رواية عينيكي وطني وعنواني الفصل التاسع عشر 19 بقلم أمل نصر
رواية عينيكي وطني وعنواني البارت التاسع عشر
رواية عينيكي وطني وعنواني الجزء التاسع عشر
رواية عينيكي وطني وعنواني الحلقة التاسعة عشر
تتهادى بخطواتها الرقيقة وهي تقطع طرقات المدرسة و كأنها منفصلة عن الواقع .. تتلقى التحية من زملاءها وبعض الطالبات.. فتومئ اليهم برأسها وعقلها يدور في حيرة تتملكها منذ ايام.. مشاعر غريبة بدأت تنبت بداخلها تجاه شخص كان منذ فترة طويلة من عمرها .. تشمئز كُرها بمجرد ذكر اسمه.. لا تعلم ولا تجد تفسير لهذا الارتباك الذي تشعر به اثناء وجوده.. والسؤال المُلح هو.. هل من الممكن ان يحدث؟
تنهدت بثقل وهي تدلف لداخل غرفة المدرسات وهي تجزم بداخلها ان الايام كفيلة لتعلم حقيقة ماتشعر به تجاهه
القت التحية على اثتنان منهم جالسات بركنٍ وحدهم يتحادثن ويضحكن كعادتهن فاقتربت من سحر وهي جالسة وحدها في اخر الغرفة.. مريحة وجنتها على كف يدها المفتوحة وهي مستندة بمرفقها على طاولة المكتب واليد الأخرى ترسم بالقلم دوائر في الصفحة الفارغة للدفتر .. القت هي حقيبتها لتجلس على المقعد امامها و تحدثها بقلق:
– صباح الخير .. حاطة ايدك على خدك ليه ياحلوة؟
ردت بفتور وهي على نفس وضعها:
– صباح الخير يافجر .. عادي يعني
قطبت حاجبيها بحيرة تسألها :
– عادي يعني!! في ايه ياسحر قلقتيني بجد؟ هو العريس زعلك ولا ايه؟قولي يابنتي وانا اعرفك مقامه .
بشبه ابتسامة اعتدلت في جلستها قبل ان ترد عليها:
– لا ياستي العريس مزعلنيش ولا حاجة.. دا انا اللي فقرية لوحدي وبوز نكد .
سألتها بذهول:
– بوز نكد!! انتِ ليه بتقولي على نفسك كدة ياسحر؟ هو ايه اللي حصل ؟
زفرت سحر قبل ان تلقي نظرة نحو زميلاتها في الطرف الاَخر لغرفتها..فاطمأنت لانشغالهم في الحديث والضحكات فقالت بتردد:
– هو انا وحشة يافجر ولا شكلي كبير عن سني؟
اسرعت فجر للنفي بقلق :
– لا ياحبيبتي ولا اي حاجة من دول.. يابنتي ليه بتقولي كدة؟
تنهدت بعمق قبل ان ترد:
– عشان هو دا اللي مزعلني يافجر.. انا من ساعة ما اتخطبت لرمزي وشايفة نظرات الناس ليا واكني خدت حاجة مش من حقي.. شايفينه هو صغير وانا كبيرة رغم اننا مقاربين لبعض في السن وبالعكس بقى هو اكبر مني بسنة.. انا طول عمري بشوف نفسي حلوة يافجر.. لكن من ساعة ما اتخطبت لرمزي بقيت اشوف نفسي ناقصة ولا وحشة من نظرات الناس اللي مستكتراه عليا.. انا شوفت النظرات دي في البلد هناك وكبرت مخي عشان مجتمع ريفي.. لكن هنا في المدينة لقيته افظع من تلمحيات الجيران ولا حقد بعض المدرسات الزملة اللي بشوفه بشكل واضح في عيونهم.. ولا الطالبات اللي كان بيتمايعوا ويتمايصوا قدامه يوم ماجاه معايا المدرسة واكنهم بيقنعوه يسيب مدرستهم القرشانة ويتجوز واحدة صغيرة منهم .
ربتت فجر على كفها فقالت بإشفاق:
– ماتحسيش حد من الناس دي ياسحر وتتعبي نفسك.. محدش ببيحب الخير لحد.. ونظرة الحقد والحسد هاتلاقيها في اي حتى تروحيها.. خليكي واثقة في نفسك وخلي حب رمزي ليكي سلاح تواجهي بيه اي حد من الناس دي .
قالت بتشكك:
– تفتكري رمزي هايستمر بجد في حبه ده ولا هايرجع في كلامه من تلميحات الناس ونظراتهم؟
ردت فجر بابتسامة مشرقة:
– افتكر وافتكر قوي كمان.. انا من ساعة ما شوفته المرة اللي فاتت وانا قلبي حس بحبه وتعلقه بيكي من اول نظرة
همست سحر بتمني :
– يارب يافجر يطلع كلامك صح وما انصدمش فيه هو كمان .. انا قلبي خلاص مش متحمل اي حزن تاني .
ضغطت فجر على كف صديقتها قائلة بدعم:
– ياحبيبتي ربنا ما يجيب حزن تاني ابدًا ويتم فرحتكم بخير انتي ورمزي.
……………………..
بخطوة غريبة وغير متوقعة ذهب اليه في مقر عمله عله يجد حلًا لهذه الأسئلة الملحة داخل عقله.. من وصف رجل الاستعلامات الذي ساله فور ان دلف للمشفى.. يبدوا انه اقترب .. توقف بوسط الرواق كي يسأل عامل النظافة والذي اخبره بإكمال طريقه وسيجد.المكتب امامه من جهة اليمين .. حينما وصل واخبر سكرتير مكتبه لم يتأخر الرجل عنه ثواني حينما داخل مكتب مديره.. وبعدها خرج مهرولًا يخبره ان المدير في انتظاره..
وبداخل المكتب و بعد ان استقبله عصام بترحابٍ شديد وجلس هو مقابله على كرسي المكتب ألأمامي.. تكلم علاء بجمود :
– انا عارف انك مستغرب جيتي المفاجاة دي بس انا …
– مش مهم السبب ياعلاء.. المهم انك جيت .
قالها عصام بمقاطعة ولهفة جعلت علاء يهز رأسه بحركة غير مفهومة قبل ان يرد :
– لو سمحت عشان نبقى واضحين ..مش معنى ان جيت يبقى خلاص انا صدقت .
رد عصام بحماس :
– والله عارف كل كلامك .. بس انا فرحان انك ابتديت تسجيب وتسمعني ودي في حد ذاتها خطوة كبيرة وانا كنت بحلم بيها من زمان .
حدق اليه علاء لبعض اللحظات صامتًا تذكر فيها ايام الصداقة القديمة ولكنه اجلى الفكرة عن رأسه فورًا فتكلم بجدية :
– انا كنت عايز أسالك عن البنت الخدامة.. انت كنت تعرف لها قرايب او عنوان عشان اسال عنه؟
هز برأسه نافيًا بإحباط :
– للأسف ياعلاء .. البنت اختفت نهائي بعد الموضوع ده.. دورت عليها بكل السبل ومعرفتش اعثر عليها .. لأني مكنتش اعرف عنها حاجة غير انها من طرف سعد .. إللي لما سألته هو كمان انكر قرابته ليها وقالي انها مجرد معرفة رغم انه لما جابها وصاني عليها ولا اكنها واحدة من قرايبه؟
همس علاء بصوتٍ خفيض بحيرة :
– تاني برضوا ياسعد.. وبعدين بقى.
اجفله عصام وهو يسأله:
– عاملة إيه الاَنسة فجر؟ وإيه اخبارها .
توحشت ملامح وجه علاء وهو يرد عليه بفظاظة:
– وانت مالك بفجر ؟ تعرفها منين عشان تسأل عليها؟
رد عصام بابتسامة مستترة:
– عادي يعني لما اسأل عليها.. مش هي كانت حاضرة معانا في ساعة الكلام.. يعني بقت طرف في الموضوع.
كشر علاء وهو يرد بصوتٍ خشن :
– لا بقى هي مش طرف عشان تسأل عليها ولا تكلمها.. وكلامك يبقى معايا انا وبس.. دا لو في كلام .. سلام بقى
قال الاَخيرة وهو ينهض تاركًا عصام ينظر في اثره بدهشة مع ابتسامة جميلة وكأنه استعاد صديقه القديم .
……………………….
وفي المساء
وبداخل منزل ادهم المصري كانت الاسرتان مجتمعتان على مائدة سفرة طويلة.. تراصت عليها مجموعة كبيرة من اشهى والذ الاطعمة.. ادهم كان على رأس السفرة وعلى جانبه الايمن كانت زوجته نيرمين واولاده علاء وحسين وفي الجانب الاَخر كان شاكر وزوجته سميرة وبناتها فجر وشروق وأصغر الابناء ابراهيم الذي كان جالسًا مقابل علاء الذي كان يغدق عليها باهتمامه.. اما ادهم فكان يوزع اهتمامه على شاكر وأسرته بشكلٍ مبالغ فيه.. حتى انه نسي هو ان يتناول طعامه لولا شاكر الذي هتف عليه بتحذير :
– والله ياحج ادهم لو ماكنت تاكل قدامي ماهاحط لقمة في بوقي لا انا ولا الاولاد .
زمجر ادهم رافضًا وهو يجلس على مقعده:
– وايه لزوم الحلفان بس ياشاكر؟
رد شاكر متشدقًا:
– امال يعني عايزني اقولك ايه بس وانت عمال تضايف فينا وناسي نفسك من غير ماتحط في جوفك لقمة؟ في إيه ياراجل؟ هو احنا ضيوف؟ دا احنا نسايب واهل في بعضاينا.
رد ادهم بابتسامة ومودة :
– واكتر من اهل كمان.. ربنا يديم المحبة مابينا .
تبادل حسين واخيه الأبتسامة بارتياح من موقف ابيهم وفعله المشرف مع اهل عروسه قبل ان يعود بنظرات عشقه اليها.. ومن نفس الجهة كان علاء الذي لم يرفع عيناه عن محبوبته التي كانت تتناول طعامها بهذا الارتباك الذي اصبح مصاحبها طوال جلستها امامه وهي شاعرة بنظراته المسلطة عليها ..كل هذا امام نيرمين التي تبتلع طعامه بصعوبة وهي ترى علاء المصري بجلالة قدره والذي جعلها تدور حول نفسها مررًا حتى تحظى بنظرة صغيرة منه وفشلت.. هو الاَن يحدق بهيام مراهق صغير نحو هذه الفتاة العادية الجمال.. او حتى لو كانت جميلة..فماذا تفرق عن غيرها ومالذي يميزها كي تأسر قلب هذا الوحش .
افاقت من شردوها على صوت أدهم وهو يسألهم :
– ها ياجماعة يارب يكون الاكل عجبكم.. ايه رايك في الاكل ياست سميرة؟ بما انك الخبيرة وسطينا .
ردت سميرة بابتسامة:
– ماشاء الله ياابوعلاء ..السفرة شكلها يفرح باللي عليها ولكن دا من صنع ايديكي يامدام نيرمين ؟
اجفلت نيرمين من سؤالها المباغت قبل ان تتلبسها العنجهية فقالت بتفاخر :
– لا في الحقيقة ياست سميرة.. انا مابطبخش بآيدي خالص ..الحاجات دي كلها بإيد الطباخ .
جز علاء فكه منها وهو يكتم غضبه ولكنه تفاجأ من رد سميرة التي خاطبتها بمكر :
– اه ياحبيبتي يعني انتي مابتطبخيش بإيدك.. طب حتى لو كان كدة يابنتي.. برضوا لازم تقفي،على راسه تشرفي وتراعي بنفسك عشان تطمني.. يعني مثلًا انا لاحظت ان معظم الاكل هنا ملحه زايد ودي حاجة مش كويسة على صحة جوزك .. دا غير ان في حاجات كتير هنا الطباخ اهتم فيها بالمظهر والشكل لكن الطعم مش بنفس الحلاوة.
بهتت نيرمين وهي لاتجد ماترد به على تدخل سميرة السافر وتلميحاتها الغير مقبولة..التفتت لأدهم لتسبين رد فعله ولكنها وجدته يأكل غير عابئ ونفس الأمر مع الجميع .. واكملت سميرة.
– حقة ياابوعلاء ..زهيرة امبارح بعتتلي طبق محشي على الغدا.. كنت هاكل صوابعي وراه انا والولاد.. دا غير نفسها كمان في الحلويات.. ماقولكش .
اغمض أدهم عيناه بألم وكأن رائحة طعام زوجته اتت اليه من الماضي فقال باشتياق :
– انتي هاتقوليلي على اكلها؟ ما انا عارفة وحافظه كمان . اخخخ.
لكز شاكر من تحت المنضدة بقدمه ساق زوجته بأعين محذرة حتى تكف على الكلام ولكن الرد جاء من حسين الذي اردف هو الاَخر بخبث:
– عندك حق ياخالتي سميرة.. دا من ساعة مااتعشيت عندها اول امبارح وانا حاسس بطعم الحمام المحشي بتاعها لسة في بقي من كتر حلاوته.. طب تصدقي انا حاسس اني لسه شامم ريحته .
تدخل شاكر بمزاح بعد ان لاحظ تأثر ادهم من حديثهم :
– لا بقى دي فرطت منك ياحسين .. عشان الحمام هنا قدامك عالسفرة ياحبيبي.. يعني شئ طبيعي تشم الريحة.
– بجد ياعم شاكر.. تصدق نسيت هههه
قالها حسين وانطلقت الضحكات ليسود المرح على الجميع عدا نيرمين التي كانت تغلي من الغيظ.. ولا تجد من يشاركها وكأنهم جميعًا اتفقوا على اهانتها .
بعد انتهاءهم من وجبة الطعام أخذهم أدهم مع ابنائه الأثنان بجولة داخل البيت حتى انه عرفهم على شقة في الطابق الثاني والتي ستكون خاصة بحسين وشروق بعد الزواج ..والتشطيبات التي تسير فيها على قدمٍ وثاق للأنتهاء منها خلال الشهور المتبقية للسنة الاَخيرة في دراسة شروق.. على أن يتم الزفاف فور انتهائها من الاختبارات الاَخيرة.. بعد ذلك دعاهم لشرب الشاي في حديقة منزله الخلفية.. خرج معه الجميع عدا فجر التي تسمرت مذهولة امام صورة اسرية معلقة بوسط بهو المنزل الكبير.. ضمت الصورة العم ادهم وهو اصغر من ذلك بسنواتٍ طويلة.. واقفًا بزهو وسعادة محاوطًا بكفه على جسد علاء الصغير وهو يشبهه في الوقفة والتفاصيل الجسديه والكف الاخرى وضعها على كتف زوجته الجميلة زهيرة وهي تحمل ابنها حسين وهو يشببها كثيرًا في طفولته بعيناه الخضروان وبشرته البيضاء.. تظهر الصورة مدى سعادة الأسرة وترابطها ومعبرة عن شخصياتهم الحقيقية دون تزيف.
– عجبتك الصورة؟
انتفضت مجفلة على صوته الذي اتي فجاة خلفها.. فأكمل وهو يتقدم إليها بخطواته حتى اصبح بجوارها:
– معلش ان كنت خضيتك.. بس انا استغربت يعني لما لقيتك مخرجتيش معانا برة في الجنينة واما رجعت شوفتك واقفة متسمرة قدام الصورة .
ردت بابتسامة خفيفة ومحرجة:
– لا ولايهمك.. بس بصراحة ان الصورة شدتني اوي.. وغصب عني،لقتني واقفة متنحة قدامها
تبسم علاء وقال بحنين:
– انا كان عمري وقتها عشر سنين وحسين كان عمره ساعتها اربعة.. ابويا في يومها بقى كان واخدنا زيارة لمولد السيدة ودخلنا الاستديو ده عشان نتصور وتبقى ذكرة .
قالت هي:
– الصورة جميلة.. بس اللى تجنن فيها بجد خالتي زهيرة.. ماشاء الله عليها دي كانت قمر .
مط شفتيه وقال:
– هي فعلًا كانت قمر ومازالت.. بس انا بسبب الصورة دي عملت اول خناقة في حياتي وروحت فيها القسم .
اللتفتت اليه مرتعبة تسأله:
– يانهار ابيض.. ليه بقى؟
اجابها :
– عشان في يوميها انا كنت راجع من الدرس ورايح استلم الصور من صاحب الاستديو.. بس ابن العبيطة بقى كان بيطلع في الصور قدامي ويبص بوقاحة.. لحد اما عاكس صورة امي قدامي وانا بقى الدم غلي في نفوخي قومت مكسر كاميرة التصوير فوق دماغه.. وبعدها روحنا القسم وابويا دفع تمنها وعملنا مع الراجل محضر صلح .. ولولا كدة كنت هاتحبس .
كانت فاغرة فاهها وهي تستمع له حتى سالته بذهول :
– يانهار ابيض.. على كدة بقى عمي ادهم ضربك هو كمان بعدها ولا عاقبك؟
تبسم بتفاخر رجولي :
– بالعكس بقى دا فرح بيا اوي عشان طلعت راجل ومااتحملتش على امي كلمة .
سالته بفضول :
– هو قال ايه على خالتي زهيرة وخلاك اتعصبت كدة؟
تحمحم بحرج قبل ان يجيبها بتردد:
– ااا..قالي انها حلوة .
– يعني ايه؟
قالتها بعدم فهم لبعض الثواني قبل ان تأتي براسها فقالت بمرح :
– قالك ماما حلوة؟
اومأ بعيناه وهو يدير راسهِ عنها بحرج ولكنها اعادها فور ان سمع ضحكتها التى صدحت في ارجاء البيت الكبير بصوت عالي قبل ان تحاول كتم فمها بكفها.. حدق بها عن قرب يرسم تفاصيل وجهها الجميل وهي لا تستطيع التوقف عن الضحك.. بشقاوة لم يرها عليها قبل ذلك.. حتى اصابته هو ايضًا العدوى.. فشاركها الضحك على حرج بسعادة يتراقص لها قلبه .
لبضع لحظات ظلوا غير قادرين عن التوقف هما الاثنان .. غافلين عن زوج عينان بنيتان تراقبهم من مسافة قريبة.. تتأكل من الغيظ.. انسحبت حتى لا تفتعل معهم فضيحة ويذهب كل تعبها وشقائها هباءًا.. دلفت لداخل غرفتها وهي تقبض وتفتح على كفها حتى تستطيع السيطرة على هذه النيران المشتعلة بداخلها.. ضربت بكفيها بعنف على تسريحة مراَتها وهي تنظر لوجهها المحتقن بالغضب المكتوم وصدرها يصعد ويهبط بسرعة من فرط انفعالها ونيرانها ..حتى اخرجها صوت الهاتف ينبأها بمكالمة واردة ..فور ان رأت الاسم فتحت ترد بغضب :
– نعم عايز انت كمان؟ ومتصل ليه في الوقت ده اساسًا؟
وصلها صوته المتهكم :
– صوتك متغير ليه يابرنسيسة؟ هو انتِ مش مبسوطة مع ضيوف الهنا؟
قالت وهي تجز على اسنانها:
– والنبي ياشيخ وحياة الغالين عندك.. ارحمني من اسلولك المستفز ده.. انا فيا اللي،مكافيني.. هلاقيها منك انا ولا من جوز المضاريب اللي سيطروا على عقول الشباب وخلوهم زي الخواتم في صوابعهم .
سألها باهتمام :
– تقصدي مين يانرمين بكلامك ده؟
ردت هاتفة بصوتٍ خفيض:
– اقصد الزفتة خطيبة حسين والحية اختها اللي لفت المعلم علاء وبقى عامل قصادها زي العيل الصغير.
– تقصدي فجر يانرمين ؟
– ايوة زفتة ياسيدي.. اقفل والنبي انا مش متحملة. اقفل ينوبك ثواب .
في الناحية الأخر اغلق معها المكالمة وهو ينفث دخان الشيشية عاليًا في الهواء و يردد بانتشاء :
– يعني الحكاية فيها فجر.. وانا اقول القديم بيتحفر فيه ليه ؟ اممم .. كدة بقى اكيد ليها حل!
………………………..
بعد ان هدأت ضحكاتهم اكمل هو بتأثر وهو يحدق معها بالصورة:
– انا امي غلبانة اوي يافجر ..على قد جمالها دا كله لكن عمرها ما اتكبرت ولا شافت نفسها على ابويا.. بالعكس كمان دي من ساعة ماجابها من بلدها اللي في الأرياف وهي تحت رجله وبتخدمه وتقريبًا نست بلدها من قلة المرواح هناك بعد ابوها ما مات وبقت عيلتها هي كل دنيتها لكن بقى المرض كسرها وهدها واثر كمان على جمالها..
ردت بسرعة:
– لا طبعًا المرض مأثرش على جمالها ..خالتي زهيرة لساها زي القمر وتجنن كمان.
– تعرفي انك شبها .
– نعم!!
قالتها وكأنها تتأكد من صدق ماسمعته، فكرر هو جملته ونظرة دافئة من عيناه أسرت عيناها بصدقها:
– بقولك يافجر.. انك تشبهي والدتي في حاجات كتير. اوي .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عينيكي وطني وعنواني)