رواية على عرش قلبي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم همس محمد

رواية على عرش قلبي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم همس محمد

رواية على عرش قلبي الجزء الرابع والعشرون

رواية على عرش قلبي البارت الرابع والعشرون

رواية على عرش قلبي الحلقة الرابعة والعشرون

قال جاسر بهدوء وهو بيشدد على كفها : الفرح هيتعمل..
بصتله سدل بصدمه وهي كانت عايزاه يرفض الموضوع، همست بنبره مهتزه : جاسر..
مهتمش بيها وهو بيسمع رأي اللي حواليهم، زفرت بضيق وبصتله بحده وهمست : قولتلك مش هعمل حاجه..
رفع كفها المرتجف وطبع بوسه خفيفه عليه وهو بيقول : اهدي يا حبيبي..
قبضت على كفه وهي بتتنفس بعمق وبتسمعهم وهما بيتناقشوا في اللي هيعملوه..
قام أسامه حطلها شاي بالنعناع وقرب منها مره تانيه وهو بيهمس بمرح : مش عايزه تفرحينا بيكي ليه؟ مش كفايه الطريقه اللي اتجوزتوا بيها؟
عيونها دمعت وهمست هي كمان : انت اكتر واحد عارف يا أسامه وبتفهمني..
حاوط دراعها بحنان أخوي وكلمها بهدوء : انا مش عارف غير إنك عايزه تمنعي فرحتك عشان الناس اللي بس شايفين إنك أنا”نيه!
سندت راسها على كتفه وغمضت عيونها، بصلها جاسر بيأس.. شاف معتز بيغمزله فابتسم بغضب..
بصتله بإهتزاز وقالت : هروح اقعد معاه شويه..
مستنتش رده ووقفت دخلت مع أسامه اللي لوح له بإستفزاز..
كان هيقوم وراهم بس إحسان وقفته وهي بتقول : سيبها يا جاسر شويه.. مش هتطير !
همهم بهدوء عكس اللي جواه، وبدأ يتكلم مع عمها عشان التحضيرات..
عند سدل..

همست لأسامه بحز”ن : ليه محدش بيسمعني؟ الموضوع متعلق بيا أنا وهو وبناء على كده مينفعش يتصرف لوحده او ياخد قرار بدون رضايا..
احتوى كفوفها بين كفوفه وقالها برزانه : في حاجات كتير لازم تعديها يا سدل.. هو مش هيتصرف اي تصرف غير لما يكون حاسب كل حاجه وحاطك في أولوياته.. من حبه ليكي هيحاول يسعدك يا سدل.. متمنعيش نفسك من حنانه عليكي ومحاولاته دي وساعديه، خليكي متفهمه لكل حاجه.. هيكون أحسن ليكي وليه! مفيش حد بيلاقي اللي يعامله بالطريقه دي يا سدل! إنك تكوني من إهتمامات جوزك دي حاجه بقت نادره..
اتنهدت وهي بتبص لكفوفهم : عارفه يا أسامه، ودي حاجه بتفرحني.. بس من حقي لما اقول حاجه يسمعني! بالذات في الموضوع ده..
رفع وشها بسبابته وابتسم : وانتِ بتعملي حاجه غلط عشان ترفضي؟
ضحكت بخفه وقالت بيأس : المشكله إني مش بعمل غير الغلط..
ضر”بها على خدها بخفه وابتسم : أحسن حاجه إنك بتعترفي..
اتكلم بجديه وهو بيحسس على كفها : قوليلي انتِ عايزه ايه وأنا هقف معاكي.. ومتخا” فيش يا سدل..
برمت شفايفها بتفكير وهي بتبصله ومردتش، فهمس بتحذير : لو هترفضي متتحججيش بكلام الناس.. انتِ عيشتي في حالة حز”ن ومحدش كان واقف جنبك غير أهلك.. ولو سمعتك قولتي كده تاني أنا اللي هتصرف!
ابتسمت بتوتر ونفت براسها وهي بتقول : مش عايزه حاجه..
رفع كفها المرتجف وباسه بخفه وهو بيضحك : طول عمرك جبا” نه..

دخل جاسر عليهم وسحبها من كفها بغضب وز”عق في أسامه : إبعد عنها..
بصله أسامه بضيق وكان هيمشي بس وقفته سدل وهي بتقول بحرج : خليك معايا..
رفع جاسر حاجبه ببطء وهو بيقول بإستنكار : نعم ؟
مهتمتش بيه ونادت على أسامه اللي شاورلها بلامبالاه..
همس جنب ودنها : مش عيب تسيبي جوزك وتقومي ؟
ربعت دراعها وبصتله بتهكم : ومش عيب إنك تتجاهل كلامي قدامهم؟
اتقوست شفايفها بإرتجاف : كنت واثقه إنك انت اللي هتفهمني ما بين كل الموجودين.. بس اتفاجئت بيك!
مسح على خدها بكفه وهو بيقول بحنان : انتِ عندك شك إني زيه؟
هزت راسها بنفي وهمست : مستحيل..
فإبتسم بإتساع وهمس بنبره متحشرجه : مش أنا بحبك وانتِ بتحبيني؟
هزت راسها بإبتسامه حنونه، كمل كلامه وهو بيمسح على خدها بشرود : إحساسك زمان هيكون غير دلوقتي يا سدل.. زمان انتِ كنتي مُجبره على وضعك، لكن دلوقتي انتِ اللي اختارتيني وعايزه تكملي حياتك معايا! صح؟
هزت راسها مره تانيه، بلعت ريقها وقالت بنبره مهتزه : والناس يا جاسر؟
بصلها بذهول فكملت بنفس الإهتزاز : مش هستحمل حد يقول عليا حاجه! زي ما قولتلك.. كنت هكون في أسعد واحده لو كانت الظروف مختلفه.. أنا كل حاجه مريت بيها كانت بسبب نظراتهم اللي بتفكرني بكل حاجه..
مسك كفها بحنان وخرجوا من الفيلا من الباب الرئيسي، اتنهد بحراره وهو بيقول : خلاص يا سدل، مش هنعمل حاجه..
بصت لجانب وشه وشافت اليأس مرتسم على وشه فهمست : انت ز”علت؟

نفى براسه بدون رد، فقالت بضيق : يبقى ز” علت..
قضبت حواجبها بشرود وهي بتفكر ايه الصح، هي نفسها بس مش هتقدر على ضغط الناس عليها..
رفعت نظرها للطريق قدامهم وهمست بخو”ف لما شافت الضلمه : جاسر إحنا رايحين فين؟
قال بصوت هادي وهو بيبصلها : هنتمشى شويه..
همست بإستنكار : دلوقتي؟ انت مش شايف إن الوقت متأخر.. الفجر هيأذن بعد شويه!
ابتسم بحنان حست بيه رغم الإضاءه الخافته : يا ستي متخا” فيش مش هاكلك..
قهقهت بصخب شق السكون من حواليهم : مش هتقتنع لو قولتلك إني مطمنه معاك مهما كنا فين..
وصلوا لنهاية أسوار الفيلا ورجعوا تاني يمشوا في نفس الطريق، قالها بصدق مشاكس : ومش هتقتنعي برضو لو قولتلك إني بتطمن جنبك..
رفعت حاجبها بإستغراب وقالت : نعم؟
قهقه برجوله ومسد على كغها بإبهامه : والله، ريحتك بتطمني ! سواءً من ناحية إنك بأمان او من وجودك بس.. يعني بحس بشعور جوايا بيقولي إنك معايا وملكي !
بصتله بإهتمام وهي مبتسمه بحب، فكمل : عارفه؟ انا مكنتش متخيل إني هحب وأتجوز تاني وأعيش حياتي.. بس انتِ غيرتي حالي بطريقه مخيفه! بقيت شخص غير الدكتور اللي عرفتيه! بغير وبتعصب وأوقات بتحكم.. أنا لغاية دلوقتي مش مصدق إني مش بحب حد يقربلك حتى اخوكي، ولا مصدق إني بخا”ف أسيبك تخرجي لوحدك.. وانتِ بصراحه مش بتتواني..
قربت منه وحضنت دراعه وهي بتهمس ببطء : أنا عارفه إني مصدر قلقك و مصدر راحه ليك رغم إني العكس.. عايزه اقولك إن حتى أنا كنت فاكره إني هفضل عايشه في اللي كنت عايشه فيه لغاية ما امو” ت.. انت كنت أمل ليا عشان أخلص من اللي كنت فيه.. وبقيت أمل عشان أكمل وأبدأ معاك حياه صح، وهتفضل أمل ليا في كل خطوه..

همست بنبره مرتعشه : انت الوحيد اللي قدرت تخليني أشوف جانب تاني كنت متجاهلاه.. جانب لو مكنتش موجود كنت هكون في عتمه ملهاش حد.. انت سبب في الحاله اللي انا فيها دي، هتستغرب لو قولتلك إني حاولت اتهرب من شعوري ده كتير في البدايه، مكنتش عايزه آخد أمل وفي الآخر اتخذل! بس محستش بنفسي وأنا بغر”ق في شعوري معاك.. للأسف هو كان أقوى مني بكتير، حاولت أحلل إن تعلقي بيك نابع من.. حاجتي لحنانك وحُبك! بس كل حاجه كانت بتثبت العكس.. آسفه في اللي هقوله بس أنا حاولت أخلق حواجز بإراده وبدون إراده وانا متأكده إنك كنت عارف بكده.. بس غصب عني، لآخر لحظه أنا كان عندي مخا”وف إنك هتبعد وده مش بإيدي، لما اعترفتلك متأخر ده كان بإرادتي.. حاولت منجرفش ورا مشاعري واحتفظ بيها لنفسي.. عشان أنا مش متعوده على كده! مش متعوده إني اصارح بمشاعري خصوصاً لما كنت بشوفك مش مقصر.. انا آسفه يا جاسر! عارفه اني مقصره في حقك كتير اوي ورغم كده انت موجود جنبي وعمرك ما اشتكيت ولا حتى اتعصبت عليا!
بصتله لما وصلوا قدام باب الفيلا مره تانيه وشافت ملامحه متغيرتش.. لسه مبتسم بحنان مبيظهرش غير ليها، رجعوا يلفوا الطريق تاني وهو بيقول بنبره خافته : وعشان كده سيبتك براحتك يا سدل، لو كان الموضوع بدون ارادتك فأنا عندي طرق أجبرك بيها عشان تتعودي.. وكله بالعلاج! لكن أنا متأكد إني مكنتش هوصل لنتيجه ترضيني لو ضغطت عليكي الفتره دي.. وأهو في النهايه حصل اللي كان نفسي فيه!
مسح على كفها بإبهامه وكمل بشرود : أنا خليتك تتابعي مع دكتور سميه عشان عارف إنك مستحيل تفصحي عن مشاعرك قدامي لأن أنا سبب المشكله يا سدل! ولولا إنني حاسس بحبك فعلاً رغم جمودك معايا وعدم تجاوبك في اي حاجه.. إلا إنه كان بيظهر غصب عنك! فأنا كنت وقتها هسيبك تكملي حياتك في حالك.. مش هغصبك أكيد على الرغم من قوة مشاعري تجاهك إلا إني هتمنالك الخير دايماً!
بصت سدل للأرض وعيونها غامت بالند”م.. همست بإرتجاف : صدقني انا بحبك اوي يا جاسر.. أنا ند”مانه فعلاً إني ضيعت وقتي معاك في حاجات كتير كنت قادره أتخطاها وانا بغبائي كملت فيها..
رفع كفها المرتجف وطبع بوسه خفيفه عليه وقال بنبره هاديه عكس اللي جواه : يبقى لو عايزه تعوضيني عن نكد”ك طول الفتره اللي فاتت يبقى تنفذي اللي اقولك عليه..

زفرت أنفاسها بإرتجاف ،وغمضت عيونها وهي بتتنفس بعمق : المطلوب؟
بلعت سدل ريقها بتردد لما سمعت نبرته الهاديه : انا مُصر إننا نبدأ حياتنا بشكل جديد.. وكل حاجه تمشي بمثاليه!
همست وهي بتبصله : وعشان خاطري؟
بصلها بطرف عيونه وهمس : لو بتحبيني فعلاً هتحاولي إنك تسعديني يا سدل زي ما بحاول معاكي !
وقفت سدل وبصتله بإستنكار : يعني ده اللي هيثبت حبي ليك؟
همهم بدون ما يبصلها : ايوه بالظبط ، سدل إحنا هنتجوز من أول وجديد.. ولو انتِ خا”يفه من كلام الناس، فخلي حد يتكلم نص كلمه عليكي وأنا اقطع لسانه! ولا يبصلك بنظره تقلل منك..
هزت راسها بإرتجاف وهي بتقول : بس أنا مش هبقى مسؤوله بعدين عن حالتي..
ابتسم بمشاكسه : وافقي انتِ بس وانا هكون مسؤول عن كل حاجه!
صدح صوت الآذان من حواليهم، فرجعوا الفيلا تاني وكل واحد بيفكر في حاجه..
بعد إسبوعين ..
وقفت قدام المرايه وهي بتغمض عيونها وبتتنفس بإرتجاف..
قبضت على الفستان بكفها البارد وهي بتهمس : كله هيعدي يا سدل..
سمعت صوت زغاريط صفاء اللي دخلت الغرفه وهي بترش الملح على سدل..
ابتسمت سدل ابتسامه جميله وهي شايفاها واقفه قدامها وبتقرأ عليها قرآن..
غمضت عيونها تخفي دموعها لما باست راسها بإبتسامه رزينه وهي بتقول : ربنا يحميكي من العين يا حبيبتي.. زي القمر ما شاء الله اللهم بارك..

لفت سدل دراعها حوالين رقبتها وهي بتتنفس بحراره بتحاول تكبح دموعها على قد ما تقدر : المره دي انا عارفه انك مبسوطه غير المره الأولى، إحساسي إني شايفاكي عروسه سعيده مش هقدر اوصفهولك.. ربنا رزقك بزوج قادر يصونك ويحفظك بين جفونه.. وهو رزقه بزوجه بتحبه وبتدور على سعادته، افرحي يا حبيبتي.. المره دي من حقك تعملي اللي انتِ عايزاه!
شهقت سدل بخفه وكملت صفاء جنب ودنها : آسفه على كل الحز”ن اللي سببتهولك.. بتمنى اللي جاي من حياتك يمحي اي حاجه كانت في الماضي.. واللي أنا كنت سبب فيها..
كملت صفاء وهي بتغمض عيونها ودموعها بتنزل : إعرفي إني هبقى سندك في الدنيا دي وهقف قصاد اي حد يحاول يإذ”يكي.. حتى لو كان جوزك!
شهقت سدل بصوت عالي وهي بتضمها أكتر وبتهمس : متقوليش كده ارجوكي..
سحبتها إحسان من حضنها وهي بتقول لصفاء بنبره حاولت تخفي تأثرها : انتِ هتنكد” ي عليها ولا ايه..
مسحت دموع سدل اللي غر”قت وشها وطبطبت على ضهرها : عارفه إني مش هعوض مكانها.. بس تقدري تعتبريني في مكانها في عدم وجودها..
لفت صفاء بضهرها عشان تمنع دموعها من النزول ومسحت عيونها..
اتقوست شفايف سدل ببكاء ورمت نفسها في حضنها : انا بحبك اوي يا طنط..
سمعت صوت زغاريط آيه وفاطمه اللي قربوا منها يباركولها..
لفت قدامهم بعد ما دقايق طويله بتوتر : الفستان حلو؟ خا”يفه جاسر يتعصب..

شاورت على الفستان اللي كان ضيق للخصر ونازل بإتساع كبير وبيلمع : حاساه ضيق.. هو اللي اختاره بس مشافهوش..
ضحكت إحسان وهي بتقول : وهو لو ضيق كان هيجبهولك يا سدل؟ يلا يا بنتي الناس مستنيه تحت..
ظبطت التاج اللي كان فوق الحجاب بتوتر واتفحصت ملامحها اللي برزت بالميكب : طيب شكلي حلو؟
مسكتها آيه من دراعها وهمست جنب ودنها بغضب : اخلصي يا سدل.. القاعه اتملت!
بلعت ريقها الجاف وهمست : في ناس كتير؟
همهمت آيه وهي بتظبط الحجاب وبتمسح دموعها عشان الميكب الخفيف اللي اتأثر ، قربت فاطمه بمعتصم اللي تمتم بكلمات مش مفهومه بعد ما قفلت مع جوزها : خالد اتصل وبيقول خليها تنزل..
سمعت صوت الأغاني بيصدح بره فرجعت خطوه بخو”ف..
بدأ معتصم يتململ بين إيد فاطمه وبيرمي نفسه على سدل، أخذته منها وباسته بقوه وهي بتحضنه وبتستخبى فيه ..
اتنهدت صفاء ووقفت قدامها وهي بتشاور بعكازها على الباب : يلا.. جاسر بره !
أخدت فاطمه معتصم وهي بتقولها بيأس : يلا يا سدل.. أنا تعبت!
بدأت سدل تعرق وهمست بإرتباك : مش عايزه..
الباب اتفتح فرفعت عيونها للي دخل دلوقتي..
وقف جاسر يبحلق فيها بذهول.. وهي كمان وقفت تتفحص هيئته الجذابه كان لابسه بدله سوده ومصفف خصلاته بجاذبيه..
رجعت خطوه تانيه وهي بتهمس لما وصلتلها ريحته تأكد على وجوده : جاسر.. انا خا”يفه!
نكزته إحسان في كتفه لما مردش عليها وفضل مبحلق فيها ، فقال بصوت متحشرج وعيونه متشالتش من عليها : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كلهم ردوا السلام، قرب منها بخطوات واسعه فيها لهفه حاول ميبينهاش.. وقف قدامها فرفعت عيونها ليه تتأمل السعاده اللي على وشه.. بلمعه !
مسك راسها بين كفوفه ومال وهو بيلثم جبينها بقوه همس بنبره متحشرجه : مبروك يا عيوني..
ابتسمت بحياء لما بعد عنها وهمس جنب ودنها : كنت عارف إنك هتعذ”بيني معاكي..
سمع صوت الزغاريط بتتعالى حواليهم وحس برعشة كفها اللي بين ايده .. رفع كفوفها الإتنين وباسهم بحراره : انتِ مش بتخا” في وانتِ معايا..
بصتله وعيونها اهتزت بإضطراب دليل على خو”فها فعلاً : أنا متوتره مش خا” يفه!
لف دراعه بدراعها ومال يهمس جنب ودنها بإبتسامه جذابه : مش عليا..
ظبطلها التاج على رأسها وإتأمل هيئتها اللي سلبته : مكنتش متوقع إنك هتكوني بالجمال ده..
همستله بنبره مضطربه وهي بتمسح على بدلته : حتى انت طالع حلو..
ابتسم بسعاده لما سمع جملتها.. بس قضب ما بين حواجبه وقال : هو انتِ هتنزلي كده قدام كل الموجودين.؟
اتوترت سدل وقالتله برجاء : بالله عليك انا مش ناقصه توتر.. أنا ثانيه كمان وهخليك تاخذني للبيت بدون ما نعمل حاجه!
– جاسر مش وقتك انت كمان..
ابتسم جاسر لمامته اللي بصتله بنظرات ناربه عشان يسيطر على هدوئه..
دخل أسامه وهو بيعدل خصلاته وقال بنبرته المرحه : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ردوا عليه السلام وهما مبتسمين على طاقته..

وقع نظره على سدل المتوتره فصفر بإعجاب وهو بيقول بذهول : مش معقول!
قرب منها بلهفه لما شاف عيونها بتدمع ، ود”فنها في حضنه : ربنا يحفظك.. وأخيراً شايفك قدامي زي ما اتمنيت! اجمل عروسه شافتها عيوني..
حاوطته سدل بكفوفها وهي بتغمض عيونها جامد : عقبالك يا حبيبي.. لما أسلمك لعروستك بإيدي.
ضمها جامد وقال بنبره مختنقه : بعد الشر..
قهقهت لما بعد عنها يمسح دموعه وقال لجاسر بحده وهو بيرفع صوباعه : ز” علها بس وهتلاقيني أنا اللي واقف قدامك.. انت مش عارف سدل بالنسبالي ايه.. والله يا جاسر لو لمحت دمعتها لـ……
أخده جاسر في حضنه وهو بيقهقه : متخا” فش يا أسامه .. مش انت اللي هتوصيني على مراتي! هسامحك المره دي عشان مزاجي حلو بس..
جري زياد على سدل اللي مبتسمه بحنان على كلام أسامه وجاسر وحضنها من فوق الفستان المنفوش : انتِ هتمشي من البيت؟
انحنت سدل وشالته وهي بتقول بنبره حنونه : أوعدك إني هاجي كل يوم عشان أشوفك انت بس..
حضنها من رقبتها وهمس : انتِ شكلك حلو اوي يا ثدل النهارده، انتِ العروثه ؟
حضنته جامد وهي بتضحك بتأثر : ايوه انا.. ايه رأيك فيا؟
همس بخو”ف في ودنها : عادي اقول ولا عمو هيز”عل؟
اتسللت ابتسامه خفيفه لوشها وهي بتقول : لا قول..
بص لجاسر وقالها : انا بحبك أكتر من عمو جاثر على فكره!
قهقهت وهي بتبوسه في خده وبتضمه بعاطفه : ياروحي.. وانا بمو”ت فيك وبحبك اذتر من البحر..
شالته آيه من حضنها وقالت لسدل : انتِ ناويه تقعدي هنا ولا ايه؟

لف جاسر دراعها بدراعه وهمسلها : انسي كل حاجه حصلت.. واتطمني! جوزك.. جنبك..
ابتسمت بإرتجاف وهمست : وانا واثقه فيك..
بدأ يتحرك بيها ناحية الباب والزغاريط من حواليهم والورود اللي بتتنثر..
دخلوا القاعه اللي كانت مليانه، فقبضت على باقة الورود اللي في ايدها التانيه وهي بتبص حواليها بإضطراب من الناس اللي واقفه عشان تشوفها..
بعد فتره..
حضنت صفاء وهي بتنها”ر في البكاء، طبطبت عليها صفاء وعيونها بتدمع : أنا كده بقيت مرتاحه بوجودك مع جوزك.. مع راجل يستحقك!
سلم جاسر على مامته وباس راسها وهو بيهمس : ادعيلي يا ماما..
مسحت على وشه ودموعها بتنزل بقوه : خلي بالك من نفسك ومن مراتك يا حبيبي.. ربنا يوفقكم ويسعدكم في كل خطوه في حياتكم..
ابتسم جاسر بهدوء وباس راسها مره تانيه بقوه حضنها وهو بيقول : اهدي يا ماما.. أنا هكون معاكي في نفس العماره!
ضحكت بيأس وهي بتقول من بين دموعها : ربنا يبارك فيك يا حبيبي..
اتوجهت ناحية سدل وخرجتها من حضن صفاء بالعافيه وحضنتها وهي بتقول بحنان : صدقيني هعوضك عن غيابها.. مش بنفس القدر لكن هيكفي لغاية ما تشوفيها على خير بإذن الله..
حضنتها سدل جامد وهمست ببطء : اللي مطمني وجودك جنبي يا طنط.. صدقيني حنانك بيكفي وزياده!
سحبها جاسر من حضنها وهو بيبتسم بخفه : مش يلا؟
راحت سلمت على فاطمه وآيه وقعدت تبكي مره تانيه وهما قعدوا يهدوها.. وهو راح يسلم على عمها وأصحابه وولاد عمتها..
وقفت عند أسامه وكانت هتحضنه بس جاسر وقف وسلم عليه مكانها..
قالتله بتأثر وهي بتشهق بخفه : على حسب اتفاقنا.. دورك اللي هيجي!

مد خنصره وعيونه دمعت بقوه : أوعدك إني مش هتجوز..
مدت خنصرها وشبكته بخنصره وهمست : أوعدك إني أنا اللي هنقيلك العروسه..
سحبها في حضنه وهي أجهشت في البكاء وهي بتضمه ليها بقوه : كان لازم تسافر؟
سحبها جاسر بهدوء فقالت لأسامه وهي بتشهق : خلي بالك من نفسك يا حبيبي .. وسلملي على عمو.. هستناك ترجعلي بالسلامه..
لوح لها بإبتسامه هاديه وهو بيحاول يسيطر على دموعه..
دخلت السياره مع جاسر لما سلمت على عمها ومامتها تاني..
اتحرك السواق بيهم وبدأ يبعد عن المكان..
بصلها جاسر بذهول وهمس : هو انا خا”طفك؟
بصتله من بين دموعها وقالت بقوه : ايوه.. انت مش ز” علان عشان طنط إحسان معانا في نفس العماره..
كملت بشقهات : قولتلك ناخد بيت قريب من الاتنين..
قهقه بقوه وسحبها لحضنه وهو بيربت على ضهرها : يا ستي والله هوديكي كل يوم.. مش انا وعدتك؟
خرجت من حضنه وهي بتمسح عيونها والميكب اللي خرب بالكلينكس : بعدين هتتحجج بأي حاجه ومش هترضى توديني..
حك جانب رقبته وقال بخشونه لما شاف السواق بيبتسم : بالظبط.. اسكتي بقى!
بعد إسبوع..
– جاسر.. جاسر قوم إطلبلي أوردر..
همهم جاسر بنعاس وحط المخده على وشه وهو بيقول بصوت مكتوم : يا سدل النهارده الجمعه.. بالله عليكي سيبيني انام عشان أقدر أصلي في المسجد..
قالت بضيق وهي بتنكزه في كتفه : جعانه يا جاسر.. مش بعرف اطلب لوحدي!

زق كفها واتغطى وهو بيقول بصوت خامل : روحي كلي أي حاجه وخلاص! مش ناقصك..
ضر”بته على كتفه جامد وهي بتقوم من على السرير : ربنا يسامحك..
رفع جاسر راسه من على المخده وبصلها بعيون نص مفتوحه : خدي التليفون واطلبي لوحدك..
قفلت الباب بقوه بدون ما تسمعه، فزفر وهو بينام مره تانيه بدون إكتراث..
وقفت سدل في المطبخ وبرمت شفايفها وهي بتهمس : انا لو كنت قادره اعمل لنفسي هستناك تقولي..
عقفت خصلاتها لفوق وبدأت تطلع المكونات اللي هتستخدمها..
جهزت حاجه خفيفه وخرجت للصاله وفتحت الستاير عشان تدخل اشعة الشمس وبدأت تشتغل وهي بتاكل وجبتها الخفيفه..
بعد ساعات..
خرج جاسر من الغرفه وهو بيفرد عضلاته بتكاسل شافها لابسه النظارات الطبيه وبتشتغل على اللابتوب..
بعثر خصلاته بحرج لما بصتله بنظره ناريه ورجعت تكمل شغلها بدون إهتمام..
– صباح الخير يا عيوني..
مردتش عليه ولا أبدت رد فعل، فقرب منها وقعد جنبها وقال بنبره ناعسه : سدل.. يعني انتِ عارفه إننا طول الإسبوع شغالين حتى مأخدناش بريك.. يعني قدري إن النهارده الجمعه!
بصتله بقر”ف وقالتله : ما انا زيي زيك يعني! مطلبتش منك غير إنك تطلبلي أي حاجه عشان مش قادره أعمل أكل.. وبعدين كمل نومك!
برمت شفايفها وهمست بكلمات بدون ما يسمعها، فمسح على وشه وهو بيقف وراح ناحية الحمام وقفل الباب جامد..
خرج بعد دقايق طويله وهو بيجفف وشه وابتسم بحنان لما شافها بتبخر الشقه ومشغله قرآن..
سمع صوتها جاي من المطبخ وهي بتتكلم في التليفون، فدخل وشافها وهي واقفه بتحضر الفطار وسانده التليفون بكتفها على ودنها..

ابتسمت ببشاشه في وشه لما شافته فقالتله : هدوم الصلاه هتلاقيها على السرير..
كملت كلامها في التليفون مع آيه وهو راح ناحية الغرفه..
شافها مجهزه حاجته ومعطراها، فإبتسم بعشق وهو بيدندن بلحن قديم..
بعد دقايق..
قرب منها وباس راسها وهو بيقولها بنبره حنونه : عايزه حاجه اجيبهالك معايا؟
هزت راسها بإبتسامه بسيطه وهي بتقول : لا شكراً يا حبيبي.. لا إله إلا الله..
– محمد رسول الله..
خرج جاسر من الشقه، وهي كملت كلامها مع آيه : عرفتي بقى يا سدل إن البدايات كذا”به؟
قهقهت سدل وهي بتطفي النا”ر : مش عايزه اصدمك واقولك إن مش كل الرجاله زي معتز.. شوفي معتز مضا”يقك في ايه يا آيه ومتنكد”يش علينا!
قهقهت آيه وهي بتسرح شعر زياد عشان يصلي مع باباه : شكل جوازك خلاكي تتكبري علينا يا ست سدل!
صدحت ضحكات سدل بصخب وهي بتنتهي من الفطار : آيه إبعدي عني الفتره دي.. جاسر مش ناقصني..
قالت آيه بحنان وهي بتبوس زياد : يلا يا حبيبي روح لبابي..
كلمت سدل مره تانيه وهي بتقول بتفكير : اوعي يكون اللي في بالي..
ضحكت سدل بيأس وهي بتخرج من المطبخ : وانا ورايا ايه غير المشاكل.. ده انا مبلحقش والله إلا وبخلق مشكله جديده!
كملت وهي بتقعد على الكنبه في الصاله قدام اللابتوب : انتِ متخيله؟ اتعصبت عليه عشان صحيت جعانه ومكنتش قادره أعمل أكل! بقوله يطلبلي أكل من بره مرضيش وكمل نومه ولا كإن في إنسانه جعانه جنبه..
قهقهت آيه بقوه وهي بترفع خصلاتها البنيه ورا ودنها : طيب والله اللي مأكدلي إن الدكتور جاسر مختلف هو صبره عليكي..
كشرت سدل وقالت وقالت بتنهيده : معاكي حق..

دخل معتز على آيه وطلب منها حاجه، فقفلت مع سدل وقالتلها إنها هتكلمها بعدين..
مسكت حجابها ودخلت البلكونه وهي بتبص على الناس اللي رايحين المسجد وصوت الخطبه بيتردد حواليها..
غمضت عيونها بإسترخاء واتسللت ابتسامه خفيفه لشفايفها وهي بتفكر..
مش قادره تفسر فرحتها يوم الفرح كانت لإنها بتحبه ولا عشان كانت بتتمنى كده فعلاً..
اتنهدت وهي بتفتكر كلامه اللي حاولت تعمل بيه “حاولي تبسطي نفسك من التفاصيل الصغيره، لو عملتي ايه هيأثر فيكي.. انتِ من جواكي مشتاقه لإحساس زي ده يغذيكي!”
سمعت صوت الآذان بدأ اتنهدت براحه كانت مفتقداها لفتره طويله جداً.. ودخلت اتوضت عشان تستعد للصلاه..
بعد ساعه..
دخل جاسر الشقه وهو ماسك الحاجات اللي جابهم، حطهم على الطاوله لما شافها قربت منه وبتبتسم، دخلت في حضنه وهي بتقول : إتأخرت ليه؟
مسح على حجابها وقال بنبره حنونه : كنت بجيبلك حاجه بتحبيها..
لمعت عيونها وهي بتقول بصوت رقيق : ايه هي؟
مسك كيس من اللي دخل بيهم وقالها : حقك عليا..
فتحته ولمعت عيونها وهي بتضحك : بتهزر؟
اتعلقت في رقبته وهي بتقول بصوت مكتوم : انا بحبك اوي..
ضمها وهو بيبتسم بإتساع : مش على أساس كنتي ز”علانه؟

– انا عمري ما از” عل منك ابداً.. مفيش مانع اتدلع عليك شويه ! ولا ايه يا دكتور؟
قالتها بعد ما بعدت عنه وهي بتبصله بدلال، قهقه بقوه وهو بيتابع خطواتها : قلبه..
قعدت قدام التلفزيون وبدأت تاكل من الكيك اللي هي بتحبه..
دخل الغرفه ولبس بيجاما مريحه، خرج وشافها مركزه على التليفزيون ولسه بتاكل.. اتقدم وقعد جنبها..
بصتله وهي بتمضغ وقالت : جعان؟
لعب في خصلاتها وهو بيهمهم.. وقفت أكل وقامت : دقايق والفطار يكون جاهز..
وقف هو كمان ودخل المطبخ وراها.. شافها بتجهز الأكل فسند ضهره على الرخامه وهو بيتابعها : تحبي تخرجي النهارده؟
هزت راسها بالنفي وهي مشغوله : لا يا جاسر.. خلينا نقضي اليوم هنا مع بعض.. نسهر، نتكلم، نقعد مع طنط أي حاجه..
اتربع جاسر وابتسم بشغف وهو بيراقب اهتمامها بتزيين الأكل : ونسهر ازاي؟
هزت كتفها وهي ماسكه الأطباق عشان تنقلها : زي زمان.. ساعدني بقى !
اتنهد وشال الأطباق هو كمان وخرج وراها..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية علي عرش قلبي)