روايات

رواية عنبر 11 الفصل الثاني 2 بقلم هاجر نور الدين

موقع كتابك في سطور

رواية عنبر 11 الفصل الثاني 2 بقلم هاجر نور الدين

رواية عنبر 11 الجزء الثاني

رواية عنبر 11 البارت الثاني

عنبر 11
عنبر 11

رواية عنبر 11 الحلقة الثانية

مساء الخير، أنا سراچ.. فاكرينني؟
لو مش فاكرين هفكركم إن أنا سراچ اللي كنت مع حسام صاحبي في إسكندرية بنصيف زي آي إتنين ولكن حظنا إننا روحنا لـ شاطئ النخيل، المهم عشان مطولش عليكم خلص موضوعي المرة اللي فاتت بـِ ظهور النداهة لينا مرة تانية حتى بعد ما رجعنا القاهرة، وللصراحة مظهرتلناش تاني من وقتها، دلوقتي جاي أحكيلكم حاجة تانية خالص، جاتلي رسالة من حسام صاحبي إن عمرو إبن عمهُ فيه حاجة غريبة وهو حاليًا محجوز في مستشفى للأمراض العقلية، فورًا لبست وروحتلهُ، مهما كان دا صاحبي ولو مش مُقرب من إبن عمهُ أوي فـَ لازم أبقى جنب صاحبي، دا الواجب يعني.. المهم بعد ساعة إلا رُبع تقريبًا وصلت للمستشفى، مستشفى العباسية وأعتقد إن كلكم عرفينها، المهم وصلت للإستراحة اللي قاعدين فيها أهل حسام صاحبي وسلمت عليهم كلهم وعبرت عن أسفي عن اللي هو فيه وقعدت مع حسام شوية وأنا بسألهُ بصوت أنا وهو بس اللي نسمعهُ وقولت:
_إي اللي حصل لهُ عشان يجيبوه هنا، اللي أعرفهُ إن عمرو كويس جدًا وأعقل مِني ومنك.
إتكلم حسام بحَسرة وقال:
=والله ما أعرف يا سراچ، عمال بيقول حاجات غريبة أو هي غريبة بالنسبالة لكل اللي قاعدين حوالينا ولكن بالنسبالي أنا وإنت لأ لإننا شوفنا حاجة من العالم التاني وما وراء الطبيعة بعنينا.
فهمت إنهُ بيشوف حاجات خارج عن الطبيعة ومحدش مصدقهُ، بفضول غريب إقتحمني وقولت:
_بقولك إي يا حسام، أنا عايز أقعد معاه.
إتكلم وهو بيبُص على اللي قاعدين وقال:
=لما أهلهُ يمشوا بس هندخل لهُ، عشان دلوقتي مش عايزين يدخلوا حد لإن وقت الزيارة لسة مجاش وأول ما ييجي أهلهُ اللي هيدخلوا الأول، بعد ما يمشوا بقى نبقى نرشي آي حد من الممرضين وندخل نقعد معاه بعد وقت الزيارة.
عدا الوقت فعلًا ودخلوا أهلهُ ودخل معاهم حسام وفضلت أنا قاعد في الإستراحة برا واللي شِبه فضيِت تمامًا، مش عارف اللي كنت بشوفهُ دا حقيقي ولا صور من عقلي الباطن ولكن طول ما أنا قاعد كنت شايف حاجة زي أطياف ناس حواليا، بتتحرك بشكل عشوائي، في منهم اللي ماسك عروسة ومنهم اللي ماسك برتقالة وبيبُصلها وبيبرقلها بشكل مُريب وثابت، ولكن كل الناس دي كنت بشوفها زي الأطياف أقل من 5 ثواني وبيختفوا من قدامي وييجي غيرهم وغيرهم وغيرهم ومش فاهم إي دا، مسحت عيوني جامد ومن بعدها مشوفتش حاجة، قومت طلبت قهوة وخدتها وكنت راجع مكاني تاني وكان التليفون في إيدي وباصص فيه بشوف حاجة ولما رفعت عيوني لقيت ساقين حد نازلة من فوق من السقف، إتصدمت ورجعت لـِ ورا خطوتين ورفعت راسي واحدة واحدة لحد ما شوفت الشخص اللي كان متعلق، شخص شانق نفسهُ وهو مُبتسم بشكل مُريب ومُهلع، رميت كوباية القهوة من إيدي وأنا بصرخ وشيلت عيني من على المنظر لحد ما جِه ممرضين ووقفوا وسألني واحد منهم:
_في إي يا أستاذ مالك؟
بصيت بصدمة ورُعب على اللي كان شانق نفسهُ بس مشوفتش حد، مفيش آي أثر، فضلت أتلفت حواليا بس مفيش حاجة، بصيت للممرضين حواليا ومش عارف أقولهم إي، هيفكروني منهم وهياخدوني معاهم، قولت وأنا باخد نفسي:
=مفيش، أنا بس مريض صداع نِفسي وجالي بشكل قوي المرة دي.
سابوني وهما بيخبطوا كف على التاني ومُستائين من اللي عملتهُ وإني فزعت المرضى والزوار وغيرهم، ولكنني شوفت الراجل اللي كان شانق نفسهُ وهو واقف بعيد عني شوية ومُبتسم إبتسامة ترعب حرفيًا، قبل ما أنادي على الممرض عشان أقولهُ هو دا لقيت الممرض بيعدي من الشخص دا وكإننهُ مش شايفهُ وكإن دا طيف فعلًا زي الهوا الناس بتعدي من خلالهُ عادي، إتصدمت وإتخرست وفضلت قاعد مكاني لحد ما حسام ييجي وشايف مناظر من دي كتير بس مش مُهتم بيها وبحاول مبُصش حوليا عشان لاحظت إني لما ببينلهم إني شايفهم بحس إنهم.. إنهم بيركزوا معايا!
عدا الوقت أخيرًا اللي كان دقايق حسيتهُ ساعات طويلة وكئيبة لحد ما جِه حسام صاحبي وخدني معاه وقال:
_بُص أنا ظبطت الدنيا وكلهُ تمام وعرفت عمرو كمان إنك جاي معايا وهيحكيلك.
وصلنا للعنبر اللي كان فيه عمرو وكان مكتوب عليه عنبر 11، دخلنا وقعدنا قدام عمرو اللي كان ملامحهُ كئيبة وشاحبة وتحت عيونهُ إسود وكإنهُ مش بينام بقالهُ سنين، قاعد سرحان في السقف في اللاشئ، إتكلم حسام وقال:
_إحكيلنا بقى يا عمرو اللي حصلك، أنا وسراچ هنصدقك لإن زي ما قولتلك شوفنا حاجة زي كدا وحصلت معانا شخصيًا.
بصلي عمرو لثواني وكإنهُ بيتحقق من صحة اللي حسام قالهُ وبعدين إتنهد وقال:
=مش عارف حتى لو حكيت هيفيد بـِ إي بس هحكي لإني عايز أحكي، لازم أحكي عشان مش قادر أكتم جوايا وأشيل كل دا لوحدي…
سكت ثواني وكمل بِرُعب واضح على ملامحهُ:
=لإن هي كدا كدا هتموتني.
بصينا لبعض أنا وحسام بإستغراب ورجعنا بصينا لـِ عمرو تاني وإتكلمت بتساؤل:
_مين اللي هتموتك يا عمرو؟
إتكلم بخوف وقال:
=مش عارف، مش عارف هي إي صدقني، بُصوا أنا هحكيلكم كل اللي حصل، اللي حصل إني كنت قاعد عادي في البيت زي كل يوم يعني، ما عادا اليوم المشئوم دا لما صاحبي بعتلي رسالة وكان محتواها إن في بيت قديم محدش بيروحوا من سنين وبيقولوا كان في واحد ساحر محضر فيه عفريتة من الجن، وبعد ما الساحر دا مات من ييجي 10 سنين البيت زي ما هو فاضي ومحدش بيقدر يقرب منهُ واللي حاول يقرب من ييجي 5 خمس سنين العفريتة دي مسابتهوش وخلتهُ إتجنن لحد ما الناس شافوه وهو بيرمي نفسهُ في ترعة وكإنهُ مُغيب، الفضول بتاعي أنا وصاحبي وإكتشاف الحاجات اللي مش طبيعية والمغامرات والزهق وغيرهُ خلانا نروح ونستكشف البيت دا بنفسنا، وبالفعل روحنا في نفس اليوم على القرية اللي فيعا البيت واللي بالمناسبة كانت قرية من قُرى محافظة الغربية، وصلنا قدام البيت، كان البيت كئيب ودور واحد والتُراب ماليه من برا وفعلًا واضح عليه إن بقالهُ سنين محدش قرب منهُ، الخشب اللي كان فيه كان مُتهالك، كانت الساعة حوالي 6 المغرب، قولنا نستنى ساعة كمان وندخل في الضلمة أوي وإحنا معانا الكشافات، وبالفعل روحنا كلنا ورجعنا تاني للمكان، خبطنا على الباب كـَ نوع من أنواع الهزار بس اللي مكنش هزار إننا لقينا الباب فتح وكإن حد فتحهُ من جوا، إتصدمت أنا وصاحبي وبصينا لبعض، إتكلم صاحبي وهو بيحاول يطمنني وقال:
_يمكن عشان الباب قديم فتح لوحدهُ، بقولك محدش قرب منهُ من 10 سنين.
هزيت راسي وأنا بقنع نفسي بكدا فعلًا ودخلنا إحنا الإتنين، فضلت أنور بالكشاف شمال ويمين ومفيش آي حاجة مُلفتة للنظر إننا نكتب عنها ولا نصورها عشان نلفت نظر السوشيال والتريندات يعني، لحد ما لقيت صورة على الجدار، صورة لونها أحمر غامق وتشوف الرسمة بصعوبة، دققت بالكشاف بحاول أشوفها وكل اللي شوفتهُ راجل طويل وشهُ عليه غضب ربنا وشهُ مُفزِع وإبتسامتهُ خبيثة، ملحقتش أدقق في الصورة أكتر لإني سمعت صوت رجلين بتجري حواليا، رفعت الكشاف بسرعة ناحية صوت الجري ولمحت حد بيجري فعلًا في الأوضة اللي جنبي ولكن مقدرتش أميزهُ من السرعة، ناديت بصوت مليان خوف ولكنني بحاول أبين العكس وقولت:
=عزت؟
دا إنت يا عزت؟
مفيش حد رد عليا، ندهت مرة وإتنين وتلاتة ومفيش رد، أخر ما زهقت وكان الرُعب تملك مِني فعلًا قولت بزهق وعصبية:
=عزت أنا مش بحب الهزار البايخ دا، لو بتعمل كدا عشان تخوفني فـَ براڤوا عليك يا سيدي إنت عملت كدا وزيادة ممكن تطلع بقى عشان نِمشي عشان الموضوع بوَخّ أوي.
مجاليش رد برضوا، فضلت ماشي في البيت المُرعب دا وأنا بنادي عليه وللصراحة قِقلت عليه، مش معقول هيتمل فيا المقلب الطويل دا، غير كدا أكيد مش هيستخبى طول الفترة الطويلة دي في مكان في البيت دا، سمعت صوت حد بيجري وهو بيضحك من ورايا لفيت بسرعة ولمحت حد بيجري بنفس السرعة وضِحكة غريبة مش ضحكة عزت خالص!
بلعتّ ريقي برُعب ومشيت ناحية الصوت وقولت بتساؤل:
=دا إنت يا عزت؟
مفيش رد!
فضلت ماشي وأنا مش حاسس بنفسي من الخوف، لحد ما إتشنكلت في حاجة ووقعت وكانت جُثة!!
وشي في وشها وجُثة مُرعبة وبشعة، صرخت وأنا بقوم من عليها وبنفض نفسي ولسة بتحرك الناحية التانية وقعت على جثة تانية والتالتة والرابعة وكإنني وقعت في مقبرة لحد ما لقيتني وقعت على جثة عزت صاحبي!
قومت وأنا بصرخ بشكل أكبر المرة دي وفضلت أعيط وأنا بخاول أفوق فيه مرة والتانية ولكن مفيش فايدة، سمعت صوت نبضهُ مفيش نبض، حاولت أحس نفسهُ مفيش برضوا، عرفت وقتها إنهُ مات بجد، قومت وأنا مفزوع ولسة هخرج من البيت لقيت واحدة شكلها مُرعب طويلة جدًا ومُبتسمة إبتسامة مُرعبة وسنانها مُدببة وكلها د *م، ضحكت تضحك ضحكة مُرعبة ومُفزعة، حاولت أهرب من آي مكان ولكن كل مرة بتحاوطني وبلاقيها قدامي بمنظرها اللي يقتل من الرُعب، لحد ما لقيت البيت بيدور، والله البيت كان بيدور حواليا بسرعة غريبة وأُغمى عليا، تاني يوم بقى فوقت لقيت نفسي مرمِي ورا البيت وفي جنبي سكـ ينة مليانة د *م وجُثة عِزت صاحبي مرمية جنبي، كُننا تقريبًا الساعة 8 الصبح ولقيت الناي بدأت تتجمع وبدأوا يتهموني إن أنا اللي قتـ لتهُ، خصوصًا لما الطب الشرعي أكد إن السكينة عليها بصاماتي، من بعدها دخلت السجن تحت التحقيق وبقيت بشوفها في كل مكان ولما السجن بيقفل على المساجين وكلهم بيناموا بالليل بتجيلي ومش بتدوقني النوم، بتخليني قاعد مرعوب وبتطاردني في كل مكان، بعدها في اللي قال إني بتهرب من قتـ لي لصاحبي عشان أدخل المستشفى ومتعدمش وفي اللي بيقول إني إتجننت من بعض ما قتـ لتهُ، وأنا والله العظيم ما قتـ لتهُ ولا إتجننت وبقول الصراحة، حتى لو مش مصدقِني روحوا شوفوا بنفسكم البيت والعنوان بالظبط “…”، أنا مش بكدب والله، حتى هي واقفة وراكم دلوقتي!
بصيت أنا وحسام بِرُعب ورانا بسرعة ولقيت حسام خد نفسهُ وقال بخضة:
_يا عم خضتني يا عم، فكرت في حاجة ورايا فعلًا!
إتكلم عمرو وقال وهو شِبه بيبكي:
=مش بكدب عليكم والله يا حسام هي واقفة ومش بتسيبني دقيقة وبتقول إنها هتخلص عليا بكرا في تمام الساعة 12 لو مرجعتلهاش اليرقة مكانها.
كانوا بيتكلموا وأنا لسة باصص عليها، أنا شايفها أيوا، ومش عارف حسام مشافهاش ليه أو هي هي مخلياني أشوفها ليه مش عارف، ولكنني كنت مرعوب، منظرها فعلًا مُرعب، عملت زي ما عملت برا وعملت نفسي مش شايفها ومتكلمتش عشان حسام ميخافش وقولت لـِ عمرو بتساؤل:
_يرقة إي دي يا عمرو؟
إتكلم وهو حاطط إيدهُ على دماغهُ وقال:
=مش عارف ومش عارف قصدها إي وأنا مخدتش حاجة معايا، ولو قصدها إني وقعت حاجة من مكانها هي تقدر ترجعها مش عارف، ومهما حاولت أخرج من هنا مش هينفع عشان أروح البيت!
إتكلمت بشجاعة مش عارف جاتلي منين ولا إي مصدرها وقولت:
_أنا هتصرف يا عمرو متقلقش.
عمرو كإنهُ مِسك في حبل النجاة زي ما بيقولوا وعلق أمالهُ كلها عليا، مشيت بعد كدا أنا وحسام من المشتشفى وسيبتهُ هو يروح بيتهُ على أساس إن أنا كمان مروح البيت ولكنني كنت رايح وجهة تانية وأعتقد إنتوا عارفينها دلوقتي، أنا في طريقي لـِلقرية، تحديدًا لـِ بيت عدنان.

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عنبر 11)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى