رواية على ذمة ذئب الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم كريم الجزائري
رواية على ذمة ذئب الجزء الثاني والثلاثون
رواية على ذمة ذئب البارت الثاني والثلاثون
رواية على ذمة ذئب الحلقة الثانية والثلاثون
شعرت ياسمين بدوار يهاجمها عقب أن أطلقت صرختها تلك التى تهتز لها أركان المكان ولكن تمالكت ، امّا إيهاب فتملكه الذعر اكثر من ذى قبل ، ثُمَ قال بنبره مرتجفه :
_ ياسمين ، ساعدينى ان احنا نشيله لحد العربيه ، عشان نوديه المستشفى بسرعه !!
قالها إيهاب وهو يمسك ذراع عز الدين ليضعه خلف عنقه ، وكذلك ياسمين ليحملوا متجهين نحو سياره الخاصه بإيهاب !
كانت قوتها ضعيفه للغايه على حمله بسبب عرض وقوه جسده ولكن تحاملت على نفسها ، وساعدها إيهاب على ذلك بسبب قوه بنيته !!
وصلوا نحو السياره ، لتفتح منى لهم الباب الخلفى ، فأدخل إيهاب عز الدين بحرص وصعدت ياسمين بجانبه ، وجعلته يتمدد فى احضانها ، أسندت رأسه على ساقيها ، أخذت تمسح غلى جبينه بيد مرتجفه وهى تشهق باكيه بقوه حتى انها لم تشعر بعباراتها التى بللت وجنتيه !!
صعد إيهاب بالسياره وجلست منى بجانبه ، أدار المحرك مسرعاً ، ليضغط بعدها على دواسه البنزين بقوه منطلق بسيارته نحو احد المستشفيات الراقيه !!
دقائق ليست بكثيره وكان قد وصل إلى المشفى الراقيه ، ترجل إيهاب من السياره متوجهاً بخطوات راكضه نحو مدخل المشفى ليصرخ بعنف قائلاً لمن بداخل المشفى :
_حد يجي معايا بسرعه !!
أسرع الأطباء نحو خارج المشفى واحدهم يجر (( سريراً معدنياً نقالاً )) وبدأوا يحاولون إخراج عز الدين من السياره ونجحوا فى ذلك ليضعوا على التروللى ليتحركوا جميع من فى الخارج نحو داخل المستشفى قاصدين نحو غرفه العمليات !!
تشكل فريق طبى ذو كفأه ومهاره بعد ان ادخلوا المريض داخل غرفه العمليات ، وانتظر إيهاب وياسمين ومنى فى الخارج !!! وفى ذات الوقت حضر كبير الاطباء عندما علم ان الرجل الأعمال الشهير قد تمت أصابته ، فقرر ان يدخل ويشرف على حالته بنفسه !!
استند إيهاب ظهره على الحائط التى بجانب غرفه العمليات ، امّا ياسمين فقد توقفت عن البكاء محاوله ان تتماسك وان لا تظهر ضعفها امام أحد !!
أخذت تتذكر وتسترجع شعورها عندما لمس وجنتيها بانماله الرقيقه ليمسح دموعها وكلماته التى قالها التى بمثابه لها كالسحر الذى يخدر جميع انتقامها وغضبها منه ، لم تشعر بذلك الحب أبداً إلى فى أواخر تلك الأيام ، وكأن القدر ما زال يريد ان يجعلها تتألم مجدداً !!
**********
كان جالس بداخل غرفته وهو يشعر بحزن عميق ، تذكر مشهد أبنه عندما أطلق عليه تلك الرصاصه ، لكن لم يستطع ان يراه هكذا ، نزلت دموعه على حياه ابنه ، ولكن كان مازال يشعر بالضيق بما فعله ، رفع يده للأعلى وهو يناجى ربه بأن يعود وحيده سالماً عافياً !!
*********
مر الوقت بطيئاً وهو ينتظرون بالخارج ، كان إيهاب بدأ يشعر بالقلق وهو يسير ذهاباً وإياباً ، ثّمِ وقف فجأه عن السير وهتف بشراسه :
_اااه لو أعرف مين اللى عمل فيه كده !! ودينى ما أعبد لاكون شارب من دمه وأخليه يتمنى الموت ألف مره !!
خرج كبير الأطباء من غرفه العمليات وهو يزفر أنفاسه براحه ، أستدار إيهاب مسرعاً ورمقه بنظرات توحى القلق وظهر ذلك بنبرته :
_خير يا دكتور ؟؟ عز دلوقتى عامل أيه ؟؟
أقتربت ياسمين منهما بخطوات شبه راكضه وهى تشعر بالقلق ، فهتف الطبيب وهو يوزع ابصاره لإيهاب وياسمين :
_الحمدالله ، قدرنا نخرج الرصاصه ، هو بقي كويس بس هيحتاج الأيام اللى جايه دى راحه وكل شويه يتغيرله الجرح ، وكمان شويه هيفوق وتقدروا كمان تطمنوا عليه بس لما ننقله غرفه عاديه !!
وضع إيهاب يده على قلبه وهو يتنفس براحه ويده الاخرى على ذراع الطبيب ، قائلاً يجبشكر :
_شكراً اوى يا دكتور ، الحمد الله !
امّا ياسمين فوضعت يدها على رأسها وهى تشعر بدوار يهاجمها مجدداً ولكن أشد ، فلم استطع ان تصمد أكثر من ذلك ، وأستسلمت لدوارعا لتقع مغشيا عليها ولكن أمسكتها منى وهى تصرخ بفزع :
_ياسمين !!
ثُمَ اكملت صراخها بذعر :
_إيهاب ، ألحق ياسمين !!
أقترب منها إيهاب مسرعاً ليحملها بحرص بين ذراعيه ، وجه نظره لكبير الاطباء وهتف بنبره قلقه :
_ أدخلها أنهى أوضه ؟!
_ دخلها الاوضه اللى قدامك دى !
تحرك إيهاب نحو الداخل ليضعها على الفراش بحرص ، ودللف للخارج هو ومنى ، ودخل الطبيب ليقوم بعمله كمهنته الطبيه ، نظر إيهاب لغرفه التى ترقد فيها ياسمين ، ليقول بنبره تحمل الأختناق :
_ايه اليوم ده يا ربى !!
دقائق بسيطه ، وكان يخرج الطبيب من الغرفه ، لتسرع منى نحوه وخلفها إيهاب ، وقبل ان يقولوا أى شئ كان الطبيب قد سبقهم قائلا ًبابتسامه :
_ متقلقوش ، هى بس اعصابها تعبت شويه من اللى حصل ومقدرتش تستحمل أكتر من كده ، هى كمان شويه وهتفوق !!
منى بجديه :
_متشكرين اوى يا دكتور !
الطبيب بجديه :
_على ايه ده واجبى ! عن اذنكوا !
منى :
_اتفضل !!
غادر الطبيب من امامهم ، ليستدير إيهاب لمنى وهو بنظر لها براحه قائلاً بحمد :
_الحمدالله ، ياسمين كويسه وعز كمان !! انا هروح لعز وانتى روحى لياسمين !!
اومأت منى برأسها واتجهت بخطوات بسيطه نحو الداخل ، زفر إيهاب انفاسه الخاره وتحرك بخطوات شبه راكضه نحو غرفه رفيقه ، دلف للداخل بهدوء وحذره وجذب أحد المقاعد البلاستيكيه ليجلس وهو يوجه انظاره على صديقه بنظرات غير مصدقه ما حدث وما يراه الان ، لاول مرخ يراه هكذا ، لم يخجل ولم يقاوم تلك الدمعه الحاره من النزول ، هبطت على وجهه ، وهو ينظر لملامحه الباهته ، اهذا هو الذئب الشرس الذى دائماً يراه !!
كان وجهه شاحب اللون ولكن كانت ملامحه متهجمه بعض الشئ ، عارى الصدر وهناك الكثير من الإبر والاسلاك موصوله على صدره وكفه !
بداخل عقله كان فى عالم أخر ، رأى شيئاً غريباً ، كانت هى جاثيه على ركبتيها وهو واقف على هيئه ذئب بعيداً عنها بأمتار قليله ، كانت رافعه ذراعها إليه وكأنها تستغيث به وكأنها تبعث له رساله وتترجاه بأن لا يتركها فى عذا العالم المليئ بالقسوه وعدم الراحه والامان !!
كان قلبه ينبض نبضات سريعه ، لقد مكثت روحها بداخل قلبه ، كان قلبه ايضاً يصرخ صراخاً عنيفاً بأسمها ، بدأ يشعر بما حوله ، شعر واستنشق رائحه البنج التى سيطرت على ما يرتديه ، شعر بان هناك من يجلس فى الغرفه معه ، ولكن عقلخ وقلبه رفضوا أى شئ ، إلا هى !!
بدأ بفتح عينيه واخذ يوزع انظاره على المكان ، نهض إيهاب مسرعاً وهتف بابتسامه واسعه :
_عز .. انت فوقت ؟؟ حمدالله على السلامه يا صاحبى !!
حدق عز بنظرات حائره ووزع ابصاره للاسفل ليرى ما يرتديهةفوجد انه يرتدى رداء المرضى الطبى ، ولكن أقتحم فجاه عقله صورتها ، فاتسعت حدقتاه ورفع ظهره بطريقه مفاجئه ، ليصرخ بعدها بألم وهو يصيح بأسمها :
_ ياسمين فيــ آآآآآآه !!!
قالها بصراخ مليئ بالم بسبب شعوره بالوخزات الحاده والعنيفه فى صدره ،ىفشعر بالخوف إيهاب ، ووضع ذراعه على ذراع الاخير ليجعله يعتدل فى جلسته ، وبعدها جلس وقال وهو يربت على ساقيه قائلاً بمزاح :
_ايه وحش ، كده تخضنا عليك !!
أظلمت عينيه قليلاً وهو يتسأل وقد تجاهل سلامه :
_ياسمين فين ؟؟!
تنهد إيهاب ونظر له بقلق طفيف وقال بهدوء متوتر :
_اا بص يا عز ، لازم تهدى كده و…
صرخ به عز بشراسه غير قابلاً حديثه الفارغ وقد شعر بأن هناك خطب ما حدث لها :
_أتكلم يا إيهاب بسرعه ، اوعى يكون ياسمين جرالها حاجه ؟
أبتلع ريقه بتوتر ، وتمتم بهدوء زائف :
_بص هى اعصابها تعبت شويه فاغم عليها ، بس اطمن الدكتور قال انها كويسه جداً !
خفق قلبه بقوه ورفض البقاء هكذا ، حاول انتزاع ما هو على جسده من إبر واسلاك طبيه ، ليذهب فوراً إليها ، قيد إيهاب حركته ودفعه دفعاً مستخدماً قواه الجسمانيه نحو الفراش قائلاً بتوسل :
_ عز ، اهدى بقي ومتقلقش هى كويسه والله ، اهدى علشان صحتك !!
حاول عز الدين النهوض غير عابئاً من حديثه ، ولكن اشتدت عليه الوخزات الحاده ، فاصدر شهقه الم ، ارغمه إيهاب بالجلوس وهتف بنبره عتاب :
_يا اخى انت عنيد كده ليه ؟؟ اهد….
قاطع حديثه عندما اقتحمت ياسمين ومنى باب الغرفه ، ركضت ياسمين نحو عز لتحتضنه بشده وهى تذرف بعض الدموع بسبب خوفها وقلقها ، صدم عز الدين من فعلتها تلك ، ولكن نفض صدمته تلك ليبادلها العناق ببعض من القسوه عسي ان يدخلها قلبه !!
ابتسم إيهاب بسعاده وهو ينهض من مكانه متابعاً ما يفعلوه ، استنشق عز الدين عبيرها بقوه وهو يضمها اكثر ودفن راسه بداخل عنقها وقد تناسى شعوره بالم ، ولم تقاوم ذلك العناق المليئ بالقسوه ، بل شعرت بالسكينه والراحه لم تشعرهم منذ اعوام !!
ابتعدت وهى تنظر له بابتسامه صغيره ، حدق فيها بعينيها الخضراوتين باشتياق !!
نظر إيهاب لمنى وهتف بجديه :
_بقولك ايه يا منمن ، طبعاً انتى دكتوره ، فممكن بس توصل الإبر والاسلاك دى تانى !
اومأت منى رأسها وبدأت بعمل مهنتها الطبيه ، وبعد ثوان كانت انتهت ليمسك إيهاب يدها واتجهوا معاً نحو خارج الغرفه ليترك لهم بعض الخصوصيه !!
امسك عز الدين كفغها ليرفعه قليلاً وقربه من فمه ليقبلها برقه وببطء ، اقشعر بدنها من تلك القبله واغمضت عينيها متأثره ، واكن فتحت عينيها عندما شعرت بملمس يده على وجنتيها ، قرب وجهها إليها بشده حتى الصق جبينها بجبينه وهتف بهمس عاذب :
_ ياسمين انا مستعد اعافر علشانك ، انا عايزك تصدقينى !
هتفت هى الاخرى بهمس :
_اصدقك فايه ؟؟
عز بصدق نابع من داخل قلبه :
_انى بحبك !
طوقته هى بذراعيها ، ليحتضنها الاهر بشده ، لتقول بهمس صادق وقد اغمضت جفنيها :
_وانا كمان بحبك !
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية على ذمة ذئب)