رواية عمو الظابط الفصل الأول 1 بقلم عبدالرحمن الرداد
رواية عمو الظابط الجزء الأول
رواية عمو الظابط البارت الأول
رواية عمو الظابط الحلقة الأولى
تململ في فراشه بضجر بعد أن ملأ هذا الصوت الصاخب الغرفة بأكملها، كان صوت بائع البصل الذي اعتاد على الوجود في هذا التوقيت بعربته ليردد بصوته المعتاد:
– يا بتاع الخزين يا بصل
نهض من مكانه وخبط كفيه ببعضهما وهو يقول بضجر شديد:
– يا بتاع القلق يا قرف، يارب توب علينا من المنطقة دي بقى
تحرك حتى وصل إلى نافذة شرفته ونظر إلى بائع البصل بالأسفل ليقول:
– يا بتاع البصل
نظر إليه البائع وهتف بجدية:
– اؤمر يا بيه
هنا جاء سؤاله الغير متوقع:
– عندك بصل؟
تعجب البائع من سؤاله وهتف بسخرية:
– أنت شايف ايه يا بيه
لوى ثغره وقال بغضب:
– أنا شايف إنك تحط بصلة منهم في بؤك ومسمعش صوتك المزعج ده تاني
دلف إلى غرفته وتابع:
– الواحد ميعرفش ينام مستريح أبدا، بليل هوهوة الكلاب والصبح بتاع البصل
خرج من غرفته ليجد والدته تخرج من الغرفة وما إن رأته حتى قالت بدهشة:
– يوسف؟ معقولة صاحي بدري كدا من غير ما أصحيك؟
تقدم وجلس على أحد المقاعد وهو يردد بسخرية:
– بتاع البصل محبش يتعبك قام هو بالواجب، المهم أنا هقوم ألبس ورايح الشغل علشان فيه ماتش النهاردة المفروض هأمنه
رفعت أحد حاجبيها وهتفت بتساؤل:
– ماتش كورة؟
– أومال ماتش تنس يا أمي؟ بقولك ايه أنا داخل البس وادعيلي علشان تأمين الماتشات ده اتقل حاجة على قلبي ده غير جماهير الفرقتين اللي بيطلعوا عيني
ابتسمت ورفعت يدها إلى السماء وهي تقول:
– ربنا يوقف في وشك المجرمين والحشاشين وقطاع الطرق
رفع حاجبيه بصدمة وهتف باعتراض:
– ايه يا ماما ده؟ أنا قولت ادعيلي على فكرة مش ادعي عليا
ابتسمت ونظرت له لتقول بتوضيح:
– ما أنت لما تقابل المجرمين وقطاع الطرق هتقبض عليهم وتاخد ترقية، ما أنا بدعيلك أهو
نهض من مكانه إستعدادا للعودة إلى غرفته وهتف:
– ارجوكي متدعيش ليا تاني، أنا آسف والله إني طلبت منك كدا
دلف إلى غرفته فرددت هي بصوت مرتفع:
– استنى متمشيش غير لما تفطر
ردد بصوت مرتفع من الداخل:
– لا مش هلحق، هبقى اجيب سندوتشات وأنا ماشي
ارتدى ملابسه واتجه إلى الطريق الخارجي ليوقف سيارة الأجرة وهو يقول:
– المديرية يسطا؟
حرك رأسه بالإيجاب وهتف بصوت مرتفع:
– أيوة يا باشا تعالى اركب
استقل المقعد الأمامي للسيارة وأخرج الأجرة قبل أن يُعطيها له وهو يقول:
– اتفضل ياسطا
أخذ منه الأجرة ونظر إليه بتفحص قبل أن يقول بتساؤل:
– أنت ظابط ايه يا بيه؟
لم يفهم سؤاله فرفع أحد حاجبيه ليقول متسائلًا:
– ها؟ مش فاهم يعني ايه ظابط ايه
– اقصد يعني ظابط مخدرات ولا ظابط سلاح ولا ايه بالظبط فاهم قصدي؟
حرك رأسه بالإيجاب وهتف بابتسامة:
– آه فهمت، لا أنا ظابط تأمين، بأمن حفلات وماتشات وكدا بما إني لسة ملازم أول
ابتسم السائق وردد بهدوء:
– طمنتني يا باشا إنك مش بتاع مخدرات أحسن معايا حتة حشيش في جيبي وخوفت تفتشني
رفع حاجبيه بصدمة كبيرة وردد:
– ها؟ معاك حشيش؟! هو علشان أنا يعني مش ظابط مكافحة مخدرات يبقى عادي تقولي إنك معاك حشيش؟ أنت شارب ايه يسطا؟
ابتسم السائق وقال بفخر:
– شارب حتة من الحشيشة اللي معايا يا بيه، تاخد سيجارة؟
نظر له وقال بتوعد:
– لا هاخدك على القسم لو مرمتش اللي في جيبك ده
هنا أسرع السائق وأخرجها من جيب بنطاله قبل أن يُلقيها من النافذة وهو يقول بخوف واضح:
– حد الله بيني وبين الحاجات دي يا بيه أنا خلاص بطلت أصلا
وصل أخيرا إلى مديرية أمن القاهرة وأخذ التعليمات بما سيتم هناك أمام ستاد القاهرة من تأمين. اتجه ومعه مجموعة كبيرة إلى سيارات الشرطة التي أخذتهم إلى موقع استاد القاهرة وهنا أخذ الجميع أماكنهم أمام البوابات.
تقدم «ياسر» صديق «يوسف» المقرب وهتف بتساؤل:
– هو مين اللي هيلعب النهاردة يا يوسف؟
رفع أحد حاجبيه وقال بحيرة:
– ما المقدم خالد أيمن قال التعليمات وقال مين اللي هيلعب أنت كنت نايم ولا ايه؟ على العموم الأهلي والزمالك
حرك رأسه بتفهم ثم هتف بتساؤل:
– وأنت عايز مين يكسب؟
رفع كفه الأيمن ووضعه فوق رأسه ليمنع وصول آشعة الشمس وقال بغضب واضح:
– أنا عايز الليل يجي علشان لسة مكملناش خمس دقايق والشمس كلت دماغ اللي جابوني
مرت دقائق وبدأت الجماهير في التوافد بشكل مكثف، هنا أخذ «يوسف» بوابته ووقف قبل أن يتقدم أحد المشجعين فردد هو بهدوء:
– بطاقتك والتذكرة بتاعتك
ابتسم وأخرج بطاقته قبل أن يقول:
– اتفضل يا باشا بس بسرعة بس علشان ألحق كرسي
رفع «يوسف» أحد حاجبيه وردد باعتراض:
– تلحق كرسي؟ أنت شكلك من العيال الدحيحة اللي بيقعدوا في أول صف
ابتسم هذا الشاب وحرك رأسه بالإيجاب وهتف:
– عرفت منين يا باشا أنا فعلا أول الدفعة
عبثت ملامح وجهه وردد:
– باين من غير ما تقول، خش خش
جاءت مشجعة كانت ترتدي تيشيرت باللون الأحمر، كانت تحمل شمسية لكي تحميها من أشعة الشمس وهتفت بحزن بمجرد أن اقتربت من «يوسف»:
– ايه ده أنت إزاي واقف كدا في الشمس يا عمو الظابط، الحمدلله إني معايا شمسية
رفع حاجبيه بصدمة وهتف باعتراض:
– أنتي بتذليني يعني ولا ايه، هاتي ياستي بطاقتك والتذكرة الله لا يسيئك
أخرجت ما طلبه فأخذ البطاقة لكي يتفحصها، هنا رددت هي:
– انت الطقم بتاعك أبيض ليه يا عمو الظابط أنت بتشجع الزمالك؟
رفع بصره لكي ينظر لها وهتف بنبرة تعبر عن نفاذ صبره:
– مش يمكن علشان ظابط؟ خدي بطاقتك وخشي بدل ما أرجع في كلامي وأخليكي تخشي من بوابات الزمالك
– لا لا خلاص يا عمو الظابط أنا داخلة، ثانكس
– العفو ياختي
جاء مشجع آخر فردد «يوسف» بهدوء:
– بطاقتك وتذكرتك
تقدم هذا الشاب خطوة واحدة وهو يقول بابتسامة واسعة:
– على فكرة بطاقتي لو فتحتها هتلاقي محل السكن التتش في النادي الأهلي أما بقى الوظيفة فهي مشجع تالتة شمال
رفع بصره لكي يواجهه قبل أن يقول بسخرية:
– آه وفصيلة الدم شربات مكرر والسكن عند بابا وماما، ما تخلصنا ياعم وتطلع بطاقتك
هنا نظر له الشاب وقال باعتراض:
– على فكرة أنت شكلك زملكاوي، إحنا معانا دوري أكتر منكم على فكرة، متعصب ليه يا باشا وهو لسة جول قفشة في أبو جبل مضايقك؟ على فكرة الكورة بينا انتهت من اليوم اللي خدت فيه منك دوري أبطال أفريقيا، اسمه نهائي القرن وأنا كسبته
رفع حاجبيه بصدمة مما يقوله هذا الشاب ونفذ صبره لذلك ردد بغضب:
– ياعم أنا مالي ومال الحوارات دي كلها ما يولع الأهلي والزمالك بتوعك دول أنا أصلا مليش في الكورة، تصدق بقى أنا مش هدخلك وأنا زملكاوي ومستقصدك هش من هنا بقى بدل ما ازعلك ياض، يالا هش
تراجع هذا الشاب وهو يردد باعتراض:
– ايه هش دي يا باشا أنت شايفني دبانة
تقدم ليقترب منه وهتف بصوت مرتفع:
– أيوة دبانة، يا عسكري اسماعيل هات رش الحشرات علشان فيه دبانة رذلة هنا
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عمو الظابط)