قلت اكيدة الحرب و النزوح اثرت اليه بالذات اللي في وضعه صعب يتاقلم في اي مكان لكن المرة هذه و كيف اتصل بيا و طلب يجي عندنا و طريقته في الكلام معايا واضح في شي
انشغل بالها : حيه عليا زعمه شنو في ؟
ايمن : ما تخافي المهدي عاقل و ما تخاف عليه من الغلط بس اللي نبيه منك جربي ادوي معاه مرات في مشكلة في الحوش والا حاجة و مرات عنده اي شي
رجاء : ان شاء الله
: باهي امتى تفطرنا المدام
اشرت ع السفرة : واتي الفطور ع القهوة بس ما حبيت نديرها لعنديت انت تروح
تنهد ايمن و هو يراقب فيها : كل شي منك يفرق القهوة و الشاهي الضحكة الصوت و الحس … نفسك في الحوش يا رجيوه غير و كل الحاجات هذه كنت عايش ع ذكراهم
و قبل ما ترد مع ان ردها وصله من عيونها دخل عليهم اسماعيل : هيا ماما جعنا
ضحكت : حاضر يا ماما اهو توا ناخذ السفرة و نلحق بعدين بالقهوة
بس سبقها ايمن و خذي السفرة : نراجو القهوة
و نظرتها ليه كل يوم و كأنها اول يوم تشوفه …. و هذا الاحساس اللي كان يوصله في كل مرة و هدا سر نجاح عشرتهم مع بعض …
و من ثاني يوم اوفى بوعده ايمن و خذي عيلته و معاهم المهدي في جولة داخل المدينة نوعا ما طلعت المهدي من الحالة النفسية السيئة اللي كان فيها و كان طول الوقت يسال في ايمن شنو صار هنا و شنو في و الاخير يجاوب باستفاضة
مع اذان المغرب لهذا اليوم
افطيمة شافت المهدي مقعمز برا جت ناحيته
و عاد هو دائما مركز ع الصوت من ضربة العكوز ع الارض عرف انها هي ابتسم : خالتي افطيمة
: ايه انا وانت ما يفوتك شي
ضحك و وقف صافحها : عاد طبيعي نعرفك من ضربة العكوز
:-شنو حالك ؟
المهدي : الحمدلله ، ارتاحي
حطت الكرسي و قعمزت جنبه : ايه شنو دايرة امك مع الحرب هذه ؟
رد : زي الناس … قاعدة متحملة و تراجي و خلاص
: ايه و الله … لكن و الله هلكتنا و تعبنا واجد ذكرتني بايام الشر اللي زمان ايه يا ولدي انتم ما شفتوا منه شي لكن احني ياما رينا من هم
و انسجم المهدي في الحكاوي معاها لان يعشق ناس زمان و نمط حياتهم و حكاياتهم : امتى بديتي في خدمة العبي يا خالتي افطيمة قبل تتزوجي عمي اسماعيل الله يرحمه و الا بعد
و هو قال عمي اسماعيل و هي دارت شوط بكي : ايه ع عمك اسماعيل رحمة الله عليه ما في زيه في البلاد كلها عزني و كبرت عنده جيته صغيرة واجد و فقدته بدري يا ولدي لعنديت اليوم كل ما يأذن الفجر تقول عندي حلم و نتذكر يوم اللي بنوضه يصلي و ما ناض ( و ردت تبكي )
: الله يرحمه يا خالتي افطيمة الله يرحمه
سمعت صوت ايمن داخل الحوش : اماله اليوم قاعد ايمن مش طالعين
المهدي اهني اضطرب و فهم انها ح تاخذ منه كلام : مش عارف لتوا قاعد
افطيمة بذكاء : قلت مرات تعدوا وين ما مشيتوا امس ، مش مشيتوا عند اهلك
المهدي وقف : حيه عليا نسيت نتصل بامي توا اكيد مشغولة عليا نستاذن منك يا خالتي
و هرب من جنبها و مازالت تراقب فيه : مش ساهل يا ولد خليفة … بالله لو كان ساهل راهو مش اخته ال###
اما هو سرد لرجاء اللي صار و كان ميت ضحك
رجاء : ربي يهديها ما عندي ما بنقول …
______________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️
و دخل اغسطس …ومع ان دخوله تزامن مع شهر الخبر الا ان الليبين هالمرة ما حسوا بيه مهما كان توجهم
و بداية رمضان عنده كانت بزيارة لنوح و تعرف خلالها ع امه فاطمة اللي كانت انسانة طيبة و راقية جدا و استمر بقاءه عندهم لعند وقت السحور وين اتصل بمصطفى خذاه من عندهم و روح
نجوى يوميا تتصل باهلها و تاخذ اخبارهم و نفسيتها تغيرت تماما لانها مطمئنة ع اهلها حاليا و في تواصل بينهم
و هناء عند اختها انتصار و اخيرا قدرت تاخذ امها للاخصائي اللي اتابع عنده و نوعا ما طمنهم بان الفشل اللي صاير معاها طبيعي جدا
و لعند الان مازال ما تقرر عودتهم لحوشهم
و بدي التقويم كل يوم يتغير في تسارع غريب لعند وصل لرقم عشرين و يوم عشرين انتهى كل شي ….
و ردة الفعل تباينت حسب الانتماء فهناك من قال سقطت طرابلس و من قال تحررت و من قال سقط النظام المهم في الامر ان بالنسبة لشخصيات الرواية جلهم كانوا فرحانين انها انتهت ايا كان الفائز لكن تعبوا و ملوا الانتظار …
نجوى مش قادرة تخفي فرحتها : يعني خلاص نقدر نمشي لمصراتة
شاهين كان فرحان ع شانها : ان شاء الله يا القلب بس خلي نتأكدوا من الطريق لاني ما نقدر نغامر بيك
هي هدت شوية و رجع العقل يشتغل : اي عندك الحق نصبر عادي صبرت واجد وانا مش عارفة عليهم شي ما نصبر توا
ابتسم : سلمه العاقل ، كلمتيهم انت
نجوى تذكرت مكالمتها مع امها : اي توا كيف سكرت معاها و الله فرحانين بيطيروا
سمعوا الباب يطق : شكون بيجي توا ؟
نجوى لبست ملاية الصلاة : اطلع و شوف
و مشي شاهين فتح الباب و كانت بية قدامه : امي مرحبتين تفضلي
خشت : يزيد فضلك …
لاقتها نجوى : انستي عمتي تفضلي
قدمت و قعمزت ع الصالون : يزيد فضلك يا بنتي .. خلعتكم بجيتي في الوقت هذا
شاهين : لا علاش تقولي هكي تفضلي في اي وقت الحوش حوشك
بية شافت لنجوى : بنتي بالله عليك سامحيني عارفة مستاحشة اماليك و تبي تمشيلهم لكن حتى انا ام و خايفة ع ولدي بالله عليك اصبري و ما تمشي توا لعند الواحد يعرف شنو صاير بالزبط
ابتسمت نجوى : اكيد يا عمتي انا مستحيل نغامر بشاهين توا كنت ندويله صبرت شهور و انا مش عارفة عليهم شي ما بنصبر توا
و ارتاح بالها : ربي يطمنك كيف ما طمنتيني
باس جبينها : يا امي ما تخممي بكل و بعدين المكتوب الواحد ما يقدر يهرب منه سوى اهني او مصراتة او حتى سرت
: عارفة يا ولدي لكن عاد الله غالب كبد
وقفت : هيا نخليكم ترتاحوا
نجوى : و الله العظيم ما تطلعي لعنديت نجيب الشاهي خليك هدرزي معانا
شاهين فرح بتصرف نجوى : اي. يالله تريحي و كانك ع بوي نتصل بيه يجي
اعترضت بية : لا بوك خليه رقد من قبل نجيكم
و استمرت في الهدرزة معاهم و في داخلها كانت متمنية لو ربي رازقهم و لو بطفل واحد كانت حياتهم تغيرت لكن هذه اقسام من عند الله و لا اعتراض
لا اعتراض ع قضاء الله … و من يقدر يعترض و العياذ بالله
بعد عرف ان الحرب انتهت كان كله سعادة ان خلاص الامور ح ترجع لنصابها
بس صوت واحد صرخة قوية عبت المكان غيرت الفرحة هذه لحزن و مش اي حزن لا فقدان الاخ و الصديق و الرفيق لشخص زي عبدالخالق مش بالامر السهل لان مش من الساهل يدير اصحاب
: من وين الصوت هذا
معتز دور بعيونه و لاحظ الناس تخش لحوش منصف : معقولة
عبدالخالق دفعه من الباب و طلع من السور يدور بعيونه يأشر ع الحوش : من عندهم مات ؟
معتز مشي وراه : هو
حرك راسه بنفي : لا مش هو ، منصف جاني يا راجل بعد انصبت و من كم يوم مكلمني ع الارضي ما فيه شي خلينا نمشوا نشوفًوا من في عندهم ميت
و لو كذبت يا عبدالخالق دموعك اللي تنزل دليل ع شنو ؟ حسيت صح
و ايه حس و من ما يحس برفيقه
و من ما يحس وقت يشوف ام رفيقه تبكي و تنقز بدون وعي منها امتى رد الوعي بعد شافاته : نصوفه مات يا رفيقه نصوفه خلاص عدا مع من بتهدرز يا عبدو مع من بتدير عشاء مع من يا ولد خليفة و ضنايا مات وووك عليا وووك لحق خوه هدا ولحق ع خوه
و جلس عبدالخالق ارضا و صار يبكي كالطفل معش حس بشي و كيف يحس بعد الخبر هدا
و ما من شباب فقدتهم ليبيا في اليوم هذا نسال الله لهم المغفرة و الرحمة و نسال الله الصبر و السلوان لاهلهم و ذويهم
و اندفن منصف ثاني يوم كان حاضر فيها عبدالخالق و يوسف و زي ما نقص عدد اصدقاء ايمن نقص عدد اصدقاءك يا عبدالخالق و هلبة زيك نقص عددهم …
____________بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️
يوم 22/08
فاجا حمزة اهله وقت روح بدون ما يعطيهم علم بعودته للحوش
كان نازل فرحان بيطير من فرحته اللي قدر و اخيرا يرجع لمصراتة بس استغرب ان عبدالخالق وقت شافه ما تحرك من مكانه لا لاقاه و لا حتى وقف و لا ابتسامة ع وجهه : السلام عليكم
رد عادي : و عليكم السلام الحمدلله ع سلامتكم
حس بخوف شديد لو يكون صاير شي و اخفوه عنه شاف لهاله ع شان تخش طول و نفذت طلبه بمجرد ما مرت من جنب عبدالخالق : السلام عليكم
: و عليكم السلام
حمزة وصل في خوه : عبدالخالق
وقف الاخير و ما عنده نية لشي سلم عليه عادي : انست
: اتي شنو في خيرك
بس انتهى كلامه معاه وقت طلعوا العيلة و ما وقفت الاحضان دقيقة من واحد لواحد لعند نسي امر عبدالخالق و خش معاهم داخل
فتحية ضاماته ليها بقوة : و الله ماني مصدقة
كان متحشم من الموقف : الحمدلله … غمة و انزاحت … ايه قولولي عبدالخالق خيره
تغيرت وجوههم كلهم
بس اللي اجاب سؤاله المهدي: منصف توفى
انصدم : امتى
و بدي المهدي يسرد في تفاصيل موته و جنازته و قداش وجعه حمزة. و هو يتذكر كيف وقف معاه في عرسه و في بناء حوشه
فتحية : غادة ضمي دار الضيوف ع شان يقعد فيها خوك و مراته خليها تحط دبشها فيها
غادة وقفت: حاضر .. تعالي يا هالة
و مشو الاثنين يجهزوا في الدار اما سارة فكانت طالعة من حالة الخوف و الاكتئاب و تجهز للموجودين في قهوة
فتحية مستمرة تحكي : اهو نقعدوا فيها الدار هذه لعنديت تصين حوشك
بس حمزة صدمها برده : حوشي معش نبيه بكل يا امي و ياريت تفهميني انا السور هذا ما شفت فيه الا المشاكل من بعد مات سيدي
فتحية ما عجبها كلامه : شنو دخل الحوش في اللي صار معاك يارحمان ؟
رد بدون ما يشوفلها : عارف ان الحوش ما دخله بس انا مش ناسي ان في الحوش هداخسرت بنتي و بعدين انا راهو من قبلها مش مرتاح (تذكر وقت يضرب فيه جمال فلقة قدامهم غمض عيونه و رجع فتحهم بقوة في محاولة ان يطرد الصور هذه من مخيلته ) السور هذا كله ما شفت فيه الفرح يوم خليني تربحي خليني نمشي ونعيش كيف ما نبي بالك بعدها نرتاح
المهدي الوحيد اللي كان فاهم عليه لهذا تدخل . : طالما هو مش متريح خليه ع راحته و نعرفوا منه ع شنو ناوي …
حمزة بدي يشرح : مش حصتي هنا في الحوش و باسمي لو عبدالخالق يرضى نبدل انا وياه هو ياخذ الحوش و القطعة اللي هنا و انا ناخذ برا السور جنب قطعة المهدي اللي كتبتهله عمتي برنية
تفاجئت : تقعد عمرك كله و انت تبني ليك قريب ستة سنين في الحوش هدا و كم بتقعد بيش تكمل الثاني
عبدالخالق سمعهم و هو كيف داخل و قرر ينهي الامر من عنده : انا راضي يا امي
(عبدالخالق من البداية ما كان راضي يسكت بعيد ع العيلة لان يبي يكون قريب عليهم و ع امه بالذات …. )
و كمل عبدالخالق : ح نعطيك يا حمزة فلوسي اللي مجمعهم للبني ابدا بيهن و انا ناخذ الحوش وقت نفكر نكمله ح نصينه ان شاء الله
فتحية ساكتة ، و عبدالخالق طلع و سيبهم
و اهني حمزة صارحها : كوني راضية عليا يا فتحية لانك لو مش راضية كل شي في حياتي مش ح يمشي صح و نقعد طول عمري حاس بالذنب
و اهني المهدي كان اكثر شخص فاهمها : اطمن امي طالما الكونغرس راضي مش ح تقول لا
فتحية فنصت فيه : شنو الكلام هذا كلكم سوا سوا
المهدي بنبرة فيها من التهكم ما فيها : عارف حتى انا كلنا سوا سوا
فتحية بدت تخطط : معناها نفضي داري و الا دار المهدي جيب الموبيليا متاعك و اقعد فيها لعنديت تكمل حوشك
و شي مثل هدا مستحيل عند حمزة و شخصيته لان يحب الاستقلالية. : مستحيل الشي هذا يا امي انا ما بنقدر نعيش في دار و طبعي انت تعرفيه اكثر مني ما نبي مشاكل مع حد خليني براحتي
المهدي اقترح : في حوش عيلة ### قريب علينا الراجل يبي ياجره مش بعيد علينا واجد
حمزة ما حب يخفي عليهم : ايه اصلا شفته ح ناخذ الاثاث و اهو قريب عليكم
وافقت فتحية …بس في داخلها نقمت ع هالة لان في رايها هي اللي ما تبي تسكن معاهم في الحوش
و استمرت في معاملة هالة بجفاف الم و ياناري الاخيرة حست بالشي هدا و بالذات عاد توا قاعذة معاهم في الحوش و في خاطرها قالت يعني وقت انحلت مشكلتي مع سارة تصير مشكلة مع راس المال نفسها
و لان حمزة طبعه صعب ما كانت تقدر تصارحه
لهذا مشت و خلاص لعند يوم يوم 24 اغسطس
كانت خلاص متضايقة من كلام فتحية اللي كان كله ع المراة اللي اطلع الراجل من عيلته
هالة جابت الفواكة حطتهم وقتها كان قريب سحور : مهدي عمتي مواطية عليا العين مش عارفة خيرها
المهدي بدون مقدمات : نسالك و ردي عليا بصدق موضوع الطلوع من الحوش انت سببه و انت اللي ما تبي تقعدي معانا في الحوش
رقرقوا عيونها بالدموع : و الله العظيم ما ليا دخل فيه ، اما امتى عندي كلام معاه حمزة من امتى يسال فيا صح واجعني بنتي اللي دفنتها لكن ما خطر في بالي ان ما عاد يبي الحوش لعند سمعتها معاكم توا ، مهدي انا قلتلك انت خويا و اكيد ح تصدقني لانك تعرف حمزة اكثر مني
و المهدي كان قريب من هالة و فاهمها زي ما فاهم حمزة بالضبط : معناها سلم وخيتي بري ديري قهوة و امشيلها في الصالة و ادوي معاها و صدقيني مجرد تسمع منك انك ما دخلك في شي ح ترد معاك زي زمان
وقفت ع طول : توا توا نمشي لان و الله انا ما نحب المشاكل ما صدقت انا وسارة ولت علاقتنا سمحة
ابتسم المهدي : معناها يالله
و نفذت كلامه و مشتلها بسفرة القهوة و صارحتها و حلفت انها ما دارت شي و لا تدخلت في قصة الحوش
و ذاب الجليد و من سيرة لسيرة ردت الامور لنصابها…
و مرت الايام ….. و جي العيد الصغير و لان في عائلات فاقدة ابناءها كان عيد باهت عند الكل و فرحته ناقصة
الا عند حوش خليفة بن عمار … لان اليوم كان موعد جيتها لبلادها و اهلها
نزلت و السيارة تمشي
و شاهين عيط عليها : نجوى
هي ما اهتمت و جرت لعند وصلت المربوعة و عند بابها كان اللقاء معاه لاحظت الحزن في عيونه : عبدو
و بدون مقدمات دفن راسه في حضنها و صار يبكي
هي خافت : اسم الله عليك حبيبي خيرك ؟
و استمر بذات الحال لعند هي خافت يكون صاير شي و ما قالولها عنها : عبدالخالق طمني يا خويا ليش تبكي
و المهدي طلع لان سمع صوت السيارة : شاهين
و بين صوت عبدالخالق و نجوى و صوت المهدي، شاهين اختار يسلم ع المهدي و بالك يفهم منه : كيف حالك يا مهدي
ضمه المهدي بشوق كبير : الحمدلله انت شنو حالك و شنو حال اهلك
: الحمدلله كلهم يسلموا عليكم ، لكن قولي خيرا عبدالخالق
المهدي طغي الحزن ع نبرة صوته : صاحبه توفى من كم يوم
شاهين : من ، الدرية
رد المهدي : منصف
وجهه تغير و حس الدنيا لفت بيه عاد هو عاشرهم في فترة عرس حمزة : انا لله و انا اليه راجعون ربي يتقبله برحمته
: امين
ابتعد عنها و مسح وجهه : خوفتك
نجوى : عادي انت شغلتني بس شنو صاير معاك
تهرب من نظراتها : صاحبي منصف توفى
شهقت نجوى : لا حول و لا قوة الا بالله ربي يرحمه
ابتسم مجاملة و سلم ع شاهين و معاه استذكروا اجمل لحظات عاشوهم مع المرحوم ….
يوم 20/10/2011
كان ………. طاير من فرحته لان ح………و لان يوم خميس كان عبارة عن………
و ما مشو……… و اخبره ……. ان بوها ح يجيبها
و تفقدوا……….. و طول الوقت الكلام ع اللي صار في الحرب و كل واحد يروي قصة من عنده
و وصلت…………. و قالت………. و ……
و………. قريب ينجن عليها
دخل…………
: لولا الحلال و الحرام كنت حضنتك لقلبي ع ما انا مستاحشك
: بتخسروا شخص في المدرسة
: ان شاء الله مش رافع
: لا ……….
بخوف : كيف قصدك م……
: شنو ناقصكم يا اولادي ؟
: هذا مقدور عليه لاني حاطه في راسي
مشي…….. : نبي نطلب منك خدمة
: قول …….. اللي تبيه تديره
: في بيني و بين………. سوء تفاهم و صارت الحرب و زاد الوضع سوء
: لا ليش هكي انتم خوت الكلام هذا غلط مازلتوا
ودخل……. عليها : اللي واخذ عقلك يتهني بيه
ثلاث حروف وقت جمعهم عرف ان القادم جدا صعب عليه و عليها ..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)