رواية على ذمة ذئب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم كريم الجزائري
رواية على ذمة ذئب الجزء الثاني والعشرون
رواية على ذمة ذئب البارت الثاني والعشرون
رواية على ذمة ذئب الحلقة الثانية والعشرون
_ فى احدى المستشفيات الراقيه !!!!
سقط عز الدين فاقداً الوعى ، واستسلم لمصيره المؤقت ، صدم إيهاب وشعر بالفزع والذعر على رفيقه ، فهدر بصراخٍ وقد ارتسمت على وجهه علامات الذعر :
_عــــــــــز !!!!!
صوته كان كافياً ليهز اركان المكان ، جثى على ركبتيه بعد ان وقع عز الدين وامسك رأسه براحتى يده ليهزه وهو يشعر بذعر وقد خانته دمعه ساخنه وهتف :
_عز !! فوووق يا صاحبى !! فوق بقااا !!
تحولت عينيه من قلق والذعر إلى جمرتين من النار وهو يحول نظره إلى ذلك الطبيب الذى ظل واقفاً مكانه وقد حلت الدهشه والذهول على وجهه والذى فغر ثغره مصدوماً مما رأه ، شعر إيهاب بأنه سينقض عليه بسبب وقوفه هكذا كلأبله ، فهدر به بصوته الجهورى :
_ انت غبى ولا ايه ؟؟ واقف بتعمل ايه ؟! اتصرف بسرعه ؟!
الطبيب بنبره مرتجفه :
_ اسف يا باشا ، ثانيه واحده !
وفى عده ثوانى تجهمر عدد لا بأس به من الاطباء ذو كفأه ومهاره ، وحاله ذهول سيطرت عليهم عندما رأوه فى تلك الحاله ، ولكن نفضوا تلك الحاله ، فلا وقت لهذا الذهول !! وسرعان ما احضر احدهم وهو يركض مسرعاً ويجر (( سريراً معدنياً نقالاً )) ناحيه إيهاب وهتف بجديه :
_شيلوا الباشا وحطوا على التروللى بسرعه !!
اتى بعض من الاطباء وبدأوا بمحاوله ان يحملوا جسد عز الدين وساعدهم إيهاب على ذلك !!
ادخلوا عز الدين غرفه الطوارئ وانتظر إيهاب فى الخارج ، وفى نفس الوقت .. جاءت منى مسرعه عندما استمعت إلى تلك الضجه وعندما رأت عز الدين يدخلونه غرفه الطوارئ ، فاتجهت مسرعه نحو إيهاب وهتفت :
_فى ايه يا إيهاب ؟!
إيهاب مغمضاً عينيه :
_عز فقد الوعى !
_ايــــــه !! معقول الكلام ده !! الهضبه يحصلوا كده !!
إيهاب بسخريه من كلمتها :
_اه !! الهضبه حصله كده …
منى بحرج :
_انا مقصدش !!
_عارف !!
منى براحه :
_الحمدالله ، اطمنت على ياسمين !!
_نعــــــم !!! اطمنتى ؟؟
_اه اطمنت !! فى ايه ؟!
_هى ياسمين مامتتش !!
منى وقد اشتعلت وجنتيها من الغضب :
_بعد الشر ، ايه اللى انت بتقوله ده ؟؟ ومين المتخلف اللى قالك كده ؟؟
_فى دكتور قالنا كده !! ان الحاله اللى عملت حادثه بالعربيه ولسه واصله حالاً توفت !!!
منى بغضب :
_لأ ياسمين كويسه ، ممكن يكون قصده على حاله تانيه !!
إيهاب بابتسامه واسعه :
_يعنى ياسمين عايشه !! مامتتش ؟!!
منى بغضب :
_قولتلك بعد الشر ، لانها لو جرالها حاجه كنت هحصلها !!
إيهاب بخبث :
_بعد الشر عليك يا جميل !! ما انت لو جرالك حاجه انا كمان هيجرالى ، ولو جرالى حاجه يبقى عز بردو هيجراله ، ويبقى كده كلنا موتنا علشان خاطر ياسمين !!
ابتسمت منى بسبب تلك المزحه ، فهتف الاخير بجديه :
_بس عارفه يا منى انى مبسوط جداً ، انا حاسس انى كنت فكابوس بس انتى طلعتينى منه !!
منى بسخريه :
_وياترا حصل ايه للهضبه خلاه يفقد الوعى !!
_بردو بتقول الهضبه ، على العموم انا هقولك الإجابه وهما كلمتين بس !!
منى : يا ترا ايه ؟!
إيهاب باستفزاز :
_ملكيش دعوه !
استندت منى على الحائط واردفت بنبره تحمل الغيظ :
_ رخم !!!
بعد دقائق .. خرج الطبيب من الغرفه التى يرقد فيها عز الدين ، فتحرك إيهاب نحوخ وخلفه منى وهتف بقلق :
_خير يا دكتور !!
_متقلقش يا إيهاب بيه ، عز باشا واضح جداً انه اتعرض لصدمات هو مش قدها ، فاعصابه مقدرتش تستحمل ، وغير كده لما اتبرع بالدم بكميه كبيره النهارده مشربش عصير وكمان عرفت من الدكتور اللى كان بيسحب الدم انه مفطرش ولا اتعشى امبارح ، فجاله هبوط ، والصداع القوى اللى حسه كان بسبب الحالتين دول ، ومتنساش يا إيهاب بيه ان عز باشا راجل رياضى ، والرياضى بيحتاج ان الغذاء !!!!
إيهاب : طب هو فى سؤال ! هو اتبرع بالدم ده لمين ؟!
الطبيب : للانسه اللى كانت معاه !!
منى وهى ترفع حواجبها :
_نعـــــــم !!
إيهاب بجديه :
_دى مش انسه يا دكتور ، دى مدام ، مدام عز باشا السيوفى !
الطبيب بصدمه وتوتر :
_ هااا ، ااا على العموم انا مكنتش اعرف ، والف مبروك !
_ طب واخبار المدام ايه ؟!
_لأ متقلقش ، المدام كويسه ، هى كان حصلها نزيف بس واقفنا الحمدالله وعوضنا الدم ، بس المهم انها متتحركش وحصلها كسر فى رجليها الشمال !!
_شكراً يا دكتور ، هو انا اقدر ادخل لعز !
_اه طبعاً اتفضلوا ..
غادر الطبيب من امامهم ليتحرك إيهاب ومنى نحو الداخل وسحبوا مقعدين ليجلسوا ، ولكن جلس إيهاب بجانب عز وهو يشعر ببعض من الشفقه عليه ، فعلى رغم من تدهور علاقتهم إلا انه الوحيد الذى يشعر ما بداخل رفيقه ، فهو عانى كثيراً فى حياته القديمه !! ولا احد يعلم ذلك إلا هو !!!
منى :
_ انت غريب اوى يا إيهاب ، باين عليك انك خايف عليه ومشفق فنفس الوقت !!
_ بصى يا منى ، عز صديق عمرى ، وانا وهو اتربينا مع بعض ، وانا حاسس بيه وفهمه وهو طول الوقت بيقاسي على نفسه وبيعاند لحد ما بقى كدا ،اوعى تفتكرى انى لما بلغت عنه علشان مبحبوش ، لأ خالص ، انا عملت كده عشان افوقه من الصدمات الماضى اللى لسه عايش فيه !! واهو فاق والغشاوه اللى كانت فى عينيه راحت !!
_انا منكرش انى اشفقت عليه ، بس ده بردو ميمنعش انى مش طايقه ابص فخلقته بعد اللى عمله مع ياسمين !!
_منى ! كفايه كلام عن الموضوع ده !!
منى وهى تنهض وقد تحركت نحو الخارج :
_انا اصلاً همشى علشان اروح لياسمين واطمن !!
إيهاب : اوك !!
خرجت منى من الغرفه ولكن ظل إيهاب جالساً بجانب عز الدين !!
على رغم من غيبوبته المؤقته إلا ان عقله وذاكرته كانت تعملان ، مقطتفات كثيره رأها فى غيبوبته !!
مقطتفه عن حياته الطفوليه التى لم يذق منها طعم الحنان على يد والدته ، مقطتفه عاندما كانت تعذبه بالسب والضرب فى وقت غياب والده ، مقتطفه عن الحقيقه القاسيه التى سمعها من والدته وهى تصرخ بوالده ، مقطتفه عن اول حبيبهٍ له وخيانتها له وكشف حقائق لم يتصورها !! مقتطفه عن تعذيبه لياسمين ، مقتطفه ارتطام جسدها بعنف وخبر وفاتها !!!!
لم يستطع ان يتحمل تلك المقطتفات القاسيه ، فاخذ يهز رأسه بقوه وهو يشعر باختناق جلي ، وبدأ يهز رأسه مجدداً ولكن بعنف لكى يخرج من تلك الحقائق المأسويه !!
نهض إيهاب مسرعاً عندما رأه فى تلك الحاله الغير طبيعيه ، شعر بالذعر مجدداً واخذ يهزه بقوه لعله يفيق ، خاصهٍ عندما رأه علامات وجهه التى توضح ما بداخله ، فعلم انه يعيش فى ذكريات الماضى والحاضر التى لا تريد ان تتركه ، فاخذ يهزه بعنف وهو يهتف برعب جلي :
_ عز ، فووق يا عز ، انت بتحلم صدقنى ، فووق يا صاحبى !!!
بدأت تتراخى معالم وجهه وبعد ثوانى فتح عينيه والتفت برأسه ناحيه إيهاب وهتف بنبره تحمل الضعف ولاول مره :
_إيهاب !
إيهاب بابتسامه بسيطه :
_اهدى يا عز ، انا جمبك متقلقش !
عز بضعف :
_فى حد هنا فى الاوضه ، انا مش عاوز حد يشوف ضعفى !!
_متقلقش مفيش حد ومش هسمح لاى مخلوق انه يشوف ضعفك !!
عز غير مصدق :
_هو فعلاً حصل اللى سمعته !!
إيهاب جالساً بجانبه :
_لأ ، وهو كان قصده على واحده تانيه !! ياسمبن كويسه ، محلصش غير نزيف وهما وقفوه وحصل كسر فرجليها الشمال !!
وكأن كلماته كانت البلسم ، لا يعلم ما هى القوه التى اتت له ، اعتدل هو فى جلسته وتنفس براحه :
_اااااااااه
إيهاب :
_حاسس بايه دلوقتى ؟؟
_تعبان ، دماغى مصدعه جامد !!
_طب بص انت لازم تاكل حاجه . انت مش هتعرف تمشى غيى لما تاكل !!
_ مليش نفس !!
_طب علشان خاطرى !!
_يعنى ياسمين كويس !!
_اه والله ، يالا بقا هتاكل ولا لأ ؟!
_انت قولت علشان خاطرى وانا اكيد مش هكسر بخاطرك !!
_طب ثانيه ورجعالك تانى !!
وبالفعل خرج إيهاب من الغرفه ، ليهتف عز محدثاً نفسه قائلاً :
_لازم اصلح اللى عملته ده ، حتى لو اخر يوم فعمرى !!
دخل إيهاب الغرفه وهو يحمل صنيه من الطعام وهتف :
_ الاكل وصل يا معلم !
_الواحد مش عارف كان هيعمل ايه من غيرك!!
_ يا بنى انت صىاحب عمرى ، بس انا حاسس انى اتولدت علشان افضل اقولك فووق ، حتى وانت تعبان لردو بقولهالك !!
عز بمكر :
_طب قولى بقا ، ايه حكابتك مع صاحبه ياسمين !!
إيهاب بتوتر :
هاا ،قصدك منى ؟؟
عز بخبث :
وهو فى غيرها !!
إيهاب : لا مفيش زى ما تقول كدا ، كنا عملين فريق البحث عن ياسمين !
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية على ذمة ذئب)