رواية عيون أوقفت التار الفصل الخامس 5 بقلم زينب سمير توفيق
رواية عيون أوقفت التار الجزء الخامس
رواية عيون أوقفت التار البارت الخامس
رواية عيون أوقفت التار الحلقة الخامسة
عدى عليها وأخدها من كليتها كالعادة، كان الصمت سيد الموقف كل واحد فيهم في ملكوت لوحده، لحد ما بصلها و- شامخة، كنت عايز أسألك عن همام
بصتله بعدم فهم- وأنت عايز أية من همام وُلد عمي؟
بصلها بحيرة يعرفها ولا لا؟ بس هو دايمًا بيحب الصراحة، مبيحبش الطرق الملتوية
– بصي هقولك حاجة أنا مش فاهمها لدلوقتي، بس الرقم اللي بعتلي الصور إيـاها، يبقى همام
وسعت عيونها بدهشـة و- كيف عاد؟ أزاي يعمل عملة شينة زي دي ولية؟ دا أنا بت عمه
حرك كتفه بحيرة و- ما دا اللي محيرني ومش فاهمه! لية ممكن يعمل حركة زي دي؟ فكرني مثلًا ممكن أغضب وأتهور وأطلقك؟
– معتچدش دا مراده، هو عارف زين إن الطلاچ صعب چوي، ومش سهل.. جوازنا حصل علشان نوچف الدم مش نزوده
هز رأسه بإيجاب وأقتناع قبل ما يكمل بحيرة أشـد- أومال أية ممكن يكون السبب؟
– يمكن عايز يبني بينا حاجز، منطلچش بس منبچاش كويسين مع بعض
– ممكن، رغم إنه مش محتاج يعمل كدا، دا اللي حاصل فعلًا
بسخرية أتكلم وبدهشة بصتله، لحد دلوقتي شايف إنهم في صراع؟ رغم إنها من غير ما تحس ممشيتش على خطتها اللي عملتها في التعامل معاه، جمود وبرود.. مقدرتش تتصنعهم كتير قدامه
ولسة شايف فيه حاجز بينهم!
– أنت لساتك شايف إننا مش زين مع بعضينا؟
– أنا مش عايز نبقى هاديين وكأننا أتنين أعداء وبينا هدنة، أنا عايز أكتر من كدا ياشامخة، أفتكري كلامي اللي قولتهولك قبل كدا كويس.
الصمت كالعادة أول ما يفتح الحوار دا.. اللي بيلاقيه، أتنهد وغير الحوار- إنهاردة حفلة عيلة جينا، تحبي تيجي معايا؟
-مهتتحرجش مني؟
ظهرت الدهشة في عيونه و- أتحرج منك؟ أية الكلام الغريب اللي بتقوليه دا
فسرت وهي بتشوح بإيدها في كل مكان بإرتباك- مني ومن لهچتي وشكلي ولبسي، من چلة تعليمي.. ومن طريچة جوازنا، يعني اللي أعرفه إنك حد مهم چوي إهنه، ومشهور چوي، أكيد إني مشرفكش
كانت بتردد الكلام بآلم وقهر، كإنها بتفتكر ذكرى أليمة
بصلها بصدمة و- أية الكلام اللي بتقوليه دا؟ لا طبعًا مفيش حاجة من دي حقيقة، أنا مستحيل أتحرج أو أتكسف منك ياشامخة، بعدين لبسك وعاداتك وتقاليدك.. ولهجتك.. كل دي زي ما هي كيانك وبتعبر عنك وعن أصلك فبتعبر عني أنا كمان
كان عدم التصديق مالي عينيها، مش مصدقاه! ودا هو أستغرب منه جدًا، لية واخدة عنه الفكرة السيئة دي؟
مـد إيده يمسك إيدها علشان يلفت أنتباهها اللي راح لمكان بعيد و- شامخة، مين صورلك أو أزاي خدتي عني فكرة زي دي؟
فاقت من شرودها وبعديت إيديها عنه بإرتباك و- محدش، انا بس توچتش إكدة علشان بس عايش هنا بچالك كتير چوي
– مهما عشت هنا، هيفضل أصلي صعيدي وبفتخر بـ دا، وبفتخر إنك مراتي، لأنك ترفعي من قدر أي حد ياشامخة
عيونه كانت مليانة صدق وكلامه، لكن أي صوره تصدق ريان فيها؟ دي ولا التانية اللي كان مستقل منها وبيها!
وتزداد الحيرة..
*****
– أنت أتجنيت عاد ياهمام؟ كيف تعمل عملة زي دي، دا لو عمك عرف هيچطع خبرك، ولو جوزها عرف هيچتلك، أزاي ياض تجيلك الجراءة تدخل أوضتها تتدعبس في حاجتها وتاخد المحمول بتاعها وتعمل كل دا! حتى مرحمتش أخوك الميت من شرك
همام بنظرات ماكرة- متبچاش چلوچ إكدة، مفيش حاجة من دي هتحصل، أنا مظبط كل حاجة، الخط اللي بعت منه مبچاش موجود ومش هيعرفوا إنه بتاعي، وإن عرفوا هنكر ومش هيلاچوه معاي فيتكتموا دا لو أتكلموا أصلًا، إهنه تتصدچ الإشاعة قبل الحچيچة، أول ما يتچال إن شامخة باعته صور شينة ليها لخطيبها الكل هيصدچ مهما نفوا دا بعد إكده ودا اللي عايزه
صاحبه كان بيبصله بصدمة من شـره وتفكيره و- أنت طلعت شيطان عاد ياهمام، مصعبتش عليك بت عمك؟ كل دا علشان متجوزتش أخوك وراحت لغيره؟
لمعت سخرية مريرة على ملامح وشـه و- دا ظنك؟ مفكر إني عامل كل دا علشان خاطر أخويا، دا أنت غلبان چوي
ظهرت الدهشة على ملامح صاحبه و- أومال لو مش علشان إكدة، يبقى لية؟ معجبكش الصلح وعايز ترجع الدنيا تچيد نار تاني بينكم وبين الزداينة؟
بلا مبالاة رد- أنا ولا تفرج معايا كل الحكايات الهبلة دي، لا تار ولا غيره، إتصالحوا أتخاصموا خلصوا على بعض، ولا يفرچ معايا
بحيرة – حيرتني معاك يابن الفزايعة، أومال أية غرضك من كل ده؟
عيونه شردت، رفعها للسما وهو بيبتسم، صورة بتظهر في خياله، مـد إيده وكإنه عايز يلمسها لكنها كالعادة قبل ما يلمسها أتبخرت من بين إيده، حتى أحلامه رافضة فيها تكون ويـاه وقال بشرود- حاجة في نفس يعقوب، حاجة مش هسكت غير لما أنولها
*****
دخلوا الحفلة وهو ماسك إيدها بين إيديه، لابسة فستان محجبات لطيف وبسيط، مكحلة عيونها اللي بتجيبه الأرض، ولافة حجابها كويس، عرض عليها إنها تلفه على وشها زي عادتها لكنها رفضت، شافت إنه مش مناسب للأجواء
وهو بس كل غرضه إنه يخفي ملامحها عن عيون الكل
كانت ساحرة، كان متوتر مش عايز حد غيره يشوفها
وهي كمان متوترة لأسباب مختلفة خالص، جو جديد وناس جديدة وتخاف يحس بالفرق بيها وبينهم، هي أعظم حد في عيون نفسها إلا لما تكون الحاجة تخصه!
لمح ناس معارفه فشدها تمشي معاه و- تعالي هعرفك على ناس صحابي
قرب وسلم عليهم، وعرضها عليهم و- أعرفكم شامخة مراتي
مرات واحد من أصحابه بإعجاب- واو إسمها جميل أوي
أبتسمت شامخة بإحراج، واحد صاحبه- كان معاك حق لما سبت بنات مصر كلهم اللي هيموتوا عليك وأخترت من بلدك، بنات الصعيد غير برضوا
مراته بنظرة غضب مصطنع- تقصد أية بكلامك دا ياحبيبي؟
بتراجع وخوف مصطنع- قصدي أنا خدت أحلى واحدة من بنات مصر ومكنش هيبقاله حاجة خلاص
ضحك الكل، ست منهم كانت بتقيمها من فوق لتحت بنظرات متفحصة قبل ما ترفع عيونها تبص لريان و- الصراحة أنا لما عرفت إنك سبت جينا قولت أكيد أختار حد محصلش طالاما ساب جينا بجلالة قدرها، لكن..
هزت وشها بملامح أسف مصطنع..
ظهر صوت من وراهم وإيد بتمسك دراع ريان الشمال، واليمين كان ماسك بيها شامخة اللي كاتمة غيظها بالعافية و- جينا مين اللي أتسابت ياحبيبتي؟ أنا وريان لسة مخط بين زي ما أحنا
بصلها الكل بدهشة وصدمة، حتى شامخة سابت دراع ريان بزهول، بص هو لجينا بعدم تصديق من مدى وقاحتها
الست بدهشة- معقول؟ وأزاي رضيتي إنه يتجوز غيرك؟ متوقعتش منك كدا أبدًا ياجينا
جينا- ريان شرحلي أبعاد الموضوع دا، أنتوا عارفين إنه من الصعيد وكان عنده مشكلة كبيرة جدًا مكانتش هتخلص إلا بجوازه فوافقت علشان الحوار فعلًا كان مخليه أستريس جدًا، كان خايف على مشاعري وفي نفس الوقت عايز ينهي المشكلة، فوافقت علشان خاطره، كان هو بس خايف على رد فعلي، لكن بالنسبة ليها
شاورت لشامخة بنوع من الإستهزاء و- مبيفرقش معاها الحوار دا، بتبقى عارفة وهي بتتجوز إن جوزها ممكن يتجوز عليها التانية والتالتة..
بصت شامخة بدموع لريان، علشان كدا هو جابها هنا، علشان تتهان؟
علشان تسمع الحقيقة المُرة، فكرت إنه فعلًا بيحترمها، عايز يكمل جوازتهم، لكنه بيتلاعب بيها، وجينا هي حبيبته اللي عارفة.. أدق التفاصيل للموضوع كإنها عايشة معاهم!
سابت إيده وطلعت تجري مشى خطوتين ينادي عليها- شامخة
لكنها مسمعتش ألتف يبص لجينا بملامح غضب، الكل كان بدأ يتفرج عليهم، قرب منها ومسكها من دراعها يدوس عليه بغل وعنف لدرجة إنها تآوهت بوجع و- ريان أنت بتوجعني، سيبني..
– أنتي لسة شوفتي وجع دا أنا هخرب بيتك انتي وأبوكي اللي معرفش يربيكي
بص للكل ورجع يبصلها وبصوت عالي علشان يضمن يوصل للكل- بطلي ترمي نفسك عليا بقى، مش معنى إني مش راضي أحرجك أنتي وأبوكي اللي عرض عليا إني أتجوزك وأنا رفضت بدل المرة تلاتة وأربعة يبقى هفضل بالذوق دا كتير، أنا كنت سايبك تلعبي وتكدبي على الناس بحكاية الإرتباط دي قولت عيلة بكرة هتعقل وتفهم إني مستحيل أبص لأمثالها، لكن الموضوع يوصل لمراتي يبقى أنتي اللي جنيتي على نفسك، يا جماعة..
رفع راسه يبص للكل و- لا كان ولا هيكون في بيني وبين جينا أي أرتباط في يوم من الأيام، جينا مش البنت اللي أتمنى تكون في حياتي، السـت الوحيدة اللي أتمنيتها والحمدلله إني نولتها هي شامخة مراتي، شامخة أسم على مسمى، رافعة راسها بشموخ والرجالة اللي بتتهاتف علشان تنول قربها مش بترمي نفسها عليهم
وبصلها بإستهزاء لأخر مرة قبل ما يمشي وفي طريقه قابل أبوها اللي كان واقف يسمع كل اللي بيحصل بزهول و- إنسى أن كان في شراكة بينا، وحق مراتي أنا هعرف أخده كويس منكم، أنا هنسفك من السـوق، ودي قرصة ودن علشان معرفتش تربي بنتك
ومشى والصمت بس اللي بيحصل على المكان
فكرته كالعادة مش هيكسفها، لكنه صدمها!
*****
طلع برة لقاها بتعيط ومنهارة، واقفة في جنب وحاضنة نفسها بدراعتها، قرب منها بلهفة و- شامخة، صدقيني كل اللي قالته كدب وأنا بهدلتهالك جوه
رفعت عيونها اللي أول مرة يلمح فيهم الضعف، والدموع و- بطل كدب بچي، أنت كنت حايبني إهنه علشان تتمسخر عليا، لسة شايفني چليلة في نظرك ومش چد مچامك، لسة شايفني البت اللي متلچش إنها تحمل اسمك
بصلها بدهشة من كلامها و- الكلام دا مش حقيقي وأنا قولتلك كدا الصبح، ثم أنتي لية جايبة التأكيد دا كله؟ وكإني قولت الكلام دا قبل كدا!
صرخت فيه- لأن دا اللي حصل.. ولا هتعمل حالك دلوق مش فاكر؟
– أنا فعلًا مش فاكر حاجة زي دي، لانها محصلتش من أساسه، شامخة انا أول مرة شوفتك كانت يوم رجوعي من السفر فاكرة؟ لما خبطتي فيا عند سور نجع الزداينة وهربتي مني.. فأزاي أكون قولت حاجة زي دي واأنا اللي بعدها علطول اللي طلبت إيدك؟
بصتله بتحاول تسبر أغواره، كلامه صادق بس أزاي! في حاجة مش مفهومة..
سأل سؤال ظهر فجأة في راسه، ياما شغله وملقاش ليه إجابة- أنتِ لية صح كنتِ عند السـور؟ معقول كنتي ناوية تدخلي النجع وتاخدي بـ تار دياب؟
بصتله بقلة حيلة، لسة بيجيب سيرة دياب
حيلة ممزوجة بإرتباك.. متقدرش أبدًا تقوله هي لية كانت هناك..
متقدرش..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون أوقفت التار)