رواية عيسى القائد الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية محمد
رواية عيسى القائد البارت التاسع عشر
رواية عيسى القائد الجزء التاسع عشر
رواية عيسى القائد الحلقة التاسعة عشر
أردف عيسى بتردد:
” بس… بس خالد طالب إيديكي مني، خالد بيحبك “..
توسعت عيناهـا تسأله بصدمه:
” اي!!! “…
صمـت عيسى لدقائق يتـابع ملامحهـا المصدومـه ثم أردف بهدوء:
” لكن في النهـاية اللي أنتي عاوزاه أنا هعملـه.. “.
تحـرك عيسى للداخـل وهي خلفه تجـلي في زاويـة الغرفـة شاردة في أمرها بينمـا جلس عيسـى و منتصـر علي الأريكـة القريبة للفـراش يتابعـن فردوس بمـلل حتي بدأت في الحركه فتحـركوا ليقفوا جوارها لتتمتم بضيق:
” اتلم يا منتصر “..
نظر عيسى لها بتعجب وأقترب منها، بينما فتح منتصـر عينيه بصدمه وهو يضع يديه علي وجهه…
” بطـل قلة الأدب “..
إلتفت عيسى ينظر لمنتصـر بضيق بينمـا صاح الأخر يدافع عن نفسه:
” ورب الكعبه أنا معملتش حاجـه “…
تحـرك بحـرج يحـاول إفـاقتها فهـو يعـلم زوجتـه، ليست خجـولة بأي شكـل و الآن مـع التخديـر يُمكنـها التمـادي لأقصي درجـه..
وضعـت حنة يـدها علي وجـهها تكتم ضحكـاتها وقد احمر وجهها خجـلا، اتجه عيسى يجلس جوارها فأستـفزته ضحكاتها المكتـومة ليُصيح بضيق:
” اسكتي أنتي كمـان بدل ما أولع فيها دلوقتي “..
دلف خـالد للغرفـة وتعـجب لرؤيتـه لضحـكات حنة ولكنه إبتسـم وشرد بها لثـواني ليتجـه عيسـى يقف أمامها يُردف بنبـرة جافه:
” ما هي ناقصاك أنت كمـان “..
تعجـب خالد يسأله بتيه:
” أنا عملت اي! أنا جاي أشوف الحالة “..
” طيب ركز مع الحـالة يا دكـتور، مع الحاله يا حبيبي، المشرحة مش ناقصه قُتلـه “..
تحـرك خـالد متعجـبا تجـاه فردوس بينمـا تابعتـه حنة بإبتسامـة هادئه وحيرة تملكتهـا وحزن بدي يسـري بداخلهـا عندمـا تذكـرت أمر ذلك الشاب الذي تقـدم لخطبتهـا أكثر من مرة حتي وافقـت بالنهاية رغمـا عن قلبهـا..
ولكنهـا كانت تخشي الوحـدة فأختها ستتزوج بعـض بضعة أشهـر و ستبقي بمفـردها لا صاحـب لهـا، وهو أخبرها بأنه يُصـدق قصتهـا و لا مانـع له وبدي لها مهـذب وأخلاقه عاليـه فـوافقت علهـا تبدأ حيـاة جـديدة و تنسـى أمر خـالد و لكنها ببساطه بعـد ما أخبرها به عيسى لن تستطيـع فعل ذلك الآن…
وأخيـرا عادت فـردوس لوعيها برغم أنها بدأت تهذي ببعض الكلمـات ولكن وضعهـا كان سيئـا عندما بدأت في التقيئ فأقتـربت لها حنـة لتهتم بهـا ولكن الأمر لم يتوقـف حتى بعـد ثلاث ساعات..
” هـو اللي بيحصـل دا طبيعي يـعنـي!! “..
سألها منتصر فأومأت حنة برأسهـا:
” هتبقي كويـسة دلوقتـي “..
تحـرك عيسـى للخـارج بقـلق فـلم تأتيـه أي معلومة عن وضـع أخيه حتي الآن وأختفي خـالد منذ ما يقـارب الساعتيـن، إلتفت علي صـوت إغلاق الباب ليجـدها حنـة تردف بقلق:
” لو في مشكله مع عمـار أكيد دكتور خالد هيقـولنا. متقلقش يا عيسى ان شاء الله خير “…
” أنا هروح أشوفه مش هستني الإحتمالات، أنا غلطت لما مسافرناش برا “..
” طيب خلينا نـروح نتطمـن عليـه أحسن “..
تحـرك كلاهمـا لغـرفة العنـايـة ليـجدا خالـد بالداخل فألتفـت لهـم، تنهـد بتعب ثم ابتعـد يتـرك مكانه لعيـسى:
” أهو يا دكـتور عمار، عيسـى هيطمنك بنفسه علي فردوس “..
نظـر عمـار بتعـب لعيسـى فأبتسم عيسى يردف بهدوء:
” متقلقش هي كويسـة وفاقت وقاعديـن معاها علي ما أنت تخرج من هنا، أنا جاي بس أتطمن عليك “..
ابتسم خالد يومئ له:
” ومتقلقش عليه، عمار زي الفـل وهيخـرج خلاص من العناية كمان عشر دقايق، مفيش أي داعي للقلق “..
آتي الليـل بعـد يـوم مرهق، استعـادت فردوس وعيهـا بالكـامل وجلس منتصـر أمامهـا يُطعمهـا و تكـورت حنة بجسـدها علي الأريكـة تقـرأ وردها من القـرآن الكريم و بالغرفـة المجـاورة جـلس عيسـى بجـوار عمـار يُعطيـه الهاتف ليُحادث والدتـه..
………………………………………………………..
وقفـت جميـلة أمام البـاب تهـندم ثيـابها وخصـلات شعـرها ثم قامت بطـرق البـاب بخفـه، آتي سليـم بعـد دقيقـة واحـدة وعلي عينيه آثـر النـوم..
” يقطعنـي يا دكـتور مكنتش أعرف إنك نايم، بس لسه بدري يعني “..
” خير يا ست جميـلة، محتاجة حاجة!! “..
” مفيش أصل كنت قـاعدة لوحـدي مش لاقيه حاجه أعملها وقـولت آجي أقعـد معاكم شوية “..
” معلشي والله بس المدام مش موجودة “..
طالعته بخـبث وأردفت بأريحيه:
” وأي يعنـي هـقعد مع حضرتك شوية أنا أصـلي برتاح في الكلام معاك أكتر من المدام، متزعلشي يعني هي قفيلـة شوية “..
تسمـر سليم مكـانه عندما تحركت للداخـل وجلسـت علي الأريكـة و نظرت له بإبتسـامه وهي تداعب خصلات شعرهـا..
تحرك تجاهها يجلس علي مسافة منها يسألها بضيق:
” ما تجيبي من الأخر كدا يا ست جميـلة، أنتي عاوزة اي؟! “..
ضحكـت بخفه ثم أردفت:
” أنت شايف إي؟! ”
ضحك سليم بسخرية وأجابها بحده:
” بصي أنا راجل محتـرم و بيحترم الست اللي معاه بقـولك قومي اتكـلي علي الله وملكيش دعـوة بيـا “..
أقتـربت منـه تُحادثـه بنبـرة لعوبة:
” وهي يعني البـومة اللي أنت متجوزها دي تستاهل تعمل كدا علشانها “..
ابتعـد يدفعها بعيدا عنه يُكمل بنفس حدته:
” أولا مراتي مش بومـة، وآه هي تستاهل فأتفضلي برا “..
وبرغم ذلك عادت لتقتـرب منه من جـديـد ليتفاجأ الإثنين ب زيـن التي دلفت للتو ونظرت لهـم بصدمه، ازدرد لعـابه ينظر تجـاهها بتـوتر بينمـا جميـله أؤدفت بتلعثم:
” طيب أنا هروح أجيب العلاج اللي أنت قولت عليه يا دكتور، مع السلامه “..
تحركت جميـلة للخارج فتابعتها زين بأعين حادة أثارت الرعب بداخل الأخري، بينمـا وقف سليم يتابـع رد فعلها وموقفها مما حدث بأعين متعجبـه..
تحـركت تجـاه الغـرفـة فتحـرك خلفهـا وقـد فقد عقله الآن من بـرودها ولد يعد يتحمـله..
أمسك بذراعهـا يسحبها لتلتفت لـه فصرخ بها:
” أنتي مفيش دم خالص!!! اي مش شايفـة اللي حصل؟! مش حاسـه بأي حاجه! أنتي حجر!! “..
” المفروض أحس ب اي! “..
” تحسي ب اي؟؟؟ ليـه هو أنا مش جـوزك! مش أنتي مراتي والمفـروض لما تشوفي موقف زي دا يبقي في أي رد فعل!!! “..
” أنا واثقة فيك أصلا وعارفه إنها ست مش كويسة “..
” والمفـروض أنا اتبسط بقي!! “..
” عاوزني أعمل اي يا زيـن أروح أجيبها من شعرهـا يعنـي!! “.
” ومتجيبيهـاش ليـه!!! “..
صرخ بهـا غاضبا فصرخت به هي الأخري بقلة حيلة:
” عشان دي قد الجامـوسه وأنا مفييش نفس أضربهـا ولو كنت دخلت معاها في خناقـة كانت هتبهـدلني، هو اه أنا اه مش طايقاها ولا طايقة اي واحده تقرب منك وتقريبا كدا بحبك بس دا مش معناه أضحي بحياتي عشانك يعني!!! “..
” وأنا كمان بحبك، وغوري بقي من وشي “..
جـلس كلا منهمـا علي طرف الفـراش يعطي ظهره للأخـر يتنفس بـغضب، حتي أدرك الإثنين ما تفوهـا بـه فألتفتا بنفس الوقت:
” أنت قولت اي؟! ”
“أنتي قـولتي اي؟!”..
اتسعـت ابتسامـة سليـم يتحرك تجاهها ولكنها طالعته بغضـب وتحركت لخـارج الغـرفة فتحـرك خلفهـا يُمسك بيدها فألتفتت لـه تنظـر أرضا..
” بصيلي “..
رفعـت عينيها ليجـدها مليئة بالدموع فسألها بتعجب:
” بتعيطي ليه؟! “..
” أنت ليـه تحب واحدة بومة زي ما هي قالت!! أنا عملت اي يخليك ترفضها أنا حتي كل الوقت بعيدة عنك”..
” زين أنا حتي لو مكنتش متجوزك فأنا مقبلش إني أعمل كـدا أصلا! أنا عارف ربنا يا زيـن حتي لو أنا بغلط بس في حـدود وبعـدين أنتي مش بومـة يا حبيبتي أنتي بتمري بمشكـلة وأنا معـاكي لحد ما تبقي كويسـه “..
مسحـت عينيهـا وأنفهـا بأكمام ثوبهـا وسألته بصوت خافت:
” أنت قولت حبيبتي صح!! “..
تابعهـا بتقـزز ثم اتجـه يأخذ منديـلا و أعطاه لها وأردف بضيق:
” وشكلي هرجع في كلامي “..
ضحكت بيـن دمـوعها وجـلست تقـول بجدية:
” أنا عاوزة أكمـل معاك يا سليم، بص أنا مش عاوزة نقعـد في الشقـة دي، عاوزة نبدأ من الأول تـاني في شقـة تانيه، عاوزة أعمل أظبط كل حاجه فيها بطـريقتي وأحس نفسي فيها “..
” بس دا هياخـد وقت، لكـن هعملك اللي أنتي عـاوزاه، إي رأيك نعمل فرح؟! “..
” وعاوزة دبـلة ومحبس”..
“دا أكيـد”..
ابتسـمت لـه وهي بداخـلها قد استعـادت لو بعض السكـون لحياتها المليئة بالضجيج، وإن كانت تلك الحيـاة روتينيـه مملـة تجلس بغـرفتها لساعات طويلـة ليآتي هو في نهـاية اليـوم يُضفي عليـها من طاقته وحيويتـه لتبتسم من جـديد..
كل ما تتمناه هي ألا تكون مصدرا لإستنزاف طاقته تلك وأن تتمكـن من التعبير بصـدق عن مشاعرها التي تحملها بداخلها تجـاه والتي تعرفت عليـها في الآونة الأخيـرة، لتـدرك بأنها طـوال كل تلك الأشعر كانت تقـع به تدريجيـا ولكنها لم تشعـر بحماسه الحـب الأول و لوعته بسبب ما مرت بـه..
لو إلتقت به في وقت أخر لكانت هامت به عشقا، ممتنه بداخلها إنها ومن أعماق قلبها استطاعت استكشاف ذلك الحب و قد حان وقتـه…
” طيـب أنا بردو بقـول نعمل فتـرة خطـوبة كدا نتعرف علي بعض “..
” ن اي!!! إحنا عايشين مع بعض بقـالنا عشر شهـور يا زين!!!، إستهـدي بالله بلاش الأفكـار الشيطانيه دي بس “..
” اي يا سليم، أنا محتاجه أخد التجربة من أولها، لأن دا هيفـرق في نفسيتي، يعنـي مثلا تستأذن بابا عشان نخرج و تجيبلي ورد، أنت مثلا عمرك ما جيبتلي ورد “…
” وموقفي اي من أبوكي وأنا رايح أستأذن منه؟! معلشي يا بابا أنا بستأذنك بس أخد مراتي و نخرج شوية مع بعض! “..
” عادي يعـني اي المشكله مش هبقي في بيته؟! “..
” إنسي.. اللي في دماغك دا مش هيحصـل والله، أنا مش هعرف أصلا، أنا اتعودت أرجع ألاقيكي هنـا، صوتك في البيت حواليا.. كل دا والله مقدرش أستغني عنه، حتي لما أنتي قولتيلي نغير الشقة مش فارق بردو معايا المكان بس طالما أنتي معايا مفكرتش كتيـر، فمتجيش دلوقتي تقوليلي همشي!! “…
” عارف أنا اتأخرت ليـه عند ماما؟ “..
” ليه!! “..
” خالد هيبات في المستشفي وقـالتلي أبات معاها، قالتلي أقعد لحد وقت متأخر وبعـدين أكلمك أقولك إني هبات، وفعلا كنت هعمل كدا بس مكنتش مرتاحـة، كنت عاوزة أرجع وأشوفك.. أنا خايفة أوي يكون اللي بيحصل بينا دا مجرد تعود! “..
” معـتقدش، بس عارفه الحب أصلا أنـواع، حتي لو دا حب تعـود و عشرة فهو مش أقل مثلا من الحب اللي من أول نظرة.. زين أنا لما قولتلك بحبك من كام شهر علشان خاطر أقنعك تفضلي هنـا أنا فعلا كنت حاسس بمشاعر ناحيتك، اي اللي كان مخليني مستنيكي كل دا أصلا؟ بس مكنتش عاوز أبينلك مشاعري دي عشان مشتتكيش أو ألغبطك “..
” علفكـرا يا سليم أنت شبه أبطـال الروايات أوي، أوقات بحس إن إحنا مش حقيقيـن، وإننا جزء من روايـة أصلا “..
” ويمكن حد دلوقتي بيقـرأ قصتنا ومستني النهاية، هي بالنسبالهم النهاية السعيـدة بس بالنسبالي دي البداية يا زينـة.. كلمة بحبك مش نهاية لا.. دي بدايتنا مع بعـض “……
………………………………………..
في الصبـاح التـالي…
أردفت فردوس بتعـب:
” بس أنا كنت عاوزة أشوف عمار قبل ما أخرج!! هو كويس صح؟! “..
أومأ عيسى بـرأسه:
” أيوا كويس والله والعملية كانت ناجحـة و مامتـه و عمك معـاه أصلا من بدري، منتصـر راح يخرج العربيـة هو اللي هيوصلك، أنا وحنة هنفضل هنا و زمرد مستنياكي في البيت هي وماما “..
” ياه عمك الغلس دا شبـه مجـدي بجد، فيهم كرش من بعض بجد بكـرههم، طب والله تلاقيه مدفعش ولا حنية في فلوس العملية “..
” كتر خيـره إنه ربـاهم وكبرهم وعلمهم كويس، أبوكي معرفش يعمل كـدا معـايـا أنا وأنتي، إحنا اللي اتحرمنا من الأب في حياتنـا “..
ضمتـه فردوس تقـول بإبتسامة وشعور تام بالأمان:
” بس أنا دلوقتي مش حاسه إني اتحرمت من الأب، أنا بحس إني بنتك يا عيسى وأنت أبويا “..
قبـل رأسها يدرف بحنان:
” صح أنتي بنتي.. ومظنش هحـب ولادي أكتر منك “..
” ربنـا يرزقك يا رب يا عيسى “..
ابتسـم عيسى لهـا ثم ساعدهـا للجلوس علي الكرسي المتحـرك وتحرك بهـا للخـارج حيث ينتظرهم منتصـر والذي اتجـه يحملها ثم وضعها بسيـارته بهدوء و ودع عيسـى ثم انطـلق بالسيـارة…
عاد عيسى بنـظره للمشفي بضيق فهـو يكره عمه و لا يريد البقاء معـه فقـرر البقـاء بمقهي قـريب لبعض الوقـت…
جـلس متعـبا علي بإحدي الطـاولات بالزاويـة بعيدا عن الضوضـاء حتي آتاه صـوت فتـاة تستأذنه للجلـوس…
” أستاذ عيسـى.. ممكن أقعـد! “..
رفـع عيسـى رأسـه ليجـدها نفس الفتـاة التي إلتقي بهـا قبل أيـام في المطعـم.. أشار لهـا عيسى بالجلوس فأردفت بهدوء:
” أنا شوفت حضرتك في المستشفي، يعني مش براقب حضرتك ولا حاجه “..
” بتعمـلي اي في المستشفي؟! “..
” بتـابع الحمل، مهو المطـعم اللي حضـرتك خليتني أشتغل فيـه بيديني تخفيض تبـع المستشفي.. أنا اتجـوزت من تلات شهـور أنا و محمـود هو بيشتغل في محل قدام المطعـم اتعرفت عليه لما اشتغلت “..
” مرجعتيش لأبوكي! “..
” لا.. ”
“أحسن ومترجـعيش، ركزي في حيـاتك دلوقتي مع جوزك، ربنا يوفقـكم و.. شكـرا علشان مقولتيش حاجه قدام زمرد.. هي مراتي”..
” هقـول اي، حضرتك أصلا مأذتنيش في حاجه بالعكس أنت ربنـا بعتك ليـا و حياتي بقـت أحسن من بعـد ما اشتغلت في مطعمك وقابلت محمود وبرغم الظروف اتجـوزنا وربنا هيكرمنا قريب، مكنتش متخيله إن هخـلص من عمايل أبويا، الحمد لله “..
” لا.. أنا أذيتك، حتـي لو يومها محصلش حاجه بس أنا.. أذنبت أكتر من مرة بنفس الطريقـة و دلوقتي بتعـاقب، بس صعبـان عليا إن زمرد بتتعذب معـايا، أنا والله ندمت و استغـفرت وتوبت.. بحب مراتي و مش شايف غيـرها.. هي زي ما أنتي شوفتـي كدا منتقبـة و متدينـة، هاديـة و بتنصح اللي حواليهـا بهـدوء، الأول كـنت بتضايق من نور الأوضـة كل يوم ساعة الفجـر وهي قايمة تتوضي وتصلي بس دلـوقتي بقي دا المنبة بتـاعي.. أقون و أتوضي وأنزل أصلي في المسجد و لما أرجع ألاقيها قـاعدة بتقرأ في المصحف فأروح أعقد معاها ونفضل نتكـلم لحد معاد الشغل، دايما هي اللي بتديني كـل حاجه حلوة، وكـل اللي بتتمنـاه هو إنها تكـون أم… عنـدي إحساس قـوي إن ذنـوبي دي هيكـون عقابي فيهـا بالشكـل دا وكل الزعل اللي هي بتمر بيـه دا بسببي أنا “..
” كل اللي هقولـه إن النبي ﷺ قال: التوبة تجب ما قبلها، وقال عليه الصلاة والسلام: التائب من الذنب كمن لا ذنب له… فأنت تـوبت و عزمت علي إنك مترجـعش تـاني للذنب و ربنـا غـفور رحيـم.. حتي لو هو ذنـب كبيـر، إن الله يغفـر الذنوب جميـعا، فخـد بالأسبـاب و تابعـوا مع دكـتور وربنا هيـكرمكم و يجعلكم خلف صالح إن شاء الله “…
رفـع عينيـه للأعـلي يـرجو المغفـرة ثم تنهـد بتعـب وابتسم لها بخفـوت:
” شكرا يا… هو أنتي إسمك اي صحيح؟! “..
” مروة، و العفـو يا أستاذ عيسى أنا معملتش حاجه، ربنا يريح بـالك، مبسوطة إنك اتغيـرت للأحسن، أنا لازم أمشي دلـوقتي وإن شـاء الله يعنـي لو لينا لقـاء تاني أتمني تكـون وقتهـا حققت اللي بتتمنـاه “…
تحـركـت سـريعـا فهي بالفعـل تأخـرت، تاركـة خلفهـا عيسـى الذي ظـل ساكنـا لدقيقـة ثم ابتسـم براحـة، إحتسي ما تبقي من قـهوتـه و رحـل هو الأخر عائدا للمشـفي..
لسـوء حظـه إلتقـي بعمـه علي بـاب المشفي فصافحـه و تنـاولوا أطراف الحـديث علي عجـل و بالكـاد هرب منه عيسـى عائدا للأعلي…
……………………………………………………….
” تمـام هنعـيد التحـليل دا تاني بعـد أربعـة وعشـرين سـاعة، و بقيـة التحاليـل ضيفوهـا للملف كدا تمـام خلاص “…
إلتفـت خـالد لعمـار يسأله بجـدية:
” هو عيسى راح فيـن!! “..
” مش عارف “..
دلـف عيسى للغـرفة بتلك اللحظة ليلتفـت الإثنـين لـه فأبتسـم عيسى وأقتـرب يجـلس علي الكـرسي جـوار عمـار يربت علي كتفه برفق:
” إي لسـه حاسس بوجـع!! “..
” لا دلـوقتي كويس، حاسس إني عـاوز أنام “..
أردف خـالد بهدوء:
” مهي المسكـنات هي اللي هتخليك عـاوز تنـام رغمض عينيك و إرتاح أنا كدا كدا هاخـد عيسـى و هبعتلك الأنسة حنـة تتابعك “..
أشار خـالد لعيسـى ليتحـرك معـه للخـارج، وبينمـا الإثنين يتحـركـان ببطئ تجـاه غرفـة المكتب الخاصة بخـالد أردف بجدية:
” ممكـن عمار يحـصله فشل تـاني “..
إلتفـت عيسى لـه ينظر لـه بصدمـه مختلطـة بالحزن لأجل أخيه يتسأل بيأس:
” طيب مفيش حاجه نقـدر نعملهـا!! “…
” فيـه بس التكـلفـة عاليـة و كمـان العلاج دا مش متوفر في مصـر، لو كـدا هنجيبـه من بـرا “…
” تمـام مفيش مشكـلة.. قولي كدا متقـوليش هيحصل فشل تـاني يا سـاتر عليك! “..
” أيـوا يا عيسـى بس هو محتاج تـلات كورسـات من الأدويـة دي و الكورس الواحـد ممكن يكـلفك فـوق ال 2 مليـون جنيـة “…
تنهـد عيسى وأردف بجدية:
” خـالد قولي اي المطـلوب أعملـه ملكش دعـوة بالفلوس أنا معايـا.. دا أخويا يا خالد هسيبـه يمـوت!! “..
” مقـولتش حاجـه بس أنت.. أنت كتـبت القصر اللي حاطط فيه تحويشـة عمرك بإسم فردوس، أنت بنفسك كـنت قايلي إن مش معاك سيـولة غير في الشركـة ومش هينفـع تاخد منهـا “…
” معـايا متقلقش… خير ان شاء الله المهم عمار “….
” شايل مسئوليـة كل اللي حواليـك يا عيسـى، لسـه فاكـر أول مرة قابـلتك في كافيتيريـا الجامعـة.. كنت وقتهـا مستقل نفسي إني أكبر منك وباخـد مصـروف و أنت شايل مسئوليـة نفسك و والدتك، علشان كدا مش مستغـرب نجـاحك و فخـور بيك “..
ابتسـم عيسى و ابتعـد خطـوة يضـم ذراعيه أمام صدره يسأله بخبث:
” أنت بتشكـر فيا عشـان أظبطلك الجوازة ها!! “..
ضحـك خالد وأردف بتوتر:
” لا اسكت هي ان شاء الله الجوازة تمشي.. إن شاء الله لما تكـلم حنة توافق “…
حك عيسـى رأسه يـردف بحيرة:
” هو بصراحه يعني أنا كلمتهـا “…
بـرغم توتره سأله خالد بلهفـة:
” ها؟ وافقت!! أو قالتلك هتفكر! “…
” لا.. بس سيبلي المـوضوع شويـة هحاول فيـه “..
تبـدلت ملامح خـالد للجديـه يسأله ببعض الحده:
” لا فهمنـي رفضت ليـه!! “..
” هي مرفضتش يا خالد.. بص حنـة وافقت علي العريس اللي كان متقدملها، بس لمـا أنا قولتلها عنك أنا حسيتهـا زعلت وأتسرعت في موافقتها دي، أنا كنت مستني عمار بس يطـلع وهتكلم معاها.. هي المشكلة بس في فردوس هي اللي بتضغط علي حنـة.. و حنـة بتسمـغ كلامها لأنها بتحس بالذنب إن تقـريبا فردوس هي اللي متوليـه مسئوليتهـا، مش موضوع ماديات بس بوجه عام لكن دا علشان شخصية فردوس أقوي من حنة بكتيـر”..
“بس كـدا غلط، فردوس بتضغط عليها ليـه!! دا جواز يا عيسى”…
” فـردوس مش عـاوزة تسيب أختها للوحـدة بعـد ما تتجوز، بعـد ما فردوس تمشي حنة هتفضـل لوحـدها، فهي بتضغط عليها علشان عاوزاها تاخـد خطوة في حيـاتها، وهي مقتنعـة بالعريس دا أصلا من وقت ما حنة قالت عليه “..
صـاح خالد بحـده:
” يبقي هقنعهـا بيا و هقنـع أختها، والعريس دا لـو قرب منهـا هجيبـه تحت مشرطي “…
تحـرك خـالد مبتعـدا ليتبسم عيسى بخـبث و ويعـود لغرفـة أخيـه…
………………………………………………….
بعـد مرور عـدة أيـام…
استعـادت فـردوس عافيتهـا وكذلك عمـار و الذي لا يملـك أدني فكـرة عن تكـلفـة أدويتـة وقد تكفـل بها عيسـى بالكـامل….
انهمـكت زمـرد في الأيام الماضية بأعمـال المنـزل و رعايـة فردوس ثـم قـررت بنهـاية اليـوم الذهاب لصيدليتهـا وقـد تركـت رعايتهـا لطبيبتيـن من نفس فئتهـا العمرية علي أن تتابع هي من وقـت لأخر…
مضـت بضعـة ساعات وهي لا زالت ساكنـه تنظـر لشاشة الحـاسب الآلي حتـي قطـع شرودهـا صـوت عيسـى…
” سرحـانة فيـا! “..
انتبهـت له زمـرد و ابتسـمـت تسأله بتعجب:
” راجـع بدري النهـاردة… وحشتك ولا اي! “..
ابتسم عيسى وجلس أمامهـا وأمسك بيدهـا يطبع قبـلة هادئـة علي باطنهـا:
” بتوحشيني في كل لحظة أصلا.. النهـاردة معادنا عند الدكتورة أنتي ناسية ولا اي!! “..
اضطربت وسألته بحيرة:
” هي نتيجـة التحاليل طلعت!! “..
أومأ برأسـه وأردف بهـدوء:
” اه من إمبـارح.. يـلا نمشي! “..
سألتـه بحده:
” ومقولتليش ليـه!! التحاليل فيها حاجه صـح! “…
” مش عارف يا زمرد مفتحتهاش أصلا و مش هفهم فيها حاجه، بس علشان أنتي هتفهـمي فأنا مقولتلكيش، هنـعرف عند الدكـتورة.. يـلا “..
تحـرك عيسـى قبل أن يشتـد الحديث بينهـم، هي غاضبه وهو يعـلم ذلك ولكنـه لن يتجـادل معها الآن، هو فعـل ما رآه صـوابا، تحركت زمـرد خلفـه تنـظر تجاه بضيق، هو لا يُعطيـها حتي حق المشاركـة بالقرارت الخاصـة بهم، كان بإمكانه إخبارها عن رغبته بإنتظـار موعدها لتقرأ لها الطبيبـة التحاليل! ولكن هيهـات فهو عيسى القائد…
بـعد قليـل..
وضعت الطبيبـة التقـارير الخـاصـة بهـم في الملف مرة أخري وأعادتها لهـم تردف بهـدوء:
” بصـي يا مدام زمـرد أنا هكتبلك علي شويـة أدوية هتاخـديها بإنتظـام لمدة شهـرين وترجـعيلي تـاني “…
سألتها زمرد بحزن:
” هي اي المشكلة اللي عنـدي! “…
” مشكلة ليها علاقة ببطـانة الرحم، بنسـبة كبيـرة يا زمرد أنتي حصـل معاكي حمل من أول زواجك لكـن الحمل دا مثبتش في بدايتـه، من بعد الأسبوع الأول علطـول يعنـي أول ما بتبدأ البويضة انها توصل للرحـم… فإحنا دلـوقتي هناخد العـلاج دا و نلتزم بكـل التعليمات و ترجعيـلي بعد شهرين، وحالتك بسيطـة متقلقيش “..
اومـأت زمـرد وفضـلت الصمـت بينمـا أنهي عيسى الحـديث بهـدوء و إبتسـامة خافتـه و أمسك بيد زوجتـه ثـم رحل بهـا…
علي حالتها من الصمـت جلست بجـواره بالسيـارة، إلتقطت نفسـا عميقا ثم أردفت بخفـوت:
” ممـكن نقعـد في أي كافية علي النيـل! “..
إبتسم عيسـي يومئ برأسه يؤيـد فكـرتها تلك ثم أردف يُمازحها:
” مـع إن مفيش ولا مرة قررنا نخرج أنا وأنتي إلا ولقينا الدنيـا اتقـلبت “..
” والله يا عيسى نفسي نسيبهـا مقلوبة ونسافر أنا وأنت في أي مكـان، أنت عارف أنا محسيتش خالص إني عروسه أصلا “…
” حقك عليا أنا، أنا عارف دا غلطي أنا يا زمـرد بس والله هعوضك عن كـل دا وقـريب “..
جـلست بإرتيـاح وتنهـدت تردف بمشاغبه:
” هيييح لما نشـوف.. بس المهـم دلوقتي تخـرجني و تغـديني عشان جعانة أوي و تشربني عصير مانجـا وبعـدين تاخـدني أشـتري شويـة حاجـات علي حسابك طبعـا وبعدين تجيبلي آيس كريم ونروح “…
” بس كدا دا إحنـا عينيا للدكتورة “…
………………………………………………….
في المساء…
” يا بنتي إرحميني وكـلي بقي!!! ليكي علاج هتاخديه يا فيفي إخلصي “..
” قولتلك عاملـة ريجيم مش هاكل الأكل دا أنا “..
” ريجيـم اي يا بنتي اللي هتعمليـه دلوقتي!! يا حبيبتي لازم تاكـلي كويس، عدي بس اسبـوع كمان ولا حاجه وأبقي اعمـلي!! “…
” حنـة ريحيني وريحي نفسك، أنا مش هاكل.. إمشي بقي سيبيني أرتاح، وبعـدين أنا قولتلك ملكيش كلام معايا صح ولا لا!!! “…
” ولما متكلمش معاكي أروح فين!!! أكلم الحيطـان!!، كـل دا عشان عيسى قـالك علي حوار خـالد دا “..
” أيـوا.. مـاله خالد مش فاهمه!! “..
” ملوش يا فردوس وأنا مقولتش حاجه، لكن أنا سبق واتقدملي شخص وإديتـه كلمتي وخلاص مقتنعه بيـه، و بعـدين أحمد جه وقعـد مع عيسى و أخوكي بنفسه قالك إنه كويس، وأنا خلاص هبلغ عيسى بموافقتي النهائيـة النهاردة بحيث نقرأ الفاتحه بـقي ونعمل شبكة في نفس اليوم “…
” هتنـدمي يا حنة، أنتي بتحبي خـالد و متنكريش علشان أنا متأكدة زي ما أنا شايفاكي قدامي إنك بتحبيه من وقت ما كنتي معاه في الأقصر…
ممكن بس تيجي تقعـدي علشان أنا حاسه إني السبب في كل اللي بيحصل دا… حنة أنا كنت خايفة عليكي من مشاعرك دي وكنت أكتر حد مصمم علي أحمد دا علشان خاطر تنسي وتكملي في حياتك ومتفضليش واقفه عليـه، أنا خليتك تتسرعي صح!! أنا عارفة إني ضغط عليكي بس والله كنت كل اللي عاوزاه إنك تكوني مبسوطة “…
ابتسمت حنة وأجابتها بهدوء:
” أنا متسرعتش يا فيفي، أنا أستنيتـه 7 شهـور، معاه هنا في العمارة ومعاه وقدامه في المستشفي، مهو لو كان عاوزني كان يبقي من بـدري… بس خلاص مفيش نصيب “…
” نعلقلـه إحنا بقي حبل المشنقـة عشان أخد وقته! “…
سألتها حنة بنفاذ صبر:
” فـيفي أنت لو جـالك حد دلوقتي قالك إنه بيحبك وعاوز يتجوزك هتعملي اي!! “…
” أنتي عبيطة بتقـارني اي ب اي!! حبيبتي أنتي لسه مقرأتيش فاتحـه انما أنت متجوزة و بعـدين حتي لو همشي في المثل بتاعك دا.. أنا بعشق منتصـر إنما أنت العكس بتحبي خالد مش أحمد “…
” وأحمد بيحبني وأنا مقتنعـه بيـه ف خـلاص يا فيفي لو سمحتي إقفلي الموضوع، أنا مش هينفع أروح أقول للراجل لا خلاص الدكـتور خالد أخيرا جاي دلوقتي يقول إنه عـاوزني.. اسكتي ومتفتحيش الموضوع دا تاني و إدعيلي ربنا يوفقني في حياتي الجاية دي و خلاص “…
” ربنا يعينك علي المهلبيـة اللي في دماغك “…
تجـاهلتها حنة وأردفـت بإبتسامة:
” بمنـاسبة المهلبية، إي رأيك أقوم أعملك طبقين علي ما تتغـدي أنتي بتحبيها “…
” مش قولتلك مش هاكل مرة!! أنا محتاجة أخس خمسة كيلـو “…
طـالعتها حنة تشـعر بالغضـب منهـا، تحـركت لخارج الغرفـة تجاه التراث تأخذ هاتفهـا ثم أجرت اتصـالا هاتفيـا ليأتيها الرد بعـد دقيقة:
” أيـوا يا حنـة، فردوس كويسه؟! “..
” أنتي تيجي تشوف حـل مع مراتك دي، مش راضيه تاكل قال اي عاملة رجيم.. أنا بقالي ساعة بتحايل عليها فلو سمحت تعـالا أنت أكلها لأني هلبس وأنزل عندي نباطشيـه “….
” خلاص يا حنة أنا جايلها دلوقتي روحي أنتي شغـلك أنا هقعد معاها “…
” تمـام أنا هسيبلك المفتاح تحت مع طنط زينات “..
” طيب”…
بـدلت حنة ثيـابهـا سريعـا ثم أخذت حقيبتهـا وعادت لغرفـة فردوس مرة أخري لتخبرهـا بذهابهـا فودعتهـا فردوس بملل و وأغمضت عينيهـا لتحاول النوم ولكنها لم تستطـع فهي حقا تشعر بالجـوع…
ولكـن بعد منتصف الساعـة شعـرت بحـركـة مريبة بالخـارج فأعتـدلت ترفـع الغطـاء عنها ثم تحـركت للخـارج تسحب منامتها القصيرة للأسفـل، أخـرجت رأسهـا من خلف البـاب تدور بعينيها بحثا عن مصـدر الصـوت…
ظهـر منتصـر أمامهـا فجأه فصـرخت وتـراجعت للخلف و كادت تسقـط و لكن إمتدت يده تحيط بخصـرها تمنعها من السقـوط، كـانت ستصـرخ عليه لـدرجـة تجـعله اصم ولكـن بدلا من ذلك إبتسـمت وهي تغـرق بعينـاه العسليـه التي تطـالعها بشغف…
” خضتني! “…
” سلامتك من الخضـة “…
إعتدلت تُبعـد يديه تسأله بتعجب:
” مقـولتليش ليه إنك جـاي! مش انا لسـه مكلماك من ساعتين! “…
” لا مهو أنا مكـنتش عامل حسابي إني جاي، بس سمعت طراطيش كلام كدا إنك مبتاكليش كويس فقولت أجيبلك حاجه بتحبيها يمكن تغيـري رأيك “…
أشار للحقيبة التي أحضرها من المطعم المفضل لها ولكنها تماسكت وحركت رأسها رفضا:
” لا أنا عاملة دايت، أنت مش شايف أنا تخنت إزاي!! “..
ابتعـد منتصـر يطـالعها فشعـرت بالخجـل من مظهـرها ولكنه أردف بإبتسامة:
” أنا مش شايف غير بنت زي القمر “…
ابتسمت بخجـل:
” طيب ممكن تخرج هغير هدومي وأجيلك “…
تعـالت ضحكات منتصـر يسألها بصدمه:
” مين مكسوف!! فردوس!؟ مش معقول والله “..
” لا مش مكسـوفـة بس عيسى هيعلقني والله “..
أردف منتصر بضيق:
” عيسى بقي خنيق والله، المهم غيري و تعالي هحط الأكل علي السفرة “..
أجابته بحده:
” قولت مش هاكل يا منتصـر “..
” مش هعيـد كلامي تاني يا فردوس.. تعالي علشان تاكـلي، دا مش وقت دايت و زفت!! “…
” لا أنا بقالي اسبـوع مبتحركش و حنة و زمرد مبيعملوش حاجه غير انهم بيأكلوني وأنا مش عاوزة أتخن أكتر من كدا.. ولا أنت هتستني لما الناس تتريق عليا وأنا معاك! “..
” يتريقوا عليكي وأنتي معايا!!! اللي يفكـر يبصلك أصلا مش هيلاقي عينيه دي تـاني يا فيفي.. بصي تعـالي أقعدي كدا بلاش نتخـانق.. قوليلي اي اللي مضايقك أنتي ومتفكريش في كلام الناس “…
جـلست فـردوس وهو جوارها فأردفت بصوت خافت:
” أنـا أصلا طول عمري مضايقـة من موضوع وزني دا و جـيت دلـوقتي.. جيت دلوقتي اتجـوزت واحـد معندش تلاته جرام وزن زيـادة وحتي مراتك كانت زي القمر “…
” نسـرين الله يرحمهـا كـانت مريضـة سكر أصلا والعلاج بتاعها كان فيه أدوية بتعلي الحـرق و غير كدا هي كانت بتبقي مضطرة تحافظ علي أكلها وبتحرم نفسها بس علشان صحتها وعلشان كمان دا كان مأثر معاها في موضوع الحمل… بس أنتي دلوقتي لسه خارجه من عملية وجرحك حتي لسه ملمش كويس كمان فمينفـعش تفكري في ريجيـم… و فيفي أنا والله شايفك زي القمر ممكن ميفرقش معاكي رأي أي حد تاني!!! ممكن تصـبري لما تبقي أحسن و بعـدين أنا بنفسي هاخدك لدكتورة تغـذية وأحجزلك في أحسن جيم.. بس علشانك أنتي تبقي راضيه عن نفسك مش أي حاجة تانيه “…
” يا ويـلي من حلاوة كـلامه يا ناس!!! “…
” يا ويـلي أنا من حلاوتك يا قـمر والله مش فاهم لما أنتي تقـولي الكلام دا غيـرك يقول اي!! طب دا أنا يا بختي بيكي والله “…
” بس الله الرحمن الرحيم ميـن اللي بيقول الكـلام الحلو دا كلـه!! منتصـر أنت كويس!! “…
طـالعها منتصـر بإبتسـامه وهو يحك عنقـه يشـعر بذلك الإضطـراب بداخـله، مرحبـا بشعـوره ذلك وهو يختبـره معها، تلك الفتاة آثـرته بكـل الطرق بـدون أي مجهـود منهـا، فقـط بكونها فردوس أُغرم بهـا…
” أنا مغـرم بيكـي أقسم بالله! “…
لمعـت عيناهـا بـل أنها بكـت بصمـت ورغم ذلك ارتسمت ابتسامـة واسعه علي شفتيهـا تُجيبـه بحـب:
” وأنا كمـان.. أنت أحن راجـل وأحن زوج و أنا مش عاوزة حاجـة من الدنيا دي غيرك “…
تـرك يدهـا وضمهـا بحب ولـولا أنهـم منتصـر و فردوس لكـان أنتهي اليـوم ب عشـاء رومـانسي علي ضوء الشمـوع و ودعته بحـب ولكن إنتفض الإثنـان علي صوت صـرخه أفزعتهم حقـا و قد كان مصدرها عيسى الذي آتي للإطمئـنان علي أخته…
أردف منتصـر بخوف:
” أقسم بالله مستعد أصلح غلطـتي”…
” أنت بتعمـل اي هنا!!! في بيتي يا منتصـر و مع مين مـع أختي يا صاحب عمري!!! ليه يا منتصر الضربة تيجي منك أنت!! “..
أردفت فردوس بملل:
” اي يا عيسى الأوفر دا هو يدوبك قالي مغرم يعنـي!! “..
رفع عيسى قدمه يأخذ حذائه يلقيه تجـاهها فأبتعد فردوس تختبأ خلف منتصـر تستمع لصـراخ أخيها:
” وأنت كنتي عاوزة يقول اي أكتر من كـدا يا كلبة “…
كتم منتصـر ضحكاته لكن عيسى أكمل بضيق:
” أنتم وضعكم دا مش عاجبني علفكـرا “..
أردف منتصر بهدوء:
” كل الحكاية إني كنت جايبلها أكل و بعدين قعدنا شوية و كنت بتطـمن عليها بس “…
صمـت عيسى وتحـرك أمامهم ببطئ ذهابا وإيابا و الإثنان يطـالعانه وكأنهم مذنبـان حتي نطق عيسى وأخيرا:
” فرحـكم بعـد شهـرين.. موافقيـن!!! “..
نظر الإثنيـن لبعضهما البعض بصـدمه ولكن سرعان ما ابتسم منتصـر واومأ برأسه:
” أنا موافق “…
بينمـا فردوس هزت رأسها رفضا:
” مش قبل ما حنـة تتخطب “..
جـلس عيسـى وسألها بحيرة:
” أختك شكـلها بتحـب خالد و اللي هي بتعمله من ورا زنك يا ست فيفي هو أكبر غلـط.. وأنا مش عارف أقنعها “…
أردفت فردوس بندم:
” وبصراحة أنا حاولت أقنعها بردو مش عارفـة “..
أردف منتصر:
” طيب ما أحنا ممكن نفـهم أحمد دا كل حاجه وهو هيبعـد من نفسـه “…
أجابه عيسى:
” لازم حنة تكـون موافقة علي اي حـاجة هنعملهـا يا منتصـر، إحنا ملناش الحق إننا نتصـرف بالشكل دا من غير موافقتهـا… خالد اللي لازم يتلحلح شوية ويقنعهـا بيه و لو دا حصل أنا هفهـم أحمد كـل حاجه… ركزوا بقي أنتم في شقتكم والفرش و أنتي تكتبيـلي قايمة كاملة بكل اللي محتاجـاه عشان ننزل نجيب كله مرة واحده و ننجز… و آه فستانك هيبقي هديتـي ليكي متفكريش فيه و أنت يا عريس أعتبر شهر العسل إتحجز “…
ابتسم منتصـر ولكن عيسى إقتـرب منه يهمس له بتحذير:
” لو في يوم زعلتها هتبقي لعبت في عداد عمرك.. فاهم!! “…
تحـرك عيسى للخـارج يطـالعه منتصـر بصدمة بينمـا فردوس أخذت حقيبة الطـعام وجلست تتنـاول منها بنهـم…
………………………………………….
بعـد مرور عـدة أيـام…
تحـركت حنة بتعـب للأعلي حيث شقتهـا لتـجد ورقـة صغيرة أمام الباب…
” أنا علي السطـح لما تيجي من الشغل اطلعي صحيني! “..
تأفتت حنـة فهي تـُريد النوم حقـا ولكنها تحركت للأعلي تبحث عن أختها تحاول أن تستوعب أنها ربما قضت ليلتلها علي سطـح المبني!!!
لكنهـا بالأعلي لم تجـدها، لم تجد سـوي بعض اللوحـات المغطـاه بقماش أبيض و من الغرفـة الوحيدة ظهر خالد أمامها…
لم تفهـم ما يحدث حقا ولكنها استنتجت أن أختها ليست بالأعلي فأستـدارت لترحل ولكنـه أوقفهـا…
” حنة!! لحظة واحـدة “..
إلتفتت مرة أخري بتوتر و قد اثلجت أطرافهـا و كانت خطـواتها الصغيرة التي اتخذتها تجـاهه صعبه للغاية وبرغم ذلك سألته بثبـات:
” خير يا دكـتور “..
” بصي هو أنا كنت عاوز أقولك حاجه، بس أنا مش عـارف إزاي فأتصـرفت “…
تحرك سريعـا تجاه اللوحة الأولي، كان رسومات كراكتاريـة بسيطـة، بتلك اللوحـة رأت فتـاة تقف بمحطـة القطـار خلفه وهو ينـظر لها…
” أنا أصلا كنت معجب بيكي من أول مرة شوفتك فيها “….
تحـرك للوحة الثـانيـة ليجـدها صـورتها عندما شعرت بالتوعك بالمشفي وكان هو جوارها..
” وهنا حسيت قد اي أنا مهتم بيكي! “..
تحرك للوحة الثالثـة وكانت عبارة عن فتاة تقف أمام جرس منـزل صغير:
” و هنا كنت فرحـان إنك جاية بيـتي، حتي لو مكنتش فاهم ليه عيسى طلب مني كدا.. و لما كارم جه وعرفـت إنك كنتي متجوزة و فهمت قصة جـوازك.. صدقتـك و مشكتش في صدق حديثك في لحظة “…
باللوحـة الرابعـة كانت صورتها تقوم بإعداد الطعام في مطبخ يُشبه نفس مطبخ شقـة خاله…
” و هنـا كنت بفكـر قد اي هبقي محـظوظ لو رجعت مل يوم لقيتك في بيتنا أنا و مطبخنا.. و تكوني حلالي يا حنة!! “….
وقبل أن يرفـع القماش عن اللوحة الخامسة أوقفتـه حنة بصوت خافت:
” لو سمحت يا دكتور خـالد!! الكلام دا مفيش منـه داعي، أنا في حكم المخطوبة دلوقتي! “…
” وأنا مش قـادر أقتنع و مش عاوز أصدق إن دا بيحصل!! حنة أنا والله كنت عاوز أتقدم من زمان بس خايف من رد فعلك و أنتي علطول كنتي بتقولي إنك رافضة المبـدأ.. كنت خايف من الرفض فوقفت علي أرض محايدة “…
” لا.. أنت كنت ضامني يا دكتور، كنت ضامن إني هفضل موجـودة، وفاكر إنك بالنسبالي أصلا فرصه مقدرش ارفضها!!!! “…
” لا!!! والله أبدا عمري ما فكرت كدا! أنا اللي كنت خايف من الرفض، مكنتش عارف هتقبلي ولا لا!.. أنتي اللي بالنسبالي فرصـة يا حنة و أول حب لشاب عمره 35 حياتـه كلها بين دراسـة وشغل مكـانش فيها مجال لأي مشاعر بس أنتي جيتي من أول نظرة غيرتي كل دا.. حتي لو هتفضلي رفضاني يا حنة خليكي عارفـة كدا كويس، أنتي بالنسبالي كنتي حاجه عاليه خايف مطولهاش مش العكس زي ما أنتي فاكره!!! “…
” دكـتور خالد.. كل شئ قسمة ونصيب وأنا نصيبي جـه و إن شاء الله ربنا هيرزقك باللي أحسن مني “..
قـاطعته حنـة فأومأ خالد بيـأس وبتلك اللحـظة تدخـل جميـع من بالغـرفة و للحقيقـة جمعت تلك الغرفـة الكثير من الأشخاص…
عيسـى وخلفه منتصـر و من ثم زمرد وفـردوس و من بعـد زين و زوجـها سليـم و قد رتبوا جميـعهم للأمر لمساعدة خالد…
اردفت فردوس بيأس:
” طب فكـري تاني يا حنة! ”
أردف عيسى بهـدوء:
” اللي أنتي عاوزاه هو اللي هيحصـل “…
أقتربت زمرد تُمسك بيدها تردف بحنان:
” بس يستـاهل تديـله فرصـه “…
أقتـربت زين تقف جـوار أخيهـا:
” يا ست والله بيحبك! “…
وقف عيسى أمامها يهمس لهـا:
” خـالد ميعرفش إنك بتحبيه، محدش فينا ليه الحق يقولـه، بس صدقيني لو جوازتك من أحمد كملت هتبقي بتظلمي نفسك و بتظلمي أحمد.. “..
صمـتت حنـة تنظر للجميـع، وقفـت بعينيهـا علي خـالد، ذلك الذي أحبـته بصمت كل تلك الأشهـر، هي فتاة بسيطـة ربمـا ستنـسي حبهـا له وتمضي حيـاتها مع شخص آخر، ربمـا يسألها حفيدها بيوم هل أحبت بصدق يومـا!! و تتذكـره و تبتسم بألم…
ألا يكفيهـا ما أخذته من الألم بحيـاتها!! والآن لن تأخذ ذلك الطريق بنفسها، ستختاره وتخـتار نفسهـا معه، ربما تأخر قليلا، ربما هو أناني بشكـل ما و هي قررت تلك المرة أن تسعـي لسعادتها، تصغي لدقات قلبها التي تنـاديه….
” هقـول لأحمد إي! “…
” مش هتقـولي حاجه… أنا اللي هقـول، أنا أخوكي يا حنة “…
ابتسمت حنـة تقـول بإمتنان:
” أنت أكتر من أخ يا عيسى، و علشان كدا قـول للدكـتور خالد لو عاوزني يبقـي يتقدم رسمـي و يجيب والده و والدتـه و بعـد كدا يبقي يعمـل حسابه علي ضوابط الخطـوبة.. التسيب دا لا يمكـن اسمح بيـه “…
أعطـته نظـرة أخيـرة وابتسمـت بخجـل قبل أن تستـدير و ترحـل تاركه إياه ينظـر في أثرها بصدمه يتسأل:
” يعني اي!؟ ناجح ولا ساقط كدا!! “..
أقتـرب عيسى يكتم ضحكـته:
” هات والدك و والدتك وتعـالا بكرا الساعه 6 “…
تحـرك عيسى وخـلفه زوجتـه و منتصـر و فردوس التي لحقت بهـم و تبقـت زيـن التي أردفت بتعجب:
” أعتقد إنها كدا هتوافق خلاص يعنـي… مبـروك يا خلـودة، يا ريت تنجز بقي عشان أنت قربت تعجز “..
دفعهـا خالد بعيدا عنها بضيق فأخذها سليم بين يـديها فسحبهـا خالد مجـددا و تحرك بها ينـظر له بغيـظ ألا يكفيه أنه أخذهـا منه بحجـته تلك أنها زوجته!!!
………………………………………….
بعد عدة أيام..
بـرغم خوفهـا من فكـرة الزواج للمرة الثانيـة، وبرغم التجربة الأليمـة التي مرت بهـا حنة إلا أن الغرفـة لم تسع أجنحـتها وهي تنـظر لخاتم الخطبـة بيـدها، و بإصـرارها علي ضوابط الخطـوبة أصر خالد علي عقـد قرآنهم بعـد شهريـن، بيوم زفاف منتصـر و فردوس….
ولكـن قبل ذلك الزفاف كان عليهم جميعـا التجهـز لزفاف زين وسليـم وقد آتي موعـده سريعا بعـد أسبوع واحد لا أكثر…
” مش هتلبسيـه يا زمرد إنسي “..
” يا عيسى أنا أصلا مبجيبش لبس ضيق، أنا لبس بجد محترم “…
” مش ضيق بس ملفـت يا هانم “..
” والله ما ملفت دا هـادي خالص، يا عيسى بالله عليك الفستان عاجبني أوي وحـلو عليا “…
” لا لا… لا مش موافق… مش قادر أوافق والله نفسي أعملك اللي أنتي عاوزاه بس لا شوفي حاجه تانيـه “..
” أقولك حاجه أنا مش رايحة الفرح و متكلمنيش بقي تاني “…
” أحسن بـردو “…
” طب.. طب هلبس نقـاب أسود هيقفل اللون شوية.. عشان خاطري بقي وافق عشان خاطري! “..
” استغفر الله العظيم… خلاص يا زمرد إلبسي اللي أنتي عاوزاه “…
” طيب إبقي إلبس جرافتـه بيج بقي لون الفستـان “..
حمل الكـوب جـواره وكـاد يرميها بـه ولكنها صـرخت تحمي وجهها خلف يديهـا:
” يا مصيبتي عـاوز يخلص عليا وأنا في عز شبـابي!! “..
ترك الكوب و تعـالت ضحكـاته فنظـرت له بضيق وأقتـربت تقف جواره تضع يدها بخصرها:
” اي يا استاذ عيسى مزقلتنيش بالكوباية ليه!! افتحلي دماغي! “…
سحبهـا عيسـي تجاهه يهمس لها:
” مقـدرش يا قلب الأستاذ عيسى “…
في مسـاء يوم الزفـاف…
ابتسـم سليـم وهو يتحـرك لداخل غـرفة الفـندق ليأخذ عـروستـه، كـان أنيقـا للغـاية وإزادات وسامتـه بإبتسامتة الواسعـه تلك….
بـداخل وقفـت زيـن تنتـظره بفستـانها الأبيض الثقـيل، ربمـا رأته زين مبالغا به قليلا ولكن ما الضـرر من المبالغـة في فستان زفافها الذي ستـرتديه لمره و واحده بالعمـر!!!
بدت كالأميرات رغـم كل شيئ بحجـاب أنيـق لكـنها بدت مرتبكـة حقـا تشعـر بأنها تسـرعت بالأمر ولا مجـال للعـودة، لا مجـال للهرب…
أقتـربت فردوس تسألها بتعجب:
“مالك يا زيـن؟!! اي دا إيدك ساقعه كدا ليـه؟!”..
” مفيش.. خايفة بس شكلي يكون مش حلو “…
” لا طبعـا أنتي زي القمـر مفكيش غلطـة حقيقي “…
ابتسـمت لهـا زيـن وألتفـتت علي صـوت طـرقات سليم علي البـاب فأتسعـت إبتسامتهـا تردف بحماس:
” سليم “…
تنـاست زيـن توترهـا و تحـركت تجاه البـاب فأمسكت بهـا فردوس تردف بحده:
” بت أقفي هنا واتقـلي كدا “…
ضحـكت زين وأومأت لهـا و وقفـت بنهاية الغـرفـة بينما اتجـهت فـردوس لتستقبـله ممسكـه بهاتفهـا لتقـوم بتصـويرهم…
ابتسم سليم للكـاميرا ثم اتجـه بعينيه بيحـث عن زوجته حتـي رآهـا كالملاك الأبيض بنهـاية الغرفـة فأتسعت إبتسـامه و قـام بالتصفيـر بمشاغبـه لتكتم زين ضحكتهـا تُحاول الحفاظ علي وقارها كعـروس ولكنها لم تتمالك نفسها عندما أقتـرب سليم يضمهـا ويرفعهـا عن الأرض، أنهت فردوس تسجيـل الفيـديو و تحركـت للخـارج فأقتـرب سليم يهمس لزوجته:
” عمر صورتك دلـوقتي ما هتروح من بالي وهتفضل أحلي حاجة شوفتها في حياتي “..
ابتسمت زين بخجل وهي تنـظر لـه بحب، قامت الحياة بتعـويضها عن كل الأيام المريرة بقطعتها الخاصه من السكـر المُحلي….
………………………………………..
” سيبلي رف واحد يا مفترية أحط فيـه هدومي!!! “…
” ما أنا سيبتلك يا منتصـر والله أهو الحته دي مش هتقضيك يعنـي!! “..
” لا مش هتقضي أنا لبسي كله فـورمال لازم يتعلق مش هينفع يطبق كل فوق بعضه كدا “…
دلفـت زمرد للغرفـة تحمـل حقيبـة ثيـاب أخري تسألهم بحيرة:
” هنحط دي فيـن!!! “..
نظر منتصـر لفردوس بحنق وصاح بهـا:
” اي يا فيفي!!! هو الجهاز كله هدوم بس!! “..
” والله إن كان عاجبك بقي لـو مش عاجبك يبقي خـلاص نأجل الفرح علي ما نبقي تكبـر الدولاب “..
أمسك منتصـر بثـيابه وألقاها أرضـا ثم أشار لزمرد:
” تقـدري تحطيهـم هنا عادي مش مهم أنا “..
ضحـكت فردوس و أقتـربت تحمل ثيابه تقـول بحب:
” يا حبيبي لا خلاص والله هحطـهملك متقلقش هتصـرف أنا “…
ابتسم منتصـر وربت علي رأسها:
” خلاص ماشي أنا هروح أنا الشغـل و هخلي البواب يشتريكـم غداء “..
” ماشي أعمل حساب حنـة هي زمانها جاية “..
” حاضر “…
تحـرك منتصـر للخـارج فابتسمت فردوس تنـظر في أثـره فأتجهت زمرد تربت علي ذراعها:
” يلا يا حبيبتي مش وقت تتنحـي، وريني هتتصـرفي ازاي في الحوسه دي، إخلصي فاضل أسبوع علي الفرح والشقة تضرب تقلب! “..
” شقة اي اللي بتفكري فيها، فكـري في فستـان فرحي يا هانم اللي جوزك مورانيش شكله لحـد دلوقتي ولا حتي عارفـة شهر العسل هروح فين! والله شكله هيسوحني ويوديني الموزمبيق! “..
” أخوكي هيعمـلك أحسن حاجه متفكـريش كتيـر، وأخلصي بقي أنا تعبت “..
” تعبتي اي إحنا لسه بدأنا!! “..
” فرهـدت من كتر اللف معـاكي من الصبح، أنا عاوزاكي تتجوزي عشان أنا أستريح شوية “..
ضمتهـا فردوس تشكـرها بإمتنان:
” ربنا يخليكـي ليا يا زوزا “…
مـر ذلك الأسبوع المرهق بسـرعة كبيرة، وآتت اللحظة التي أنتظرتها فردوس وهي رؤيـة فستانهـا العزيز، وضعـه عيسى بغـرفتها ولم يُخبـرها و جلس بالخارج وبجـواره زمرد و حنـة و زينـات ينتظرنها بفارغ الصبـر فقد رفض عيسى أن يـروا الفستان قبلهـا…
عـادت فردوس للمنزل وأخيـرا تُردف بتعـب:
” هدخل أغير هدومي و أجي نتغـدي معلشي اتأخرت “…
دلفـت فردوس لغرفتهـا سـريعـا ثـم عادت لهم بعـد قليل وهي بالكـاد تلتقط أنفاسهـا تشير للداخل بأيدي مرتجفه:
” دا… دا اي اللي جوا دا!! دا فستاني! “..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيسى القائد)