روايات

رواية على حافة الهاوية الفصل الثامن 8 بقلم ولاء عمر

موقع كتابك في سطور

رواية على حافة الهاوية الفصل الثامن 8 بقلم ولاء عمر

رواية على حافة الهاوية الجزء الثامن

رواية على حافة الهاوية البارت الثامن

على حافة الهاوية
على حافة الهاوية

رواية على حافة الهاوية الحلقة الثامنة

حسيتها بدأت تخرج عن شعورها، لكنها إتكلمت بهدوء:- بس هتبقى مش حلال.
رجعت خصلة شعري اللي طلعت على عيني وأنا بقول بكل فخرا:- عادي طيب ما أنا بكسب من الفيديوهات.
– حرام.
– وإيه اللي حرمه؟
خدت نفس عميق وبعدها إتكلمت:- وضحيلي نوع فيديوهاتك.
رديت وأنا مستنكرة سؤالها:- يعني أنتِ مش عارفة إني بلوجر.
– عارفة، بس إيه الفايدة اللي بتوصليها للناس.
بصيت ليها بفخر:- بغني مع الأغنية واهو الفيديو يجيب مشاهدات كل ما يجيب مشاهدات أكتر كل ما اتشهر أسرع وأكتر، واعمل إعلانات الميك أب والأماكن والكافيهات.
– تخيلي طيب إن كل شخص بيشوف الفيديو بتاعك بتشيلي ذنبه!! والـ makeup دا اللي بتروجي له كل بنت هتروح نجيبه وتحطه برا البيت وتطلع بيه.
اعترضت على كلامها ومخليتهاش تكمل:- إيه إيه إيه، إيه كل دا يا حاجة أنتِ، وبعدين و ماله يعني .
قالت بهدوء وهي بتقوم من مكانها:- يارب يهديكي، وتدركي إن ربنا إداكي فرصة تانية علشان تتغيري وتبعدي عن التفاهات دي..
طلعت وسابتني وأنا متعصبة من كلمتها؛ إيه بجد هي شيفاني بشد في شعري مثلاً؟!!
طنشتها ومسكت موبايلي، وقعدت أقلب وكمية ملل رهيبة، لا قاعدة مع حد ولا بتكلم مع حد ولا بطلع، ولا حتى بدخل، معقول الدنيا فضيت كدا؟ معقول كلهم كانوا مظاهر، معقول بعدي هان على نهلة اللي كانت أقرب لي من الكل؟ يمكن علشان تعبانة، أكيد علشان كدا.
قعدت اسمع فيلم وبعدها نمت، صحيت لقيت الممرضة جيبالي الأكل، قعدت كلت بهدوء،حاسة إني صاحية معنديش طاقة أتكلم أو أعمل حاجة،واللي مخليني أكل علشان العلاج مش أكتر، لأن كدا كدا محدش بينفع الإنسان غير نفسه وصحته؛ بس الحقيقة إن بيكون صعب على الإنسان إنه يكون بكامل صحته وفجأة تخونه.
تفكيري في الموضوع سد نِفسي، ساعتها سيبت الأكل اللي يدوبك كلت منه قليل وقولت لها تجيب لي العلاج، خدته وبعدها كان في حالة صمت، هي طلعت وأنا كالعادة في ملل وماسكة الموبايل بقلب. خلاص، لكن ظهر ليا للمرة التانية فيديو مختلف، كل الشخص اللي فيه بيقول:
” تتخيل واحدة يوم القيامة وتلاقيها بتروح النار عشان حرفياً هي فعلاً التيك توك هو كان السبب في دا، فـ دي الفكرة؛ إن واحد يبقى بيلاقي نفسه بيتعذب في القبر، فلما يسأل ربنا ليه؟ فيقوله علشان أنت؛ ويذكر له مثلاً عشان معاصي كان بيعملها اليوتيوب كان السبب فيها.”
وقفت الفيديو وقعدت باصة للاشيء، جسمي قشعر، خوفت هو في إيه بجد؟! دا تاني فيديو يظهر لي، وقبلهم كلام الممرضة وقبلها حمد، وقبله جدي، طيب هما صح فعلاً؟ ولو هما صح ليه ماما وبابا مش بيتكلموا؟
ناديت على الممرضة وخليتها تطلعني أقعد في الڤرندا _ بلكونة كبيرة _ علشان زهقت من الأوضة، سندتني وطلعتني بس هي إزاي قاعدة بشوشة وعادي وما اتكلمتش في اللي حصل امبارح!؟؟! طنشت وقعدت .
قعدت اتابع مسلسل وكنت منسجمة معاه لحد ما دخلت ماما، حضنتني وسلمت عليا وبعدها قعدت على الكرسي اللي جنبي، كالعادة قعدت تقول عشان الشغل و كان في meetings كتير.
شكل ماما بيدي أصغر من سنها، ودا نظراً لاهتمامها الأول واللي ليه الأولوية بمظهرها العام ولبسها ولفة طرحتها الكاجوال، كذلك الأمر الـ makeup الماركات واللبس كمان زيه، مثال حي للبيزنيس وومن، وكذلك الأمر بابا بيزنيس مان، أخويا ظابط برتبة رائد، عيلة تبان مثالية صح؟ آه نسيت وأنا في كلية تجارة انجليزي وهتخصص بيزنس.
جابت اللي بتساعدنا في البيت عصير زي ما ماما كانت قايلة لها، مسكت الكوباية براحة علشان ألم إيدي وأنا بسألها:- إيه رأيك في التيك توك بتاعي وفي فيديوهاتي يا ماما ؟.
كنت بتخبط بخاتمها اللي لابساه على الكوباية وهي مسكاها وكانت بتقول:- مش بشوفها كتير لكنها حلوة، مفيهاش حاجة.
– يعني عادي أعملها صح ؟
– عادي يعني إيه اللي فيها يعني؟
– يعني علشان فيديوهات رقص وكدا.
– وأنتِ طالعة متحزمة؟
– يعني يا ماما جدو كان معترض .
– سيبك دا بس دماغه دقة قديمة.
– يعني أنتو موافقين عادي صح؟ طيب والـ makeup عادي احطه وعادي أعمل له إعلانات صح؟
– وماله، ما ممكن في المستقبل تبقي صاحبة Brand مثلاً.
– أومال هما بيعملوا كدا ليه بجد وحسسوني إني غلط؟!
– سيبك منهم، ما كل الناس بتعمل كدا، مجاتش عليكي يعني، فين مين مبيعملش فيديوهات دلوقتي اصلا من الجيل اللي طالع دا؟
كلامها أثبت اؤ إني صح، وإنها أوڤر حبتين تلاتة، بس هعمل إيه يعني؟ بس إقتنعت بكلامها وحسين ساعتها إني مش غلط، ما كدا كدا كله بيعمل كدا..
– أنا معرفتش اسمك لدلوقتي.
– اسمي سهيلة.
– تشرفنا يا سهيلة، المهم كنت عايزة أقولك حاجة علشان أنتِ شايفة إن فيديوهاتي غلط إنها حرام .
– قولي طبعاً.
– ماما قالتلي إنه عادي، وإن كل الناس بتعمل كدا.
– طيب ولما تيجي تتحاسبي، هتتحاسبي لوحدك ولا مع كل الناس ؟
سكتت، ما أنا معرفش إجابة سؤالها، ساعتها ردت عليا:- شكلك مش عارفة، ربنا سبحانه وتعالي بيقول في كتابه: “وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا”الآية دي بتقول إن كل الناس، مهما كانوا مين أو عملوا إيه في حياتهم، هييجوا قدام ربنا يوم القيامة لوحدهم. يعني مش هيبقى فيه حد واقف معاهم يساعدهم أو يشفع ليهم، وكل واحد هيتحاسب على اللي عمله لوحده.
كلامها غريب، لكنه مؤثر، بس وقوع الكلام على مسامعي رن جوايا، ولد جوايا خوف غريب..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية على حافة الهاوية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى