رواية على القلب سلطان الفصل الخامس 5 بقلم آية العربي
رواية على القلب سلطان البارت الخامس
رواية على القلب سلطان الجزء الخامس
رواية على القلب سلطان الحلقة الخامسة
صعدت سيلين الى مكتبها ودلفت مرحبة بوداد التى بدورها وقفت تحمل لها الملفات المراد توقيعها اليوم .
جلست سيلين تفكر فى امر هذا الحارس بتعجب حتى انها لم تلاحظ دخول وداد خلفها مما جعل وداد تنادى مردفة _ سيلين هانم ! ..
انتبهت سيلين لها …تطلعت عليها بحيرة ثم تتسائلت _ هو مين اللى عين حراسة جديدة للشركة يا وداد ؟
هزت وداد كتفيها مردفة بجهالة _ مش عارفة يا سيلين هانم … بس اكيد المسئول عن شئون العاملين … ليه بتسألى ؟
تحمحمت سيلين مردفة _ ابداً يا ود … انا بس لفت نظرى حارس جديد غير اللى اتعودت اشوفه …
اومأت وداد مردفة وهى تضع الملفات على المكتب امام سيلين _ تمام …. دى الملفات اللى هتتوقع … اتفضلي … اى خدمة تانية ؟
نظرت لها سيلين متسائلة بابتسامة _ ابنك عامل ايه ؟ .
ابتسمت وداد مردفة بامتنان _ بخير الحمد لله ..
اومأت لها سيلين واستأذنت وداد مغادرة بينما اندمجت سيلين فى عملها بعدما حاولت عدم التفكير فى امر هذا الحارس .
اما فى الاسفل فوقف سلطان بثبات ولكن عقله مشغول فى امر تلك الفتاة التى رآها تبكى على ضفة النيل … اذا حينما اخبرته ان سبب ببكاؤها هو وفاة والديها لم تكن تكذب .
كيف لوجه برئ مثل وجهها ان يستحل حق غيره ! … كيف ستخدع قلب تلك البريئة يا سلطان ! … يا الهى ماذا فعلتُ انا .
اخرجه من افكاره نزول ادم من سيارته ودخوله الشركة بغرور دون ان يعيره اهتمام .. وبرغم معرفة سلطان به فهو ابن نبيل ولكن سلطان ايضاً ظل ثابتاً لا يهتم له .
صعد ادم الى مكتب والده على الفور ودخل دون اذن مردفاً بغضب _ هو ده سلطان ؟ .
وضع نبيل ساق فوق الاخرى واردف يناظره _ ايوة هو … ايه ؟ … طلع عكس ما توقعت ولا ايه … مش معقول متعرفوش ! … اكيد شفته عندى .
جلس ادم يردف بغل _ المهم يعرف يقضيلنا المصلحة ونخلص من ام الحوارات دي .
اردف نبيل بثقة _ هيعرف … ملامحك بتقول انه هيعرف .
اردف ادم مغيراً الحوار _ انا محتاج فلوس … وانت عارف ان الست سيلين مش هتسمح بمليم زيادة ليا انا بالذات … شوفلك حل لانى محتاج مبلغ كبير .
انزعج نبيل مردفاً بتساؤل _ اد ايه ؟
اردف ادم بترقب _ مليون ونص .
اتسعت عين نبيل مردفاً بصدمة _ نعم ! … قلت كام ! .
ابتسم ادم مردفاً باستفزاز _ فيه عربية عجبانى وعايز اشتريها … مش معقول اكون ادم الحلوانى ومقدرش اجيبها !
تسائل نبيل بترقب _ وعربيتك ؟
امال ادم على والده قليلاً واردف ينظر لعيناه _ لا دي وزعتها … هديتها لحد غالي عندى .
وقف نبيل على حاله ووالتفت للجهة الاخرى حيث ابنه ثم مسكه من ياقته مردفاً بغضب وتعنيف _ عمايلك الزبالة اللى انت بتعملها دى لو مبطلتهاش انا هتبرى منك …
نفض يد والده بعنف مردفاً بغضب مماثل _ عمايلي الزبالة دى متعلمها منك … بعملها علشان انسى اللى عملته … ولا نسيت يا نبيل بيه ؟
وقف نبيل ينظر له مصدوماً بينما اردف ادم بجنون _ بلاش تفتح فى اللى فات علشان هتطلع خسران … خسران اوى يا نبيل بيه … انا هروح اطلب من سيلين المبلغ اللى انا عاوزه واللى يحصل يحصل .
خرج مندفعاً الى مكتب سيلين ووالده ينظر لاثره بزهول ثم جلس مرتطماً على المقعد بسبب تلك الذكريات التى يحاول نسيانها ولكن ابنه لم يدع ذلك يحدث .
فى الاسفل يقف محمد الحارس الشخصى لسيلين مع سلطان يردف بتساؤل _ وانت بقى تبع شركة ايه ؟
ابتسم سلطان مردفاً بثبات وهو يتابع الحركة من حوله بمهارة _ انا بحب الراجل الدوغرى … اضبط اتجاهاتك … وقول عايز تعرف ايه ؟
اردف محمد بجمود _ بصراحة مش مرتاحلك .
اردف سلطان على نفس ثباته _ مش مهم .
فى تلك الاثناء كانت سيلين تجلس تراجع بعض الملفات ورن هاتف مكتبها الخارجى فأجابت متسائلة _ ايوة يا وداد خير ؟
اردفت وداد وهى تتطلع للذى امامها بقلق _ سيلين هانم استاذ ادم عايز يقابلك .
تنهدت سيلين بضيق واردفت برفض _ قوليلي انى مشغولة يا وداد .
اغلقت معها فأردفت وداد وهى تتطلع عليه بترقب _ اسفة يا ادم بيه بس سيلين هانم مشغولة .
نظر لها بضيق ثم ما لبث ان اندفع بغضب الى مكتب سيلين يفتح الباب بعنف دون استئذان مردفاً بصوت عالى _ المرة دى استأذنت عايزة ايه تانى ؟ …. انا لازم اتكلم معاكى .
رفعت نظرها اليه تطالعه ببرود ثم نظرت الى وداد التى تقف لا حيلة لها مردفة _ اتفضلي انتى يا وداد .
نظرت وداد الى ادم مردفة بخوف _ متأكدة يا سيلين هانم ؟
ابتسم ادم بتهكم واومأت سيلين لها فغادرت وداد مغلقة باب المكتب خلفها اما سيلين فنظرت الى ادم تدعى الهدوء واللا مبالاه عكس خوفها الداخلى من هيأته فعيناه كانت حمراء يبدو انها احدى نوبات جنونه التى تصيبه عند تذكره للماضي .
اردفت بتساؤل _ خير يا ادم … عايز تتكلم في ايه ؟
اتجه يجلس امامها يتطلع للا شئ مردفاً بجرأة _ محتاج فلوس … مش معقول كل ما احتاج مبلغ هاجى اطلب منك … شوفيلي حل .
ضحكت عليه مردفة بتهكم _ بيتهيألى مرتبك بيوصل تلقائي ع حسابك تقدر تسحب منهم زى ما انت عايز … فين المشكلة بقى ؟
نظر لها بغضب مردفاً بصوت عالى _ مرتب ايه ؟ … هو انا موظف ! … انا هنا شريك زيي زيك بالضبط ولا هو انتى بس اللى يحقلك تضيعي وتصرفي زي مانتى عايزة ! … انا محتاج اشتري عربية جديدة .
رفعت سماعة هاتفها مردفة وهى تحاول الاتصال على احدهم _ تمام نبيع القديمة وهقول للاستاذ منتصر يشوف الفرق كام ويدفعهولك .
تحدث بغضب ضاغطاً على احرفه _ القديمة مش هتتباع … انا هديتها لحد غالى عليا … انا عايز مليون ونص حالاً … يا اما يا سيلين متلوميش غير نفسك .
وضعت السماعة من يدها تضيق عيناها وهى تتطلع عليه مردفة باستفهام _ مليون ونص ! … وهديتها لحد ! … انت اكيد بتهزر … انت عارف عربيتك دي تمنها كام ؟ … انت ايه يابنى ادم … مبتحسش … احمد ربنا ان ليك اسهم فى الشركة وانت متعبتش فيها ولا من قريب ولا من بعيد … عايش واكل شارب نايم وحتى كيفك كله من الشركة اللى انا وبابا عملناها … لا انت ولا ابوك ولا اختك ولا اولاد عمك ليكوا حق عندى بس انا وبابا عملنا بأصلنا دايماً ولحد دلوقتى لسة بعمل بأصلي معاكوا …. لو على عمايلك كنت رميتك برة حياتى وبرة الشركة نهائي … بس للاسف … هتفضل واقفلي زى اللقمة فى الزور … انا بقيت اقرف ابصلك … بقيت اقرف من كل حاجة بتربطنى بيكوا .
وقف على حاله واردف وهو يقترب منها شيئاً فشيئاً بهدوء شديد دب الرعب فيه اوصالها _ تقرفي ! … دلوقتى بقيتي تقرفي منى ! … كنتى زمان بتقولي انك بتحبيني ؟ … عملتى بأصلك معايا ها ؟ … انا بقى هعرفك ايه هو اصلك ومين هو ادم الحلوانى يا **** .
انقض عليها فجأة ولف يده حول عنقها يحاول خنقها وقد جن جنونه مردفاً _ انا هدفعك تمن اللى حصلى غالي اوي … انتى السبب فى كل اللى حصلي .. انتى السبب ..
كانت هى تحاول الفرار من بين يده الا انه كان مغيب تماماً حتى انها لم تستطع الصراخ فلم تجد سوى رز اللاسلكى الخاص بالحارس الامنى لها … كانت تلتقط انفاسها من بين اصابعه بصعوبة ولكن حاولت التمالك وضغطت رز اللاسلكى الذى اعطى انذار للحارس الذى يقف ف الاسفل مع سلطان .
انتبه الحارس فأردف بعدما ضغط الزر _ سيلين هانم … خير ؟
سمع انينها وهى تحاول التحدث ولم تستطع وكذلك سمعه سلطان الذى يقف بالقرب منه .
اندفع الحارس فوراً يصعد عبر المصعد ولا يعلم سلطان لما قادته قدماه خلف الحارس … مؤكد ان هذا ليس جزءاً من الخطة ولكن ربما هى تحتاج الى مساعدة الأن ..
وصل محمد فى وقت قياسي الى المكتب وخلفه سلطان … وقف الحارس امام وداد ليستأذنها بينما سلطان لم ينتظر واندفع يقتحم المكتب بقوة فوجد ادم يحاول خنق سيلين التى كادت ان تزهق روحها حقاً بسبب ضغطه على عرقها النابض ..
اندفع سلطان بقوة اليه ونزعه بسهولة وقوة بعيداً عنها …ثم اوقفها سلطان سريعاً وملس على ظهرها وشريان معصمها حتى تستعيد وعيها متسائلاً بقلق واندفاع _ انتى كويسة ؟
اومأت وهى تلتقط انفاسها وعيناها تكاد تغلق فاسندها مجددا على المقعد كى تستريح ونظر لادم الذى يقف يطالعه بعيون حمراء كالدم وخلفه محمد الحارس يمسكه بقوة ..
كانت سيلين تتنفس بصعوبة بينما سلطان يقف يطالع ادم بغضب ولكنه عاجز عن الحديث … وادم يحاول الفكاك من بين يدي محمد ولكن محمد لم يسمح بذلك ..
اردفت سيلين بصوت متحشرج _ ميدخلش باب الشركة تانى … لو دخل الشركة هتترفدوا .
جرّهُ محمد للخارج وادم يحاول الافلات ولكن محمد يفوقه قوةً بينما سلطان كان يتابع سيلين التى تملس على عنقها وتسحب شهيقاً تكافئ به رأتيها .
بعد دقائق اقتربت منها وداد تهدأها مردفة بحزن _ حقك عليا يا سيلين هانم … مكنش لازم اخرج واسيبك معاه .
اومأت سيلين مردفة بعدما استعادت وعيها _ مالكيش ذنب يا وداد انا اللى طلبت … كنت مفكرة انى بتكلم مع انسان .
كان كل هذا يحدث امام سلطان الذى يتابعها بصمت … حك انفه بسابته مردفاً بثبات _ سهل ان اي انسان يتحول لو اللى قدامه استفزّه .
نظرت له بصمت ثم اردفت موجهة حديثها لوداد _ وداد ممكن تطلبيلي واحد عصير فريش لو سمحتى ؟
اومأت وداد وخرجت تلبي طلبها بينما تطلعت سيلين الى سلطان الذى ابتعد يقف ينظر لها ايضاً واردفت _ اولاً شكراً على تصرفك معايا … لتانى مرة بتثبتلي انك شهم … شهم وحشري .
تعجب منها وامال برأسه يتأكد مردفاً _ حشري ! .
اومأت مردفة وعلى ثغرها شبه ابتسامة _ دى حقيقة .
رأى شبح ابتسامتها فابتسم هو الاخر واردف وهو يهز رأسه _ تمام … على العموم انا معملتش غير واجبي … عن اذنك .
اردفت بخبث _ اتفضل يااااا …
اردف قبل ان يغادر _ سلطان … يااااا .
ابتسمت لا ارادياً مردفة _ سيلين الحلوانى … بيتهيألي معروف .
اومأ مردفاً بنظرة آسرتها _ تمام يا سيلين هانم … وعلى فكرة عيونك احلى من غير دموع .
قالها وغادر بينما تركها تتخبط فى مشاعرها وعقلها الذى يعنفها دون رحمة ..
خرج من مكتبها واثناء ذهابه الى المصعد قابل نبيل الذى تعجب من وجوده فأردف متسائلاً _ سلطان ! … انت بتعمل ايه هنا ؟ .
اردف سلطان وهو يضع يده فى جيب بنطاله _ ابداا يا نبيل بيه … بس ياريت تفهم ابنك ان اولاد الاصول ايدهم مبتدمدش على الحريم … عيب اوى اللى عمله … لولا اننا وصلنا فى الوقت المناسب كان زمانه مخلص على بنت عمه .
اتسعت عين نبيل مردفاً بصدمة _ انت بتقول ايه ؟ … ادم ! … هو فين الحيوان ده ؟
خطى سلطان يقف امام المصعد مردفاً بثبات _ محمد خرجه برة واتمنع يدخل الشركة تانى … والا هنترفد … شوف انت بقى تحب ايه ؟ .
دلف سلطان المصعد ووقف يتطلع على نبيل الذى يقف مصدوماً من افعال ابنه الذى سيهدم مخططاته .
اما سيلين فجلست شاردة تعنف نفسها … كيف لها ان تتصرف بطريقة مراهقة وتجعله يظنها مثلها مثل اي فتاة ؟ ..
كان عليها ان تكون اكثر حذراً وصلابة من هذه التى تصرفت … ليس عليها ان تتعامل مع غريب بهذا الود … عليها ان لا تدع احداً يستغلها … اثبتى سيلين … اثبتى ولا تدعِ احتياجك لاحدهم يهدم حصونكِ ويأكل قوتكِ … كونى قوية ربما يستغلكِ احدهم … كونى قوية حتى لا يتم كسركِ بسهولة ..
تنهدت تملس على رقبتها تتذكر هجوم ابن عمها … نعم كانت ستفقد حياتها … لقد احست ان الهواء اصبح منعدم لولا تدخل هذا السلطان لكانت الان فى خبر كان ..
طرقات خفيفة على باب المكتب تبعها دخول وداد تحمل كأس عصير مردفة _ جبتلك العصير يا سيلين هانم … انتِ احسن دلوقتى ؟
اومأت لها سيلين مردفة بهدوء _ احسن يا وداد متقلقيش .
وضعت امامها كأس العصير واردفت وهى تنظر لها _ سيلين هانم … انا مبحبش ادخل فى اللى ميخصنيش بس كدة الوضع زاد عن حده … النهاردة ابنك عمك كان ممكن بعد الشر يقتلك لولا ستر ربنا و الحرس … مهموش البلاغ اللى ضده ومهموش الحرس الشخصى بتاعك … لازم تلاقي حل ليه … لان واضح انه مش هيسكت .
تنهدت سيلين واردفت بتعب وارهاق _ حل ايه يا وداد … انتى اكتر واحدة عارفة اللى فيها … هو الطبيعي انى استعين بأهلى يحمونى … لكن وضعى مختلف … انا محتاجة حد يحميني من اهلى … تعرفي يا وداد انى فكرت مليون مرة انى اديهم حقوقهم اللى بيتكلموا عنها يمكن وقتها يبعدو عنى … بس لقيت انى لو عملت كدة هضيع الاسم اللى بابا تعب سنين علشان يبنيه … للاسف هيضعوا تعب بابا فى الكباريهات وعلى السُكر والارف اللى بيعملوه … هيضيع على نذواتهم وشهواتهم وبس … انا وبابا تعبنا اوى فى الشركة دى يا وداد وانتى عارفة … ده حق بابا الشرعي يا وداد وهما كلهم اخدوا حقوقهم … بس هما ضيعوا فلوسهم للاسف … انا فعلا بقيت خايفة من ادم اوى … بحمد ربنا انى لحقت نفسي فى الوقت المناسب وعرفته على حقيقته قبل ما كنا اتجوزنا ..
اردفت وداد وهى تتطلع اليها بعدما جلست امامها _ طيب يا سيلين هانم مالكيش حد قريب من اهل مامتك الله يرحمها ؟ … حد يقف لهم .
هزت رأسها مردفة _ للاسف لاء يا وداد … اهل ماما عايشين فى استراليا والعلاقة شبه معدومة … ماما الله يرحمها كانت بتحاول تتواصل معاهم وده كان ايام خالتو الله يرحمها ومن وقت ما اتوفت والعلاقة اتقطعت … بس اكيد وصلهم تقارير التركة … يعنى الاولى هما اللى يتواصلوا معايا يا وداد مش انا … تعرفي يا وداد … انا لو لقيت الشخص اللى يقدر يقف لهم ويحميني ويحتويني … الشخص اللى احس معاه بالامان والراحة … الشخص اللى اسلمه نفسي وروحى وقلبي … وقتها فعلا مهيهمنيش اي حد مين ما يكون … مش هعين حراسة ولا هنام قافلة عليا ١٠٠ مفتاح … وقتها هحس بالسلام فعلاً .
نظرت لها وداد بحزن مردفة _ هتلاقيه يا سيلين هانم … انتى تستاهلى انك تتحبي وترتاحى … المهم يكون كدة بجد ميبقاش حد استغلالي زيهم .
اومأت لها واردفت وهى تتناول كوب العصير وترتشف منه القليل _ يالا يا وداد … يالا نكمل شغلنا .
&&&&&&&&&
فى الصعيد
فى محافظة قنا
تحديداً فى منزل سهيلة ابراهيم السوهاجى .
تجلس القرفساء تصنع الخبز بطريقة احترافية وتقف تراقبها ام زوجها مردفة بعنف _ اعجنى حلو يابت سوهاج … ايه اهلك معلموكيش كيف العجين بيتعجن ولا ايه ؟
اردفت سهيلة بجرأة وهى تلوى العجين على يدها بمهارة _ لا ازاي يا مرات عمى …علمونى طبعاً … ارتاحى انتى بس تلاجى رجولك وجعوكى من مراقبتى .
اردفت دليلة بغضب وهى تلغزها فى كتفها بقوة _ يا جليلة الحيا … اراجبك ليه ان شاء الله … انى براجب العجين ليبوظ … مع انه باظ خلاص يا عرة الحريم .
استغفرت سهيلة فى سرها واكملت ما تفعله متجبة اياها بينما جاء زوجها محروس يردف بترقب _ بتعملي ايه يا سهيلة ؟ … فين الوكل انى جاي ميت من الجوع .
نظرت له سهيلة مردفة بضيق _ معملتش وكل لسة يا محروس … امك مكدرانى من صباحية ربنا الاول شيعتنى لاختك نعمة اوضبلها الدار لانها حبلة وتعبانة وانا حلوة وزينة وسليمة ودلوجيت حكمت عليا اخبز … هعمل اكل امتى بقى ؟ .
اتسعت عين دليلة مردفة بغضب _ وه وه وه اخص عليكي يا واكلة ناسك … وهو انتى لو كنتى جولتى انك هتطبخي لجوزك انا كنت حوشتك ؟ … ولا هى حجة وخلاص ؟
غضب محروس مردفاً بانزعاج _ بكفاية عاد حديت … جومى يا سهيلة اعمليلي لقمة وسيبي العجين لامى تكمله .
ادعت دليلة التعب وجلست على اقرب مقعد مردفة _ لا يا ولدى انا مجدراش عاد … استنى لما تخلص .
وقفت سهيلة تزيح العجين عن يدها مردفة بدلال وهى تتطلع على زوجها بحب _ لا يا مرات عمى … العجين يستنى … هعمل لجوزى الوكل واكمله … ثوانى والوكل يكون جاهز يا نور عيني .
ابتسم محروس برضا وغادر خلفها بينما نظرت دليلة لها بصدمة مردفة بغل _ وه وه … يا بت المركوب … حرباية بصحيح … ماشي يابت روايح … يانى يا انتى .
&&&&&&&
بعد اسبوع مرت به الاحداث كالمعتاد
بينما تغيرت طريقة سيلين مع هذا السلطان من المراهقة الى الجدية والرسمية حتى ان عقله بات يُشغل بها ولكن مع ضغط نبيل وخطيبته لمياء عليه بدأ يفكر فى طريقة للتقرب منها اكثر من ذلك .
عنف نبيل ابنه ادم بسبب ما كان سوف يقدم على فعله ونصحه بأن يبتعد عن الاجواء قليلاً حتى تهدأ سيلين ثم يعود للشركة مجدداً
خرج سلطان من منزله قاصداً عمله الجديد فوجد لمياء تقف على الباب الخارجى لمنزلها تنتظره ..
رآها فتنهد واقترب منها مردفاً وهو يتطلع حوله _ ايه مصحيكي بدرى كدة يا لمياء … وواقفة كدة ليه خير ؟
اردفت لمياء بضجر وهى تتسائل _ مالك يا سلطان ؟ … من وقت ما بدأت شغل ف الشركة وانت بتبعد … ده بدل ما نقرب … حتى دبلتك قلعتها .
تنهد يستغفر ثم اردف بتعجب _ فيه ايه يا لمياء ع الصبح ؟ … مانتى عارفة كل حاجة وعارفة الحكاية من اولها … وانتى اللى اقنعتيني اوافق على الحكاية دى اصلا ..
ربعت يدها امام صدرها مردفة بحزن _ ايوة بس معرفش انك هتبعد كدة ! .. انا مبقتش اشوفك ولا اتكلم معاك الا قليل اوى … بقالك اسبوع اهو ولا اتقدمت خطوة حتى .
اردف متعجباً _ وانتى عيزانى امضيها على ورق بمليارات واضحك عليها فى اسبوع يا لمياء ؟ … اصبري يا ماما شوية … اديني بحاول اهو … بس تعرفي شكلها مش سهل زي ما كنت مفكر … دى طردت ابن عمها من الشركة وقدرت تمنعه يدخلها فعلاً .
اردفت لمياء بتأكيد _ شوفت … اهو زي ما قولتلك … دى تستاهل اللى يتعمل فيها … وانت اللى كنت زعلان وخايف تكون ظالمها … المهم يا سلطان خلص بسرعة علشان ابويا كل يوم يسألنى خطيبك عمل ايه وسوا ايه … خلص خلينا نتجوز بقى ونرتاح من الهم ده .
اردف سلطان وهو يستعد للمغادرة _ ماشي يا لمياء يالا اطلعى انتى متقفيش كدة … وانا هحاول اخلص بدرى واجيلكوا بليل اتكلم مع ابوكى .
فرحت واردفت بسعادة _ بجد يا سلطان ؟
اومأ مبتسماً وغادر بعدها الى الشركة بينما هى صعدت تخبر والدها بالامر .
&&&&&&&
عند سيلين التى استيقظت على رنين هاتفها الخاص … تثاوبت وهى تتحرك بتكاسل على الفراش تحاول التقاط هاتفها من على الكومود …
التقطته ونظرت فوجدته رقمٍ غير مسجل … تعجبت ولكنها قررت الرد … فتحت الخط واجابت _ الو ! .
اتاها صوت رجل غريب مردفاً _ صباح الخير يا سيلين هانم … اسف لو ازعجتك .
اتكأت على ذراعيها وجلست مسندة ظهرها على مقدمة الفراش مردفة بتساؤل _مين معايا ؟
اردف المتصل يعرّف عن حاله _ انا رضوان المالكى … صاحب شركة مارو .
تنهدت بضيق مردفة بعملية _ اهلا يا رضوان بيه … خير ؟
اردف رضوان بصوت خبيث _ تحبي ابعتلك العضو المنتدب امتى علشان توقعوا العقود ؟
تعجبت سيلين واردفت بتساؤل _ عقود ايه يا رضوان بيه ؟ … الكلام ده كان قبل اسبوع … لكن حاليا الاسهم بتاعة شركتكوا نزلت خالص فى البورصة ومبقاش ينفع اشترى … انا عرضت عليكم قبل ما تخسروا انى اشتريها بمبلغ كويس جدااا بس انتو رفضوا السعر وحالياً انا كمان برفض العرض من اساسه .. شكرا على اتصالك .
كادت ان تغلق فاردف رضوان بنبرة تهديدية _ فكرى تانى كويس اوى يا سيلين هانم … مش هنختلف ع السعر وبلاش تتسرعي فى قرارك … الحكاية كلها اسبوع واحد مش مدة يعنى .
اردفت بذكاء وتساؤل _ انت بتهددنى ولا ايه يا رضوان بيه ؟ … عموماً انا مش برجع فى كلامى … وكان هيكون شرف ليكو التعامل مع شركة الحلوانى بس مافيش نصيب … عن اذنك .
اغلقت الخط تتنهد بضيق وقد عكر هذا الاتصال مزاجها فشردت تفكر بخوف فى ماذا ان تعرض هذا الشخص لها بسوء …
تأفأفت وهى تقف تستعد لبدء روتينها مردفة باختناق _ مكانش ناقصنى غيرك انت كمان .
بينما على الجهة الاخرى يجلس هذا الرجل يستشيط غضباً مردفاً بضيق ووعيد _ البت دى لازم تتربي … حتة بنت ادوسها بجزمتى تقولي شرف ليا انا … انا لازم اعرفها مين هو رضوان المالكى ..
رفع سماعته واردف عبر الهاتف بعدما اتاه رد _ كان معاك حق … البت دى لازمها قرصة ودن …. عوّر ومتموتش .
&&&&&&&
بعد ساعة كانت سيلين تنزل من سيارتها امام الشركة ومحمد خلفها كالعادة … اردفت وهى تمشى بثبات _ محمد … هتطلع معايا فوق .
اومأ محمد مردفاً _ اوامرك يا سيلين هانم .
وقفت على باب الشركة الاساسي ونظرت من خلف نظارتها الى سلطان الذى اومأ لها بصمت فأردفت هى بجدية _ سلطان … خلى بالك اليومين دول كويس اوى … ربما يحصل امر غير معتاد .
ضيق عيناه مستفهماً يردف بصلابة _ خير يا سيلين هانم ؟ … عرفيني امر غير معتاد ازاي ؟
مطّت شفتيها مردفة _ لسة مش متأكدة بس بردو خلوا بالكوا كويس اوى … الحرس مش قليل بس لازم انبهكوا لانكوا اكفأ اتنين معايا .
اومأ سلطان مردفاً بثقة وصدق _متقلقيش من اي حاجة … اطمنى .
نظرت له نظرة لم يفهمها ربما لم يخبرها احداً بتلك الجملة سوا والدها فقط … انتبهت على حالها فاومأت بصمت ثم ولجت الى الشركة وخلفها محمد الحارس .
مر النهار بسلام وانتهى دوام العمل واستعدت سيلين لتغادر … خرجت من مكتبها مارة على مكتب وداد … اردفت سيلين بتساؤل _ ايه يا وداد لسة كتير ؟ … يالا علشان تروحى لابنك وجوزك .
ابتسمت وداد مردفة بطيبة _ حاضر يا سيلين هانم … قربت اخلص نقل البيانات وهروح علطول …اتفضلي انتى .
اومأ لها وغادرت بينما محمد ينتظرها خارجاً … نزلت معه عبر المصعد ومنه الى الخارج … تتبع خروجها سلطان بعيون كالصقر …
خرجت من باب الشركة والحارس يسبقها والسيارة تنتظرها امام الباب … سلطان يتابع جيداً … هناك سيارة سوداء تأتى ببطء شديد يثير الشك فى عقل سلطان ..
بدأت السيارة تسرع مع حركة سيلين ومحمد يحميها بجسده الضخم وقد بدأ يلاحظ ايضاً تلك السيارة السوداء كلياً وعندما استوعب انه هجوم وضع يده ليلتقط سلاحه فإذا بنافذة السيارة تفتح ويصوب منها احدهم على محمد بطلق نارى فيصاب فى كتفه الايمن …
يحاول التماسك برغم المه حتى لا يسقط ولكى يحمى سيلين المرعوبة فبادله القناص بطلقة فى ساقه ادت الى وقوعه وانكشف جسد سيلين التى تقف مستسلمة كلياً لولا طلقة خرجت من سلاح سلطان بمهارة ودهاء مصوبة على ذلك الرجل واصابت هدفها قبل ان يطلق رصاصته فمات على الفور .
اسرعت السيارة تغادر بسرعة فائقة وبرغم ضربات سلطان المتتالية كي يوقفها الا ان السائق كان ماهراً كفاية ليتخطاها .
اجتمع الحرس جميعاً وحالة من الهرج والمرج حدثت فى الشركة بسبب ما حدث بينما تطلع سلطان الى سيلين بترقب وجد جسدها الضئيل يرتعش بقوة … لفت نظرها الى هذا الملقي ارضاً غارقاً فى دماؤه والذى يحاول بقية الحرس اسعافه الى ان يأتى المسعفون فلم تحتمل وبدأت تهز رأسها بعنف فاتجه اليها سلطان يردف بصدق محاولاً تهدأتها _ اهدى متخافيش … اهدى هو كويس … متخافيش انا معاكى .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية على القلب سلطان)