رواية على عرش قلبي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم همس محمد
رواية على عرش قلبي الجزء الحادي والعشرون
رواية على عرش قلبي البارت الحادي والعشرون
رواية على عرش قلبي الحلقة الحادية والعشرون
خرجت سدل بعد فتره وهي وهي بتجفف شعرها بشرود، بصت على جاسر شافته زي ما هو..
رفع نظره عليها وقال بهدوء : تعالي نامي.. الوقت اتأخر..
ابتسمت بسخريه ومردتش عليه، قعدت على كرسي وبدأت تسرح خصلاتها..
همست سدل بينها وبين نفسها وهي بتبص لإنعكاسها في المرايه : انا معملتش حاجه غلط..
سمعت صوت جاسر وهو بيقول بحده : قولت تعالي نامي..
اتكلمت بخفوت وهي لسه بتسرح شعرها : مش شايف إن تحكمك بيزيد يا جاسر؟
لفتله وبصتله بنظرات طويله وهي بتراقب ملامحه وكملت : ليه مش مقدر إني بعمل كل حاجه عشان أراضيك ومع ذلك مفيش حاجه بتعجبك..
اتنفست بتثاقل وهي بتتحكم في إنفعالاتها وهمست : وعدتني متتغيرش.. وده أول وعد هتكسره!
مسحت دمعه خرجت من عيونها وقربت منه وهي بتقول بهدوء : مش شايف إنك بتضغط عليا نفسياً؟ بتضغط عليا لدرجة إني مش قادره أشتكي حتى عشان مفيش غيرك بيسمعني..
اتنفست بحراره وقعدت جنبه وهي بتد”فن وشها بين كفوفها وبتتكلم بصوت مخنوق : لو تعبان قولي.. بس متعاملنيش كده ! أرجوك..
حست بيه بيحاوط كتفها بدراعه وهو بيرفع وشها الأحمر وبيقول بصوت حنون : انتِ مستفزه بجد يا سدل..
زقت كفه اللي رفع وشها وبعدت عنه وهي بتقول بصوت ضعيف : انت بطلت تحبني؟
ابتسم بيأس وقرب مره تانيه يضمها بحنان وهو بيبوس جبهتها : انتِ اللي غبيه وهتفضلي طول عمرك كده..
غمضت عيونها وهي بتطلق لدموعها الحريه وهمست بتقطع : انت اللي مش عايز تشوف غير كده.. بتتجاهل كل اللي بعمله علشانك وتمسك في حاجات مليش دخل فيها.. انت عايزني يعني أكسفه واطرده من الشركه؟ هو قبل ما يكون إبن عمي الكبير فهو بشر يا جاسر!
قضب ما بين حواجبه وهو بيقول بهدوء : بس انا مش بز”عقلك على كده!
كمل كلامه وهو بيغمض عيونه لما سمع صوت زفراتها اللي بتهدي بيها إنفعالاتها : انتِ شايفه إنك عادي تقابليه وكمان تخبي على جوزك؟ وكمان بتقولي قدام ولاد عمتك عشان خا” يفه مني..
– وانت عملت ايه يعني غير إنك ز”عقتلي؟
بعدها عنه وبص في عيونها فهمس بخفوت : سدل، انتِ مش بتعترفي بغلطك؟
صوتها علي وهي بتبكي بقوه : بعترف بيه لما بكون غلطانه مش عشان انت مغلطني.. افهم بقى ! أنا مش بحب افضل في وضع زي ده!
قال بهدوء تحذيري وهو بيمسك كفها المرتجف : وطي صوتك..
بصتله بيأس من بين دموعها وشهقت : مفيش فايده.. انت المفروض تحترمني يا جاسر! تخلي ليا رأي وطريقة تصرف.. انا مش طفله عشان تفضل تز”عقلي على كل حاجه مهما كان نسبة غلطها! ده مش بيقويني ده بيهد”مني عكس النتيجه اللي انت متوقعها..
ضمت كفوفها جامد وهي بتبص للأرض ودموعها بتنزل بدون إراده : انت بتلغي شخصيتي بطريقه مش مباشره.. حتى لو مش قصدك! مفيش حاجه بتتحل بالعصبيه اللي انت بقيت فيها ولا بالصوت العالي عكس طبيعتك الهاديه، أنا كبيره وقادره أفرق الصح من الغلط من وجهة نظري ومش هكون مسؤوله عن تفكيرك بمنظور تاني.. وانت قادر تناقشني بهدوء!
رفعت وشها تبص لوشه المرهق وكملت بإرتجاف : انت واعي أكتر مني.. وعلشان كده لازم انت اللي تتصرف صح مش أنا! طول الشهر اللي فات وأنا بحاول اتصرف بطبيعه غير طبيعتي وده عشان مضغطش عليك أو أحسسك بالملل ناحيتي.. بس انت مش بتساعدني في كده! إنك تكون صارم معايا غير إنك تكون مش متفهم.. عارفه اني دايماً بكون غلطانه بس مش بنكر زي ما بتقول، بس لكل حاجه أنا بعملها سبب.. والمره دي أنا متأكده إني صح!
زفر ببطء وهو متأكد من كل كلمه بتقولها إنها معاها حق..
مد كفه يتحسس خدها ببطء وهمس بخفوت : انتِ عارفه إنك أغلى حاجه وأكتر واحده بخا”ف عليها.. صح ؟
هزت راسها بإبتسامه باهته وهي بتبص في عيونه ،فكمل بحنيه : وأكتر واحده بعشقها صح؟
هزت راسها مره تانيه.. فزفر بقوه وهو بيبص في عيونها : سدل أنا خا” يف عليكي.. زي ما قولتي قبل كده إنك واثقه فيا لكن مش في غيري، عارفك قد ايه مختلفه عن الباقي بس ده مش معناه إنها حاجه مميزه.. أنا عايزك قويه، قراراتك انتِ واثقه
ومتأكده منها مش عشان ترضيني، قادره توقفي قدامي أنا وتتكلمي بدون خو” ف أو رهبه طول ما معاكي حق.. مش عايز حد يستغلك أو يفهمك غلط لمجرد موقف بسيط زي ده..
رفع خصلاتها عن وشها ومرر كفه على طول دراعها وهو مضطر يوضحلها مشاعر مالك ناحيتها..
اتكلم بتحشرج وهو بيتثائب : لما شوفتي نظرات ساره ليا حسيتي بإيه؟
قضبت حواجبها بضيق وهمست بتذمر : وانت مالك؟
مط خدودها وهو بيضحك بخفه وبيقول بصوت ناعس : خفي برود وجاوبيني..
بصتله بنظرات طويله وهي بتفتكر احساسها بنظراتها..
– تملك.. غيره، و.. نظرات هيأتلي إنها بتحبك!
ابتسم وهو بيرفع كتفه ببساطه : وده اللي حسيت بيه من نظره واحده ليكي يا سدل، أنا كراجل قادر افهمه! ومش حابب أن مراتي تكون محيطه بنظرات من النوع ده غير مني.. وأيوه بغير عليكي وقادر أخليه ميقربش منك خطوه بس كله علشانك..
رفع كفها وباسه بعمق : أنا آسف يا سدل.. عارف إن علاقتنا بتتوتر كل شويه، اتفقنا نبدأ صفحه جديده والغلط كان مني المره دي ومش هقدر ألومك ابداً لإن التقصير كان مني! عايزك تعرفي اني مش بقصد اي حاجه تز”علك او تضغط عليكي غير عشان احسسك بالمسؤوليه.. ولو فاكره خو”في عليكي تحكم فأنا آسف مكنتش عارف إني بخنقك بالشكل ده!
ابتسمت بحنانها اللي ظهر في عيونها وقالت بخفوت : وانا كمان آسفه.. ومش هكره أبداً لما اشوف خو”فك عليا وحبك بيزيد يوم بعد يوم! عارفه هدفك من كل حاجه بتعملها ما عدا عصبيتك اللي بتزيد بدون سبب بعد ما كنت بحسدك على هدوئك..
برمت شفايفها بتفكر تقوله ولا لا بس قررت بعد لحظات إنها تصارحه..
شافته مسك اللابتوب وهيبدأ يكمل شغله فشدته من ايده وحطته على الطاوله اللي جنبها وطفت الانوار ..
اتسطحت على السرير واتغطت وهي بتبصله بلطافه..
رفع نظره عليها وقال بهدوء : هاتي اللابتوب يا سدل..
طفت الاباجوره اللي جنبها وهي بتقول بتجاهل لكلامه : عايزه اتكلم معاك شويه.. نام يا جاسر بلا شغل!
زفر بضيق وهو بينام جنبها وبيبصلها : نعم؟
مهتمتش بضيقه واتعدلت تبص للسقف وهي بتقول بتفكير : انت ليه مش بتفضفض؟ يعني.. مهما كان اللي جواك مش بتخرجه ليا؟
برم شفايفه بتفكير وهو بيغمض عيونه بنعاس : عادي.. انت فيكي اللي مكفيكي أصلاً عايزاني افضفضلك ليه؟ عشان ازيد همك؟
فتح عيونه بذ”عر لما شهقت بصدمه وهي بتتعدل تسند على دراعها : انت اتجننت يا جاسر؟
خبط كف بكف وهو بيقول بيأس : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين..
قربت منه وهي بتمسك كفه وبتقول بحز” ن حقيقي : ازاي تقول كده.. إنك تشاركني يومك ده هيضا”يقني؟ اخص عليك يا جاسر..
دلك كفها اللي في كفه وقال بإبتسامه هاديه : عايزه تقوليلي إنك هتستحملي طاقتي السلبيه بدون ما تتأثري؟
هزت راسها بإبتسامه بسيطه وهي بتقول بصدق : أيوه.. انا أستحمل اي حاجه علشانك..
زفر جاسر بخفه وبدأ يحكيلها على حالته اللي بتيجي كل فتره تأثراً بمشاكل المرضى..
غرست صوابعها في خصلاته وبدأت تدلك راسه وهي بتسمعه بإهتمام..
غمض عيونه بإسترخاء وهو بيوضحلها طاقته السلبيه للمره الأولى..
همست سدل ببطء وهي مستمره في تدليك راسه : وطالما حاجه بتستنزف طاقتك مكمل فيها ليه يا جاسر؟ لما شغلك يبدأ ياثر عليك بالشكل ده فإنت لازم متكملش فيه..
همس وهو لسه مغمض عيونه : عشان بحبه يا سدل.. لو مكنتش بحبك كنت بعدت، صح؟
همهمت وهي بتبصله بإهتمام ، فكمل براحه نفسيه ظهرت لما اتكلم معاها لدقايق : بالظبط كده، عشان عارف إنها مجرد فتره وهتخلص فمش هخاطر بشغلي والحاجه اللي بحبها لمجرد ضيق احتلني ليوم..
فتح عيونه وبصلها لفتره طويله..
همست سدل بخجل وهي بتهرب من عيونه : عادي انام في حضنك؟
لمعت عيونه بالمكر وهو بيحط دراعه تحت راسه : لا..
كشرت بحز”ن وهي بتقول : طيب..
لفت بضهرها وكانت هتنام بس سمعت قهقهته وهو بيسحبها لحضنه : وانا اكره يعني؟
حطت راسها على صدره وهي بتبتسم بحياء..
بعد دقايق..
– سدل..
همهمت بدون وعي وهي بتروح في النوم..
لعب في خصلاتها بشرود وهمس : بتحبيني؟
همست وهي مش واخده بالها من كلامها : فوق ما تتخيل..
ابتسم بسعاده وهمس : قوليها،
شهقت وهي بتتعدل وبتبصله بصدمه وهي حاطه كفها على بوقها وعيونها مدمعه من الخجل..
قهقهه بسعاده كبيره وهو بيتنهد بتعب : واخيراً..
قامت من على السرير وجريت لبره الغرفه بسرعه..
تاني يوم..
ابتسمت لحور وهي بتقول بسعاده وبتسند على طاولتها : الدكتور موجود؟
هزت راسها حور بإبتسامه وهي بتتأمل ملامحها السعيده : موجود.. بس بينهي جلسته مع المريضه، اتفضلي حضرتك استنيه هنا..
هزت سدل راسها بإبتسامه بسيطه وراحت وقفت جنب الباب مستنيه المريضه تخرج من عنده..
سمعت نبرته العمليه اللي بيتعامل بيها مع المرضى وهو بيقول المريضه : ممتاز يا مريم.. انا مش متخيل الحاله اللي وصلتي ليها في الفتره القصيره دي.. انتِ اتعافيتي بنسبة 90 في الميه بس محتاجه تتابعي مع أخصائيه نفسيه لفتره معينه! كده إقدر اقولك إنك انسانه متعافيه واتخطيتي كل اللي حصلك بسبب قوتك.. اللي حصلك مش سهل أبداً بس مع ذلك أنا شايف فيكي قوه خليتك اتخطيتي كل ده بسهوله واخدتي من نقط ضعفك حافز ليكي عشان تكملي بعناد في كل حاجه حواليكي..
سمعت صوت رقيق متخلله الحز”ن : شكراً جداً يا دكتور.. بفضلك بعد ربنا انا وصلت للمرحله دي! ادعيلي ربنا يرزقني بواحد زيك يعوضني عن كل اللي فات.. بعد اللي حصل كل اللي بيعرف بحالتي بيبعد عني وشكلي هكتفي بنصيبي كده.. ادعيلي يكون هو عوضي وميخذلنيش زي الباقي!
حست بإبتسامته وهو بيقول بهدوء : عايزك تعرفي زي ما اتخطيتي اللي فات هتتخطي اللي هيمر بيكي بعد كده.. بتمنى ربنا يرزقك باللي يقدرك، انتِ تعبتي كتير وربنا هيعوضك على كل اللي فات..
عيون سدل لمعت بالدموع وهي بتفكر في اللي بيقوله..
بعدت عن الباب لما سمعت خطوات البنت بتقرب منه…
مسحت دموعها نزلت بسرعه وابتسمت للبنت الباهته ابتسامه جميله..
دخلت بخطوات سريعه بدون استئذان وجريت عليه حضنته تحت صدمته..
همست بضعف وهي مغمضه عيونه : وحشتني…
رفع كفه بعد ما استوعب وضحك بخفه وهو بيضمها : وحشتيني..
بعدت عنه وشاف عيونها الحمراء وهي بتبصله فهمس بخفوت : كنتي بتبكي ليه؟
رفعت كتفها ونزلته ببطء وهي بتهمس بنبره مختنقه : عشان وحشتني..
برم شفايفه بعدم رضا وهو بيتأملها.. ابتسم بسعاده لما افتكر اللي قالته امبارح وهمس وهو بيميل عليها : وانا كمان بحبك اوي على فكره..
اتوردت خدودها وهمست بإرتباك وهي بتبعد عنه بسرعه : مكنش.. قصدي على اللي قولته على فكره..
غيرت الموضوع وهي بتقول بسعاده حقيقيه : النهارده ماما صفاء عزمتنا كلنا بعد شويه.. ايه رأيك؟
راح للمكتب وشال حاجاته وهو بيقول بإبتسامه واسعه : موافق اكيد.. معنديش جلسات تانيه وكنت ناوي أخرجك..
مسك كفها البارد وخرج من المكتب.. اتكلم مع حور اللي بتبصلهم بإبتسامه ومشيوا من العياده..
بعد دقايق وهما في السياره..
اتكلمت بخفوت وهي باصه للشباك : هي دي نفس المريضه اللي قولتلي عليها قبل كده؟
بصلها للحظه بإستغراب ورجع يبص للطريق تاني : اي واحده؟
اتكلمت بنبره عاديه : اللي اتعرضت للإغتصا”ب وحاولت تنتحـ ـر..
همهم ببطء وقال : بالظبط.. ازاي عرفتيها؟
ابتسمت بحز” ن وهي بتفتكر العلامه اللي في ايدها : شوفت علامه..
قالتله بصراحه : هي اتعافت بجد يا جاسر؟
زفر ببطء وهو بيجاوبها : ايوه يا سدل.. هي كانت قويه للدرجه دي.. للدرجه اللي اتمنيت إنك تمتلكيها وتحلي بيها مشاكلك.. البنت على وشك تبدأ حياه جديده وده كله في فتره صغيره من حياتها! فتره علمتها واتعلمت منها إن مش كل حاجه هنوقف عندها!
ابتسمت بتأثر وهي بتقول بنبره شارده : وانت شايف إني مش قويه كفايه عشان اتخطى زيها؟
هز راسه بأيوه وهو مكمل تركيز مع الطريق ومش مهتم بز”علها المره دي بالذات..
اتكلم وقطع الصمت اللي احتل الجو بينهم : فتره وانتهت يا سدل.. هتخليها تأثر عليكي لإمتى؟ انا هفضل معاكي دايماً وابداً واحاول بكل الطرق أصلح فيكي ندوب هتاخد وقت.. بس انا هعيش معاكي اللحظات دي..
اتنهد ببطء لما شاف عيونها غامت وكمل : البنت دي حتى اهلها وقفوا ضدها.. واللي اداها أمل أنا وواحد اتقدملها من فتره.. تخيلي معايا كان كل حاجه صدها ومع ذلك خرجت من محنتها أقوى بألف مره.. في ايدها علامه كل ما هتشوفها هتفتكر اللي حصلها ومع ذلك مستسلمتش واخدتها قوه تواجه بيها اللي حصل بكل قسو”ه بدون ما تلف وراها.. انا عايزك كده يا سدل.. لو استمريتي بدوافعك اللي حواليكي هتكوني سدل تانيه! انا مش عايز غير مصلحتك يا حبيبتي.. عارفك هتتعبي جامد واللي مريتي بيه مش سهل بس لو بصيتي حواليكي هتلاقي حاجات لو حصلتلك مكنتيش هتقومي منها تاني!
ابتسمت على عكس توقعه وقالت بنبره هاديه : وانا كمان عايزه كده يا جاسر.. عارفه إن محاولتي مش كفايه ابداً ولازم احاول بصوره أكبر لو عايزه احافظ على حياتي دي ووجودي جنبك بأقصى ما يمكن فانا هعمل كده علشانك قبل ما اعمله علشاني.. عايزاك تفضل جنبي تشجعني بس وأنا هتحمل كل العواقب!
شبك كفه بكفها فحاولت تسحب كفها بخجل وهي بتقول بصوت رقيق : بتستغل الفرص يا دكتور..
قبض على كفها بدون ما يحرره وقال بقهقه خفيفه : وهمنع نفسي ليه..
اتنهد بقوه وهو بيهمس بيأس : هعمل ايه يعني؟ بعشقك..
اتوردت خدودها وعضت على شفايفها بخجل رقيق..
– مفيش وانا كمان يا حبيبي؟
ضحكت بصوت عالي وهي بتقبض على كفه أكتر : بعدين هقولهالك..
غمزلها وقال بنبره مشاكسه : يعني مش بتنكري؟
ابتسمتله بحب : ابداً..
– يا مسهل يارب..
قالت بنبره متوتره : أوس أوس هيرجع الإسبوع اللي جاي..
ابتسم بحنان واشتياق : وماما راجعه بعد بكره ان شاء الله..
شهقت بفرحه ونسيت غضبه من سيرة أسامه وقالت : بجد؟ ازاي مقالتليش.. انا كلمتها الصبح!
رفع نظره عليها وقال بهدوء : برضو كلمتيه؟
قالت بإصرار وهي بتبص قدامها ولسه مبتسمه بفرحه : أيوه.. مش هقطع معاه يعني!
وصلوا فيلا الخولي بعد دقايق..
جريت سدل على صفاء لما سمعت صوتها جاي من المطبخ وحضنتها بقوه وهي بتقهقه بسعاده..
ربتت صفاء عليها وهي بتضمها بحنان كبير وبتضحك بغلب : وحشتيني..
باستها سدل من خدها ودخلت حضنها تاني : انتِ اللي مرضيتيش تيجي امبارح العزومه اللي عملتها..
باست راسها بإبتسامه حنونه وقالت : كنت تعبانه والله.. تعالي احكيلي عملتي ايه في الإسبوع اللي فات..
خرجوا من المطبخ بعد ما سابت العاملات يجهزوا الاكل وشافت جاسر بيسلم على معتز وخالد اللي لسه راجعين من الشغل..
بعتلها بوسه في الهواء فإتكسفت لما شافت صفاء بتبصلها بفرحه من تغير وضعهم..
صر”خت فاطمه بسعاده لما شافتها واقفه قدامها فجريت عليها تحضنها بحب، قهقهت سدل بخفه وضمتها اكتر..
جات آيه من وراهم وسلمت عليها وهي مبتسمه بطيبه..
انتشلتها صفاء من وسطهم وانفردت بيها في غرفه عشان تقولها على كل حاجه..
بعد ساعات..
قال جاسر بهدوء وهو بيتنحنح عشان يجذب الانتباه : عايز رأيكم في حاجه..
بصوله بإستغراب وتعجب فإتكلم باللي خلى سدل تتصدم : انا بفكر اعمل فرحنا وأسافر بيها لبره فترة شهر او شهرين بالكتير..
اتجمعت الدموع في عيونها وهي بتبصله : انا مش عايزه فرح ولا أي حاجه يا جاسر.. احنا عايشين حياتنا بشكل طبيعي والنقطه دي مش مأثره عليا في حاجه!
قالت صفاء بهدوء وهي بتاخد القهوه بتاعتها من العامله : وليه هتحرمي نفسك من سعاده زي دي يا ست سدل؟
بلعت ريقها وقالت بقوه وإصرار : مش هعمله يا ماما.. انا مش صغيره ولا فارق معايا النقطه دي طول ما كلكم جنبي..
رفع جاسر حاجبه بإعجاب، فسمعت فاطمه بتقول : انتِ محتاجه ذكرى حلوه تجمعكم في كل وقت يا سدل! اعتبريها بدايه جديده..
مد كفه ياخد الشاي بالنعناع اللي العامله قدمته واخد كوباية سدل كمان وهو بيقول بإصرار : وانا مش هحرمك من الفرحه دي طول ما في ايدي ابسطك..
رفع معتز حواجبه بإستغراب لما شاف آيه بتبصله بمعنى ” شايف الحب”
كمل كلامه وهو بيشد كلينكس من على الطاوله وبيمسح شفايف سدل من الطرف اللي عليها شوكولاته : حبيت آخد رأيكم كلكم.. حتى لو هي رفضت انا هعمل كده!
قالت سدل بخفوت متخلله نبرة ترجي : علشان خاطري يا جاسر متضغطش عليا في الموضوع ده.. فرح انا مش هعمل ومش فارق معايا.. مش عايزه اسمع كلمه من حد تضا”يقني.. انا مكفيني الحياه البسيطه اللي معاك!
اتكلمت صفاء بعد تفكير وهي بتشرب من القهوه بتاعتها : فاطمه وجاسر معاهم حق يا سدل.. اعتبريها بدايه جديده هتمحي بيها كل حاجه وحشه مريتي بيها وهتصنعي حياه جديده! سبب تعاستك مش موجودين خلاص..
نفت سدل بهدوء وقالت : احنا بدأنا صفحه جديده فعلاُ يا ماما.. معلش خليني براحتي!
ابتهجت ملامحها وهي بتقول بحماس : انا عايزه اروح الصعيد تاني..
بصتله بلمعه : مش انت عايز تسافر .. خلاص نروح الصعيد..
قال بتفكير وهو بيمرر ابهامه على بوقه : أنا موافق..
بصت لخالد ومعتز بسرعه وقالت برجاء : وانتوا كمان.. خلينا نقضي كام يوم حلوين!
شافت العامله بتقرب بمعتصم اللي كان بيبكي بقوه وقالت لفاطمه بإحترام : مش راضي يسكت يا هانم..
اخدته سدل منها بعد ما خلت جاسر يمسك كوبايتها وقعدت تحايل فيه.. قهقهت بخفه لما شافها وسكت وقعد يضحك وهو بيلعب في وشها..
باسته من خده بقوه وهي بتتنهد، سمعت همس جاسر جنب ودنها وهو بيقول : يا بختك يا عصومي..
انفلتت ضحكاتها بقوه فقرصها في رجلها وهو بيقول بحده : اتلمي..
مسدت مكان قرصته وهي لسه بتضحك..
– روح أوس أوس..
اتجمدت عيونها بصدمه وبصت ناحية الصوت وهي مش مصدقه..
سابت معتصم مع جاسر وجريت على أسامه وهي بتصر”خ..
حضنته جامد وهي بتغمض عيونها بتضحك بسعاده : وحشتني اوي اوي اوي.. فوق ما تتخيل!
بص جاسر على معتصم اللي بيلعب في كفوفه لما شاف أسامه ضمها ليه وهو بيغمض عيونه بغضب..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية علي عرش قلبي)