رواية عينيكي وطني وعنواني الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أمل نصر
رواية عينيكي وطني وعنواني البارت السابع والعشرون
رواية عينيكي وطني وعنواني الجزء السابع والعشرون
رواية عينيكي وطني وعنواني الحلقة السابعة والعشرون
أغمض عيناه وتنهد بسأم وهو يستمع لإلحاح أخيه عليه في الهاتف بعد ان رد على اتصاله اَخيرًا.. بعد عدة اتصالات منه كان قد تجاهلها في خضم انشغاله مع رسائل حودة وسماع التسجيلات .. حتى انه تجاهل اتصالات شروق بهِ واكتفى بإرسال رسالة موجزة لها على تطبيق الوتساب يخبرها انه سيحاول الاتصال به لاحقًا لانشغاله مع أحد الأشخاص.. قال بتعب:
– يابني خلاص بقولك هاجي ان شاء الله.. بس مش لازم يعني يكون على الغدا.. سيبني بس افضى شوية كدة من المشوار اللي في ايدي.. وبعدها اشوف بقى.
– ……………………
– ياحبيبي ابوس ايدك سيبني دلوقتي انا مش فاضي.. هاتصل بيك بعد شوية ….. خلاص ياعلاء ياحبيبي فهمت….. طمنها بس انت وقولها اني جاي النهاردة.. على العشا تمام ماشي…….. ما انا كدة كدة كنت عايزك في كلام مهم ……. هو دا وقته؟ بقولك مشغول يابني اما شوفك هاقولك ……….سلام بقى الله يخليك.
انهى مكالمته سريعًا رغم شعوره بتعجب أخيه وارتيابه.. ولكنه مضطر لضيق الوقت بيده خصوصًا بعد اطلاعه على الرسالة الاَخيرة لحودة!
صفق باب سيارته يغلقه بقوة بعد ان ترجل منها.. ثم سار بضع الخطوات القليلة نحو المبني القديم.. بعد أن صف السيارة بجواره.. اعتلي الدرج المتهالك بخفة وسرعة حتى وصل امام الشقة الموصوفة له من حودة في الطابق الأول في الجهة اليمين.. وقبل ان يطرق بقبضته على باب الشقة.. رفع هاتفه ليرى اَخر التسجيلات المرسلة من حودة.. استمع لهذا الحوار الاَخير بين نيرمين وامينة وقبل انتهاء التسجيل بثواني قليلة..رفع رأسه نحو الباب الذي فُتح بغتةً.. فرأى نظرة نيرمين الجذعة بعد أن تفاجأت به.. اعتلت شفتيه إبتسامة متهكمة وهو يخاطبها:
– ايه يامدام مش هاتقوليلي اتفضل؟
حينما ظلت على تسمرها وفمها الذي يفتح ويغلق دون النطق ببنت شفاه.. دفعها هو للداخل ودلف خلفها يغلق باب الشقة بملامح متجهمة أرعدتها فارتدت للخلف بخطواتها حتى اصطدمت بأمينة التي كانت واقفة بمحلها في وسط الصالة محدقة عليهم بدهشة.. لتفاجأ بحسين الذي كان يخطوا للداخل خلف نيرمين التي مازلت ترتد للخلف بظهرها:
– أنتي بقى أمينة ياروح امك ؟
قطبت حاجبيها مذهولة من حدته بالرغم من عدم معرفتها بهِ.. نقلت نظرها باستفسار نحو نيرمين التي التصقت بالجدار خلفها.. فاأجفلها هادرًا :
– انطقي يابت .
انتفضت مرتعبة فردت على الفور :
– ايوة يابيه انا أمينة.. بس هو انت مين بالظبط يعني؟ ظابط ولا شرطة؟
جز على فكه وهو يقترب بوجهه منها ينفث دخان من حريق صدره الغاضب ..فانتقلت عيناه نحو نيرمين يسألها بسخرية :
– إيه يامدام.. انتي مكسوفة ما تعرفيها انا مين؟ طب اعملي بالعيش والملح اللي أكلتوه مع بعض في المصنع ولا حتى أيام شقاوتك.. قبل ما توقعي الراجل الكبارة في حبالك وتخليه يتجوزك بخبرتك الواسعة.. وبعدها برضوا تحني لأصلك تخونيه مع سعد الكل……..؟
لطمت بكفيها على خديها وقد تأكد إليها استماعه لحديثها مع أمينة.. ولكن كيف هذا؟ رفعت عيناها نحو اعلى الحوائط لترى ان كان هناك كاميرا خفية.. لتفاجأ بخروج أحد الأشخاص من غرفة النوم ملثم الوجه.. غريزيًا اتجهت عيناها بشراسة نحو أمينة الواقفة محلها كتمثال حجري .. فاغرة فاهها بصدمه بلاحول لها وقوة ..استفقن الاثنتان على صيحة حسين :
– اصحي انتي وهي معايا انا معنديش وقت ليكم .
خرجت نيرمين من صمتها تدافع عن نفسها بصوتٍ مهتز:
– الكلام اللي سمعته من البت دي ياحسين انا بريئة منه.. دي واحدة غيرانة وحاقدة عليا.. زيارتي من الأساس النهاردة كانت فخ من تخطيطها وانا والنعمة مااعرف حتى ان دي شقة سعد .. اصل يعني لو هاخون جوزي صح لا سمح الله.. فينه هو دا اللي خونته معاه؟
هز رأسه بنظرة مزدرءة قبل ان يتجه لحودة الذي اظهر وجهه فانصعقت نيرمن :
– الواض دا راح فين ياحودة؟
رد حودة بعد أن نظر بطرف عينه نحو الاثنتان:
– الواض سعد من الفجرية كان في دمياط بيجيب نقلة خشب لورشته.. اخَر الأخبار اللى وصلتني من مازن هي انهم وصلوا القاهرة.. وهما دلوقتي واقفين قدام محطة بنزين يمونوا العريية النقل ويريحوا شوية في الاستراحة هناك
اقتربت منه نيرمين وهي تتحدث بدفاعية مستغلة المعلومات الاَخيرة :
– اهو قالك بنفسه اهو انه من الفجرية برة البلد.. يعني انا بريئة اهو من التهمة الزور وكلام البت دي بت الحرام.. دي شايفة الناس كلها أوساخ زيها هي وامها .
نزل حسين بانظاره للإسفل نحو الأكياس المرتمية على الأرض قبل ان ينقلها مرة أخرى نحو نيرمين بابتسامة ساخرة ذات مغزى .. قبل ان يقول لها من بين أسنانه :
– عارفة يابت ال….. لولا بس ان عندي اللي اهم منك وعشان انتي خلاص كمان بقيتي كارت محروق ومن النهاردة هاترجعي لمكانك الطبيعي في اقرب مقلب زبالة.. لكنت انتظرت عشان اشهد عليكي العمارة كلها مع الكل…. بتاعك بس ملحقوقة.. اخلص بس من اللي في إيدي دلوقتي ..اخلصي ياللا غوري من وشي .
انتفضت من صيحته التي خرجت فجأة فأجفلتها.. لدرجة انها وقفت محلها غير مستوعبة.. فاطلق صيحة اخرى أشد حزمًا وحسمًا :
– غوري بقولك دلوقتي انا مش فاضيلك .
وقتها لم تشعر بقدميها التي انطلقت كالريح نحو الباب الخروج.. مما جعل امينة المصعوقة يخرج صوتها اَخيرًا بتشتت:
– هو انتوا جاين لمين بالظبط ؟
لم ينطق حسين وهو ينظر اليها بغموض فخرجت الإجابة من حودة الذي كان يلعب بهاتفه:
– احنا جاينلك انتي ياحلوة عشان نسجل معاكي لقاء تليفزيوني.. ها نسجل بقى ونقول اكشن؟!
……………………….
خرج علاء من غرفته ليجلس حول السفرة على احدى مقاعدها بغرض تناول طعام افطاره من بعض الاصناف الموجودة عليها.. ولكنه كان واجما بحيرة.. لا يدري سببًا لهذا القلق الذي شعر به من وقت انتهاء مكالمته السريعة مع شقيقه… نبرة صوته كانت منفعلة و غريبة عن طبيعته الهادئة والرزينة.. هذا بالإضافة لهذه الجملة الغريبة عن اخباره بكلامٍ مهم .. ترى مالذي يشغلك ياحسين وسوف تفاجئني به؟
– رد عليك ؟
– همممم
ارتفعت عيناه نحو والدته وقد استفاق من شروده :
– بتقولي حاجة ياامي ؟
تبسمت زهيرة بارتياب وهي تجلس امامه وتضع عن يدها طبق الجبن… ترد:
– ايه اللي واخد عقلك ياحبيبي ومخليك تنسى حتى اكلك؟
ارتفع حاجبيه باستيعاب فتبسم بتصنع رغم اضطرابه قائلًا وهو يتناول قطعة من الخبز يضعها بطبق الفول:
– عريس جديد يا أمي ..وشئ طبيعي إني اسرح في عروستي .
قطبت حاحبيها وارتسم على وجهها عدم التصديق .. فقالت :
– قالك ايه اخوك ؟
– قالي انه هايجي على العشا.
ردت زهيرة بتذمر :
لسة كمان هايقعد للعشا؟ انا كنت عايزاه يجي على الغدا يابني .
رد علاء بابتسامة وهو يضع اللقيمة بفمه :
– وفرقت ايه بس ياست الكل ان كان عشا ولا غدا ؟ مش المهم بقى انه يجي؟
اومأت زهيرة برأسها وهي تدعي تناول الطعام دون.. شهية تذكر وهذا لعدم شعورها بالإرتياح
…………………………
امام احدى الكافتريات الشعبية بجوار احدى محطات البنزين كان جالسًا على مقعدٍ بلاستيكي .. يتناول افطاره من شطائر الفلول والفلافل الموضوع على المنضدة الخشبية التي توسطت الجلسة بينه وبين سائق الشاحنة المحملة بالأخشاب.. صدح هاتفه باتصالها اصدر بفمه صوت قرقعة بسأم وهو يتجاهل الرد.. ولكنها حاولت مرة واخرى حتى اثارت اهتمام السائق معه:
– ماترد يامعلم سعد لاحسن تكون مكالمة مهمة ولا حاجة!
رد عليه بملامح الملل :
– ياعم ولا مهمة ولا حاجة.. دي بس زن نسوان فاضية للرغي والكلام الفاضي .
على صوت ضحك الرجل قبل يرد بمرح :
– وافرض ياعم ان كانت نسوان فاضية ولا حتى رغاية.. هو في حد طايل في الزمن ده؟ رد يا سعد باشا وماتتكسفش.. انا هاقوم بقى اوسعلك الجو و ادخل الحمام جوا.. وانت بقى عيش وخد راحتك..ها .
قال الاَخيرة بغمزة وهو ينهض من ثم تحرك ذاهبًا امامه.. رفع سعد حاجبه بانتشاء وهو يرد على اتصالها :
– ايوة يانرمين.. عايزة ايه ؟
وصله صوتها الباكي :
– ايوة ياسعد انا اتخرب بيتي وكله من بوز الأخص البت امينة .
اعتدل في جلسته يسألها بعدم استيعاب:
– امينة مين يازفتة؟ هو انتي بتقولي ايه بالظبط ؟
هتفت تشهق بالبكاء:
– بقولك امينة ياسعد اللي انتي متاويها في بيتك ولا اكنها عشيقتك؟ الزفتة جرجرت رجلي وخلتني اروحلك الشقة عندك النهاردة وفتحت معايا في كلام جديد وقديم عن سيرتي معاك ومع الرجالة اللي مشيت معاهم قبلك.. وكل اتسجل عند حسين اللي طب علينا فجأة مع الواد حود…….
– بس الله يخرب بيتك .
خرجت منه بمقاطعة هادرة وقد انتفض من جلسته واقفًا.. وتابع:
– ممكن بقى تفهميني اللي حصل بالظبط؟ وبالراحة وبإيجاز عشان افهم.. والمهم دلوقتي بقى قولولي انت بتكلميني من فين؟
سحبت نفسٍ طويل تحاول التماسك قبل ان ترد اخيرًا:
– انا واقفة في شارع السوق اللي القريب من بيتك.
………………………..
بعد قليل وبداخل سيارة النقل الكبيرة التي كان يقودها بسرعة عالية كالبرق رغم حمولتها الثقلية
.. بعد ان استمع لشرحها الوافي لما حدث وأجفتله بالأهم وهو مشاهدتها لحسين وحودة خارجين من مبنى شقته وامينة مسحوبة كالشاه لتذهب معهم بالسيارة.. لم يمتلك رفاهية التفكير بعدها وهو يتناول سلاسل مفاتيح السيارة وقبعة راس السائق الذي لم ينتظر خروجه من غرفة المراحيض العمومية بهذه المنطقه.. قفز سريعا بدخلها في الأمام خلف عجلة القيادة وذهب بالسيارة دون سائقها.. كل ما كان يدور بعقله هو ايقافهم عن الوصول لوجهتهم.. لو علم علاء بما فعله قديمًا او عصام او أدهم المصري؟ وما ادراك ما ادهم المصري؟ ستكون نهايته حتمًا بالإضافة الى ضياع كل ما تمكن من بناءه في السنين الفائتة.. الايكفي له سرقته حلم عمره بالإرتباط بها أو بشبيهتها لايهم.. كان على علم بخط سيرهم الاَن لمعرفته الدقيقة لوجهتهم والطرق المؤدية لحارتهم.. في بعض اللحظات الفاصلة لايمكن التنبؤ بأفعال الفرد حينما يكون مهدد.. لايمكن تنبؤ فعل الفرد ليتمكن من النجاة.. ولابد له من النجاة.. ولا يوجد حلُ اَخر .
وكانت الفرصة حينما رأى السيارة التي يعلمها جيدًا اَتية من مسافة قريبة في الجهة العكسية.. لم يتردد حينما زود السرعة اكثر والتف بها في اول فرصة وجدها امامه في الطريق .. كان من الجميل في الأمر هو ان قيادة سيارتهم كانت عادية وطبيعية لدرجة مكنته للحاق بهم حتى اصبحوا على مرمى بصره فهدئ من سرعته قليلًا حتى على اقترب نسبيًا منهم .. رأسه مازلت مغطاة بقبعة رأس السائق وهو الاَن قريبًا منهم ولابد من تحين الفرصة.. والتي ما ان شعر بقربها لم ينتظر.. حينما التفت سيارة حسين امامه لتقطع طريقًا اَخر لم يتنظر وقتًا اَخر لاستغلال هذه الالتفافة وقد تلاشى عقله وضربات قلبه تنافس في سرعتها السيارة والتي زاد مرة اخرى من سرعتها بشكلٍ هستيري مكنه من صدم السيارة الكبيرة حجمًا ووزنًا بالسيارة الصغيرة بشكل اجفل ركاب السيارة و قائدها الذي لم يتمكن حتى من الاستيعاب عندما وجد نفسه ينقلب مع السيارة والاَخرين لعدة مرات بشكل عنيف ادى لتدمير السيارة للقضاء على من بداخلها!
……………………….
منذ الأمس وهي تشعر بنفسها كالحبيسة داخل غرفتها .. تتجنب اللقاء بعمتها.. من وقت ان تفاجأت بزيارتها وهي لا تفارقها النظرة الغامضة منها.. رغم تعاملها بشكل طبيعي مع الجميع ان كان أخيها شاكر او زوجته أو حتى شروق.. اما هي فلم ترتاح لهذا الوجه الملغف بالغموض.. يقلقها حتى ابتسامتها.. ترى كيف تراها الاَن؟
خرجت من شرودها على صوت فتح باب غرفتها دون طرقه.
كشرت فجر بوجهها نحو شقيقتها التي دلفت منه:
– مش تخبطي يازفتة انتي ..هي وكالة من غير بواب؟
ردت شروق بروتينة وهي تجلس بجوارها:
– هو انا دخلت عليكي وانت عريانة مثلًا يافجر؟ ما انتي بكامل هدومك أهو؟
فغرت فجر فاهها تود توبيخها بالكلمات ولكن اجفلها هذا السكون على وجه شقيقتها وعيناها المضطربة.. سألتها باقتضاب:
– مالك ؟
ردت شروق:
– مش عارفةيافجر.. بس مضايقة اوي ؟ حسين مش راضي يرد على أي اتصال مني وفي الاَخر قفل السكة في وشي.
– معقول؟! طب ليه يعني؟ دي حتى مش عاويدوا؟.
هزت شروق رأسها باضطراب وقالت بقلق:
– لا هي حصلت مرة او مرتين لما كنا نتخانق مع بعض واشد انا عليه في الكلام .. بس انا مش فاكرة خالص اني اتخاقت معاه المرة دي .
ربتت فجر على ذراعها تطمئنها بابتسامة:
– خلاص ياقمر.. يبقى أكيد عنده حاجة ضروري شغلاه.. واول مايفضى هايرن عليكي يطمنك.
تنهدت بثقل وهي تفرك يديها:
– يارب يافجر يارب .
أشفقت فجر على شقيقتها التي بدا على وجهها القلق جليًا.. فغيرت دفة حديثها :
– ماقولتليش صح ياشروق؟ هي عمتك بتتعامل كويس معاكي .
– اه طبعاً عادي وايه اللي هايغيرها معانا مثلًا؟
رفعت اليها عيناها فجأة تسألها بانتباه:
– صحيح يافجر هو انا ليه حساكي لازقة هنا في الأوضة وما بتخرجيش كعادتك .. تضحكي وتهزري معاها؟
لوت شفتيها وقالت بتوتر:
– عادي ياشروق يعني؟ انا بس ماليش مزاج ثم ان سميحة بنتها قايمة بالواجب معايا وبزيادة .. دي صدعتني بحكايتها مع جوزها وحماتها ام لسان طويل .
اشرق وجه شروق بالضحك:
– يعني عليكي ياغلبانة؟ بس ماتنكريش ان دمها عسل
اومأت برأسها فجر بيأس:
– هي فعلًا دمها عسل بس رزلة جدًا وزنانة قوي.. الا صحيح هي مش بتغلس عليكي زي انا ؟
نهضت من جوارها ترد بثقة :
– هي مين يابت اللي تغلس عليا ؟ هو انا عندي وقت ولا مرارة للعيال دي زيك؟
– ياجامد .
– امال يابنتي ؟
قالتها بثقة وهي تفتح باب الغرفة فاتفاجأت بها أمامها:
– عمتي !
اعتدلت فجر منتفضة وهي تنظر نحو وجهها الباسم وهي تخطوا لداخل الغرفة :
– ايوة عمتك ياروح عمتك .. انتي بقى عاملة ايه؟
لم تتعجب فجر من احتضان عمتها لشروق فالطالما كانت تعشق تفاصيل وجهها والتي تذكرها دائمًا بابنتها الفقيدة بهذا الشبه الكبير بينهم .. حتى برغم عشقها لفجر والتي تُشك باستمراره الاَن بعد زواجها من علاء.. ولكن تظل مكانة شروق المميزة بقلبها طوال الوقت.. اجفلت من هذه النظرة الغريبة نحوها :
– ابلة فجر .. مختفية ليه ياعروسة؟
ردت ببلاهة من توترها:
– هممم… مختفية ازاي بس ياعمتي ما انا موجودة اهو؟
ازداد اتساع ابتسمامتها الغامضة مما تسبب في زيادة قلقها ..والذي تحول لجزع وهي تستأذن من شروق للخروج من الغرفة.. كي تتركهم وحدهم .. جحظت عيناها فجر وهي تشاهد شقيقتها تنسحب من الغرفة تاركة عمتها معها وحدها بالغرفة وتغلق الباب عليهم خلفها.. ابتعلقت ريقها وهي ترى عمتها تجلس بجوارها على طرف التخت.. تهز بأقدامها مع هذه الابتسامة الغريبة والملازمة وجهها.. ثم قالت:
– حابسة نفسك عني ليه من امبارح يابت ؟
اومأت بكفها على صدرها قائلة بصدمة:
– انا ياعمتي؟ ليه بس بتقولي كدة؟
حدقت اليها بنظرة ذات مغزي .. جعلت فجر تخفض عيناها عنها باضطراب .. ولا تقوى على النظر اليهم .. وقبل ان تستمع لكلمة أخرى منها انتفضت من الصرخة التي اتت اليهم من خارج الغرفة.. بل ومن خارج الشقة نفسها ..خرجت وعمتها معها بجزع لترى الجميع خرج قبلهم نحو مصدر الصوت والذي كان صادرًا من الشقة المقابلة لهم :
– علاء .
صرخت بها وهي تسرع بخطواتها اليهم ..فرأت زهيرة المرتمية على الأرض مغشيًا عليها ..وعلاء ابنها يحاول أفاقتها ووالدتها التى دنت هي الاَخرى بجواره لمساعدته.. تسأل:
– في ايه يابني حصل إيه ؟.
رفع انظاره اليهم جميعًا بوجهٍ شاحب هاربة منه الدماء:
– ابوس ايديكم ياجماعة حد يجي يفوقها ويراعيها .. انا عايز اللحق بسرعة اخرج واروح لاخويا؟
سألت شروق على الفور:
– ماله حسبن ياعلاء؟ وانتوا ترحلوا فين؟
اطرق بوجه وخرجت كلماته بصعوبة:
– اخويا عمل حادثة!
هذه المراة الصرخة خرجت من فجر .. جزعًا على شقيقتها التي سقطت هي الأخرى مغشيًا عليها!
……………………..
بعد اقل من نصف ساعة تقريبًا .. كان بداخل المشفي يعدوا مع شاكر وابنتيه بخطواتٍ مسرعة ومتماسكة رغم.. رهبة الحدث .. وصعوبته بعد تمكنه من الوصل بمعجزة الى المشفى .. تاركًا والدته المريضة برعاية سميرة.. وصل الى قسم الإستعلامات بالقسم يسأل احدى العاملات :
– لو سمحتي كنت عايزة اسأل عن حسين المصري وحودة عرفان.
ردت العاملة وهي تنظر بإحدى الدفاتر أمامها:
– اللي جم في الحادثة حضرتك ؟
اومأ برأسه دون النطق ببنت شفاه :
ردت الفتاة بعملية :
– حضرتك هما وصلوا في حالة صعبة اوي .. واحد في العمليات دلوقتي مع نخبة من الدكاترة تحت اشراف الدكتور عصام .
– الدكتور عصام !!
– ايوة حضرتك والتاني بقى؟
سألها بتوجس ماله التاني؟
قالت بأسف :
– للأسف تعيش انت .. والبقاء لله.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عينيكي وطني وعنواني)