رواية عهود محطمة الفصل الثامن 8 بقلم ديانا ماريا
رواية عهود محطمة البارت الثامن
رواية عهود محطمة الجزء الثامن
رواية عهود محطمة الحلقة الثامنة
ضحكت شيماء بصوت عالي من حديث: ده أنت مش سهل أبدا يا حبيبي. فابتسم لها وأكمل طعامه.
وقفت سلمى أمام الشركة في داخلها رهبة وتخوف، أنها متوترة حقا مما يمكن أن يحدث، فكرت ما أسوأ شئ ربما يرفضوها وعندها ستحاول مجددا.
زفرت بعمق ثم توكلت على الله، بعد مرور ساعة خرجت والفرحة لا تكاد تسعها، لقد قبلتُ في العمل ورغم أنها ستعطى وظيفة أصغر بسبب انعدام خبرتها وستخضع للتدريب إلا أنها سعيدة لأنها حصلت على وظيفة أخيرا ستجني منها المال لتنفق على نفسها وابنها ولا تحتاج لنادر في شئ.
انتظرت أبنها حتى خرج من حضانته ثم عادت به للمنزل، وجدت شيماء بالداخل تجلس على الأريكة وتشاهد التلفاز فتجاهلتها.
ساعدت أبنها في تغيير ملابسه ثم تركته ودخلت لتحضر الغداء لكلاهما.
دلفت عليها شيماء المطبخ وهى تحضر الطعام: يا ترى عاملة حسابنا ولا لسة بتعاقبينا يا سلمى؟
لم ترد وهى تكمل عملها فإغتاظت شيماء ولكزتها في كتفها بغيظ: لما أكلمك تردي عليا فاهمة؟
قالت سلمى بسخرية طفيفة: لما ألاقيكِ بتتكلمي في حاجة مهمة هفكر أرد ساعتها.
أبتسمت شيماء فجأة وقالت : صحيح مقولتيش أنتِ اتقبلتي في الشغل اللي قدمتِ عليه ولا لا؟
نظرت لها سلمى بإستغراب: وده يهمك في ايه صح؟
رفعت كتفيها بلامبالاة: ولا حاجة حبيت أسألك عادي.
رفعت سلمى حاجبها ببرود واكملت عملها مما ضايق شيماء فخرجت من المطبخ وهى تتوعدها.
عاد نارد وقت الغداء تقريبا ووجد شيماء في الصالة تنتظره بغضب.
شيماء بعصبية: الهانم دي رجعت وعملت أكل ليها ولابنها بس ولما حتى حاولت اسألها اتقبلت ولا لا قلت أدبها عليا وبعدين طنشتني.
وضع نادر يده على كتفها: طب أهدي يا حبيبتي وأنا هشوف الموضوع ده.
دلف إلى غرفة مروان ووجد مروان يدرس وسلمى مشغولة تكتب على اللاب توب بتركيز، ذهب نحوها وأغلق اللاب توب بحدة لدرجة أنه أغلق على يدها.
صرخت سلمى بألم: مش تاخد بالك إيه ده!
نظر لها مروان بفزع أما نادر فقال بوعيد: بعد كدة تتعاملي كويس مع شيماء وإلا هتشوفي حاجة مش هتعجبك.
نظرت له بمرارة وقالت بسخرية: أنا أصلا مليش دعوة بست الحسن بتاعتك خليها ملهاش دعوة بيا وخلاص.
حدق إليها ثم قال بنبرة عادية: اتقبلتِ في الشغل ولا لا؟
عقدت سلمى حاجبيها بتعجب شديد: أنتوا كلكم عمالين تسألوني اتقبلت ولا لا!
رفع نادر حاجبه بإستهزاء: ليه وحضرتك مش مراتي ولا إيه ؟ ولا هتطلعي كل يوم وتروحي وتيجي ولا كأني موجود؟
تنهدت سلمى بصبر: اتقبلت ها؟ حاجة تاني ؟
أبتسم نادر إبتسامة بدت لها غريبة: لا خالص.
ثم غادر الغرفة أما مروان أسرع لها يعانقها بذعر: ماما هو أيديك بتوجعك بسبب بابا؟
ربتت عليه بحنان تهدأ خوفه: متخافش يا حبيبي ده بابا مخدش باله بس.
فكرت في نتيجة و وتأثير تصرفات نادر أمام مروان والتي بدأت توثر عليه بشكل غير جيد، تذكرت سؤاله وسؤال شيماء عن وظيفتها وبشكل ما لم ترتح لهذا وأحست أن هناك غرضا خفي ما.
بدأت بعدها التدريب مباشرة وقد راعوا حالتها كامرأة متزوجة وحامل، استمر الأمر ونادر وشيماء لا يتعاملون معها كثيرا وهذا أثار استغرابها مع راحتها.
بعد مرور شهر أخيرا حصلت على أول مرتب لها، نظرت للنقود التي في يدها بفرح شديد، كان شعور الجد والانجاز شعورا رائعا حقا، لقد جنت هذه النقود بإجتهادها الشخصي.
أولا ذهبت للطبيبة حتى تطمن على وضع جنينها، وبينما كانت الطبيبة تقوم بالفحص الروتين استمعت سلمى بحنان وحب أمومي لنبض جنينها وهى تعلم الآن أنها ستتمكن من تربيته وتربية شقيقه بحب.
فكرت في نادر وحياتها بهذا الشكل، هى لا تستطيع بالتأكيد العيش في هذا الوضع وهذه الحياة للأبد، هل يمكن أن تنفصل عنه؟
تنهدت بإحباط وتذكرت أمها التي لن تدعمها أبدا خصوصا أنها لم تتحدث معها منذ عادت لنادر، لقد كان الاستياء وخيبة الأمل يسيطر عليها بشدة.
عادت للمنزل مع مروان بعد أن تنزهوا وكان مروان سعيدا للغاية خصوصا أنها اشترت له ألعاب جديدة.
خبأت بقية مرتبها بين ملابسها في دولاب مروان وقد قررت الإتصال بابنة خالها رنا لقد اشتاقت لها وأيضا ربما تعطيها حل.
دلفت للاستحمام بعد أن ذهب مروان لدرسه المعتاد في منتصف اليوم، عندما عادت وتناولت ملابسها، لاحظت شيئا خاطئ في طريقة ترتيب الملابس وكأن هناك من رفعها ثم حاول إعادتها لسابق ترتيبها.
بسرعة بحثت عن نقودها فلم تجدها مكانها، شعرت بقلبها يهوي وأرادت البكاء بشدة.
تذكرت تساؤلات نادر وشيماء المستمرة عن عملها فغضبت بشدة، ارتدت ملابسها بسرعة وخرجت للصالة وهى تنادي شيماء بصوت عالي.
خرجت شيماء من غرفة النوم الأخرى وهى تقول بإنزعاج: إيه في إيه بتزعقي كدة ليه؟
أمسكتها سلمى من ذراعها بقوة: فين فلوسي يا حرامية؟
تألمت شيماء من ضغط سلمى القوي على ذراعها وقالت: فلوس ايه وحرامية ايه أنتِ اتجننتِ!
سلمى بحنق: متستعبطيش عليا المرتب بتاعي اللي كنت حطاه في الدولاب وأنتِ اخذتيه بعد ما حركتِ الهدوم ورجعتيها مكانها.
قالت شيماء بتوتر: وأنا هعرف منين بمكان مرتبك أصلا اوعي إيدك عني .
زاد غضب سلمى وقالت بتهديد: أنا هديكِ فرصة لحد بالليل لو فلوسي مرجعتش هبلغ عنك وأوديكِ في داهية!
دفعتها بقوة ثم عادت للغرفة وجلست على السرير بقهر، حتى نتيجة تعبها لم يتركوها تهنئ به!
أنها لن تسكت عن هذا الوضع أكثر لقد طفح بها الكيل!
أتصلت على ابنة خالها التي حين فتحت الخط قالت بلهفة: سلمى! أخيرا أتصلتِ عليا وحشتيني أوى، كنت حاولت أتصل عليكِ بس كنت بلاقي تليفونك مغلق كتير.
سلمى بنبرة بكاء: وأنتِ كمان أوي يا رنا معلش أنا كمان مكنتش بمسك تليفوني كتير.
رنا بقلق: مالك يا حبيبتي في إيه ؟
حكت لها سلمى ما حصل لها منذ عادت لنادر حتى اليوم وسرقة راتبها.
قالت رنا بإنفعال: ايه البني آدم ده! ده مش إنسان بجد! والبنت اللي معاه دي لو مرجعتش الفلوس بلغي عنها وعنه وأنا معاكِ وهقول لبابا وسيبك من عمتي دي حاجة ميتسكتش عليها أبدا.
كانت على وشك الرد عليها حين سمعت صوت نادر يصرخ بإسمها.
قالت لرنا: استني علشان بينادي عليا شكلها قالتله.
رنا: طيب أنا معاكِ على الخط أهو.
خرجت من الغرفة وبيدها الهاتف: نعم عايز ايه ؟
كان يقف وورائه شيماء التي بالتأكيد تتظاهر بالبكاء.
قال بغضب: أنتِ إزاي تقولي لشيماء أنها حرامية ؟
ضحكت بسخرية: ليه مقولش؟ ماهى دي الحقيقة!
تكلم من بين أسنانه بتحذير: سلمى أنا ساكت لك كلمة كمان ومش هتتوقعي رد فعلي.
سلمى بتحدي: يعني هتعمل ايه؟ ولا تكون أنت كمان مشترك معاه؟ ما أكيد علشان كدة كنت كل شوية تسألني أنت وهى على شغلي وأنتوا بتخططوا تسرقوني!
صاح بها: سلمى احترمي نفسك!
صرخت في المقابل: أحترم نفسك أنت ومراتك ورجعوا تعبي وشقايا وإلا والله اصوت والم عليكم الناس.
نظرت لشيماء: رجعي فلوسي وإلا مش هرحمك.
نظرت لها شيماء بسخرية وهى تبتسم مما زاد من غضب سلمى فتحركت ناحيتها.
أمسكها نادر بقوة فصرخت به: أبعد إيدك عني !
حاولت أن تتجاوزه لتمسك بشيماء أما هو فصرخ: بطلي جنان بقا!
دفعها بقوة مما أدى لاصطدام ظهرها بالطاولة بقوة ووقعت على الأرض وهى تصرخ.
نظر لها نادر وشيماء بصدمة أما هى وضعت يدها على بطنها من شدة ألمها وحين رأت دم ينزف منها زاد فزعها وصراخها أكثر: الحقوني!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عهود محطمة)