Uncategorized

رواية إشارة الحلقة الرابعة 4 بقلم دعاء الأنصاري

 رواية إشارة الحلقة الرابعة 4 بقلم دعاء الأنصاري 

رواية إشارة الحلقة الرابعة 4 بقلم دعاء الأنصاري 

رواية إشارة الحلقة الرابعة 4 بقلم دعاء الأنصاري 

_مالك يا دينا، بتدورى على أيه  من الصبح؟ 

_الدفتر بتاعى يا نور مش لاقياه

_دفتر ايه ده؟ 

_الدفتر اللى ورتهولك قبل كدة اللى كنت بكتب فيه الملاحظات بتاعتى وكمان اللى كانت ماما الله يرحمها كتبالى فيه كلام حلو

_طب اهدى كدة وحاولى تفتكرى حطتيه فين آخر مرة

_المشكلة مش قادرة افتكر، لانه الفترة الاخيرة كنت مشغولة فيها اوى وكانت فيه احداث. كتير ف بجد مش فاكرة آخر  مرة كان معايا امتى! 

“فى مكان تانى ف العالم، مكان قريب للقلوب القريبة وبعيد عن اللى مفارقين.. كان فيه واحد قاعد بيبص ع التلفزيون و مد ايده وخد القهوة وبدأ يشربها ويحس بطعمها وريحتها اللى قادرة انها  تمتص منه كل الإزعاج وكل الغضب وتديله الهدوء والأمان اللى محتاجة.. للحظه حط فنجان القهوة قدامه و مد  ايده خد دفتر كان محطوط جنبه وبدأ يقلب ف صفحاته وملامح وشه كانت بين الدهشة أحيانا  والتأثر ف أوقات كتير.. فيه حاجات عجبته وحس انه عاوز يحتفظ بيها.. قام وجاب ورقة وقلم وبدأ يكتب الحاجات اللى أثرت فؤاده،  فضل يقلب لحد ما وقف عند صفحة كان مكتوب فيها كلام بخط باين منه ان اللى كان بيكتب مستعجل وكمان خد باله ل لخبطه ف الحبر من تحت وده بسبب أثر دمعتين نزلوا.. بدأ يقرأ وكله فضول 

” يمكن الإنسان مبيلاقيش حد حواليه يطبطب عليه، ممكن يكون لوحده  ف أغلب الأوقات، بعد ما يخلص اول يوم جامعه ويرجع البيت ميلاقيش حد مستنيه يسأله بشغف وفضول عمل ايه،،  اول يوم شغل ميلاقيش اللى يقوله عملت ايه،  اوقات كتير بيعيط ومبيلاقيش اللى يهون عليه ويقوله خلاص فترة وهتعدى.. بيفضل عايش وهو مش لاقى السند ولا الحنان لغاية ما يتعود على قلتهم ف حياته ويصبر نفسه ويبقي انسان جامد واحياناّ بيتحول لمصدر أمان للناس اللى حواليه، بيبقي ثابت وطبيعي ومبتسم لدرجة تخلى كل اللى حواليه فاكرينه مبسوط وعنده كل حاحة ف حياته بس الحقيقة انه فاقد اغلى حاجة، فاقد الونس????”

ملامح وشه اتغيرت وبقه فيها مزيج من الدهشة والحزن، قلب الصفحة  لقى رسمة لبنت صغيرة ماسكة ايد مامتها وف ايدها بالونه ومامتها فيها جناحات ولابسه فستان ابيض ومكتوب تحت الرسمة 

“ولكن طفلتك الصغيرة لازالت تشتاق لكِ وتتمنى أن يُصبح لها جناحين مثلك،  فمتى اللقاء؟” 

قلب صفحات كتير ولفتت انتباهه صفحة مرسوم عليها قلب فبدأ يقرأ

“ربما لا يكون وسيماً كأبطال السينما، ربما ليست لديه العضلات وليس شعره جميلاً كثيراً، ربما بشرته سمراء قليلاً،  ربما هو ليس بارع فى التحدث بطريقة مُنظمة، ربما لديه بعض العيوب، ربما تأتيه نوبات غضب ويصعب السيطرة عليها، كلها أمور يمكننى التنازل عنها لكننى لن أتنازل يوماً عن قلبه الذى أريده أن يمتلئ حباً لى،  حين يزعجني يأتى إلىّ حاملاً إبتسامة ويعتذر بكلمات لطيفة فأقبل عذره ثم أغوص بين ذراعيه وأسمع دقات قلبه،  عندما نكبر يذهب ويحضر لى الدواء ويأتى بكل حب ليعطيني إياه، عندما أغيب عن منزله يجن جنونه ويتصل بي ليطلب من أن أعود لمنزلى والذى كل مقتنياته والأثاث وكل شيئ هى ملكه ومن ماله الخاص ولكنه بكل بساطة ينسب كل شيئ لى،  وكأنه لا يريد من الدنيا سوى أن أظلّ  جواره لأُضيئ قلبه،، أنا لا أريده كاملاً  بل أريده شخصاً يُكملنى وأُكمله، شخصاً  إن غبت عنه غابت الدنيا عنه❤” 

أبتسم ودقت نبضات قلبه لوهله وقلب الصفحة وكانوا آخر صفحتين ف الدفتر، كانوا مكتوبين بخط غير الخط اللى كانت مكتوبة بيه الملاحظات التانيه 

“دينا حبيبة ماما،  كتبتلك ف آخر صفحتين علشان أسيبلك اول الدفتر فاضى زى ما هو وتكتبي فيه براحتك،  أولاً  انا مش مصدقة أن بنتي الأمورة كبرت وبقى عندها 18 سنة، فرحانه بيكي يا حبيبة قلب ماما وبتمنالك سنين تفضلى فيها سعيدة  وهفضل دايماً  ادعيلك وهفضل اشكر ربنا دايماً  انه بعتلى بنوته زيك،  لسه فاكرة اليوم اللى عرفت فيه انى حامل ببنت.. كنت انا وابوكي طايرين من الفرحة وكل يوم كنت بتخيلك وانتِ لابسة فستانك وعاملة شعرك لورا وجميلة زى الاميرات،  بحلم باللحظات اللى هسرحلك فيها شعرك وهحطلك فيها المانكير ولما تيجي وتقوليلى يا ماما حطيلى روج 

كنت فرحانه بيكي ولسه فرحانه وانتى بتكبرى قدامى وبعيش معاكى كل فترة ف حياتك بكل تفاصيلها،  حابة اقولك يا بنتي انه احنا ف الدنيا بنواجه صعوبات كتير وتحديات القوى بس هو اللى هيقدر يواجهها والضعيف يا بنتي بيتعب لغاية ما يتعلم ويعرف يتعامل  مع الدنيا وانا مش عاوزاكى تتعبى ولا تكونى ضعيفه،  انا عاوزة بنتي قويه تواجه كل حاجة وانا متأكدة انك هتقدرى على ده 

ماما بتحبك يا دينا  وبتدعى ان يبعتلك الناس اللى شبهك ويحبوكي ويقدروكى زي ما ماما عارفة قيمتك وعارفه قلبك الطيب والحنين”  

خلص المكتوب وبص على آخر الصفحة وكان مكتوب فيها “وانا كمان بحبك يا ماما” 

فضل سرحان ف الدفتر وكتب حاجات كتير،  ملاحظات وأبيات شعر لكبار الشعراء وكمان فقرات من كتب وروايات،  قفل الدفتر وحطه جنب فنجان القهوة  وطلع موباياه واتصل 

_الو يا نسمة،  هى الشيف اللى كانت عندى ف الييت اسمها ايه؟ 

_اسمها دينا يا عمر بيه

خلص مكالمته وقام ووقف قدام الإزاز واللى كان وراه جنينيه جميلة والخضرة بتاعتها كانت متلونه بلون غروب الشمس، أبتسم وكانت دمعة صغيرة نازله على خده،  مسحها وطلع أوضته. 

………………………………………..

“بعد شهر”

_يا دينا أهدى يا حببتى وان شاء الله هتلاقيه،  بقالك شهر ع الحال ده ومبتاكليش ولا تشربي.. متزعليش يا حببتي انا عندى أمل ان هنلاقيه بإذن الله 

_هلاقيه فين بس يا نور.. انا دورت ف كل ركن ف البيت وملقهتوش،  انتِ عارفة انه غالى عليا اوى  

انا مش زعلانه ع الحاجات اللى كنت كتباها، انا زعلانه لان ماما كانت كتبالى فيه كلام حلو اوى ف عيد ميلادى لما كان عندى 18 سنه وده كان اخر عيد ميلاد تحضره معايا????

_هندور تانى وان شاء الله هنلاقيه يا حببتى

_إن شاء الله 

خرجت نور وسابتنى متدايقة وغرقانه ف حزنى، رسالتها ليا كانت ذكرى جميلة منها، آه صحيح انا حافظة كل حرف من الرسالة بس كنت بحب اشوفها وهى مكتوبة بخطها، كان نفسي احافظ على الذكرى اللى بقيالى منها،  وانا بعيط وغرقانه ف همومى رن الموبايل بتاعى  لقيته رقم غريب، مسحت دموعى وحاولت اهدى نفسي واعدل نبرة صوتى ورديت

_الو…. سلام عليكم

_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، آنسه دينا معايا؟

_ايوة..مين؟

_أنا نسمة يا دينا لو فاكرانى، مديرة اعماله لعم….

_آه، آه فكراكى، ازيك يا نسمة

_الحمدلله بخير..كنت عاوزاكى ف موضوع

_خير…اتفضلى

_أتمنى مترفضيش لانه لو رفضتى انا هترفد من شغلى 

_فيه ايه قلقتينى! 

_عمر بيه اتصل وطلب منى انه عاوز يشوفك لموضوع ضرورى ولما قولتله انك ممكن ترفضى او انه هيكون صعب عليا انى اقنعك قالى لو موافقتش اعتبرى نفسك مرفوضة 

_طبيعى انا اساسا  اتوقع منه كل حاجة،  بس بجد انا مش عارفة عملت ذنب ايه فبتعاقب بوجود الشخص ده ف حياتى…. ما علينا، قالك هشوفه فين 

_آه، ف جنينه كدة اعتقد قريبة منك،  هبعتلك الموقع بتاعها.. بجد شكراً  يا دينا انك وافقتى 

_ العفو يا نسمة، معملتش حاجة 

قفلت معاها وبعدها بشوية بعتتلى المكان فين وقالتلى انه اروح على الساعة 4 كدة.. اكتشفت ان الجنينة هى هى اللى محمد بياخدنا فيها وانها قريبة جداً  منى… أستئذنت من نور وخدت معايا مريم ورحمة لانه اكيد محمد مش هيوافق اروح الجنينه لوحدى وكان عاوز  نور تروح معانا بس انا اللى أصريت انها متروحش،  وصلنا الجنينة وقعدنا انا والبنات وفضلت العب معاهم شوية والحقيقة ان برائتهم قدرت تخلى وشى وقلبي يبتسموا ويفرحوا 

 للحظه جت عينى عليه و لقيته واقف بعيد عننا شوية وباصص علينا  وللحظه تانيه حسيت انى سخيفه وبعمل عملة،  ازاى وافقت اشوف حد معرفوش،، بسرعة طلعت موبايلى من الشنطه واتصلت بنسمة 

_نسمة، ابعتيلى رقم عمر بيه بسرعه… منغير ليه ابعتى يلا

بعتتلى الرقم  واتصلت… بصيت ناحيته لقيته مسك موبايله وبصلى وفهم انى انا اللى بتصل رد عليا وصوته كله دهشة 

_ليه بتتصلى! 

_انا وافقت اجى علشان نسمة، بس اول ما جيت هنا حسيت بسخافة الموقف وانا ماشية دلوقتى.. لو عاوز تقول حاجة اتفضل، بس انا مش هقف مع حد معرفوش ونتكلم وجها لوجه كدة

فضل ساكت وكنت فاكرة انه قفل بس بصيت لقيته لسه ماسك الموبايل زى ما هو وبعدها بشوية سمعت  صوته وكان هادى جداً 

_فيه حاجة ضايعه منك؟ 

اتسمرت مكانى بعد ما كنت ماشيه وخارجة من الجنينة

_حاجة ضايعة! 

_ايوة، فيه حاجة ضايعة منك!؟ 

_آه.. آه فيه 

_أيه؟ 

_دفتر صغير ضايع منى من شهر تقريباً

_هو معايا

_نعم! معاك ازاى يعني؟ 

_لقيته ف المطبخ ف بيتى

حطيت ايدى على دماغى وافتكرت انى كنت خدته معايا ف اليوم اللى كنت بشتغل فيه ف بيته،

_انا ازاى نسيت كدة، بدور عليه الشهر اللى عدى كله ومكنتش لاقياه….ثوانى بس! حضرتك انسان محترم وابن ناس واكيد بتحترم خصوصيات اللى قدامك ف ارجوك قولى لو سمحت انك مقرأتهوش

_قالولنا ف المدرسة ان الكذب حرام

_لأ…ليه ليه كدة، ياربي انا،،قرأته ليه???? بجد معندكش احترام لخصوصيات غيرك 

_كلنا عندنا الفضول اننا نقرأ المكتوب، يعنى مثلا لما بتلاقى ورقة واقعة ع الارض بتلاقى نفسك بتشيليها وتقرأى..واكيد مش هتنكرى ده!

وانا اكيد عاوز اعرف اى الشيئ الغريب ده اللى لقيته ف بيتى واعرف ايه اللى فيه 

_عاوزة الدفتر

_هجبهولك بكرة ف المطعم

_انا ف أجازة

_هسيبهولك مع اى حد هناك

_لأ لأ خليه،مش ناقصة حد تانى يقرأه ،انا هبدأ شغل من اول الأسبوع وهاخده منك 

_تمام، بينا اتصال 

قفلت وكنت حاسة براحة لانى حافظت على ذكرى امى وانه الدفتر مضاعش وف نفس الوقت كنت متدايقه لانه شاف اللى فيه 

رجعت البيت وانا مستنيه اول الاسبوع بفارغ الصبر علشان اخد الدفتر اللى حاسه انه واحشانى الكتابة فيه والتقليب ف صفحاته، حمدت ربنا انه جمعنى بضالتى وانه مردش دعائي????

يتبع..

لقراءة الحلقة الخامسة : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية انتقام ثم عشق للكاتبة فاطمة محمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى