روايات

رواية عنبر 11 الفصل الثالث 3 بقلم هاجر نور الدين

موقع كتابك في سطور

رواية عنبر 11 الفصل الثالث 3 بقلم هاجر نور الدين

رواية عنبر 11 الجزء الثالث

رواية عنبر 11 البارت الثالث

عنبر 11
عنبر 11

رواية عنبر 11 الحلقة الثالثة

“بيت عدنان”
مساء الخير، أنا حاليًا رجِعت للمستشفى لـِ عمرو من تاني بعد ما خلصت رحلتي في بيت عدنان، وحاليًا عمرو نايم وأنا قاعد برا في الإستراحة، خليني أحكيلكم بإختصار اللي حصل في الرحلة دي واللي حصلي بالتحديد في بيت عدنان الملعون.
بعد ما وصلت لـِلقرية كنت كل ما اسأل حد على بيت بنفس المواصفات اللي قالهالي عمرو يهربوا من قدامي ومخُدش منهم عُقاد نافع، وأخيرًا تكرم حد وجاوبني وقال:
_اااه إنت تُقصد البيت إياه، بيت عدنان الدجال.
ردت وراه وقولت:
=بيت عدنان!
أيوا أيوا هو ماشي، وديني ليه.
ضحِك الشخص بسخرية وقال:
_حيلك حيلك، تروح فين يا أستاذ، بقولك البيت بيت عدنان الدجال الله يجحمهُ مطرح ما راح، دلوقتي البيت دا اللهم احفظنا يعني ماليان عفاريت وجن والذي منهُ، ومحدش دخلهُ وخرج منهُ واللي خرج عقلهُ مبقاش فيه يا وِلداه.
لِلحظة فكرت إني ممكن أتراجع بس أتراجع عن إي بقى، الفضول كان أكبر مِني بصراحة وقولتلهُ:
=بس عرفني مكان البيت وشكر الله سعيك لحد كدا وأنا هدخل لوحدي.
إتكلم الراجل بعشم غريب وكإنهُ يعرفني من زمان وقال:
_لأ والله كدا آخد على خاطري مِنك، شكلك جديد في البلد دي ومتعرفش حد فيها، بقى يا راجل تُقف تتكلم مع ممدوح ومش عايزني أضايفك، عيب يا أستاذ والله دي حتى عيبة في حقي.
رديت عليه بإستغراب وقولت بشُكر:
=والله مُتشكر يا أستاذ ممدوح بس حضرتك متعرفنيش أصلًا، غير كدا أنا هنا جاي عشان مُهمة مُعينة مش جاي عشان اتضايف.
مسكني من دراعي وقال بتصميم وهو ماشي وساحبني وراه:
_والله ما يحصل، أهل البلد كُلَتهم هبقى سيرتهم من هنا للسنة الجاية، مش شايف عيونهم مبحلقة فينا إزاي، عشان عارفين إتك غريب وعشان عارفين إن ممدوح لو مضايفهوش في بيتهُ هيبقى بخيل.
إستغربت منهُ ولكنني كملت مشي معاه وقولت بشكر وإبتسامة خفيفة:
=خلاص هاجي معاك بس مش هنطول وحياتك عشان ورايا حاجات كتير لازم أخلصها قبل ما أرجع.
إبتسم وقال بسخرية:
_ماشي يا حضرة المهم، مش هأخرك.
ضحكت على طريقتهُ وبعد شوية كُننا وصلنا بيتهُ، واللي عرفت إنهُ في وش بيت عدنان من الناحية التانية، يعني لو بصيت من شباك الصالون هتلاقي البيت قدامك، أه المسافة بعيدة شوية ولكن تقدر تشوف البيت عادي، دخل حضر أكل بسيط وسريع وبعدين قعد بعد ما حط الأكل وقال:
_معلش بقى يا…، قولتلي إسمك إي صح؟
إبتسمت وقولت:
=سراچ.
رجِع إبتسم وكمل كلامهُ وقال:
_معلش بقى يا بشمهندس صلاح، مش بعرف أعمل أكل كويس وكل اللي أقدر أعملهُ هو المكرونة، للأسف جيت في وقت والدتي مسافرة فيه لأختها في القاهرة.
إبتسمت وقولت بإمتنان وإحراج:
=معلش على إي بس، كتر خيرك والله، بقولك إي وإحنا بناكل كدا ما تحكيلي عن بيت عدنان شوية وإي اللي بيحصل فيه بالظبط وليه؟
إتنهد ممدوح وقال وهو بياكل:
_لأ دي حكاية طويلة ولكن هختصرها عشان بقت منتشرة كتير يعني، عدنان دا يا سيدي كان أكبر دجال فيكِ يا مصر، كان بيجيلهُ ناس من أكل أنحاء الجمهورية عشان يفكلهم عمل أو يعملهم عمل، أو يكشف عن كنز، ولكن معروف إنهُ متعاقد مع الجن ولا عياذُ بالله، وإنت عارف ولا مش عارف يعني إن الجَن بياخد قصاد اللي بيعملهُ ليه قُربان، ومش قُربان آي حاجة لأ، قُربان بشري، وعلى حسب بقى طلبهم سواء كان طفل أو ولد أو بنت أو أجزاء بس منهم، بعيد عنك كان البيت عبارة عن مقبرة وريحتهُ على طول تخليك حاسس إنك في جُهنم، لو كان حد بيعدي من حواليه بس للضرورة عشان يعدي الشارع ولا آي حاجة لازم يحس بإحساس مش ولا بُد ولو ممشيش بسرعة هيبتدي يشوف عفاريت وجَن اللهم إحفظنا، كانت آي حاجة في الدنيا دي في إيديه هو بس.
كنت مركز معاه وهو بيتكلم وبعدين سألتهُ بإهتمام:
=طيب ولما هو بيعمل كل دا عشان خاطر الجن وخلافهُ، مكنش قادر يمنع نفسهُ من إنهُ يموت، بِما إنهُ واصل أوي كدا؟
جاوبني بعد ما شرب شوية مَيا وقال:
_أومال لو عرفت مات إزاي أصلًا، والله يا أستاذ زي ما تقول كدا إنقلب السحر على الساحر، وفي ليلة من الليالي سمعنا صوت صراخهُ بيشُق سكون الليل، طبعًا دا لو بيتحرق قدام عنينا مستحيل نقرب منهُ ونطفيه مهما كان، ولو ليه، ما أهل البلد وكلنا نزلنا عشان نشوف في إي وواقفين بعيد لقيناه طالع من البيت بتاعهُ وهو بيولع وعمال يلف ويدور ومحدش مستجري يقرب منهُ، لحد ما إتفحم ومات، محدش برضوا فكر يروح يشيل الجثة ولا يدفنها ولا غيرهُ، سابوه زي ما هو وكل اللي عملهُ واحد شيخ كبير في البلد إنهُ إتتصل بالإسعاف وجات خدتهُ، على النهار الجثة مكنش ليها أثر ولا حد لاقيها لحد دلوقتي ومحدش حابب يلاقيها.
إتكلمت بتساؤل غامض وقولت:
=بقولك إي صح، هو كان بيحب الفراشات ولا حاجة؟
وقف أكل وبصلي بإستغراب وبعدين ضحك وقال:
_فراشات!
بقولك دجال ونار وجَن وإنت تقولي فراشات!
إتنهدت وإتكلمت بتوضيح أكبر وقولت:
=بُص، واحد صاحبي دخل البيت، ومن ساعتها وهو في أمراض عقلية بسبب اللي بيشوفهُ بعد ما دخل البيت دا، وكل اللي عليه إنهُ بيسمع العفريتة دي بتقولهُ يرجع الفراشة مكانها وإلا هيموت بكرا.
سكت شوية وكإنهُ بيفكر وبعدين قال بشئ من الخوف:
_إي اللي خلى صاحبك عديم العقل دا يدخل؟
إتنهدت وقولت وأنا أعصابي تعبانة:
=مش مهم دلوقتي، المهم عندك تفسير ولا إي؟
إتكلم بعد ما ولع سيجارة وقال:
_دي بصراحة مش عندي، بس ممكن أوديك لشيخ البلد هنا، هو أكبر واحد هنا وجايز يكون عندهُ معلومة ولا حاجة.
قومت بحماس وقولت:
=طيب يلا بينا نروح.
إتكلم وقال:
_إقعد بس حيلك كدا، مستعجل كدا ليه، هنروحلهُ بعد العِشا يكون فاضي، إدخل ريح كدا شوية ولا حاجة وبعدين نروحلهُ.
إتكلمت بإنفعال وتوتر وقولت:
=أريح إي بس، بقولك مفيش وقت والواد هيموت بكرا لو مرجعناش الفراشة مكانها!
إتنهد وطفى السيجارة وقال بعد ما قام:
_خلاص إقعد إستناني هروح أشوفهُ فين وفاضي ولا إي وهاخدك.
شكرتهُ وقعدت إستنيتهُ، غصب عني عيني غفلِت بعد شوية من تعب الطريق ونمت، فتحت عيوني ولقيت الدنيا ضلمة من حواليا، حرفيًا مفيش ولا ضوء واحد أشوف أنا فين، ولكن خمنت إن النور قطع وفضلت أدور على تليفوني عشان أشغلهُ ولكن مفيش فايدة، مش لاقيه، بعد شوية وقت عيني إتعودت على الضلمة وبقيت شايف نسبيًا اللي حواليا، حسيت إن مش دا بيت ممدوح اللي كنت فيه، الشكل غريب وفي ريحة لا تُطاق، ريحة دم منتشرة في كل مكان، لاحظت حركة سريعة قدامي بِضحكة تفزع في عِز الصمت دا، قومت إتحركت من قدامي وأنا بنادي بتوتر وقولت:
_ممدوح؟
دا إنت؟
بالرغم من إني متأكد إن الكيان اللي كان قدامي مش ممدوح بالفعل ولكن، بحط الأمل في نفسي يمكن أكون غلطان، مجاليش رد، كررت النداء من تاني بس اللي جالي مكنش صوت ممدوح:
=مش كنت عايز تدخل بيتي يا سراچ؟
كان صوت وكإنهُ صوت راجل عجوز بيطلع بصعوبة ومبحوح، لفيت لمصدر الصوت وكان جاي ضوء معرفش إي مصدرهُ وضحلي اللي كان بيتكلم وياريتهُ ما وضحلي، كان شخص
محر *وق بلّ متفحم، وشكلهُ مُرعب وخارج منهُ ريحة أقل ما يُقال عنها إنها بشِعة، مفكرتش كتير لإنها مش محتاجة تفكير، دا عدنان… إتكلم من تاني بصوتهُ اللي شبه فحيح الأفعى وقال بِخُبث:
=أديك في بيتي دلوقتي، وقدامك 10 دقايق بس تعرف فيهم حلّ الفراشة وترجعها مكانها وإلا إنت وصاحبك مع السلامة.
خلص كلامهُ وضحِك ضحكة مُرعبة ومن بعدها إختفى من قدامي حرفيًا إتبخر، فضلت ألف حوالين نفسي وأنا مش فاهم جيت هنا إمتى وإزاي بس كل اللي أعرفهُ إني مش عايز أموت هنا، مش عايز تبقى أخرتي في بيت ملعون، فضلت أمشي في البيت الملعون دا يمين وشمال وحتى في السقف بشوفهم، بشوف أشباح ناس كتير مُرعبة أطفال وكُبار، وبشوفهم وكإنهم على طريقة وفاتهم، بشوف اللي راسهُ مفصولة واللي مقسوم نُصين واللي واللي، بحاول أتغاضى عن كل دا ولكن أنا بشر برضوا ومش قادر أتحمل، قعدت في الأرض بتعب وأنا مغمض عيوني وحاطط إيديا على وداني من صوت صراخهم اللي بدأ يظهر ويعلَى ومش قادر أتحملهُ، لحد ما فجأة سمعت صوت راجل عجوز ولكن مُريح، صوت جاي من بعيد أوي بيقول:
_متتخدعش يابني، كل دا خعة عدنان حطك فيها، إمشي ورا كلامي يابني عشان تخرج.
قومت وقفت وحسيت إن في أمل وقولت وأنا بتلفت حواليا:
=قولي أعمل إي بسرعة باقي 3 دقايق!
إتكلم العجوز وقال:
_متقلقش يابني، الوقت برضوا خدعة، اللي قادر على الحياة والموت هو ربنا سبحانهُ وحدهُ، روح ناحية الضوء يا سراچ يابني.
قبل ما اسألهُ ضوء إي لقيت في فعلًا ضوء قدامي فضلت ماشي وراه لحد ما الضوء وقِف عند باب ضخم وقديم القِفل بتاعهُ مصدي، إتكلمت بتساؤل وقولت:
=أنا واقف قدام باب كبير وقديم، أعمل إي دلوقتي؟
جالي جوابهُ وهو بيقول:
_إفتح الباب وكمل في طريقك.
فتحت الباب واللي للغريب فتح معايا بسهولة على عكس المتوقع، مجرد ما إتفتح لقيت حاجة هجمت عليا، حاجة شكلها غريب وبشِع، ليها جناحات وكانت بصالي بِشر ونظرات إنتقام، فضلت بصالي شوية وكإنها بتتأكد من حاجة وبعدين قامت من عليا بسرعة وإختفت من قدامي، وبعدها سمعت صوت صراخ عدنان في كل مكان في أرجاء البيت، سديت وداني وبعدها فتحت عيوني لقيتني زي ما أنا في مكاني في بيت ممدوح وجنبي ممدوح وشيخ كبير في السن، إتكلم الشيخ بعد ما خد نفسهُ براحة هو وممدوح وقال:
=الحمدلله على سلامتك.
إتكلمت بتساؤل وقولت:
_هو إي اللي حصل مش فاهم؟
إتكلم الشيخ وقال:
=الفراشة دي يابني المقصود بيها الجنية اللي إنت شوفتها، هي تبقى أخت الجنية اللي بتظهر لصاحبك واللي إنت شوفتها أكيد، أختها طول ما عدنان كان عايش كانت بتحاول تنقذها لإن عدنان حبسها بسحرهُ لما خالفت أوامرهُ، ولكن مكنتش تقدر عشان هو حاطط لعنة عليها لو فكرت تقرب من الباب حتى، وكانت لازم تستعين بحد تاني عشان يفتح لأختها الباب واللي أشارت ليها برمز الفراشة، وبِما إن روح أو قرين عدنان لسة مرتبطة بالبيت فـَ هي وأختها هيعرفوا ينتقموا دلوقتي.
إتكلمت بتساؤل وراحة وقولت:
_يعني دلوقتي مفيش حاجة هتحصل لصاحبي؟
=لأ يابني متقلقش.
رجعت اسأل بإستغراب وقولت:
_بس أنا يا شيخ بقالي كام يوم بشوف حاجات غريبة، بشوف حاجة زي أشباح وعفاريت لناس ماتت محدش بيشوفها غيري دا غير الجنية وأختها؟
سكت الشيخ شوية وبعدين إتكلم وقال بهدوء:
=بُص يابني أنا مش بفهم أوي في المواضيع دي ولكن كل اللي اقدر أقولهولك إن العين التالتة بقت مفتوحة عندك دلوقتي، معرفش إي السبب ولكن أعتقد إن دي حالتك دلوقتي.
ردت وراه بإستغراب وقولت:
_عين تالتة؟
وقفت كتابة وقومت بسرعة لإني سمعت صوت صُراخ عمرو وجريت على أوضتهُ، لقيتهُ متعلق في الهوا ودا بالنسبة للناس اللي واقفة ومش فاهمة، ولكنني كنت شايف اللي ماسكهُ، كنت شايفها، هي اللي كانت البداية، واللي ممكن تكون السبب في فتح العين دي، فاكرينها؟
النداهة، نداهة شاطئ النخيل.

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عنبر 11)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى