رواية على ذمة عاشق الفصل الخامس 5 بقلم ياسمينا أحمد
رواية على ذمة عاشق الجزء الخامس
رواية على ذمة عاشق البارت الخامس
رواية على ذمة عاشق الحلقة الخامسة
يوم الفرح
ذهبت فرحه بصحبة حنين الى البيوتى سنتر كان يوحي بأنه قاعة امراء وليس بمكان عاديا اتسعت عينى فرحة وهتفت بإعجاب
– دا شكله ابهة اووى
– حنين :ايوة تلاقى صاحب الشغل . وسكتت فجأة لشعورها بعدم الاطمئنان
– قالت فرحة ممازحة :
– طيب ما تخليه يعرفنى صاحب الشغل
– حنين ضحكت :
– وربنا انتى مجنونه
اتجهت الي مواظفة الاستقبال التى استقبلتها بإبتسامه رقيقه واصطحبتها الى الدور العلوى
لبدء التجهيز
… فى ظرف ساعات استخدمن الفتيات مهارتهم فى وضع الكريمات للبشرة ولليدين وخبيرات الشعر فى خدمة حنين …وقد نجحنا فى اتقان عملهن واصبحت حنين شيئا اخر
وازيل عنها اثار الاجهاد التى اعترتها الفترة السابقه
اتجهت الى غرفة منفصلة لترتدى فستان زفافها خلعت عنها عباؤتها السوداء واتدته بحرص ووقفت امام المراة الكبيرة بالغرفة وتغنجت بفستان زفافها الامع ودارت حول نفسها بسعادة عدةمرات سريعه حتى طار ذيله كم كان جميلا براقا يأخذ العقل بذيل طويل ولون زاهىي رفعت يدها الى السماء فى تمنى ان يصلح الله احوالها وتعيش حياة راغدة مستقرة مع زوجها
خرجت للفتيات لاتمام زينتها …وارتدت حجابا مناسبا وارتدت عليه تاجا فضى اللون لم تفرط فى زينتها بل انتقت الهادى اتممن الفتيات عملهن وهتفت المباركات والتهنئة من الجميع
– :بسم الله ما شاء الله اجمل عروسة دخلت البيوتى
– الف مبروك يا جميل
– مبروك يا عروسه
– مبروك ياقمر
احتضنتها فرحه بشوق ،وذرفت الدموع على فراقها فهى اختها واقرب صديقة لها اكثر من كونها أبنة خالتها فهى تعنى لها الحياة مسحت دموعها بطرف اصباعها
– الف مبروك يا حببتى ربنا يسعدك
– سيطرت حنين على دموعها قدر المستطاع حتى لا تفسد زينتها وقالت بنبرة متحشرجه
– الله يبارك فيكى حببتى ،وربنا يسعدك انتى كمان
– لوحت فرحه يدها بهدوء
– بس اوعك تعيطي هتبوظى الدنيا
– حركت حنين راسها بالإيجاب
– مش هعيط بس قوليلى هو كدا حلو
تأملتها بإعجاب
– طالعه زى القمر ماشاء الله عليكى مش لايقة للفقر ابدا يا حنين شكلك زى نجوم السيما اللى بنشوفهم
هزت رأسها غير مباليه وقالت بخفوت
– انا راضيه بنصيبى وانتى اكتر واحدة عارفة ان دا اللى كنت بتمناه
ربتت على كتفها بحنو
– عارفة ….ربنا زى حقق مناكى يسعدك معاه ،وحبيه يا ياحنين عشان خاطرى الولاة شكلة بيحبك
– همست بشرود
– هآآآ،بيحبنى
– فتحت احدى العاملات بالخارج الباب وهتفت :
– وقالت بسعادة
– العريس وصل ،يلا يا عروسة
– نهضت حنين من مقعدها وساعدتها فرحة فى ضبط فستانها
– وضعت حنين يدها على صدرها وقرات احدى الايات الكريمة مما تحفظ لتخفف من تواترها وقبضة قلبها التى ساورتها فجأة
– فى الخارج
كان اياد اليوم فى ابهى حالاته ارتدى حلته السوداء وقميصا أبيضا لامع وصفف شعرة بعنايه اضافة له جاذبيه مع وجهه الحسن ، وكان معه صديقه عماد فقط فهو لم يخبر والده بموعد زفافه حتى لشعوره ان الامر ما هو الا تمثيلة هزلية ليس الا وليس بالامر الجدى
–
وقف مبتسم ابتسامة نصر على ثغره فالامور تجرى كما يشاء ما هى الا ساعات وستصبح ملكة بمجرد ورقة يستطيع تمزيقا فى اى وقت لم يجرؤاحد على الالتفوه بكلمه واحدة فهى كما يرى ليس لها سند او ظهر تحتمى به
– ظهرت امامه حنين برفقت فرحة
– كانت فى عينه كأنها حوريه سقطت من السماء مكافأة لا يستحقها تعلق بصرة بتلك الاميرة التى تقترب منه فى خجل وتأسرهه رويدا رويدا فالنظرة فى وجها البريئ نعيما لايستحقة الشياطين
–
– مال اليه عماد وهمس فى اذنه ممازحا
– كدا اقولك مبروك صح والله ياواد وعرفت تنقى والله يا واد خدت السنيوره
ابتسم اياد بتفاخر
_ما بوقعش الا واقف
وغمز بطرف عينه
وتركه مهرولا نحوها
اقترب نحوها وتسارع هى نبضها حتى وصل مسامعها
وبرقة شديدة قبل جبينها وتبعها هامسا برقه مستعاره:
– مبروك يا عروستى
تتدرجت وجنتها بالون الاحمر وهمست بخفوت
– الله يبارك فيك
– تدخلت فرحة بمرح
– يلا بقا كل سنة وانتو طيبين ..اقصد الف الف مبروك ضحك اياد على مزاحها
– عقبالك ياستى
– وانت طيب بقي
مداياد يده نحوحنين لتضع يدها فى يده دون تردد واتجها معا نحو السيارة المزينه التى تنتظرهم فى الخارج قادهم عماد حيث منزلها بالوراق فى سرعة
انحنى اياد بكتفه نحو حنين هامسا
– انا كان نفسى اعملك فرح كبير يلقيق بالجمال دا كله واقوال للعالم كله انى متجوز احلى بنت فى العالم كله
–
– ..عضت شفتيها بخجل
– انشاء الله هعوضك ،وهعملك كل اللى انتى عايزاه تنحنحت حنين بحرج شديد
– حنين..ممكن اروح البحر
–
– قضب وجه بدهشة
– اسرعت قولا :
– لو مش يضيقك
– هز كتفه بخفه
– لا ما يضيقنيش ابدا
ناد علي عماد
_عمده
_ايوة نعم
_اطلع بينا ع النيل
قضب وجه وسئال بإندهاش :
_دلوقت
غمز اياد بطرف عينه الى صديقة لينفذ المطلوب دون اعتراض او سؤال
هتف مغمغما عماد
_اااايوه قولتلى
وبالفعل تم
*********************************
وقفت امام المياه بشرود دائما البحر يمثل لها مخاوفها ،كلما احتاجت ان تهدئ اعصابها من ضغط ما مرت به او يشتد عليها ذكرى ماضيها المؤلم تأتى اليه لتستعيد قواها ولكنها ابدا ما حاولت النزول اليه كان هو الفوبيا الخاصه بها
كان اياد يتابعها بنظرات خبيثة عازما على تنفيذ ما ارد تتحت ما يسمي ال الزواج
فابينه وبين ما نوى عدة خطوات
أقترب أكتر منها الى إن تلاشت المسافة واصبحت معدومه همس فى أذنها برقة
– فى واحدة تيجى البحر بفستان فرحها
– اربكها قربه المفاجى الذى قطع سيل تفكيرها وهتفت بشرود
– اها …. طيب يلا بينا
– عادت معه الى السيارة
–
– وكانت فرحة تعرفها اكثر من نفسها تشعر بالمها وتشعر بما تعانيه و تمنت فى نفسها أن يسعدها زوجها وأن ترتاح من معانتها التى خلفت فيها أثر لايمحى
*******-
–
إنطلقت السيارة سريعا نحو منزلهما البسيط واستقبلها جيراانها بزغاريد وفرحه الا شخصا واحد
–
– كان سعيد القهوجى الذى لم يحوز على رضاء حنين وقبوله زوجا لها وقبل ان يندمل جرحه
– تزوجا باخر حتى قبل محاولة لمرة اخرى ليظفر بها فهى كانت فتاة احلامه
– من حيث الجمال والادب والاخلاق العالية كما انها وحيدة مثله
–
–
**************-
– صعدت منزلها البسيط لتودعه
– لتستقبلها زينات بفرحة ممزوجه بدموع اتجهت اليها بخطوات واسعه و
– احتضنتها زينات وتمالكت دموعها وقالت
– مبروك يا بنتى ،ربنا يسعدك قادر يا كريم والتفت نحو اياد توصيه برجاء امومى حانى بالغ العطف
– خلى بالك عليها يابنى حطها فى عنيك
استشعر اياد مدى حقارته بما ينوى فعله مع تلك المسكينه التى اؤتمن عليها وفجاة اصبحت فى ذمته وفى رقبته يوصى عليهاقاطع الشرود صوت جاف لفتح الله
– مبروك يا حنين يا بنتى مبروك يا اياد يابنى
– اشهر اصبعه فى وجه حنين محذرا
– خلى بالك جوزك واسمعى كلامه ،مش عايزك تيجى غضبانه بيت جوزك اولى بيكى وشدد على تلك الكلمه
وللحظه واحدة كان كل شئ على ما يرام والامور تجرى بسلاسه الى ان دخل رجل ذو هيبه فسكتت الاصوات والتف الجميع اليه يتسائلون بهمس من …هذا ؟
دار بعينيه فى المكان بنظرات استحقار تامه وبعلامات وجه غضب عارم هتف بنبرة ساخرة وهو ينظر نحو اياد
– مبروك يا عريس ..مش تعزمنى
– اتسعت عين اياد بدهشة وغمغم بصدمه
– بابا
– ايوة بابا .. نظر الى حنين نظرة استحقاريه وتحدث بتعالى
– مبروك يا عروسه عرفتى تلعبى عليه
– صح تزايدت دهشتها وتعلثمت
– العب عليه
– تحدث هازئا
– ايوه ولا انتى ما تعرفيش انك متجوزه اياد الاسيوطى
ابن اكبر مجموعة فنادق المعمريه
كانت الصدمة الاكبر من نصيب العروس المسكينه
تعالت شهقات فرحة وزينات وضعنا يدهم على فمهم من فرط الصدمة
وساد الصمت للحظات لادراك هذه الكلمات التى صدمت الجميع
تدارك فتح الله حجم خطاؤه الان فى عدم البحث عن هواية الشخص الذى سلمة الامانه وزوجها بلا رحمة وزجها خارج منزله كى يتسع اليه المكان ويفعل ما يريد ،ولكنه لن يعترف بذلك الخطا سيستمر فى عناده وقسوته بلا قلب
اما حنين شعرت بأن الارض تدور بها ودت الان ان تبتلعها الارض ويخفى ذكرها للابد ، ما كانت ابدا تود الوقوع فى نفس المأذق الذى وقعت فيه اقرب الناس اليها من زمن بعيد،وكأن القدر يلعب معها لعبة اخرى لن تتحملها
تدخل فتح الله..وعلا صوته غاضبا
– احنا ما كناش نعرف ابن حضرتك الاستاذ جالنا وقلنا انه سواق على قد حالاته وبعدين يا حاج الجوازة تمت وكتبنا الكتاب تم ايه المطلوب نعملك ايه احنا نفركش الفرح ونفرج خلق الله علينا والبت اليتيمه دى يوقف حالها
–
كان كل ذرة فى جسد حنين تبكى الا عينيها ،الم لدرجة الموت ،للحظات شعرت ان الدنيا وردىه وفجأة تبدلت واصبحت عواصف ورعد ،
دوما كرهت تلك الطبقات العاليه وكرهت معاشرتهم لما يعيد الماضى نفسه حتى تنفتح جراحا عميقه داخلها لن تندمل ابدا مدى الدهر
لوح والده غير مبالايا بجلبته الذى احدثها
– خلاص انا اصلا مش جاى ابوظ الفرح انا اجى اصحح الوضع .. التف الى اياد امره
– تعالى يلا وهات عروستك امك مستنياك فى القاعه واهلنا هناك اتسعت عين اياد بصدمة جديدة اكبر من توقعه
– ااايه بتقوال ايه
– ابتسم فم والدة بتلذذ وقال معللا
– بقا ابن الاسيوطى يتجوز كتيمى الصحافه والاعلام فى انتظارك يلا ياعريس
صفع اياد جبهته على سخرية القدر منه وعلى تخطيط ردة فعل والده الغير متوقع بالمرة الذى اربكه وتسلل الخلل الى خطته
صاح والدهة بنبرة حازمه
_يلا يا عريس
تسمرت قدم حنين بالارض كشجرة ثابته تأبى التحرك
صاح بصوت محتد عالى فتح الله غير عابئا بصدمتها
– يلا يا بت مع جوزك
– استنجدت عطفه فرحة
– بابا …استنى ..حرام عليك
– اجاب هو بعنف
– حرمت عليكى عيشتك اخرسى انتى كمان ،لية غبره
–
– امسك ذراع حنين بقسوة ودفعها دفعا للامام
– يلا يا محروسه اتفضلي
كانت حنين فى عالم اخر ..كأنه يدفعها نحو الهاويه اما اياد كان يدور حول نفسة حائر لا يفكر سوى بالكارثة التى حلت عليه الان وسيصبح مرة اخرى حديث الصحف
تدخلت زينات وابعدت يدا فتح الله عنها قائلة بضجر
– كلة بسببك
–
– رفع يده عليها وصاح محذرا
– ما تخلنيش اتغابي عليكى يا زينات ونفرج خلق الله علينا
– امسكت فرحة يده دفاعا عن والدتها
– خلاص يابابا ،اهدى
انزل يده وزمجر بصوت غاضب
– ماشى يا بت الناقصة هديت .اسمعي بقى منك ليها جوازة وتمت ، خلصونا
تهامس الجيران الذى تابعوا المشهد بصمت عجيب فى تساؤل اما ان كانت حنين على علاقة مع هذا الفتى او ما شابه لزواجها بهذة الصورة واصرارة العجيب فى اتمام الزيجه حتى وان كانت فيها مراوغة وشك
فهى فى موقف لا تحسد عليه
ربتت زينات على ظهر حنين وهى تحبس دموعها وهمست بحنو
– يلا يا بنتى ..ما تفرجيش الناس علينا
–
نظرت حنين اليها نظرة ترجى بأن ترفض تلك العرض وتعود ابنة اختها المطيعه التى طالما احبتها ولكن قابلتها هى ايضا بنظرات استعطاف اشفاقا على حالتها وخشية من ردة فعل فتح الله
حركت رأسها باستسلام ،فليس لها الحق فى الرفض
اخيرا تحركت قدمها …وخطت نحو الباب بحزن
تبعاها فرحة وزينات فى اسى مماثل
صاح فتح الله مناديا فرحة وزينات
– رايحين فين العروسة للعريس والجرى للمتاعيس ادخلو
تركها تواجه مصيرها واحدها و خرجت حنين تحبس فى عينيها شلالات الدموع ، تساق فى يد مشتريها بلا وعى ولا شعور
انتظر والد اياد ابنه و تأمل هيئته بعينه بهدوء و دحجه بنظرات تشفى ولوح بيده وهو يستدير قائلا
– يلا
************************
ونزل معا ركب سيارته الفارهة ..
شعرت حنين بالاختناق ساد الصمت التام على الجميع ، كان اياد يفكر فى مكيدة والدة
المدبره والمقصود بها اذلاله وجعل منه عبرة ..واعطاؤه درسا لا يمكنه نسيانه فطالما كان منتظر الفرصة تسنح له لفعل هذا واليوم اتت اليه الفرصة بعد قراره الزواج من حنين التى هى بالنسبة الى طبقتهم الراقيه بنت العشوئيات التى لا تناسبه سينعته الجميع بالجنون وبميوله الى الصنف الركيك من وجهة نظرهم بعدما كان مرتبط بملكة الجمال السابقه (لينا السعدى) وتركها بفضيحة لاتقل عن التى ستحدث اليوم وسيظهر اليوم بمظهر لا يليق بتكبره وتعاليه على كل بنات طبقته ورفضه الارتباط بهم فلا احد يعلم ما كان نواياه وليس لديه مبرر ليفعله ولن يجول بخاطرتهم ما كان ينوى فعلة بتلك المسكينه وماذا سيفعل الان بعدما انقلب السحر على الساحر
توقف عماد بالسيارة ليقطع حبل افكارهما
سريعا ترجل اياد من السيارة متجها نحو الباب الاخر ليفتح الباب الى حنين
قاطع طريقة عماد متسائلا
– انت ناوى تكمل فى المهزلة دى روح يا اياد اعتذر لابوك والغي كل حاجه
ضغط على اسنانه بقوة وزاغ بصرة فى المكان
– خلاص اتورطنا بص هناك
–
.واشار نحو باب الفندق حيث توافدت الصحفيون والكاميرات فى خطوات واسعه نحوهم لا لتقاط الصور الاولي لزفاف
كور عماد قبضته نحو فمه بتوتر
-كدا اتدبست رسمي وهيتقال عليك بتاع بنات شوارع وش
نفخ اياد بضيق
وتحرك نحو حنين ليساعدها فى النزول فتح الباب
كانت حنين تحدق للفراغ لا تدرى اى وجه من الضياع وصلت
تشنجت قسمات اياد بعدما وقف ممسكا الباب بيدها للحظات ولم تستجيب هى هتف بتوتر
– يلا
لم تتحرك هى وبدت كأنها لم تسمعه تزايد شعور اياد بالضيق وغمغم بخفوت
– ياربى مالها دى ،نادي مرة اخرى …
– يلا يا بنتى
– ابتعلت غصتها المريرة فى حلقها ونزلت من السيارة وتوالت الاضواء بالصور عليهم غير محدده العدد ازعج حنين الضوء اكثر وجعلها تجفل مرارا وتكررا فهى اول مرة يسلط الضوء عليها او يكترث احد لامرها
– تبطأت ذراع اياد ورسم هو ابتسامه زائفه محاولا ان يكون طبيعيا
–
– وتحرك بخطوات سريعا نحو القاعة لينهى كل هذة الضجة التى سببت له الانزعاج هو ايضا دخلا معا
– والدة كان مهتم بالقاعة للغاية من حيث الفخامه والتزيين وبدئ كأنه امرا عاديا زواج ابنه
– وصل اياد وحنين لباب القاعه
–
– وتوقفت الموسيقي وساد الهدوء تماما كل
– الانظار صوبت نحوهم خاصتا حنين ،رفع اياد راسة متمسكا بكبرياؤه ووزع نظره على الجميع بتعالى وهو يعلم كل ما يدور فى عقولهم ،ثم ابتسم ابتسامة ساخرة عندما راي كل اصدقاؤه وافراد عائلته جميعا وغيرهم لم ينسى ابيه فردا ليزيد من اذلاله ويصغره امام الجميع
–
– اما حنين كانت مستاءه للغايه فكل الموجودين يرتدون سوريهات لا تناسب اعمارهم ولا طبعها هى الدينى ثم انهم يحدقن اليها بنظرات استحقار صامته جعلتها تشك فى هيئتها وشعرت بالعرى امامهموتلتفت الى انعكاسها فى مرآة الفندق لتتاكد من طلتها
–
– اقتربت عليه والدته فريال مغتصبة الابتسامه على وجهها النضر الذى يكسوه الزينة المفرطه عرفتها حنين من الوهلة الاولي لانها تحمل نفس العينين الرماديتان التى يمتاز بهم اياد وكذلك بعض الملامح
– احتضته بهدوء وامسكت يده
– حلو كدا يا اياد تكسر بفرحتنا كلنا
– نفخ فى ضيق :
– خلاص بقي يا ماما اللى حصل حصل
– ثم قالت بإستسلام
– خلاص يا اياد ،مبروك
– لم تكترث لحنين او تبدى اهتمامها فقد تفحصتها جيدا
اقبلت امراة فى عمر حنين هي اخته رودى احتضنه وقالت مشاكسة
– مبروك يا ديدو،كان نفسى اشمت فيك من زمان ابتسم اياد ابتسامة ساخره
– ما هو مافيش اكتر من كدا شماته
– استرسلت بمزاح
– ما انت اللى بتجيبه لنفسك يلا يا حبيبى على الكوشة عشان تتزفت اقصد تزف
– وكزها اياد بمرح
– وسعلنا الطريق يا اختى
–
– لا احد يعير حنين الاهميه مما بعث فى نفسها الحزن علاوة على ما مرت به منذوا ساعات سارت معه على ممر طويل فى نهايته كرسيين مزينين بأبهى زينه لم يتوقف الهمز واللمز عليهم الذى وصل الى مسامعهم
–
– اياد الاسيوطى متجوز محجبه دا ما بيركعهاش ….
– غاوى رمرمه
– بيئة
– طويلة
– قصيرة
– بيضاء
– سمراء
– وحشه وحشه وحشه
استمعت حنين الى كل التعليقات بأسى ،وكذلك اياد الذى دفعه شيئا قويا الى طمئنتها ،مال اليها بجذعه واطبق كفه على كفها الرقيق وهمس قائلا
– مش عايزك تهتمى بيهم ثقى فى نفسك …انتى دلوقتى حرم اياد الاسيوطى واللى هيبصلك بعين هقلعهالوا
–
– لم يكن كلامه مطمئنا لها بل كان يقلقها اكثر ويؤكد لها ظلمة مصيرها فقد اثبت نفوذه وسيطرته الكاملة تماما كوالدها قبل بداية حياتها معه
–
– بدء الحفل واتت المباركات عمدا ليدحجوا العروس بنظرات حاقدة مغلولة لتزيد من ضيقها وتوتوها
– وكان الصخب عاليا ولكن لم يتوقف نظراتهم نحوهم والغمز سار اياد وعروسته حديث الموسم للطبقة الرفيعه التى لا تقبل اى جديد ولا تعترف سوى بالمظاهر الخادعه
– احرص اياد على ضبط نفسه وحاول التعامل بحذر
– وضاق انفاسه وشبعت اذنه مما سمع فقد نجح والده فى افساد خطته ومزاجه وشاهده
– يقف بعيدا يتابع المشهد بتسلية عجيبه وهدوء مخيف
بعث الضيق فى نفسه وجعله يتنفس بصعوبه
– احكم قبضته على الببيون وحرك رأسة يميا وشمالا ليتنفس براحة
– فوقع بصرة على حنين الشاردة وتلمع بأعينها دمعه براقه
– اخيرا لاحظ وجود ها ،لكنها لم يشعر بتلك التى سحبها الى عالمه ،مستغلا ضعفها وقللت حيلتها وعدم قدرتها على الرفض
– نفخ فى ضيق ،لنفى شعورة بالذنب
– امسك اياد يدها بتودد وحدثها اخيرا
– كفايه كدا يلا بينا
!……………………………………………………………………..
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية على ذمة عاشق)