رواية على ذمة ذئب الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم كريم الجزائري
رواية على ذمة ذئب الجزء الثامن والعشرون
رواية على ذمة ذئب البارت الثامن والعشرون
رواية على ذمة ذئب الحلقة الثامنة والعشرون
نظرت إليه بصدمه وقد لمعت عينيها بدموع ، غير مصدقه ما قاله ، ابتلع ريقه بصعوبه وشعر بغصه تقف فى حلقه ، لكون يراها هكذا ، نظرت إليه وهتفت بهمس قائله :
_ انت قولت ايه ؟؟
_قولت انى بحبــــك يا ياسمين !!
وفجأه .. تحولت إلى وحش كاسر ، دفعته بقوه وتراجعت للخلف بضع خطوات وهى تشعر بغضباً جامح يعتريها ، وهتفت بغضب :
_ دى لعبه جديده دى ولا ايه ؟؟
اقترب منها قليلاً وهتف بنفى :
_لا الله ، انا فعلاً بحبك !! وعايزك تدينى فرصه اصلح اللى عملته !! وتسمحينى وتحبينى !!
هتف بتلك الكلمات بنبره صادقه نابعه من قلبه ، ولكن صرخت به غضباً وقد احمرت عينيها :
_ وانا مش عايزه الحب ده !! الحب ده انا هدوس عليه برجلى ، ولا يمكن احب واحد زيك ، قاسى !! متعجرف !! مغرور !! معندوش رحمه !!
ألمته كلماتها القاسيه ، فنكس رأسه بألم ، لتتابع هى بصراخ وقد هبطت عبارتها الحارقه :
_ أنت دمرتنى !! دمرتنى نفسياً !! اتجوزتنى غصب ! وفضلت تضربنى وتشتمنى !! وفالاخر عايزنى اسامحك وأحبك كمان !!
هتفت تلك الكلمات الاخيره بسخريه ، فلم ينبس بكلمه واحده بل أخذ يبتلع كلماتها القاسيه ، لتتابع هى قائله بانكسار :
_ انا عمرى ما تمنيت الموت ، بس انت اللى خلتنى اتمناه !! ولازم تعرف أنى بكرهك !! ســــــامع ؟؟ بكرهــــــــك !!!
قالت الكلمه الاخيره بصراخ وهى تقع على الأرض جالسه تبكى بحرقه واضحه ، شعر بنغزه قويه فى قلبه ، ليجثى على ركبتيه ، وضع يده على طرف ذقنها ليرفع وجهها إليه ، فرأها تبكى اكثر وقد تعالت شهاقتها ، ليخفق قلبه بقوه ، وبحركه غير متوقعه جزبها إليه ليحتضنها بشده وهو يشعر بنبضات قلبه تتزايد ، حاولت دفعه ولكن لم تستطع فلقد آبى ذلك !! وبعد دقائق ليست بكثيره ابعدها عنه ، ونظر إلى نظرات راجيه :
_ ياسمين ! انا عارف انى ظلمتك جامد ! بس انسي اللى فات وحسي بده !!
اشار ناحيه قلبه وقد ترقرقت فى حدقتيه عبارات الندم ، قاومها بشده !! ولكن ابت الإنصات إليه وانسابت من طرفيه ، وهتف بصوتٍ هادئ يشوبه الحزن :
_انا دلوقتى بتدمر نفسياً !! متعمليش فيا كده !!
نظرت إليه ياسمين بقسوه واردفت بنبره تحمل القوه :
_طب وايه يعنى !! ايه يعنى لما تدمر نفسياً ؟؟ ما أنت كمان دمرتنى نفسياً !! وكما تدين تدان يا باشا !!
أبتلع عز الدين ريقه بصعوبه ومراره وأغمض عينيه بألم ثُمّ فتحهما بعد ثوان ، ليهتف بألم :
_ عندك حق ، كما تدين تدان !
عقب انتهاء من جملته ، نهض من مكانه وتحرك ببطء نحو الخزانه وهو يشعر بأنكسار وخزي ، وأخذ ملابسه التى سيرتديها ، وبعد دقائق .. كان قد انتهى من ارتداء ملابسه ، ليتحرك نحو خارج الغرفه !!
******
بعد مرور ستون دقيقه .. كانت ياسمين جالسه فى غرفتها شارده على ما حدث اليوم ، لكن خرجت من هذا الشرود بسبب استماعها إلى طرقات الباب ، فأذنت بالدخول ، فدخلت سعاد وقالت بجديه :
_ صباح الخير يا هانم
ياسمين بهدوء :
_صباح النور ! ايه فى ايه ؟
_فى انسه مستنيه حضرتك تحت !
ياسمين وهى تقطب حاجبيها :
_مين بظبط ؟
_بتقول انها صديقتك واسمها منى !
ياسمين بلهفه :
_ ايوه دخليها ، وشوفيها تشرب أيه أعقبال ما أغير هدومى !!
خرجت سعاد من الغرفه ، فهبت ياسمين واقفه ، وأتجهت مسرعه نحو الخزانه وفتحتها لترى الكثير من الثياب التى أحضرها عز الدين لها ، فتنهدت تنهيده حاره وامسكت بأحدى الفساتين ذات _ اللون الوردى _ وبدأت بتغير ملابسها !!
*********
_فى شركه عز الدين السيوفى !
_فى المكتب الخاص به !!
كان عز الدين جالساً امام مكتبه وهو يتابع عمله على جهاز حاسوبه الخاص ، ولكن وجد نفسه انه ليس قادر على أستيعاب اى معلومه سواء صغيرة او كبيرة ، فوضع رأسه بين راحتى يده وهو يزفر بخنق ، وفى نفس الوقت استمع إلى صوت طرقات الباب ، فأذن بالدخول ، لتدخل روان _ السكرتيره الخاصه بمكتبه _ ، فاردف عز الدين بصوت رخيم :
_ ايه خير !
هتفت بنبره رسميه قائله :
_ خير يا مستر ، انا جيت بس عشان ابلغ حضرتك ان فى اجتماع مع شركه النور و …
نهض عز الدين من مكانه وهو يلتقط هاتفه ليدسه بداخل جيب سترته ، وقد قاطعها بصرامه وهو يتجه نحو باب المكتبه :
_ أجلى اى معاد او أجتماع ، وخليه فى وقت تانى ، لانى مش عايز اقابل حد !
اومأت روان برأسها قائله :
_ حاضر يا مستر !!
خرج عز الدين اولاً وخلفه روان بعد ان اغلقت باب مكتبه ، تحرك نحو خارج الشركه بأكملها ، وتوجه نحو سيارته ليركب منطلقاً إلى مكانه المفضل !!
_ بداخل الشركه !!!!!
خرج إيهاب من مكتبه متوجهاً نحو مكتب رفيقه ، وقبل ان يصل إلى المكتب ، كانت روان قد هتفت بـــ :
_ مستر إيهاب ، الباشا مش موجود جوه !!
استدار إيهاب وتمتم بجديه :
_ امال راح فين ؟؟
هزت زراعيها وهى تقول :
_ معرفش ، هو أمرنى ألغى المواعيد ، ومشى على طول !
إيهاب بفهم :
_تمام ، انا كده عرفت هو راح فين !!
اردف الكلمه الأخيره وهو يتحرك بخطوات شبه راكضه نحو الخارج ، حتى وصل أخيراً إلى سيارته ، ليركب وقد ضغط على دواسه البنزين بقوه لتنطلق السياره نحو المكان المفضل لدى رفيقه !!!
**********
_ فى فيلا الخاصه بعائله السيوفى !!
كانت ياسمين قد جلست مع منى بعد سلاماً حاراً ، وكأنهم لم يروا بعض منذ أعوام ، واخذوا يتحدثون فى أشياء مهمه منها علاقه العشق التى نشأت بينها وبين إيهاب ، وكيف علمت عنوان فيلا زوجها ، لتخبرها الأخيره ، بأنها علمت من إيهاب عندما سألته !! ولكن فجأه صاحت منى قائله وهى تضرب جبينها :
_ اه صح !! انا نسيت اقولك ! انا جبتلك الحاجه اللى انتى عوزاها !!
ياسمين بعدم فهم :
_ حاجه ايه ؟؟
رفعت حاجبها الأيسر للاعلى وهى تقول :
_ حاجه ايه !! الحاجه اللى انتى طلبتى انى اجبهالك لما كنتى فى المستشفى ، ولا نسيتى ؟!
ياسمين وقد تزكرت :
_ اه صح ، طب هاتى الحاجه بسرعه !
منى وهى تعطيها الأشياء :
_خدى !
ياسمين بابتسامه ماكره ووعيد :
_حلو اوى ! نبدأ نشتغل على الخطه الأولى ، وربنا معانا !
**********
ظّل عز الدين جالساً بداخل سيارته وهو مغمض عينيه محاولاً الأسترخاء ، ولكن كانت محاولاته فاشله ، ففتح عينيه ليرى طيفها على مقود القياده وهى تبكى بحرقه ، فاغمض عينيه سريعا ًبوجع ، وفى ذات اللحظه ، كان وصل إيهاب وخرج من سيارته ،استمع عز الدين إلى صوت انغلاق باب السياره ، ففتح عينيه وتهجمت ملامحه إلى قسوة ، وسرعان ما خرج من السياره واغلق بابها بقوه ، ليجد صاحب السياره هو رفيقه الوحيد ، فارتخت ملامحه ، وتمتم باستغراب :
_ إيهاب ! ايه ده اللى جابك !
إيهاب بابتسامه :
_ محبش اسيب صديق عمرى وانا شايفه مخنوق ، انت واضح عليك الخنقه من ساعت ما جيت الشركه ! قولى بقى مالك ؟؟
استند عز الدين ظهره على السياره الخاصه به وقال :
_ تعبان ! تعبان اوى يا إيهاب !
نظر له إيهاب بشفقه على حالته تلك ، فاتجه نحوه وربت على كتفه وهتف :
_ انا حاسس بيك ، بس انت غلط ولازم تتحمل العواقب ، وبعدين يا اخى ده احنا مسمينك الذئب ! وادنال اللقب الذئب علشان قوتك ، دلوقتى انا شايف الضعف مش القوه خالص !!
عز بابتسامه :
_وهفضل الذئب القوى قدام الكل ، حتى يوم ما هضعف مش هضعف قدام اى حد إلا انت وياسمين !!
***********
_ فى المساء !!!!
كان عز الدين جالساً بداخل غرفه الطعام وهو ينتظر وجبه الغداء ، امّا ياسمين فأمرت سعاد بالانصراف والخروج من المطبخ ، وبدأت هى باخراج الأشياء التى جلبتها منى ، وكانت الاشياء هى :
(( زيت خروه __ ملح الانجليزى ))
أمسكت ياسمين بكوب العصير المفضل لدى عز وهو برتقال ، ووضعت فيه الكثير من “” ملح الانجليزى وزيت الخروه “” وامسكت بالمعلقه لتبدأ بتقليب العصير ، وهى تهتف بابتسامه خبث ووعيد :
_ والله لاطلع القديم والجديد ، ومبقاش ياسمين صابر لو مخلتكش تجنن منى !!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية على ذمة ذئب)